Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 29 April 2005

إحنا بتوع الأوتوبيس - مصطفى قيسون

- اطلع ياهندزة انت وهو.. محدش يقف لى ع السلم..
- حاسب ياسيدى انت دايس على رجلى!
- يا عم انا واقف على رجل واحدة!

- طيب وفين الرجل الثانية؟!
- شايلها لوقت عوزه!!
- حاسب يا اسطى.. كعب عالى!
- وسعوا يا اخوانا.. اطلع يابركة أدام شويه..
- بس ما تقولش بركة!
- ليه لامؤاخزه؟!
- أصل الراجل مننا قبل الأربعين مراته تقول "سبعى راح.. سبعى جه"!
- طيب وبعد كده؟
- وفى الخمسين مراته تقول "بعلى راح.. بعلى جه"!
- يا رايق!.. قسٍم يا وحيد!
- ولما يبقى فى الستين مراته تقول "البركة راحت.. البركة جت"!
- على كده كلنا بقينا بركة!!
- طيب وبتجيب بضاعتك منين؟.. ومين بيوصلك بيها؟
- أنا مليش دعوه بحاجة!.. أنا أروح أستنى فى المكان وبس!
- مش فاهم!
- إنت مش بتشوف عربية وعليها برتقال وموز من غير حصان؟!
- أيوه..
- أهو فيه واحد بيوزع العربيات على الشوارع بحصان أو اثنين!
- يعنى انت تستلم العربية فى الشارع؟!
- قبل الفجر!
- ومفيش حد م الحكومة يقول لك حاجة؟!
- صاحب البضاعة بيصًرًف!!
- ياولاد الجنية!!
- يا عم وسع شوية!
- أروح فين بس؟!
- يا عم العربية فاضية أدام!
- فا ضيه فين؟!.. دا زى ما يكون العربية ماليهاش أدام!!
- ما تخلى عندك دم يا قليل الأدب!!
- هو انا جيت جنبك يا ستى؟!
- فعلا اللى اختشوا ماتوا..
- يا راجل دى أد أمك!
- أد أمه؟!.. أد أمه إيه ياراجل ياناقص.. أما انت صحيح معندكش نظر!!
- يا عم اطفى السيجارة دى.. دا احنا مش عارفين نتنفس!
- أنا حر يا أخى!!
- هى دى بأه الحرية؟!
- مش عاجبك انزل خدلك تاكس!
- رجلى.. رجلى!.. حاسب ياعم فرمت رجلى!!
- هى باب اللوق ماجاتش يا ابنى؟
- لأ لسه يا حاج..
- أمال احنا فين دى الوقت؟
- فى باب الشعرية..
- حد له باقى يا اخوانا؟
- وسع لى يا خويا أنا نازل المحطة الجاية..
- دنا لما كنت فى برلين كان الأتوبيس حاجه تفرح..
- وبرلين دى يا خويا على خط المناشى؟!
- برلين دى يا وليًه فى بلاد برًه..
- هو فيه بلاد بره وبلاد جوًه.. والله حاجه تلخبط!!
- أيوه يا حضرات.. معانا امشاط وفلايات..
سرًح شعرك بربع جنيه.. فلاية عضم بربع جنيه..
دستة دبوس مشبك بربع جنيه.. نوته قلابه بربع جنيه..
قلم فرنساوى بربع جنيه.. كل حاجة بربع جنيه!..
- حاسب ياابنى.. رايح فين؟!
- هو الأتوبيس ناقص؟!
- أصل التجارة دى حسب المكان..
- إزاى يعنى؟
- فى الشارع يبيعوا مناديل.. وفى الأتوبيس امشاط وفلايات!
- الواد ياختى مش عايز يرضع!
- يااختى افطميه وأكليه مهلبية وصفار بيض..
- صفار بيض؟!.. انت عارفه البيضه دى الوقت بكام؟!
- واللبن.. دا الكيلو يااختى أكثر من تلاته جنيه!
- ما تشتريله معزة يا خاله عشان يطلع زى غاندى!
- فال الله ولا فالك! أنا محبش ابنى يطلع إرهابى! آل غاندى آل!!!
- صلوا ع النبى يا اخوان.. حسنة قليلة تشيل بلاوى كثيرة!..
لا ينقص مال من صدقة.. والحسنة بعشرة أمثالها..
اتبرع لمسجد الرحمن..
- الراجل ده بيجمع للمسجد من عشرين سنة!!
- تفتكر الإيصالات اللى معاه دى مضروبة؟!
- طبعا مضروبة.. هو فيه مسجد ينبنى فى عشرين سنة؟!
- والله حاجه تجنن.. دا كل حاجة يا جدع بأت مضروبة!
- أمال إنت بتسرح بإيه الأيام دى؟
- أنابيب غاز!
- بتوصلها بكام؟
- مرات بستة جنيه ومرات بسبعة!!
- ياابن المحنونة!
- ماهو فيه أفندية مش عارفين إن ثمنها أقل من أربعة جنيه!!
- تذاكر.. اللى طلع من أدام.. ابعت..
- لسه باب اللوق ياابنى؟!
- انت يابا بتسأل على باب اللوق م الصبح.. تنزل هنا!
- هى دى باب اللوق؟
- لأ.. دى باب الخلق.. تحب تنزل!.. أهو كله هــ ـ باب!!
- حلوة!.. الأخ بيشتغل فران لامؤاخزه؟!
- اطلع أدام شوية عشان تقرب م الباب..
- دا على بال ميقرب م الباب يكون وصلنا الجيزة!!
- أنا متهيألى الراجل ده من أيام هوجة عرابى!
- ياعم سيب الناس فى حالها.. حرام عليك..
- ماهى حاجة تفلق.. الواحد كره عيشته!
- وحد الله.. وحد الله..
- الشقة أوده وصاله.. أبويا وامى فى الأوده على سرير..
وجدى لسه ماسك فى الدنيا على سرير.. مع إنه قلب العداد!!..
وانا وأخويا بنام ف الصالة.. طيب اتجوز واكمل نص دينى ازاى؟!
- غريبة!.. أمال الناس دى كلها بتيجى منين؟!!
- زحمه يا دنيا زحمه.. زحمه وتاهوا الحبايب!
زحمه ولعدش رحمه.. مولد وصاحبه غايب!
- ياعم شوف لنا حاجه لشعبولا!
- المحفظة؟!!!
- حاسب ياعم بترفـًص ليه؟!
- محفظتى ياولاد الكلب!!
- أقف يااسطى..
- يقف ازاى.. على القِسم يااسطى!
ــــــــــــ المراجع:
1- خط أتوبيس 990 (مساكن عين شمس – ميدان الجيزة)
2- الموارد البشرية وذبح التنمية فى الدول النامية (باب: أفواه وأرانب)
3- رفع المعاناة عن الجماهير (باب: الدعم يصل إلى مستحقيه)
4- التنين يبتلع الطبقة المتوسطة (باب: عليه العوض منه العوض)

إنقذوا الإذاعة المصرية - علي منصور

أعزائى عايزين تعرفوا الفلوس إللى بندفعها ضرايب بتروح فين

إليكم لجنة واحدة من اللجان إللى بتتصرف عليها فلوسنا ، اسمها لجنة
الدراما فى
الإذاعة المصرية ، و اللجنة دى دورها قراءة المسلسلات إللى بنشوفها و طبعا
ً
بيقبضوا مبلغ مش بطال ، شوفوا اختيار اللجنة دى بيتم إزاى

انقذوا الإذاعة المصرية من ايناس جوهر التى تعتقد انها ميراث أهلها و لها
ان
تتصرف فيها كما تشاء ، فقد قررت ان تختار لجنة الدراما فى الإذاعة كما
يتوافق و
مصالحها الخاصة و إليكم هذا التصنيف تبعا ً لأعترفاتها للمقربين منها :

عمرو الليثى ( صحفى) : ليخدم عليها صحفيا ً و يساعدها فى تولى منصب بمدينة
الإنتاج الإعلام عند خروجها إلى المعاش بعد عامين من خلال ممدوح الليثى و
معارفه

ابراهيم العقباوى ( رئيس قطاع المتابعة باتحاد الإذاعة و التلفزيون):
ليساندها
داخل ماسبيرو إذا حاول أحد مهجامتها عند الوزير و ليساندها كذلك داخل
الحزب
الوطنى من خلال خاله السيد صفوت الشريف . . هذا غير انها ترد للرجل الجميل
فهو
السبب فى جلوسها على مقعد رئيس الإذاعة و غض البصر عن كل تجاوزاتها فى
الماضى

حسن شاه (صحفية و عضو هام بمجلس المرأة): لتوصل كامل أخبار ايناس جوهر
للسيدة
سوزان مبارك من خلال المجلس القومى للمرأة

ماجدة موريس ( صحفية و ناقدة سينمائية ) : لتخدم عليها صحفيا ً

رفيق الصبان ( ناقد سينمائى و صديق شخصى لإيناس) : ليوطدت علاقة ايناس
بوزارة
الثقافة و يوصل أخبارها للوزير فاروق حسنى الذى قد يجعل منها مستشارا ً
عقب
خروج إلى المعاش خلال عامين

سمير كامل ( مذيع) : رفيق درب قديم ، و ان لم تصونه سيشيع عنها كل اسرارها
الشخصية

محمد مشعل ( مخرج) : منتج لكل الإنتاج الإذاعى الذى يصدر لكافة الدول
العربية و
افضاله على إيناس كثيرة ، فهو الذى فتح منزلها قبل ان ترأس إذاعة الشرق
الأوسط

مجدى سليمان ( مخرج برامج خاصة ) : لأن زوجته ستخدم عليها صحفيا ً

عمر بطيشة ( مذيع و مؤلف أغانى) : لأنه ستر كل تجاوزات ايناس وقت ان كانت
رئيس
لشبكة الشرق الأوسط ، و لم يعلن عن ما كانت تتقضاه من تكاليف انتاج من
الشركات
المعلنة بالشرق الأوسط

طارق الشناوى ( ناقد سينمائى ) : لتتفادى أى نقد يحاول أو يفكر ان يوجه
طارق
لها ، ( مسكينة لا تعلم ان طارق متخصص فى النقد السينمائى و لا علاقة له
بالفن
الإذاعى) و لكنها ترى انها بذلك سيطرت على مؤسسة روزالله يوسف من بابها

و إسألوا أهل الإذاعة ليؤكدوا لكم ان الدراما الإذاعية مختلفة تماما ً عن
الدراما السينمائية من حيث الكتابة و التقنية و الأسلوب و حتى اختيار
القصة و
الموضوع و شكل النص فكيف لمثل هذه اللجنة ان تختار نصوص ناجحة

و فى حالة مثل التى نحن بصددها و اختيارات ايناس جوهر فهذا يعنى ان رجل
الشارع
العادى يمكنه أن يدخل لجنة الدراما الإذاعية و يدلى بدلوه من باب انه
مستمع جيد
و وفروا فلوسنا إللى بتتصرف فى الفاضى

تهنئة للرئيس عباس - د. إبراهيم حمامي - فلسطين

ما أن تناهى لمسامعي قراركم الشجاع وتهديدكم بأن "من يخرج عن هذا الاجماع (التهدئة) لا بد أن يضرب بيد من حديد" وبأنكم ستقومون بتنفيذ ذلك "ولو أدى الأمر لاستعمال القوة" حتى استبشرت خيراً بأنه وبعد طول انتظار أصبح لدينا دولة مستقلة ذات سيادة تمارس سلطتها الشرعية الوحيدة دون منازع بعد أن زال الإحتلال ورحل إلى غير رجعة، في ظل وجود رئيس يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد كل من تسول نفسه حتى مجرد التفكير في مقاومة المحتل.



لم أستطع بعد هذا الإستبشار إلا أن أكتب مهنئاً ومباركاً عهدكم الجديد الذي بدأ يسير بخطى ثابتة بعد الإجهاز على بقايا العهد العرفاتي وانقلابكم الأبيض بتنحية كل من كان مقرباً من الرئيس الرمز الذي عاهدتمونا قبل أشهر بسيطة بأنكم ستسيرون على خطاه ووفقاً لخطابه الشهير أمام التشريعي والذي اعتبرتموه"وديعة" ومنهاج تسيرون عليه، لتنقلبوا بعدها عليه وهو في قبره فتبطلوا قراراته وتعزلوا المقربين منه وتنهشوا في عهده الفاسد الذي تحاولون وبكل شفافية ومسؤولية إصلاح ما أفسده من خلال أشخاص لا نشك أبداً في أمانتهم ونزاهتهم حتى وإن كانت هناك ملفات وعلا مات استفهام حولهم، فهم بطانة الخير والصلاح ممن اخترتموهم كدحلان والرجوب وشعث ونبيل عمرو وغيرهم من المصلحين الأبرار.



أهنئكم أيضاً أنه وبعد قراركم الحكيم الأخير باستعمال القبضة الحديدية تكونون قد حصلتم على الدرجة النهائية بدلاً من نسبة 80-85% التي سبق وأعلنتم عنها قبل أسبوع في معرض حديثكم عن الإنجاز العظيم الذي تحقق بوقف ومنع عشرات العمليات ضد الإحتلال، وهكذا وخلال أسبوع استطعتم ورغم كل الحاقدين أن تصلوا لمستوى 100% من حماية المحتل وحراسته، بل تفوقتم أكثر وأنتم تعلنون اعتقال اثنين من كتائب شهداء الأقصى، فياله من انجاز حق لنا أن نفخر ونفاخر به، دون أن نلتفت لمئات المسلحين الحاقدين من أعضاء الكتائب الذين تظاهروا احتجاجاً.



بقراراتكم الرائعة تلك تثبتون يوماً بعد يوم أنكم تستحقون الرئاسة وتثبتون أنكم الأجدر على تحمل المسؤولية، كيف لا وقد استطعتم في فترة وجيزة من عهدكم الميمون أن تصدروا شهادة الوفاة للإنتفاضة التي عجزت ترسانة المحتل عن وقفها، ولتقوموا بتغيرات "أمنية" واسعة النطاق تضمن هذه الوفاة حتى لانفاجأ بصحوة من الموت تعيد الأمور إلى ما كانت عليه، فالأمن والأمان الذي نعيشه واقعاً ملموساً الآن لايمكن أن نستبدله بكنوز الأرض، وبغض النظر عن استمرار الإجتياحات والإعتقالات والإرهاب اليومي المنظم من قبل الإحتلال، فهذا شأن خاص بهم حتى وإن كنا من يدفع ثمنه، فما يهمنا هو التزامنا الثابت الذي لايتزعزع بحفظ أمن الحدود والمستوطنات لسحب الذرائع من المحتل، حتى وان كان لايحتاج لذرائع، لأن أخلاقنا تفرض علينا أن نُضرب ولانصرخ، وأن نُقتل ولايسمع لنا صوت، وأن نُعذّب ونعض على الشفاه من الألم، المهم المبدأ.



ما قمتم به فخامة وسيادة وسعادة الرئيس المفدى تعجز عن وصفه الكلمات، فالخلق الكريم الذي كنا شهوداً عليه بتعزيتكم الحارة في موت وايزمان رسمياً واتصالاتكم بهذا الشأن مع المسؤولين ومع زوجته شخصياً كان له بالغ الأثر في نفوس شعبنا الذي أحس بأن في هذه التعزية عزاء له ولكل أسر الشهداء الذين سقطوا ويسقطون ولايتلقون أية مكالمة منكم أو من "قيادات" سلطتكم المباركة، شعبنا الذي يتفهم أولوياتكم واهتماماتكم والتي تشغله عن الشعب الذي تقودونه باقتدار وجدارة.



بعد هذه اللفتات الكريمة السمحاء لابد وأنكم حققتم مرادكم بإثبات حسن السيرة والسلوك والذي يعني دعوتكم التي تأخرت كثيراً للبيت الأبيض والتي كان من المفترض أن تتم هذا الشهر وتأخرت حتى تثبتوا جدارتكم في تحقيق أماني شعبنا الكبيرة والعريضة في الضرب بيد من حديد داخلياً، زيارتكم تلك التي نتطلع إليها جميعاً بأعناق مشرأبة وقلوب متهافتة، فربما حصلنا على وعد آخر بدولة أكثر "بحبحة" من الدولة الموعودة مكافأة لكم على إنجازاتكم، وتثميناً لمواقفكم الموالية والثابتة كرئيس شرعي منتخب، يسعى وبكل صدق وأمانة لوقف اعتداءات الإرهابيين على الآمنين.



الله الله يا سيادة الرئيس ما أروع عهدكم الميمون، أسابيع قليلة وإنجازات بحجم الجبال، والآتي أعظم، الله الله يا فخامة الرئيس كيف تديرون دفة الحكم بطريقة لم يسبق لها مثيل وكأن من اختاركم هو غير الشعب الفلسطيني، فعبارات الثناء والإعجاب تنهال عليكم من كل حدب وصوب، وهو ما يسعدنا ويثلج قلوبنا لأننا عاجزون عن توجيه مثل هذه العبارات لفخامتكم.



أرجو أن تسمحوا وتتعطفوا بالسماح لي بتوجيه هذا المقترح في نهاية هذه التهنئة دون تدخل من الأجهزة الأمنية الحريصة عليكم والتي لايهمها حتى ولا الصحافيين الذين تجاوزوا حدودهم في محاولتهم تغطية أخباركم قبل يومين فنالوا ما يستحقون من ضرب وركل واهانات، لأقترح أن تخطو خطوة جبارة أخرى بإعلان الشعب الفلسطيني ومن حيث المبدأ خارجاً عن القانون، على أن تقوم الأجهزة الأمنية بقيادة البطل دحلان وربيبه أبو شباك باستجواب أفراد الشعب فرداً فرداً للتأكد من نواياهم ولإثبات ما تفضلتم به يوم أمس بأنه "يجب أن تكون سلطة واحدة فقط، ومن أراد أن يحتج فليذهب إلى المستوى السياسي ليحتج، إنما على الأرض يجب أن تكون دائماً الأمور هادئة، ومن يريد أن يخرب، نمنعه ولو أدى الأمر لاستعمال القوة"، وبهذه الطريقة نضمن الإستمرارية لبرنامجكم المميز دون عراقيل ومفاجآت، ونضمن رضى جميع الأطراف الأخرى عنا.



هنيئاً لكم مرة أخرى ومن إنجاز إلى إنجاز ومن نصر إلى نصر وإنها لثورة حتى القصر!!

حكاية المادة سبعة وسبعين - نصار عبدالله

الأخ الأستاذ وائل عباس
تحية ومحبة وبعد
ـ أشكر لكم ما تكرمتم به من نشر وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا، كما
. أحييكم على المادة التى تنشرها الوعى المصرى بوجه عام
، وفى العمود الأسبوعى 9/6/2004 ـ منذ ما يقرب من عام، وعلى وجه التحديد بتاريخ
و يومها 77، الذى أكتبه بجريدة صوت الأمة نشرت مقالا بعنوان حكاية المادة
تلقيت عددا لا بأس به من التعقيبات حول المقال ، وقد تخيرت من بينها ـ إذ
23/6. ذاك ـ ثلاثة تعقيبات تتسم بالطرافة قمت بنشرها فى عدد
فيما يأتى أضع بين أيديكم نص المقال والتعقيبات التى نشرتها فى حينها، انطلاقا
من اعتقادى بأنه قد يكون من المهم أن يتعرف قراء الوعى المصرى ( الذين هم
يتعرفوا 77وأن على الأرجح غير قراء صوت الأمة ) أن يتعرفوا على حكاية المادة
أيضا على نوعية ردود أفعال شريحة معينة من قراء صوت الأمة
مع خالص محبتى وتقديرى وأمنياتى للوعى
المصرى
نصار عبدالله

حكاية المادة 77 نصار عبدالله
الكثيرون من القراء لا يعرفون أن الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية، لم يكن يسمح لرئيس الجمهورية أن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثالثة، ولا يعرفون أن الأمر قد استمر كذلك منذ صدورالدستور فى 11سبتمبر1971وحتى تعديله فى 22مايو1980!، … والحقيقة أن الرئيس الراحل أنور السادات قد حرص فى أعقاب نجاح انقلابه السلمى فى مايو 1971، حرص على أن يبدو فى مظهر الرئيس الذى يرفع راية الديموقراطية، ..وقد رفعها بالفعل ولكن بطريقته الخاصة المميزة ، أعنى أنه كان يرفعها أمام وسائل الإعلام ثم ينكسها بمجرد انطفاء الكاميرات! ، وكان يؤكدها بالنصوص النظرية لكنه يهدرها من حيث الممارسة العملية، ومن هذا المنطلق : منطلق الأداء الإستعراضى الخالص ، فقد قام السادات فى أعقاب انقلابه سالف الذكر بتشكيل لجنة من الفقهاء الدستوريين لوضع مشروع لدستور ديموقراطى كان من المفترض أنه سوف يحل بشكل دائم محل دستورمارس 1964، وقد أنجزت اللجنة عملها على خير وجه وقدمت مشروعا لا بأس به فى مجمله بدليل تلك المادة التى لم تكن تجيز ترشيح الرئيس لفترة رئاسية ثالثة، وقد وافق مجلس الشعب على المشروع ، ثم طرح للإستفتاء العام حيث أقره الشعب بأغلبية ساحقة( لا يعنينا هنا أن نبحث فيما إذا كان المواطنون قد توجهوا إلى صناديق الإستفتاء فعلا أم لا ، فالواقع أن الدستور بصورته تلك لم يكن فيه ـ فيما أعتقد ـ ما يدفع أغلبية المواطنين إلى الإعتراض عليه)، وهكذا صدر الدستور مثلما أراده السادات ،ومثلما ارتضاه الشعب!،.. ثم تمر السنوات وتنقضى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ، فيرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية،.. وتمر السنوات مرة أخرى وتوشك الفترة الثانية على الإنقضاء، ويجد الرئيس السادات نفسه فى هذه المرة فى مأزق، فهو إما أن يحترم الدستور ويترك الساحة لدماء جديدة وفكر جديد مؤكدا بذلك أن مصر بالفعل دولة الدستور والقانون والمؤسسات وهى العبارات التى كان يرددها فى كل مناسبة ، وإما أن يغير الدستور الذى كان يفاخر دائما بأنه دستور مصر الدائم بعد سلسلة من الدساتير المؤقتة!!، .. وسواء كان الذى حدث هو أن الرئيس السادات قد أوعز إلى بعض المقربين إليه فى مجلس الشعب بأن يطالبوا بتعديل الدستور، أم أن بعض الأعضاء قد أدركوا بحسهم الذى لا يخيب أن مثل هذا التعديل سوف يوافق هواه فبادروا إلى طرحه من موقع قناعتهم بأن لكل مجتهد نصيبا!! .. سواء كان هذا أم ذاك، فقد خرج إلى الوجود النص الحالى للمادة 77من الدستور المصرى (الدائم) ، الذى يقضى فى صيغته الراهنة بما يأتى :" مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الإستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى"!، ثم تشاء المفارقات الغريبة ألا يستفيد السادات من هذا التعديل!!، ففى الوقت الذى كان فيه قد بدأ يعد العدة لترشيح نفسه لولاية ثالثة تعرض لجريمة اغتيال نكراء أودت بحياته، ولا شك أن السؤال الذى يفرض نفسه على الكثيرين هو: هل كان السادات سيتعرض لهذه الجريمة الآثمة لوأنه رفض أية محاولة لتعديل الدستور، وأعلن أنه سوف يغادر مقعده بمجرد انتهاء ولايته الثانية؟ .. الإجابة على هذا السؤال لا يعلمها إلا الله وحده!
(جريدة صوت الأمة عدد 9/6/ 2004)

