Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 18 March 2005

الإرهاب الفكري ... كاتب متأسلم نموذجا - د. عمرو إسماعيل

كتب كاتب ممن نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله .. مقالا عنونه الارهاب الفكري و دعاة التنوير .. نافيا عن نفسه تهمة الارهاب الفكري ومتهما بها من أطلق عليهم دعاة التنوير .. وردا عليه سأقتبس بعضا مما كتبه ليعرف انه أن قرأ كلامه في اطاره الصحيح سيعرف معني الارهاب الفكري الحقيقي .. راجيا أن يتخيل للحظة أن هذا الكلام موجه له شخصيا ,, مطلوب أن تستمعوا إلى غلمان التنوير حينما يكتبوا ليهاجموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .."

لاحظوا بداية الارهاب .. اتهام كل من يخالفه في الرأي أنهم يهاجمون رسول الله صلي الله عليه وسلم .. لمجرد أنه يعتقد أنه يدافع عن الاسلام .. اصبح لا يفرق بين من يختلف معه وبين مهاجمة رسول الله .. معاذ الله .. لقد اصابته حالة مرضية من التوحد مع الفكرة واصبح يخلط بين شخصه وبين شخص الرسول صلوات الله عليه وسلم !! ..

ثم يستمر قائلا :مطلوب منكم أن تحفظوا مواضيع الإنشاء التي يكتبها هؤلاء المرضى النفسيين وما يكتبوه عن قاهر الظلاميين والرجعيين والسلفيين الوهابين المتحجرين والتكفيريين
وأن تقولوا لهم جميعا آمين آمين "معتبرا سيادته كل من يخالفه فكريا مرضي نفسيين .. ويستمر قائلا عن كل من يخالفه "يا دعاة التنويرا لإرهاب الفكري هو أنتم والتزوير والتزييف هو أنتم
والبارنويا والشخصيات السيكوباتية هي أنتم" ثم يقول عن طه حسين والذي يسبب له مشكلة لا ندري سببها "إن طه حسين لم يولد من بطن أمه طه حسين وأنتم تعلمون ذلك ولكن حينما عجزتم وعجزتم وعجزتم عن ذكر كلمة واحدة لطه حسين عن فلسطين والذي هو صنيعة الصهاينة
أو كلمة واحدة لطه حسين ضد الصهيونية معتبرا أنه لكي تتنتفي عن الانسان تهمة أنه عميل صهيوني يجب أن يكتب مقالات زاعقة ليس لها قيمة بين كل جملة و أخري لعن للصهيونية من قبيل دعاء الجمعة الذي يجيده القرضاوي وخطباء المساجد والذي نسمعه من أن وعينا ورغم ذلك تزداد هزائمنا علي يد الصهيونية .. وينسي ان طه حسين كاتبا و اديبا و مفكرا .. وليس كاتب شعارات ولعنات مثل البعض .. يدعو للتعليم والثقافة والعمل والانتاج كوسيلة وحيدة للأنتصار علي الصهيونية او كل استعمار ..

ثم يستمر في الخطاب الزاعق التهديدي والذي يدل أنه أن طال رقبة اي من مخالفيه وهو في هذه النشوة اللحظية لازدادت نشوته بخنقه أو طعنه بسكين او حتي تفجير نفسه فيه .. قائلا :

"نحن لن نتوقف عن الكتابة والإتهام لكل المعتدين على ديننا
أولهم الصنم الأكبر
الذي كرمه دعاة الفرعونية على حساب الإسلام
الذي كرمه دعاة الصهيونة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة الأقلمة للأمة العربية والإسلامية
الذي كرمه دعاة الشرق أوسطية الجديدة للأمة الإسلامية
الذي كرمه دعاة الأمركة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة تهميش الأمة ونحن لهم بالحجة لا بالسلاح كما يتهمنا المتخلفون للإيقاع بيننا وبين السلطة "

