Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 08 April 2005

هل حان الوقت لنتحرك - الهامي الميرغني

الزميلات والزملاء الأعزاء

تحية طيبة وبعد

منذ سنوات كانت مصر تريد بناء مشروع تنموى تنتقل به من الاقطاع الى الرأسمالية وكانت تحتاج الى تعبئة الفائض الاقتصادى من اجل دفع التطور الاقتصادي لذلك اممت المصارف الأجنبية حتى تضمن تعبئة المدخرات تحت الإدارة المصرية دون تدخل من البنوك الأجنبية ودولها والتى تختلف مصالحها عن مصالح التنمية فى العالم الثالث .

ولكن مع بدء الانفتاح الاقتصادي بدأت عودة البنوك الأجنبية وبدء تسرب المدخرات المصرية للخارج بل ان بعض البنوك الوطنية توظف جزء من محفظة استثماراتها فى الخارج اى لدعم التنمية خارج الوطن بينما هناك مشروعات تتعثر ولا تجد التمويل اللازم.

ولقد ظلت الحكومات المتعاقبة لسنوات تتحاشى خصخصة بنوك القطاع العام الأربعة رغم تهيئة الأوضاع لذلك وتفكيك بنوك القطاع العام وتحجيمها ، ولكن حكومة الدكتور نظيف وضعت نصب عينيها خصخصة بنوك القطاع العام . وها هي تبدء ببنك الاسكندرية باعتباره اضعف الأربعة الكبار .

إن خصخصة القطاع المصرفى هو خطوة كبيرة نحو فقدان مصر لسيطرتها على الجهاز المصرفى وفقدان القدرة على تمويل التنمية بغض النظر عن سيطرة القطاع العام اوالخاص . إنها خطوة كبيرة وتحتاج لتجميع الصفوف والتصدي لها.

هل يمكن للمعارضةبكافة فضائلها التى تسعى لبناء مشروع تنمية بديلة للقائمة حالياً أن تتصدي بكافة الوسائل لهذه الخطوة ، لنخرج الى الشوراع لنعلنها بصراحة " لا لبيع البنوك العامة" " لا لخصخصة الثروة الوطنية ". أما أن الآون لتقييم تجربة الخصخصة قبل استكمال البيع وحساب الأرباح والخسائر .

إذا لم نواجه ما يحدث بجدية ونتصدي له فلا يجب ان نلوم بعد ذلك الا انفسنا.

مع خالص حبى وتقديري

دعاية انتخابية على نعش أحمد زكي - حمدي جمعة

لم يفوت الإعلامي الكبير (160 كجم ) الفرصة 0فيما كان المصريين يزرفون الدمع الثخين علي فتاهم احمد ذكي فإذا به يزج باسم الرئيس مبارك في ليلة المأتم 0 استغل عماد أديب أجواء الحزن ووضع علي خديه نقطتا دمع واستدعي تسجيل سابق للفتي احمد ذكي وهو يشكر الرئيس مبارك لاهتمامه بعلاجه علي نفقة الدولة 0 حالة ضعف أنساني من فنان مرهف المشاعر تجاه اهتمام واجب من الدولة استغلها عماد أديب في برنامج البيت "بيتهم " وأعاد بثها وهو يضمن تحلق المصرين الحزانى علي ضناهم حول التليفزيون0 أذا هذا هو" الفكر الجديد "للدعاية الانتخابية لوزارة الإعلام في عهد انس ألفقي انتهت الدعاية المباشرة 0 ألان تتسلل فقرات التأيد في كل مناسبة وعبر كل برنامج 0 حتى الإعلامية المخضرمة أمال فهمي استغلت أول ناصية في برنامجها لتقابل وبالصدفة ؟ مواطنة تحدثها عن تعديلات الدستور وتشبه السيدة أمال فهمي ما يجري في مصر بمناسبة تعديل طريقة اختيار رئيس الدولة بإحداث فيلم إمبراطورية ميم حينما طالب الأبناء بضرورة إجراء انتخابات منزلية وتضع السيدة فهمي خطوطا حول إجماع الأبناء في الانتخابات علي ماما 0معتبرة إن إحداث الفيلم شبيه بما يحدث في مصر 0 إما تكريم احمد ذكي كما أراد المصرين فهو أمر يخيف النظام 0 وما جري بميدان مسجد مصطفي محمود يقدم نوعا جديدا من الجنازات وهو الجنازة" البوليسية "وليست الرسمية أو الشعبية 0احيل بين المصريين وبين ابنهم الراحل وتعالت هتافات المواطنين المتجمعين حول المسجد " عازيين نصلي علية " وإمام الخوف الرسمي من الجموع يتم اختطاف النعش بخطة بوليسية محكمة ويضرب الراغبون في تشيع ابنهم وتحاصر سيارة تكريم الإنسان بمصفحات الشرطة 0 ماذا يخيفكم من نعش احمد زكي؟ ماذا تتوقعون من البسطاء الذين جاءوا لوداع ابنهم المخلص؟ لماذا تحجبون المحبين عن حبيبهم في رحلته الأخيرة ؟0 ما رأي السيد عماد أديب في الإصرار البوليسي عن منع التكريم الشعبي لفنان الشعب؟ وهل حلال علي النظام مصادرة النعش وتشويه بعبارات الدعاية الانتخابية الرخيصة وحرام علي المصريين الصلاة على فتاهم0؟ أفتونا ياأهل الفكر لامؤاخذة الجديد0 متي يصبح البيت بيت المصريين

حركة خلاص من اجل ليبيا - البيان الثاني

في ذكرى مذبحة 7 ابريل الطلابية فأننا وبعد الترحم على أرواح الشهداء؛ نحيي أبناء شعبنا البطل الذي تفاعل معنا بإيجابية.. وبعد ما اطلعنا على كتابات وردود الأفعال على انطلاقة الحركة فإننا ندعو إخواننا في الخارج لنبذ الخلافات جانبا فلكل الليبيين الحق في اختيار الوسيلة التي يرونا مناسبة للخلاص من الظلم و القهر دون أن يكون في ذلك السبيل أي خروج على ثوابت النضال الليبي ومن أهمها لا للهيمنة الخارجية لا لتدخل العسكري من الخارج لا للتطبيع مع اليهود في إسرائيل أو خارجها، و لأننا رأينا بأم أعيننا ما جرى في العراق فلن نقبل بذلك في ليبيا الحبيبة وهذا ما دعانا لأخذ زمام المبادرة وإطلاق الحركة لأنه لا يوجد لدينا إلا خيارين الأول نقعد في بيوتنا في ذلنا وننتظر الأجنبي بجحافله يدك بيوتنا ويقتل ويشرد الأسر ويغتصب الحقوق التي نناضل من أجلها ويدمر الوطن الغالي.. أو نخرج إلى الشارع ونكون نحن الليبيون أصحاب المبادرة ونكفي أهلنا شر القوى الأجنبية و شر النظام الجاثم على صدره فعلينا نحن الليبيين أن نختار بين اثنين لا ثلاث لهما أما التغيير أو الاستعمار.



و بالنسبة لرئاسة الحركة فنحن في خلاص قد سبق لنا اختيار رئيس للحركة وهو شعبنا الليبي الأبي.

أما بالنسبة لبيان الاتحاد الوطني للإصلاح حول اختيار المناضل الذي نجله كثيرا ونحترمه الأستاذ فتحي الجهمي فإننا نقول إن الأستاذ فتحي الجهمي ذلك المناضل البطل الذي قال كلمة الحق ولم يخف جبروت المتجبرين و الذي نسأل الله له الخلاص؛ قال قولته ليس طالبا لمنصب ولا جاه إنما قالها عن إيمان وصدق وإن مثل هذا الإعلان باتخاذه رئيسا لهذه الحركة أو تلك إجحافا بحق الرجل الذي رفض فكرة الرجل الأوحد بل دعا إلى إن يكون لليبيين الحق في اتخاذ من يرونه أصلح لإدارتهم فإن ليبيا ألام الحنون فيها من الرجال الذين ناضلوا وقدموا كل ما يملكوا من جهد ونحن نعلن أن هؤلاء وشعبهم رئيسا لحركة خلاص



أما بالنسبة للتهديدات التي تصل من بعض أفراد النظام فنقول لهم نحن أردناها سلمية ولن تستفزونا لنخرب بلادنا فأنتم قلة وستتلاشون تحت ضغط الشارع الليبيين الحي ونحن نعلم إنكم ستكونون أول الفارين لان روح الوطنية والضمير معدومة عندكم إنكم ما كدستم الأموال في الخارج إلا لمثل هذا اليوم لان تهديداتكم تخيفكم أكثر من أن تخيف شعبنا المقدام، فهي صادرة عن ضعف وخوف إنما تقومون بذلك حتى لا يقوم الشعب الليبي الأبي ويكشف زيفكم وأنكم لستم قادرين على المواجهة.. إنكم تهددون في العلن ولكن تقولون في سركم إنها النهاية وما تهديداتكم إلا محاولة يائسة للفرار من الواقع و المصير المحتوم (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) ونقول لشعبنا تدبر في قول الله تعالى ( اللذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمه من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل عظيم)

وما هذا إلا وعد من الله بالخلاص والنصر والسلامة.

Thursday, 07 April 2005

حركة كفاية تدين الارهاب

الحركة المصرية من أجل التغيير
لا للتمديد... لا للتوريث... نعم للحرية

كـــفـــايـــة

لا للعبث بمقدرات الوطن
لا لسيناريو الفوضى والعنف
لا لكافة أشكال التدخل الأجنبي والتآمر

تعلن الحركة المصرية من اجل التغيير"كفاية" كحركة شعبية تستهدف التحول الديمقراطي السلمي كمخرج وحيد للمجتمع المصري من أزمته الشاملة إدانتها الصريحة ،ورفضها التام للعمل الإرهابي الجبان ،والذي تم فى الأزهر واستهدف بعض السياح الأجانب ، والذي يشير بأصابع الاتهام لقوى الاستبداد والفساد والهيمنة الداخلية والخارجية ، والتي تعلم علم اليقين أن التحول الديمقراطي الحقيقي وبأيدي أبناء الوطن ووفق مصالحه تتناقض مع مصالحهم ومشروعاتهم وجرائمهم ،وتؤكد الحركة المصرية من اجل التغيير للمتآمرين على مستقبل الوطن أن مثل هذه الإعمال الإرهابية لن توقف الأمة المصرية عن نضالها السلمي المشروع من اجل الحرية والديمقراطية ، وتهيب بكل أبناء الوطن ممن لديهم أي معلومات عن مرتكبي هذا العمل الإرهابي التقدم بها فورا لجهات التحقيق،والتنبه لمثل هذه الأعمال المشبوهة والمخربة والتي تسعى لجر الوطن لسيناريو الفوضى ، أو قتل روح الحرية التي دبت فى الأشهر القليلة الماضية مرة أخرى فى جسد الوطن الذي أوشك على استعادة عافيته ، كما تدعو كل القوى السياسية المدنية للتضامن والوقوف صفا واحدا لإنجاز التحول الديمقراطي بشكل سلمى يضمن لمصر مخرج حقيقي من أزمتها الشاملة ، مخرج يتجاوز سيناريو الفوضى الذي يسعى أعداء الحرية والتقدم لفرضه على مجتمعنا.

و تحذر "كفاية" من إستغلال هذا النوع من الحوادث الإجرامية في محاولات يائسة لإطالة عمر الإستبداد والقهر، أو إتخاذها ذريعة لتسويغ إستمرار الطوارئ و إهدار المكاسب التي تحققت للشعب في الفترة الأخيرة في التعبير عن تطلعاته نحو التغيير الشامل.

القاهرة في 7-4-2005
موقع الحركة:
http://www.harakamasria.com/
المندرة:
http://www.harakamasria.net/vb3/index.php?

Friday, 01 April 2005

صفحة الغلاف - أسبوع حافل بالمظاهرات



في هذا العدد

مظاهرة كفاية في القاهرة

كان مقرر لها ان تعقد امام مجلس الشعب ولكن هدد مدير امن القاهرة بنفسه قيادات الحركة بالقبض عليهم جميعا ومن معهم وبالفعل شوهدت سيارتان على الاقل من المخصصة لنقل المساجين منتظرتان امام مجلس الشعب ......
إضغط هنا للمزيد

مظاهرة كفاية في الاسكندرية

وقفت أنتظر و بدأ "الكفايويون" يتجمعون في البهو و إقتربت مني محامية أعرفها (ربنا يخليها كانت نشيطة جدا) و اعطتني ملصق عليه "كفاية" ثم سالتها "في حد زي كمال خليل حيكون معانا" ......
إضغط هنا للمزيد


مظاهرة من اجل الافراج عن عادل الانصاري والمعتقلين

بشرى سارة لجماهير التلفزيون في شهر رمضان القادم
برنامج الكاميرا الخفية برعاية مباحث أمن الدولة ......

غلاف كتاب عادل الأنصاري الذي تمت مصادرة نسخه من منزله
وحصلت الوعي المصري على نسخة منه
إضغط هنا للمزيد

-

مؤتمر القاهرة الثالث
ضد العولمة والامبريالية والصهيونية

إوعى الونش يشيلك - وائل عباس

تجدون اسفل هذا الكلام نص بيان وزارة الداخلية المصرية الصادر يوم 28 مارس 2005 حول الاعتقالات الاخيرة لحوالي خمسون شخصا منهم عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب ارشاد الاخوان وعادل الانصاري من جريدة افاق عربية وآخرون.

ونصيحتي لضعاف القلوب هي عدم قراءة البيان ... لانه قد ينتج عن قراءة هذا البيان نوبات ضحك هستيري تؤثر على عمل وظائف عضلة القلب وتسبب مضاعفات في الرئتين والفشة والكلاوي والكبد والقوانص والممبار ... وجدير بالذكر انه لن توجد اعراض ظاهرة على المخ المتغيب ولا يخشى على المرارة من الفقع على المدى القريب لوجود حصانة مسبقة وحالة مستعصية من التنحيس ... ونحذر من استخدام اللسان بكثرة هذه الايام وخاصة في الاماكن العامة حتى لا يتعرض صاحبه لاعراض اعتقال مرضية بتهمة الهذيان والتفوه بكلام غير مفهوم مثل الديمقراطية والحرية والتغيير ينتج عنها التحويل الى مستشفى العباسية (العباسية تشابه اسماء بس والله وماليش علاقة بيها على الاقل حاليا) ... هذا وقد ازعر من ازعر ...

ومن قراءة البيان يبدو ان المعتقلين تم رفعهم بالونش وان من القى القبض عليهم الكونستابلات وعربيات الاتاري بتهمة تعطيل المرور والركن في الممنوع أو رفعتهم عربيات البلدية بتهمة اشغال طريق ... وليس امن الدولة ولا حاجة يعني ... وانهم محبوسون في ادارات المرور بعد ما سحبوا منهم النمرة (الرقم القومي) ... فمثلا ازاي الاستاذ عبد المنعم ابو الفتوح يجرش على الرصيف فوق كوبري قصر النيل هو عشرة من زملاؤه ... ده راجل دكتور متعلم ومثقف واكيد عارف قوانين المرور ... وان ممنوع الوقوف فوق الكباري ... الا طبعا للمنتحرين بسبب عدم قبولهم في الوظائف الدبلوماسية لانهم غير لائقون اجتماعيا !!!

اتمنى بس محدش من المعتقلين يكون كان رافع فرامل اليد علشان الكاوتش وكده وان حد يكون بيطمن عليهم احسن حد يسرق الكاسيت بتاعهم او يفك المرايات او الاريال وهم محجوزين ... اصل انا عارف ايه اللي بيحصل في الحالات دي ... وياريت الامور ما توصلشي انهم يتعرضوا للبيع في مزاد علني ...

اما بقى اللي كان معاه طماطم او موز او حلبسه او كبده وسجق او حتى كان فارش بجرجير وبقدونس ... فدول عوضهم على ربنا لان الحاجات دي بتخش القسم تتفرق هناك ...

والف شكر للامن المركزي لاسهامه في فك الاختناق المروري اللي عملوه الوحشين بانزاله عشرة الاف جندي بعرباتهم المصفحة وحاملات الجنود الى الميدان لتنظيم حركة المرور الله يكرمهم ... ومنح موظفي مجمع التحرير اجازة على غفلة حرصا على راحتهم بعد ما كانوا نزلوا من بيوتهم وركبوا المواصلات ووصلوا ميدان التحرير واتحسب عليهم اليوم غياب أونطة ...

وسلامي للحاجة متفق عليها وعيالها ... وما تسالونيش مين دي ... ها تعرفوها من آخر البيان لوحدكم ...

وائل عباس

نص بيان وزارة الداخلية حول الاعتقالات المرورية اللي مش سياسية ابدا خالص مالص:

أمس 27 الجاري تحركت مجموعات لتنظيم تظاهر أمام مجلس الشعب بدعوي تعبيرها عن موقفها من مسارات الإصلاح والتعديلات الدستورية، ونظرا لعدم التزام هذه المجموعات والعناصر بسابقة تحذير قيادتها بعدم الخروج ضمن مسيرات وإزاء حظر تقدمها الي منطقة مجلس الشعب فقد اتجه بعضهم الي التجمع بشارع ضريح سعد وكذا أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس.. مما أعاق سير وحركة المرور بهذه المنطقة المحورية
وقد قامت قوات الشرطة بصرفهم وتم ضبط خمسين عنصرا لإصرارهم علي التجمع واتخذت الإجراءات بشأنهم.
وغني عن الذكر أن رغبة تلك العناصر وكذا عناصر من اتجاهات سياسية أخري في التجمع أمام مجلس الشعب قد فقد مبرره أصلا نظرا لأن هناك من السادة نواب مجلس الشعب من يمثلهم ويعبر عن وجهة نظرهم وموقفهم وكان الأحري أن يولوهم الثقة بالكامل في هذا المجال.
وتنوه وزارة الداخلية علي أنه قد سبق أن حددت الضوابط للتجمع والتظاهر بالطريق العام وفق القواعد القانونية وأسوة بما هو معمول به علي مستوي كافة الأنظمة الديمقراطية.
وقد سبق ان استجابت مختلف الاتجاهات السياسية لذلك تجسيدا لحرية التعبير المنظم عن الرأي وتؤكد الوزارة مجددا أن كافة وسائل التعبير عن الرأي متاحة سواء من خلال الندوات أو المؤتمرات أو الصحف الحزبية أو السادة أعضاء مجلسي الشعب والشوري المنتمين لكافة الاتجاهات والكيانات السياسية بمختلف توجهاتها.
وأن وزارة الداخلية لعلي ثقة من تفهم المواطنين والكيانات السياسية الشرعية للاعتبارات الموجبة لأن يأتي أسلوب التجمع والتظاهر وفق الضوابط المتفق عليها.

نوال السعداوي من وجهة نظري - شاهيناز عبد السلام

كثير من المحيطين بي ( وليس جميعهم) يعترضون على رأيي في نوال السعداوي إذن ما هو رأيي ؟إنني لم أقل إلا ان ما قرأته لها أعجبني و انني أريد إن شاء الله في يو م من الأيام أن أقرأجميع أعمالها والتي يتعذر علي الحصول عليها لأنها ممنوعه في مصر ,
أول مرة قرأت للدكتورة نوال السعداويكان عمري 14 سنة و كان مقالا بالفرنسية في كتاب صدر في بيروت حتى انني إعتقد ت أن نوال السعداوي لبنانية و لكنني إكتشفت فيما بعد أنها مصرية و من كفر طحلة!!!
أكاد أزعم أن كل من يتحدثون عن نوال السعداوي و يتهمونها بالكفر و المجون لم يقراوا لها سطرا و أن كل كلامهم عنها سماعي يعني بناءا على ما سمعوه من الأخرين الذين أيضا قد لم يقرأوا أو قرأوا و لم يفهموا أو قراوا و لم يعجبهم الكلام فقولوه يعني غيروه .
لا أنا و لا اي مخلوق على هذة الأرض له الحق في أن يكفر أحد لاننا لا نعلم ما في القلوب و ربنا وحده هو الذي يعلم و يعرف إذن لا أستطيع أن أوافق على ما يقوله الأخرون عن الدكتورة نوال السعداوي و بعدين لو كانت ما تكتبه هذه السيدة كلام فارغ او ليس فيه فائده ما كان علماء العالم قد اجهدوا نفسهم في قراءة اعمالها و ما قد تم ترجمت أعمالها للغات مثل الإنجليزية و الفرنسية و الصينية فلماذا يهتمون إذا كان كلامها لا يضيف و لا يثري التاريخ الإنساني إذن؟أسمع من يقول أن هؤلاء كفرة ولاد كفرة و يتامرون على الأمة الإسلامية !!!! وأرد أنه لكن للأسف الشديد أعمال نوال السعداوي ممنوعة من التداول في الأمه و ترجمت و الناس كلها قرأتها ماعدا أهل الأمه .
أعتقد أن الأنظمة العربية قد رأت في كاتبة مثل نوال السعداوي خطرا لان ما تكتبه يحرض العقل على التفكيرو هو ما يخشونه لذلك قمعت تلك الأنظمة أعمال نوال السعداوي وبذكاء لا يخلو من الغباء تركت تلك الأنظمة الأصوليين الإسلاميين يلعبون دورهم و هم يعلمون انلهؤلاء تأثير على الرأي العام حيث تحولت أعمالها في رأيهم من التفكير إلى التكفير و رموها بكل التهم و لكنها رغم عنهم و عن الجميع ظلت و ستظل و أكاد أرى يوما يدرس الأطفال و الشباب أعمالها في الفصول لما لا و قد كانت دائما تقول كلمة الحق ووقفت ضد الصهونية و الهيمنة الأمريكية على المؤسسات الدوليه مثل الأمم النتحده فقامت بشجاعة بتقديم إستقالتها من الأمم المتحده بجمله صغيرة قالت فيها:"لا أظن ان تحرير النساء في أسيا و أفريقيا سيحدث من خلال الأمم المتحدة" لما لا و هي من لم تنسى مذبحة "سيربيرنيتشا" في البوسنة و صبرا و شتيلا و عين الحلوة و الكرامة و الرشيدية.
تحياتي لهذه الكاتبة المفكرة

إبن الأيه - مصطفى قيسون

غلب الظن فى رأيى أن استخدام التعبير "يا ابن الإيه" بين المصريين عادة لايمثل قذفا فى حق الآخر وموقع هذه (الإيه) هنا لاتدل على شئ

محدد فهى تستخدم كثيرا فى حواراتنا مثل "بتقول إيه"

و"عشان إيه" و"أنا أعمل إيه".. والغريب أن كلمة (إيه) هذه قد ذكرها المهندس المبدع سامح مقار فى كتابه الممتع (أصل الألفاظ

العامية من اللغة المصرية القديمة) حيث يقول سيادته أنها تعنى البقرة أوالعجل فى اللغة المصرية القديمة.. فحمدت الله أن الناس فى عصرنا

لاتتناولها بهذا المعنى!.. فهذه الكلمة تأخذ أحيانا وضع المنقذ عندما تهرب الكلمات من طرف اللسان عندما تواجه صديقا عزيزا قد رفعت

(الكلفة) بينك وبينه فتعبر له عن سعادتك للقائه بقولك "يا ابن الإيه!" وإذا ما قام أحد بإنجاز عجزت أنت عن عمله لأنه قد خرج عن حدود

إمكاناتك فتريد أن تعبر له عن إعجابك الشديد مع افتقادك لحظتها للكلمات المناسبة فتهتف تلقائيا "يا ابن الإيه!".. كأننا استبدلنا معانى معينة

مثل "الذكى" أو"المفكر" أو"العبقرى" بكلمة شاملة هى "الإيه".. وبالطبع هذه "الإيه" ليست الكلمة المميزة لصاحبنا رائد الأغنية

الشعبية الذى عجز عن أن يجد لأغانيه (القفلة) المناسبة فيظل (يجعًر) مثل الطاحونة بعد كل مقطع مرددا "إيــــــــــه...!"..

وأحيانا عندما لاتوجد (كلفة) بين صديقين للدرجة التى يكونوا فيها (واخدين على بعض) فيقول أحدهما للآخر فى موقف إعجاب "يا ابن

المجنونة!".. قاصدا بها المدح وليس القدح!.. وهذا يجرنا إلى ظاهرة السباب التى انتشرت فى مجتمعنا بصفة خاصة من خلال حوار لا

أخلاقى فتكون مصاحبة للشجار الذى تجده فى الشارع وفى الأتوبيس وعلى رصيف محطة القطار وعلى درجات السلم الخاص بإدارة حكومية أو

أمام جمعية تعاونية أو فى طابور من أجل الحصول على رغيف من الخبز من أحد الأفران أو حتى على صفحات الجرائد والمجلات وهى فى جملتها

الأماكن التى يكثر فيها الصدام لتضارب المصالح الشخصية ولإثبات الذات بأى وسيلة حتى وإن كان بحوار غير حضارى يتميز بالعنف ويخرج عن

حدود الأدب كما لو كانت الكراهية قد أصبحت هى التى تحكم علاقات البشر! وربما كان للتحول الرهيب فى المجتمع وانقلاب الموازين والتغير

الذى طرأ على طبقات المجتمع له الأثر الفعال فى افتقارالإنسان إلى المنطق والحجة فيلجا إلى الصوت العالى وعنف الحوار وغليظ الألفاظ!..
إن كل شعب من شعوب الأرض له طريقته فى التعبير عن سخريته من الآخرين أو عدم رضاه عن المواقف الغير مريحة فنجد فى الأفلام الناطقة

باللغة الإنجليزية كلمة سوقية قذرة تلوك بها بعض الألسنة لكنها كلمة وحيدة يرددها أبطال العمل الدرامى عندما يتبادلون العراك الذى يتخلله

السباب.. وهذه الكلمة المشينة يتم تبادلها فقط بين الشخصين المعنيين بالحوار السليط ولايتجاوزهما مطلقا فلا يمتد إلى الأب أوالأم أو شجرة

العائلة!.. أى أن حلبة الصراع القذر والإنحطاط الأخلاقى لاتضم سوى الشخصين المتناحرين.. أما بعض الشعوب فى منطقتنا الشرق

أوسطية الناطقة بالعربية فالحوار يأخذ شكلا مختلفا عند التراشق بالكلمات فى حالة الشجار وعدم فض الإشتباك ليتجاوز كلمات عهد الجاهلية مثل

"خسئت" و"بئس أنت" و"ثكلتك أمك" وكلمات المؤتمرات العربية "نشجب" و"نستنكر" فقد تم تطوير هذه الآليات من خلال قاموس

طويل فى حجم واحد من المعاجم مثل (المصباح المنير) يضم بين كفتيه قائمة من الشتائم ذات المستوى الرفيع يتبادلها المتشاجران ليس فى

شخصيهما فقط بل يتعداهما إلى الأب والأم حتى يمتد لسابع جد رغم أن المشكلة بينهما لاتخص أحدا من أفراد العائلة الكريمة حيث يبدأ السباب

مباشرة دون مقدمات بـ"يا إبن... ..." ثم يضع فى الفراغ مكان النقط ما يشاء من أسماء الحيوانات الأليفة وغير الأليفة وخاصة

الحيوانات التى تتسلق الأشجار برشاقة أو الحيوانات التى تتحمل المشاق وزيادة فى النكاية بالخصم يتم إستخدام أنثى الحيوان!.. ليس للإستهانة

بالأنثى لاسمح الله لكن لما نلاحظه على الشكل العام لذكر الحيوان أو الطير حيث يتمتع بالمنظر الخلاب الذى تفتقر له الأنثى من نفس النوع!..