حوار حول مقال حكاية المادة 77
... فى نهاية مقالكم "حكاية المادة 77" تساءلتم: هل كان الرئيس السادات سيتعرض لمحاولة الإغتيال الآثمة لوأنه رفض أية محاولة لتعديل الدستور، وأعلن أنه سوف يغادر مقعده بمجرد انتهاء ولايته الثانية؟ فهل هذه نصيحة ضمنية من جانبكم توجهونها إلى الحكام العرب الذين قاموا بتغيير الدستور لكى يتمكنوا من ترشيح أنفسهم لولاية جديدة أو أكثر( الرئيس زين العابدين بن على مثلا؟)
ع .م.م ـ القاهرة
ــ أولا:لا شأن لى بنصح الحكام العرب، فهذا هو شأن شعوبهم وكتابهم ومثقفيهم،...
ثانيا: رغم اعتقادى بأن فرصة الوفاة الطبيعية لأى حاكم عموما، وفى العالم الثالث خصوصا، سوف تكون أكبر لوأنه ترك الحكم فى وقت مبكر نسبيا، إلا أننى أعتقد أن الوضع فى مصر مختلف ولا يقاس عليه، حيث ظل الكثيرون من حكامها فى التاريخ الحديث والمعاصر يحكمونها طيلة حياتهم إلى أن أدركتهم الوفاة الطبيعية،..أما ذوو الحظ السىء منهم فقد تعرضوا فقط للعزل والنفى ولم يتعرضوا للقتل، وبالتالى فأنا أعتقد أن السادات حالة فريدة واستثنائية .
***
.. فى مقال لكم نشر منذ أكثر من عام أجبتم على سؤال وجهه إليكم طالب بكلية الهندسة ، عن أول قرار ستتخذه لو أ صبحت رئيسا للجمهورية، وكانت إجابتكم التى مازلت أذكرها : "سوف أستقيل فورا قبل أن تحلو فى عينى فأبقى فيها إلى الأبد" .. لماذا إذن تلومون السادات على أنه قام بتغيير الدستور ليبقى فيها؟
الجوكـــــــــــــــر!!
ــ أولا:أسعدتنى هذه المتابعة، وهذا التذكر لما أكتبه من جانب القارئ العزيز الذى أسمى نفسه ـ لا أدرىلماذا ـ بالجوكر!، ...
ثانيا أنا لا ألوم السادات ولكنى ألوم السادة والسيدات أعضاء مجلس الشعب الذين تقدموا باقتراح تعديل الدستور إرضاء للسادات، فكا نوا من بين العوامل التى ساعدته على إهدارالديموقراطية.
***
...لا أدرى من أين جاء هذا التفسير للمادة 77 التى نتباكى عليها رغم أنها لا تستحق البكاء، حيث كانت تنص قبل تعديلها على أن مدة الرئاسة ست سنوات سنوات ميلادية ، "ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة تالية متصلة" ، وهو نص مطاط، كان فى أحد تفسيراته يتيح للرئيس إذا شاء أن يرشح نفسه لمدة تالية كلما انتهت المدة السابقة،.. وهكذا إلى ما لا نهاية!
مهندس زراعى : هانى عبدالله
ملا حظتكم صائبة وفى محلهامن حيث أن نص المادة 77كان مطاطا يحتمل التفسير على أكثرمن وجه، لكن التفسيرالذى ساد والذى روج له السادات نفسه هوأن إعادة ترشيح الرئيس لا يجوزإلا لمدة تالية واحدة فقط، وقد كان من الصعب على السادات بعد أن روج لهذا التفسيرأن يأخذ برأى مختلف، بينما كان تعديل الدستور حلا سهلا للغاية فى ظل مجلس لم يكن فيه غير معارض واحد هو ممتازنصار .
(جريدة صوت الأمة عدد23/6/ 2004)

كلمة للولاية الخامسة - طارق جابر

كلمة الرئيس للتاريخ اختزلت الكثير من المعاني والدلالات وكانت أقرب في اخراجها ودوافعها إلى صورة الحملة الانتخابية منها إلى كونها شهادة للتاريخ أو حتى مقابلة أو حوار مع رئيس دولة يتعرض فيه – جديا - للقضايا الجارية التي تشغل الرأي العام والشارع السياسي.



لعل أول ما يسترعي الانتباه – قبل الدخول في صلب الحوار – هو ذلك التمهيد الدعائي المحموم الذي سبق اذاعة الحوار على مدى أيام مستميتا في محاولة حشد أو جذب المشاهدين حول شاشات التلفزيون لمتابعة كلمة الرئيس ليس فقط عن طريق الاعلان المتكرر والمفخم عن الحوار ولكن باستخدام بعض عناصر التشويق والاثارة الدعائية من نوع وجود مفاجأة أو مفاجآت كبيرة سوف يعلن عنها لأول مرة وكذلك الحديث عن أن الرئيس سيجيب بشكل مباشر عن سؤال ما إذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.



كذلك يسترعي الانتباه استعانة الرئيس بكفاءات مشهودة في مجالات الدعاية والاعلام والموسيقى والتصوير والاخراج، الأمر الذي أوحي بدوره بقدر كبير من التشويق والاثارة، وهو ما أعطى ايحاء كبير مع اسلوب الدعاية بأن المتفرج مقبل على مشاهدة فيلم سينمائي مكتمل العناصر أكثر مما هو حوار رئاسي أو كلمة للتاريخ.



الحقيقة أن الملاحظتان السابقتان لا تخلوان من مؤشر ايجابي يتمثل في أننا بصدد حملة دعاية انتخابية رئاسية تختلف بهذا القدر أو ذاك عن الصورة التقليدية للحملات السابقة المصاحبة لاستفتاءات التجديد، وتكفي الاشارة هنا إلى شكل حملات التجديد السابقة والتي كانت مجرد تكثيف لنمط الدعاية المبتذل والمتصل عبر الجهاز أو المؤسسة الاعلامية البيروقراطية المصرية باستخدام وسائل بالية وممجوجة سواء في برامج أوأحاديث ومقالات الانجازات المعروفة على شاشة التلفزيون المصري وصفحات الصحف الرسمية، في حين أن تدشين ما نعتبره حملة الدعاية الانتخابية للرئيس مبارك في الانتخابات القادمة قد جرى بعيدا عن أساليب وأدوات الجهاز البيروقراطي العتيقة والمهترأة لصالح الاستعانة بكوادر على درجة كبيرة من الاحترام والمهنية والتطور في الاساليب والأدوات، وهذا في حد ذاته ملمح جديد يعكس درجة من التطور حتى وإن كان على مستوى الشكل في تعامل النخبة الحاكمة مع مسألة استمرار رأسها في مقعده وشكل الدعاية الانتخابية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.



ثم إذا تركنا هذه الملاحظات المبدئية التي سجلناها على التمهيد للحوار وعلى الأسلوب الجديد من حيث الشكل في اخراجه وتصويره وتقديمه، إذا تركنا هذا ودخلنا في صلب الحوار ذاته فقد يكون بامكاننا تسجيل بعض الملاحظات الاضافية أو لفت الانظار إلى بعض النقاط كمدخل لتحليل الحدث والوقوف على دوافعه وغاياته ومن ثم فهمه بأكبر قدر من الدقة والوضوح.



ومن الأهمية بمكان قبل أن نستطرد في تسجيل ملاحظاتنا أن ننوه إلى أننا لا نتناول أو نحلل هنا مسألة شخصية تتعلق بشخص الرئيس بقدر ما نتناول ونحلل مسألة موضوعية ترتبط بطبيعة النظام ومحاور فكره ومحددات سلوكه ومرتكزات فلسفته،. كذلك فقد نعرج خلال هذا التحليل على مسألة أخرى ذات صلة وهي دور وعلاقة المثقف بالسلطة ومدى تكريس كل من السياسي والمثقف لهذه العلاقة من أجل شبكة المصالح المشتركة، ولعلنا ننوه أيضا إلى أن هذا وذاك يضعنا في بؤرة صورة أكبر ومفهوم أكبر لكلمة النظام تتعدى حدود السلطة وتمتد لتشمل عموم الفكر والثقافة السائدة من رأس الدولة إلى أخمص قدمها.



إن أول ما يلفت نظرك وأنت تقوم بمراجعة بانورامية لحوار السبع ساعات هو أن القسط الأكبر من الحوار انصب حول مسائل وأحداث تنتمي كلها إلى الماضي، وربما ياستثناء الثلث الأخير من الحلقة الأخيرة من الحوار فإن الحوار اجمالا تمركز حول حدث واحد رئيسي هو حرب أكتوبر وأحداث أخرى رئيسية أيضا ولكن تالية كمسيرة السلام ومعاهدة كامب ديفيد ومحاولة الاغتيال الفاشلة في أديس أبابا وحرب تحرير الكويت، وقد تم غزل التناول لكل هذه المسائل حول محور واحد هو تتبع وبروزة السيرة المهنية للرئيس مبارك.



لعلنا لا نضيف إلى القراء معلومة جديدة إذا قلنا إن كثير من علماء ودارسي وباحثي العلوم السياسية والتاريخ المعاصر لبلادنا يقسمون هذا التاريخ السياسي المعاصر من حيث أنظمة الحكم والعهود المتتابعة إلى نظام ما قبل ثورة يوليو 1952 وكانت الشرعية فيه مستمدة من النظام الملكي البرلماني حتى أتت عليها حركة الجيش وانقلاب الضباط الاحرار، حيث تم تدشين نظام سياسي جديد اكتسب شرعيته من حدث الانقلاب العسكري والثورة الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبت عليه، وظلت شرعية يوليو هي دعامة الحكم حتى أتت عليها نكسة 1967 فوضعت النظام بأكمله في مأزق البقاء والفناء، ثم تلت ذلك حقبة الرئيس الراحل أنور السادات الذي ورث مأزق نظام الحكم وتركة الهزيمة قبل أن يتمكن من قيادة العبور ليؤسس لحقبة جديدة اكتسبت شرعيتها من نصر أكتوبر ورد الاعتبار للشعب والقوات المسلحة.



والملاحظ هنا أن كل أسس شرعية الحكم منذ انقلاب يوليو العسكري كانت أسس ظرفية وزمنية لم يتمكن صناعها من تجاوزها قبل أن تتجاوزها وتتجاوزهم معها الأحداث، فنظام ما بعد يوليو 1952 ظل متكئا على شرعية الحدث التاريخي ولم يطورها إلى شرعية سياسية راسخة ومستقلة عن الحدث الذي كان شيئا فشيئا يتحول إلى تاريخ ومن ثم يفقد صلته بصيرورة الحياة ومن ثم أيضا قدرته على ادارتها والتعامل مع مشاكلها ومستجداتها.



ونفس القصور تكرر بعد صناعة شرعية أكتوبر التي استندت إلى حدث العبور والنصر وتوابعه من مفاوضات ومعاهدة سلام ومحاولات لتحقيق النهضة والتنمية والسلام، ولكن صناع أكتوبر لم يتمكنوا أبدا من تجاوز شرعية الحدث وتوابعه بتأسيس شرعية راسخة تقوم على فكر سياسي حقيقي ومتطور وعصري قادرة على ادارة موارد البلاد وتحقيق مصالح مواطنيه وتطلعاتهم.

ربما تحتاج هذه الفرضيات إلى تحليل مستقل، ولكن وحتى لا نخرج عن سياق الموضوع الرئيسي هنا وهو كلمة الرئيس للتاريخ تكفينا الاشارة إلى ما سبق باعتبارها محض فرضيات على أن نعتمد تحليلات كثير من الثقات بخصوص شرعية الحقب السياسية في تاريخنا المعاصر.



من هنا نجد أن شرعية النظام في حقبته الحالية هي بالاساس مستمدة من ومرتكزة إلى حدث أكتوبر 1973 وتوابعه من أحداث كما سبق الاشارة، دون أن يحدث أي تأسيس منهجي وفكري وفلسفي لشرعية حكم مستقرة ومستقلة عن مفهوم الحدث الزمني مهما بلغ وزنه وضخامته وعمقه بل وأثره في سياقه التاريخي والمعاصر، ومن هنا نفهم ونفسر استحواذ موضوع اكتوبر والعبور على القسط الأكبر من كلمة الرئيس في حواره التلفزيوني.



نحن إذن هنا أمام محاولة واضحة – رغم أنها ليست بالضرورة صريحة أو مباشرة – لاستنطاق واحياء الحدث الذي يمثل مرجعية النظام والحقبة بأكملها ومحور شرعيتها السياسية واستمرارها في الحكم.



الملاحظة التالية لمضمون الكلمة والحوار هي منهج الحوار ذاته من حيث هو أداة في يد مجموعة من المحترفين المهنيين في مجالات الدعاية والاعلام والاخراج بكل عناصر هذه العلوم والفنون، وكيفية توظيف هذه القدرات ومن أجل أية غاية.



لن نختلف كثيرا في أن الساحة المصرية تشهد على كافة صعدها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل والدينية ملفات وقضايا ملتهبة ومفتوحة وتثير كما لا بأس به من الأسئلة التي كانت كلها كافية لبلورة حوار أو مقابلة تلفزيونية ثرية مع أكبر مسئول سياسي و تنفيذي في البلاد، وذلك لثلاث اعتبارات على الأقل، أولها أن الرئيس في غمرة معركة بقاء في السلطة شرسة ومشتعلة وهو بحاجة حقيقية إلى كسب الرأي العام على أسس معقولة ومنطقية، وثانيا أن الشعب يتطلع إلى اجابات شافية توضح له رؤية القيادة السياسية وتحل تلال علامات الاستفهام التي تربكه وتحيره وتسد أفق الرؤية والمستقبل أمام ناظريه، حتى وإن تم ذلك في اطار رؤية شخص الرئيس -الذي يفترض أن يكون مرشحا بين عدة مرشحين في انتخابات حرة - لهذه القضايا، أما الاعتبار الثالث الذي كان يفترض أن يضفي قدر أكبر من الجدية على منهج الحوار فهو حرفية القائمين عليه أنفسهم والذين ما كان لهم لو تحروا مضمون حرفهم وفنونهم كما تحروا أساليبها وأدواتها أن يحيدوا عن فتح كل الملفات الكبرى التي تشغل الناس.



والنتيجة التي تؤطرها هذه الشواهد هي أننا أمام نظام يلتمس البقاء وعينه على المستقبل بينما أرجله مغروسة في الماضي، أو بتحديد أكثر مطمورة في حدث كبير محوري من هذا الماضي، الأمر الذي يخلق التناقض البين بين تطلعه إلى المستقبل وصدور خطابه عن الماضي ومنه، وكأنه رجل يسير بظهره إلى الأمام، فلا هو قادر على تبين موقع رجله أو التمهيد لموطيء قدمه ولا هو من ناحية أخرى قادر على تجاوز الحدث التاريخي أو الماضي.

كذلك تؤطر هذه النتيجة طبيعة علاقة المثقف أو الحرفي أو الفنان بالسياسي بما هو انعكاس لقابلية كل من هو خارج دائرة السطلة للوقوع في أسرها وتسخير ما يملك من خبرة أو معرفة أو رصيد فني وثقافي لخدمتها، واستعداده للعب دور الأداة الطيعة لأغراض التدليس والتحايل دونما وعي حقيقي بطبيعة وتمايز دوره ودون ادراك لاملاءات الضمير سواء بدافع الانتماء الأكبر لهذا الوطن أو حتى الانتماء الأصغر للمهنة ووظيفتها، وهذا رغم أن المثقف يبقي في التحليل الأخير صاحب اليد السفلى في هذه الصيغة المشبوهة لعلاقته بالسياسي كما أنه – أي المثقف – لا يبرح كونه الضحية أو المطية بالنسبة للسياسي أو السلطان.



أخيرا وإذا وصلنا إلى الثلث ساعة الأخير من الكلمة والتي بدأ المحاور فيها يعرج على قضايا تنتمي إلى الحاضر وتقع في بؤرة اهتمام الناس، حيث يفترض أن تفرض طبيعة الموضوعات بعضا من الجدية على شكل الحوار ينعكس في نوعية الأسئلة وطريقة ادارة الحوار، ولكن حتى في هذا الجزء من الحوار سنجد أن صورة الحوار لم تتبدل جذريا كما توحي طبيعة المواضيع بحيث يقف المحاور في جانب المشاهد أو الرأي العام مقابل الضيف بحيث ينقل بشكل مبدئي أسئلة المشاهد ثم يتحرى أن يمثل ثانيا تداعي أفكاره – أي المشاهد – في مقابل الاجابات التي يتلقاها من الضيف والتي قد لا تكون على قدر كبير من الاقناع بالنسبة للمتفرج أو التي تفتح أبوابا لمزيد من الأسئلة لمحاصرة الضيف نحو مزيد من التفصيل أو التعمق بما يخدم غاية اقناع المتفرج بتغطية كافة الجوانب المطلوبة كما يفترض في دور المحاور المحترف الناجح.



لكن ما حدث أن المحاور لم يبرح موقعه – بالمنعنى المجازي لا المادي – إلى جوار الضيف وفي كتفه، فكان الضيف والمحاور في مربع والمشاهد في المربع المقابل يلعب دور المحاور الصامت الذي تكبت أو تجهض الأسئلة في قلبه بلا اجابة.

وقد بدى في القسم الأخير من الحوار واستمرارا لمنوال المحاور في الانحياز للضيف على حساب المشاهد – ولم لا والضيف رئيس مبجل بينما المشاهد مواطن نكرة – نقول أنه بقدر ما بدت بعض الأسئلة جريئة في صيغتها ومضمونها في الثلث الأخير من الحلقة الأخيرة من الحوار بقدر ما كانت الاجابات مكررة وغير كافية لتغيير قناعات المتفرج بحيث تختلف رؤيته أو موقفه من الضيف أو من المسألة المطروحة بعد الحوار عما كانت عليه قبله، وفي هذه اللحظات برز الدور الحقيقي للمحاور بشكل لا لبس فيه ومن ثم برزت دوافع الحوار وغاياته، إذ كان المحاور المحترف يتلقف المعنى المطلوب ابرازه من الضيف ليعيد بروزته وصياغته في الشكل الأدبي والاعلامي البراق، وقد تكررت هذه العملية بطول الحوار وعرضه حتى بدى أن المحاور يستنطق الضيف ليتلقف منه طرف خيط فيغزل به أكلاشيه دعائي رنان.



إن ما نريد أن نقوله هنا بعبارة أخرى هو أن الحوار في كل تفصيلاته وأجزائه ومن خلال كل الأسئلة المطروحة كان دائما يبدأ ويراوح و ينتهي حيث يريد الضيف لا حيث يريد المشاهد، وهذه أداة بسيطة وواضحة يمكن لكل قاريء تابع الحوار أن يطبقها عليه ليرى مدى صدقها من عدمه.



الآن إذا إنتهينا من حيث بدأنا بالعودة إلى حملة التشويق والاثارة التي سبقت اذاعة كلمة للتاريخ، وبعد أن أذيع الحوار فلم نجد لا مفاجأة كبرى ولا مفاجأة صغرى ولا حتى إجابة السؤال الذي أريد له أن يتحول بحد ذاته إلى أداة اضافية للتشويق والاثارة، السؤال حول ما اذا كان الرئيس قد اتخذ قراره في خوض الانتخابات الرئاسية والذي لعب عليها الاعلان ثم اتضح أنه المسألة لا تعدو ما تمارسه صحف الاثارة من اطلاق عناوين مثيرة لجذب انتباه القاريء حتى إذا تم استدراج الأخير للقراءة وجد أن موضوع المقال لا يمت بصلة لعنوانه، ولا ترتقي فوق ما خبرناه من أساليب دعاية مارسها منتجوا أفلام المقاولات لجذب جماهير الترسو بأفيشات ساخنة بها قمصان نوم ساخنة وقبلات ملتهبة فإذا دخل الزبون دار العرض لم يجد لا قصة ولا مناظر.



الغاية، نقول إنه ربما يكون مبتكري فكرة هذه الكلمة قد نجحوا في جذب الكثير من المشاهدين بما لهم من سمعة مهنية وبأساليب الدعاية التي استخدموها وقبل هذا وذاك بثقل ووزن الضيف طبعا، لكن الذي يبقي محل شك هو نجاح فكرتهم وتحقيقها لغايتها والمراد منها.



وأخيرا من أجل أولئك الذي انتظروا الحوار أملا في المفاجأة أو اجابة السؤال نقول لهم قد يكون الحوار خالي فعلا من المفاجآت وقد لا يكون الرئيس أجاب على السؤال، لكن المؤكد أن كلمة للتاريخ قد أجابت ووفت، وكل لبيب بالاشارة يفهم.

الله يرحم السادات - شاهيناز عبد السلام

هذة اجزاء من خطاب السادات في الكنيست يوم 11 نوفمبر 1977
أعتقد ان الجميع كان لهم مصلحة في قتله من أول المتشددين و خالد الإسلامبولي لحد الأمريكان و لو لم يقتلوه أعتقد أنه كان حيخلي مصر شكلها حاجة تانية الله يرحمك يا سادات كنت تريد سلام قوي و لكن حوله من بعدك إلى ضعف و ذل و تبعية .

"لقد كان بيننا و بينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان و لكنه تحطم في
عام 1973 ,كان جدار من الحرب النفسية المستمرة في التهابها و تصاعدها
كان جدار من التخويف بالقوة القادرة على إكتساح الأمة العربية من أقصاها لأقصاها.
كان جدارا من الترويج بأننا أمة تحولت إلى جثة بلا حراك بل أن منكم من قال
أنه حتى بعد مضي خمسين عاما مقبلة فلن تقوم للعرب قائمة من جديد .
و علينا أن نعترف معا بأن هذا الجدار قد وقع و تحطم في عام 1973

إن عليكم أن تتخلوا نهائيا عن أحلام الغزو و أن تتخلوا أيضا عن الإعتقاد
بان القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب
و إن عليكم أن تسوعبوا جيدا دروس المواجهة بيننا و بينكم فلن يجديكم التوسع في شيء
و لكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة و ليست عرضة للجدل.

لا معنى لاي حديث عن السلام الدائم و انتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم او يبنى
من إحتلال أرض الغير .

و إذا كنتم قد وجدتم المبرر القانوني و الأخلاقي لإقامة وطن قومي على أرض لم تكن
كلها ملكا لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولته من جديد في وطنه.

