Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 18 March 2005

نيران صديقة - د. ميشيل حنا

"تبدو قطرة الماء نقية شفافة كالبلورة، فإذا ما كبرتها العدسات ظهرت فيها آلاف الشوائب، ويظل القمر جميلا صافيا مادام بعيدا، فإذا اقتربت بدا لك كشاطيء قذر مهجور. حتى وجه التي تحب، بشرتها الغضة المتوردة التي تأخذ قلبك، ما إن تضاعف قدرتك على رؤيته حتى تتبدى لك كنسيج قبيح مجعد. في كل مرة تتأكد الحقيقة. ليس إعجابنا بالجمال إلا خداعا للنظر، وكلما اتسعت الرؤية بانت التجاعيد."
صدرت مؤخرا الطبعة الثانية من المجموعة القصصية المتميزة "نيران صديقة" للأديب الكبير وطبيب الأسنان د. علاء الأسواني.
يشكل د. علاء الأسواني ظاهرة فريدة في الأدب، فكتبه هي الأكثر مبيعا في مصر، وتنفد الطبعة الواحدة من كتبه في ستة أشهر في العادة، وقد صدر من روايته (عمارة يعقوبيان) ست طبعات منذ 2002 وحتى الآن! ويتميز إسلوبه بالسلاسة والعذوبة، حتى أنك لا تستطيع منه فكاكا، فإذا أمسكت بالكتاب فإنك لا تشعر بالوقت يمضي إلى أن تنتهي الصفحات، وعندها ترغب في الانتقال إلى الصفحة الأولي والبدء من جديد!
تتكون المجموعة من عشرة قصص، الأولى بعنوان (الذي اقترب ورأي)، وهي أقرب إلى رواية قصيرة زهاء 110 صفحات، ثم 9 قصص قصيرة منها "أحزان الحاج أحمد"، "المرمطون"، "حصة الألعاب"، و"مدام زتا منديس.. صورة أخيرة". لا توجد قصة في المجموعة تحمل العنوان نيران صديقة، لكنه عنوان يحمل روح المجموعة بشكل عام، فالنيران الصديقة هي الطلقات التي نوجهها نحو أنفسنا، فنؤذي بها ذواتنا ومن نحب.
مجموعة قصصية تأتي من كاتب مقلّ جدا ومُجيد جدا في عمله، يشطُب أكثر ممّا يكتب، ولا يسمح للعمل بالنشر إلا بعد أن يطمئن تماما أنه لا توجد أية كلمة بحاجة إلى تغيير أو تعديل، ولهذا فهو يتركنا لفترات طويلة ننظر بشوق إلى عمله التالي.

The comments are closed.