مظاهرة كفاية في
الاسكندرية
30 مارس 2005
تصوير واعداد شاهيناز عبد السلام
كانت اول مظاهرة لكفاية اليوم في الإسكندرية مسقط رأسي في المنشية أمام محكمة الحقانية و هي أقدم محكمة في الإسكندرية وكنت أول مرة أدخلها كانت حوالي الساعة الواحده ظهرا عندما وصلت أمام المحكمة و كان هناك عدد لا باس به من ضباط الأمن منهم من كان يرتدي الزي الرسمي بالرتب الثقيله و أخرون بملابس مدنية بس عرفتهم من اللاسلكي اللي كان كل واحد فيهم عمال يتكلم فيه دخلت المحكمة فاخذني جمالها فهي حقا تحفة من الناحية الفنية و جميلة مزركشة الأسقف و النوافذ بالوان بديعة وقفت في البهو .
لم يكن هناك الكثير من البشر فأردت ان إلتقط صورا للمكان حتى تأتي ساعة المظاهرة التي كانت مقررة في الثانية ظهراو عندما التقطت صورة للسقف و جدت أحد أفراد الأمن داخل المحكمة يصرخ"الأخت اللي بتصور ممنوع التصوير داخل المحكمة " فتعجبت و قلت له "ليه ممنوع التصويرأنا بصور السقف و الحيطان" فرد في إنزعاج و غضب "هو كده ممنوع" فرمقته بنظرة و مشيت من قدامه و قلت في عقل بالي "ماشي يا غبي "
وقفت أنتظر و بدأ "الكفايويون" يتجمعون في البهو و إقتربت
مني محامية أعرفها (ربنا يخليها كانت نشيطة جدا) و اعطتني ملصق عليه "كفاية" ثم
سالتها "في حد زي كمال خليل حيكون معانا" فردت "أن المظاهرة صامته و أنني يمكن أن
أضع ملصق كفايه على فمي , و تاني قلت في عقل بالي فينك يا كمال يا خليل
أخذت الملصق و لصقته أعلى ملابسي حتى يكون واضحا
لم يكن العدد الذي تجمع في بهو المحكمة كثير اوي و جاءت الساعة إتنين الضهر ال30 من
مارس سنة 2005 و خرجت الضربة الأولى خرج الجمع من البهو إلى خارج أمام المحكمة
ووقفنا على الدرجات السلم و كل منا يضع "كفايه" على ملابسه او على فمه و البعض
يمسكها بيده و يرفعها لاعلى و كنت أرى أيضا بعض من المارة الذين راوا المظاهرة و
إقتربوا ووقفوا بجانب المظاهرة وفي أعينهم نظرات ترقب و خوف فهم يريدون الإنضمام و
لكن يبدو أن الخوف يغلبهم و البعض أيضا كان يمسك ملصق "كفاية" في يده و يخفيه خلف
ظهرة و يقف على إستحياءفي البين بين لا هو معنا و لا هو علينا.
و من اللافتات التي حملها "الكفايويون" كانت من يقول "لا للتمديد" "لا للتوريث" "كفاية تجويع""كفاية تخويف" "كفاية تطبيع" تقدمت لأقف في أول صف و كان على الرصيف المقابل رجال الأمن و أحدهم كان ينظر إلينا بعين فاحصة ثم جاء رجل يبدو من الصحافة و معه كاميرا كبيرة و إلتقط صورة ثم جاء أحد الضباط يمنعه فوطى عليه المصور و همس في إذنه فتركه الضابط يلتقط الصور فعلق أحد المتظاهرين قائلا "هو قاله كلمة السر تلاقي بيصور نا عشان يعرفونا واحد واحد بعد كده" كان هناك ضابط برتبة عقيد يشير للسيارات بيده حتى تسرع المرور من أمامنا فقد كان الفضول يتملك كل من في السيارات التي كانت تمر أمامنا و كان الشارع مزدحما بالسيارات و كنت أراقب شفاة الراكبين و هي تردد ملصقاتنا "كفاية" "كفاية " "كفاية" و كأنهم يهتفون بدلا منا لاننا صامتون .
إقتربت مني سيده ترتدي الحجاب و تبدو في العقد الخامس و تحمل كيس من الخضار و تمشي بثقل و كانت تبدو كأي أم مصرية إلا ان لها ملامح غربية ثم سالتني أتتحدثين الإنجليزية قلت لها نعم فقالت بالإنجليزية "و ماذا تفعلون" قلت لها" نحن في مظاهرة ضد التمديد لمبارك و ضد التوريث لإبنه "فردت قائلة بالإنجليزية " هذا ممتاز و أنا أوافقكم" فسألتها "أمصرية أنت" فردت "نعم أنا الآن مصرية و مسلمةو لكنني امريكية جئت إلى مصر منذ 25 عاما و أسلمت و عشت هنا "ثم سكتت برهه و قالت بلغة عربيةمكسرة "الله معكم" و مشت.
ظللنا واقفين في صمت مدة حتى تجمع رجال الأمن حول الرجل الذي طلب منا في البدايةان نخرج من بهو المحكمة لنبدا المظاهرة السلمية الصامته و أخذ رجال الأمن يتحدثون إليه و زاد التجمع و لا أدري ماذا كان يحدث فقد علا صوت الجميع و بعد قليل قال الرجل بصوت عالي "نحن نختتم مظاهرة كفاية السلمية و حركة كفاية هي حركة شعبية من اجل التغير و شعارنا لا للتمديد لا للتوريث و نعم لحرية التعبير " وطلب منا أن نغني جميعا وراءة "كفاية كفاية كفاية إحنا وصلنا للنهاية"و ذلك على نغمة السلام الوطني المصري و بدأ الجميع ينصرفون و بدات أبعد عن المحكمة و أمشي فوجدت سيارات الأمن المركزي مددجة بالجنود تقف في مكان غير بعيد عن مكان المظاهرة و اثناء و انا ماشية جاء خلفي شابا يجري لاهثا و قال لي إرمي ملصق كفاية او قطعيه عشان الضباط بيمسكو اي واحد معاه الملصق و ماشي بيه" ثم أخذ يجري و لكنني كنت قد خلعت ملصق كفاية من على ملابسي و وضعته بحقيبتي كنت سعيده أن اول مظاهرة لكفاية في الأسكندرية قد مرت بسلام أعتقد ان الإسكندرنيه عرفوا كفايه اليوم و عرفوا أنها حركة من كل المصريين و لكل المصريين و انها سلمية و مطالبها شرعية و أعتقد أنه في المرة القادمه سوف أرى المزيد من أهل إسكندرية و بعدها جريت على البحر و قعدت اتسلق الحجر اللي حطينيوا حواجز للموج و إخترت حته في قلب الحجر و البحر و فضلت قاعده عليها أبص للميه و أنا ببتسم لأن حاجز الخوف في إسكندرية إنكسر.