فيا كل رجل و إمرأة و طفل في إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام
و يأ أيتها الأم الثكلى.
و يا أيتها الزوجة المترملة.
و يا أيها الإبن الذي فقد الأخ و الأب.
و يا كل ضحاياالحروب .
إملاءوا الصدور و القلوب بآمال السلام و إجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش و تثمر

إجعلوا الامل دستور عمل و نضال و إرادة الشعوب هي من إرادةالله

الهم أني أردد مع زكريا قوله (( أحبوا الحق و السلام))
و أستلهم آيات الله العزيز الحكيم حين قال "قل آمنا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل على ابراهيم و اسماعيل و اسحق و يعقوب و الاسباط و ما أوتى موسى و عيسى و النبيون من ربهم قل لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون"

هل أتاك حديث الباستيل - محمد الدريني - معتقل وادي النطرون

يعيب علينا بنو صهيون بأننا لا نقرأ التاريخ و لا نستفيد من عبره رغم أننا
أمة
القرآن حيث ضرب لنا الأمثال و ساق لنا القصص للتعلم و الاتعاظ لكننا كما
يصرح
قادة الصهاينة مع كل مناسبة كبيرة تقتضي حثهم على ؟؟التنقيط؟؟ لنا !! يرد
بنو
صهيون بأننا لا نقرأ التاريخ ؟
و ثمة مقولة لفولتير تقول " من لم يقرأ التاريخ محكوم عليه أن يعيشه مرة
أخرى "
،.. و يقينا فإن البلهاء و الخونة و رجال حرب العصابات من مصاصي دماء
الشعوب
لا يعرفون قراءة التاريخ كما لا يعرفون الأخلاق و أبجديات الرحمة و حقوق
الإنسان و يقينا أيضا أنهم لا يعرفون مصير الطغاة و الجلادين.
لقد سجل التاريخ آلاف المظالم و الجرائم عبر العصور المختلفة ،و لن أذهب
بعيدا
لأذكر ما فعلته دولة بني أمية أو الدولة العباسية أو التتار و غيرهم بل
سأسوق
نماذج من نفس مدارس الثقافة الجديدة علهم يتذكرون !! و ينقذون ما يمكن
انقاذه
ليس من أجل المعذبين فقط و إنما من باب الأمل في أن يتخلى الظالم عن ظلمه
و أن
يراجع أصحاب الفجور و الآثام أنفسهم و يمسحون دموع الأبرياء و المعذبين
ظلما و
عدوانا مع أهلهم المعذبين أيضا!!
و إذا كان التاريخ سجل لنا المآسي التي تعرض لها المظلومون على أيدي
الطغاة
فإنه سجل أيضا مصيرهم الأسود حيث لاقوا عقابهم و قذف بهم إلى مزبلة
التاريخ غير
مأسوف عليهم لاتتذكرهم إلا في مناسبات البؤس !! و نقدمهم كنماذج لا تنتمي
إلى
الإنسانية ... و في المقابل سجل التاريخ ملاحم المظلومين في غياهيب السجون
و
المعتقلات و كيف تحلوا بالصبر و العمل على محنهم و كيف كانت محنهم دافعا
لأن
يكونوا علماء و مخترعين على النحو الذي ورد في سجون الغرب " سجين زندا "
كما أن
آلامهم و مآسيهم كانت سببا في ثورات عظيمة بعضها رفع شعار " أعدموا آخر
قسيس
بأمعاء آخر نبيل " و لا يزال البستيل شاهدا على فجور المجرمين و انتصار
المظلومين؟
و ها هو المعتقل سيء السمعة " شاوشنك " تأتينا منه العبرة و الاتعاظ حين
تمكن
المظلوم من الانتصار على الجلادين و هو داخل المعتقل فألحق بهم شر هزيمة و
كان
نصيبهم الانتحار بينما نعم هو بالحرية؟
و ها هي قصة كتيبة الإعدام _ اليابانية _ و ليست المصرية رغم أوجه التشابه
لكن
اليابانية قدمت نموذجا يستحق الوقفة !! حين كانوا يستخدمون المعتقلين في
عمليات إرهابية و انتهت الأسطورة المجرمين و تمكن المغرر بهم من الإفلات
من
الجحيم و نعموا بالحرية .
كما أن السجن الحربي في تاريخنا المعاصر و ما حدث فيه و مصير المجرمين و
ما لحق
بهم خير دليل على أن الظلم و الجبروت و السرقة و النهب و التعذيب و
الاعتقال
سياسات عقيمة محكوم علي مرتكبيها بالإعدام

كلمة للتاريخ وللبطيخ - محمد زهدي المعلم

- سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
انا مواطن مصري
وعاوز اشتري جزمة بني
وياريت حضرتك ما تزعلشي من اللي هاقوله

- لا لا أنا ما بازعلشي ابدا

- وعايز بعد ما اشتري ليا اشتري لابني كمان جزمة
وانا باكلمك بصفتك محمد حسني مبارك المواطن
مش الرئيس

- قرار شرا الجزمة ده قرار مش سهل ابدا .. انا عمري ما اخدت قرار في حياتي بسرعة .. و لو جيت اشتري جزمة لازم الأول ادرس القرار ده كويس و اجيب لجان متخصصة احسن ناس من كل حتة .. مش مهم انتمائتهم ايه لو واحد بيحب اللوتو واحد بيحب النايك المهم انه يكون واحد فاهم و نبتدي ندرس الجلود و نوعياتها و النعال و نوعياتها و الجزمة ديه حتضيق و حتتملع ازاي .مش اشتري جزمة و بعد شهرين الاقيها مبتتلمعش .. لازم الواحد يكون عنده نظرة لقدام .. ميبقاش واخد قرارته الا وهوه عارف و متأكد تماما هوه حيعمل ايه

- وسيادة الرئيس الراحل محمد انور السادات
ما كانشي بيعمل كده؟

- لا ما كانشي هو من النوع ده
كنت بنصحه طبعا و بقوله يعمل كده قبل ما يشتري اي جزمة
بس كان بيقولي ده كله كلام فارغ

- بيقولوا .. ساعة الثغرة .. ان السادات اتضايق .. و فيه كتاب كتبوا .. انه انهار .. و ناس تانية قالوا انه .. قعد على ترابيزة العمليات .. و قعد يعيط .. عشان .. الجزمة .. كانت .. ضيقة؟

- لا السادات عمره في حياته ما انهار و لا حس بقرص الجزمة بتاعته .. السادات ده كان راجل مش سهل
السادات كان في موضوع الجزم ده ميعرفش حد

- طب ده ها يفتح تساؤل وهو ازاي السادات عرف حضرتك
بس ها نأجل الموضوع ده لحلقة قادمة

- مافيش مانع

- سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
ماذا كان شعورك
وجسد السادات راقد على بعد سنتيمترات منك؟

- دول مش كانوا سنتيمترات
دول كانوا مليمترات

- شفت السادات وهو ميت؟

- انا مشفتش اي حاجة خالص في الموضوع ده .. انا بصراحة من اول ما شفت العربية من بعيد كنت عارف ان ده حيحصل .. كنت يمكن عارف من زمان الموضوع ده .. و قلت للسادات البس بدلة واقية من الرصاص قالي لأ.. قلتله طب نأجل حفل اكتوبر لبعدين قاللي لأ .. يعني حاولت المستحيل لأني كنت عارف .. كان فيه احساس
فلما شفت العربية جاية من بعيد .. رحت نزلت تحت الكرسي قبليهم كلهم و قلت استناهم تحت
بعد دقيقتين سمعت صوت رصاص .. و لقيت حاجة وقعت جنبي قلت ده يبقى اكيد السادات
بعدين سمعت صوت واحد بيتقبض عليه .. فرحت قالب الكرسي .. و منغير ما ابص ورايا رحت المستشفى استنى جثمان الرئيس هناك فملحقتش صراحة اشوف اي حاجة

- سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
انت كنت الرجل الأول في مصر بعد رئيس الجمهورية
ماذا كان يمكن ان يحدث لو
راحت عليك نومة
يوم سته اكتوبر الصبح؟

- شوف انا طول عمري بصحى بدري .. و بعدين يا اخوانا اللي بياخد قرار الحرب .ده قرار مش سهل ابدا .. بيبقى حاسب كل حاجة و عامل حساب كل حاجة .. احنا قعدنا قترة طويلة بنحط خطط و الخطط بيتوافق عليها نقوم ناخد قرارات و بعد كده نعدل و نبتدي من الاول مش موضوع سهل .. فمسألة الصحيان بدري دي خططنا اننا نضمنها تماما .. اول حاجة خلينا الضرب الساعة 2 الضهر علشان اللي ميصحاش بدري و تروح عليه نومة ميفتوش الضرب
و بعدين انا كنت عاملي حسابي فقلت للمشير احمد اسماعيل يبقى يتصل بيا يتأكد اني صحيت .. و بعدين قلت الله ما ممكن هوه كمان بالصدفة تروح عليه نومة.. فاتصل بالسادات و رجيته انه يبقى اول مايصحى الصبح بدري يوميها يتصل بالمشير احمد اسماعيل يتأكد انه صحي بدري.. و قلت طب افرض لأبعد الظروف احنا التلاتة راحت علينا نومة فاتصلت بعاطف السادات و قلتله يا عاطف .. اول ما تصحى يوميها بدري اتصل بالريس و اتأكد انه صحي و عاطف طبعا قال لناس تانية و الناس قالت لناس لغاية ما البلد كلها ما تكاتفت في اليوم ده عشان نتأكد اننا صحينا بدري .. و كل ده حدث في سرية تامة .. متعرفش بقى اليهود عرفوا يوميها اننا حنضرب ازاي في الوقت ده

- وقت ما صحيت ما حسيتش بخوف ؟

- شوف انا مبخفش ابدا .. انا موضوع الخوف ده يعني . .. اصلو انا كنت طيار .. من ساعة ما اتخرجت و انا بطير.. و الطيار ده بيبقى راكب الطيارة و معرض للخطر في اي وقت .. المسألة مش سهلة على الاطلاق يعني .. ممكن الطيار ايده تيجي غلط في زرار يقوم يطلق صاروخ الصاروخ ييجي في جبل .. ينفجر .. حجر طايش من الجبل ييجي يعور صباغ رجله الصغير
فموضوع مش سهل و الموت ده احنا كنا بنواجهه على طول .. و بقينا خلاص متعودين عليه

موسيقى تصويرية .. صورة واضحة للريس و هوه ينظر للشعب عبر شاشات التلفزيون بهدوئه المعتاد .. و يا ترى بيفكر في ايه و هوه باصصلنا دلوقتي

كان معكم مواطن مصري من جوار تلاجة عم عبده بتاع البيبسي و بيتفرج على التلفزيون المتشاف بوضوح من القهوة الصغيرة المجاورة للتلاجة

دليل إدانة الفيشاوي - نيفين محمد

السلام عليكم و رحمة الله

طالعتنا الصحف اليوم 27/4/2005 علي مفاجأة في قضية الأمور أحمد الفيشاوي و هي ان الداعية المحترم أحمدالفيشاوي أمتنع عن التحليل المطلوب من جهة محكمة الأسرة و دا طبعا بعد ما أتأكد أن مفيش عليه أي مسؤولية في حالة الامتناع و دا طبعا اللي فهمهوله المحامي العقر بتاعه فما كان عليه غير انه راح مصلحة الطب الشرعي بتاريخ 26/4/2005 يعني امبارح و امتنع عن التحليل و كتب اقرار بالإمتناع و مش كد و بس ده وقف اقدام الناس كلها امام هند و قال انه كان علي علاقة غير شرعية بها علي الملأ مش في التليفزيون المرة دي و ما كان من البنت طبعا غير انها انهارت و هي تحضن ابنتها لينا و راحت في حالة هيستيرية تبكي
و طبعا الطب الشرعي رفض يأخذ عينة منها هي و ابنتها لأن مفيش لازمة للتحليل بعد ماالأفندي رفض التحليل و مشي وراء كلام المحامي و طبعا وراء كلام ابوه الفاسد

حسبي الله و نعم الوكيل بينتقم من الطفلة الصغيرة ابشع انتقام منه لله

الشيخ محمد أنور السادات - سامي عمران - ميلانو

مبارك في حوار ( كلمة للتاريخ )
الضربة الجوية.. أكبر فرحة في حياتي
لم أعرف الوساطة والمحسوبية.. وطبيعة عملي حرمتني من أسرتي طويلاً
السادات سجل اسمي في مفكرته منذ 1950.. وظل يتابعني حتي اختارني نائباً
للرئيس

الله أكبر

السادات لم يكن القائد المؤمن فقط ، اتضح انه كان شيخ و ولي من الأولياء .. تخيلوا سبحان الله .. قادر على كل شيئ .. و هب السادات البصيره و التنبوء ماشاء الله

السادات اتاريه سنة 1950 كان عارف ان جماعة الضباط الأحرار كانوا حيعملوا انقلاب فى يوليو 1952 و كان عارف انهم حيدوا بومبه لمحمد نجيب ، و كان عارف ان جمال عبدالناصر حيمسك الرئاسه و يختاره نائب و حيموت سنه 1970 و انه حيمسك رئيس من بعده و حيجيب مبارك نائب سنة 1975

و فضل مخلي الأجنده معاه هي هي 25 سنه ... مكشوف عنه الحجاب سيدى السادات .. يبقى بقى لازم نعمل له ضريح و زياره و مولد و نجيب بتوع الطرق الصوفيه و القطنيه و الفيسكوسيه عشان يعملوا المولد

بس غريبه قدر يتنبأ بكل ده و فاته يتنبأ بأنه حياخد بومبه و يتباع سنه 1981

فوق كل ذى علم عليم... حييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

أيه الحلاوه دى ... محدش يقولي سنجام وسوراج و مارد و امتياب بشناب ..

ثقافتان ومنظومتان من القيم - د. حمدي الحناوي

فى فترة نتطلع فيها إلى تغيير سياسى واجتماعى جذرى، يجدر بنا أن نراجع ما نسميه ثقافة المجتمع. وفى هذا السياق يبدو واضحا أن المجتمع لا يتبنى ثقافة واحدة وإن كان البعض لا يرى تلك الحقيقة. لا يبدو الفرق واضحا حين نتكلم عن الديموقراطية. ولكنه يتضح بجلاء حينما نتناول قضية حساسة مثل الزواج العرفى. بهذه المناسبة كتب البعض عن هند الحناوى فى "الوعى المصرى" دون أن يضعوا أيدينا على السياق الاجتماعى لقضيتها. اكتفى هؤلاء بالتهكم، ولم يروا خيوطا تربطها تلك القضية الشخصية بقضايا المجتمع. الأمر فى نظرهم لا يعدو أن يكون علاقة جنسية عابرة أثمرت طفلا. حدث روتينى صغير يتكرر مثله فى الحياة ملايين المرات دون أن يترك أثرا يستحق الذكر. لكن هناك رؤية مختلفة، حيث تابع الإعلام ما حدث وعرض جدلا ومناقشات لم يمل الناس منها عاما كاملا حتى الآن.

لا يرجع هذا إلى أهمية أطراف القضية فهم أفراد عاديون. صحيح أن أحدهم ممثل معروف وينتمى إلى عائلة من الممثلين لكن هذا لا يغير الصورة كثيرا، خاصة وأن هذا الممثل وأسرته نالهم نقد مرير بسبب موقفهم الذى استنكره معظم المتابعين للأحداث. يرجع السبب فى اعتقادى إلى أن الزواج العرفى صار يمثل ظاهرة لا يمكن تجاهلها، وأن هند وأسرتها لم يتخذوا الموقف التقليدى بل تعاملوا مع الموضوع بأسلوب مختلف.

وقد كنت أعتبر هذا الزواج نوعا من التمرد الساذج، إلى أن وصل إلى بيتى وفوجئت بابنتى منضمة إليه، وفوجئت بها تتعامل مع زواجها العرفى بجدية. واضح أنها رفضت أن تحتاط لمنع الحمل ثم رفضت إجهاض الحمل بعدما حدث وبعد تنكر الطرف الآخر لها. وحين جاء وقت الحساب لم أجد أمامى طفلة ساذجة بل امرأة تقول أنها لن تضحى بأمومتها لمجرد أن أب جنينها يرفض الاعتراف به. لم تزعم أن رجلا ضحك عليها بل قالت أنها أقامت العلاقة بكامل إرادتها. يجب أن أعترف أيضا بأنها لم تجئ إلينا منكسرة أو منهارة بل جاءت متحدية تقول أنها ستغادر البيت إذا كنا لا نريدها. سيقول البعض يالها من بجاحة، ولكن هذا تبسيط مخل.

الواقعة بهذه الصورة كانت تستدعى موقفا من جانبى. وموقف الأسرة يجب أن يتسق مع موقف المجتمع. ولكن ما هو موقف المجتمع؟ الأمر لا يتحمل الهزر الذى يتكلم عن DNA للكلاب أو "اللوم على هند". بعض الناس يرون عارا لا يغسله إلا الدم. وآخرون يتنكرون لبناتهم ويطردونهن من البيت كما قرأنا عن أب كويتى منذ أسابيع. وتحسبا لهذا تنتحر بعض البنات، أما غالبيتهن فيهربن إلى الإجهاض والترقيع، وبعد هذا يتزوجن كما لو كن أبكارا لم يمسسهن سوء. وكانت هند تستطيع أن تفعل مثل هذا لكنها شعرت أن احترامها لنفسها سينهار، وأنها لو فعلت هذا لوضعت نفسها فى موضع امرأة ساقطة. وهكذا تعاملت كأم محترمة تحمى جنينها وتدافع عنه وعن نفسها، وبهذا كسبت احترامى.

أعيد حساباتى وأتساءل ماذا كان على أن أفعل؟ لقد فعلت ما يرضاه ضميرى ولم أقبل حل المشكلة على حساب جنين أو طفل لا يملك الدفاع عن نفسه. وجدت أما صغيرة تتحمل مسئوليتها بكل ضخامتها ورجلا يتهرب، وقررت أن أرغمه على تحمل مسئوليته. لا يتصور أحد أن الرجولة هى القدرة على مضاجعة امرأة. الرجولة شهامة ونجدة. هنا حالة ثقافية، والسؤال المطروح ما هى القيم التى يجب أن نتمسك بها؟ أنا لا أضخم حالة عبثية، ومع هذا أتساءل لم لا نحيل العبث الذى يملأ حياتنا إلى سلوكيات جادة ومسئولة؟ ألسنا نتطلع إلى تغير إيجابى فى حياتنا؟ صحيح أن التغير الذى نسعى إليه ليس الزواج العرفى، ولكنى لم أخترع هذا الزواج ولا ينصح أب ابنته بالزواج العرفى، ولم يكتشف معظم آباء البنات المتزوجات عرفيا زواج بناتهم. والمؤكد أن من اكتشف هذا لم يوافق عليه. والبنات اللاتى سلكن هذا الطريق لسن مراهقات أو جاهلات بل هن على مستوى عال من التعليم ويعرفن بالتأكيد مغزى ما يفعلن. فهل نقتلهن؟

ثمة خطأ ما فى ذلك شك، ولكن ما هو الخطأ بالضبط؟ وكيف يمكن إصلاحه؟ لا نكتفى بالإدانة لأنها لا تحل أى مشكلة. إذا كنا نتحدث عن الوعى فالوعى لا يتجزأ، وهو ليس إلماما بمصطلحات عن الديموقراطية والاستبداد والنظم العادلة. الوعى مسئولية عن الأفعال، والمسئولية تجاه القرين هى مسئولية تجاه المجتمع، سواء كان القرين زوجة رسمية أو عرفية أو مجرد صديقة. المشكلة لا تخص الفيشاوى ولا تخص هند، بل تخصنا جميعا. ما هو موقفنا تجاه آلاف الشبان والفتيات اللاتى تزوجن عرفيا؟ هل ندين الفتاة ونسمح للشاب أن يتفاخر بفحولته؟

سأفترض على سبيل الجدل أن علاقات عابرة تنشأ وتنتهى، فكيف نعالج آثارها؟ هل نوافق على الترقيع وأن يجلس بعده رجل مخدوع يضع يده فى يد مأذون يقول البكر الرشيدة؟ وماذا نفعل فى آلاف الأطفال الذين يولدون وتتركهم أمهاتهم أو آباؤهم على أبواب المساجد أو فى دورات مياهها؟ يسميهم المجتمع أيتاما ويعترف الآن بعيد سنوى لهم فى أول إبريل من كل عام. ولكن ما هو الأفضل للمجتمع؟ أن يعترف كل أب بابنه سواء جاء من علاقة شرعية أو غير شرعية أم يضيفه إلى طابور الأيتام؟

هل ندعو المجتمع للتنازل عن قيم الشهامة والنجدة وتحمل المسئولية؟ هل ندرك أن تسامح المجتمع مع الرجل هو دعوة إلى ممارسة الرذيلة؟ لماذا نسخر من امرأة تعترف بخطئها، وتتحمل المسئولية عن نفسها وعن رجل لا يقوى على تحمل مسئوليته؟ ولماذا تسخر منها نساء مثلها؟ يظن أولئك النسوة أنهن يدافعن عن الفضيلة، والحقيقة أنهن يجارين المجتمع فى استرخائه وتنازله عن الفضيلة لصالح الرجل لكى يتمسك بها فقط فى مواجهة الأنثى.

والآن، أستعير مما نشرته فى "صوت الأمة" فى 17 إبريل، أن ما نسميه ثقافة المجتمع وقيمه إنما هو فى الواقع ثقافتان ومنظومتان من القيم. ثقافة ترفض التستر وتؤمن بأن الخطأ لا بد من تصحيحه بعد الاعتراف به. وثقافة أخرى تقبل ارتكاب نفس الخطأ سرا ثم تقبل التظاهر بالشرف. أين الفضيحة هنا؟ وهل يمكن التوفيق بين الثقافتين؟ كلتا الثقافتين نابعتان من قلب المجتمع، ولكن إذا تحدثنا عن ثقافة المجتمع فأى الثقافتين نقصد؟ وأيهما نريد أن تسود؟

أنقذونا من ايناس جوهر - على عثمان المندوه

يتسآءل معدو الإذاعة المصرية عن سبب تقدم السيدة إيناس جوهر المنتدبة على
منصب
رئيس الإذاعة ــ يتسآءلون ما السر وراء تقدمها بمشروع إلغاء وظيفة معدى
البرامج
و على المعدين المعينين بالإذاعة المصرية ان يختاروا بين ثمانى وظائف بدلا
ً من
وظيفة معد و على سبيل المثال :
ــ أخصائى متابعة
ــ مصمم خريطة برامج
و الإجابة واضحة : و هى ان السيدة تنوى إلغاء هذه الوظيفة لتقوم
بالإستعانة
بمعدين من خارج ماسبيرو حيث ان هذا التصنيف سيصبح غير موجود بالإذاعة . .
و
عليه ستقوم هى شخصيا ً باختيار المعدين من الكوادر الصحفية اللذين سيضمنون
لها
تلميع هائل فى الصحف المصرية و براويز لا أول لها و لا آخر و قد ينسب
بعضهم لها
انجازات لم تنفذها و لا تجرؤ على تنفيذها

قررت إيناس جوهر الإطاحة بثلاثمئة معد أى الإطاحة بماديات و معنويات
ثلاثمئة
أسرة مصرية من أجل مصلحتها الشخصية ــ و الدليل انها تعمل لمصلحتها
الشخصية
انها لم تجرؤ ان تقترب من قريب أو بعيد بالمعدين المتعاملين مع الحزب
الوطنى و
أعدت لهم صيغة استثنائية

و أعظم ما فى هذا القرار هى تجمع الصحفين و وقوفهم إلى جوار معدين الإذاعة
و
مساندتهم فى رفع طلبهم إلى وزير الإعلام الذى رفض طلب إيناس و بقسوة شديدة

تحية للصحافة الشريفة . . و سحقا ً لكل شبيهات إيناس جوهر

الفقر في بر مصر - الهامي الميرغني

يرتبط مفهوم الفقر بالتنمية ومدى نجاحها أو إخفاقها في تحقيق أهدافها ولقد دأبت أدبيات التنمية الاقتصادية على دراسة الفقر وتعريفاته المختلفة وطرق قياسه كما يعلمنا علم الاقتصاد

منذ عدة عقود بوجود مقاييس متعارف عليها لتوزيعات الدخل بين السكان مثل " معامل جينى ". كما أن هناك عدة أساليب لقياس الفقر وعدالة توزيع الدخول ، ومنذ مطلع التسعينات ومع انتشار تطبيق وصفات منظمات التمويل الرأسمالية الدولية خاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حدثت انعكاسات كبيرة على اقتصاديات معظم الدول التي نفذت هذه الروشته والتي تزايدت مديونيتها الخارجية واتسعت الفروق بين دخول مواطنيها وحدث اختلال كبير في توزيع الدخل وعجزت الملايين عن تدبير احتياجاتها الأساسية وحدث حراك طبقي وانحدار في مستوى معيشة بعض الطبقات وتفاوت صارخ بين طبقة النصف في المائة التي تحدث عنها الرئيس عبد الناصر وجموع المواطنين المحرومين والمهمشين.
لذلك بدأ البنك الدولي يخصص أجزاء من تقاريره السنوية لدراسة تطور الفقر في العالم ويضخ ملايين الدولارات لمكافحة الفقر الذي جاء نتيجة تطبيق برامج البنك الدولي وزيادة اندماج اقتصاديات الدول النامية في الاقتصاد العالمي الذي تحركه مصالح الشركات الكبرى الدولية النشاط.