أنظر مثلا إلى ذكر الطاووس الذى يلمع ريشه بكل الألوان (الميتاليك) وأنثاه بجانبه تتوارى خجلا فتضم جناحيها كأنها مكسورة الجناح! وانظر

إلى الديك التركى الذى يفرد ريش ذيله مثل مروحة بنات (الجيشا) وأنثاه كأنها دجاجة بلا معالم.. ونظرة سريعة غير متفحصة لحوض أسماك

الزينة فتكتشف على الفور أن الذكور تسبح بخيلاء كما لو كانت تعلم بما حباها الله من جمال أخاذ!.. أما عن الإنسان فالأمر يختلف تماما فلا

نجد من الشعراء من التهبت مشاعره فيترجمها إلى قصيدة فى رجل (خنشور) أما المرأة فتجدها دائما قاسما مشتركا ليس فقط بين الشعراء بل مع

كل فنان حتى الذى (انتص) فى نظره تجده يناجى القمر الذى يلهب مشاعره ويلهم قريحته فاستبدل المرأة بالقمر خجلا من أولاده أو خوفا من

زوجته!.. وكما أصاب التطور كل أمور الحياة لم يبخل التطور أيضا من صقل الشتائم والسباب وإعطائها النكهة الحريفة فإذا ما تم تسخين

الموقف من قبل المتفرجين وبلغة المصايف "إديها جاز" فينتقل الحوار على الفور إلى درجة أكثر سوقية فيجتاز كل الخطوط الحمراء حيث يتم

الإنزلاق السريع من أسماء الحيوانات وصفاتها إلى مصطلحات العاهرات ومعلقات حوائط دورات المياه!.. والأغرب من ذلك تجد أحد الخصمين

بعد أن يكيل لخصمه (نقاوة) البذاءة يقول "لولا أدبى وتربيتى كنت أوريك!".. ومما يبرهن على عراقة الشارع فى هذا المضمار أنه منذ

ربع قرن صدر حكم قضائى ببراءة متهم بالقذف فى حق أستاذ جامعى قائلا له "يا إبن الكلب!" فاستطاع الأستاذ المحترم أن يتذكر قول الله

تعالى "والكاظمين الغيظ" فكظم غيظه لكن ذاكرته خانته ولم يتذكر قول المولى عز وجل "والعافين عن الناس" فتمسك بحقه فى رفع الأمر

إلى القضاء لكن القاضى سامحه الله لم ينصفه وحكم ببراءة الخصم إذ جاء فى حيثيات القضية أن "مثل هذه الشتائم أصبحت منتشرة فى الشارع

المصرى لذا لم تعد تخدش الحياء"!!!.. ولو كان هذا القاضى قد حكم على المتهم بما يستحقه دفاعا عن المجتمع لكان ذلك كفيلا بتربية من

استعصى على أهله ومربيه.
وفى الريف المصرى نجد أن أطفال الجنوب فى وجه قبلى قد اكتفوا بكلمات مثل "أطخك" بمعنى أضربك بالبندقية وترفعوا عن الأنماط الأخرى

للسباب أما أطفال بحرى فى الشمال فأكثر تمرسا عن أقرانهم فى الجنوب مع تخصصهم الرفيع فى نوع معين من الشتائم يدعوك للتأمل فعادة مايكون

السباب بتمنى المرض للخصم عفاكم الله وعفانا من كل شر.. لكن لماذا تخصص أطفال بحرى فى هذه النوعية التى تتمنى للخصم

المرض؟!.. ربما لانتشار بعض الأمراض فى الريف حول الدلتا مثل البلهارسيا وغيرها فى فترة سابقة من تاريخ مصر لكننا لا نوجه الإتهام

لجيوش لويس التاسع باصطحاب هذه الشتائم عند حملتهم على مصر لأن التاريخ لايذكر أن لويس التاسع قد سب أحدا ممن أسروه فى (بيت إبن

لقمان) بمدينة المنصورة فالرجل كان يتحلى بالأخلاق الملكية ولم يكن لسانه (زفر) مثل قادة الحملة على العراق!..
وإذا انتقلنا إلى القاموس المؤنث نجد أن مصطلحاته تتوقف على المستوى الإجتماعى فإن كنت من أهل (القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود)

وكنت ترتاد بلاجات الأكابر فسوف تفتقد هذه النقيصة ولن تشنف أذناك بسيمفونيات الهجاء الرخيص لأنه غالبا لا يوجد ما يعكر صفو رواد هذه

المناطق فكل شئ تمام والحمد لله.. وأقصى ما يمكن أن تلاحظه هو استياء إحداهن من معاكسة على الشاطئ فتنفجر قائلة "يا إنْتَ!" وبهذه

الـ(يا إنت) تشعر هى براحة كأنها أزاحت عن صدرها هما ثقيلا لأنها وصفت غريمها بأنه مجرد نكرة!.. وإن احتاج الموقف لشئ من

التجاوز والتخلى عن التربية السامية فلا أكثر من كلمة (بيئة) أى أن الخصم ينتمى إلى بيئة أدنى.. فعلا الباشا باشا.. سيبك انت!..

حتى السباب له مستويات!.. وكل إناء ينضح بما فيه!.. أما إذا انتقلت إلى واحد من الأحياء الشعبية أو ما يطلق عليهم التعبير العصرى

(محدودى الدخل) كما تنعم الدول المتقدمة على الدول المتخلفة بتاج يسمى (الدول النامية) فتجد الواحدة منهن تكيل للأخرى ما لذ وطاب من

كلمات منتقاة لاأدرى كيف تم طبخها كأن تقول إحداهن لغريمتها "يا سوده يا كوده يا قرن الخروب" فتنعت غريمتها بعدم استقامة القوام وبسواد

البشرة مثل قرن الخروب فلا تراها فى الظلام إلا إذا ابتسمت فيعلن بياض أسنانها عن وجودها! أما (كوده) هذه فلم ترد معناها فى معاجم

السباب فربما تقال لاكتمال الوزن والتفعيلة والقافية! ويتضح أن صاحبة الكلمات أنها تميل إلى اللون الأبيض أو الخمرى! مع أن لكل لون رونقه

وجماله وقد تغنى الشعراء من كل لون لكل الألوان!.. أما الخصم فترد على غريمتها بأسوأ منها "يا إبرة مصدية.. يا حبل المعدية.."

وهذا التشبيه لايخلو من مكر وسوء نية فالإبرة المصدية كناية عن القدم وعدم الصلاحية أما حبل المعدية فمن أجل أن (تعايرها) بقوامها النحيل

المتماثل الخالى من علامات الأنوثة البارزة وأنها ليست (مربربة) بحسب مقاييس الزمن الذى ولى!.. فعلا البيئة لها الأثر الفعال فى صقل

الشتائم!.. لكن للحق نعترف أن القاموس الأنثوى أكثر أدبا من قاموس الرجال الذى قد هبط مستواه إلى الحضيض ولو أنى لاأعلم بالضبط معنى

كلمة (الحضيض) فكل ما أعرفه أنها تلتصق دائما بالأشياء السيئة كما يلتصق التوأم السيامى بشرط ألاتسمعها من النساء (الروشة) الذين

يتميزون بالرقة لأنها ستصل إلى أذنيك بمعنىً آخر يدل على القوة والصلابة!.. ونحمد الله أن النساء فى بلادنا لازلن يتمتعن بعفة اللسان ولم

تهبط أى منهن بعد أدنى من "الإبر المصدية وحبل المعدية" وأن قذائف السباب لديهن محدودة المدى مثل الأسلحة الخفيفة فلاتصل إلى جميع الأهل

مثلما يحدث مع قذائف الرجال الصاروخية التى تحمل (النابالم) ليحرق الأسرة بأكملها مما حذى بالنساء العاقلات أن يتنازلن بمحض إرادتهن

لبعض الرجال عن فنون (الردح وفرش الملاية)!.. فأصبح من السهل تحديد نوع البيئة من خلال كلمات السباب!..
والغريب أننا قديما قد أفردنا للهجاء مساحة لابأس بها وصنفنا الشعر فهذا للغزل وهذا للمدح وذاك للهجاء وهكذا وضعنا شعر الهجاء محل تقدير

واهتمام حتى أن أحد الشعراء القدامى انزلق إلى الهجاء وهو فى حالة مدح قائلا:
"أنت كالكلب فى حفاظك للود***وكالتيس فى قرع الطبول"!.. هذا إن كنت أتذكر بيت الشعر..
والآن.. على من تقع المسئولية؟! فى رأيى أن المسئولية تقع على عاتق من يدعى أنه فنان ثم يجد أجهزة الإعلام المتمثلة فى الإذاعة

المسموعة والمرئية وكذلك السينما والمسرح تفتح له كل الأبواب حتى يتبادل الواحد منهم مع الآخر الحوار السوقى الذى تتخلله الألفاظ الجارحة

للأخلاق فينتقل هذا الغسيل القذر إلى الناس عبر هذه القنوات الإعلامية وكل حجة هؤلاء أنهم يضفون الواقعية على أعمالهم وفاتهم أن رسالة الفن

أسمى من ذلك فهى فى رأيى تجميلا للواقع وليس نقله بحسناته وسيئاته.. فلا أظن أن كل مقاييس الجمال فى أعمال فنان مثل (ليوناردو دافنشى)

أو (مايكل أنجلو) يمكن أن تجتمع كلها فى امرأة!.. ولتأثير الإعلام على الشارع تكثر الأمثلة.. خذ مثلا (مدرسة المشاغبين) بما فيها

من إسفاف قد ساهمت وغيرها من المسرحيات مثل (العيال كبرت) فى إعادة تشكيل سلوكيات المجتمع.. وإذا انتقلنا لبعض الأعمال الأخرى

لأدلل بها على مدى تأثيرها على العامة (ليس بالضرورة أثرا سيئا) فنجد (لازمة) فى أحد أعمال (محمد نجم) يندر أن تجد أحدا فى بلادنا

لايذكرها وهى "شفيق ياراجل"!.. وفى مسلسل (رحلة المليون) للفنان الملتزم (محمد صبحى) عندما ابتدع (لازمة) على لسان

شخصية (سنبل) فكان يردد "يخرب مطنك!" وعلى الرغم من أن أحدا لايعرف ماذا تعنى بالضبط كلمة (مطنك) هذه إلا أن الشارع

المصرى عن بكرة أبيه أخذ يرددها خلفه لأجيال وكأنها صارت مثلا!.. ولا يخفى علينا بعض الأفلام التى تجعل المتفرج يتعاطف مع الخارجين

على القانون! وإذا استرجعنا أعمالا كثيرة فى السينما والمسرح والتليفزيون خلال هذا الزمن الكئيب نجدها قد ساهمت فى خلق جيلا عدائيا باليد

وباللسان!
إن الشارع يحتاج إلى إعادة تشكيل سلوكياته وهذه ليست وظيفة المدرسة والبيت فحسب حيث تذهب مجوداتهما أدراج الرياح بتأثير الشارع لذا لزم

تدخل أجهزة الإعلام من خلال إعداد برامج مدروسة تستطيع إيقاف زحف هذا الفساد وإعادة النظر فى قانون العقوبات لردع ذوى الأخلاق السيئة

وتهذيب سلوكياتهم وإعادة ما أصاب تربيتهم من اعوجاج.

الإخوان المسلمون واللعب على أحبال السياسة - أسامة الهتيمي

الآن تأكد الجميع من أن التغيير السياسي في مصر قادم لا محالة فالمؤشر والبوصلة الأولى لتحديد الاتجاه والنوايا السياسية للنظام المصري تحرك أخيرا وبعد طول انتظار مما ينهي معه عمليات التكهن والتحليل وحتى التشكيك في حقيقة الجاري .

فعلى الرغم من انشغال القوى والتيارات السياسية - بغض النظر عن ضعف قدرتها على التأثير- كلها في الحشد والتجبيه من أجل الحفاظ على ما اعتبرته مكتسبات للمعارضة ودوام المطالبة بالإصلاح السياسي كانت جماعة الإخوان المسلمين أكبر وأقوى وأقدم التيارات السياسية والدينية في العالم العربي منشغلة بما هو أولى وأهم باعتبارات أجندتها وجدول أعمالها حتى اعتقد الناس أن الجماعة تحيا لحظات ما يسمى بالغيبوبة السياسية .

فآلاف طلاب مصر بجامعة الأسكندرية يتظاهرون من أجل فيديو كليب وآخرون يتظاهرون في جامعة حلوان من أجل الإفراج عن الصحفي السوري بقناة الجزيرة والمحتجز في أسبانيا تيسير علوني وقبل أيام قليلة تخرج مظاهرات بأغلب جامعات مصر للاحتفال بذكرى اغتيال شيخ المقاومة ومؤسس حركة حماس الفلسطينية أحمد ياسين .. في حين العشرات من غير الإخوان يخرجون للتظاهر شبه اليومي في ميدان التحرير وأمام مجلسي الشعب والشورى للمطالبة بالإصلاح السياسي ورفض محاولات التمديد للرئيس المصري بولاية جديدة فضلا عن رفض التوريث لنجله جمال .

وتنشر على لسان المرشد العام للجماعة وسط كل هذه المعمعة تصريحات تؤكد احترام الجماعة للرئيس المصري باعتباره ولي الأمر الذي يجب طاعته وأن الجماعة على استعداد لمبايعة الرئيس مبارك لولاية خامسة بشرط أن يفتح معهم قناة للحوار وهي التصريحات التي مثلت للملايين من أبناء مصر سواء ممن ينخرطون في العمل داخل صفوف الإخوان أو ممن يتعاملون معها باعتبارها قوة سياسية لها الحق في الوجود الشرعي مثلت لكل هؤلاء صدمة أعادت للإذهان الكثير من المواقف السياسية السلبية التي انتهجتها الجماعة خلال حقب سياسية متعددة .

ولم تشهد كل المسيرات أو المظاهرات بشأن موضوع تعديل الدستور والإصلاح السياسي منذ بدأت العام الحالي أية مشاركة إخوانية حقيقية سوى من عناصر ربما تحركت لتعبر عن نفسها لمواقعها النقابية أو للحفاظ على ماء وجهها الذاتي وربما لتسجل الجماعة لنفسها مشاركتها في هذه المسيرات إن هي عوتبت في هذا .. لكن الجميع يدرك تماما أن تمثيل الإخوان بهذه الضآلة لايعد مشاركة حقيقة وأنه فقط أحد أدوات التكتيك السياسي في لعبة العلاقات مع بقية القوى والتيارات الأخرى وهو ما يسمونه بـ " اللعب على الحبلين ".

وقد كان كل ذلك كفيلا بأن يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن دعاوى الإصلاح والتعديل التي يطلقها النظام السياسي في مصر دعاوى زائفة وليست حقيقة ..أو انها تعد مرونة من النظام المصري للتقليل من حدة الضغوط الخارجية وامتصاص الغضب الداخلي .

لكن اليوم الوضع يتغير وأخيرا يدعو الإخوان إلى مسيرة سلمية أمام مجلس الشعب للمشاركة بفاعلية في مطالب الإصلاح السياسي ويدعون إلى المشاركة الحركة المصرية للتغيير التي تضم في عضويتها ممثلين لأغلب الأحزاب السياسية .

فماذا حدث إذن يدفع الإخوان إلى تغيير استراتيجيتهم ؟ .. هل استيقظوا من غفلتهم أو غيبوبتهم السياسية ؟.. أم أنهم استشعروا بأن حالة من فقدان الثقة والمصداقية بدأت تسري في جسد القاعدة من الإخوان المخلصين ؟.. أم أن الإخوان بعلاقاتهم وقدراتهم المتميزة استطاعوا ان يتأكدوا من حقية الحدث وأنه ليس زائفا ؟ .

الرئيس مبارك في حواره الأسبوع الماضي لصحيفة لفيجارو الفرنسية يؤكد حق الإخوان وحريتهم في الانضمام إلى أي حزب يريدون وهو تصريح خطير يشير إلى تغيير سياسية النظام في التعامل مع الإخوان الذين كانوا سببا رئيسيا وعاملا مهما في علاقة العداء بين النظام وحزب العمل الذي احتضن العديد من أعضاء الجماعة وأتاح لهم فرصة التواجد على الساحة السياسية وهو ما أدى في النهاية إلى تجميد نشاط الحزب وغلق صحيفته .

فالباب أصبح مفتوحا للإخوان واعتبارهم أحرارا من قبل رأس النظام هو جواز المرور بالنسبة لهم وحق ليس من السهل أن يفرطوا فيه .

ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس تعلن وبمنتهى الصراحة بأن بلادها تمارس ضغوطا من أجل إجراء انتخابات رئاسية تنافسية في مصر هذا العام وأنها لم تعد تبالي كثيرا بما يثار من مخاوف من أن المتطرفين المسلمين سيحلون محل الانظمة الاستبدادية ولكن ما يحركها حقيقة قوية مؤداها أن الشرق الاوسط لم يعد ليستمر مستقرا ومضيفة أن التطرف يتجذر في غياب القنوات الاخرى للنشاط السياسي.. ومن ثم فإنه لم يعد ممكنا الدفاع عن الوضع القائم فيما تكون هناك رغبة في التحرك في اتجاه آخر.

إشارتين مهمتين في أسبوع واحد تضيئان الضوء الأخضر لحركة الإخوان المسلمين لم نعتاد أن تتركهما فلسفة السلوك السياسي لحركة الإخوان من المرور مر الكرام دون استغلالها وتحقيق كامل الإفادة منهما لهذا فالفرصة سانحة لئن تتعامل الحركة مع الوضع الجاري بشكل مختلف ولئن تستعرض ولو بشئ من الحذر عضلاتها التنظيمية محققة بذلك عدة أهداف ربما يتعارض بعضها مع بعض دون أن يؤثر ذلك بالسلب على تنظيم الإخوان الذي يعد الحفاظ عليه هو الهدف الأساسي للحركة .

فالتحرك البطئ والتدريجي – حيث كانت دعوة الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام بأن تكون المسيرة رمزية وليست حاشدة - يرسل برسالة صريحة وقوية إلى النظام السياسي في مصر على أن الحركة لا تسعى مطلقا ولا ترغب في الدخول في مصادمات مباشرة معه كما انها على استعداد بأن تتفاهم وتتعاون من أجل إرساء الاستقرار وامتصاص الغضب الشعبي شريطة أن يبدي النظام مرونة أكبر في التعامل مع الحركة .

وتؤكد الحركة من خلاله لكل التيارات والقوى السياسية أنها ما زالت القوة الرئيسية والأساسية في الشارع وأنها الوحيدة الأجدر على تحريكه وهو ما يوحي بإيحاءين لهذه التيارات أولهما الشعور بالإحباط والضآلة أمام الحركة وثانيهما أنه لا مفر من التعاون مع الحركة لتحقيق مطالب هذه التيارات .

وتظهر الجماعة عن طريق تحركها المحسوب والمدروس للعالم وللقوى الدولية أنها حركة منظمة تستوعب جيدا آليات الديمقراطية وأنها قادرة على تملك زمام أمورها وهو ما يشير بقوة إلى قوة التنظيم وقدرة الجماعة في السيطرة على حركة أعضاءه .

كما يمكن بهذا أن تسجل الحركة لنفسها تاريخيا تحركها وتفاعلها مع الشارع المصري في إحداث التغيير المنشود وهو ما يصنف الحركة باعتبارها حركة مناهضة للنظام السياسي وليست حركة تربطها معه علاقة مصلحة أو صفقات سياسية .

وأخيرا فإن الإخوان وعن طريق قرون استشعارهم الحساسة يكونوا بهذا التحرك في مقدمة الصفوف وأقواها التي تعطي لهم الحق في الحصول على النصيب الأكبر من الغنائم إن صدقت حقيقة استشعاراتهم .

بهذا تكون الجماعة قد تعاملت مع كل الملفات بذكاء منقطع النظير وراهنت على كل شئ باحتمالات بسيطة للخسارة والابتلاء وأرضت كل الأطراف مع احتفاظ أعضاء مكتب الإرشاد والإرشاد فقط لأنفسهم بحقيقة نوايا الجماعة وأهدافها حيث أن آلاف الإخوان يثقون في قيادتهم ولا يسألون إذا ما كلفوا بأن يفعلوا فحتما ما يؤمرون به ابتغاء مرضاة الله .

واضح أن الإخوان فرس الرهان الجديد شاءوا أم أبوا فهم أكثر من يمكن أن يحقق التجربة التركية الإسلامية في الشرق الأوسط ليسقط بذلك بعبع الخطر الإسلامي الذي ما فتأ يهدد الولايات المتحدة وأوروبا بغض النظر عن حدود سقف التنازلات الذي قدمته حكومة أربكان ومن بعدها حكومة أردوغان وسقف التنازلات الذي يمكن أن تقدمه حكومة الإخوان المسلمين القادمة في مصر .

الصراع القادم سيكون إذن بين ما يمكن أن يقدمه الإخوان من تنازلات وغيرهم من الإسلاميين الجدد أو القدامى الذين يمكن أن يقدموا تنازلات أكثر ليحظى بثقة ورضا العم سام وهو الامر الذي دفع الإخوان إلى أن ينتقدوا وبشدة محاولات تأسيس أحزاب سياسية قام على إنشائها من يحسب على الإخوان المسلمين لإدراكهم الكامل أنه باستطاعة هؤلاء أن يقوموا بتقديم ما لم يسمح لهم هم بتقديمه الآن .

الحركة ما زالت القوية وما زالت الأجدر على إحياء عواطف الناس والتأثير فيهم فلماذا تصر قياداتها على على قطع الصلة بين ما يطمح إليه الشارع وبين ما تراه هي أنه في مصلحة التنظيم متعللة بتعرضها لما هو أحد أساسيات اختبار حقيقة الإيمان و الجهاد في سبيل الله وهو التضحية والابتلاء ؟ .

سؤال مجنون - يوسف فضل الله

رئيس جمهورية
الأخ العزيز حسام عبد القادر الصحفي لدى مجلة أكتوبر يقوم بتحقيق صحفي إجابة عن سؤال يقول : " ماذا تفعل لو كنت رئيساً للجمهورية ؟" مع أن السؤال مفتوح أي لم يوضح أي جمهورية ؛ عربية أم غير عربية ، وذلك حتى تتحدد رؤيتي كرئيس جمهورية لما أريد أن أفعله من واقع طبيعة الحياة التي تعيشها تلك الجمهورية . مع قناعتي أنه لا توجد جمهورية عربية باستثناء الجمهورية اللبنانية التي إلى حد ما كانت تعد جمهورية سابقا مع أنها قائمة على التوازن الطائفي . ما أقصده بكلمة سابقا : انه بعد 16 عاما من الحرب الأهلية عاد اللبنانيون إلى اكتشاف المعادلة السياسية القديمة حسب دستور لبنان الصادر عام 1943 والذي وضعه الإستعمار الفرنسي " بأن لبنان لا يمكن أن يعيش إلا بطوائفه " أي عدم إلغاء الآخر . فاي جمهورية عربية ، وكل جمهوريات العالم الثالث باستثاء الهند ، هي في واقع الحال دكتاتورية شمولية ، مع أن الدستور للجمهورية وضعه الإستعمار إلا أن الحاكم الدكتاتوري ألغاه وفصَّله لاحقا على مقاسه لحفظ مصالحه الخاصه وللبقاء على كرسي الحكم مدى الحياة في العهد الذي يسمى عهد الإستقلال . لكن والدي يرحمه الله أجاب لي عن هذا السؤال قبل 30 عاما مضت حينما سألني ماذا تريد أن تصبح ؟ أي ماذا تريد أن تكون مهنتك في الحياة ؟ لم أكن أعلم بعد أن عيش مستقبل المواطن العربي الكريم سينحصر بلعب الكرة والتمثيل والغناء والرقص. لكني أجبت والدي :" رئيس دولة " . ضحك مني وعلي وعقب :" هذه المهنة لا تجيب همها ، فان لم يقتلوك بانقلاب عسكري قتلتك هموم الشعب الذي لا يعرف ماذا يريد ". أقنعني جوابه فصرفت النظر عن هذه المهنة ، لكن لا زلت أمتلك المقدرة والرغبة بالإجابة عن سؤال :"ماذا يريد الإنسان العربي من رئيسه ؟" . يريد الإنسان العربي أن يشعر أنه إنسان عادي يعيش في دولة قوية . أهذا كثير؟ أم حقا لا يعرف الرئيس العربي ماذا تريد الرعية منه ؟

الداعية " رقية "

ثارت ضجة إعلامية عندما تولت الدكتورة آمنه عبد الودود ،أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كومنولت في ولاية فرجينيا الأمريكية ، خطبة وإقامة صلاة الجمعة المختلطة في كنيسة سينود هاوس في مدينة مانهاتن ، نيويورك مما يثير أكثر من علامة استفهام . حتى أن العقيد معمر القذافي تناول الحدث من باب الإتهام والزعم بأنها حائض وذلك في كلمته في قمة الجزائر . وكأن القذافي كان على علم بموعد الدوره الشهرية للدكتورة لآمنه .ماذا لو كانت الدكتورة آمنه في سن اليأس أي لا تأتيها الدورة الشهرية ؟ وكيف يعرف العقيد القذافي أن الإمام الذي يصلي وراءه على طهارة ؟ ألا يعلم العقيد القذافي أن هناك قارئات قرآن في مساجد اندونيسيا التي يؤمها الرجال ؟ لم يثر الحدث استهجاني لأن إمامة المرأة المسلمه لصلاة الجمعة المختلطة ليس بجديد إذ كنت قرأت مقالا للدكتور عبد الرحمن حمود السميط رئيس تحرير مجلة الكوثر الكويتية العدد 65 اصدار مارس 2005 عن الداعية " رقية " والتي أعتبرها جندي إسلامي مجهول حين أسلمت بعد تردد بين الوثنية والنصرانية . وقد استقرت رقية في قرية " أيو " التي يقطنها حوالي خمسة آلاف نسمه وتبعد جنوبا عن عاصمة بنين حوالي 68كيلوا متراً ويعيش سكانها على محصول الكسافا وهو نوع من الخضر شبيه بالبطاطا ولكن حجمه أكبر ويتراوح وزنه بين خمسة وعشرة كيلو ويطبخ مع الفاصوليا ويصنع منه الخبز . اعتمدت الداعية رقية في عيشها على بيع المواد الغذائية في تلك القرية . وبعد حوالي 35 عاما على استقرارها في تلك القرية فكرت في نشر الإسلام بين أهلها رغم أن معلوماتها الدينية لا تتجاوز حفظ سورة الفاتحة ومعلومات بسيطة جدا عن الدين الإسلامي . إذ آمن القليل من سكان قرية " أيو " بالإسلام ، لكنها احتارت في أمرهم فهم لا يعرفون الفاتحة بل لا يحفظونها ولا يعرفون عن كيفية الصلاة . فاهتدت باجتهادها إلى إقامة صلاة الجماعة فيهم بحيث تكون هي الإمام للجماعة التي تضم الرجال والنساء وفي مكان واحد ( ليس داخل كنيسة )فأصبحت بذلك إمام المسلمين في القرية ومرجعهم الديني . يختتم الدكتور عبد الرحمن مقالته " وطلبت مني رقية تعيين داعية يقيم بينهم ويؤمهم في صلاتهم ويعلمهم أمور دينهم بعدما علمت أنها لا يصح لها أن تصلي بالرجال والنساء ".

إمامة الداعية رقية في الصلاة ( ليس يوم الجمعة فقط ) لم يثر الاستنكار إما لأنه حدث في قرية أفريقية ولم يعلم به أحد وإما لأنه يلبي حاجة وبعيد عن الأهداف السياسية . وإذا كانت أمريكا حريصة على مشاركة المرأة لديها في كافة نواحي الحياة فالأولى أن تقيم المرأة الأمريكية صلاة الأحد والقداس . وهل تقيم المرأة اليهودية الطقوس الدينية في الكنيس ؟

سؤال مجنون

كتب جوزف جوف في مجلة Foreign Policy عدد فبراير 2005 مقالا مطولا تحت عنوان " عالم بلا إسرائيل " يسرد فيه فوائد وجود دولة إسرائيل في العالم العربي والغربي منها ؛ لولا وجود دولة إسرائيل لم يكن بالإمكان أن يكون للفلسطينيين دولة مستقله لأنه حتى لو انتصرت الجيوش العربية في حرب 1948م لما أنشأت دولة فلسطينية في ذلك الوقت لأن هدف الجيوش العربية كان الإستيلاء على فلسطين وليس تحريرها . وأن إسرائيل لا تخلق التوترات بل تحتوي العداوات أكثر مما تتسبب فيها . فاسرائيل " دولة اليهود الشجعان " ازدهرت ديمقراطيتها في مناخ عربي معاد للحرية . الكاتب لا يقبل مناقشة فكرة وجود إسرائيل لأن هذا حق لها ولم يتواضع بالقبول بمسائلة إسرائيل عن سلوكها ربما لاعتقاده أن ما فعله اليهود بالشعب الفلسطيني ليس نابعا من كراهيتهم بل من تبرير عقدة خوف اليهود الدائم منهم .