أقولها لكم
نحن دعاة التنوير وأنتم دعاة التجهيل والتطرف
نحن دعاة الوحدة وأنتم دعاة التفرق
نحن دعاة التماسك والتوحد وأنتم دعاة التشرزم وإثارة الفتن "

معتبرا أن كل من كرم فكر طه حسين عميلا وخائنا للأمة .. وهذا يشمل غالبية الشعب المصري وزعامته .. والكثير من مثقفي العالم العربي .. يشمل حزب الوفد ورئيسه مصطفي النحاس .. ويشمل جمال عبد الناصر وكل رموز عهده والسادات وعهده ... وكل مثقفي مصر الذين اختاروا طه حسين رئيسا للمجمع اللغوي ..

أطلق الكاتب المتاسلم اتهامات الخيانة والعمالة والكفر والجهل والعداء لله ورسوله يمينا ويسارا ليصيب الجميع ثم في النهاية وبمنتهي البراءة .. كالطفل الوديع .. يقول :

فليكن حوارنا بالحجة والموضوعية لا بالعصبية والتثوير والانفعال ..

بعد كل هذه العصبية والانفعال وكيل الاتهامات لكل من يخالفه في الراي يطالبهم بالحوار بالحجة ودون عصبية .. هل هناك ما يدعو للعجب أكثر من ذلك ..

وهي سمة لا يتصف بها فقط هذا الكاتب ولكنها سمة عامة لكل من يتخيلون أنهم متحدثين رسميين لله وللاسلام من كتاب التيار المتأسلم ألا قلة منهم وخاصة تيار حزب العمل وجريدة الشعب .. لقد اصبحت هذه الجريدة مدرسة لكل من يكتب فيها .. مدرسة للأرهاب الفكري باسم الدين ..

وهم لايرون اصل المشكلة .. وهي انهم اصبحوا يعتقدون أنهم يمثلون الحق سبحانه وتعالي .. معاذ الله ,,

وله اقتبس هذا هذا الكلام من كتاب طه حسين العظيم "مستقبل الثقافة في مصر" .. ولو أخذنا بكلامه ما كان هذا حالنا وخاصة في مصر ولما وجدنا مثل هؤلاء الكتاب المتاسلمين الذين يمارسون أرهابهم الفكري توطئة لنحر كل مخالف لهم علي يد شاب طائش من اتباعهم ؛

" عناصر ثلاثة تَكَوَّن منها الروح الأدبي المصري منذ استعربت مصر: أولها العنصر المصري الخالص الذي ورثناه عن المصريين القدماء على اتصال الأزمان وعلى تأثرهم بالمؤثرات المختلفة التي خضعت لها حياتهم، والذي نستمده دائماً من أرض مصر وسمائها ونيل مصر وصحرائها.. والعنصر الثاني هو العنصر العربي الذي يأتينا من اللغة ومن الدين ومن الحضارة، والذي مهما نفعل فلن نستطيع أن نخلص منه، ولا أن نضعفه ولا أن نخفف تأثيره في حياتنا، لأنه قد امتزج بهذه الحياة امتزاجاً مكوناً لها مقوماً لشخصيتها.. ولا تقلْ أنه عنصر أجنبي فليس أجنبياً هذا العنصر الذي تَمَصَّرَ منذ قرون وقرون... فليست اللغة العربية فينا لغة أجنبية، وإنما هي لغتنا وهي أقرب إلينا ألف مرة ومرة من لغة المصريين القدماء.. أما العنصر الثالث فهو هذا العنصر الأجنبي الذي أثر في الحياة المصرية دائماً.. وهو هذا الذي يأتيها من اتصالها بالأمم المتحضرة في الشرق والغرب. جاءها من اليونان والرومان واليهود والفينيقيين في العصر القديم، وجاءها من العرب والترك والفرنجة في القرون الوسطى، ويجيئها من أوربا وأميركا في العصر الحديث...فإني أحب أن يقوم التعليم المصري على شيء واضح من الملاءمة بين العناصر الثلاث "

رحم الله طه حسين ورحمنا من هؤلاء الكتاب المتأسلمين ..

The comments are closed.