اهتمت الأمم المتحدة منذ سنوات بالتنمية البشرية من خلال البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والذي أصبح يصدر منذ سنوات تقرير سنوي عن أحوال التنمية البشرية ويهتم بقياسها في مختلف دول العالم بحيث ينتهي إلى تصنيف وترتيب دول العالم تبعاً لتطور الاهتمام بالتنمية البشرية داخل كل دولة.

مؤشر التنمية البشرية
يسهل قياس الدخل القومي كمؤشر للرفاه الإنساني ولكن يصعب قياس التنمية البشرية حيث أن القياس لا يعتمد فقط على النمو الاقتصادي ومستويات الدخل القومي بل يعتمد على أوجه استخدام الموارد وهل توجه لتطوير أسلحة أم لإنتاج الطعام ، هل لبناء القصور أم لتأمين المياه النظيفة ؟ ( تقرير التنمية البشرية للعام 2004 صفحة 127 ).
يركز دليل التنمية البشرية على ثلاثة أبعاد للتنمية قابلة للقياس : أن يعيش الإنسان حياة مديدة صحية ، ويكون حسن الإطلاع ، ويحصل على مستوى معيشة لائق . لذلك يجمع بين مقاييس متوسط العمر المتوقع عند الميلاد والالتحاق بالمدارس والإلمام بالقراءة والكتابة والدخل . من خلال استخدام هذه المؤشرات يتم قياس التنمية البشرية في 177 دولة و يتم تصنيف الدول إلى ثلاث مجموعات :
? دول بها تنمية بشرية مرتفعة .
? دول بها تنمية بشرية متوسطة .
? دول بها تنمية بشرية منخفضة .

تأتي مصر ضمن الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة وترتيبها 120 بين 177 دولة يشملها دليل التنمية البشرية ويكفى أن نعرف أنه من بين الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة تأتى إسرائيل في المرتبة 22 والبحرين 40 والكويت 44 وقطر 47 والإمارات 49 وكوبا في المرتبة 52 ( وهى المحاصرة اقتصادياً منذ الستينات).
كما تسبق مصر بين الدول المتوسطة التنمية البشرية الجماهيرية الليبية والبوسنة والهرسك وفنزويلا والبرازيل ولبنان وجزر فيجى والمالديف وتركيا ثم الأردن وتونس والصين وسرى لانكا وإيران والأراضي الفلسطينية المحتلة( رغم كل معاناة الشعب الفلسطينى) والسلفادور وغينيا وسوريا والجزائر واندونيسيا وفيتنام وهندوراس ونيكارجوا ثم تأتي مصر في المرتبة 120 . بعدها تأتى المغرب والهند وكمبوديا وغانا وجزر القمر وبنجلاديش والسودان ثم الكاميرون آخر الدول المتوسطة التنمية البشرية.هذا نتاج تطبيق ما تسمية الحكومة بسياسات الإصلاح الاقتصادي وزيادة اندماج مصر في السوق العالمي وإطلاق حرية السوق وحرية القطاع الخاص وسحب يد الدولة من العديد من الخدمات والمرافق .
الفقر في مصر
يهتم التقرير ضمن مؤشرات التنمية البشرية بقياس الفقر وتطوراته المختلفة لذلك يخصص جزء لقياس الفقر البشري وفقر الدخل في البلدان النامية ، وقد ثار السيد وزير التخطيط من تقديرات التقرير حول الفقر في مصر كما جاء بجريدة الأهرام يوم 22 إبريل من اعتراض وزير التخطيط على كون الفقراء 34 مليون والموافقة على التقارير التي تقول أنهم بحدود 14 مليون وأن الفقراء فقر مدقع لا تتجاوز أعدادهم 400 ألف فقط وهنا لنا وقفة لتوضيح التالي :
1 ـ إن شرح وتوضيح المقياس المستخدم يجعل الأمور واضحة ولا يمكن الجدل حولها ومن ثم يمكن طرح طريقة القياس ولكن التشكيك في البيانات لن يغير من الحقيقة شئ فلا توجد عداوة بين البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والدكتور عثمان وزير التخطيط ولا توجد مصلحة في تقدير عدد الفقراء في مصر بشكل مبالغ فيه.
2 ـ إذا كانت الأمم المتحدة تكذب فهل البنك الدولي الممول الرئيسي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الحكومي يكذب ليضر بسمعة مصر وهل يجرؤ عثمان ومن آتى به على تكذيب تقرير البنك الدولي . ولماذا الإصرار على إخفاء الحقيقة وتضليل الناس ، أليست هذه نتائج سياسات ما تسمونه الإصلاح الاقتصادي.إنني أطلب من وزير التخطيط ومن لف لفه أن يعودو إلى تقرير البنك الدولي عن مؤشرات التنمية في العالم عام 2000 والذي توزعه مؤسسة الأهرام ومنه تم أخذ عينة لقياس الفقر في مجموعة من الدول كما يتضح من الجدول التالي :
الفقر في بعض دول العالم
الدولة سكان تحت معدل 1 دولار يومياً فجوة الفقر عند 1 دولار يومياً سكان تحت معدل 2 دولار يومياً فجوة الفقر عند 2 دولار يومياً
بنجلاديش 29.1 5.9 77.8 31.8
بوليفيا 11.3 2.2 38.6 13.5
بوركينا فاسو 61.2 25.5 85.8 50.9
تشيلى 4.2 0.7 20.3 5.9
كولومبيا 11 3.2 28.7 11.6
مصر 3.1 0.3 52.7 11.4
اندونيسيا 15.2 2.5 66.1 22.6
كينيا 1.5 0.3 15.3 3.9
موزمبيق 37.9 12.0 87.4 36.8
نيكارجوا 3.0 0.5 18.1 5.4
النيجر 61.4 33.9 85.3 54.8
بنما 10.3 3.2 25.1 10.2
باراجوى 19.4 8.3 38.5 18.8
سيراليون 57.0 39.5 74.5 51.8
سيريلانكا 6.6 1.0 45.4 13.5
تركيا 2.4 0.5 18.0 5.0
المصدر :البنك الدولي للإنشاء والتعمير ـ مؤشرات التنمية في العالم 2000 ـ
الناشر مركز معلومات قراء الشرق الأوسط ( ميريك ) الطبعة الأولى مارس 2000 ـ صفحة 62 ـ 64.
يقصد بفجوة الفقر الهبوط تحت خط الفقر وهو ما يعكس عمق الفقر وشدة تأثيره وهذه هي بيانات البنك الدولي وليست بيانات الحكومة أو الأمم المتحدة .وأرقام الفقر في مصر مقارنة ببعض الدول توضح النتائج العظيمة التي حققتها سياسات الإصلاح الاقتصادي وهى في حقيقتها سياسات الإفقار والتبعية.
إن معدلات الفقر التي أعلنها البنك الدولي لا تختلف كثيرا عما جاء ضمن تقارير التنمية البشرية ومن المهم هنا أن نوضح عدد السكان في كل فئة من الفئات التي تحدث عنها التقرير فالأشخاص الذين يقل دخلهم اليومي عن 1دولار ( 5.8 جنيه يوميا أي 174 جنيه شهرياً ) هم فقراء ويقدر عددهم بنحو 2.1 مليون شخص وقد ارتفع عددهم بحوالى 205 ألف شخص تدهورت دخولهم خلال الفترة الماضية. وبالنسبة لمن يقل دخلهم اليومي عن 2 دولار ( 11.6 جنيه يومياً أي 348 جنيه شهرياً ) فيقدر عددهم بنحو 35.8 مليون شخص وأنه خلال الفترة الماضية تدهورت أوضاع 7.8 مليون انخفضت دخولهم الحقيقة إلى مستوى أقل من 2 دولار يومياً .
لذلك ثار وزير التخطيط وقال أن الفقراء فقر مدقع لا يتجاوز عددهم 400 ألف شخص ، وبذلك فالوزير يكذب ويتجمل في نفس الوقت!!!

كما يوجد تفاوت كبير في توزيع الدخل بين الطبقات حيث أوضح تقرير التنمية البشرية أن أغني 20% من السكان يحصلون على 43.6% من الدخل القومي بينما أفقر 20% لا يتحصلون سوي على 8.6% من الدخل القومي بما يعكس التفاوت الطبقي وسوء توزيع الدخل وتركز الثروات وانتشار الإنفاق الترفي في مواجهة انتشار الفقر وقد نشرت جريدة نهضة مصر في 31/12/2003 موضوع عن إنفاق المصريين على سهرات رأس السنة وجاء فيه " رغم حالة الكساد التي يعيشها الشارع المصري والتي زادت التهابا في ظل ارتفاع سعر الدولار، فشلت الحكومة المصرية في التعامل مع هذه الأزمة، إلا أن الموقف يبدو متناقضاً خاصة عندما نطالع تكلفة الاحتفال برأس السنة. فقد أكدت دراسة جديدة أن ليلة رأس السنة هذا العام قد تكلف الاقتصاد المصري ما يقرب من 5.5 مليار جنيه سنويا ينفقها رجال الأعمال علي إقامة الحفلات الصاخبة وتصل في بعض الحالات إلي إنفاق الفرد ما بين 20 إلي 30 ألف جنيه في هذا اليوم.
وأكدت الدراسة التي أجراها الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات أن احتفالات المصريين بليلة رأس السنة تكلف الاقتصاد المصري ما يقرب من 6.3 مليار جنيه سنوياً. مشيراً إلي تزايد هذه النفقات بمعدل 60% بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري. أي أن الإنفاق حسب الدكتور حمدي سيصل هذا العام إلي حوالي خمسة مليارات جنيه ونصف المليار.
ويقول الدكتور حمدي عبدالعظيم في دراسته إن مظاهر الإنفاق في احتفالات رأس السنة تتمثل في الإنفاق علي الهدايا والفسح والسهرات في المطاعم والفنادق العائمة وكذا الفنادق العادية بما تتضمنه من صالات الديسكو والملاهي الليلية، وذلك بجانب المأكولات التي غالباً ما يتم استيرادها من الخارج وبالتالي تكون أسعارها مُبالغا فيها للغاية.
وتضيف الدراسة التي أجراها حول نفقات المصريين علي احتفالات رأس السنة أن مظاهر الإنفاق والبذخ علي هذه الاحتفالات تتضمن الهدايا التي يقدمها رجال الأعمال سواء لبعضهم البعض أو لأقاربهم وأصدقائهم وعادة ما تكون هدايا ذهبية ومجوهرات أو تحفا نادرة وتكون غالية الثمن. ونفقات الرحلات، مشيراً إلي أن البعض يفضل أن يقضي ليلة رأس السنة خارج القاهرة سواء في الغردقة أو شرم الشيخ أو أسوان والبعض قد يسافر إلي خارج مصر إلي لبنان أو أوروبا".هل توضح هذه الحقائق طبيعة التفاوت الطبقي وسوء توزيع الدخل وسوء توجيه الموارد وانعكاسهم على زيادة انتشار الفقر .
مؤشرات أخري لقياس الفقر
لقد اتهمت الحكومة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالكذب ولكن هل البنك الدولي أيضا يكذب ؟!!! وهل لا توجد مؤشرات أخري يمكن القياس بها؟!!!
ـ جاء ضمن تقرير التنمية البشرية المصري والصادر عن معهد التخطيط القومي عن عام 2004 أن 16.7% من السكان يعيشون تحت خط الفقر أي 11.3 مليون نسمة فهل هذه الأرقام كاذبة وهى صادرة عن جهة يشرف عليها وزير التخطيط ؟!!!.وقد جاء ضمن التقرير أن حوالي 6 مليون مواطن لا تصلهم مياه مأمونة وان 4.4 مليون يعيشون بدون صرف صحي وأن حجم الأمية يصل إلى 21 مليون شخص ، ألا تعكس هذه الأرقام الفقر الذي تعيشه مصر وفق البيانات الحكومية المعلنة رغم اختلافنا معها.
ـ حدث نمو في مناطق الإسكان العشوائي في جميع أنحاء مصر وبمقارنة نتائج تعداد السكان في 1986 و1996 نجد أن مدينة القاهرة وحدها يعيش بها حوالي أثنين مليون نسمة في مناطق عشوائية ، وتضم المراكز الحضرية الكبرى في مصر والتي تضم محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية نحو 4.5 مليون نسمة يمثلون 17.6 % من إجمال سكان المناطق الحضرية في مصر وهم يعيشون ضمن مناطق المهمشين ، كما يوجد أكثر من نصف مليون نسمة يعيشون في مناطق عشوائية بمحافظات الفيوم والمنيا وقنا في صعيد مصر وهى التي كانت ولا تزال مناطق تفريخ العنف والانحراف والجريمة . ولو أضفنا إلى ذلك وجود العديد من المدن والقرى المحرومة من شبكة المياه العامة و الصرف الصحي لاتضحت أبعاد أخري لقضية الفقر وسوء توزيع الخدمات .
ـ توجد بعض الدراسات التي تقدر عدد العاطلين في مصر بحوالى 2 مليون شخص ( وفق البيانات الحكومية المعلنة) وتقدرهم دراسات أخري بحوالى 6 مليون ألا نعتبر هؤلاء العاطلين ضمن الفقراء؟!!.
ـ يوجد 7.6 مليون يعملون بالقطاع غير المنظم ( أهرام 25 ابريل 2005 ) ألا يعتبروا هؤلاء فقراء ؟!!.
ـ يوجد في مصر 7.1 مليون من أصحاب المعاشات الخاضعين لمختلف الأنظمة التأمينية وهم جميعاً ضحايا التضخم وتدهور الخدمات التعليمية والصحية أليس قطاع كبير منهم يعتبروا فقراء؟!!.
ـ صرحت وزيرة الشئون الاجتماعية ( أهرام 26 ابريل 2005 ) أنه يوجد مليون شخص يحصلون على معاش الضمان الاجتماعي الذي يبلغ 50 جنيه شهريا اى حوالي 8 دولار وبفرض أن متوسط الإعالة 4 أفراد للأسرة ، إذن نحن أمام 4 مليون مواطن متوسط دخل الفرد منهم 2 دولار شهريا أليس ذلك فقر مدقع . أم أنهم 400 ألف كما يقول الوزير!!!.
ـ يوجد في مصر 5.5 مليون موظف حكومي رواتبهم ثابتة منذ عام 1980 ويتراوح مرتب المدير العام وفق القانون الحالي بين 110 و 160 جنيه ويحصل على علاوة دورية 6 جنيه ألا يعد ذلك فقير ، ألا يفتح ذلك الباب للفساد بجميع أشكاله، ألا يعتبر موظف الحكومة وفق هذا الدخل فقير؟!.هل نتذكر المدير العام الذي حكمت له المحكمة ببيع الفول المدمس خارج أوقات العمل الرسمية فقد نشرت الأهرام خبر جاء به " قالت المحكمة إن العمل الذي يزاوله العاملون في غير أوقات العمل الرسمية طالما كان بعيدا عن موطن الشبهات والريبة‏،‏ وما يمس الأمانة والنزاهة مع الأخلاق الكريمة والتعاليم الدينية فإنه يكون مباحا ولايؤاخذ العامل عليه تأديبيا‏.‏ وأضافت أنه ثبت أن العامل يعمل بقسم الملفات بدائرة وسط الاجتماعية ويعمل علي عربة فول إلا أن هذا العمل يعد عملا شريفا لا ينطوي علي أي مساس بكرامة الوظيفة أو الانحراف أو مساسا بالنزاهة والأمانة‏. وانه ثبت أن المحال ـ الموظف ـ قد لجأ لهذا العمل حتي يستطيع توفير نفقات المعيشة له ولأسرته في ظل ارتفاع الأسعار الذي نشهده في الوقت الحالي‏،‏ ومن ثم فإن هذا الموظف أولي وأجدر بالرعاية بدلا من أن يلجأ إلي وسائل أخري غير شريفة لتوفير نفقات المعيشة‏.‏" ( جريدة الأهرام ـ 22 إبريل 2004).
أما حان الوقت لربط الأجور بأسعار سلة من السلع والخدمات لحماية محدودي الدخل وحفظ كرامتهم التي تمتهن بفضل السياسات الاقتصادية الحالية؟!!!.
ـ توجد دراسة منشورة للمجالس القومية المتخصصة عن الطبقة الوسطي جاء بها " إن الطبقة الوسطي خاصة فئتيها الوسطي والدنيا تواجه تدهورا في أوضاعها مما أدى بأعداد كبيرة منها إلى تغير مواقعهم الاجتماعية وحققت هبوطا إلى الطبقات الدنيا قياسا بمستوى دخولهم وعدم كفاية هذه الدخول لإشباع احتياجاتهم الأساسية " ( الأهرام الاقتصادي ـ العدد 1835 ـ 8/3/2004 صفحة 40 )
ـ إن تدهور مستوى الخدمات المجانية في التعليم والصحة هو نوع من المساهمة في تدهور القوى البشرية وزيادة وانتشار الفقر الذي يقول وزير التخطيط انه بحدود 400 ألف فقط.
ـ عند افتتاح مؤتمر الأبعاد الاجتماعية والجنائية للتنمية في صعيد مصر الذي نظمه المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، صرح الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بأن الفقر في صعيد مصر وصل إلى 35.2% من سكان الصعيد ( جريدة الوفد ـ 19 إبريل ـ 2004 ).
ـ كما كشف الدكتور حامد مبارك المستشار ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن ارتفاع معدلات الفقر في محافظات الصعيد. أكد حامد مبارك أن نسبة الفقر في مصر تبلغ 20% من إجمالي السكان، وان 14 مليون مصري يقل دخلهم عن دولار واحد يوميا، منهم 6 ملايين مواطن في الصعيد. وأوضح أن الدراسات التي أجريت علي الفقر في مصر، أوضحت أن كل 10 فقراء مصريين منهم 7 في محافظات الوجه القبلي،وان كل 10 فقراء منهم أميون و5 لا يعملون. وأشار حامد مبارك إلي إجراء مسح لحوالي 451 مركزا في المحافظات. وتم اختيار حوالي 58 مركزا تمثل المراكز الأكثر فقرا في 10 محافظات. وكان حامد مبارك يشارك في ندوة وضع استراتيجية قومية لتمويل المشروعات متناهية الصغر، والتي نظمها المعهد المصرفي التابع للبنك المركزي.( جريدة الوفد ـ2 يونية ـ 2004 ).
ـ أكد تقرير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة وجود 48 مليون مصري فقير يعيشون في 1,109 مناطق عشوائية. ووصف التقرير هؤلاء الفقراء بأنهم جوعي ومرضي. وأشار التقرير إلي تعرضهم لكل أنواع الحرمان من الغذاء والمأوي والتعليم الجيد والرعاية الصحية الكاملة. وأوضح التقرير أن شريحة الفقراء في مصر تمتد وتتسع كل يوم خاصة بعد استمرار سياسة فرض المزيد من الرسوم التي يتحملها الفقراء وحدهم.
وأكد تقرير آخر صادر عن لجنة الإنتاج الزراعي بمجلس الشورى أن 45% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر. وكشف التقرير الذي أعده الدكتور إبراهيم سليمان المستشار الاقتصادي بوزارة التموين عن ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية.
وأشار تقرير للأمم المتحدة حول التنمية الإدارية إلي وجود 5.2 مليون مصري يعيشون في فقر مدقع، وانخفض دخل 3.1% من المصريين عن 100 جنيه شهريا. وقالت التقارير أن 30% من أطفال الفقراء يعانون من التقزم خاصة في الريف و54% يعانون من الأنيميا. وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن 12 مليون مصري يعيشون في العراء بلا مأوي. أوضح التقرير أن هؤلاء يعيشون في المقابر والعشش والجراجات والمساجد وتحت السلالم. أشار التقرير إلي أن 1.5 مليون مصري يعيشون بالقاهرة في مقابر البساتين والتونسي والإمام الشافعي وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثي وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة
أكد التقرير أن الخارجين علي القانون يتخذون المقابر مسرحا لتنفيذ جرائمهم. وقال التقرير انه توجد في مصر 1,032 منطقة عشوائية في جميع المحافظات. وأشار التقرير إلي أن معظم هؤلاء مصابون بأمراض الصدر والحساسية والأنيميا والأمراض الجلدية. وكان أحد نواب مجلس الشعب قد تقدم بطلب إحاطة حول هذا الموضوع. وأكد أن الحكومة تتوسع في بناء الفيلات والقصور وتعقبها بفرض رسوم. وتسأل النائب أين تذهب وحدات الإسكان منخفض التكاليف ؟. ( جريدة الوفد ـ 9 يونية ـ 2004 ) .

إن انتشار الفقر هو انعكاس لرفع يد الدولة عن المرافق والخدمات وإطلاق يد القطاع الخاص للتحكم بالسوق والتباطؤ في إصدار قانون المنافسة ومنع الاحتكار وتوقف الدولة عن تعيين الخريجين وزيادة الخضوع لمنظمات التمويل الدولية بما يساهم في انتشار الفقر وتفجر العنف والجريمة بكافة أشكالها كنتيجة لما يسمونه بالإصلاح الاقتصادي ومن يتابع التحليلات التي أعقبت تفجير الأزهر الأخير سيجد عشرات التحليلات الهامة عن الحياة في العشوائيات وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي.
"السؤال الذي طرحه مؤخراً مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بجامعة القاهرة: كيف يمكن للمواطن المصري أن يعيش في ظل هذه الأجواء.. وكيف يمكن لعائل أسرة أن يتحمل نفقات المعيشة مع اشتعال الأسعار يومياً، والتي تزداد في غياب رقابة الدولة، وفي ظل عجز الحكومة علي سبيل المثال عن تصنيع قرص الطعمية وساندويتش الفول من زراعات مصرية، خاصة أننا نستورد جميع مكوناته من الخارج؟!".( فقراء بلا حدود ـ جريدة الوفد ـ 9 يونية 2004 ) .