أقول طبعا الشعب الفلسطيني ناكر للجميل بأن أوجدت له إسرائيل دولة مستقلة السجون . وأن اليهود انشأوا دولتهم بسبب التوترات التي خلقها لهم الشعب الفلسطيني الذي صنع المذابح ضد اليهود لأن الشعب الفلسطيني حزب نازي . لذا جا ء اليهود لينشروا في أرضنا ديمقراطية القتل والتشريد . والظاهر للكاتب أن الشعب العربي لم يكن موجوداً قبل نشوء إسرائيل ؟ أيضا الحضارة الإسلامية لم يعرفها العالم إلا بعد نشوء إسرائيل . ما يدخل السرور إلى قلبي أنه قبل موتي اكتشفت بفضل هذا الكاتب بركات إسرائيل . السؤال الذي لم يجب عليه الكاتب ولو من باب البعد الأخلاقي هو طالما أن إسرائيل حسب رؤية الكاتب هي البلسم الشافي الذي يروج له فلماذا لا تداوي إسرائيل جراح الشعب الفلسطيني وتقبله للعيش معها بدولة مشتركة للشعبين . لترينا إسرائيل بعضاً من انسانيتها إذا قدرت ؟ أم أن هذا سؤال مجنون يخاطب ضمير ميت ؟ أم أن الكاتب كريم بالتلذذ بمأساة هذا الشعب ؟ أنسي هذا الكاتب أن يقول لنا بأن المذابح التي حصلت ضد الشعب الفلسطيني هي من نسج الخيال الفلسطيني والدعاية العربية ؟

يستنكر الكاتب الصيغة اللينة " السبب الجذري " القائله بأن الإسرائيلين المتعنتين هم المذنبون الرئيسيون وأنهم لا يريدون السلام . فهو بذلك يمارس ما يذكرنا به سيغموند فرويد من أن الهوس يميل للانتشار " على العرب أن يقبلوا الحقائق الجديدة من وجهة النظر الإسرائيلية فقط " . وكأن الشعب الفلسطيني الذي يعيش معظمه في الشتات قد ترك أرضه بمحض ارادته ولم يطرد منها وانما بإتفاق مع الشعب اليهودي وأن الشعب الفلسطيني لم تكن تحدث له المذابح لو (حرف امتناع لامتناع ) لم يقاوم الإحتلال أي ببساطة أن قدر الشعب الفلسطيني أن يذبح بأيدي اليهود لأن إسرائيل لها الحق بالوجود . حتى أن الكاتب يناكف بأن إسرائيل ليست بجار سيء للعرب وليست بدخيل بل جار يتوجب الترحيب به .

يطرح الكاتب سؤال خبيث جداً على أمريكا :" هل ستقل كراهية العالم الإسلامي للولايات المتحدة إذا اختفت إسرائيل ؟" وهل كانت هناك عداوات بين الولايات المتحدة بل واليهود أنفسهم والعرب والمسلمين قبل انشاء دولة إسرائيل . بل إن الكثير من الجنود العرب والمسلمين كانوا يحاربون مع الحلفاء ضد دول المحور .

أميل إلى اللقاء على أرضية مشتركة مع الكاتب الذي (أختلف معه ) حين يطلب من كل ضمير صاف ( الذي يفتقده الكاتب ) أن يعلن بصراحة ما إذا كانت عناصر العجز العربي ستختفي مع اختفاء إسرائيل ؟ الجواب الجازم لا ، لأن كوارثنا هي صناعة عربية عربية لأننا نعاني من نقص الحرية والإفتقار إلى المعرفة وحركة النمو الاقتصادي . ولو لم نكن كذلك لما أتيحت للكاتب جوزف فرصة طرح هذا السؤال أو حتى التفكير به !!

من الجاني الحقيقي - طارق جابر

في سبتمبر 1994 أذاعت شبكة السي إن إن الاخبارية الأمريكية على العالم تقريرا مصورا من السيدة زينب في القاهرة أحدث دويا هائلا خصوصا داخل مصر.



كان الفيلم الذي بثته محطة السي إن إن يصور عملية ختان الطفلة نجلاء – عشرة أعوام – على يد حلاق صحة وبمعرفة ومباركة والديها وحضور صحافية مصرية – المنسقة - وفريق السي إن إن الذي قام بالتغطية.



ومنذ تاريخ بث الفيلم أعتبرت قضية الختان من القضايا ذات الأولوية على أجندة العمل العام، رسمي وأهلي، وثار جدل كبير في المجتمع المصري حول هذه القضية وتم تداولها من كافة الزوايا والاتجاهات، دينية واجتماعية وطبية ونفسية إلخ.



الواقع أن الحادثة كانت جديرة باثارة عدة تساؤلات وقضايا- خلاف قضية الختان ذاتها التي كانت من وجهة نظرنا مجرد مدخل لما هو أعمق وأعم - إلا أن القضايا والأسئلة الأهم في تلك الواقعة لم يتم طرحها على الاطلاق، فيما يبدو أنها - بعد مرور أكثر من عشر سنوات على واقعة تقرير السي إن إن – أصبحت ملحة بدرجة تستوجب لفت الأنظار إليها.



نحن نقول إن القضايا أو الإشكاليات التي أثارها بث التقرير إنحصرت تحديدا في ثلاث مسائل أساسية إستحوذت على إنتباه الرأى العام وشغلته وشكلت صلب تعاطيه مع المشكلة.



المسألة الأولى – العارضة من حيث كونها مجرد مدخل – كانت موضوع التقرير ذاته وهو قضية الختان ومدى مشروعيتها من النواحي الدينية والطبية والنفسية والإنسانية إلخ، والمسألة الثانية كانت إنصبت على غاية المحطة ونواياها السيئة من بث هذا التقرير، والمسألة الأخيرة عالجت توصيف الدور المريب الذي قامت به الصحافية المصرية المنسقة لهذا التقرير.



في تقديري أن واقعة بث التقرير كانت فرصة ومدخل حقيقي لمناقشة قضايا خطيرة وجدية، ولكن ما حدث أن القضايا الحقيقية التي كمنت وراء الحدث تم تجاوزها و تخطيها أو ربما لم تلفت الانتباه أصلا، بينما إنصب الإهتمام على القضية العارضة وقضايا أخرى فرعية شتتت البصر والاتنباه، وهو ما أسهم في بقاء النار كامنة تحت الرماد بينما كل ما جرى التعامل معه كان الدخان والرائحة.



من بين التداعيات والتغطيات التي أثارتها الواقعة يمكن أن نأخذ نموذجا يعبر عن الاطار الذي تم تداول القضية في حدوده، وهذا النموذج هو حوار أجراه الأستاذ مفيد فوزي مع صحافية شابة في قناة النيل الاخبارية في برنامجه ذائع الصيت حديث المدينة.



كان موضوع الحوار هو تقرير السي إن إن، وكان السؤال الذي ختم به الأستاذ مفيد حواره مع مذيعة قطاع الأخبار هو عن رأيها في تصرف تلك الصحافية المصرية، وكانت إجابة الصحافية الشابة هو أن الحكم على سلوك الصحافية المصرية التي سهلت ونسقت لفريق السي إن إن تصوير التقرير يتوقف على فهم دوافعها من وراء عملها، فإذا كانت تقصد إثارة مشكلة قائمة في المجتمع فهذا دور الاعلام ورسالته، أما إذا كانت هناك دوافع أخرى فإن سلوك الصحافية يعد أبعد ما يكون عن رسالة الاعلام وشرف المهنة، ويبقى الفيصل في ترجيح أي من الاحتمالين هو المنبر الذي إختارته الصحافية لإثارة القضية.



بدت تلك الاجابة وقتها من الذكاء واللباقة درجة ظهر معها استحسان الأستاذ مفيد على قسمات وجهه، وبدت المذيعة الشابة كأحسن ما يكون عليه وعى الشباب الوطني والمنتمي.



وعند هذه الإجابة اللبقة وإيتسامة الرضى والاستحسان التي رد بها المحاور إنتهى الحوار من حيث كان ينبغي – من وجهة نظرنا – أن يبدأ أو يمتد نفاذا إلى القضايا الكامنة في عمق الصورة وخلفية الحدث.



نحن بالطبع لا نتحدث عن موضوع تلك الواقعة تحديدا بقدر ما نقصد مضمونها الذي نراه نموذج لسيناريو أصبح مرشح للتكرار بشكل مكثف مع التطورات الكبيرة التي حدثت في العالم من حولنا والتدهور الحاد الذي إنحدرت إليه مجتمعاتنا.



القضايا الأهم التي توارت وراء ظاهر المشكلة أو دخانها والتي تمثل مضمون المسألة وجوهرها يعبر عنها سؤالان غاية في البساطة والمباشرة، سؤالان كان يجب أن يثارا بأعلى صوت عطفا على إجابة الصحافية الشابة وحبور المحاور الجريء.



السؤال الأول هو هل كان في مقدور الصحافية المتهمة – وبالتالي في مقدورنا – إثارة هذه القضية بذات القدر من الوضوح والشفافية – دون أن يعني ذلك بالضرورة إثارتها بنفس أسلوب السي إن إن عبر التقرير المصور –من خلال منبر محلي أو داخلي؟



والسؤال الثاني هو كيف كان يكون رد الفعل إزاء إثارة القضية من خلال منبر داخلي؟ ونحن هنا لا نعني فقط رد فعل الرأي العام ولكن نعني أيضا رد فعل الأجهزة الرسمية ومنحى تفاعلها مع ما يثار من قضايا داخليا.



القضية الجوهرية هنا إذن هي مدى حيوية وشفافية المجتمع في طرح وتعريض قضاياه ومشاكله من ناحية، ومدى فاعلية وإستجابة النظام والمؤسسة لما يثار من قضايا داخليا، فضلا عن التساؤل حول مدى سماحه بإثارتها من الأساس.( لابد أن تعقد المقارنة بين تجاوب المؤسسة مع القضايا التي تثار داخليا وتجاوبها مع القضايا التي تثار خارجيا).



ليس لدينا أدنى شك أن رد الفعل على كلا المستويين – المجتمع والدولة – كان سيختلف جوهريا لو أن القضية أثيرت من على منبر داخلي، هذا بإفتراض أن إثارتها كانت متاحة في ذلك الوقت.



واليوم وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على تلك الحادثة تبدو الأوضاع أكثر تعقيدا وإشكالا، أولا لأن القدرة على إثارة القضايا والمشاكل – سواء عبر منابر داخلية أو منابر خارجية - قد تضاعفت ووترسخت ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ثانيا فإن حيوية وفاعلية المؤسسة في التعامل مع ما يثار من قضايا ومشكلات قد تراجعت وإنحسرت.



والنتيجة الحتمية التي تفضي إليها هذه المعطيات هي ببساطة إمكانية أكبر في طرح المشكلات والقضايا يقابلها قدرة أقل – إن لم تكن معدومة – على حلها والتعامل معها.



هب على سبيل المثال أن مواطنا تعرض اليوم إلى إهانة أو تعذيب أو أن مواطنة تعرضت لهتك عرض أو إغتصاب مثلا في قسم شرطة، فإلى أي مدى تملك وسائل الاعلام - خلاف المعارضة - إثارة المشكلة وعرضها بشفافية وأمانة؟ وإلى أي مدى تملك المؤسسة الحيوية والنزاهة في التعامل معها، وفضى عن هذا وذاك إلى مدى يمكن اليوم تجريم مواطن أو طرف داخلي يسعى إلى إثارتة مظلمته أو مشكلته على منبر خارجي؟



لاشك لدينا أن هناك محاذير كثيرة كانت تمنع أو تجهض وصول أي قضية حساسة إلى الرأي العام، وأن هذه المحاذير قد تقلصت رغم أنف أصحابها، ولاشك ليدنا أيضا أننا نفتقد القدر الكافي من الحيوية والثقة بالنفس الكافي والضروري للتفاعل مع القضايا المثارة والتجاوب معها.، أن استمرار هذا القصور الذي تفاقم على ما هو عليه في وقت أصبح بإمكان أي إنسان بسيط أن يخاطب العالم أجمع ويلفت إنتباهه وفي وقت أصبح لقوى واتجاهات مشبوهة أجندات واضحة ومعلنة للتدخل تحت هذا الستار أو ذاك، لاشك أن هذا وذاك يعني ببساطة ووضوح تهديدا قائما وخطيرا لأمن الدولة والمجتمع كله.



لم يعد مقبولا إذن ولا ينبغي أن يكون مسموحا بمارسة أي نوع الكبت أو التضليل أو المصادرة في إثارة أي قضية، كما لم يعد مقبولا أن تتجاوب المؤسسة والمجتمع مع أي خبر ينشر على صفحة داخلية في أي صحيفة في واشنطن أو لندن أو باريس – نذكر بأنه في الواقعة المذكورة آنفا بادر وزير الصحة آنذاك أصدر قرارا فوريا على أثر تقرير السي إن إن بمنع ختان الإناث خارج المستشفيات وبدون معرفة طبيب – بينما يتعامل بمنتهى الصلف والتجاهل والمناورة مع حملات كاملة تثار ربما لشهور وسنوات طويلة على منابر داخلية.



القصد أننا هنا لا نبرىء كل من يلجأ إلى طرف خارجي سواء لضمان وصول صوته أو رفع مظلمته أو حتى ليستقوي به على الداخل، ولكننا نجرم بالأساس ونحمل المسئولية لمجتمع يفتقد الثقة والشفافية في تعريض وإثارة مشاكله ومؤسسة تفتقد الحيوية والنزاهة في التعامل مع هذه المشاكل وتصم عنها الآذان ولا تفتحها ما لم يأتها الهاتف من وراء الحدود.

لماذا اقول لا لمبارك - عبدالوهاب خضر

إبتدأ من اليوم سأحاول أن أقدم الاسباب الحقيقية حول رفضى لسياسات الرئيس مبارك على كافة المستويات سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا متمنيا أن يغيير تلك السياسات فورا وقبل الانتخابات الرئاسية القادمة ووقتها سوف يكون هناك كلام أخرى .






ومن الناحية السياسية لم يستطع مبارك أن يحكم يوما واحدا بدون قانون الطوارئ تحت دعوى إستخدام هذا القانون لمواجهة الارهاب , بينما تم استخدامه فى حصار الاحزاب المعارضة والحريات !!


فحالة الطوارىء المعلنة منذ 6 أكتوبر 1981 تم مدها خلال هذه الفترة مرتين. فى 26 فبراير 2000 وقبل إنتهاء العمل بحالة الطوارىْ ب95 يوما تقدمت الحكومة فجأة إلى مجلس الشعب بقرار رئيس الجمهورية بمد حالة الطوارىء ثلاث سنوات جديدة اعتبارا من 31 مايو عام 2000 وحتى 30 مايو 2003 ووافق مجلس الشعب بأغلبيته المصنوعة على القرار الجمهورى لنفس الأسباب&nb sp; التى سبق أن مد قانون الطوارىء على أساسها فى السنوات السابقة. وكان واضحا أن هناك سببا غير معلن هذه المرة , وهو إجراء انتخابات مجلس الشعب عام 2000 وحاجة الحكومة إلى حالة الطوارىء لتزوير الانتخابات ومنع الاجتماعات العامة والمسيرات واعتقال المرشحين ومندوبيهم وأنصارهم ومنع الناخبين من الوصول إلى لجان التصويت فى الدوائر التى تقرر اسقاط مرشحين معارضين فيها.


وفى 23 فبراير 2003 تكرر المشهد. فقد فاجأ رئيس مجلس الشعب الأعضاء بأن المجلس تلقى القرار الجمهورى بمد حالة الطوارىْ لمدة 3 سنوات أخرى تنتهى فى 31 مايو 2006 بحجة محاربة الارهاب (وتجارة المخدرات) . ووافق مجلس الشعب فى مساء نفس اليوم بأغلبيته المنتمية للحزب الوطنى على القرار مع اعتراض 30 نائبا هم نواب حزب التجمع وحزب الوفد وعدد من المستقلين وكتلة الاخوان المسلمين.


وكان واضحا أن الهدف من استمرار حالة الطوارىء لربع قرن _لأول مرة فى تاريخ مصر ـ هو احتفاظ الأمن بما يزيد عن 16 ألف معتقل , يخضعون لما عرف بالاعتقال المتكرر , أى إعادة اعتقال من تفرج عنهم المحاكم , دون أن يغادر المعتقل مكان احتجازه. واستمرار شيوع التعذيب فى السجون والمعتقلات كسياسة ثابتة للحكم ، وتقديم المتهمين لمحاكم أمن الدولة طوارىء التى تفتقر إلى ضمانات المحاكمة العادلة ، وخضوع المدنيين للمحاكم العسكرية و التى لا تخضع احكامها لإشراف محكمة أعلى تراقب سلامة تطبيقها للقانون . واستخدام حالة الطوارىء فى اغتصاب سلطة التشريع واصدار أوامر عسكرية لإصدار قوانين أو تعديل قوانين قائمة , وفى تزوير الانتخابات والاستفتاءات العامة, ومنع المظاهرات والتجمعات السلمية . وكانت الأسباب الاضافية لمد حالة الطوارىء أربعة هذ ه المرة .. الخوف من أى رد فعل شعبى لموقف الحكومة والحكومات العربية المتواطىء مع العدوان الامريكى على العراق, ومواجهة أى انفجار جماهيرى مفاجىء نتيجة للارتفاع الجنونى للأسعار بعد تخفيض قيمة الجنيه المصرى ودخول الازمة الاقتصادية والاجتماعية مرحلة الخطر , وقطع الطريق على أى تحرك من أجل الاصلاح السياسى ووقف مد حالة الطوارىء والتى كانت لجنة الدفاع عن الديمقراطية قد بدأت حملة سياسية وجماهيرية حولها , والاستعداد لانتخابات مجلس الشعب والاستفتاء على رئاسة الجمهورية خلال عام 2005.



وواصلت الحكومة استخدام حالة الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات بما فى ذلك القانون رقم 10 لسنة 1914 لمنع المظاهرات والمسيرات السلمية . ونتوقف أمام ثلاث مسيرات بالذات .
- فى يوم الأربعاء 23 ديسمبر قرر خالد محيى الدين ( التجمع) وضياء الدين داود ( الناصرى ) وابراهيم شكرى ( العمل ) وممثلون لأحزاب الوفد والأحرار والاخوان والشيوعى ومعهم 120 من قيادات أحزابهم التحرك من مقر الحزب الناصرى ( ميدان طلعت حرب ) إلى ميدان عابدين لتقديم مذكرة إلى الرئيس حول مواجهة العدوان الأمريكى على العراق . ورفضت الاجهزة البوليسية الموافقة على هذه المسيرة السلمية لرؤساء الأحزاب وممثلى القوى السياسية ، وبمنطق الدولة البوليسية حشدت آلاف من جنود الأمن المركزى حاملى العصى والهراوات والمخبرين السريين وفرق مزودة بالرشا شات وأخرى بالقنابل المسيلة للدموع والأقنعة الواقية من الغازات ، إضافة لعشرات من كبار ضباط مباحث أمن الدولة، فى الشوارع والميادين التى تقع بين ميدان التحرير وطلعت حرب وعابدين ، لمنع تحرك المسيرة ، ولارهاب المواطنين وإثارة خوفهم من الحكم وسطوته.


- فى يوم الأربعاء 15 مايو 2002 - فى ذكرى نكبة فلسطين - قرر حزب التجمع تنظيم مسيرة سلمية من مقر الحزب ( شارع محمود بسيونى) مرورا بشارع شامبليون حتى نهايته قبل ميدان التحرير ـ أى لعشرات الأمتار فقط ـ ويقتصر المشاركة فى مسيرة التجمع على 200 فقط من قيادات الحزب المركزية فى القاهرة ، تعبيرا رمزيا عن رفضنا للإحتلال الفلسطينى وتأييدنا للشعب الفلسطينى وقيادته وانتفاضته . وخاطب الحزب ـ طبقا للقانون ـ مدير أمن القاهرة يخطره بالمسيرة وموعدها وذلك قبل الموعد المحدد بـ 15 يوما . وقامت قيادات مباحث أمن الدولة ـ أصحاب القرار الحقيقيين ـ بزيارة مقر الحزب قبل الموعد المحدد بـ 72 ساعة ، وبعد حوار طويل أبلغونا بالموافقة على هذه المسيرة . وقبل انطلاقها بأقل من 24 ساعة عادوا لإبلاغنا باعتراض وزير الداخلية على هذه المسيرة الرمزية . وفى الساعة الثانية عشر صباح 15 مايو كان 150 من قيادات الحزب قد نجحوا فى الوصول إلى مقر الحزب بعد أن فرض آلاف من قوات الأمن المركزى وفرق الأمن المزودة بجميع أنواع الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع والكلاب وفرق الكاراتيه حصارا على مقر الحزب والشوارع المقرر أن تسلكها المسيرة . وعندما حاول هؤلاء بقيادة الأمين العام وأعضاء المكتب السياسى والأمانة المركزية التحرك من شارع كريم الدولة ( مقر الحزب ) إلى شارع محمود بسيونى تصدت لهم قوات الأمن وضباط مباحث أمن الدولة ومنعتهم بالقوة من بدء المسيرة . واضطر د.رفعت السعيد إلى فض المسيرة بعد أكثر من نصف ساعة من حصارها والقى خطابا إتهم فيه الحكومة بمهادنة الصهيونية والرضوخ للضغوط الأمريكية والاستقواء على الشعب المصرى ، وأضاف أن الحكومة أصبحت ملطخة بالفساد ومعادية لأى ممارسة حقيقية للديمقراطية وتخشى من أى تحرك جماهيرى سلمى واتهم وزير الداخلية بالكذب مشيرا إلى تصريحات الوزير فى الصحف بأن المسيرات السلمية مسموح بها بينما يمنعها على أرض الواقع .




- وفى مطلع 2003اضطرت وزارة الداخلية للسماح بالتجمع الواقف ( دون الحركة ) أمام مجمع التحرير وجامع السيدة زينب وجامعة القاهرة ، ولكنها لم تسمح بأية مسيرات ، وذلك فى محاولة لإمتصاص الغضب الجماهيرى من التهديد الأمريكى بغزو العراق . ولكن عند وقوع الغزو انفجر الغضب الجماهيرى ، ونجح المتظاهرون يوم الخميس 20 مارس فى إحتلال ميدان التحرير والتحرك نحو السفارتين الأمريكية والبريطانية ، واصطدمت الشرطة بالمتظاهرين مما أدى إلى إصابة 13 منهم . وفى اليوم الجمعة 21 مارس تحرك المصلون من الأزهر إلى ميدان التحرير حيث تظاهر الآلاف ضد الغزو الأمريكى واصطدمت الشرطة بالمتظاهرين وألقت القبض على مئات منهم ، ثم اعتقلت عضوى مجلس الشعب " حمدين صباحى ومحمد فريد حسنين" فى انتهاك واضح للدستور والقانون ، وافتعلت حريقا لأحد سيارات الاطفاء لتبرير الاعتداء على المتظاهرين والقبض عليهم وحبسهم 15 يوما طبقا لسلطات النيابة فى ظل حالة الطوارئ.
وعندما حصل المهندس عبد المحسن حمودة على حكم من محكمة القضاء الإدارى ( 4 فبراير 2003) بالغاء إعتراض وزارة الداخلية على تنظيم مظاهرة سلمية من ميدان السيدة عائشة وحتى ميدان التحرير ومبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة ، ودعت أحزاب التجمع والناصرى والعمل والوفد والشيوعى والاشتراكيين الثوريين واللجنة الشعبية المصرية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطينى ولجنة الحملة الشعبية لمواجهة العدوان على العراق والهيمنة الأمريكية لتنفيذ الحكم يوم 4 أبريل 2003 وبدء المظاهرة من ميدان السيدة عائشة .. لم تمتثل وزارة الداخلية لحكم القضاء ولجأت للاستشكال فى الحكم أمام القضاء العادى ( وهو قضاء غير مختص) رغم علمها يقينا ببطلان هذا الاستشكال حيث لايعرف قضاء مجلس الدولة الاستشكال فى أحكامه، ثم أصدرت قرارا قبل المسيرة بأربعة وعشرين ساعة بمنع هذه المسيرة . وفى صباح الجمعة 4 أبريل احتلت قوات الأمن المركزى ميادين وشوارع القاهرة ومنعت دخول السيارات فى ميدان التحرير والسيدة عائشة ، وحاصرت ميدان السيدة عائشة والجامع الموجود به ، وألقت القبض على 40 شخصا نجحوا فى الوصول إلى الميدان قبل موعد المظاهرة بعدة ساعات ، وأفرجت عنهم فى المساء عدا 11 منهم صدر قرار النيابة بحبسهم 15 يوماً . وأكد الحكم بذلك طبيعته البوليسية ومصادرته لحقوق الانسان وحقوق التظاهر والتجمع والاضراب وتجاهله لأحكام القضاء.







وتعرضت الأحزاب السياسية لسلسلة من الأزمات مع الحكم وفى داخلها وفى العلاقات فيما بينها . فقد جمدت لجنة الاحزاب حزب الأحرار ، وهو أحد أحزاب ثلاثة قامت عام 1976 ( حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى - حزب مصر العربى الاشتراكى ( تحول عام 1978 إلى الحزب الوطنى الديمقراطى) - وحزب الأحرار الاشتراكى ) ، وبعد وفاة مؤسسة ورئيسه " مصطفى كامل مراد" عام 1998 وتنافس ستة من قياداته على رئاسته وعقد كل منهم مؤتمرا للحزب انتخبه للرئاسة . واستمرت جريدة الحزب ( الأحرار ) فى الصدور رغم اختفاء الحزب وعدم وجود قيادة له . وافتعلت أجهزة الأمن مؤتمرين لحزب العمل انتخب كل منهما رئيسا له ، أحدهما سبق استقالته من الحزب والثانى شخص مجهول لاهوية له ، وبحجة تنازع أكثر من شخص على الرئاسة ، قررت لجنة الأحزاب فى مايو 2000 تجميد نشاط حزب العم ل برئاسة المهندس إبراهيم شكرى ، ووقف صدور جريدة الشعب نظرا لتجميده . ورغم حصول الجريدة على 11 حكما قضائيا بعودتها للصدور فلم تلتفت لجنة الأحزاب لهذه الأحكام ، ولا للحكم الصادر من مجلس الدولة بعدم اختصاص لجنة الأحزاب بالصراعات الداخلية فى الأحزاب أو التنافس على زعامتها ، وبالتالى بطلان قرارات تجميد الأحزاب استنادا لوجود صراع على رئاسة الحزب وهو مايختص به القضاء العادى... وللحديث بقية

حبيس في جسدي - أحمد فؤاد

كثيراً ما سرح خيالى فى تساؤلات لا أول لها ولا آخر


بيد أن من أكثر التساؤلات التى ألحت عليِّ



هى الروح




تلك الروح الساكنه فى نفسى .. الروح التى هى أنا وليست هي ما أراها فى المرآه , و شدتنى العلاقه العجيبة بين الروح والجسد , والتى كما رسمت فى عقلى رسماً بدائياً كمحاولة مبدأيه للفهم .. صوره لأتوبيس تركب فيه الروح فى بدايه نمو هذا الجسد .. إلى أن يموت الجسد .. فتنتهى رحله الروح !!!!