تحضرني نكته مصرية قديمة حين أعلن اللواء أحمد رشدي حين كان وزيراً للداخلية أمام مجلس الشعب انه خلال سنة سيقضى على تجارة المخدرات وإذا ضبطت اى مخدرات بعد ذلك يكون هو المسئول عن دخولها وهنا أعلن الرئيس انه خلال سنة إذا وجد مواطن مصري يملك جنيه واحد سيكون هو الذي أعطاه له!!!!.

كل من له نبي يصلي عليه - شاهيناز عبد السلام

محمد نبي وعيسى نبي و كل من له نبي يصلي عليه .

كنت أتحدث مع زميلة لي ديناتها مسيحية فسألتها متى عيدكم عشان كنت عايزة أعرف تاريخ العطلات
فردت أنه يو م 1 مايو فقلت لها لكنه أجازة رسمية
فقالت لي في حسرة نعم لانه عيد العمال و ليس لأنه عيدا للأقباط
فحاولت أن أخفف عنها و قلت لها لكن يوم 7 يناير و هو عيد الأقباط أيضا
تكون مصر كلها أجازة أليس كذلك؟
فردت قائلة نعم و لكنها ليست كذلك في عيدنا الثاني
فحاولت أن أعرف ما السبب في تفضيل النظام في مصر
عيد الأقباط يوم 7 يناير على عيد القيامة و هو عيد المسيحيين الثاني
الذي ياتي عادة في الشهر الرابع أو الخامس من كل عام ميلادي
فقلت لها: عفوا في سؤالي و لكن هل العيد الأول أهم من الثاني؟ فردت و هل عندكم عيد الفطر
أهم من عيد الأضحى؟
فحاولت أن أخفف عنها مرة أخرى قائلة :معلش إنشاء الله السنة الجية تكون مصر كلها اجازة
لا أعرف لماذا لم يكن النظام في مصر من قبل يجعل من أعياد المسيحيين عطلة رسمية لمصر
و لا أعرف أيضا لماذاالآن يجعل أحد عيدي اللمسيحيين عطلة و الأخر لا؟

مات لنا جارا مسيحيا بعد أن صدمته سيارة و نقلوه فاقد الوعي لمستشفى حكومي حال كل المصابين
في الحوادث والذين لا يستدل على أهلهم ثم مات الرجل هناك فكان تعليق أحد أقاربه غاضبا"ايوه ما هو مسيحي و عشان كده سابوه يموت " لم يعجبني ما قاله و لكنني عذرته في قوله فالرجل الميت هو أخوه و لكن الحقيقة كانت أن
الميري و هي مستشفى حكومي أو مستشفى للموت فمعظم من يدخلوها لا يخرجون منها أحياء.

كنت أعمل في مكان رفض صاحبه شابا للعمل على الرغم من كفاءة هذا الشاب لان ديانتة كانت المسيحية وقد وجدت
إستحسانا و تشجيعا من الأخرين لصاحب العمل اما انا فقد ساءني هذا التصرف كثيرا و سألت الأخرون
لماذا تفرحون أنها عنصرية مرفوضة و حمد الله أنني إنتقلت لمكان أخر لم أجد فيه هذا السلوك(حتىالآن)
مكان أخر رفض قبول السيرةالذاتية لأي شخص مسلم ممن كانوا قد تقدموا للعمل و جعل كل من تقدموا
و تم قبولهم من الأقباط فقط.
و هذة ظاهره للأسف نجدها في مصر
فبعض أصحاب الشركات يقصرون العمل في شركاتهم على أصحاب ديانه معينه فتجد ضمنيا يافطة
"لمسيحيين فقط" أويافطة "للمسلمين فقط" , و يمكن أيضا ان ترى موظفا حكوميا مثلا يقرف
شخصا ما و لا يقضي له ما يحتاجة من إجراءات لمجرد أنه يختلف معه في الديانه و في نفس الوقت يخلص أوراق أخر
لانه يشاركه نفس الديانة و لكن كل ما فات هو سلوك شخصي متبادل يندرج تحت
الطبيعة الإنسانية التعصبية و التي قد تتفاوت من فرد لفرد او من جماعة لجماعة و لا يمكن أن نسمي هذا إضطهاد لأي طرف.

موقع أقباط المهجر على الأنترنت و لن أضع رابط له لانه لا يستحق الدعاية في رأيي
و القائمون عليه هم مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم الأقباط المصريين في المهجر
و هم مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية و لا يخفون في موقعهم أن الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش
تموهلم و هم في موقعهم يتحدثون عن إضطهاد الأقباط في مصر و يحكون حكايات و أشياء أخرى اجدها وهما و خيالا
أرسل الموقع لي و لغيري إيميل يشجب فيه عرض فيلم "بحب السيما" و قالوا ان هذا دليلا صارخا على إضطهاد الأقباط في مصر حقا انا شخصيا لم أرى أي إضطهادفي ذلك و الفيلم جميل و لم أشعر و أنا أشاهده في السينما أنه يتحدث عن الأقباط بل كنت أحس انه يوصف ما يحدث في بيتي و بيت كل المصريين مسلمين و اقباط و قد إختلف عليه الجميع بين مؤيد ومعارض من المسلمين و المسيحيين

أتذكر عندما كنت طالبه بمدرسة للراهبات و أتذكر في رمضان عندما كانت زينة رمضان في الشارع المواجه للمدرسة و قد علقت إحدى طرفي الزينة على سور المدرسة الذي يحمل صليبا ,أتذكر كيف كنا نقيم إفطارا جماعيا تشاركنا فيه الراهبات و كيف كنا نصلي فروضنا في مسجد صغير بالمدرسة و كيف كان لنا حرية الحوار مع الراهبات في أي شيء يخص الحياة أثناء حصة خاصة تسمى "حصةالحياة" و كيف تعلمت منهن المبادىء و القيم التي تحث عليها كل الأديان
و تعلمت إحترام الاخرين وأن أحب الأخر و اتقبله لم أسمع يوما كلمة تسيء لي أو لديني
أشعر بالإمتنان الشديد لهؤلاء الراهبات و لتلك المدرسة التي قضيت بها أحلى أيام حياتي و لازلت أزورها حتى الآن

مين بيضحك على مين - محمد الدريني - معتقل وادي النطرون

مساء الثلاثاء الماضي و على القناة الأولى شاهدنا من معتقلنا برنامج "
شاهد
عيان " و الذي استضاف السيد أحمد كمال أبو المجد - نائب رئيس المجلس
القومي
لحقوق الإنسان - و كان حديثه أشبه بوصلة تعذيب يقوم بالصعق بالكهرباء !!!
كنا نناقش قبل مشاهدة البرنامج التأشيرة الغريبة التي تدونها وزارة
الداخلية
على أوراق المفرج عنهم قضائيا إفراجا وجوبيا حيث تطلب وزارة الداخلية
تشديد
الحراسة على المفرج عنهم لخطورتهم !! بعد أن تبلغ إدارة السجن بأن
المذكورين
مفرج عنهم !! ... قتلنا المسألة بحثا .. فهل حكمت المحكمة بالأشغال الشاقة
علينا نحن المجرمين لكي يتم تشديد الحراسة ؟! أم حكمت بالإفراج إفراجا
وجوبيا
؟!
و بينما نستعرض معاناة كل منا حين يأتيه الإفراج القضائي !! سواء أثناء
الترحيلات و حشرنا في مصفحة ترافقنا الحراسة الشديدة أو عند اقامتنا في
فروع
أمن الدولة نسمع أصوات الذين تعرضوا للتعذيب !! و نعاني من اقامتنا هناك
حتى
أننا نتمنى أن يعيدونا فورا إلى معتقلاتنا !!
و تكون هناك فرحة غامرة حين يطلبوننا للترحيل !!
بينما نناقش هذه المسألة و إذا بالسيد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق
الإنسان
يلطمنا لطمة قوية على وجوهنا و يعذبنا معنويا إلى حد يقتضي مقاضاته حقا !!
لقد تحدث سيادته عن القانون و الدستور و نصوصهما المتعلقة بحريات و حقوق
عباد
الله - المجلودين و كيف أننا قفزنا قفزات نوعية إلى الحد أن وصل الأمر
بالمذيعة
لطرح مناقشة قضايا التعذيب في سجن أبو غريب و جوانتانامو لنصرة الإنسانية
!!
ألهذا الحد يصل الأستخفاف ؟! .. لماذا تصرون على فتح الجروح و ؟؟تلميح؟؟
ثم
؟؟تضعونها؟؟ بنا؟؟ أيها السادة ؟!
إن سجن وادي النطرون الجديد و غيره يسجل أعتى الجرائم التي تعرض لها شباب
مصر
من تعذيب و قسوة و اسألوا عن الذين لقوا حتفهم ؟! و هي حقيقة مظلمة قبل
مجيء
الوزير حبيب العادلي الذي أوقف هذه المهزلة .
إن هذا الملف حتما سوف يفتح و سوف يكون سبة في جبين كافة المشتغلين بقضايا
الرأي العام و حقوق الإنسان تحديدا.
و يا وزير الداخلية ما زالت الآمال الكبيرة تتعلق بكم و برئيس مباحث أمن
الدولة
الجديد اللواء حسن عبد الرحمن .. أنقذوا عباد الله بعيدا عن دكاكين حقوق
الإنسان التي أصبحت تجارة رابحة سوف تقضي على الأوطان !!! قبل أن تكون
سببا في
إيذاء بلادنا !!

إفتح قلبك - يوسف فضل الله - فلسطين

في آخر الليل حاول أبو فلان أن يمط جسده المرهق على السرير فوجد نفسه أنه مستقلي في داخل مطبخ البيت أو أن هزة أرضية قذفت أدوات الطبخ إلى غرفة نومة . لم يطل به التفكير إذ عزا هذا الزلزال لأطفاله الصغار الذين يعلبون بادوات المطبخ دون رادع لهم من أم فلان . فهذه ملعقة معلقة على رأسية السرير وتلك مصفاة مدسوسة تحت اللحاف أما تلك القطعة الدائرية من الاستينلس استلس الملقاة في الركن الأيمن السفلي من السرير فهي غطاء طنجرة . اثارت هذه الالعاب العطف والتفهم الأبوي بأن أيدي أطفاله تطال ما يحفزهم على البحث والتغيير . وفي اللحظة التي بدأ سبات النوم يزحف إلى جفونه .....

أبو فلان : اللهم هديء ليلي بسلام و....

أم فلان : أنا من المغضوب عليهم

أبو فلان : حاشا لله ما بك يا امرأة ؟

أم فلان : متى تاريخ ميلادي ؟

أبو فلان : لا أعرف . كم تاريخ ميلادك ؟
أم فلان : مكتوب في جواز السفر .

أبو فلان : تريديني أن أنهض في منتصف الليل وأبحث عن تاريخ ميلادك .

أم فلان : أهذه طريقتك الحضارية في التهرب من إحضار الهدية .

أبو فلان : انتِ تعرفي أنني لا أهتم بمثل هذه الأمور .

أم فلان : الإهتمام عندك انتقائي ولربما تبريري . جاءت مناسبة زواجنا وطنشت . وجاء عيد الفطر وعيد الأضحى ولم تحضر أي هدية . وجاء عيد الشجرة ولم تَعلم عنه . وجاء العيد الوطني ولم تسمع به . وسيجيئ عيد ميلادي ولا أنت هنا .

أبو فلان : هل الاحتفال بالعيد واحضار هدية سيغير شيء ؟

أم فلان : إذا لم يغير شيء عندك فإن المُستَقبِل للهدية (أنا) يعني شيء لي .

أبو فلان : ما الهدية التي تريدينها ؟

أم فلان : أي شيء وردة أو حتى حذاء .

أبو فلان : قيمتك أرفع من الحذاء.

أم فلان : وهل ستحصل على الحذاء بدون فلوس . لربما ستتسوله .

أبو فلان : يا شيخه نامي وإن شاء الله الصباح أتصفح جواز السفر وأحضر لك هدية حسب تاريخ ميلادك . ألقاك في الصباح على خير .
أم فلان : تريد أن تنام بدون حل الوظيفة ؟

أبو فلان : عجيب أمرك يا إمرأة !

أم فلان : لماذا الناس يتزوجوا ؟

أبو فلان : سنبدأ بجدول الضرب وننتهي بقصيدة عتاب ولوعه . على صراحتك هذه يجب أن تعملي مذيعة .

أم فلان : ولماذا لا نذهب إلى برنامج افتح قلبك وخلي جورج قرداحي يقردح لنا حل .

أبو فلان : رأي مقبول . بس بدك ننشر فضائحنا ؟

أم فلان : الدنيا فرص وأنت فرصتي التعيسة التي أريد أن أزعج الآخرين بها .

أبو فلان : الله يجيب هذه الليلة على خير

أم فلان : طيب .......

أبو فلان : بلا طيب بلا بطيخ انخمدي ونامي .

أم فلان : هذا ما أنت فالح فيه مثل الحكومات العربية بياعيين حكي

ها أحبسك واديك بالجزمة - محمد يوسف

شـــى الله يا صحـــفى

حد ضامن يمشى أمن .... طب يمشى فين

أثناء محاولتى المرور من الشارع المؤدى للمتحف المصرى أوقفنى ضابط بزيه الرسمى ملازم أول رايح فين ....وفجأة أتى أخر يرتدى تى شيرت رمادى فاتح وبنطلون رمادى ويضع كاسكيت كاجوال على جنب البنطلون متنمرا مستوصيا بإفتعال مشكلة وتدخل فى الحوار (فين النمر ) ...فأجبت ربما السيارة زنقت فى الرصيف ونزلت من السيارة وقمت بإستعدال نمر السيارةوإظهارها فسألته عايز الرخص عايز إثبات الشخصية عايز كارنيه النقابة فأجاب أركن على جنب ... والطريق فى تلك المنطقة يشبه الممر ويكثر فيه أفراد الامن بكافة أنواعهم وسيارات السياحة والسائحين .... فسلمت( إيصال سحب رقم 26362 مكان السحب أمام المتحف المصرى ) لان رخصة السيارة سحبت من قبل فى نفس المنطقة فى العاشر من أبريل 2005 ( 10 / 4 / 2005 ) فسلمته رخصة القيادة فسألته هل يجوز سحب الرخصتين بهذا الشكل .... فوجدت إنفجارا ( أحترم نفسك... انا هاحبسك ... ) وبدأ فاصل من الزغت السريع فى الكتفين وأمسك بيدى وركننى على جنب .... وبدأ يتصل فى الجهاز فأخبرته هاتحبس مين .... وهل تستطيع أن تأخذ قرار الحبس وأنت واقف فأجاب ( إنت هاتعملى فيها صحفى شى الله ياصحفى ) .... (انا هأحبسك وأديك بالجزمة) .... وألتف حولى السادة أفراد الآمن فى مشهد ترهيب ووعيد ومحاولة تخويف واضحة ... وحضر السيد عميد الشرطة ومعه أخر يرتدى قميص أبيض وبنطلون أبيض فأخبرتهم الاستاذ بيقول هاحبسك فردد أمامهم مرة أخرى وهأضربك بالجزمة فنهروه بود شديد( خلاص احنا واقفين ) وبدأت حالة السؤال والجواب فما كان من السيد العميد الا محاولة تلطيف الجو أما صاحب الزى الابيض لم يكن يهمه الا تحليلى نفسيا ( بس إنت عصبى لو صورتك فيديو هاتشوف انت عصبى قد ايه ) .... وتسلمت إيصال السحب لرخصة القيادة الخاصة بى المذكور فيها المهنة رئيس تحرير وسبب السحب إنتهاء إيصال سحب التسيير إلى هنا ينتهى موضوع سحب الرخصة لكن نأتى إلى موضوع الاعتداء على كرامة مواطن .... هل كل سحب رخصة سيارة إو قيادة يهدد صاحبها بالحبس والضرب بالجزمة فى وسط الشارع .... هل ضابط البوليس سواء فى زيه الرسمى او الملكى فوق القانون يمارس مايمارس من ارهاب وضغط على المواطنين لانه يدرك انه لايوجد رادع أو قانون يردعه ... ان القضية لمجرد معرفته اننى صحفى وكأن هناك عداء مسبق بين البيه الرب والصحفيين ..... هل عندما يعلن احكاما مسبقة ويعتدى بالضرب والشد واللكم والزغد على صحفى اليس فيها امتهانا لمهنة نعتبر لها قدسيتها ... هل ممنوع المرور من أمام المتحف المصرى وهل نحتاج إلى فيزا لدخول تلك المنطقة ..... نحن صحفيون نذهب ألى إى مكان دون تخطيط مسبق ودون الاعتداء على الآمن ولكن نحن العرضة للاعتداء والمهانة والضرب والسب .... هل الحاكم بأمره ظل الله على الارض له الحق فى سب وضرب وإهانة وتهديد صحفى لمجرد أنه سأل سؤال لايجوز أن يطرحه فى وجود ظل الله أمام المتحف المصرى ..... إن مايحدث هو تكرار سافر ومتعنت لمايحدث مع الصحفيين فى تلك الايام فى محاولة لارهاب الصحفى وبث الرعب فى أوصاله حتى يبتعد عن قضايا تهم الوطن من خلال قضايا حرية التعبير وحرية الاختيار ..... ان القانون فى يد التعنت لايصبح قانون لكنه يتحول الى هراوة تنزل على رأس المواطن ليذهب عن الوعى .... ليغيب عن الواقع .... هل يحتاج المواطن أن يحمل خطابات تزكية للسير فى شوارع الوطن ( طب إنت جى هنا ليه ) إن ماحدث تكرر كثيرا دون داعى لحدوثه لكن هناك من يحاول أن يطبق القانون من خلال فكره هو حتى يريح رأسه من المعاملة الانسانية مع المواطن ... الشئ الاخر ان منطقة المتحف المصرى هى حالة سياحية ينتشر فيها الاجانب بكثرة فهل هناك داعى أن يعتدى على مواطن امام السائحين بكل بجاحة ونحن متهمون بالقمع والتعسف والسحل على صفحات الجرائد الاجنبية والقنوات الفضائية فبدل أن يحمل السائح هدية لوحة بردى يحمل معه صورة ضابط شرطة وهو يعتدى على صحفى .... ويسمع تهديدات ضابط شرطة بضرب صحفى بالجزمة وسجنه على الواقف دون قرار قاضى او تحقيقات نيابة فقد عين نفسه كل هذا فى لحظة ..... وبعد كل هذا نسأل من يضرب السياحة فى مصر ..... انهم من يعتدون على الصحفيين على مرأى ومسمع من الجميع .

المضروب والمشتوم والمهدد بالحبس

الكاتب الصحفى محمد يوسف

عضو نقابة الصحفيين ـ رئيس تحرير جريدة الانباء الثقافية

رئيس مجلس إدارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار

3923534 ـ 0123369915

الكل بيحبها - كريم زكي

بالفعل يا أصدقاء الكل يحب مصر

أهل الزمالك يحبون مصر
و اهل بولاق يحبون مصر

و لكل منهم مصره التي يحبها

رامي لكح رجل الأعمال الشهير الذي سرق من أموال البنوك أو بمعنى أدق أموال فقراء الشعب المصري أكثر من 4 مليار جنيه

رامي لكح كان يحب مصر !!! و لكن أتعلمين لماذا .. لأن هناك بعض الفاسدين فتحوا له بنوكها ليسرق و ينهب منها ما يشاء
و بعد ما اكتفى سافر إلى فرنسا و ضاعت على الفقراء أموالهم بعد أن سهل له النظام دخول مجلس الشعب ليستطيع من خلال حصانته أن يسافر أينما و وقتما شاء

هناك الكثير من الفقراء في مصر يحبونها أيضا و لكن اتعلمين لماذا لأنهم لم و لن يعرفوا أرضا أخرى ليسوا مثل رامي لكح لن يستطيعوا أن يعيشوا في فرنسا في أفخم الشاليهات و افخم السيارات مثله هؤلاء يحبون مصر الطين .. مصر الشعب .. مصر الفقراء .. مصر الحواري و المصانع و المزارع و المدارس و الجامعات

مثال آخر .. هل تسمعين عن شخص اسمه عبد الحميد شتا .. أتمنى أن تكوني قرأتي هذا الاسم على الاقل من قبل

تخرج هذا الشاب النابغة في كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، كان يعد رسالة الماجستير وقتها قرأ مسابقة لاختيار ملحق تجاري بوزارة الخارجية قرر الاشتراك و لم لا و هو من كانوا يطلقون عليه الموسوعه المتنقلة اجتاز المسابقة بتقدير امتياز و كان ترتيبه الأول و لكنه فوجئ امام إسمه مكتوب عبارة ( غير لائق اجتماعيا ) كل ذنبه في الحياة ان أبوه فلاحا .. و طالما كان أبوه فلاحا أو عاملا لا يستطيع أن يصبح في منصب مرموق

هذه هي مصرهم يا صديقتي لا مكان فيها للعمال و الفلاحين أو أبنائهم .. مصرهم لأحمد عز و نجيب ساويرس و أحمد بهجت و رامي لكح .. لأصحاب رؤوس الأموال فقط

ففي الوقت الذي سمح فيه النظام ( الذي يحب مصر أيضا ) لرامي لكح بسرقة المليارات و غيره الكثيرون بل و سهل له دخول مجلس الشعب و الهروب لفرنسا بأموال الفقراء لم يسمح لابن الفلاح برغم نبوغه أن يعمل بوزارة الخارجيه لأنه ( غير لائق اجتماعيا ) تأملي الكلمة يا صديقتي لم يسألوه إذا كان مصري ام لا .. لم يسالوه اذا كان يحب مصر ام لا .. بل سالوا عن شئ واحد و هو وضعه الطبقي

Thursday, 28 April 2005

الأمير في باريس - أمير أوغلو - الدنمارك

ليس المقصود هنا التذكير بفلم سميرة توفيق السخيف "بدوية في باريس" والذي قد لا يذكره أحد من القراء, والذي كان يركز على التفاوت المادي بين الغرب والشرق بأسلوب مهين, ولكن المقصود هو إظهار الفارق الحضاري والسياسي الكبير بين الزائر والمُزار وبين الرئيس المستقبِل والأمير المستقبَل مع بعض التوضيحات لأهداف الزيارة ونتائجها وتصورات كل من الطرفين لها.



أولا لا أعرف كيف سيحترم الفرنسيون إنسانا يقود أمة ثم يقف ليقرأ بضع كلمات من ورقة مكتوبة بخط كبير فيخطئ في لغة أمته عشرات الأخطاء ولا يستطيع أن يكمل جملة واحدة صحيحة لغويا لا من الورقة ولا بدون ورقة.

لا أدري بأي لغة كان الأمير يتحدث مع المسؤولين الفرنسيين ولكنني متأكد من أن أي مترجم يقف إلى جانب الرئيس شيراك كان يعاني الأمرّين في ترجمة ما يقوله الأمير.



الأمير وصل إلى فرنسا كمقدمة لزيارته لأمريكا التي تبدي نوعا من الجفاء مع السعوديين في الوقت الحالي، ليلعب على ورقة الحريري ولبنان ويقدم التنازلات في سبيل الحفاظ على العرش ولكي تتدخل فرنسا لدى أمريكا في محاولة إصلاح الأحوال وكسب الرضا. أول ما قدمه الأمير هو موافقة فرنسا في اتهام سوريا بقتل الحريري فقد أجاب في مقابلته للوموند أن "الإغتيال كان جريمة كبيرة وأن الحريري لم يسئ إلى سوريا ولم يتكلم ضدها بكلمة واحدة"، ولم يكن ينقص الجملة سوى كلمة "... فلماذا قتلته سوريا؟" وهذا هو التعبير الدبلوماسي الوحيد الذي كان يمكن أن يصاغ فيه اتهام سوريا في مثل هذا الموقف.