وعندما مات جدى .. جلست أمامه أتأمل جسده الراقد الممد على الفراش .. أتلمسه وأنا أغسّله وهو بارد كالثلج .. و أنا أتسائل أين ذهبت الروح !!! , وكيف تخرج بتلك السرعه ؟ .. كانت أول مرة فى حياتى أتعلم أنه لا يوجد أى فارق بين الدميه وبين جسد الانسان بدون روح !!! والتى لا أفهم كنهها .!!




ثم بدأت فى رسم آخر داخل عقلى .. يصور الجسد بسجن أبدى تُحبس فيه الروح .. إلى أن يشيخ الجسد أو ينهار فجأة





تلك الصوره المشوشه البدائية جداً , لم تُشبع بداخلى الإلحاح القوى الذى كان يملأنى .. مما جعلنى أتجه إلى المقالات المتعلقة بالروح والجسد .. قرأت مثلا أن الجسد كالمصعد الذى يركبه الروح حتى يصل لنهاية رحلته - تصوير يُشبه صورتى البدائيه - , قرأت العديد من المقالات الغريبة و التى تتكلم عن تناسخ الأرواح بين حقبات الزمن المختلفة , وعن عن علاقة الأرواح بالأشباح .. وأشياء كثيره فى بعضها الخرافات وبعضها الحقيقة ..






الغريب فى الأمر أن الله سبحانه وتعالى يقول أن الروح من أمره فقط .. وما أوتينا من أمر الروح إلا شئ يسير !!!! . وهذا يجعل كل شئ جائز .. فلا حقيقة مؤكده






حاولت أن أتفهم وحدى بعد تلك الخلفية الثقافيه التى قرأتها عن هذا الموضوع . و ذهبت لدنيا عجيبه من الاستنتاجات والخيالات .






أنا الذى هو أنا .. أشعر فى بعض الأحيان أننى لست أنا .. حتى عندما أنظر إلى المرآه أحياناً لا أصدق أن هذا هو نفسى .. أحياناً يكبتنى هذا الجسد فلا استطيع أن أطير أو أجرى أو ألعب أو حتى أقاتل ..





لأن المشكله التى اكتشفتها .. أننى روحى .. ولكنى أعيش بقواعد الجسد فقط .. كالسياره التى أركبها .. صحيح أننى أريد أن أسير بها بسرعه 100 كيلو متر فى الساعه .. ولكن عدم وجود مياه فى مبرد السياره أو زيت فى المحرك أو أو .. يجعلها لا تستطيع السير بتلك السرعه حتى وإن رغبت أنا فى ذلك ..







نفس المبدأ إذن .. الجسد هو وسيله مواصلات فى الدنيا .. لهذا عندما أمرض مثلاً أتمنى أن أسير على قدمى ولكن جسدى لا يقدر على ذلك .. وفى بعض الأحيان لا أريد أن أنام ولكنى أخر واقعا إذا ما استيقظت لفترة طويلة ..






المشكلة الأخرى أننى لا استطيع حتى أن أختار وسيلة مواصلاتى . لا أحد يستطيع اختيار جسده ... وكم من روح رائعه عرفتها فى حياتى ولكنها محبوسه فى جسد متعب ومنهك أو فيه نسبه من العجز أو ليس به لمحه من الجمال !!!







والعكس أيضاُ .. كم من أجساد رائعه عرفتها .. وأشك أنها تملك روحاً فى الأساس






الذى تعلمته أننا من نتحكم فى أرواحنا .. نحن من نشكلها ونجعلها مبتسمه أو مرحه أو كئيبه .. ولكننا لا نستطيع أن نفعل هذا مع أجسادنا .. ولهذا نجد الكثير من الناس يتعجبون من حب الناس لشخص ليس بجميل .. ولكنه يعللون ذلك بأن دمه خفيف أو روحه حلوه !!





عجيبة تلك الروح ... وعجيب هذا الجسد




!!!!!!!!!!!

احترموا عقولنا - سامي عمران - ميلانو

افاد السيد/ العماوى وزير العمل أنه لا يوجد عماله مصريه فى اسرائيل !!!!! ماشي
و افاد سيادته بأن العاملين الأجانب فى مصر لا يتجاوز عددهم 18 الف عامل فى تخصصات لا مثيل لها فى مصر

يعنى سيادته يقصد - على قد تفكيرى المحدود الجاهل - 18000 يعملون فى تخصصات نادره

يا جماعه اول مره اعرف ان الرقص البلدى و لعب الكوره و فتح عينك تاكل ملبن دى تخصصات نادره
يعنى مثلا ممكن سيادته يتكرم و يتعطف و يفهمنا
مديرى الفنادق 99% منهم اجانب
مديرى الأغذيه و المشروبات بالفنادق 99.5 % منهم اجانب
معظم الراقصات و ملاحظى الشواطئ و نوادى الغطس فى الغردقه و شرم الشيخ اجانب

هما دول النوادر و الخبرات العظيمه

طيب ماشي .. طب و النقاش و السباك و اخصائي التبريد و التكييف الأمريكان اللي مرتب الواحد منهم 8000 دولار شهري بالأضافه الى السياره و السكن المفروش الراقي ... دول برضه نوادر ؟

السيد وزير الداخليه اعتقل بعض المشاركين فى المظاهرات بتهمة تعطيل المرور!!! يعنى خمسمائه أو ألف بنى آدم عطلوا المرور ... والداخليه قلقانه جدا على تعطيل المرور !! ماشي

طيب العشرة الآف عسكرى أمن مركزى و مئات المركبات المصفحه اللي نزلت الشوراع كانوا بيسلكوا المرور ؟
و لما موضوع تعطيل المرور ده خطييييييير جدا و يستاهل الأعتقال ... ليه بنعطل البلد كلها و ليه بنوقف الناس بالساعات زى الكلاب و بنقفل الشوارع و حتى الناس اللي ماشيه على رجليها
بنوقفهم .. و العيان يموت و اللي عنده امتحان يولع - يعني لو نجح حيعمل ايه - و المسافر يدور له على طياره تانيه و اللى وراه اي مصلحه طظ فيه و في مصالحه
كل ما الباشا أو الهانم أو احد الأنجال أو احد الساده الوزراء فكر - مجرد التفكير- انه يخرج من بيته


يا جماعه أرحمونا ... و اذا كانت الرحمه صعبه .. على الأقل أحترمونا و احترموا عقولنا
و الله و الله و الله ان ربنا خلق لنا عقل زيكم بالظبط ..و بيشتغل برضه مش حتة طوبه

Friday, 25 March 2005

صفحة الغلاف - مظاهرة 20 مارس 2005 في ميدان التحرير

بمناسبة القمة العربية

الكاريكاتير اهداء من الدكتور شريف عرفة

مظاهرة في ميدان التحرير يوم 20 مارس 2005 في ذكرى الاحتلال الامريكي للعراق شارك فيها مختلف الاتجاهات السياسية من اشتراكيين الى حزب عمل الى حزب التجمع الى الناصريون ولوحظ غياب حزب الغد عن المظاهرة ... كما شهد الميدان مظاهرة اخرى مصطنعة من مؤيدي مبارك اغلب الظن انهم من رجال الامن المركزي مرتدين ملابس مدنية وبعض اعضاء الحزب الوطني الحاكم ... وقد تحول يومها ميدان التحرير الى ثكنة عسكرية حيث زادت اعداد الجنود وسيارات الجنود عن المارة والسيارات العادية ناهيك عن عدد المتظاهرين ... وشوهدت سيارات الامن المركزي مخبأة في كل شوارع وسط المدينة الجانبية من العتبة الى التحرير ... وحظيت المظاهرة بتغطية اعلامية ضخمة اجنبية طبعا ... اما في مصر فمن لم يمر من ميدان التحرير لم يسمع بها اذا كان يسمع ويشاهد الاعلام المصري.




بدون تعليق


مافيش شغل
مافيش فلوس
مافيش جواز
مافيش سكن
مافيش عدل




المظاهرة المصطنعة

القاهرة مدينة الخطيئة الفاضلة - وائل عباس

اسم الفيلم رباعية المدينة ... وهو من انتاج المعهد العالي للسينما باكاديمية الفنون ومدة عرضه عشر دقائق ... تمثيل ولاء الشريف وتصوير احمد جبر وسيناريو واخراج أمير رمسيس ... قمت بتنزيله من على الانترنت ولا اعرف متى تم انتاجه ولكن اعتقد منذ بضع سنوات عندما كان هناك موقف للاوتوبيس وكوبري مشاه في ميدان الفلكي ... قبل ان ينفوا موقف المواطنين الغلابة ويشردوهم ويدوخوهم السبع دوخات علشان يروحوا يركبوا من ميدان عبد المنعم رياض تحت كوبري سته اكتوبر بعد يوم عمل شاق في وسط المدينة وكانه لا يكفيهم هذا ... والفيلم مستوحى من قصيدة اسمها المدينة للشاعر السكندري كفافيس ورباعية الاسكندرية للورانس داريل.

بالنسبة للورانس داريل فللاسف ما حصليش الشرف وعرفته الا بعد مشاهدة الفيلم مع انه انجليزي والمفروض ان انا بتاع انجليزي ... لكن اللورانس الوحيد اللي اعرفه هو الكاتب دي اتش لورانس الشهير او ديفيد هيربرت لورانس ... لكن ده ما منعنيش اني ادور على معلومات عنه فوجدت انه كاتب رواية انجليزي معاصر ولد في الهند وكتب رواية من اربعة اجزاء عن الاسكندرية سماها رباعية الاسكندرية لانه عاش في الاسكندرية عشرة اعوام قبل وبعد الثورة ... ورباعية الاسكندرية هي "جوستين" و "بالتازاز" و"جبل أوليف" و"كليا" وصورت الرباعيه مدينة الاسكندرية متعددة الجنسيات في تلك الفترة وعلاقتهم مع المجتمع المصري ... والجدير بالذكر ان زوجته قد اهدت كتبه الى مكتبة الاسكندرية ...

وكفافيس لمن لا يعرفه هو كوستيس بتروس فوتياديس كفافيس من مواليد الاسكندرية في القرن الماضي من اصول يونانية ارمينية ... ويعتبر والده اول من ادخل صناعة حليج الاقطان الى مصر بعد ان استقر في الاسكندرية مهاجرا اليها من اسطنبول ... وكفافيس لم يحصل على اي شهادة جامعية ولكنه علم نفسه بنفسه ومع ذلك يعتبر اعظم شاعر يوناني معاصر وفي شعره تتلاقى دائما اليونان والاسكندرية والشرق الاوسط ... ويمكن ان يضرب به المثل في حبه لمدينة الاسكندرية والتصاقه بها ... فاسفاره الى اثينا واسطنبول كانت نادرة وغالبا ما تكون للعلاج او اثناء الحروب.

قد تتباين ردود الفعل حول الفيلم ... لكن بالنسبة لي كان الفيلم كحقنة في العضل او بالبلدي كما يقال جه على الوجيعة ... من اول اهداء الفيلم الى المدينة التي لم تسمى عبثا قاهرة ... مدينة الخطيئة الفاضلة ... الى آخر الفيلم مع صوت محمد منير ... قد يخرجك من المود قليلا ركاكة اللغة العربية للقاريء الذي يقرأ الشعر بدون تشكيل في اول الفيلم ... حتى يقول عشت فيها وضيعت وبددت كل هذه السنين ... وهنا ينزل عليك هذا السطر مباغتا فلا يترك لك فرصة للهرب ... وتشعر فعلا ان القاهرة قد قهرتك ... ثم تفيق مرة اخرى على اخطاء القاريء اللغوية التي شوهت تشكيل الشعر او استغنت عن التشكيل من اساسه ... كان المفروض يجيبوا قاريء لغته العربية سليمة شوية خصوصا وانه بيقرأ شعر ... وتذكرت جمال عبد الناصر لما اختار السادات لالقاء بيان الثورة علشان على حد قوله: "العربي بتاعه كويس" ... رحم الله الجميع ...

وتنقلك الكاميرا من لحظة تأمل فوق هضبة المقطم ومنظر بانورامي للقاهرة المزدحمة باسفل الى ميدان التحرير قلب هذا الزحام ... ميدان الفلكي... ميدان رمسيس ... قهوة الحرية ... النيل والحبيبة والمخطوبين وبرج القاهرة والكورنيش وكوبري قصر النيل ... ليل القاهرة ... البيلبوردات الاعلانية على اسطح المباني ... وسور نادي الزمالك والمهندسين ... باعة جائلين ... محلات فاخرة ... اعلانات مضيئة لمنتجات عالمية ... نسوة عجائز ... ماسحو احذية ... اطفال مشردون ... نوافذ عرض محلات وسط البلد ... ناس سهرانة في الحدائق العامة ... مطاعم مزدحمة فاخرة واخرى على قد حالها ...

بطل الفيلم القاهري الذي قرر ان يتجول فيها كسائح يضع سماعات الووكمان في اذنيه لتنبعث منه اغاني ذات مغزى تصاحبنا طوال الفيلم وان كان من الغريب ان اول اغنية كانت من موسيقى الراي الجزائري للشاب خالد وليست مصرية ... ولا اعتراض عندي على الراي لاني من اوائل من تذوقوه وعشقوه ... ولهذا كلمات الاغنية جعلتني التمس العذر لمن اختارها ... لاني انا شخصيا احب سماع الراي في القطار وانا اشاهد المزارع والخضرة لانه يولد عندي حالة ما ... واغاني الراي عموما كلماتها تصلح لكل زمان ومكان ... كالدراما الكلاسيكية مع فارق هو بساطة كلمات الراي المتناهية المماثلة لبساطة الاغاني الشعبية المصرية كاغاني افراح الفلاحين والصعايدة وموواويلهم ... وكانت الاغنية بعنوان علاش تلوموني او لماذا تلوموني ... تلوموني ليه اني باحب القاهرة ... ده طبعا لسان حال البطل ... وثاني اغنية كانت قلبي ومفتاحه لفريد الاطرش لتعبر عن احد اسباب حب القاهرة وهو وجود من نحبهم بها ...

ثم اغنيتين حقيقة في الجول لمحمد منير ربما لم يعد احد يذكرهما لانهما من اوائل الثمانينات وصوت محمد منير بعد صغير وشاب لا اعرف اسم الثانية ولكن الاولى كلماتها تطاردك كالروح الضائعة التي تبحث عن الخلاص ... لفوا بينا ... قالوا لينا ... قالوا بينا عالمدينة ... لما جينا ... التقينا ... كل شيء فيها ناسينا ... ... ولا تكاد تفيق من التعويذة السحرية التي القتها عليك هذه الاغنية حتى تجد تتر النهاية للفيلم مع اغنية ثالثة لمحمد منير ... ايه يا بلاد يا غريبة ... عدوة ولا حبيبة ... في الليل تصحى عيونك ... ونجومك مش قريبة ... بلاد ماعرفشي ناسها ... ولا عارفاني بيبانها ...

... موسيقى ومدن وحب وذكريات قاهرية ...

مش ها تتجوز بقى يا وائل ... كلمة اسمعها كثيرا من القريب والغريب ... ناس بتحبني او ناس عاوزة تخلص مني ... ناس عاوزة تفرح فيا او تفرح ليا ... طب اتجوز واجيب عيال يطلعوا مدمنين لهذه المدينة مثلي ... واتجوز ليه ما انا متجوز القاهرة ... متجوز القاهرة؟ ... اول مرة تخطر على بالي الفكرة دي وانا باتفرج الفيلم ... طب لو ما كنتش متجوزها اومال لازقلها كده ليه؟ ده انت حتى مش موهوب زي كفافيس علشان تعبر عن حبك ليها ...

عرض للعمل في مؤسسة صحفية سعودية كبيرة في الرياض ... مين زاقق الناس دول عليا وعرفوني منين ... ما عتقدش اني جامد قوي ومشهور كده ... اتهرب منهم بحجة انها فخ يريد ال سعود ايقاعي فيه ليعتقلوني ثم يقذفوني من طائرة في صحراء الربع الخالي ... مين يا وائل؟ ال سعود حته واحدة؟ مش واسعة شوية؟ اهي حجة والسلام باضحك بيها على الانا العليا علشان افضل لازق ومبلط هنا ... وبعدين ها اروح اعمل ايه في السعودية؟ اعد حبات رمل الصحرا؟ ثم انا حالف لا احج ولا اعمل عمرة حتى تتخلص السعودية من وهابيتها البدعة ... والله انت نايم في العسل ... بقى عاوز السعودية تتخلص من وهابيتها ... ومش واخد بالك من سرطان الوهابية والسلفية الذي يزحف على مصر المحروسة ...

قالوا زمان في الجرانين إشراف الاوقاف على المساجد ... رايت بعيني المساجد في مدينة العاشر من رمضان وقد اصبحت خلايا نحل سلفية ... الملابس سلفية والذقون سلفية والكتب لابن تيمية الحراني ومحمد بن عبد الوهاب والجوزية ... وانا الوحيد اللي مش مشمر البنطلون الجينز ... هو فيه ايه يا جدعان ... فين حاجات الشعراوي ... فين الازهرية ... ثم تكرر الامر في كثير من المساجد خاصة في الارياف والمحافظات ... كيف يحدث هذا ... واين اشراف الاوقاف المزعوم ... الخبر اليقين سمعته من رجل أهل للثقة ... المسئولين عن الموضوع في الارياف يتم رشوتهم ليسمحوا للسلفيين ان يسيطروا على المساجد ... والسلفيين فلوسهم مش بتخلص ... وطبعا عارفين جاية منين ... طب ده الراشي والمرتشي في النار ... الراشي المفروض مسلم متدين ... والمرتشي موظف في الاوقاف برضه المفروض مسلم متدين ... يبقى العملية مش اسلام ولا تدين خالص ... العملية سياسة بقى والغاية تبرر الوسيلة ... وآه يا خوفي من الغاية دي ...

طب لما عرضوا عليك تروح ليبيا تشتغل مصمم جرافيك ... نعم !!! عاوزينني اروح للقذافي برجليا ... ده لو عرف اني خطيت خطوة بعد السلوم محدش ها يسمع عني تاني ... مش بعيد مخابراته تدوبني في حوض الحمض ... طب مش يمكن الراجل يستقطبك علشان انت بتشتم في ال سعود ... طب ما انا شتمته في مقال بعد القمة العربية قبل ما يحتلوا العراق وقلت عليه اراجوز وديك رومي ... يا وائل ده تلاقي الراجل عمره ما سمع عنك اصلا ... انت مصاب بالبارانويا؟ ... لا دي برضه حجة والسلام علشان تبلط في الخط ...

الراجل ده انا باكرهه من قبل ما اتولد ... من قبل ما اعرف حتى اني ها اكرهه ... من ايام الثغرة لما شارون قال انه على بعد سبعين كيلومتر من القاهرة ... يومها طلع القذافي في تليفزيونه لابس لبس المظليين وقال انه هو كمان على بعد سبعين كيلومتر من القاهرة ... جاي يحررها ويدافع عنها ... ربنا يشفي ... الله يرحم السادات اللي صدق لما قال عليه الواد المجنون اللي جنبي ...

...

دق قلبي لحبها ... جميلة رقيقة دقيقة وصغيرة السن ... عشر سنوات فارق بيننا ... مصرية كويتية من عائلة متدينة لكن زيادة عن اللزوم ... خلاص لقيتها وها اتجوزها ... طب ها نعيش فين؟ طبعا القاهرة ونعيش على قد حالنا زي ما ربنا قسم لنا ... ماهو انا طبعا مش ممكن اروح بلد اهلها بيحطوا صور المارينز في فصول الاطفال الدراسية كابطال وطنيين ... والطفلة اللي مسكت صورة منهم قطعتها فصلوها من مدرستها ... ويوم ما دخلت امريكا العراق لقيتلك واحد رافع العلم الامريكي والبريطاني بيد وبالاخرى علامة النصر ... طبعا مش كل اهل الكويت كده ... فيهم المتطرف وفيهم الكويس وفيهم اللي فاكر مصر كلها رقاصات وقوادين وتجار مخدرات ... طبعا كل ده بسبب افلام المقاولات التي انتجت باموال امراء الخليج لتشويه صورة "المصاروة" لاغراض المزايدة بعد اتفاقية كامب ديفيد ... بعد ما كان المصري اللي بنى بلادهم شبه مقدس هناك ... والشيء الاكيد انك هناك ها يتقال لك يالمصري على سبيل الشتيمة ... ... لكن هي بتكره القاهرة والزحمة والتلوث والناس الطمعانة في فلوسهم علشان بيشتغلوا في الخليج ... والسينما اللي مافيهاش فيشار بالكاراميل زي الكويت ...

اخوين ساعدتهما على الهجرة الى امريكا بطرق الله اعلم بها وكان ذلك قبل احداث سبتمبر ... الان يلعبان بالملايين واحدهما يمتلك صالة للالعاب القتالية (مارشال آرتس) في نيويورك ... طب اروحلهم؟ بس انا مش باحب الامريكان ... ناس مش مثقفة وعايشين حياة استهلاكية يعانون من حالة اسميها انا الرهاب اللامبالي (بارانويد أباثي) ... كمان يمكن (اتماج) او (اتسموك) في حارة ضلمة من حواري نيويورك علشان يسرقوا مني خمسة دولار ومحدش يسال عليا ... خصوصا اني سمعت ان المسدس كولت تسعة مللي في الشارع بتلاتين دولار بس ... يا بلاش ... حتى هناك لا توجد اثار ولا حضارة ولا دياولو ... حتما ساشعر بالملل هناك ... انت اكيد مش طبيعي يا وائل ... يا عم انا لو رحت هناك انا عارف ديتها ... هاشترك في قنوات الكابل وبالذات المحطات الكوميدية ... واجيب كرسي ليزي بوي زي بتاع جويي وتشاندلر في مسلسل فريندز ... واقعد فيه اتفرج على سيتكومز او (مسلسلات كوميدية) طول النهار ... وهاتخن وابقى قد الفيل ...

الحالة الوحيدة اللي ممكن تخليني اعيش في امريكا هي اني كنت اعيش في عاصمة الهيبز سان فرانسيسكو من 1966 حتى 1974 ... ميك لاف ... نوت وور ... والبنات اللى حاطة ورد في شعرها ... بس انا مش باحب المخدرات ... وكمان كان عندنا في نفس الفترة حربين في مصر ... اكيد كنت ها اتطوع في الجيش حتى لو ما اتجندتش اجباري مافيهاش كلام ... والمشكلة الاكبر بقى هي اني ما كنتش اتولدت اصلا ... خسارة ... لما اتولدت كان جيمي هندريكس وجيم موريسون ماتوا خلاص ... وحفلات الوودستوك مش زي زمان ...

حاولنا نعمل حاجات زي كده في مصر وكان فيه حفلات كاميل ومارلبورو ومونسترز اوف روك مونسترز اوف ميتال في منتصف التسعينات ... بس الله يجازيه بقى الألفي وزير الداخلية ... والاشاعة اياها بسبب ان الناس مش فاهمة ماهي موسيقى الروك ... وانها مجرد موسيقى وليست عقيدة ... والتجاوزات اللي كانت بتحصل في الحفلات ... خمور ومخدرات وبنات والذي منه طبعا ... بس يعني برضه ماهو ايام الست ام كلثوم كانت حفلتها على الراديو بتتقلب قعدة حشيش عند بعض الناس ... الألفي كان راجل بيموت في البروباجاندا ... حب يغازل الاسلاميين على حساب شوية عيال سذج اغلبهم مش فاهم حاجة ... فغزلوه صح في معبد حتشبسوت وعملوا مذبحة الدير البحري اللي اتشال فيها سيادته ... والنتيجة ان موسيقى الروك انتشرت اكثر في مصر كالنار في الهشيم بسبب الدعاية المجانية ولان الممنوع مرغوب ... لكن مستوى اللي بيسمعوا انحدر تماما ... لان اللي بيسمعوا اصبحوا من النوع اللي بيقلد بس مش بيفهم زي زمان ...

بمناسبة الالفي ... حفلة جان ميشيل جار بتاعة الالفية على هضبة الهرم كانت كويسة وضخمة برضه ... اعتقد من اهم الاحداث اللي حضرتها في حياتي ... ولو ان دي نوعية موسيقى مختلفة تماما ... لكن الليزر ما اشتغلشي للعرض على الاهرامات الله اعلم ايه السبب ... رغم اني حضرت البروفة اليوم اللي قبلها مع اصدقاء شاركوا في التنظيم بحكم عملهم في دار الاوبرا وكان كل شيء تمام ... ناس كتير يهمها تخرب حفلة زي دي ... مش عارف ليه فكرت في الصهاينة ... المهم شالوا فيها رئيس دار الاوبرا وجابوا لواء جيش!!! ... أول ما مسك غير رخام الاوبرا كله يظهر بجملة الخسائر ... شكله كان رئيس حي وواخد على مواضيع الرصف وخلع الارصفة والكلام اللي انتم فاهمينه ده ... واهو كله مصالح وبزنس ربنا يوعدنا ... وفاكر اياميها خلى المغنيين والمغنيات اراجوزات ... يلبسوا طرابيش ويمسكوا منديل ويقلدوا منيرة المهدية وكانها بقت عماد الدين قبل انقلاب يوليو العسكري مش دار اوبرا محترمة ... واخر ابداعاته اليومين دول انه حجب دار الاوبرا تماما عن المارة في الشارع بشكلها الجمالي وحدائقها وغطى السور الحديدي بقماش قبيح وكانها ثكنة باباه العسكرية وخايف عليها من الجواسيس ... المهم والخلاصة هو اني للاسف ما استمتعتش بحفلة الالفية دي لان كل اللي كنت بافكر فيه وقتها هو انه لحظة بداية الفية جديدة للبشرية قلبي خالي من حد يشاركني ...

...

اصدقاؤك في النمسا وفرنسا والمانيا وبلاد الاسكنديناف بتاعة انجريد برجمان وتليفونات نوكيا يحدثونك عن رغد العيش هناك وتظهر عليهم النعمة عندما يزورونك ... تزوجوا من اجنبيات واستقروا هناك ... اوروبا؟ لما لا؟ مهد الحضارة الحديثة وكثير من الاثار والمتاحف والمكتبات واشياء تستحق الرؤية والزيارة والاطلاع ... لكن لا استطيع التعامل جيدا الا مع الانجليز ... ببساطة لانهم باردين في حالهم مش بيتدخلوا في حياة حد ... وصرحاء جدا ولو ان الصراحة دي احيانا بتبقى لدرجة الصفاقة ... باحب لندن ... لكن صحتي ممكن ما تستحملشي البرد والضباب هناك لفترات طويلة ... ناهيك عن ان اعيش هناك ... صحتك ايه بس ... محسسني انك خلاص بتودع وقاعد لابس الروب ديشامبر والشبشب الفرو قدام الدفاية ... حجج ... حجج ... حجج ...

قدمت للعمل في البي بي سي ونسيت الموضوع واستعوضت ربنا ... افاجا بعد شهور بالبوسطجي بينده ومعاه جواب من البي بي سي ... وأمي كادت تزغرد مع انها مش من الستات اللي بيزغردوا خالص ... وافتحلك ياخويا الجواب ... قال ايه ... الست "جيني دانبار" مستشارة التوظيف في البي بي سي وورلد سيرفيس بجلالة قدرها باعتالي ... نشكرك على اهتمامك وانا بكل اسى اخبرك ان اسمك لم يقع عليه الاختيار ونأسف على تخييب املك ... يا لهوي ... انتي لسه فاكره يا حاجة ... الانجليز دول فعلا طلعوا ... ناس ذوووق ذوووق ذوووق الصراحة ... حاجة تفقع ...

طب لما عرضوا عليك تمسك شبكة الكمبيوتر بتاعة شركة انشاءات في شرم الشيخ واهي جوه مصر ومش بعيد عن القاهرة ايه حجتك؟ وليك تذكرتين طيارة كمان كل اسبوع يعني مش ها تسافر بالاوتوبيس ... خايف على اخلاقك تبوظ من الاغراءات هناك؟ خصوصا ان صحابك اللي هناك فسدة ومقضيينها؟ وتستحلى حياة العربدة وما تعرفشي ترجع مستقيم تاني؟ قال يعني الواد في القاهرة لابس توب العفة ... بلا خيبة ...