المحاولة الثانية للتقرب كانت باتجاه إسرائيل، فهو الذي طرح مبادرة التطبيع وهو الذي جاء لتفعيلها وتفسيرها وتقديم المزيد من التنازلات بشأنها خاصة بعد أن أعلن موفاز بكل وقاحة أن على العرب أن يطبعوا مع إسرائيل قبل أن تفي بالتزاماتها وقبل قيام الدولة الفلسطينية. فجاءت الزيارة لتقول نحن مستعدون للمزيد ولتغيير الجدول الزمني للمبادرة ولتعديل المسارات بحيث تكونوا راضين عنا .



ثالث ما كان بجعبة الأمير هو محاربة الإرهاب وهي الآيات التي يجب أن يتلوها كل من يزور أوروبا وأمريكا في هذه الأيام ليدخل صرح المعبد الدولي الجديد، فبالنسبة لفرنسا الإرهاب هو الإسلام والمسلمين ومحاربته بأيدي المسلمين أنفسهم هو أكبر ما تطمح إليه فكان ما أعلنه الأمير عن حربه على الإرهاب ولو لثلاثين سنة (نسي أنه لن يعيش نصفها بأحسن الأحوال) هو المفتاح بنظره إلى قلب شيراك ومن بعده بوش الذي وافق أن يستقبل الأمير في الأسبوع القادم مما جعل الصحف السعودية تطنطن بهذا الخبر وكأنه تحرير القدس خاصة أن الإستقبال سيكون في المزرعة في تكساس وليس في البيت الأبيض، مما يدل على عمق العلاقة وشدة الحب وخصوصية اللقاء.



التعاون في مكافحة الإرهاب يعني تسليم كل المشتبه بهم إلى من يطلبهم وتسليم المعلومات عن كل السعوديين بغض النظر عن حقوقهم تجاه بلدهم وحكومتهم وعن كرامتهم وكرامة وطنهم، ثم استجواب من تريد أمريكا استجوابه بالأساليب السعودية التي لا تستطيع دول تحترم نفسها مثل فرنسا وأمريكا أن تستخدمها والتي تفوق مئات المرات الوسائل المستعملة في غوانتنامو وأبو غريب طبعا. التعاون في مكافحة الإرهاب يعني أيضا ما تقوم به المملكة من قطع المساعدات والإمدادات المدنية والشعبية عن الفلسطينيين وعن باقي المسلمين المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها، بإغلاق ومنع كل المنظمات الخيرية وملاحقتها واتهام مسؤوليها وتجفيف منابع التمويل لكل المنظمات الأهلية التي لا تخضع للدولة.



فرنسا من جهتها باعت الأمير كلاما معسولا جميلا، وسكتت عن ممارساته القمعية ضد الإصلاحيين مثل سعيد بن زعير ومتروك الفالح وعلي الدميني وعبد الله الحامد وغيرهم, وتناست مشاكل حقوق الإنسان مؤقتا، وأشادت بالإنتخابات المحلية وهي أول من تعرف أنها وسائل سخيفة لذر الرماد في العيون، وأشادت كذلك بحقوق المرأة التي سيبدأ الحديث عنها في السنوات القادمة وهي أول من تعرف أن هذا الكلام للإستهلاك المحلي فقط. ولكن الأمير يتجاهل هنا أن هذا الموقف لن يطول إلى ما بعد نهاية الزيارة ولا لبضع ساعات فقد عودتنا الإدارات الغربية أن تسمع الحكام العرب بعض الكلمات المشجعة بعد كل تنازل، ثم يخرج مسؤول آخر ليصرح بكلام معاكس تماما وتعود الأمور إلى ما كانت عليه وتبدأ المطالبة بالتنازلات الجديدة.



الخلاصة وكما في كل زيارات حكام العرب لأوروبا أو أمريكا: تنازلات عملية وواقعية من قبل حكامنا تؤدي إلى دمار الأمة وحاضرها ومستقبلها، مقابل كلام ومديح مزيف وسكوت مؤقت عن بعض الجرائم والممارسات والسرقات, وإطالة اصطناعية لعمر هذه الأنظمة التالفة من طرف الغرب الذي لا يعرف إلا مصالحه وأهدافه.

Wednesday, 27 April 2005

قسما لن تفلحوا - د. إبراهيم حمامي - فلسطين

لم يساورني شك ولو للحظة أن ما جرى كان سيجري، فالمتتبع لمسيرة أوسلو ورموزها يعلم علم اليقين أن هذا ما يجيدونه ولا شيء غيره، لأنه ولهذا السبب تحديداً خُلِّقت سلطة أوسلو، ولهذا الغرض سُمح لرموزها دخول فلسطين ليعيثوا فساداً وإفساداً، وليمارسوا دورهم المنوط بهم من حراسة وتشريع للإحتلال تحت شعار الوطنية، ليتطور لاحقاً فتصبح اللاوطنية "مصلحة عليا للشعب الفلسطيني" دون خجل أو حياء أو مواربة.



اليوم كانت محاولة جديدة لإسكات صوت لايخاف ولاينحني، ولطالما سمعناه مدوياً حتى في عز السطوة والأسطورة العرفاتية، صوت من عمق فلسطين المحتلة، صوت البروفيسور عبد الستار قاسم، الذي ما زال يفضح ويعري نهج أوسلو، فبعد تهديده من الأمن الوقائي في طولكرم بتحريك كتائب الأقصى لتأديبه بعد أن فضح قيام أجهزة القمع الأوسلوية بإعتقال شباب دون محاكمات وعلى خلفيات سياسية محدداً أسماءهم وأسماء من اعتقلهم وهو ما لم يعجبهم، قام "مجهولون" بإحراق سيارته في جنح الظلام كخفافيش الليل في رسالة مفادها أنهم قادرون على الوصول إليه.

ليست هذه بالمحاولة الأولى لإسكات صوت معارض لم يرق لزمرة أوسلو فقد سبق واعتقل قاسم مرتين من قبل جلادي أوسلو وأُطلق عليه النار، وكان قد وجّه قبل أشهر اتهاماً مباشراً لسلطة أوسلو بمحاولة اغتياله كما حمّل اليوم أجهزة القمع الأوسلوية المسؤولية عن تهديده وإحراق سيارته معتبراً ما جرى "تخريباً من الداخل"، كما تعرض غيره لمحاولات اتخذت أشكالاً وألواناً متعددة منها الإعتقال والتعذيب المؤدي للوفاة، أو الضرب والإعتداء كما حدث للموقعين على بيان العشرين قبل سنوات، أو بتر الأطراف (نبيل عمرو)، أو الإغتيال المباشر (الشهيد ناجي العلي)، مروراً بمحاربة العباد في لقمة عيشهم ووظائفهم، والتهديدات المستمرة وبأساليب حقيرة كما يحدث مع الكثيرين ومنهم العبد الفقير.

إن الزج باسم كتائب شهداء الأقصى في التهديدات وممارسات العصابات أمر لايجب أن يمر دون التوقف عنده، فقبل يومين كتب أكرم أبوسمرة حول نفس الموضوع بعد تهديده أيضاُ بكتائب شهداء الأقصى بعد ذكره اسم حكم بلعاوي في جملة يتيمة في احدى كتاباته، كتب فقال: " يا الله ... هل هانت كتائب شهداء الاقصى الى هذا الحد فادعاها من هب ودب ، حتى استهلت العصافير امتطاء ظهرها! يا الله ... هل أصبحت الكتائب قناعا يرتديه كل داجن مروض منزوع الدسم الوطني والانساني! يا رب.. اني أربا بشهداء كتائب الأقصى أن يريق الصيارفة الطواويس دماءهم مرتين! يا الله ... هل صارت الكتائب "ملطشة" للسلوليين وأقنعة يستعيرها عرابو صقلياتنا ونابولياتنا!!"

على كتائب الأقصى التي أخرجت من رحمها قادة عظام أمثال ناصر عويص ود.ثابت ثابت وعاطف عبيات ورائد الكرمي ونايف أبوشرخ أن ترفض وبوضوح أن تتحول لأداة وضيعة في يد دحلان والرجوب وأبوشباك وكأنها ميليشيات خاصة لتحقيق مآربهم وغاياتهم المخزية.

لايتعلم هؤلاء الفاشيون في الأجهزة الرسمية الأوسلوية من دروس التاريخ، فقد كان لصوت فرد واحد في وجه الفساد والطغيان أثراً كبيراً، وأكبر أثراً بعد إخماده، ويكفينا أن نذكر الشهيد ناجي العلي الذي لازال بيننا بقلمه وريشته وحنظلته الذي غدا شعاراً لكل رافض لنهج التفريط والتنازل والمساومة، في حين رحل قاتلوه غير مأسوف عليهم وبالكاد يذكرهم أحد.

مافيا الفساد في فلسطين وأسلوب العصابات من تهديد اللئام ومحاولات خفافيش الليل إرهاب شرفاء الوطن، لن تكون أقوى وأنجع من أساليب المافيا الحقيقية التي اسقطتها إرادة فرد واحد أخذ على عاتقه كشف الحقيقة ليدفع حياته ثمناً لتلك الحقيقية، ولتسقط المافيا في وطنه ويبقى اسمه محفوراً في ذاكرة ذلك الوطن، ولمن يتساءل عن ذلك الشخص وتلك القصة، أسرد تفاصيلها:

القصة هي للقاضي الإيطالي والمدير العام لمكافحة المافيا جيوفاني فالكوني الذي اغتيل عام 1992 في مدينة باليرمو، فبعد مقتل القاضي كوستا وبعد شهور من العمل المضني والجاد إستطاع فالكوني مع زميله المخلص القاضي باولو بورسيللينو التقدم وتحقيق الكثير من النجاح في مواجهة المافيا.


في خضم ذلك، وفي إطار حملات الإرهاب المنظمة الموجهة لـكل من يعمل في قضايا المافيا، تم إغتيال روكو كينيتشي , رئيس المكتب الذي يعمل فيه فالكوني وزميله باولو وبقية الشرفاء المخلصين بل إنه قبل ذلك تم إغتيال الجنرال كارلو دالا تشيزا مع زوجته الذي قدم للتو من روما لمساعدة المسئولين في إجتثاث ذلك السرطان , وقبل ذاك أيضا وأيضا تم إغتيال بيو لاتوري عضو البرلمان ورئيس الحزب الشيوعي الصقـلّي والذي كان سيجعل من الإنتماء للمافيا جريمة يعاقب عليها القانون.


حرب منظمة على كل من تسول له نفسه مجابهة المافيا أوحتى التفكير بذلك.

تهديدات القتل لم تثن فالكوني حتى عندما إقتربت المافيا منi أكثر وأكثر، وإغتالت صديقه الذي تعاون معه ومع زميلهم المشترك باولو بورسيللينو الضابط نيني كاساري، قتلته أمام زوجته وإبنه.

لم يتوقف حتى اغتيل هو الآخر لكن موته حرّك الشعب الإيطالي برمته فخرج بملايينه ووقف في وجه المافيا ليُعتقل أعضاؤها بالمئات وتتخلص صقلية من وبائهم، وهكذا كان موت فالكوني أشد تأثيراً من حياة الكثيرين لأنه أخلص في خدمة قضيته رغم الصعوبات، فهل تتعظ مافيا فلسطين من مافيا إيطاليا؟ وهل تتعلم أن إسكات صوت لا يعني سوى خروج أصوات أكثر وأشد قوة وصلابة؟ وأن إرهابها لن يجدي فتيلا؟

حادثة اليوم تؤكد ما سبق وذهبنا إليه من انحراف هذه الزمرة وانغماسها في مستنقع الفساد والوقوف ضد مصالح شعبنا وشرفاء هذا الوطن، وهذه ليست فرضية بحاجة للإثبات، لكنها واقع ملموس ومثبت دون شك وأصبح واضحاً للعيان حتى أن الكثيرين ممن طبلوا وزمروا للعهد الجديد بدأوا في الصحوة من وهم السلطة ووعودها لينضموا لباقي الأصوات المعارضة لنهج الفساد والإفساد وممارسات العصابات.

لن تنجح محاولات تكميم الأفواه في التستر على جرائم وممارسات أوسلو التي ارتضت لنفسها حراسة المحتل وهاهي الأنباء تطير الينا لتحدثنا اليوم أيضاً عن نشر قوات لحدية فلسطينية إضافية في شمال قطاع غزة لحماية المستوطنات من "القصف" بعد أن صدرت اليها الأوامر بذلك بسبب استياء "الرئيس" من "الأعمال المنفلتة"، دون أن يرى أو يسمع "انفلاتات" الآخرين في اجتياح المدن الفلسطينية وفي الهجمة الشرسة على الأقصى المبارك يوم أمس، وكأنه لايرى إلا بعين واحدة في سياسة عوراء خرقاء.

محاولات المس بالبروفيسور عبد الستار قاسم أو غيره من الرافضين الإنغماس في مستنقع أوسلو لا يجب أن تمر دون حساب أو عقاب، فالبروفيسور عبد الستار قاسم لايمثل نفسه، بل يمثل كل صوت حر شريف داخل فلسطين، وكل رافض للهيمنة والإستبداد، وكل معارض لنهج أثبت فشله ودمويته، ومن هذا المنطلق أوجه نداء لكل الشرفاء في الوطن المحتل وخارجه أن يقفوا وقفة رجل واحد لايخشى في الله لومة لائم، وأن يعلنوا رفضهم التام لمحاولات تكميم الأفواه، متعاهدين الإستمرار في طريق فضح وتعرية الفساد ورموزه مهما كانت العقبات والصعاب، دون "طبطبة" ودبلوماسية في تناول أوضاع وطننا المحتل، لأنه لم يعد هناك مجال للمجاملات، ويحان وقت تسمية الأمور بمسمياتها.

ان الواجب والأمانة تتطلب تكاتف الجهود والأصوات والأقلام وبشكل جماعي في رفض التهديد والإعتداء بكل صوره وأشكاله، واستنكار ما جرى ومن حرّض عليه ويقف وراءه، ولايكفي موقف الصحافيين اليوم الذين قرروا مقاطعة تغطية "النشاطات الرئاسية" في غزة بسبب تصرفات قوات القمع الأوسلوية، بل يجب أن يتعداه إلى اتخاذ موقف صارم بمقاطعة كل افرازات أوسلو.

أما البروفيسور عبد الستار قاسم فأذكره ونفسي بقوله تعالى: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، فامض على بركة الله، فما تقوم به يبعث فينا قوة وطاقة وأملاً ومثالاً يحتذى به، فأنت في الداخل تحت سمع وبصر وسطوة وجبروت أجهزة القمع، تقول ما تقول، وتتعرض لما تتعرض، دون كلل أوملل أو وجل أو خوف، فكيف بنا ؟ هل نسكت؟ هل نخاف؟هل نساوم؟ قسماً لن نفعل حتى وان سقطنا الواحد تلو الآخر في سبيل ما نؤمن به، وقسماً لن نسمح لهم بارهابنا حتى لو اجتمعت معهم قوى الأرض، وليتهم يدركون تلك الحقيقة فيكفوا عن تهديداتهم الرخيصة ومحاولاتهم البائسة.

تحية لكل صوت شريف حرٍِ أبي، وعهداً أن تبقى الكلمة والقلم والصوت والريشة سيفاً مسلطاً على رقاب رموز وأزلام الفساد والإفساد مهما طال الزمن، ومهما اشتدت الهجمة، وما على هؤلاء النكرات ممن يتحركون في الظلام إلا أن يراجعوا التاريخ ليتبوأوا مكانهم في مزابله.

وقائع الإعتداء على كفاية ببورسعيد - حمدي جمعة

وقائع العدوان "الوطني" علي نشطاء كفاية في ميدان شهداء العدوان "الثلاثي"





بورسعيد:حمدي جمعة

صباح الأربعاء الماضي بدا ميدان الشهداء ببورسعيد كساحة حرب حقيقية العربات المصفحة وعربات نقل الجنود تحيط الميدان بكثافة إعداد كبيرة من المخيرين لا يرتدون اليلاطى الصفراء ولا يخفون وجوههم خلف صحف ومع ذلك تكشفهم سحنهم 0 كلاب بوليسية 0 خيول 0 جنود في ملابس سوداء وأخريين في ملابس زرقاء تشبه أيامنا هذه 0 الديوان العام للمحافظة اخلي من الموظفين بأوامر السكرتير العام منذ الساعة الحادية عشر صباحا وقبل ساعتين من الموعد الذي حددته كفاية لمسيرتها السلمية الصامتة 0 فيما تقف مسلة النصب التذكاري لشهداء العدوان الثلاثي علي بورسعيد متوسطة الميدان وكأنها إصبع كبير يهدد المدينة بالويل والثبور 0 المخيرين يتحركون في توتر يستوقفون المارة بغلظة خصوصا الشباب ذوى المظهر الأنيق ( واضح إن فكرة البوليس عن أعضاء كفاية ايجابية ) ممنوع الوقوف ممنوع المشي بخطي بطيئة الإخوة ضباط امن الدولة يشرفون بهمة علي الاستعداد للمعركة القادمة كافة ضباط المباحث الجنائية متواجدين بالميدان والمدهش وجود الضابط ياسر حمدي من مباحث المصنفات الفني 0 ليه هي كفاية دي فيلم بور أم أنهم يخشون من انكشاف عورة النظام ولا مؤاخذة 0 حوالي الساعة الثانية عشر و45 دقيقة ارتفعت أصوات سريتنة بوليس وظهرت سيارة مدرعة هبط منها اللواء بركات عبد الحفيظ مدير امن بورسعيد يحيط به كوكبة من رجالة في الملابس المدنية والرسمية النجوم والنسور والسيف الذهبية علي الأكتاف تبرق بضوء يخطف العيون ويتقدم الزفة مصور فيديو لابس ضابط أو ضابط يصور فيديو لا اعرف المهم( زغرتي يااللي ما انتيش غرمانة )0 أجهزة اللاسلكي والتليفونات المحمولة لقادة المعركة تأتي ببلاغات تؤكد عدم رصد أي عنصر من قوات الأعداء بتوع كفاية تقترب عقارب الساعة من تمام الواحدة توتر رجال الأمن يزداد 0 فجاءه يصيح الضابط عمر مخلب من مباحث امن الدولة أهم ولآد الكلب مشيرا للقوات علي الاتجاه الشمالي الغربي لسور حديقة الشهداء 0 حيث تظهر لافتتان باللون الأصفر يحملها من اعرفهم المقدم متقاعد جمال النقيب احد إبطال حرب أكتوبر ومصاب عمليات ورجل إعمال معروف 0 محمد حجازي الطالب في معهد الخدمة الاجتماعية والذي سبق اختطافه حبسه 45 يوم بتهمة كتابة الشعر بسجن مزرعة طره ومعهم عدد من الشبان كيف اخترقوا الحصار وظهروا كأن الأرض انشقت عنهم لا اعرف 0 المهم إن صيحة صدرت هجوم فاندفعت القوات نحو المسيرة السلمية تطحنها بالأيدي والأرجل وأحط الشتائم 0 خذوهم أمر أخر صدر و أدي لجرجرة جمال النقيب ومحمد حجازي وزينب علي ومحمد فوزي النجار إلي سيارة ترحيلات مجهزة لاستقبال الأسري 0 وهاتوا ولا ال0000 دول كمان 000 إحنا صحفيين في الأهرام وكلي 0000 يعني أجانب هاتوهم 00 وعينك متشوف إلا النور هجم اثن عشر رجل علي تآمر يوسف وسارة أبو بكر صحفيا الأهرام جرنال الحكومة ينهار اسود 0 تحطمت كاميرا التصوير وتغيرت معالم رأس تأمر وأبدت سارة ابنة العشرين ربيعا دهشتها مما يحدث 000 حطوهم في العربية وفتشوهم 000 تمكنت من التقاط أربعة صور اقترب مني المقدم عثمان حلمي 0000 وقال تعالي معايا ياحمدي ( يعني عارف اسمي ومهنتي ) وتأبط زراعي إلي حيث يقف معالي السيد اللواء مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن يحيطه كوكبة من رجاله النشا مي أشهرت لهم بطاقة عضوية نقابة الصحفيين فسخر الضابط نبيل أبو الإسعاد رئيس المباحث الجنائية من الكارنية وطبعا مني وأمر الضابط نبيل الهابط ( أسمة الهابط وحياة ربنا ) بتجريدي من أسلحتي الكاميرا والمحمول وإيداعي سيارة الترحيلة (النبيلان الهابط وأبو الإسعاد تشهد بورسعيد في ظلهما المديد ازهي عصور الجريمة)0 صاح الزملاء من بعيد ده صحفي و نقابي 00 طظ 000 الحكومة مايهمهاش كل المواطنين متساوون إمام القهر من حقه بتهان ويتحبس ليس اقل من غيرة 000 أسعدني حرص السادة الضباط علي المساواة وعدم التمييز تحمس الضابط احمد توفيق معاون مباحث قسم العرب لتفتيشي ذاتيا وتحثث أعضائي التناسلية مش عارف ليه وكل ده في وسط شارع 23 يوليو أمال لو كنا في شارع 15 مايو كان عمل إيه 0 وصعدت إلي السيارة لا أتشرف بالتعرف علي اسري المعركة 0 وكل ربع ساعة يصعد الضابط احمد توفيق إلي السيارة ويعمل حكاية التحسس دي ورغم تحسسه لأشياء بارزة في ملابسي لم يكن يخرجها للتأكد منه أمال بتحسس ليه

طلب الزميل تآمر يوسف دورة مياه قالوا له نجيبلك كيس ينهار اسود قدام البنات 0000 طالبنا فتحة تهوية للسيارة الخانقة فقال احمد توفيق يكش تختنقوا ونسيت إن اسأل الضابط الهمام احمد توفيق عن إخبار الإخوة اللصوص الذين اقتحموا محل الذهب في دائرة عملة قسم العرب وفي شارع يعج برجالة) 00 بعد ساعة ونصف فوجئنا بتشغيل تكيف في سيارة الترحيلات أمال بنظلم الحكومة ليه 00 وبعد ساعة ونصف فتح الباب وقالوا الصحفيين ينزلوا 0 واصطحب الضباط ثلاثتنا إلي الجزيرة الوسطي لشارع 23 يوليو حيث يستظل اللواء عبد الحفيظ بشجرة وارفة الأغصان من الشمس الحارقة نظر في اتجاهنا وقال لتآمر وسارة مش كان لازم تشرفونا الأول عشان نعرفكم 000 سألته طيب دول غرب رغم أنهم قدما لرجالك تحقيق شخصيتهم طيب إنا من أهل البيت ورجالك جميعا يعرفوني 0000 إحنا إسفين وشرفونا في المديرية تشربوا حاجة رفضنا وطلبنا ادوتنا إذا كان الأمر انتهي إصر معالي اللواء علي إلا نستلم الأدوات إلا بعد إن نشرب الساقع والساخن000 ما إحنا شربنا00 يظهر أنهم لم ينتهوا بعد من فحص وتدوين الأرقام المدونة علي تليفوناتنا 000 أجبرنا علي الصعود 000 وفي مكتبه الوثير فتح مدير الأمن حوارا ودودا مع سارة وتآمر فسألته عن إخبار القبض علي لصوص محل الذهب 000 قال ربنا يسها ( الحادث وقع منذ 18 يوم ) 00 فسألته عن ضبط عصابة السطو المسلح بالسيف علي محل التليفونات بشارع الأمين وحارة الفتح والذين أدلي الشهود بمحل إقامتهم 00 أجاب مافيش حاجة من دي 0000 ونسيت إن اسأله عن صحة ما سبق إن نشرته صحيفة صوت الأمة حول سرقة حذاء سيادته خلال حضوره عقد قران في مسجد سرحان 0 من شباك مكتب السيد المدير لمح تآمر المخبرين وهم يقومون بتفتيش سيارة الأهرام والقبض علي السائق 0 فتحدث مدير الأمن تليفونيا إلي رئيس المباحث طالبا ترك السائق 0 انتقلنا من مكتب مدير الأمن إلي مكتب مدير المباحث نبيل الهابط شاهدت المقدم جمال النقيب يقتاده المخبرين سألت نفسي تري أين كان السيد مدير الأمن ورجاله حينما كان جمال النقيب يحمل مدفعه ويقاتل العدو ويحرر الأرض أقصي ما يمكن إن يكونوا واقفين علي مدفع رمضان وجمال يقاتل صائما !!!!