...

طب افرض وانا بعيد هفني الشوق أروح الحسين؟ أصلي وأترحم على الاموات؟ اقعد على قهوة مع صحابي أشرب سحلب؟ أروح الجيزة اتسلق هرم خوفو؟ احضر حفلة لمحمد منير؟ اتمشى في القاهرة الفاطمية واتحسر على العز والمجد والمباني الضخمة الفخمة ... بيمارستانات وكتاتيب وأسبلة وأضرحة ... اخرج مع واحدة افرجها على ليل القاهرة من فوق كورنيش المقطم واحنا قاعدين في العربية ... واعمل اني واد شاعري ورومانسي ... وانا دماغي فيها حاجات أبيحة ... وهي كمان عاملة عبيطة ما تعرفشي اللي بيروحوا المقطم بيروحوه ليه ... اطلع برج القاهرة واحاول ادور على بيتنا فين وعمري ما لقيته ... هنا مدرستي وايام الخناقات بالاحزمة ام توكة نحاس ... كنا بنتخانق على ايه مش عارف ... مش فاكر ولا سبب لاي خناقة حصلت ... وهنا السينما اللي كنت بازوغ فيها أنا وصحابي ... اربع افلام في البروجرام والعرض مستمر ... هنا مترو مصر الجديدة والاوتوبيس الاحمر ابو ربع جنيه اللي ياما اتشعبطت على بابه ... كان بيمر من هنا الترام قبل ما يلغوه ... هنا مترو الانفاق اللي باكرهه علشان بيمشي تحت الارض ومش بيخليني اشوف القاهرة وشوارعها ...

هنا الناصية اللي كنت باستنى عندها حبيبة ثانوي وهي راجعة من مدرستها من غير ما أكلمها حتى لو قعدت جنبها في الاوتوبيس ... حتى ما فكرتش اكتبلها مرة جواب زي ما صحابي كانوا بيعملوا ... برغم اني انا اللي كنت باكتبلهم جواباتهم ... واحد صاحبي طلب مني اكتب لحبيبته شعر بالانجليزي ... كتبتلها اغنية إترنال فليم بتاعة فريق البانجلز ... ونجح هو في استمالة قلبها وفضلت انا زي ما انا ... هنا جامعتي وكليتي ... كتبت للي باحبها شعر على الحيطان بقلم الماركر ... شافته دكتورة من الدكاترة المكلكعين فعلقت عليه وهي ماشية وقالت شعر رديء ... والبنت ... برضه ما كلمتهاش ... انا ما كنتش عاوزها هي ... لكن كنت باحب الحالة اللي انا فيها ... حالة حب وحرمان ... كنت بريء براءة يا جدع ... بس ساعتها كنت عاطفي وباقول للبنات كلام يدوخ ... كنت شبه باقدس مفهوم الفروسية ونظرة الرومانسيين للمرأة ... مفهوم القبلات والاحضان وحتى لمس الايادي كان ثانوي تماما بالنسبة لي وقتها ... ضحكت على دون كيشوت الذي ربما يحارب ويتعذب من اجل عاهرة ينالها الجميع ويتخيلها أميرته وهو فارسها ... ربما سربانتس أفاقني وانضجني ... كل ده اختفى دلوقتي فجأة ... مش فجأة قوي يعني ... لكن الصدمات الكتير يمكن خلتني اناني وشهواني اكتر من عاطفي ... يمكن محدش يستاهل يتقال له كلام من اللي بيدوخ ... ولا انا اللي ما بقيتشي اعرف اقوله زي زمان ...

نرجع لقاهرتي ... حبي الذي ما زال حيا ... هنا ياما ناس اتعلقت على باب زويلة ... وياما ناس اترمت من على أسوار القلعة ... وهنا وقف عرابي ... وخطب مصطفى كامل ... واندفن سعد زغلول ... واتقتل احمد ماهر والنقراشي ... والسادات ... هنا ما وصلش الصليبيين ولا المغول ابدا ... هنا انكسر الفرنسوية والانجليز ورحلوا ... وهنا ان شاء الله ينقهر كل من اراد القاهرة بسوء ...

فيلم قلّب عليا المواجع ... كم أدمنت هذه المدينة ولا شفاء لي ... انها خطيئة لا استطيع التوبة عنها والخلاص منها ... كم اكرهها واحبها في نفس الوقت ... واتحجج بالحجج الواهية للهروب من السفر وان كنت ساقبض بالدولار واكل ملء بطني مما ابتدعته شعوب العالم شرقا وغربا ... اهرب من هذا حتى ابقى فيها وان نمت على الرصيف واكلت كسرة خبز ...

وائل عباس

شكرا هند الحناوي - شاهيناز عبد السلام

كنت أجلس مع عالمين من أساتذة كلية الهندسة عندما فتح أحدهما الحديث عن كيف إنقلبت الموازين و تدهورت القيم و خرجت علينا إمراة لا حياء لها و وشها مكشوف تتحدث بكل بجاحة و تطالب رجلا بان يعترف بطفلها و مضى الرجلان يتحدثان و ينفعلان على هند الحناوي و عندما سكتا قلت لهما عفوا و لكنها ليست بجحة و لا وشها مكشوف إنها إمراة تطالب بحقها و حق طفلها!!فلماذا تكون بجحة ووشها مكشوف ؟

نعم يمكنك أن تسمع هذا و اكثر على هند الحناوي وكل من تتجرء و تفعل مثلها في بلد مثل مصرنا الحبيبة التي إذا ضبطا فيها رجلا و إمراة متلبسان في وضع الزنا بأحد بيوت الدعارة يكون الرجل شاهدا في القضية و تكون المراة متهمة مع أن الإثنان امام الله و الدين زانيان !!!!.

طيب ماذا كانت ستفعل أي إمراة او فتاة مصرية في وضع هند الحناوي تزوجت عرفيا من رجل و ليس معها ما يثبت الزواج و حملت من هذا الزواج و الزوج يرفض الإعتراف بحملها أنا اقول لكم كانت إما ان تحاول بشتى الطرق ان تجهض نفسها فتعرض نفسها للموت خوفا من الفضحية و إذا فشلت كانت ستهرب من أهلها قبل ان يقتلوها أو تقتل نفسها خوفا من الفضيحة أيضا .

و لكن هند الحناوي لم تشأ ان ينجوالأب بفعلته و تصدت بشجاعة و ليس بجاحة تدافع عن حقها و حق طفلتها و بغض النظر عن أن الأب الآن ينكر حتى الزواج العرفي و يعترف انها كانت علاقة غير شرعية حتى لا يثبت نسب الطفلة إستنادا لفتوى ان إبن الزنا ينسب لأمه فإن ما فعلته هند الحناوي من وجهة نظري كإمراة يستحق ان أشكرها عليه

أنا لا اشجع علىالزواج العرفي ولا أحرض على الزنا و لكنني أقول لاي فتاة و إمراة ان لا تستسلميو ألا تتركي حقك و تتحملي وحدك الإثم او المسئولية و لا تضيعي حقك خوفا من الفضيحة و الفضحية إن حدثت يجب ان تطال الإثنين معا كما أن العقاب إذا وجد أيضا يجب أن ينالهما معا

تغيير الطلاء ليس حلا - فهمي هويدي

إذا كان غاية ما بلغناه أننا قمنا بطلاء العمارة. وإذا كان ذلك “الإنجاز” على تواضعه ينسب إلى جهود وضغوط الرئيس بوش، بوصفه وكيل عموم الديمقراطية المعاصرة، فلماذا إذن الطنطنة والتهليل، والتمسح في تحولات التاريخ؟

(1)
ثمة فرقعة إعلامية تتحدث هذه الأيام عن “ربيع العرب” و”انطلاق قطار الديمقراطية” و”نهاية الاستثناء العربي” و”يقظة الشعوب النائمة”، تحاول أن تزف إلينا بشارات انبلاج فجر الديمقراطية في بلاد العرب، التي طال ليلها بأكثر مما ينبغي. وهي فرقعة يشارك فيها خليط من الهواة والمحترفين، والمجتهدين والمنافقين من الأمريكيين والمتأمركين، “المارينز” منهم والمتمرنزون!
تعددت على نحو لا تخطئه عين الكتابات التي صدرت في إطار تلك الحملة. وقد لاحظت أنها تركز على أمرين، الأول أن التحول الديمقراطي لاحت بوادره في العالم العربي، وتجلى في اقطار عدة. وان التشاؤم الذي عبر عنه البعض في مستهل العام الحالي ثبت أنه لم يكن صحيحاً، حيث تلاحقت منذ بداية العام على نحو مفاجئ بشائر الانفراج في فلسطين والعراق والسودان ولبنان (مثلاً د. عبدالمنعم سعيد الشرق الأوسط 9/3)
الأمر الثاني الذي يروج له في سياق الفرقعة الإعلامية هو “أن الأيام أثبتت صحة آراء العالم السياسي المرموق (!) جورج دبليو بوش. فمن نيويورك ولوس انجلوس وشيكاغو وربما أوروبا وآسيا أيضاً يسأل الناس أنفسهم بعصبية: هل كان على صواب؟ - والجواب الموجز هو: نعم. وسواء كان بوش يستحق الفضل أو لا يستحقه، في كل ما يحدث في الشرق الأوسط، فقد كان على صواب، أساساً في بعض الأشياء الكبيرة.. لقد مال نحو التحليل القائل ان المنطقة تربي الإرهاب لأنها أظهرت عوامل عجز عريقة سببتها عقود من القمع والافتقار إلى التحديث.. وإذ تبنى هذه الرؤية، فإن بوش ضغط على حكام المنطقة “الماكرين”، محاولاً بناء جهد دولي أعرض، وجاءت النتائج مدهشة (فريد زكريا نيوزويك 1/3).
حاول رد الحملة وفضح الإدعاء فيها بعض الكتاب المحترمين، فقد كتب الدكتور محمد السيد سعيد قائلاً: ان ما يحتفلون به اليوم في منابر الإعلام الأمريكية هو إنجاز وهمي إلى حد بعيد. والقول ان عجلة الديمقراطية بدأت تدور في المنطقة، لا يزيد على أن يكون خداعاً للذات، أو في أفضل الأحوال قراءة خاطئة إلى حد بعيد لما جرى في الساحة العربية.. وإذا شاء الأمريكيون أن ينسبوا لأنفسهم أن ما حدث في العالم العربي ناتج عن التدخل الأمريكي المباشر في سياسات المنطقة، فذلك يعني أن تلك الظواهر هي انتصار للامبريالية، وليس بالضرورة انتصاراً للديمقراطية باعتبارها منتجاً محلياً (الأهرام 14/3).
في نقده للفرقعة أو الصرعة كتب الدكتور عزمي بشارة يقول: لا يعقل في مرحلة التأسيس التعامل مع الديمقراطية بمصطلحات جاهزة من خطابات جورج بوش وكتبتها الأصوليين، وأن تستهلك كما يستهلك الهامبورجر أو الكوكاكولا، وأن يسمى ديمقراطياً المستهلك المجتهد في جمع الكوبونات والمقارنة بين محل مكدونالدز وآخر، وبين “مول” وآخر فتح حديثاً.. هنالك عطب بنيوي يجعل الديمقراطية تبدو كأنها مستوردة كنوع من “الفاست فود” لأبناء البورجوازية الوسطى.. وهم الذين: استطاعوا سابقاً التعايش مع أي ديكتاتورية ترضى عنهم وعن مسار أعمالهم، وترضى عنها أمريكا حالياً. ولاحقاً يستطيعون التعايش مع ديكور واكسسوار اصلاحي، ويستطيعون التعايش مع أي ظلم اجتماعي ومع تعددية طائفية وتوازنات طائفية، ومن دون مواطنة حقيقية.. إن الديمقراطي الحقيقي والمؤسس، يقف عند الحقوق ويتمسك بها، وينتفض ضد الظلم، ويرفض فرض القوة بدل إحقاق الحق، ويرى أصلاً تناقضاً أخلاقياً بين الحق والقوة”. (الحياة اللندنية 10/3).

(2)
لدي هنا ملاحظتان حول الموضوع هما:
إن الذي أقلقني وحرك عندي مشاعر الشك والارتياب ليس فقط أن المعزوفة انطلقت في بعض الصحف العربية والأمريكية في وقت واحد، ولكن أيضاً أن “الجوقة” التي تهلل لحكاية انبلاج فجر الديمقراطية هي ذاتها التي قادت حملة تسويق عملية السلام. الأشخاص هم هم، بل والشعارات والعناوين لم تتغير. كل الذي حدث أن كلمة السلام رفعت، ووضعت محلها كلمة الديمقراطية أو الاصلاح. أليسوا هم الذين صدعوا رؤوسنا بالكلام عن ربيع السلام وقطار السلام ونهاية سنوات الدم، ثم ماذا كانت النتيجة: الاحتلال ظل كما هو، والاستيطان تضاعف، والاغتيال وتدمير البيوت وتجريف الأراضي استمر، والسور الإجرامي انطلق كوحش يلتهم كل يوم أرضاً جديدة للفلسطينيين. حتى تبين في نهاية المطاف أن عملية السلام كانت في جوهرها فرصة لتمكين “الإسرائيليين” من تثبيت خرائطهم وإقامة حقائق جديدة على الأرض وتمييع القضية بإدخالها في دهاليز لا توصل إلى حسم أي بند في ملفاتها الأساسية. وإذا تصور أحد أن الانسحاب المفترض من غزة من ثمار عملية السلام، فهو مخطئ لا ريب، لأن ذلك الانسحاب هو من ثمار جهد المقاومة، التي جعلت بقاء الاحتلال في القطاع مكلفاً بصورة لا تحتمل، وأن قادة “إسرائيل” اعتبروا غزة دائماً شوكة في خاصرتها، حتى تمنى رابين أن يصحو ذات يوم ليجد أنها غرقت في البحر واختفت من وجه البسيطة!
الملاحظة الثانية أن أحداً لا يستطيع أن ينكر أن ثمة تطورات سياسية لافتة للانتباه شهدها العالم العربي هذا العام، أغلبها يدخل في إطار “التحسينيات” الموحية بالانتساب للديمقراطية، والبعض الآخر لا علاقة له بالديمقراطية أصلاً. والذي حدث أن التزامن في التوقيت بين تلك التطورات أحدث التباساً في الأذهان، بحيث أن التداخل في التوقيت فهم على إنه انتشار للظاهرة وتداخل في الوظيفة. أعني أنه إذا تصادف ووقعت تلك التطورات في عدة أقطار في عام واحد، فذلك لا يعني بالضرورة أنها تصنف موضوعياً تحت عنوان واحد، لأن طبيعة الحدث ومقاصده تختلف من بلد إلى آخر.
مصطلح “التحسينيات” الذي استخدمته أردت به معناه الأصولي، الذي يصنف الأحكام على ثلاث مراتب، فأعلاها مرتبة هو “الضروري” الذي بغيره يختل نظام حياة الناس، تتلوها في الترتيبات الأحكام “الحاجية”، التي إذا غيبت يقع الناس في الحرج، وبعدها تأتي الأحكام التحسينية، التي هي مما تقتضيه المروءة وسير الأمور على أقوم منهاج. وهذه الأخيرة قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيراً إذا غابت، حيث لا يختل من جراء ذلك نظام ولا يقع أحد في حرج. وربما كان دقيقاً وصف الدكتور عزمي بشارة لمثل تلك التطورات بأنها ضمن “إكسسورات” الاصلاح.
خذ مثلاً موضوع تعديل المادة 76 من الدستور المصري التي نالت قسطاً مبالغاً فيه من الاهتمام العام. فالمهللون قالوا انها غاية المراد من رب العباد، والعقلاء قالوا انها مجرد خطوة على طريق الاصلاح، لن تحدث تأثيراً يذكر في الانتخابات التي تجرى في خريف العام الحالي (بعضهم دعا إلى انتخاب الرئيس مبارك بالتزكية لأن ثمة استحالة في منافسته خلال الفترة القصيرة المتبقية على الانتخابات)، ولكن تلك الفرصة ستكون أفضل في انتخابات عام ،2011 إذا جرى تهيئة الحياة السياسية بشكل جاد خلال السنوات المقبلة. وفي ظل هذا التقدير فإن وصف الخطوة التي تمت بأنها “تحول تاريخي” يغدو مفتقداً إلى الموضوعية والدقة. خذ أيضاً الانتخابات التي حدثت في العراق وتحمس لها الشيعة والأكراد أساساً وقاطعها أهل السنة. صحيح أنها وفرت آلية حرم منها الناس منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن المشاركة فيها أو الإقبال اليها، أو حتى مقاطعتها، لم يكن له شأن بالديمقراطية. وإنما كان الأمر كله تنافساً على الحظوظ والأنصبة في الحكم، التي تعزز الموقف الطائفي لطرف والعرقي لطرف آخر. ناهيك عن أن الجميع يعرفون أن الإصرار الأمريكي على إجراء الانتخابات لم تكن مسألة الديمقراطية واردة فيه، وإنما أريد به إيجاد حكومة شرعية تقنن الوجود الأمريكي وتعطيه غطاء أكثر قبولاً. بالمثل فلنا أن نستريب في الضغوط الأمريكية التي مورست لاصلاح السلطة الفلسطينية، وكأن المشكلة في فلسطين هي فساد السلطة وليس الاحتلال. لا يأس بطبيعة الحال أن تجرى الانتخابات البلدية والتشريعية، لكن ما قيمتها إذا لم تؤد إلى زوال الاحتلال وحل المشكلات الحقيقية التي تواجه المجتمع الفلسطيني. وستكون ضارة بامتياز إذا أتت بحكومة أو سلطة تلبي للمحتلين ما يريدون، من نزع سلاح المقاومة إلى اسقاط حق العودة والقبول في النهاية ب “غزة فقط”. بدوره فإن توقيع اتفاق سلام في السودان لا علاقة له بالديمقراطية، وقد وجدنا أنه أدى إلى وقف القتال في الجنوب حقاً، لكنه فجره في دارفور وشرق البلاد. ثم إنه وضع السودان عملياً تحت الوصاية الدولية، التي تسعى إلى إضعاف انتمائه العربي والإسلامي.. واذا صح هذا كله وذاك، فهل من الموضوعية والأمانة أن نعتبر ما نحن بصدده بأنه “ربيع الديمقراطية”؟

(3)
تقف في حلقي مسألة أشار إليها تقرير “نيوزويك” عن مسيرة الحرية في الشرق الأوسط. ذلك أن كاتبه فريد زكريا أمريكي من أصل هندي أشار إلى نتائج آخر مسح لمؤسسة “فريدوم هاوس” بيت الحرية التي أجرت قياساً للحريات السياسية والمدنية بالمنطقة، وضع “إسرائيل” في المرتبة الأولى باعتبارها بلداً حراً، في حين اعتبر الأردن والكويت والمغرب والبحرين، بلاداً حرة جزئياً، أما بقية دول المنطقة فقد اعتبرتها المؤسسة دولاً “غير حرة”.
استوقفتني الشهادة التي منحتها المؤسسة ل “إسرائيل”، واعتبرت أن الدرجة التي أعطيت لها تثير سؤالاً كبيراً يتعلق بقيم الديمقراطية وأخلاقياتها. ذلك أن النموذج الذي تقدمه “إسرائيل” يجسد ديمقراطية منزوعة الضمير، لا مكان فيها للقيم الإنسانية أو الأخلاق. صحيح أن “الاسرائيليين” يمارسون درجة معتبرة من الديمقراطية فيما بينهم، لكن العرب الذين يعيشون في داخل “إسرائيل” محرومون من حقوقهم المدنية، ويتعرضون للحرمان والاذلال المستمرين. ثم أننا لا نعرف أية ديمقراطية هذه التي تسوغ الاحتلال والإبادة واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، وتستبيح دماءهم وأموالهم، وتبارك السور الإجرامي الذي يلتهم أراضي الفلسطينيين ويتسبب في تشريدهم وقطع مواردهم.
النموذج “الإسرائيلي” يفتح ملف “الضرورات” في المسألة الديمقراطية، ذلك أن الديمقراطية حين تقترن بالظلم وتفرض قيم الغابة في استخدامها للقوة والعدوان على الحق والقانون، تجهض جوهر القيمة، بحيث تغدو آلية عمياء وصماء تهدر إنسانية الإنسان ولا تصونها.
إن الإنسانية سابقة على الديمقراطية ومقدمة عليها، وحق الإنسان في الحياة والأمن يحتل موقعاً متقدماً كثيراً على حقه في المشاركة. ذلك أن المرء ينبغي أن يستشعر إنسانيته أولاً، قبل أن يدعى إلى التصويت والانتخاب. ودارسو القانون الدستوري يعرفون جيداً أن الديمقراطية تتضمن نوعين من القيم، قيم أخلاقية وإنسانية، وأخرى سياسية. والأولى هي أساس البناء والثانية هي معماره وطوابقه. وضعف الأساس أو فساده ينبئ بمستقبل مظلم للبناء كله. بسبب من ذلك، فينغي أن يكون واضحاً في الأذهان أن أي تحول ديمقراطي يهدر حقوق الإنسان ولا يطوي صفحة الظلم، فإنه يفتقد إلى الصدقية والشرعية، ويقدم نموذجاً كاذباً ومغشوشاً.
بل انني أذهب إلى أن أي نظام يرفع شعار الاصلاح والتحول الديمقراطي، مطالب ليس فقط بأن يتوقف عن الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان، من اعتقال عشوائي وتعذيب ومحاكمات استثنائية. وإنما عليه أيضاً أن يتطهر من الانتهاكات التي تلوث يديه. وذلك “التطهر” هو دليل الصدق والأمانة في التحول. وهذا ما فعلته جنوب افريقيا حين شكلت لجان المصارحة والحقيقة، وهو ما فعلته المغرب حين تعاملت مع ملفات الغائبين والمفقودين. إذ في الحالتين فتحت الجراح كلها، وجرى تطهيرها من مكامن التقيح والعفن المتراكم، فحوسب من حوسب، واعتذر آخرون مما صدر عنهم وطلبوا الغفران من الضحايا ومن المجتمع ككل. وجرى تعويض الذين تعرضوا للتعذيب، وكذلك الذين فقدوا ذويهم بعدما خطفوا واختفوا في “ظروف غامضة” (تبين بعد ذلك أنها لم تكن غامضة)، أو الذين ماتوا بسبب التعذيب، وقبل هذا وكله وذاك. أطلق سراح سجناء الرأي وألغيت قوانين الطوارئ الاستثنائية التي ألقت بهم في غياهب السجون.
هذه المهمة ينبغي أن تنجز قبل أي كلام عن المشاركة السياسية، أو قل انها ألف باء الديمقراطية، التي بغيرها لا تقوم لبنائها قائمة.

(4)
من أسف أن الممارسات “التحسينية” التي يشهدها العالم العربي الآن تقف في الاصلاح عند حدود إعادة طلاء “العمارة” بلون مختلف يتماشى مع أحدث الصيحات في عالم السياسة، وهو ما يعني الإبقاء على المبنى كما هو، بأركانه ودعائمه، وأحياناً بالعوج في معماره وبالشروخ التي تعتريه. إن شئت فقل إنه الاصلاح الذي يبقي على استمرار الوضع القائم، ولكن بإخراج مختلف وواجهة أكثر جاذبية. حتى أصبحنا بإزاء نماذج وقيادات تنقلت بين الاشتراكية والديكتاتورية والديمقراطية، وأخرى أعلنت عن عدائها للغرب تارة وتمسكها بعدم الانحياز تارة أخرى، ثم ارتمت في أحضان الغرب بعد ذلك. ودلتنا خبرات عديدة على أن أياً من هذه اللافتات والتحولات لم يكن صادقاً ولا أصيلاً، وإنما “الاستمرارية” تحت أي شعار وبأي ثمن ظلت الثابت الوحيد، وكل ما عداها عارض ومتحول.
قلت قبل قليل ان الخطوات “التحسينية” قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيراً إذا غابت، ويخطر لي أن أراجع هذا المنطوق في دنيا السياسة، على ضوء الدروس التي مررنا بها. ذلك أن تلك الدروس علمتنا أن التحسينيات قد تضر بالعملية الديمقراطية، لأنها ربما أشاعت وهماً كاذباً بالإنجاز، الذي تتفنن وسائل الإعلام في تسويقه من خلال أساليب التعبئة وغسيل المخ التي نعرفها. وهذا الشعور الكاذب يسهم في تزوير الديمقراطية وتغييب مضمونها الحقيقي، الأمر الذي يغدو الضرر في ظله جسيماً وفادحاً بسبب من ذلك فإنني أدعو إلى التعامل بحذر بالغ مع أية تحسينيات تستهدف تغيير الطلاء والاكتفاء بتجميل الواجهات، الأمر الذي يجعل الناس يشمون رائحة الديمقراطية، ثم لا يرون لها أثراً في حياتهم العملية.
لا أرى بديلاً عن التوافق على أن المعيار الحقيقي للديمقراطية أو الاصلاح السياسي ينبغي أن ينطلق من قياس مدى استجابة الخطوات التي تتخذ للضرورات وليس التحسينيات، تلك التي تمس الأعمدة والأركان وليس الواجهات أو الألوان. في مقدمة تلك الضرورات ضمانات الحريات العامة. ووقف الظلم والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، وسيادة القانون، ونزاهة الانتخابات التي توفر للمجتمعات حقها في المشاركة والمساءلة وتداول السلطة. أما رفع راية الديمقراطية أو الحديث عن الاصلاح السياسي، في ظل قوانين الطوارئ والمحاكمات الاستثنائية التي تقنن الظلم وتحميه، وفي ظل استمرار احتكار السلطة، أعني حين يستمر كل شيء كما هو ولا يتغير سوى اللافتة ولون الواجهة،
فإن ذلك يعد نوعاً من التدليس والغش السياسي.
أوافق تماماً مع القائلين إن تلك الضرورات لا تتحقق بين يوم وليلة، وانها بمثابة أهداف نهائية لا يمكن بلوغها إلا عبر خطوات مرحلية عدة تستغرق وقتاً. لكن هذه الموافقة مشروطة بأمر واحد، هو أن تكون تلك الخطى في إطار تلبية الضرورات وليس التحسينيات. وإذا جاز لي أن أحدد مدخلاً لما أدعو إليه، فإنني أكرر ما سبق أن قلته ودعا إليه آخرون، من أن خطى التدرج ينبغي أن تبدأ بإطلاق الحريات العامة، التي هي الحد الفاصل في المسألة بين الجد والهزل وبين الصدق والكذب.

(5)
ثمة إشارات موحية بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي ينسب إليها البعض الفضل في إطلاق رياح الاصلاح في المنطقة. أكثر ميلاً نحو الحفاوة بالتحسينيات دون الضرورات، لأن مصلحتها الحقيقية في الأولى دون الثانية. (لا تنس أن الإدارة الأمريكية راعية الاصلاح السياسي هي ذاتها التي أرسلت بعض المشتبهين لتعذيبهم في أربع دول عربية، حددتها “الواشنطون بوست” بالاسم، بهدف انتزاع الاعترافات منهم). ذلك أن عمليات التحسين الجارية تعطي انطباعاً بالإنجاز، “يبيض” وجه الإدارة أمام الكونجرس، ويمكن تسويقه وخداع الأمريكيين به. في حين أن الاصلاح الحقيقي الذي يركز على الضرورات، قد يؤدي إلى نتائج تتعارض مع المصالح الأمريكية وقد تهددها، خصوصاً في ظل استمرار الشعور المعادي للسياسة الامريكية في المنطقة، الأمر الذي يوفر جواً مواتياً لانتخاب قوى معبرة عن ذلك الشعور، إذا ما كانت الانتخابات حرة ونزيهة.
بعض الكتاب الأمريكيين نبهوا إلى ذلك، أحدثهم توني كارون أحد كتاب مجلة “تايم” الذي نشرت له صحيفة “هآرتس” - عدد 18/3 مقالة حذر فيها من التفاؤل بإمكانية حلول الديمقراطية في العالم العربي، فيما وصفه بالسقوط الثاني لحائط برلين. وذكر بأن 53% من مقاعد المجلس الوطني العراقي ذهبت للشيعة الموالين لإيران، الأمر الذي ينبغي ألا يكون مصدر سعادة للولايات المتحدة وحلفائها. وخلص إلى أن العالم العربي بغير ديمقراطية حقيقية هو أفضل كثيراً للولايات المتحدة والعالم الغربي بعامة.
ألا تشم من الكلام أن الاصلاح السياسي الذي تدعو إليه واشنطن له “سقف” ينبغي عدم تجاوزه، وأن ذلك السقف إلى عمليات التحسين والتجمل أقرب؟!