في مكتب مدير المباحث اكتشف تآمر يوسف تحكم كاميرا التصوير خاصته وفقدان عدسة تصوير من الحقيبة وغطاء للرأس واكتشفت إنا فائدة الدجيتال فقد فشل رجال المباحث والحمد لله في فتح كاميرتي وبقيت فيها الصور الأربعة نزلنا ثلاثتنا وتأكدنا من الإفراج عن الباقين 0 وبقينا نبحث عن سائق الأهرام فاكتشفنا إن شرطة السياحة اصطحبته إلي امن الدولة وهناك كانوا يعدون للرجل قضية تنظيم ياساتر 000 بعد اتصالات 00 ظهر السائق المسكين والسيارة ورفض تآمر وسارة دعوتي علي أكلة سمك مشوي 00 هما الخسرانيين

Monday, 25 April 2005

الوعي في زمن المحنة - طارق جابر

المحنة تفضي بك إلي إحدى نهايتين لاثالث لهما، إما الحقيقة أو الضياع، يستوي في ذلك ما إذا كان من يكابد المحنة فرد أو أمة.



أما إحتمال ترجيح هذه العاقبة أو تلك فمنوط ببساطة بعنصرين مقترنين – لاثالث لهما أيضا – هما معدن المبتلى ووعيه.



أما معدنه فهو ما تشكل مادته الأساسية عقيدة ومباديء الفرد ( الأمة ) وتراثه الأخلاقي والمعرفي والقيمي، المنبثقة جميعا من نسقه الفكري ومذهبه الفلسفي ومرتكزاته الايديولوجية، والمنصهرة في سجل تجاربه وخبراته مشكلة في النهاية قوام ذاته وملامح هويته وجوهر كينونته.



وأما وعيه – والوعي هو ببساطة عملية ادراك - فهو اتصال عقل الفرد ( الأمة ) ووجدانه بماضيه وحاضره، وادراكه على مستويَيْ الفكر والشعور لحقيقة معدنه ومكوناته وقيمته ووزنه.



من هنا إذا كان معدن الأمة / الفرد يمثل مادة المدرك أو المحسوس، فإن وعيها يمثل أداة عملية الادراك ذاتها، أو بعبارة أخرى فإن معدن الأمة يمثل قيمة الرصيد المتاح للاستخدام بينما يمثل وعيها كيفية معرفة هذا الرصيد وإرادة استخدامه وتوظيفه على أي النحو.



ومن البديهي في ضوء المفاهيم السابقة أن ننتهي إلى حقيقة أن معدن الأمة وتراثها وقيمها مهما بلغ شأوه وارتقى شأنه يبقى بلا نفع ولا جدوى ما لم يجد وعي حي يدركه ويسحن تمثله ويلم بأبعاده ويحيط بجوانبه.



وليس الأمر كذلك إذا ما توافر الوعي وانطمس مفهوم المعدن أو الهوية، فعندها تبقى حقيقة أن الوعي بالأساس هو لبنة بناء وتشكيل المعدن وصياغة الهوية، بصرف النظر عن طيبعة المادة التي تصاغ منها هذه وتلك وقوانين التفاعل التي تصنع المخرجات، أو بعبارة أخرى بصرف النظر عن طبيعة وشكل المنتج.



غير أن ما ينبغي الاشارة إليه هو أنه ما لم ينبثق الوعي عن قيم ومفاهيم ومباديء ايجابية ومحايدة فإن الوعي الفاعل والارادة النشطة في هذه الحالة سوف تفضى بأصحابها إلى محنة لا تقل عن محنة امتلاك القيم والمباديء الايجابية والمحايدة في غيبة الوعي والادراك والارادة.



ولاشك أن المأساة تبلغ ذروتها عندما تقع أمة ما في بؤرة المحنة الأولى ومحيط الثانية، بعنى أنها تقعي فوق تل من القيم والمباديء والتراث ولا تمتلك العقل لفهمه ولا الضمير لاحيائه ولا الارادة لتفعيله، وفوق ذلك امتلكت فوق رصيدها الروحي والثقافي المجمد نتيجة ركود العقل وتعطل الارادة رصيدا ماديا يوقعها في مجال أطماع أمة أو أمم أخرى تعيش محنة الهوية الانسانية وتفتقد القيم الايجابية المحايدة، إذا تحالف كل هذا وتزامن مع بعضه البعض تشكلت ذروة المحنة والمأساة، وهي ايجازا الأزمة التي تعيشها أمتنا.



محنتنا هي أن غياب العقل يجمد كل الثروة الروحية والثقافية والقيمية التي نمتلكها إرثا، كما أن غياب الارادة يعطل كل الثروة المادية والاقتصادية والبشرية التي نرقد عليها قَدَرا، فتخترق هويتنا ويمتهن تاريخنا وتزدرى ثقافتنا بغياب العقل وانطماس الهوية، كما تستباح أرضنا وتحتل بلادنا وتسرق مواردنا وتنهب ثرواتنا بغياب الارادة وانطماس الوعي.



وهذا ينتهي بنا عند بداية الخيط من جديد، الوعي الذي ينضوي على كل من العقل القادر على النقد والتمييز والانتقاء والفرز ولا يقف عند حدود الحفظ و التكرار والاجترار، والارادة النشطة في حقول الفعل والعمل والتنفيذ والحركة، الغير مرتهنة في متاهات الانشاء والسكون والتردد والكمون.



إذا أدركنا هذا وشرعنا في بناء أدمية الانسان بحفظ كرامته وتشكيل وعيه ببناء عقله وصياغة ضميره بحسن ادراكه لمعدنه وهويته وواقعه نكون قد سرنا في طريق السلامة التي تنتهي بنا إلى الحقيقة والخروج من المحنة، وإذا فاتنا ذلك فسوف نبقى كما في التشبيه القرآني كمثل الحمار يحمل أسفارا، ناهيك عن أننا نكون قد سلكنا طريق الندامة الذي سيفضي بنا حتما إلى النهاية الأخرى.

أخبروا الوزير بما يحدث - علي منصور

اهدار المال العام متمثل فيما يحدث فى الإذاعة المصرية على يد الست إيناس جوهر

يبدأ الإهدار فى رغبة إيناس جوهر فى مجاملة كل معارفها ابتهاجا ً بمنصبها الجديد كرئيس لللإذاعة المصرية و عليه قررت الإحتفال بالليلة المحمدية و استشارت صديقتها المقربة " نادية بهجت " من أين تبدأ . . و بسرعة البرق أجابتها نادية من عند أحمد طبعا ً ، و بالفعل كانت البداية حيث قام الكاتب الكبير أحمد بهجت بكتابة دراما الحفل ، و هنا جاء السؤال التالى ، من يخرج الحفل يا نادية ، أجابتها على الفور هو فى غيره خالد بهجت طبعا ً

مع العلم ان خالد بهجت دارس بمعهد السينما و يعمل مخرج فيديو و قام باخراج مسلسلات تندرج تحت أسم " لم ينجح مسلسل " ، تبقى إيه علاقته بالمسرح ، غير عمته نادية بهجت صديقة إيناس الروح بالروح

و لما تنس إيناس الموسيقار العبقرى عمار الشريعى الذى يفتح باب منزله هو و زوجته و ابنه مراد لإيناس دائما ً تعاطفا ً مع الوحدة التى تعيشها السيدة و للحق هذا كان سلوك الرجل قبل ان تكون إيناس رئيس إذاعة ، و لا ننكر على عمار عبقريته الموسيقية و لكن ليس لدرجة انه يلحن ست أغنيات فى أسبوع ، أيوة و الله قرار إقامة الحفل تم قبل موعد الحفل بأسبوع واحد . . و إذا فرض انه لحن ست أغنيات فى أسبوع فماذا عن التوزيع و تحفيظ المطربين و تسجيل الأغانى لأن الحفلة كانت بلاى باك



لتظهرحفلة فقيرة من الناحية الفنية و لا تليق بقيمة الإحتفالية ، و مع ذلك مدفوع فيها مبلغ كبير من دم قلب المصريين . .

و أما عن باقى أركان الحفل فقد جاء الديكور سطحى بلا عمق ، و لا علاقة له بالنص

. . كما لا يوجد إخراج مسرحى ، مما اضفى على حركة الممثلين على المسرح نوع من الرتابة و أضعف أداؤهم الذى تحول إلى سرد و ليس تمثيل مما دفعهم لنسيان الكثير من الحوار . . و من أين يأتى الإخراج المسرحى و لا يوجد مخرج من أساسه و لا حتى إدارة لخشبة المسرح ، فقد عين امام عمر لإدارة المسرح ،

إمام عمر ؟!!!! انه مذيع ؟!!!! و ماله يا سيدى ، ففى زمن الست إيناس ح نشوف العجايب

يا ترى كل ده إهدار للمال العام و لا لسة . . لأ ، لسة

ماذا تقول يا عزيزى عندما تعرف انها عينت تامر حسنى غنيم مشرف لإدارة المسرح ، تامر ؟!!! انه خريج معهد فنادق ، و عين فى الإذاعة بالواسطة و كل شغلته فى الإذاعة مخرج برامج ، يعنى مالوش دعوة لا بالمسرح و لا بالدراما . . بكرة إيناس تخليه يخرج دراما عشان ماحدش يتكلم ، مش الإذاعة دى التكية بتاعتها

. . هذا غير انها جعلت من سكرتيرها أيمن فتحى مدير لإدارة المسرح كذلك ، مش باقولكم تكية عيليتها

و لكن إحقاقا ً للحق أجمل ما كان فى الحفل هى كلمات جمال بخيت الذى هو دائما ً متألق و لن يدخل فى محاسيب أحد ، فهو رجل يخاف الله و يعشق عمله . . و يعد جمال بخيت الوحيد إللى فلوسه حلال و كذلك أحمد بهجت للأمانة ، فقد جاء النص الدرامى متماسك ، محدد الفكرة و الأبعاد ، رسم شخوصه بحرفيه تامة ، و ان كنت أعتقد ان النص مكتوب من قبل سواء النص الدرامى او الأغانى ، لسبب بسيط جدا ً و هو ان إيناس ما بقلهاش على كرسى رئيس الإذاعة غير تلت أو اربع أسابيع



و استكمالا ً لعملية اهدار المال العام ، أحب ان أخبرك ان حسنى غنيم انضم إلى القافلة

و اندرج اسمه تحت مسمى " إدارة صوت و موسيقى " ، هذه أول مرة اسمع عن هذا المصطلح ، و ان قلنا مجازا ً ان الرجل كان يتلقى أوامره من المخرج المسرحى ليبدأ فى تسجيل شريط الأغانى لأنها مسجلة بطريقة البلاى باك ، ف ما هو المقصود بكلمة ادراة صوت و موسيقى ، يكفى ان تقول إدارة صوت ، فكيف يدير الرجل الموسيقى ، و هى معها عمار الشريعى بجلالة قدرة

مش بأقولكم حفلة للمحاسيب و كل الحبايب ح تأكل من التورتة



و انتهت الحفل بتسليم الكل مستحقاته المالية التى بدأت إيناس بتوزيعها مع قول المخرج : خالد بهجت لحظة تسلمه أجره " هاه جات الهبرة "

و الدليل ان الحفلة كانت قاصرة على الست إيناس و محاسيبها ، انها حفلة تندرج تحت مسمى " حفلة لم يحضرها احد " ، فلم يحضر الحفل سوى معارف الست و محاسيبها .. الله طيب و المصريين مالهم يدفعوا دم قلبهم عشان الست عايز تعمل حافلة لمحاسيبها

. . ده حتى وزير الإعلام لم يحضر ، و لا رجال الصحافة و لا الثقافة و لا المجتمع



أخبروا الوزير بما يحدث فى ماسبيرو

Saturday, 23 April 2005

البابا وشيخ الأزهر - أمير أوغلو - الدنمارك

الفرصة الذهبية لتحرير المرأة الغربية





أولا نتقدم بأحر التعازي لجميع مسيحيي العالم بشكل عام وللعرب منهم بشكل خاص في وفاة بابا الفاتيكان .



ننتهز هذه الفرصة لنخاطب كل الأحرار في العالم العربي وكل اليساريين والليبراليين والتقدميين والعلمانيين ليهبوا لإنقاذ المرأة الغربية المسيحية وخاصة الكاثوليكية من تعنت الدين المسيحي، هؤلاء المناضلين الذين يصرون على تعديل ديننا الإسلامي بما يتوافق مع معطيات العصر، ويصرون منذ عقود على التدخل في كل صغيرة وكبيرة في تعاليم هذا الدين، ويعملون جادين على تحرير المرأة العربية من نير الإسلام الذي كبلها وجعلها حبيسة الحجاب وخاضعة للرجل ولا تستطيع حتى أن تخطب الجمعة في المسجد (تصوروا هذا القمع)، هؤلاء الأشاوس عليهم الآن أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بدخول المرأة إلى مجمع الكرادلة، وبحقها في الترشح لمنصب البابا الأعظم، وبحقها في الزواج وفي أن تخلع حجابها إذا كانت راهبة، وبحقها في أن تستخدم الموانع الإصطناعية لعدم الإنجاب، وبحقها في الزواج المثلي وبكافة حقوقها التي حرمها إياها البابا وحرمتها إياها الكنيسة .



لماذا لا تسير المظاهرات المليونية في عالمنا العربي تطالب بتحرير المرأة الغربية أو المسيحية بشكل عام والتي لا تقل مشاكلها مع الكنيسة عن مشاكل المرأة المسلمة مع الشريعة كما يدعون؟ لماذا لا تمتلئ المواقع المتحررة والمتقدمة والملحدة على الشبكة بالمقالات شتما في القساوسة كما تشتم في علماء الأمة؟ لماذا لا تعدل المناهج الدينية في الغرب لتحذف منها كل النصوص التي تهين المرأة ولا تسمح لها بالمشاركة في صنع القرار الكنسي والديني؟



هل هناك علاقة بين الصمت المطبق الذي يلف هذه المواضيع التي تكلمنا عنها والفرق بين المكانة السياسية والعالمية للبابا ولشيخ الأزهر مثلا؟ هل هناك علاقة بين هذا الصمت وبين قوة المدافعين عن الإسلام وقوة المدافعين عن المسيحية في العالم؟ هل يستمد الدين صحته من قوة الناس المتمسكين به؟ وهل دين الأقوى هو الدين الأصح؟ هل للحكومات الإسلامية واهتماماتها دخل في الموضوع؟ هل وجد الدين المسيحي من يدافع عنه من الحكام الغربيين، ولم يجد دين الإسلام إلا من يخذله من الحكام المسلمين؟



لقد سار مايزيد عن مليون شخص في جنازة البابا، فهل كان البابا قويا بهؤلاء أم أنهم هم الذين كانوا أقوياء به؟هل يحلم شيخ الأزهر مثلا بجنازة مليونية مثل جنازة البابا؟ هل سيجد أصلا من يترحم عليه بعد كل ما أصدر من فتاوى وصرح من تصريحات خذل بها الإسلام والمسلمين؟ أعتقد أنه لن يسير في جنازته إلا رجال الأمن وبعض المسؤولين الذين يجب عليهم أن يخرجوا. هل هو هوان العلماء على المسلمين أم هوان الدين؟ هل هو السكوت الدائم من قبل المؤسسة الدينية عن الحكام وجرائمهم هو الذي أوصلهم إلى ما هم عليه الآن؟



لقد قيل قديما حول أهل البدعة وأهل السنة: "فرق ما بيننا وبينهم الجنائز". أي أن خروج الناس في الجنائز سيظهر لكل الناس من هم أهل الإسلام الذين يحوزون على ثقة الناس وحبهم ومن هم أهل البدع والضلال المفروضين على الشعوب. ولكن لو طبقنا هذا القول في هذا الزمان فكيف نفسر ما حدث؟ لقد كان البابا قاسيا على أتباعه وكان جامدا في بعض أحكامه ورفض تمييع القضايا التي هي بنظره أساسيات في دينه فلماذا لم يكرهه الناس بل على العكس أحبوه ورفعوه إلى مقام القداسة. لماذا نرى بعض علمائنا يتساهلون حتى في الثوابت إرضاء للناس والجماهير والحكام؟ إن الحاسة الإيمانية عند الشعوب المسلمة هي في بعض الأحيان أصدق من كل علوم المفتين وفقهاء السلاطين ووعاظ الحكام، إن هذه الشعوب التي تذوق الويل والمرار والآلام كل يوم وكل ساعة على أيدي حكامها بدعم علمائها تعرف تماما في جنازة من ستخرج وفي جنازة من ستبقى في بيوتها شامتة ساخرة.

Friday, 22 April 2005

صفحة الغلاف - إعتذار

نعتذر عن عدم صدور عدد الجمعة 22 أبريل 2005 لأسباب فنية وأنتظروا العدد القادم الجمعة 29 أبريل - عدد مزدوج وتغطية لمظاهرات كفاية ومفاجآت مبارك بالاضافة الى مفاجآتنا نحن.

Friday, 15 April 2005

صفحة الغلاف - وكالات الانباء تنقل عن الوعي المصري

ديفيد بارساميان في القاهرة


أقيمت في القاهرة مؤخرا ندوة بعنوان الاعلام البديل لاعلام السلطة - الاذاعة البديلة في أمريكا نموذجا ... وكان المتحدث فيها ديفيد بارساميان مدير الاذاعة البديلة بالولايات المتحدة الذي كان في زيارة للقاهرة ... وقد نظم الندوة كل من مركز الدراسات الاشتراكية والمجموعة المصرية لمناهضة العولمة المعروفة اختصارا ب أجيج ...
المزيد ... إضغط هنا


إستمع الى ديفيد بارساميان يحدث وائل عباس
ملف صوتي ... إضغط هنا


وكالات الانباء تنقل عن الوعي المصري
-
نقلت وكالة قدس برس ما نشر هنا على صفحة الغلاف في العدد السابق من رأي رئيس التحرير حول انفجار الازهر وطيرته الى كل من يتعامل مع خدمتها من مواقع ووكالات انباء مختلفة حيث جاء تحت عنوان من وراء تفجير "الموسكي"؟ .. ترجيح مسؤولية "جيل ثالث" من الجماعات الإسلامية يحمل فكر "القاعدة " ما يلي:
" ... بل أن وائل عباس صاحب جَريدَةُ /الوعي المصري/ الإلكترونية المعارضة كتب ما أسماه هو بـ"رأي مجنون شوية"، بشأن صاحب المصلحة في التفجير قائلا "ماذا لو كان النظام السياسي وراء هذا الانفجار؟ منها يضمن عدم إلغاء قانون الطوارئ، ويضمن منع المظاهرات، بحجة أن البلد فيها إرهاب، ويهدي الجو لحين انتهاء انتخاب الرئيس (حسني) مبارك، ويا دار ما دخلك شر"، وفق قوله. ..."
ونشر ذلك على الانترنت على الوصلة التالية:
http://www.qudspress.info/data/aspx/d22/11612.aspx
وتقلته كل من شبكة نسيج على الوصلة التالية:

http://news.naseej.com/Detail.asp?InSectionID=840&I...
وشبكة البراق التابعة للاتصالات الفلسطينية على الوصلة التالية:
http://www.alburaq.net/news/show.cfm?val=63137
...
كما نقلت اسلام اونلاين عن موقعنا نفس الكلام

وكتبت:
" ... رد الفعل الأولي في الشارع المصري وبين عدد من المحللين السياسيين أشار إلى مسئولية عدة جهات أبرزها "العنصر الخارجي"، بينما رجح آخرون -بينهم وائل عباس صاحب جريدة "الوَعْيُ المِصْري الإلكترُونِيَّة" المعارضة- خيارا غريبا غير مقنع يقول: وفقا لنظرية المصلحة فإن الحكومة المصرية هي المستفيد الأول من التفجير وربما قامت به بنفسها كي توقف عجلة المطالبة بالتغيير وتشدد قبضتها الأمنية وتمنع المظاهرات التي بدأت تتسع ضد الحكم مطالبة بالإصلاح، وأن الهدف أيضا هو استمرار العمل بحالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ قرابة ربع قرن. ... "
ونقل هذا الكلام عنها عدد من المواقع الاخرى بالنص مثل شبكة الاحرار:
http://www.ala7rar.net/navigator.php?pname=topic&ti...
الا انه كما يبدو لم تلتزم اسلام اونلاين بالحياد في النقل وفرضت رأيها حول كلام رئيس التحرير ووصفته بغير المقنع !!! والطريف هو ان احد المواقع التابعة لاسلام اونلاين وهو موقع اخواني موجه للشباب وهو موقع عشرينات اجرى تصويتا حول من يظن الشباب انه وراء هذا التفجير فكانت نتيجة التصويت هي سبع وستون بالمائة ان الحكومة المصرية هي من فعلتها وهو نفس كلام رئيس التحرير الذي اعتبرته اسلام اونلاين غير مقنع !!!