العربي الخفيف والعربي الثقيل - يونس أرجون - الجزائر

ما يُثبت سذاجة فكرة داروين في نظريته للتطور هو بقاء القرد قردا.. و الانسان انسانا.. و العربي عوان بين ذلك.
فلو سلمنا بصحة نظرية هذا العالم "الصهيوني المتآمر" حسب نظرية عربية أخرى لا تقل سذاجة لاصطدم العربي بحاجز "البقاء للافضل" منذ العصر الطباشيري، و لما تمكن من العبور الى عصرنا الحالي الا على هيئة حفريات و بقايا متحجرة.. أو حتى سائلة..


النتيجة هي أننا كنا سننقل القسم الاكبر من المقرر الدراسي في مادة التاريخ عندنا الى مادة الجيولوجيا و البيئة، و لصارت دراسة بقايا العرب المتكلسة اقل مأسواية من تبرير الهزائم المتوالية. و ربما سحبنا بعض المقرر الى مادتي البيولوجيا و الكيمياء زيادة في المتعة و التحدي العلمي لمحاولة فصل المكون العربي من التركيبة المعقدة للبترول في بلاد العرب.


و لرُفِعَ الحرج عن طرح سؤال مخجل : لماذا العالم كله يُجمع على أن أفضل مكان للعربي هو تحت التراب؟ و بعبارة ادق لماذا العربي المتحلل منذ آلاف السنين في تركيبة سوداء أثمن من العربي الذي لم يتحلل بعد؟
جزء من الاجابة نجده في قانون اقتصادي قاعدي اسمه قانون العرض و الطلب. و الجزء المتبقي نجده في تحليل شخصية العربي التي سنتركها للمرة القادمة.

وجود غالبية من المفكرين و السياسيين الغربيين ممن يعتقد بنظرية داروين برّرَ لكل التجاوزات العنصرية و الاستعمارية في القرون الماضية و بقائها يشكل خطرا على الوجود العربي مستقبلا خاصة لو ثبت علميا أن البترول العربي هو مجرد بقايا للعرب البائدة.


الاستثمار على المدى الطويل سيكون ثلاثة قنابل نووية في البلاد العربية.في انتظار ان تتحلل الجثث الى عربي خفيف و عربي ثقيل.
آخر أخبار سوق البترول العالمي تشير الى زيادة الطلب من الاسواق الجديدة على العربي الثقيل….
انصحكم باتباع الحمية و الدعاء أن يهلك الله امريكا.
طابت اوقاتكم.

منصب الرئيس الباطل - عبد الوهاب خضر

أكد خبيران من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أنه إذا أجريت انتخابات رئاسة الجمهورية في ظل الشروط التي تطرحها قيادات في الحزب الحاكم من الممكن أن يخلق ذلك فراغاً دستورياً

فيما بعد، إذا تم الطعن علي رئيس الجمهورية علي اعتبار أنه ما بني علي باطل فهو باطل لأنه جاء بتزكية مجالس عبارة عن فروع من الحزب الوطني ومشكوك في عضويتها!!

جاء ذلك في ندوة: نحو انتخابات رئاسية تنافسية متكافئة «نموذج الانتخابات الفرنسية 1962» تحدث فيها د. عبد العليم محمد مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ود. ضياء رشوان رئيس وحدة النظم السياسية بالمركز ومحمد فرج أمين التثقيف المركزي «بحزب التجمع» وقدمها نبيل عتريس عضو اللجنة المركزية بالحزب وحضرها عدد كبير من المهتمين بهذا الشأن.

قال د. ضياء رشوان إن خطوة تعديل المادة 76 من الدستور المصري خطوة مهمة، ولكن الحزب الحاكم يحاول أن يستوحي نفس شروط وضوابط اختيار رئيس الجمهورية من النظام الفرنسي وتسعي قيادات الحزب الوطني لفرض ضوابط مثل ضرورة تزكية 20% من إجمالي أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمحليات بما يعادل 760 شخصا، وأكد رشوان أن ترزية القوانين هؤلاء تناسوا أن أحزاب المعارضة في فرنسا ممثلة بالفعل في البرلمان والمحليات عن طريق انتخابات شعبية وحقيقية وأن هناك تكافؤا وتوازنا بين كل الأحزاب داخل هذه المجالس ولا يوجد حزب أو اتجاه يسيطر علي هذه الجهات مثلما هو حادث عندنا في مصر.

وذكر رشوان أنه إذا تم الأخذ بمبدأ تزكية مثل هذه المجالس فسوف يواجه ذلك بطعن في الدستور عن طريق القضاء الإداري الأمر الذي سيؤدي إلي إبطال منصب رئيس الجمهورية مما سيخلق فراغا دستوريا غير مسبوق ، وسوف يكون الدفع قائما علي أن المجالس المحلية بالدلائل القاطعة تأتي ضمن باب الإدارة المحلية، وأن انتخاباتها حدثت تحت إشراف الموظفين المدنيين وليس الإشراف القضائي مثلما طلبت المعارضة.

وحول شروط الترشيح أشار د. ضياء رشوان إلي أن النظام الحاكم في مصر يسعي حاليا لتقديم هدية مسمومة لأحزاب المعارضة عن طريق استثنائها هذه المرة فقط من بعض الضوابط، مثل تزكية بعض المجالس وقال إنه إذا وافقت الأحزاب علي ذلك فستكون قد طعنت نفسها بيديها لأنها ستفاجأ في المرات القادمة أنه لا يوجد مرشح سوي من الحزب الحاكم ولذلك فإن هذا الشرط يجب أن يرفض بقوة ويكون البديل هو وضع ضوابط حقيقية بعيدة عن كل المجالس الحكومية مثل جمع توقيعات تتراوح بين 50 إلي 150 ألفا خاصة وأن الهيئة الناخبة في مصر تبلغ حالياً 35 مليون مواطن في كل المحافظات.

وقال رشوان إنه إذا تمسك الحزب الحاكم بضوابطه التعجيزية والضحك علي المعارضة باستثنائها هذه المرة فقط، فسوف يكون هناك حق للطعن علي ذلك خاصة وأن المادة 8 من الدستور، تنص علي تكافؤ الفرص.

وحول الضوابط الأخري المطلوب توافرها قال ضياء رشوان إنه من الضروري جداً تشكيل لجنة قضائية مستقلة تشرف علي جميع مراحل العملية الانتخابية، وتتلقي طلبات الترشيح وتعلن الطعون ولا تسمح للأمن بالتدخل بأي شكل في العملية الانتخابية سواء داخل اللجان أو خارجها. كما أنه يجب إجراء الانتخابات خلال أكثر من يوم خاصة إذا علمنا أن عدد اللجان الانتخابية هو 25 ألفا بينما عدد القضاة لا يتجاوز 7 آلاف مما يعني أن كل قاض سوف يشرف علي 10 آلاف صوت إذا تمت الانتخابات في يوم واحد مما يجعل الإشراف صوريا، ولذلك فلابد من تحديد عدد من الأيام حتي يتسني إشراف حقيقي من جانب القضاء علي انتخابات الرئاسة، كما أنه من الضروري أن يصاحب تعديل المادة 76 تعديلات أخري في الدستور، تقلص من صلاحيات الرئيس وتضع شروطا حقيقية ومتوازنة وغير متناقضة لاختياره.

وحول النموذج الفرنسي في اختيار رئيس الجمهورية تحدث د. عبد العليم محمد عن أن انتخاب رئيس الجمهورية هناك يتم بالاقتراع العام المباشر منذ عام 1962 بشروط وضوابط وإجراءات متكافئة ومتوازية، سمحت بما يسمي تعايش رئيس وزراء اشتراكي مع رئيس رأسمالي أو العكس. وقال د. عبد العليم محمد إن فرنسا خلال مائتي عام اضطرابات وثورات تأسست خلالها خمس جمهوريات وخمسة دساتير مختلفة، ولم تنجح المحاولات الأولي في إقامة توافق بين قوي الشعب، وفشلت الجمهورية الأولي 1792 - 1799 بسرعة وفي عام 1948 شهدت فرنسا شورتين «جمهورية واجتماعية» هزت أسس النظم التي قامت منذ الثورة وأفرزت الجمهورية الثانية والتي كانت جمهورية رئاسية ولم تستمر أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أنها اعتبرت مهمة لأنها أقرت الانتخاب الشعبي المباشر الذي أدي إلي تغيير في الأوضاع السياسية وإقامة مؤسسات جديدة وفي عام 1875 تأسست الجمهورية الثالثة وتحققت الاستقرار في البلاد حتي الآن رغم أنها غيرت الدستور مرتين بعد ذلك ودامت هذه الجمهورية الثالثة حتي هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية عام 1940 وذلك في ظل نظام سياسي نجح في وضع أسس جمهورية برلمانية تضم مجلسي النواب والشيوخ ثم نشأت بعد ذلك الجمهورية الرابعة عام 1944 وتميزت بتآكل سلطات الرئيس، وجاءت بعد ذلك الجمهورية الخامسة التي شهدت تعديلات في الدستور خاصة في نوفمبر عام 1962 لينتخب الرئيس بصورة مباشرة عبر اقتراع شعبي وتحول النظام الفرنسي إلي نظام نصف رئاسي بصورة ديمقراطية، تستند إلي سيادة الجماهير في إطار انتخابات متوازنة بين أكثر من مرشح، في ظل ضوابط حتي في عملية الدعاية والإنفاق علي الانتخابات وعبر جهات تتمتع بالشعبية والاستقلالية وتختار الرئيس بصورة ديمقراطية ولمدة محددة.

وفي كلمته طالب محمد فرج أمين التثقيف ونبيل العتريس عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع بتوفير المناخ العام الجيد للانتخابات وإلغاء حالة الطواريء وأن تكون الضوابط ضمن قانون وليس في الدستور وأنه إذا كانت الحكومة تريد أن تطبق النظام الفرنسي فعليها أن تطهر القاعدة داخل مجالسها المزورة.

مسمط الحاج ديستان - سامي عمران

كثرت فى الآونه الأخيره مداخلات و مقابلات و موضوعات صحفيه تتكلم و تتباكى و تنعي ضياع اللغة العربية على ايدى منتجى الأعلانات و اصحاب المحلات و المطاعم ... مهاجمين تسمية المحلات بأسماء غير عربيه و أن الأعلانات تقدم باللهجه العاميه و ليست بالفصحى

و لا أعلم هل ما يحدث من هؤلاء هو نتاج لعصر التفاهه و يا بابا علمني الهيافه قال له تعالى فى الهايفه و اتصدر !! ماذا يريدون ؟؟ اعلانات بالفصحى !! اسماء محلات بالفصحى !! مثلا مطعم بيتزا لابد أن يكون اسمه مطعم الفطيره التى على سطحها الجبن و الطماطم المقشوره الأيطاليه ،، أو مطعم يقدم مأكولات فرنسيه لابد من تسميته مطعم من غير ليه لصحون الفيليه

لم أجد مطعم فول أو كشرى اسمه مطعم فول الأليزيه أو كشرى اسبانيولي او مسمط الحاج ديستان.. معنى الكلام ان التسميه تنبع و توضح نوعية النشاط .. و هذا هو الوضع الطبيعى

بالنسبه للأعلانات !! هل المطلوب أن تخرج علينا الأعلانات عن عصير .. أحتسي عصير الفواكهه الطازج .. احتساء العصير يضمن لك الصحه حيث انه يحتوى على مواد مضاده للأكسده !!!!!!! المفروض ان الأعلان يخاطب جميع فئات الشعب اطفال و كبار .. و يجب ان يصل اليهم بسهوله و يسر و بطريقه محببه

الساده المتباكين .. اللغه تصان فى المدرسه و فى التعليم و بتوفير معلم و مدرس فاهم للماده وليس مدرس محتاج الى العوده لمقاعد الأبتدائي لجهله التام بما يدرس

انما نسيب الحمار و نتشطر على البردعه

يا ساده تعليم اللغة أو اي شيئ يلزمه مدرسه و منهج معد بطريقه سلسه و معلم كفؤا مؤهل ، انما تحميل الأعلانات و اسماء محلات البقاله نتيجة الوكسه التى نعانيها .. يكون درب من دروب الهطل

و تعالوا سويا نكتشف جزء بسيط مما يدور حولنا علي سبيل المثال لا الحصر من مسميات غير عربيه نستخدمها و تستخدمها الدوله متصورين انها كلمات عربيه

مصلحة الجمارك ( جمرك كلمة تركيه) مصلحة الدمغه و الموازين ( دمغه كلمه تركيه ) ، اسطى فلان ( اسطى كلمه تركيه تكتب أوسته و معناها استاذ ) ، باشا ، بك ، أفندى ، يوغورت (اصلها يوجورت) جولاش ، بقلاوه ، شاورمه ، برطمان ، كنكه ، ديوان ، طاوله ،

اتوبيس ، تاكسي ، موتور ، دينامو ، تليفزيون، تليفون، ميكروفون،طبنجه، بوليس ، راديو، بوليصه ، كمساري ، سكه ، بلاج ، كومبيوتر ، لوكانده ، بومبه ، جزمه ، ديكيرتو ( تستخدم فى المصالح الحكوميه ) ، بوفيه ، كافيتريا ، اجزخانه ، جديد نوفي ، طمبور ، كافليته ( عند الميكانيكي و اطارات السيارات ) ،
بوجيه ،مانيفست ، و الآف الكلمات الأخرى التى نرددها فى حياتنا اليوميه دون أن نعلم انها غير عربيه

المفروض أن نتجه الي الأصل ، المدرسه و المدرس و المنهج

شعب الكويت شعب الله المختار - أحمد فؤاد

أعترف بأنني من المعارضين لنظرية التعميم بالنسبة لأخلاق الدول , بمعنى أن لست من مؤيدي اتهام الشعب الفلاني بأن أخلاقه كذا وبأن الشعب العلاني أخلاقه هكذا , وذلك لأني أؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وميَّز بينهم لا بوطنه ولكن بإلهامه النفس الفجور والتقوى و ترك له حرية الاختيار , وعليه فمن البديهي أن تجد الشر والخير في جميع الجنسيات , إلا أنه من الطبيعي أن يكون هناك تقارباً ما في أصحاب المنشأ الواحد والناتج عن العادات و التقاليد السائده في تلك البلد , وبالتالي فتجد أن هناك من يقول الشعب الفلاني يشتهر بطيبته مثلاً وهو بالطبع يقصد ذلك إجمالاً , وليس معنى ذلك أن لا يوجد شخص ما في هذا الشعب قاسٍ وغير طيب ‍‍!! , وبطبيعة الحال فإن كل تلك الصفات الخاصه بالشعوب هي في الأصل ترجع من خلال تصرفات بعض الأشخاص وتشابهها مع أنواع البشر المختلفه , و أعتقد أنها تلك الصفات تتبع المثل القائل " الصيت ولا الغنى " , ولكني بعد المواقف المختلفة التي مررت بها في رحلة الحياة بدا لي أنه من المهم أن يتّبع المرء المثل القائل " تعرف فلان قلت آه , عاشرته قلت لأ .. يبقا متعرفوش " .

الموضوع باختصار أنه في فجر يوم ملئ بالغيوم والأمطار من أيام شتاء ديسمبر العام الماضي , دق جرس الهاتف الخاص بي ليوقظني من النوم و أنا غاية في القلق من تلك المكالمة التي استدعت بصاحبها الاتصال في تلك الساعه , و عندما أجبت الهاتف عرفت أن المتحدث هو أحد أصدقائي المقربين والذي كانت زوجته في أول أشهر الحمل و تعاني من أحد أنواع الحساسية التي نتجت من جراء تناولها أحد الأدوية الغير مناسبه لها , والذي كان يطلب مني إيصاله المستشفى بسيارتي لعدم وجود سياره معه .

و لم تنقضي ربع الساعة إلا وأنا أحمله بسيارتي هو وزوجته للذهاب إلى المستشفى , و لأن الساعة كانت مبكره جداً ولأن زوجته كانت في حاله يُرثى لها , فقد اضطررنا أن نذهب بها إلى المستشفى العام – وهي مستشفى كبيره بالفعل – وذلك لقربها من مسكننا بدلاً من المستشفى الخاص التي تعالج فيها زوجته .

وصلنا للمستشفى و ذهبنا لقسم أمراض النساء والولاده , و كان القسم مزدحم نوعاً إذا أخذنا بعين الاعتبار التوقيت الذي يشير للساعة الثالثة صباحاً , و سألنا عن الممرضه كي تسمح لنا بالدخول , فأجابتنا بأنه يجب علينا أن نأخذ رقماً من الاستقبال كي يكون لنا دوراً . , وبالفعل ذهب أنا وصديقي للاستقبال كي نأخذ رقماً , فوجدناً أمامنا هذا المشهد.

رجل كويتي الجنسية يقف أمام موظف الاستقبال – ملحوظة : موظف الاستقبال كويتي الجنسية هو الآخر – يطلب منه أن يدخل بزوجته إلى الطبيب , فأجابه الموظف بأن عليه أن يأخذ دوراً وينتظر كبقية المرضى الذين ينتظرون وجاءوا قبله , فما كان من الرجل الكويتي إلا أن قام بالصراخ في الموظف وهو يقول له , كيف تمنعني من الدخول للطبيب و تطلب مني أن أقف في طابوراً أو آخذ رقماً , فأجابه الموظف بأن لديه تعميماً من وزارة الصحه موقعاً من وزير الصحه نفسه يمنع أي شخض من الدخول للطبيب بدون رقماً , فاستشاط الرجل الكويتي غضباً وهو يقول للموظف وهل مذكور في هذا التعميم أنه يشمل الشخص الكويتي أم لا , فرد عليه الموظف التعميم يشمل الجميع الكويتي والغير كويتي ., فاحمّر وجه الرجل الكويتي غضباً وهو يصرخ هذا التعمبم الأحمق إهانة للكويتي , أنا لا يهمني كل من هم جالسين , أنا كويتي ويجب أن أدخل للطبيب قبل أي شخص آخر . , و الحمد لله أن بعض الموظفين الكويتيين قد أخذوه جانباً لتهدئته و اقناعه في النهايه بانتظار دوره , وإلا لكنت أنا و العديد من الموجودين انقضضنا على الرجل لإفهام الرجل بطريقتنا الخاص , و الحق يقال بأن هناك من الكويتيين الذين كانوا ينتظرون معنا أظهروا امتعاضهم وخجلهم مما فعله الرجل .

لا أدري لماذا يصر بعض الكويتيون بأن كل من جاء إلى أرض الكويت مجرد " حرامي " هرب من بلده من أجل أن " يكبش " دنانير الكويت , ولماذا لا يريدون الفهم بأنهم لا يمنون على أحد بالأموال , ولكنها حقوق و عرق الذين يعملون هناك وليست هدايا ومنح – ببلاش –لأشخاص جاءوا لخدمتهم , أم أن الكويت هي الدولة الوحيده في العالم التي يوجد بها مغتربين يعملون بها , ولماذا لا يطبقون مبدأ الحرامي هذا مع الأمريكان الذين يأخذون مرتبات أضعاااااااااف ما يأخذه بقية المقيمين , و يعاملون بطريقة ال VIP .

هل وصل التمييز واحتقار الآخرين تلك الدرجه ؟ .. حتى في حياة الانسان توجد عنصريه .

أين حقوق الانسان التي ينادون بها كل يوم ؟ - هذا في حالة اعتبارهم المقيمين فصيله من فصائل الانسان ؟

أم أن هؤلاء ضيقو العقل يعتبرون شعب الكويت .. هو شعب الله المختار ؟‍!

الرئيس يجب ان ينزل الى الشارع - طارق جابر

محق كل من يذهب إلى أن حل مشكلاتنا لا يقتصر على تعديل دستوري أو قانوني مما يدخل في باب معالجة الأطر والهياكل مع التوقف عند حدودها دون تفعليها على البشر وعلى الواقع من خلال الممارسة والعمل.



وذلك لسببين، الأول أننا لا نعدم بين تشريعاتنا سواء الأم كالدستور أو الفروع كالقانون النصوص الجيدة، التي تبقى أسيرة المتون والحواشي ولاتجد طريقها للتطبيق ليس أنها غير موجودة ولكن بسبب من يطبقها، والثاني أن مشاكلنا بالأساس ناتجة عن الفجوة بين المثال والواقع، النص والممارسة، القول والعمل.



مشاكلنا بالأساس نابعة من أوضاع تنكبت منحنى الهبوط وعششت في العقول والقلوب منعكسة في العمل والسلوك حتي كرست لواقع التدهور والانحلال سواء بالاسراف في الممارسة أو بصناعة القوانين والأطر المعبرة عن هذا الخلل.



ولعل إحدى المسائل الغائرة في تركيبتنا الثقافية وذات الانعكاسات والتداعيات الخطيرة على واقعنا مسألة صورة السلطة ووظيفتها وعلاقتها بالناس، الصورة والوظيفة والعلاقة التي رسخت واستقرت منذ عقود مضت وعفى عنها الزمن، والتي تجاوزها بني البشر إلى صيغ أكثر كفاية ورقيا وفاعليه، وعقدتنا هي عجزنا عن اللحاق بهذا التطور البشري وعن توطين مفاهيمه وقيمه في تربة ثقافتنا وفكرنا.



لن يجادل أحد في حاجة وضرورة تمتع السلطة بالهيبة والاجلال لتتمكن من أداء وظيفتها بين الناس، إلا أن مصدر ومحل الجدل والاختلاف هنا هو مصدر هذه الهيبة وكيفية اكتسابها واستخدامها.



في مجتمعات كمجتمعاتنا لازالت مرابضة عند المفاهيم القديمة للحكم والسلطة يكون مصدر هذه الهيبة هو البطش والتسلط والقمع، تكتسب بتقديس الحاكم وتستخدم في تحصينه، فيجرى تكريس رهبة السلطة بين الناس بالميل إلى القداسة والتنزيه الذي يتجاوز حدود البشري والانساني إلى ماوراء ذلك، وفي سياق هذا النمط القديم من الحكم فإن مفهوم الشرعية لا يستند بالأساس إلى القانون أو إختيار الناس وإنما سيتند إلى الانجاز وسكوت الناس، بينما في المجتمعات المتقدمة يكون مصدر الهيبة والرهبة هو القانون بالأساس والشرعية المبنية على هذا القانون وعلى إرادة رجل الشارع التي تنصب الحاكم وتطيح به.



بالاضافة على هذا الاختلاف الجوهري في المفاهيم بين أطوار الحكم والسلطة القديمة والحديثة، هناك اختلاف أساسي ينعكس على صعيد التطبيق، وهو أن نظمنا السياسية تستند في نجاحها أو إخفاقها إلى عوامل شخصية كصلاح الحاكم أو فساده، أو حتى ككفايته أو عدمها، بينما توجد في النظم الحديثة معايير أكثر إستقلالية وموضوعية في التقييم، أساسها النظام ذاته وليس الأشخاص.



بعبارة أخرى ففي بلادنا يحكم الشخص الفرد على النظام برمته، بينما في البلاد المتقدمة يحكم النظام على الفرد مهما بلغ مقامه أو إرتفع منصبه.



هذه المشكلة ببعض الأبعاد التي أوردناها يمكن رصدها في أجلى وأوضح صورها في أوضاع وممارسات ققم السلطة في الأنظمة، تستوى في ذلك الأنظمة الملكية بالجمهورية، ويبقى التفاوت في الدرجة فقط وليس في المضمون أو الجوهر المستند إلى المفاهيم التي سبق الاشارة إليها.



قد لانبالغ إذا قلنا إن أحد مفاتيح خروج هذه الأمة من خناق أزمتها الراهنة هو حل شفرة هذه المعادلة بين السلطة ودورها وصورتها وبين الناس، لتصاغ وفق قواعد وأصول الحكم والادارة الحديثة وما يترتب على ذلك من تحول جذري في ثقافة الناس وفي أداء كافة قطاعات ومؤسسات الدولة بشكل عام.



إن العائق الأكبر الذي يحول دون تقدم الأمة هذه الخطوة الحاسمة هو قعود من يملكون القيام بها عن الحركة في اتجاهها، وتفضيلهم للأوضاع القائمة، سواء بدافع من المصالح والامتيازات التي يتمتع بها بعضهم، أو بسبب الخشية والخوف الذي يقعد البعض الآخر.



إننا نتصور أن تبعات خطوة كهذه تقع بالأساس على الحاكم ذاته، فإن قعد عنها فهي واقعة على النخبة من أبناء الأمة، ولا نتصور بحال من الأحوال أن يلام عموم الناس عليها وإن كانوا هم – أي عموم الناس – موضوعها ورصيدها.



كما لا نتصور أيضا أن يضطلع بهذه المهمة مجرد تعديل أو استحداث لنصوص قانونية أو تشريعية أو حتى دستورية، ما لم تسبقها وتتزامن معها ممارسة تعكس هذا الفكر وتلك المفاهيم الثورية بالنسبة لما هو قائم في بلادنا من صور ومفاهيم وممارسات.



ولبلوغ ذلك فنحن أمام واحدة من إثنتين لا ثالث لهما فيما نرى، أما الآولى فهي حاكم صاحب رؤية ثورية متجاوزة لما هو قائم ومتخطية حتى للامتيازات والصلاحيات التي يكرسها له النظام الحالي، يضع كل ذلك وراءه وينزل إلى الشارع ويخاطب الناس بلغة أخرى ويفرض على أجهزة الدولة ومؤسساتها أن تتضافر لترسم صورة جديدة للحاكم والسلطة في وعي الناس، وأما الثانية فهي نخبة صادقة مخلصة تقبض على تلابيب الحاكم والسلطة وتنزل به إلى الأرض بين الناس، فترد عليه وعلى بطانته كل أساليب وحيل الخروج به وبصورته خارج نطاق الدولة وحدودها وتصر على بقائه ضمن هذا وتلك.



إن التحدي الأول أمام النخبة في هذه الأمة - في السلطة أو خارجها – هو الوصول إلى رؤية واضحة حول مفاهيم الحكم والسلطة وعلاقتها بالناس ومصادر شرعية النظم، وتشييد كل ذلك على ركيزتين، الأولى تتمثل في التشريعات والدستور والقوانين التي تعكس هذه الرؤية الجديدة، ولا يجب أن يرهب أو يخوف أحد من الاقدام على هذه الخطوة بزعم أنها تهدد الأمن والاستقرار، لأننا لا نحسب أن صياغة المباديء والأهداف العامة يمكن أن تحدث هذا القدر من الاستقطاب المهدد للأمن والاستقرار، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فنحن لا نتخيل أمة بهذا الحجم وهذه الموارد والطاقات والكفاءات البشرية تعجز عن إبتكار الصيغة الحديثة للحكم والادارة وايجاد ضمانات صيانتها واستقرارها.

هذا عن الركيزة الأولى، أما الركيزة الثانية فهي مطابقة الممارسة والتطبيق للأطر والصيغ التشريعية والقانونية تمام المطابقة، لأن هذه الخطوة هي الكفيلة بتحقيق مصداقية التوجه وبث الروح في النصوص والقوانين التي تبقى موات ما لم يصدقها التنفيذ والعمل.

المايسترو الاعلامي العربي - د. ابراهيم علوش

في التغطية الإعلامية، السياق هو كل شيء. فليس من تغطية إخبارية محايدة، والخبر نفسه يكتسب معانٍ مختلفة حسب السياق الذي يقدم فيه، وهو ما يجعلنا نرى مقاومة مثلاً حيث يرون إرهاباً.. والرسالة السياسية للتغطية الإعلامية لا تعرف من الخبر نفسه بل من سياقه الذي يتشكل من أدواتٍ ظاهرةٍ أو مستترةٍ: المصطلحات المستخدمة، ونوعية التفاصيل التي يتم التركيز عليها (أو تهميشها)، وزاوية وقوع الضوء في الصور المنتقاة، وتوجهات "الخبراء" الذين اختيروا للتعليق على موضوعٍ ما، وطريقة تكرار كذبة ما حتى تُقبلَ "حقيقة" أو "واقعاً"، وغير ذلك كثير. بالإمكان تقديم شخص يمارس التعاون الأمني مع العدو الصهيوني للجمهور من خلال تركيز الأسئلة الموجهة له على التنازلات التي رفض تقديمها مثلاً، وليس تلك التي قدمها فعلاً... مما يكرسه فجأةً ممثلاً سياسياً لنا، كما يجري عادةً مع الدحلان والرجوب ومن لف لفهم. وينشأ السياق المحيط بالخبر دوماً من عين محرر الخبر نفسه وموقعه السياسي، وبالتالي، رؤيته لمصلحة الكيان الذي ينتسب إليه، سواءٌ كان الأمة وأكبر شرائحها مثلاً، أو إحدى شركات سايكس-بيكو القطرية أو الطائفية أو شرذمة من المنتفعين من العلاقة مع الطرف الأمريكي-الصهيوني. ونرى الإدارة الأمريكية تتدخل عنوةً لدى الفضائيات العربية لتفرض سياقها هي على الحدث. ففي لعبة الإعلام، ينتصر الطرف الذي يفرض، من خلال سيطرته على وسائل الاتصال الجماهيري، سياق ورؤى جماعته بالذات. ولأن العقل البشري يتمتع أصلاً بمرونة الخروج من واقعه المباشر، بالتجريد وبالتحليل، يسعى المعسكر الآخر دوماً لأن يستقطب عقلنا ضمن شبكة سياقه، بهدف تشكيل وعي زائف لدينا، وعي يناقض واقعنا ومصلحتنا كأمة ويتفق مع مصلحته. وقد اتضح وقوع وسائل الاتصال الجماهيري في قبضة المعسكر الآخر أكثر ما يكون من الطريقة التي همشت أو تجاهلت فيها عشرات وسائل الإعلام العربية المظاهرة المليونية في بيروت يوم 8 آذار/ مارس 2005، أو حاولت أن تحتوي آثارها السياسية، كما فعلت الجزيرة من خلال بث أصوات وخطاب المعارضين للمظاهرة بشكل منهجي في الخلفية (السياق). وفي اليوم التالي، أظهر مسح مجموعة من المراقبين المقاومين لعشرات وسائل الإعلام العربية الرئيسية، المرئية والمكتوبة والمسموعة والافتراضية، جهداً منظماً في إخفاء حدث رئيسي من هذا المستوى وكأنه لم يكن.. وفي نهاية صيف 2004، قال أحمد سعيد (من إذاعة صوت العرب سابقاً) عبر إحدى الفضائيات العربية أن معظم تلك الفضائيات يحركها مايسترو واحد يحدد ماذا تطرح ومتى وكيف، وقد رأيت في قوله وقتها شيئاً من المغالاة باتجاه نظرية المؤامرة غير العلمية. وقد استثنى أحمد سعيد فضائيتي المنار وفلسطين. ولكن لا بد من الاعتراف أنه كان على حق، على الأقل في الخطوط العريضة، كما أظهرت (عدم) تغطية مظاهرة 8 آذار / مارس 2005 في بيروت المقاومة. خرج المايسترو بعدها من ذهول صدمته ليعيد تشكيل رؤيتنا لتلك المظاهرة العظيمة ضمن سياقه باعتبارها "بداية دخول حزب الله في العمل السياسي وابتعاده عن المقاومة"! ولكن مهلاً، ألم يكن حزب الله في مجلس النواب اللبناني أصلاً خلال المقاومة؟! ثم، أين التناقض في أن تسيّر المقاومة مظاهرة مليونية في اللحظة المناسبة، وأن تقاوم عسكرياً في لحظةٍ مناسبة أخرى؟! بل أتت المظاهرة تأكيداً مليونياً على مشروعية المقاومة المسلحة، وليس بديلاً لها، لكل من سمع ورأى... ويبقى لبنان البلد العربي الوحيد الذي تخاف "إسرائيل" الاعتداء عليه بسبب قدرات مقاومته، واللبنانيون يعرفون ذلك.. فلسطينياً، استغل المايسترو الإعلامي حوارات القاهرة ليوحي ليل نهار أن حماس والجهاد ومنظمات المقاومة "ألقت السلاح" و"دخلت لعبة الانتخابات الأمريكية". والهدف دائماً نشر الإحباط والقنوط والإيحاء أن كل شيء انتهى، وأن المشروع الأمريكي هو الوحيد السائر على الأرض. ولكن، لحظة! أليست الهدنة مشروطة بالإفراج عن الأسرى بالكامل؟! ألا تقول الفقرة الأولى منها بمشروعية المقاومة؟! بل هي تدعو لدولة فلسطينية دون تحديدها بالضفة وغزة لمن قرأ جيداً... لا أدافع عن الهدنة أو حوارات القاهرة بالطبع، بل أدعو لكشف أهداف ووسائل الخطاب الإعلامي المعادي. فهي معركة على العقول والقلوب لا تقل أهمية عن أي تحدٍ أخرٍ تواجهه أمتنا، ولهذا علينا التفكير جيداً كيف يكون للمقاومة الشعبية العربية منابرها ووسائل إعلامها المستقلة عن المايسترو.

Friday, 18 March 2005

صفحة الغلاف - المتعاطفين مع سراندو ينوبهم من الحب جانب


Image hosted by Photobucket.com


في مظاهرة سلمية عبر متعاطفون من كافة التيارات السياسية المصرية عن تعاطفهم مع فلاحي ساراندو واحتجوا على ممارسات الامن هناك من اعتقالات وتعذيب ادى الى وفاة سيدة تدعى نفيسة المراكبي بسبب خلافات على ارض زراعية وذلك امام دارالقضاء العالي بوابة محكمة النقض بوسط البلد بالقاهرة ... لكن يبدو ان اجهزة الامن شعرت بان هؤلاء يحتاجون الى تذوق نكهة ما يحدث في ساراندو ... وهذه المرة ليست في قرية نائية بعيدة عن اعين الاعلام يمكن للامن ان يستفرد بها ولكن في وسط المدينة وعلى مسمع ومرأى من الاف المصريين في منطقة الاسعاف ودار القضاء العالي حيث ارتفعت عصي الامن لتهوي على رؤوس المتعاطفين من رجال ونساء واطفال واقتحمت القوات مبنى دار القضاء العالي نفسه كما يقتحم الثور محل الخزف واحدثت به تلفيات واصيب كثيرون واتذكر منهم سكرتيرة حمدين صباحي حيث تلقت هراوة على ام راسها والصحفي ابراهيم الصحاري الذي اصيب في جبهته والذي سبق اعتقاله في معرض الكتاب هذا العام ثم تم التحفظ عليه مرة اخرى لفترة من الوقت بمعرفة رجال الامن داخل المبنى هو وكل من وائل خليل وحمدين صباحي واحد الم واطنين من قرية ساراندو اما العبد لله فجت سليمة معاه ولكن اخذت مقلب حرامية ووقعت زرع بصل فوق انسة كانت واقعة على الارض خلفي عندما باغتتنا قوات الامن بالهراوات واندفع الجميع الى الداخل في تدافع والحمد لله لم يداس احد تحت الاقدام ... او ربما حدث ولم اعلم به ...

رئيس التحرير





لماذا لا تؤم الرجال إمرأة - أمير أوغلو - الدنمارك

عندما يفقد الناس ثقتهم بالعلماء وبالمؤسسة الدينية نتيجة وقوفها مع الحاكم وفتاواها العجيبة الغريبة المتبدلة بحسب مصلحة الحاكم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصبح المجاهد الذي طلق الدنيا في سبيل دينه مرتدا، ويصبح الحاكم الذي أباد من شعبه المسلم أكثر مما أباد اليهود وشرد من شعبه المسلم أكثر مما شرد اليهود أول من يدخل الجنة يطير فيها بجناحين مع أولاده، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يبيح أعلى أئمة المسلمين منصبا في العالم، الربا ويسميه بغير اسمه، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصبح الشهيد منتحرا، والخائن بطلا شهيدا، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يحكم المسلمين الأمواتُ وأشباهُ الأموات من كراسي العجزة بموافقة العلماء ورضاهم وتشجيعهم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يعلن قائد أكبر جماعة إسلامية في العالم أنه سينتخب رئيسه الحالي للمرة العاشرة إذا جرت إنتخابات حرة متعددة، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما لا يبقى من علماء الأمة خارج السجون والمقابر إلا الشياطين الخرس، ويختفي في بلاد الإسلام كل من يصدع بالحق في وجه السلطان الجائر، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يجتمع حكام العرب ليقرروا طريقة أخذ البيعة لشارون، وعلماء الأمة ساكتون، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يعلن فراعنة العصر أنهم هم الذين سيعلمون الناس الحرية والإستقلال والإصلاح، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يفتي العالم للحاكم أن عقوبة التظاهر السلمي هي الجلد والتعزير، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصوم الناس في شعبان ويفطرون في رمضان ويحجون يوم العاشر بدل التاسع إرضاء للحاكم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما تضيع الثوابت، ويوسد الأمر إلى غير أهله, ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، وتصبح الفتوى عمل من لا عمل له، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



إن هذه السيدة التي قررت أن تصلي بالناس يوم الجمعة القادم، تستحق فعلا وساما ونصبا تذكاريا من كل أعداء الإسلام، فهي التي تحقق على يدها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة" وعلى المسلمين أن يتذكروا جيدا هذا التاريخ الثامن عشر من آذار مارس عام 2005 فهو علامة فارقة في مسيرة دينهم وفي مسيرتهم بشكل عام، إنه اليوم الذي بدأت فيه عملية انتقاض عروة الصلاة آخر عرى الإسلام, ولعلنا نرى هذه المرأة تصلي بالناس في الأسابيع القادمة وهي حائض أيضا، فقد ورد هذا في رواية أخرى من روايات هذا الحديث نفسه.



إن هذا الحديث (حتى لو قاموا بتضعيفه كالعادة) يحمّل علماء الأمة مسؤولية رهيبة وعظيمة وخطيرة، فهم الساكتون على نقض عروة الحكم وهم الداعمون للحكام الذين نقضوا هذه العروة، ولذلك هم الذين يتحملون مسؤولية انتقاض بقية العرى واحدة واحدة، هل سيفيدهم قيامهم الآن أو بعد الآن باستنكار هذا الحدث وما بعده مما يستحدثه الناس من بُعد عن الدين وتشويه للشريعة؟ وكيف سيصدقهم الناس وحالهم حال الذي يقول: "أنا أكذب عليكم فقط في قضية الحكم والحاكم وشروط بقائه وحكم الخروج عليه أما في بقية الأمور الدينية فصدقوني أنني لن أكذب عليكم والله على ما أقول شهيد" كيف ستعود هذه الثقة بين العالم والمؤسسة الدينية وبين الشعوب والناس؟ أليسوا هم المسؤولين عن تضييعها؟ ألم يكن سكوتهم واعتزالهم خيرا لهم مما نراه ونسمعه في كل يوم من التفاف على أحكام الإسلام وتشويه لأنصع حقائقه؟



لم تعد القضية قضية استعمار واحتلال وحاكم ظالم وعالم سائر في ركابه، بل هي قضية عقول احتلت وأفكار توطنت وثقافة عمت وشاعت، لقد احتلوا عقولنا قبل احتلال بلادنا ونهبوا أفكارنا قبل أن ينهبوا بترولنا وعلمونا الإيمان بهم وبحضارتهم وبمبادئهم قبل أن نتعلم الشهادة والصلاة والصيام فجاءت شهادتنا ناقصة وصلاتنا فارغة وصيامنا جوع وعطش.



لا تستغربوا ارتفاع الأصوات المؤيدة لهذه الخطوة في مقبلات الأيام، ولا تستغربوا أن تكون هذه الأصوات أصوات أناس مسلمين، فكل شيء في الإسلام أصبح مباحا وأفلت الأمر من يد المؤسسة الدينية لأنها هانت على الناس بعد أن هان الهوان عليها أمام الحكام، وأسكتت الأصوات الصادقة المخلصة أو أبعدت عن الناس. سنشهد في الأيام القادمة حوارات وندوات ومناقشات حول الحرمة والحل والمنع والسماح لكنها كلها ستدور بعيدا عن القضية الحقيقية وعن المشكلة الأساسية فنحن مازلنا أسارى الأفكار المريضة والفقه المنقوص والتشويه المستمر لهذا الدين ولمفاهيمه ولأهدافه.

قصة حمادة ودودو - د. محمد حلمي

قصة من وحي الخيال العلمي للعبد لله

كان ياما كان
حمادة واد روش و بيشتغل في الفن ...ودودو بنت ناس و ماشية بشرفها من صغرها ...حمادة ابوه فنان في الخمرة و النسوان ...ودودو ابوها استاذ في الجامعة وبيقبض بالدولار ...حمادة امه فنانة من الخمرة صوتها اندبح ...ودودو امها استاذة في الجامعة هي كمان

تشاء الصدف حمادة يقابل دودو في ماكدونالدز وهم بيروشنوا ...ويدور بينهم هذا الحوار القصير

دودو : هاي مش انت حمادة الممثل الروش
حمادة : ايوة يا مزة اسمك ايه؟
دودو : انا دودو مهندسة ديكور و تعليم خوجاتي و بعد الضهر بمشي بشرفي ...اصل انا بنت ناس
حمادة : شوفي الصدف يا مزة ...انا عندي شقة على المحارة ماتيجي تظبتيلي العواميد
دودو : وماله يا حمادة نظبطلك عواميدك ...تعالى و انت حليوة كدة ...ده صحباتي في النادي بيموتوا فيك

وبعد تظبيط العواميد في الشقة و الذي منه ...تجري دودو على صحباتها في النادي

دودو : اسكتي يا شيري ...مش انا ظبت العواميد في شقة حمادة الفنان؟؟
شيري : لا انا مش مصدقة ...دا انت حتى مش منظر يا دودو ...والواد حمادة ده موز خالص و فنان ابن فنان ...هيبصلك انت على ايه؟
دودو : وحياتك ده اللي حصل ...انت بس غيرانه عشان من زمان نفسك تظبطي عواميده و مش طايلة
شيري : مش هصدقك الا اما تجيبيلي قطر منه
دودو : و شرفك هيحصل

و بعد تظبيط العواميد على مراحل مع مراعاة التأكد من "تحميل" المواد الخام في خلاط الاسمنت ...تجري دودو على النادي باختبار حمل نتيجته ايجابية و ترميه في وش شيري وسط حسد باقي بنات الشلة

دودو: بابي انا حامل
ابو دودو : تااااااااااااااني؟ روحي خدي من امك مصاريف العملية
دودو : بس انا عايزة اخلف المرة دي ...دا هيطلع واد فنان زي ابوه
ابو دودو : تعالي يا ام دودو شوفي بنتك بتقول ايه
ام دودو : البت كبرت يا ابو دودو و محتاجة تخلف حتة عيل يملى وقت فراغها...احنا ربيناها تربية امريكاني و في امريكا و الدول المتقدمة مافيهاش حاجة
ابو دودو : طيب هنقول ايه للعالم المتخلفة اللي عايشين معانا ...مش كل الناس نسيت اصلها زينا و سكنوا في المهندسين و شبعوا من بعد جوعة
ام دودو : مش البت بتقولك ان ابو اللي في بطنها فنان؟ تبقى قضية رأي عام و نطلع في ال تي في انا وانت نعمل منها بطلة و مثال يحتذى لبقية طبقات الشعب العامل و شوية كلام اهبل على حبة نحنحنة و نبقى خدناهم بالصوت
ابو دودو : والله فكرة مش بطالة و اهي تبقى دعاية كويسة لينا في الجامعة

وبعد انتشار الخبر في الصحافة و التي في و حوارات و لقاءات و مناقشات ...يتضطر حمادة يعترف بالمولود و دودو تبقى اشهر من نار على علم ...وابو دودو و امها يبقوا مقررين علينا في برامج الفضائيات كنماذج لاولياء الامور موديل 2000

انتهت القصة ...

ملحوظة ...حمادة و دودو مش قضية ...دا ياما فيه منهم كتير بس احنا اللي بنصهين...القضية اننا في زمن اصبحت فيه الدعارة تساوي شهرة ...والمجون فن ...والاستعباط قمة النجاح

نشكر السيد الرئيس ونبايعه مدى الحياة - طارق جابر

(1)

كانت لحظة إعلان السيد رئيس الجمهورية في 26 فبراير عن توجيهه خطابا إلى مجلسي الشعب والشورى – بموجب حقه الدستوري - يطلب فيه تعديل المادة 76 من الدستور بما يتيح إختيار رئيس الجمهورية من خلال عملية إقتراع سري مباشر بين أكثر من مرشح، بدلا من نظام الاستفتاء المعمول به وفق المادة السابقة، كانت لحظة الاعلان تلك وما تلاها من أصداء وتداعيات من اللحظات الكاشفة عميقة الدلالة والمعنى في واقعنا السياسي،. ومع غلبة تيار من الترحيب - لا أستثني منه نفسي - بمبادرة الرئيس إلا أنني أرى لحظة كاشفة من الواجب الامساك بتلابيبها وصورة بارزة من الضروري تأملها والتركيز في أبعادها وتفاصيلها ووضع ما تعكسه من معاني ودلالات تحت المجهر وفي بؤرة الوعي العام، ليس بسبب صدق وجلاء اللحظة وحسب ولكن لارتباطها بمسائل أساسية في واقعنا السياسي والثقافي ولأهمية هذا مع ذاك في إدراك الواقع بأبعاده الحقيقية.



لقد دار الطحن خلال الشهور السابقة حول مطالب إصلاح سياسي وديمقراطي رفعت لواءه القوى الوطنية وتيارات المعارضة - ولقى لهذا السبب أو ذاك - حماس وقبول رجل الشارع، وكان من بين جملة مطالب الاصلاح تلك المادة التي طلب الرئيس من المجالس التشريعية بحث تغييرها، ولاشك أن أجندة الاصلاح التي دار حولها الطحن وشكلت الموضوع الرئيسي في الشارع السياسي خلال الفترة الماضية كانت مرتبطة برؤية تعكس درجة من التطور والنضج السياسي كما تعكس قدر من التوافق حول قصور الواقع القائم عن تلبية حاجات التقدم والنهضة التي وجد أن تحقيقها مرتبط بتغيير قواعد اللعبة السياسية في البلاد وتغيير مناخها بشكل جذري.



وظلت الأمور تجري على شد وجذب بين السلطة وبين رافعي لواء مطالب الاصلاح، حتى ساد مناخ من التوتر والاحتقان ومورست كافة أشكال المناورة والتلاعب والالتفاف والضغط والتحريض والمحاصرة حتى لاحت لحظة بدا فيها أن النظام قد وصل إلى صيغة أو قرار يتعامل به مع الوضع الضاغط، الحظة التي توجها إعلان الرئيس في خطابه عن طلبه تعديل المادة 76 من الدستور على جرى.



وقد تلاحقت وتتابعت أصداء وتداعيات هذا الاعلان بما شكل صورة مكتملة وصادقة بقدر ما هي جديرة بالتأمل والنظر، وجاءت التعليقات والتحليلات وردود الفعل التي أثارها الاعلان كالسيل العرم كما ونوعا، مراوحة بين التهليل المندفع والثناء المتفائل والترحيب الحذر، وتضافرت في مجملها لترسم لنا الصورة التي نريد أن نضعها تحت المجهر وفي بؤرة الوعي.



وقد يكون المدخل لمطالعة الصورة من تلك الزاوية الكاشفة هو رصد أمرين، الأول هو الكيفية التي جرى عليها إعلان الرئيس وسياق هذا الاعلان، والثاني هو الكيفية التي أستُقبل بها هذا الاعلان.



قد يكون العنوان الأصدق للمشهد إجمالا هو كلمة المفاجأة أو الصدمة، وقد عبرت كافة الأصداء والتداعيات عن هذا المعني بكل أشكال التعبير، ولا شك أن إعلان الرئيس كان مفاجأة وصدمة بإمتياز، لاسيما وأن المقدمات كانت ملتبسة ومرتبكة بما جعل التنبؤ بما هو قادم مسألة في غاية الصعوبة، وهذه تحديدا – سمة المفاجأة وعدم القدرة على التوقع أو التنبؤ – هي العقدة الأولى التي نود الامساك بها.



في مايو من العام الماضي، بينما كان الرئيس يعاني بعض المشكلات الصحية المبهمة، إزدهرت شائعات حول وزارة جديدة أو تعديل وزاري، ووقعت البلاد فريسة التكهنات والشائعات في كلا الأمرين، الحالة الصحية للرئيس ومسألة الوزارة الجديدة، وإبان تلك الفترة بينما كان الرئيس يستعد لرحلته العلاجية إلى ألمانيا نقلت الصحف تصريحات بالغة الدلالة والاتصال بالمسألة التى نحن بصددها، وإن كانت لم تستقبل بدورها بالعناية والتركيز الذي تستحقه. كانت التصريحات صادرة عن نافذين من أركان النظام السياسي وكان مضمونها أو فحواها - فيما يتعلق بالتكهنات والشائعات السارية حول التغيير الوزاري – أن التعديل الوزاري لا يعرفه كائنا من كان، وأنه في عقل الرئيس، والرئيس فقط.

(2)

يستطيع كل مراقب ومتابع للشأن السياسي في مصر أن يتبين خطابا متصلا بنبرات متفاوته حول برامج إصلاح سياسي وإقتصادي، وكذلك تحليلات عن تطور في الواقع السياسي والاجتماعي تعبر عنه درجة الوعي والنشاط السياسي بين الناس بوجه عام والمشتغلين بالسياسة منهم بشكل خاص، إلا أن إختبارات الواقع تعد هي فقط المحك الحقيقي لكل هذه المقولات والاستنتاجات المرسلة، سواء ما تعلق منها بوجود برنامج متدرج للإصلاح أو ما تعلق منها بتطور الحياة السياسية والاجتماعية بشكل عام.



إن الملاحظتين المنوه إليهما أعلاه – وقع المفاجأة في إعلان الرئيس ومسألة وجود التعديل الوزاري في عقل الرئيس وحده – لا تشكلان سوى علامات بارزة ذات دلالات فارقة ضمن سياق متصل ومستقر لمسألة في واقعنا السياسي يمكن أن نسميها مسألة الرئيس.



وقبل أن نُفَصل ما هي مسألة الرئيس هذه قد يكون من المفيد أن نلفت الأنظار إلى قدر هائل من التناقض الفج الذي يجري تمريره على الوعى العام دون أي شعور بالحرج أو المسئولية، من ذلك التناقض الصارخ بين مزاعم وجود برامج إصلاح متدرجة ومتصلة وبين وصف المفاجأة في مبادرة الرئيس، لاسيما إذا رجعنا إلى تصريحات المسئولين وعلى رأسهم تصريح الرئيس شخصيا في نهاية يناير أثناء توجهه إلى أبوجا لرئاسة وفد مصر في القمة الرابعة للاتحاد الأفريقي والذي قال فيه " الدعوة إلى تغيير الدستور باطلة ونظام الاستفتاء مؤسس على ترشيح البرلمان "،. إن القفزة التي حدثت بين موقف رسمي يرفض الاقتراب من الدستور ويناور لتفاديه ويرى في دعوى تعديله دعوى باطلة في 30 يناير والاعلان المفاجيء بمبادرة تعديل مادة واحدة من الدستور في 26 فبراير، بعد أقل من شهر، هذه القفزة أو التغير الحاد في الموقف على النحو الذي جرت عليه وصفة المفاجأة التي وسمت هذا التحول تتناقض جوهريا مع فكرة وجود برنامج أو رؤية أو إستراتيجية متصلة للاصلاح، ولكن الخطاب العام الرسمي لم يتوقف كثيرا عند هذا التناقض البين، وعلى ذات المنوال تأتي مجمل السياسات التنفيذية مقارنة بالخطاب السياسي الرسمي الموجه للناس.



إن كل الملاحظات السابقة تؤشر بوضوح على وجود خلل رهيب ليس في النظام السياسي وحسب وإنما في الثقافة السائدة والمنتجة لهذا النظام السياسي، ونحن هنا أيضا بصدد صورة أو أنموذج تم تكريسه وترسيخه في وعي الناس وفي الممارسة السياسية، ووفق هذه الصورة يقف رئيس الدولة في موقع مهيمن وخارج عن إطار الدولة وليس ضمنه أو في حدوده، بينما تقف الدولة بقضها وقضيضها في جانب آخر داخل الإطار، ووفق هذا النموذج فإن تصريحات المسئولين تبقي مرسلة ومنقطعة الصلة بالواقع دون أن تكون هناك أي مساءلة أو مراجعة أو استدراك.

هذه الوضعية الشاذة لا يصنعها حاكم فرد أو حتى نظام حكم شمولي توتاليتاري، ولا تخلقها مجرد نصوص دستورية أو قانونية تخول هذا الفرد كافة الصلاحيات دون الحد الأدنى من المسائلة، إنما تصنعها بإمتياز ثقافة عامة هي التي تصوغ الدساتير وتسن القوانين وتصنع الحاكم الفرد ونظام الحكم الشمولي وتستقبل مخرجات كل ذلك بكل أريحية وترحيب.

(3)

في كتابه وصيتي لبلادي يذكر الدكتور إبراهيم شحاتة واقعة حدثت عندما أراد الرئيس الراحل أنور السادات إجراء تعديل دستوري يسمح بإطلاق فترات الولاية لرئيس البلاد دون حد أقصى كما كان يحددها دستور 71 بمدتين كحد أقصى ( المادة 77 – التعديل الذي جرى في 22 مايو 1980 )، وفي غمرة الجدل الذي أثارته رغبة الرئيس الراحل في فتح باب التمديد على إطلاقه وقد شارفت ولايته الثانية على الانتهاء خرج أستاذ جامعي بمقولة لتكييف وتبرير التعديل مدعيا أن النص المقيد يسري على من ينطبق عليه وصف رئيس، بينما الحال مع الراحل أنور السادات أنه ليس مجرد رئيس وإنما هو قيادة تاريخية إستثنائية لا تتكرر ومن ثم فإن النص المقيد لا يشمله بقيده، يقول الدكتور إبراهيم أن هذا الأستاذ الجامعي أصبح فيما بعد رئيسا لإحدى الجامعات المصرية، وقد تم تمرير التعديل المذكور على النحو الساري حتى الآن.



مقولة القيادة التاريخية هذه إجترها مؤخرا أحد القيادات الشابة ( السيد محمد كمال أمين الشباب بلجنة السياسات ) في الحزب الوطني عندما كان يتحدث في برنامج " البيت بيتك " على القناة الثانية في التليفزيون المصري مساء 26 فبراير نفس يوم خطاب الرئيس، إلا أن وصف القيادة كان هذه المرة من نصيب الرئيس مبارك، ولاشك أن كل رئيس سيكون بهذه الطريقة قيادة إستثنائية تسوغ أيا ما كان يراد تمريره.



ربما ينقلنا هذا إلى الوجه الآخر للعملة أو إلى العقدة الثانية التي نريد وضعها في بؤرة الوعي العام، ومفتاحها هو الكيفية التي أستُقبل بها إعلان الرئيس في خطابه في 26 فبراير، ولا بد أن ننوه أيضا إبتداءا إلى أن النماذج التالية من التنوع والاتساع بدرجة تجعلها تتجاوز فكرة مثقف السلطة إلى حقيقة كونها تعبير عن ثقافة عامة وتيار أصيل في واقعنا، هو بالأساس المنتج والصانع والمستهلك لهذا النظام بجملته.



نحن نفهم بطبيعة الحال أن يلقى إعلان الرئيس ترحيبا لدى كافة القطاعات في الدولة، لكن العلة هنا بالأساس في الكيفية والسياق الذي أستقبل به الاعلان، بحيث أغدق الوعى العام ممثلا في المثقفين بالجائزة كاملة غير منقوصة بين يدي الرئيس قبل حتى أن تتم ترجمة الاعلان إلى الصيغة التي تجعله حقيقيا وصادقا وثوريا في الحياة السياسية على النحو الذي أُمّل فيه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد تم إفتعال سياق وهمي وغير حقيقي - متناقض تماما مع الواقع والحقائق – عن رؤية واضحة وتقدم منتظم ومطرد على طريق الديمقراطية والاصلاح السياسي، كما تم من ناحية ثالثة التعامل بتسليم وبداهة منقطعة النظير مع إختزال كل ذلك في عقل الرئيس ومبادرته وحكمته، والنماذج التالية توضح ما نرمي إليه.



أنا أدعي – وأطالب بفحص وتمحيص هذه الدعوى ووضعها موضع الاختبار – أن تكريس وترسيخ أركان النظام السياسي ومسألة الرئيس تجرى من حياتنا مجرى الدم والهواء من أجسادنا، وأننا نقوم عليها ونرعاها بأكثر مما يقوم عليها ويرعاها الحاكم الفرد أو نظامه والدائرة الضيقة حوله المستفيدة من هذا الوضع، من كونه فوق الدولة وخارج إطارها بصلاحيات إستثنائية ومسائلة صورية.



إن المدقق في صياغة الأخبار وفي طبيعة الخطاب العام المتعلق بالرئيس في الصحف والجرائد ونشرات الأخبار سيجد مثلا أن كل خطاب لرئيس الدولة هو بالضرورة متصدرا لمانشيتات كبرى الصحف ونشرات الأخبار العالمية، وكل تصريح لسيادته هو محل إهتمام كل وسائل الاعلام العالمية والمحلية، وكل حوار مع سيادته هو موضوع الصفحات الأولى في كافة أرجاء المعمورة، وكل مشروع أو سياسة أو إجراء هو نتاج توجيهاته ورؤيته وتعليماته، كما أن كل ضيف يحل على مصر ويجري مباحثات فيها وكل إتصال بالرئيس فهو من باب تطلع الطرف الآخر لمعرفة رأي الرئيس في كل القضايا والوقوف على رؤيته الحكيمة في كافة المسائل والمستجدات إلخ.



إن صياغة مطردة وثابتة على هذا المنوال هي في المحصلة – وبغض النظر عن وعى المتلقي وموقفه منها – ترمي إلى تكريس وترسيخ الوضعية التي ترفع الرئيس بعيدا في السماء وتجعل كل شيء يدور في فلكه وينهل من حكمته وخبرته، وتضع دونه كل ما سواه وتحافظ على مسافة شاسعة بينه وبين الكافة.



ويمكنك أن ترصد ذات التكريس في معالجة الفن الدرامي – مسرح وسينما وتلفزيون – لكل أمر يتعلق بشخص الرئيس أو يتعرض له من قريب أو بعيد - قارن ما يرسخه ذلك من قيم ومفاهيم في الوعي العام فيما يتعلق بوضعية ومكانة الرئيس وكيفية التعامل معه وتناوله مع ما نراه في السينما الأمريكية مثلا – وستجد ظلال ذلك وإنعكاساته على الوجدان العام.

(4)

في ذات السياق يجب تناول النماذج التالية بإعتبارها صانعة ومستهلكة في آن لهذا النموذج، ويجب التنبه إلى كل الدلالات والايحاءات التي تنضح بها هذه الكتابات على تنوع كتابها وما تقدمه من ملامح لصورة واقعنا.



في جريدة الأخبار كتب الأستاذ أحمد رجب يوم الاثنين 28 فبراير تعليقا على إعلان الرئيس مبارك يقول " الآن يترك الرئيس حسني مبارك بصمة تاريخية لحكمه تقول إن هذا الرجل رد للمصريين إحترامهم بعد أكثر من خمسين سنة من الوصاية عليهم ".

وفي نفس الجريدة ونفس العدد كتب د نبيل لوقا بباوي " ...لذلك سيقول الشعب المصري نعم لمبارك مهما كان عدد المرشحين أمامه، وأنا بالذات سوف أقول نعم لمبارك بدمي ولن أقول الأسباب الآن فهي كثيرة في حياتي ولأن حبه يجري في عروقي مع دمي ".



في جردية الأهرام كتب الأستاذ أسامة سرايا يوم 27 فبراير تحت عنوان (القرار التاريخي ومسئولياته) " ...وضعنا الرئيس مبارك جميعا أمام الاختبار الصعب....إنها مفاجأة من العيار الثقيل".

وتحت عنوان (وتبقى مسئولية الممارسة) كتب في نفس العدد الأستاذ محمود مراد " يمكن القول الآن وبإرتياح أن دقات ساعة الديمقراطية قد إرتفعت لتطغى على ضجيج كثيف شهدته ساحة العمل الوطني في الآونة الأخيرة ويمكن القول – وبكل تأكيد – أن مصر قد صارت وبحق هي واحة الديمقراطية في منطقة تحكمها إعتبارات عديدة...".

كما ورد في ذات العدد تصريح للدكتور مصطفى الفقي نصه " سيادة الرئيس مبارك، أنقذت المنطقة من كارثة مؤكة " ، وفي سياق ذات التصريح أيضا " أكد الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن سياسات الرئيس حسني مبارك في أكثر من حدث أنقذت منطقة الشرق الأوسط من من كارثة مؤكدة...وأشار الدكتور الفقي إلى ظاهرة غياب الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية في مصر متهما الأحزاب بمسئوليتها نظرا لأن الحياة الحزبية الحالية ضعيفة للغاية وأن الأحزاب لا تبذل جهدا من أجل إعداد كوادرها ووجودها مرتبط بقيادات تاريخية..".



في نفس العدد كتب أيضا الدكتور على السمان تحت مقال بعنوان (أخيرا أصبح لصوتي ثمن) ورد فيه "...وفجأة وأنا أتابع خطابه في المنوفية – وهو يفجر أخطر مبادرة سياسية في تاريخ مصر الحديث – شعرت وكأننا قفزنا من عهد إلى عهد ومن مدرسة إلى مدرسة جديدة.." هكذا دفعة واحدة.



ونموذج آخر جاء في مقالة بعنوان ( ضمانات اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر) نشرها الأهرام يوم 1 مارس للمستشار زكريا شلش رئيس محكمة الاستئناف جاء بها "... وقد فاجأنا الرئيس محمد حسني مبارك بهذا القرار العظيم الذي أخرس الألسنة التي كانت تدعي أنه يصعب تعديل الدستور وجعلوا من نصوصه نصوصا سامية لايجوز الاجتهاد فيها أو المساس بها – ضع في الخلفية هنا تصريحات الرئيس قبل أقل من شهر حول بطلان دعوى تعديل الدستور على النحو المذكور سالفا – وتودع مصر بهذا التعديل نظام الاستفتاء الذي يتسم بالعبث وعدم الجدية وخاصة إذا ما علمنا أن نتائجه كانت تقترب دوما من الـ 99% وكان مجالا لسخرية وسائل الاعلام العالمية ".



وكتب أيضا في ذات الصحيفة والعدد تحت عنوان العبور الجديد إلى الديمقراطية المستشار علاء الدين مرزوق معلقا على خطاب الرئيس " محلقا عبر أحلامنا، منطلقا نحو آفاق الديمقراطية والعدالة والحرية....".

وكتب أيضا القس إكرام لمعي مقالة بعنوان الرجل والقرار جاء فيها " ...بعد أن إتفقت معظم الأحزاب – لاحظ التلفيق والاختلاق هنا - على تأجيل الدستور إلى ما بعد الاستفتاء لينص على أن تكون انتخابات الرئاسة بين أكثر من مرشح بالانتخاب السري المباشر فاجأنا الرئيس مبارك بقراره..."



إن النماذج السابقة كلها تحتاج بالقعل إلى نظرة تأمل وتحليل دقيق لسبر أغوار هذا الخطاب والثقافة التي يعكسها ويعبر عنها، وهي كما أسلفنا نماذج من التنوع والتعدد بقدر يجعلها تتعدى المفهوم الضيق لمثقف السلطة – المبرر الذي يمكن أن يفسر مضمونها – لتعكس كما نزعم ثقافة عامة ونسق فكري سائد، وإذا أخذنا في الاعتبار أننا لا نتكلم عن ثقافة رجل الشارع أو ردود أفعاله وإنما عن ثقافة نخبة وفكرها، وأن العينات السابقة لا تمثل تيارا محددا أو منعزلا أو ذو مرجعية سياسية واحدة، فسوف ندرك أن ما نرصده هنا على وجه الدقة يمثل تيارا عاما وأصيلا في ثقافة التعامل مع السلطة،. إذا أخذنا ذلك في الاعتبار سندرك مدى عمق أزمتنا وحقيقة الطور الذي يقف عنده وعينا وتطورنا السياسي والثقافي.

نحن بلا شك لا نتهم جملة المثقفين، بله لا نتهم أحدا على الاطلاق بقدر ما نحاول لفت الآنظار إلى ثقافة سائدة وفكر حاكم نرى أن النماذج السابقة تمثله بما هو يمثل فكر ونهج الأكثرية الغالبة، وما سواها مجرد إستثناء.

إن الملامح العامة والخطوط المشتركة التي تعكسها النماذج السابقة تتلخص في عدة محاور أساسية يمكن إجمالها في التالي،



أولا، تمحور فكرنا وثقافتنا حول فكرة البطل الفرد وإنجازه الفذ، ولا تكاد تجد تعليقا يضع قرار الرئيس كمحصلة لما إعتمل في البلاد من ضغوط وتوتر ومطالبات بالاصلاح خلال الفترة الماضية أو في سياقها، بله إن المضمون الذي نقلته جل الكتابات تصريحا أو إيحاءا كان يصب في خانة نسبة الفضل إلى الرئيس والتعامل مع إعلانه باعتباره منحه أو هبة أو أنه جاء إستجابة لنبض الشارع أو ضمن سياق ملفق لرؤية إصلاحية مزعومة لإلخ، وهذا النمط من التفكير - مقابل فكر وثقافة النظام والجماعة - هو أحد العلامات البارزة والتشوهات العميقة في ثقافتنا ونظامنا.



ثانيا، سوف تلاحظ ما سبق الاشارة إليه من تلفيق بيًن وإختلاق واضح لسياق وهمي لحشر القرار أو المبادرة فيه، بينما واقع الأمر أنه لا يوجد أي سياق أو منهج أو حتى رؤية للاصلاح والتطور في أي إتجاه، وكل ما هنالك هو لعبة ممارسة سلطة واستبسال في البقاء على مقاعدها، وفي حين يمكن فهم أن يصدر ذلك عن من هم في سدة الحكم أو بطانتهم والمنتفعين من ورائهم، فإن ما يحتاج إلى وقفة وتفسير هو مساهمة وتكريس المثقف والنخبة بشكل عام لهذه اللعبة على نحو ما تعكس النماذج السابقة، وكأن الغالبية تمارس هذا التماهي أو التلاشي أمام السلطة بدافع غريزي متجاوز حتى لظاهر المصلحة والمنفعة.



ثالثا، سوف تستشعر أيضا من قراءة الاقتباسات السابقة هرولة النخبة إلى وضع الجائزة بين يدي النظام قبل أن تسفر مبادرته التي يملك التحكم في مسارها ومآلها وتوجيهها وإخراجها على النحو الذي يشاء، قبل أن تسفر عن حقيقتها ومدى تطابق جوهرها مع الصفات والنعوت التي خلعت عليها بالمجان وتماهيها مع التطلعات الحقيقية للشعب في الديمقراطية والحرية.



غني عن الذكر في هذا الإطار أن أي نخبة لديها حد أدني من الوعي والجد ما كان لها أن تستقبل هذه الخطوة – وإن وجب الترحيب بها – بكل هذا التهليل والتطبيل قبل أن تكتمل إجراءات إنفاذها، ناهيك عن الوقوف على مصير الخطوات التي تم القفز عليها والتي تعتبر ضرورية وحتمية لجدية هذا التوجه واكتماله، كإلغاء العمل بالقوانين الاستثنائية ومراجعة صلاحيات الرئيس ووضع قيد على عدد مرات تولي المنصب. ( عندما سئل الرئيس أثناء زيارته لمشروع توشكى عن هذا الموضوع الأخير قال "أن الشعب هو الذي سيحدد مدة بقاء الرئيس في منصبه وأن هذا هو ما يسير عليه العالم كله. وبالطبع فإن أحدا لم يراجع الرئيس فيما قاله مرسلا وعن أي عالم الذي يسير على إطلاق مدد الولاية الرئاسية كان يتحدث الرئيس.



رابعا، من الصعب أن تعتبر النخبة التي تصدر عنها ردود فعل على هذه الشاكلة بإعتبارها نخبة جادة وصالحة لأن تكون طليعة تقدم حقيقي للأمة، فصفات الهزل والعبث أقرب وأصدق في تشخيص ووصف أوضاع هذه النخب.

(5)

إن الصورة النهائية التي ستخرج بها إذا وضعت كل ما سبق في أطار واحد هو أن هناك طغيانا عارما على مستوى الوجدان والفكر من جانب السلطة على الشعب عموما وعلى النخبة خصوصا، وأن هذا الطغيان قرينه إنسحاق طوعي من الشعب ومن النخبة على حد سواء على أعتاب السلطة وبين يديها، وهذه الصيغة في العلاقة بين السلطة والناس، والحاكم والمحكوم يجرى تكريسها وترسيخها وتثبيتها وخدمتها من كل الأطراف و بكل الوسائل والأدوات، بوعى وبغير وعى، من بطانة السلطة والبعيدين عنها كل على حد سواء.



وهذه النتيجة هي ما يجب وضعه في بؤرة الادراك العام، بصورته وهيأته الخام، الخشنة والصادمة، لأن هذه تحديدا هي ما تشكل الأرضية التي يمكن الانطلاق من إدراكها نحو تطور سياسي حقيقي وشامل يكسر الصيغ السابقة ويستبدل بها صيغ جديدة تصلح قاعدة لإنطلاق الأمة للأمام بدلا من دورانها حول نفسها.



وإذا ما أدركنا هذه العلة، فسنجد أن علاجها على فداحتها ليس بمستصعب، كما لا يشكل أي تهديد لأمن الوطن أو مساسا بإستقراره، وهو يبدأ أساسا من فكر جديد يستند إلى وضع الرئيس والسلطة داخل إطار الدولة والنظام وليس خارجه أو فوقه، كما يستند إلى قاعدة المساءلة على قدر المسئولية والحساب على قدر الصلاحيات التي يجب أن تكون محددة ومحدودة وموزعة على السلطات في توازن حقيقي، ولابد إذا كان هناك نية صادقة للخروج من أسر النظام / الثقافة السائدة، لا بد أن تكون هناك مبادرة لتطبيع صورة جديدة للرئيس في وعى الناس تجعله أقرب إلى الناس وإلى صفات البشر العاديين منه إلى الصفات والنعوت الاستثنائية، تجعله قابلا للوقوف في مناظرة أمام منافس أو أكثر وقابلا لطرح برنامج سياسي على الناس يمكنهم قبوله أو رفضه - عندما سئل الرئيس مبارك خلال رحلته إلى أبوجا عن برنامجه الانتخابي قال إن برنامجي الانتخابي معلن وموجود ومطبق كل يوم‏,‏ فأنا لست جديدا علي الساحة وأعمالي هي برنامجي - وقابل للوقوف أمام الرأي العام في وضع محاسبة ومراجعة إلخ ، ولابد من ناحية أخرى أن تكون هناك مبادرة من النخبة تقود بها الشعب لوقف هذا الانسحاق والتلاشي أمام السلطة.

(6)

لقد بدى في لحظة ما أن الناس تتوق إلى استنشاق نسائم حرية وديمقراطية حقيقية، وهيأت النخبة للوعى العام أنها بلغت حدا من النضج والتطور يخولها المطالبة بحقها في إختيار رئيس البلاد بين أكثر من مرشح بنظام إنتخاب يتيح الفرصة أمام كل المواطنين للترشح لمنصب الرئيس كما يتيح لكل المواطنين إختيار رأس السلطة التنفيذية.



ثم وجدنا مؤشرات عبرت عنها – إلى جانب الاقتباسات السابقة - أخبار من عينة ما نشره الأهرام في 1 مارس تحت عنوان عمال (مصر يجددون عهد الولاء لمبارك)، أو ما نشر في نفس العدد والصفحة نقلا عن اجتماع لنقابة المهن التمثيلية جاء في نصه " بعثت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان يوسف شعبان برقية تقدير للرئيس مبارك بإسم جموع الفنانين المصريين وأكدت البرقية أن المبادرة تأكيد على حرص الرئيس على الحرية والديمقراطية وحماية الوطن من المعارضين ذوي المصالح. كما سجل نقيب الممثلين تأييد ومبايعة أعضاء النقابة للرئيس مبارك لمواصلة مسيرة مصر".



لا أعرف في ظل تداعيات وأصداء من هذا النوع وبهذا الكم كيف يمكن النظر بجدية إلى كل مطالب الاصلاح التي شغلت الساحة السياسية طوال الفترة الماضية ومن وقفوا وراءها، لاسيما وكل الارهاصات توحى بأننا بصدد إستفتاء مقنع في رداء إنتخاب مباشر ومبايعات بالروح والدم بدلا من صناديق إقتراع حقيقي وكأن لسان حالنا يقول : نشكر الرئيس مبارك على مبادرته بتعديل المادة 76 من الدستور...ونبايعه رئيسا مدى الحياة.

الإرهاب الفكري ... كاتب متأسلم نموذجا - د. عمرو إسماعيل

كتب كاتب ممن نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله .. مقالا عنونه الارهاب الفكري و دعاة التنوير .. نافيا عن نفسه تهمة الارهاب الفكري ومتهما بها من أطلق عليهم دعاة التنوير .. وردا عليه سأقتبس بعضا مما كتبه ليعرف انه أن قرأ كلامه في اطاره الصحيح سيعرف معني الارهاب الفكري الحقيقي .. راجيا أن يتخيل للحظة أن هذا الكلام موجه له شخصيا ,, مطلوب أن تستمعوا إلى غلمان التنوير حينما يكتبوا ليهاجموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .."

لاحظوا بداية الارهاب .. اتهام كل من يخالفه في الرأي أنهم يهاجمون رسول الله صلي الله عليه وسلم .. لمجرد أنه يعتقد أنه يدافع عن الاسلام .. اصبح لا يفرق بين من يختلف معه وبين مهاجمة رسول الله .. معاذ الله .. لقد اصابته حالة مرضية من التوحد مع الفكرة واصبح يخلط بين شخصه وبين شخص الرسول صلوات الله عليه وسلم !! ..

ثم يستمر قائلا :مطلوب منكم أن تحفظوا مواضيع الإنشاء التي يكتبها هؤلاء المرضى النفسيين وما يكتبوه عن قاهر الظلاميين والرجعيين والسلفيين الوهابين المتحجرين والتكفيريين
وأن تقولوا لهم جميعا آمين آمين "معتبرا سيادته كل من يخالفه فكريا مرضي نفسيين .. ويستمر قائلا عن كل من يخالفه "يا دعاة التنويرا لإرهاب الفكري هو أنتم والتزوير والتزييف هو أنتم
والبارنويا والشخصيات السيكوباتية هي أنتم" ثم يقول عن طه حسين والذي يسبب له مشكلة لا ندري سببها "إن طه حسين لم يولد من بطن أمه طه حسين وأنتم تعلمون ذلك ولكن حينما عجزتم وعجزتم وعجزتم عن ذكر كلمة واحدة لطه حسين عن فلسطين والذي هو صنيعة الصهاينة
أو كلمة واحدة لطه حسين ضد الصهيونية معتبرا أنه لكي تتنتفي عن الانسان تهمة أنه عميل صهيوني يجب أن يكتب مقالات زاعقة ليس لها قيمة بين كل جملة و أخري لعن للصهيونية من قبيل دعاء الجمعة الذي يجيده القرضاوي وخطباء المساجد والذي نسمعه من أن وعينا ورغم ذلك تزداد هزائمنا علي يد الصهيونية .. وينسي ان طه حسين كاتبا و اديبا و مفكرا .. وليس كاتب شعارات ولعنات مثل البعض .. يدعو للتعليم والثقافة والعمل والانتاج كوسيلة وحيدة للأنتصار علي الصهيونية او كل استعمار ..

ثم يستمر في الخطاب الزاعق التهديدي والذي يدل أنه أن طال رقبة اي من مخالفيه وهو في هذه النشوة اللحظية لازدادت نشوته بخنقه أو طعنه بسكين او حتي تفجير نفسه فيه .. قائلا :

"نحن لن نتوقف عن الكتابة والإتهام لكل المعتدين على ديننا
أولهم الصنم الأكبر
الذي كرمه دعاة الفرعونية على حساب الإسلام
الذي كرمه دعاة الصهيونة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة الأقلمة للأمة العربية والإسلامية
الذي كرمه دعاة الشرق أوسطية الجديدة للأمة الإسلامية
الذي كرمه دعاة الأمركة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة تهميش الأمة ونحن لهم بالحجة لا بالسلاح كما يتهمنا المتخلفون للإيقاع بيننا وبين السلطة "

أقولها لكم
نحن دعاة التنوير وأنتم دعاة التجهيل والتطرف
نحن دعاة الوحدة وأنتم دعاة التفرق
نحن دعاة التماسك والتوحد وأنتم دعاة التشرزم وإثارة الفتن "

معتبرا أن كل من كرم فكر طه حسين عميلا وخائنا للأمة .. وهذا يشمل غالبية الشعب المصري وزعامته .. والكثير من مثقفي العالم العربي .. يشمل حزب الوفد ورئيسه مصطفي النحاس .. ويشمل جمال عبد الناصر وكل رموز عهده والسادات وعهده ... وكل مثقفي مصر الذين اختاروا طه حسين رئيسا للمجمع اللغوي ..

أطلق الكاتب المتاسلم اتهامات الخيانة والعمالة والكفر والجهل والعداء لله ورسوله يمينا ويسارا ليصيب الجميع ثم في النهاية وبمنتهي البراءة .. كالطفل الوديع .. يقول :

فليكن حوارنا بالحجة والموضوعية لا بالعصبية والتثوير والانفعال ..

بعد كل هذه العصبية والانفعال وكيل الاتهامات لكل من يخالفه في الراي يطالبهم بالحوار بالحجة ودون عصبية .. هل هناك ما يدعو للعجب أكثر من ذلك ..

وهي سمة لا يتصف بها فقط هذا الكاتب ولكنها سمة عامة لكل من يتخيلون أنهم متحدثين رسميين لله وللاسلام من كتاب التيار المتأسلم ألا قلة منهم وخاصة تيار حزب العمل وجريدة الشعب .. لقد اصبحت هذه الجريدة مدرسة لكل من يكتب فيها .. مدرسة للأرهاب الفكري باسم الدين ..

وهم لايرون اصل المشكلة .. وهي انهم اصبحوا يعتقدون أنهم يمثلون الحق سبحانه وتعالي .. معاذ الله ,,

وله اقتبس هذا هذا الكلام من كتاب طه حسين العظيم "مستقبل الثقافة في مصر" .. ولو أخذنا بكلامه ما كان هذا حالنا وخاصة في مصر ولما وجدنا مثل هؤلاء الكتاب المتاسلمين الذين يمارسون أرهابهم الفكري توطئة لنحر كل مخالف لهم علي يد شاب طائش من اتباعهم ؛

" عناصر ثلاثة تَكَوَّن منها الروح الأدبي المصري منذ استعربت مصر: أولها العنصر المصري الخالص الذي ورثناه عن المصريين القدماء على اتصال الأزمان وعلى تأثرهم بالمؤثرات المختلفة التي خضعت لها حياتهم، والذي نستمده دائماً من أرض مصر وسمائها ونيل مصر وصحرائها.. والعنصر الثاني هو العنصر العربي الذي يأتينا من اللغة ومن الدين ومن الحضارة، والذي مهما نفعل فلن نستطيع أن نخلص منه، ولا أن نضعفه ولا أن نخفف تأثيره في حياتنا، لأنه قد امتزج بهذه الحياة امتزاجاً مكوناً لها مقوماً لشخصيتها.. ولا تقلْ أنه عنصر أجنبي فليس أجنبياً هذا العنصر الذي تَمَصَّرَ منذ قرون وقرون... فليست اللغة العربية فينا لغة أجنبية، وإنما هي لغتنا وهي أقرب إلينا ألف مرة ومرة من لغة المصريين القدماء.. أما العنصر الثالث فهو هذا العنصر الأجنبي الذي أثر في الحياة المصرية دائماً.. وهو هذا الذي يأتيها من اتصالها بالأمم المتحضرة في الشرق والغرب. جاءها من اليونان والرومان واليهود والفينيقيين في العصر القديم، وجاءها من العرب والترك والفرنجة في القرون الوسطى، ويجيئها من أوربا وأميركا في العصر الحديث...فإني أحب أن يقوم التعليم المصري على شيء واضح من الملاءمة بين العناصر الثلاث "

رحم الله طه حسين ورحمنا من هؤلاء الكتاب المتأسلمين ..

نيران صديقة - د. ميشيل حنا

"تبدو قطرة الماء نقية شفافة كالبلورة، فإذا ما كبرتها العدسات ظهرت فيها آلاف الشوائب، ويظل القمر جميلا صافيا مادام بعيدا، فإذا اقتربت بدا لك كشاطيء قذر مهجور. حتى وجه التي تحب، بشرتها الغضة المتوردة التي تأخذ قلبك، ما إن تضاعف قدرتك على رؤيته حتى تتبدى لك كنسيج قبيح مجعد. في كل مرة تتأكد الحقيقة. ليس إعجابنا بالجمال إلا خداعا للنظر، وكلما اتسعت الرؤية بانت التجاعيد."
صدرت مؤخرا الطبعة الثانية من المجموعة القصصية المتميزة "نيران صديقة" للأديب الكبير وطبيب الأسنان د. علاء الأسواني.
يشكل د. علاء الأسواني ظاهرة فريدة في الأدب، فكتبه هي الأكثر مبيعا في مصر، وتنفد الطبعة الواحدة من كتبه في ستة أشهر في العادة، وقد صدر من روايته (عمارة يعقوبيان) ست طبعات منذ 2002 وحتى الآن! ويتميز إسلوبه بالسلاسة والعذوبة، حتى أنك لا تستطيع منه فكاكا، فإذا أمسكت بالكتاب فإنك لا تشعر بالوقت يمضي إلى أن تنتهي الصفحات، وعندها ترغب في الانتقال إلى الصفحة الأولي والبدء من جديد!
تتكون المجموعة من عشرة قصص، الأولى بعنوان (الذي اقترب ورأي)، وهي أقرب إلى رواية قصيرة زهاء 110 صفحات، ثم 9 قصص قصيرة منها "أحزان الحاج أحمد"، "المرمطون"، "حصة الألعاب"، و"مدام زتا منديس.. صورة أخيرة". لا توجد قصة في المجموعة تحمل العنوان نيران صديقة، لكنه عنوان يحمل روح المجموعة بشكل عام، فالنيران الصديقة هي الطلقات التي نوجهها نحو أنفسنا، فنؤذي بها ذواتنا ومن نحب.
مجموعة قصصية تأتي من كاتب مقلّ جدا ومُجيد جدا في عمله، يشطُب أكثر ممّا يكتب، ولا يسمح للعمل بالنشر إلا بعد أن يطمئن تماما أنه لا توجد أية كلمة بحاجة إلى تغيير أو تعديل، ولهذا فهو يتركنا لفترات طويلة ننظر بشوق إلى عمله التالي.