تنظيم "إرهابي" 4.1379310344828% 4.14 % (30)
فكر فردي 13.655172413793% 13.66 % (99)
الحكومة المصرية 66.206896551724% 66.21 % (480)
مخابرات خارجية 16% 16.00 % (116)

كاريكاتير


الدكتور حمدي الحناوي على الوعي المصري


بعد ان قام الدكتور حمدي الحناوي بالتعليق على موضوعين نشرا على جريدة الوعي المصدري بخصوص موضوع ابنته هند الحناوي حيث قال في احد التعليقين:
" ... ما أقرأه تعليقا على قصة هند الحناوى لا يعكس رؤية عميقة لأبعاد القضية. لقد تحولت القضية إلى مسار آخر لا تلمسه التعليقات التى تنشر عن كلاب درسدن أو اللوم على هند أو غير ذلك. أنا لم أتابع ما يكتب على الإنترنت ولكن تصلنى رسائل أحيانا وأنا متأكد أن هناك تعليقات أكثر جدية. أنا لا أطالب بالجدية ولكنى أتوقعها فى جريدة للوعى المصرى. وعموما نحن نعرف أن كل شخص يحكم على أى قضية من خلال خبراته الشخصية ولا ألوم أحدا على خبراته ولكنى آمل أن يتفاعل أيضا من خيرات الآخرين ولا يتناولها بالسخرية. وبالطبع يمكن أن يكون لدى كل شخص تصور خاص عن الموضوع ويجب ألا يفترض أن تصوره سحيح مائة فى المائة. أنا مثلا لم أتصرف كما يتصرف الناس عادة فلم أقتل ابنتى ولم أجبرها على الإجهاض واعترفت بحفيدتى من قبل أن تولد ولم أتنازل عن حقها فى الحياة. واحترمت ابنتى عندما تحملت مسئولية موقفها بشجاعة وطالبت وما زلت أطالب الرجل بألا يكون أقل شجاعة. موقفى جاد جدا ولا هزل فيه ... "
وقال في التعليق الاخر:
" ... ما أقرأه فى صفحات "الوعى المصرى" عن قصة هند الحناوى وهى بالمناسبة ابنتى، لا يشير إلى وعى بما يجرى من تفاعلات فى المجتمع المصرى وما هو إلا وعى محدود بالخبرات الشخصية للمعلق. كنت أتوقع من جرييدة جادة وقراء جادين أن يناقشوا أبعادا أخرى للقضية. يدهشنى أن يتحدث البعض عن كلاب درسدن أو أن ينطلق مع خيالاته الجنسية ليحول القضية إلى شئ هزلى. القضية تحولت داخل مصر إلى قضية جادة جدا ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغير الاجتماعى والمدهش حقا أن جريدة تحمل عنوان الوعى لم يحدث من خلالها تفاعل مع هذا التوجه. أنا لا أشعر بأى حرج إذا دار النقاش حول الجنس ولكن القضية لم تكن مطلقا مجرد مغامرة جنسية. هناك أبعاد أخرى وهناك تحول فى العلاقات بين الرجل والمرأة أظنه جاريا وسيترتب عليه طرح تعديلات ضرورية فى القوانين. الموضوع ليس بالخفة التى ألاحظها فى تعليقات القراء. مع الاعتذار لكل من يعتبر كلمة خفة إهانة له. أنا لا أقصد أى إهانة ... "
لذا فقد قمنا بالاتصال به واخذنا منه وعد بأن يكتب لنا حصريا  وجهة نظره لننشرها على جريدة الوعي المصري ... ونحن في الانتظار


في هذا العدد

صفحة الغلاف - وكالات الانباء تنقل عن الوعي المصري
الإسلام وحرية العقل - د. عمرو اسماعيل
ديفيد بارساميان في القاهرة - وائل عباس
المصافحة وسلام الخرفان - أمير أوغلو - الدنمارك
رعاياك يا مولاي - تصوير وتعليق أحمد بلال
حزب الله يحرس مياه اسرائيل - يوسف فضل الله
هل هذه اخلاقيات الاخوان - حسين شاكر
مواطن درجة أولى - أحمد فؤاد
أرض الخوف - شاهيناز عبدالسلام
صديقتي الفنانة - أمنية طلعت
راسبوتين الصغير - د. محمد منير مجاهد
ترشيح عمرو دياب - أحمد شوقي
مفجر الازهر ما زال حيا - طارق جابر
أنقذوا ماسبيرو - عثمان عثمان
مؤخرة نانسي عجرم ومقدمة ابن خلدون - عبد الوهاب خضر
متغور يا - نصار عبد الله
الرئيس المزمن - سيد صوفي
للمهتمين بحركة خلاص الليبية
لا لروابط القرى الجديدة - د. إبراهيم حمامي - فلسطين
الهدنة شيء ودخول السلطة شيء - د. إبراهي علوش - فلسطين
من يحمي الاقصى - أبوبكر عثمان
شعبولا ما بيحبش الكراسي
بيان الجبهة الشعبية السلمية لانقاذ مصر - سلام

الإسلام وحرية العقل - د. عمرو إسماعيل

كلما ناقش البعض ممن ينتمون الي التيار الليبرالي التحجر الفكري لبعض جماعات الاسلام السياسي وهجومهم علي رموز التنوير في عالمنا بدءا بمحمد عبده وقاسم أمين ومرورا بعلي عبد الرازق وطه

حسين وانتهاءا بنجيب محفوظ وغيره من دعاة حرية الفكر والعقل في العصر الحالي ..دعاة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والدولة المدنية .. الدولة المدنية التي أصبحت حقيقة تاريخية لا يمكن الرجوع عنها وكل ما ينقصها هو التحول الكامل الي الديمقراطية ..ذلك التحول الذي تقاومه الحكومات الديكتاتورية والاهم تقاومه جماعات و أحزاب الاسلام السياسي لأن هذا التحول سيسحب البساط نهائيا من تحت اقدامها ويحولها الي فولكلور ممكن أن تذكر في كتب التاريخ كجماعات سببت صداعا في الربع الاخير من القرن العشرين و أوائل القرن الحالي وقامت بعمليات ارهابية وسفكت دماء بريئة كثيرة ولكنها لن تستطيع تحقيق أكثر من ذلك مهما فعلت و دمرت وقتلت .. فمصيرها الذي لا مفر منه هو متاحف التاريخ كظاهرة عديمة الحيلة وسيئة السمعة
.. كلما ناقشنا هذه الجماعات و أوضحنا لهم الحقيقة التي لا يستطيعون أن يعوها وهي انهم مرحلة تعداها الزمن في مصر منذ مائتي عام وفي باقي الدول العربية في خلال القرن الماضي .. نجدهم يذكروننا بازدهار الحضارة الاسلامية في فترة زمنية معينة و أن الغرب قد أخذ عنا هذه الحضارة .. وهي حقيقة لا ينكرها أي من انصار الديمقراطية والدولة المدنية ..بالعكس فهي حقيقة تؤكد قولنا لا قولهم وهي حقيقة تؤكد أن الاسلام لا يتناقض مع حرية العقل والبحث والتفكير وتؤكد أن الحضارة الانسانية هي حضارة متراكمة تستفيد مما سبقها وتفيد من يأتي بعدها وهي حضارة لن يقوم لها قائمة الا علي قواعد من الحرية.
.. فالمسلمون في فترة ازدهارهم استفادوا من الحضارة اليونانية وترجموا اهم انجازاتها الفكرية والغرب استفاد من الحضارة اليونانية والاسلامية خاصة عبر ابن رشد .. ثم انطلق حين سمح بحرية العقل وتخلص من كهنوتية الكنيسة بينما تبادلنا نحن معه المقاعد عندما وقعنا في فخ كهنوتية فقه النقل وثقافة العنعنة في اللحظة التي تم فيها ضرب كل رموز تلك الفترة من اصحاب العقل خاصة من المعتزلة ...في لحظة فارقة و أليمة من التاريخ انتصر فيها اصحاب ثقافة النقل علي يد المتوكل العباسي وانتصاره لهم ..
الحقيقة أن الحضارة الاسلامية ازدهرت في فترة حرية العقل بدون حدود وشططه أحيانا وكل رموز هذه الفترة هم مثل طه حسين تماما بحثوا بعقولهم وقد اتهموا مثله بالزندقة والكفر احيانا ومعظمهم أن لم يكن كلهم من مدرسة المعتزلة والفلاسفة الذين كتب لهم ابو حامد الغزالي كتاب تهافت الفلاسفة .. حتي الفقهاء والأئمة من اصحاب مدرسة الراي مثل أبو حنيفة النعمان لم يسلم من اتهامات التكفير التي يمارسها البعض الآن علي يد أهم رموز مدرسة النقل وسلسلتها الممتدة حتي اليوم .. ثم كل اتباع هذه المدرسة الذين انتشروا وسيطروا علي الشارع الاسلامي للأسف بقوة البترودولار .. حتي وصلوا الي مصر معقل التنوير في العصر الحديث ..
ويبدوا أن مدرسة التكفير في العالم العربي وأهم رموزها تعود في أصولها ألي أصحاب مدرسة النقل الذين كفروا كل من أتي قبلهم من اصحاب مدرسة العقل من المعتزلة و الفلاسفة ..
والغريب في الموضوع أنه اننا وامتدادا لحالة فصام الشخصية لا نجد من العلماء خارج الفقه من نفخر بهم الا اصحاب مدرسة العقل وحريته التامة .. نتغاضي عن حقيقة تكفيرنا لهم واتهامهم بالزندقة من قبل ونذكرهم كمثال لفترة ازدهار الحضارة الاسلامية .. هذه الحضارة التي لم تزدهر الا بهم ولم تدخل حالة البيات الشتوي الا بعد القضاء عليهم مثلما يحاولون القضاء وأهالة التراب علي رموز التنوير في العصر الحديث .. ولتوضيح هذه النقطة فلنري معا راي اصحاب مدرسة النقل في هؤلاء :

فقهاء مدرسة النقل يسمون ارسطو واتباعه المشائين ، فابن تيمية مثلا يرى ان مذهب اكثر الاسلاميين الذين تكلموا عن الفلسفة في كتبهم مثل الفارابي وابن سينا وابن باجه وابن رشد وغيرهم يتبعون مذهب ارسطو، وينبه الى ان بعضهم مثل ابن سينا والسهروردي، له مذهبان، احدهما مذهب ارسطو والآخر ما يرجحه هو من اقوال.

و هم يكفرون مريدي ارسطو ومترجميه من «الاسلاميين» في رأيهم لمقالات كثيرة يقولون بها، منها: قدم العالم. ومنها: قولهم في النبوة، حيث ينقل عنهم انهم يرون ان للنبوة ثلاث خصائص، وهي: ان تكون للنبي قوة حدسية وقوة تخيلية وقوة نفسية، مما يبطل كونها من عند الله. ومنها: انكارهم لمعاد الابدان، فينقل ابن تيمية عن فلاسفة الاسلام انهم اختلفوا في معاد الابدان والنفوس على اقوال: انكار المعاد مطلقا او اثبات معاد النفوس العالمة دون الجاهلة او اثبات معاد النفوس جميعا دون الابدان ..
وذكر ابن تيمية ان هذه الاقوال جميعا منقولة عن الفارابي، وان منهم من يقول بالتناسخ، وقد عرض ابن تيمية في مواضع كثيرة من كتبه لنقد ارسطو، واتهمه بانه من اجهل الناس برب العالمين، وبانه ساحر ووزير لملك ساحر هو الاسكندر المقدوني، ويبدو ان سبب هذه الاتهامات وغيرها ما نقله فلاسفة الاسلام عن ارسطو.
و قد انتقد بل وكفر ابن تيمية كثير من الفلاسفة الاسلاميين اتباع ارسطو مثل: ابن سينا وابن رشد ونصير الدين الطوسي وغيرهم.
والملاحظ على نقد ابن تيمية للفلاسفة المشائين اعتماده على ردود الغزالي والشهرستاني عليهم و علي كتابات المتكلمين كالرازي والارموي وغيرهما ومن ردود بعضهم على بعض ولذا فردوده تكاد تخلو من الاصالة وتقتصر على «الترجيح» بين المختلفين، ولعل السبب في هذا هو ان دراسة ابن تيمية للفلسفة لم تكن دراسة مقصودة لذاتها، بل كانت دراسة هدفها الحجاج مع المخالفين..
وقد هاجم ابن تيمية أيضا فلاسفة الصوفية بشدة قاسية، حيث كفر ابن عربي وابن سبعين والقونوي والتلمساني وغيرهم.
وكذلك نقد ابن تيمية المنطق، لكن ما يهمنا هنا هو بيان سبب نقده له، فابن تيمية نقد المنطق لانه وجد ان من اصول فساد قول المتكلمين والفلاسفة في الالهيات هو ما ذكروه في المنطق.

اي أن أصحاب مدرسة التكفير قد كفروا الجميع .. علماء المسلمين الذين نفتخر بهم مثل ابن سينا والفارابي والرازي والكندي وكفروا الصوفية ورموزها بل وهاجموا المذهب الحنفي .. هذا طبعا غير تكفيرهم للشيعة وتسميتهم بالرافضة .. وهذا منتهي التناقض .. لانجد من نفخر به في الطب الا ابن سينا الذي كفره فقهاء نفخر بهم أيضا .. نسمي المستشفيات علي اسمه وفي نفس الوقت نجد الكثير من كتب فقهاء مدرسة النقل التي تتهمه بالزندقة وتصل الي حد تكفيره هو وغيره من رموز مرحلة ازدهار الحضارة الاسلامية وعلي راسهم الفارابي وابن رشد .. للأسف أن حرية العقل وحرية التفكير التي حض عليها الاسلام وازدهر في مراحله الأولي بسببها تقهر الآن علي يد بعض المنتمين الي المدرسة السلفية ذات الصوت العالي الان التي تكفر كل مدارس الفكر الاسلامي الأخري وتعتبر نفسها هي الفرقة الوحيدة الناجية .. هذه المدرسة التي افرخت كل مظاهر التطرف والتعصب الديني الذي وصل به الأمر أن يستحل دم كل مخالف في المذهب والدين وهي المدرسة المسئولة عن كل العنف الذي ابتلي به عالمنا مهما حاولت أن تنكر ذلك الآن بعد أن وصل العنف الي عقر دارها ..
لقد كفر اصحاب هذه المدرسة رموز مرحلة ازدهار الحضارة الاسلامية .. ولم نسأل أنفسنا أبدا السؤال المنطقي : الم تزدهر الحضارة الاسلامية في عصر الحرية علي يد هؤلاء العلماء والفلاسفة وأهل الكلام ؟.. الم تندحر الحضارة الاسلامية عندما تحولت الي ثقافة النقل وخفتت اصوات ابن سينا والفارابي وابن رشد والمعتزلة بصفة عامة حتي تمت أعادة اكتشافهم في العصر الحديث ؟.. هل هناك اختلاف بين مافعله ابن تيمية في السابق وما يفعله البعض الآن من اتهامات التكفير التي تطول رموز التنوير الاسلامي في العصر الحديث مثلما طالت رموز التنوير في العصر القديم .. حتي الاشاعرة الذين اخذوا موقفا وسطا بين أهل الكلام وبين أهل النقل والذين كانوا يمثلون الأغلبية في العالم الاسلامي وحتي الصوفية المعتدلة من انصار ابو حامد الغزالي لم يسلموا من التكفير في العصر القديم والحديث علي يد اتباع ابن تيمية ..
وحتي الامام الأعظم ابو حنيفة النعمان رائد مدرسة الرأي في الفقه الاسلامي لم يسلم من اتهامات التكفير علي يد أتباع نفس المدرسة ..
أن الحقيقة المرة التي لا يريد أن يعيها أتباع مدرسة التكفير أن الحضارة الاسلامية لم تزدهر الا في عصور الحرية الفكرية .. عصور فقهاء عظام من أمثال ابو حنيفة النعمان وجعفر الصادق و مفكرين وعلماء وفلاسفة عظام أمثال ابن سينا والفارابي والكندي وابن رشد ... حتي من أخذوا خطا وسطا بين أهل الكلام والفلسفة وبين أهل النقل مثل الأشعري و أبو حامد الغزالي لم يسلموا من اتهامات التكفير ..
أن الحقيقة المرة والتي تمثل محنة للعقل العربي هي أن ازدهار الحضارة لا يمكن أن يحدث ألا في وجود الحرية الفكرية مهما صاحبها من شطط ... والحقيقة التي لا يستطيع ان يعيها أتباع مدرسة التكفير الحديثة من حسني النية والذين ينطلق أغلبهم من باب الغيرة علي الاسلام و التي نفخ فيها حلف البترودولار والسلفية للسيطرة السياسية علي المنطقة .. أن انتصار هذه المدرسة سيكون فيه ردة العالم العربي الاسلامي الي ما هو أسفل من قاع الحضارة التي نحتلها الآن بجدارة تامة .. مثلما حدث تماما علي يد نفس المدرسة في العصور الوسطي عندما تم القضاء علي ثقافة العقل التي كان يحمل لواءها علماء وفلاسفة عظام كابن سينا و ابن رشد ..
ولكن ما يعطي بعض الامل أن الشعوب قد ذاقت طعم الحرية وهي لن تعطي هؤلاء الفرصة مرة أخري للتحكم في مقدراتها .. ومدرسة التكفير والنقل تلفظ انفاسها الأخيرة خاصة بعد أن فقدت الدعم السياسي والمالي من نفس الاسرة التي كانت تدعمها سابقا لأغراض سياسية عندما انقلب السحر علي الساحر ..
وحتي نعي أن الحرية الفكرية هي اساس كل تقدم وحضارة .. وأن الاسلام الحقيقي يدعو الي هذه الحرية .. وأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يختلفون فكريا وفقهيا وفي نفس الوقت لم يكن يكفر بعضهم البعض .. حتي نعي هذه الحقيقة فسيظل العقل العربي في محنة ... لنا الله

ديفيد بارساميان في القاهرة - وائل عباس

أقيمت في القاهرة مؤخرا ندوة بعنوان الاعلام البديل لاعلام السلطة - الاذاعة البديلة في أمريكا نموذجا ... وكان المتحدث فيها ديفيد بارساميان مدير الاذاعة البديلة بالولايات المتحدة الذي كان في زيارة للقاهرة ... وقد نظم الندوة كل من مركز الدراسات الاشتراكية والمجموعة المصرية لمناهضة العولمة المعروفة اختصارا ب أجيج. والاذاعة البديلة ايه آر هي اذاعة خاصة مستقلة لا تتبع النظام ولا المؤسسات الاعلامية الامريكية الاحتكارية الكبيرة والتي اصبحت تروج البروباجاندا الخاصة بالنظام الامريكي حاليا ... ويمكن سماعها في كل من الولايات المتحدة ووكندا واوروبا وجنوب افريقيا واسترااليا وهي مجانية وتقدم معلومات واراء وتحليلات دائما ما يتم تجاهلها او تحريفها في وسائل الاعلام الاخرى.

وقد تاسست الاذاعة البديلة في عام 1986 واعتمدت منهجها المباديء الاساسية المفترضة للاذاعة الموجهة للجماهير من حيث ان الاذاعة تعمل كمنتدى للنقاش والمناظرة والتنوع وتوفر صوتا لمجموعات قد يكون لا صوت لها تصل به الى الجماهير ... والمشروع برمته مستقل يعتمد على مجهودات فردية ومركزها الرئيسي يقع في بولدر كولورادو بالولايات المتحدة ويستمع اليها ملايين المستمعين وحصدت عديد من الجوائز.

وديفيد بارساميان مدير ومؤسس الاذاعة هو أمريكي من اصل أرمني يعمل كمنتج للبرامج وصحفي ومحاضر وكاتب في الوقت ذاته ويعمل في مجال الاذاعة منذ عام 1978 وتنشر مقالاته ومقابلاته مع عديد من الشخصيات الهامة بالصحف والمجلات ومن مؤلفاته كتاب البروباجاندا وعقول الجماهير وكتاب انحلال وسقوط الاذاعات الجماهيرية وكتاب اعلى من القنابل وكتاب القلم والسيف وقد اعتبره معهد الصحافة البديلة واحد من اهم عشرة في مجال الاعلام وله محاضرات في السياسة الخارجية الامريكية والاعلام والبروباجاندا والقوى الاحتكارية في كل من امريكا وكندا والبرازيل والهند واوروبا وله مقابلات ومحاورات منشورة في كتب مع كل من ناعوم تشومسكي وادوراد سعيد واقبال احمد وطارق علي.

وقد كانت لي مداخلة شرحت فيها تجربة الصحافة الالكترونية في مصر وتساؤل وجهته الى السيد ديفيد خلال تلك الندوة فيما يلي نصهما:

السيد ديفيد ... الحقيقة تعجبني جدا تجربتك في مجال الاعلام البديل والاذاعة البديلة ... لكن الامر في مصر أخشى انه معقد قليلا عن هذا ... فمن الصعب انشاء محطات للراديو او التلفزة حيث ان الدولة هنا تمتلك او تزعم انها تمتلك موجات الاثير ايضا واي محاولة من هذا النوع تعتبر جريمة أمن دولة وقد تصل الاتهامات الىالخيانة العظمى.

لذا ساتحدث عن تجربتنا هنا من اجل تخطي هذا الامر ... لقد لجأنا الى الانترنت كملاذ امن وانشأنا ما نسميه نحن صحافة الكترونية وصحف الكترونية لكن ما زالت تواجهنا الكثير من العقبات اهمها التحرشات الامنية وحجب المواقع واحيانا تخريبها وتدميرها وفصل خطوط الهاتف المستخدمة في النشر والاستيلاء على الاجهزة والخوادم التي تنشر المواقع وفي بعض الاحيان يصل الامر الى الحبس بسبب امور نشرت على الانترنت اعتبرتها الدولة امور مسيئة لها ومعلومات مغرضة وكاذبة.

بل وحتى نقابة الصحفيين المصرية ما زالت لم تعترف بنا بالرغم من اننا انشانا بالفعل ما يسمى بوحدة الصحافة الالكترونية داخلها ولكن هذه الوحدة تم تجميدها بسبب الصراعات السياسية داخل النقابة ورغبة المؤسسات الصحفية الكبرى في السيطرة والهيمنة عليها ... تلك المؤسسات التي بالطبع تتبع النظام بشكل مباشر او غير مباشر ... بل ويمكن القول ان النقابة تتحكم بها الدولة ... لذا فقد قررنا بالفعل تكوين اتحاد دولي للصحافة الالكترونية وهو قيد الانشاء حاليا واتشرف انا بكوني رئيس لجنة الدفاع عن الحريات في هذا الاتحاد ونحن نسعى بهذا الاتحاد الى الحصول على الاعتراف الدولي بهذا النوع من الاعلام البديل لا الاعتراف المحلي فقط.

والسؤال هنا ان الصحافة الالكترونية نجحت في الوصول الى مرتادي الانترنت والتفاعل معهم وتشير التقديرات الى ان جمهور الانترنت في مصر يتراوح ما بين اثنان الى اربعة ملايين شخص وهو رقم كبير لكن هؤلاء فقط هم من لهم المقدرة المادية والتقنية على استخدام الكمبيوتر والدخول الى الانترنت في دولة تعدادها سبعون مليون فهل لديك اقتراحات اخرى لتفعيل اعلام بديل يصل الى شرائح اكبر من المجتمع المصري؟

واجاب السيد ديفيد:
بالنسبة لمصر فانا لست ملما بكل الظروف المتاحة لعمل اعلام بديل لكن بالتاكيد هناك انفراجات يمكن استغلالها واستخدامها في ايجاد فعاليات تصل الى شرائح اوسع من المجتمع المصري ... فالاعلام البديل يمكن ايضا ان يكون من خلال تظاهرات وتكتيكات سياسية او من خلال ندوات ومحاضرات وخطب ... ومثلا باستخدام الفن يمكن الوصول الى اكبر عدد من الناس ... فهناك الشعر والمسرح والموسيقى ... فالفن مهم جدا في توسيع مدارك الناس الثقافية وتنمية وعيهم السياسي ... فمثلا يمكن في احدى القرى الريفية عمل عروض مسرحية ولتكن مثلا مسرحية تشرح ببساطة كيف تعمل العولمة وتؤثر في الناس والمجتمعات ... كيف ان انظمة الغذاء مثلا تتغير ... كيف يتاثر مطعم في القرية ويضطر للاغلاق في مواجهة ماكدونالدز مثلا ...

وبعد انتهاء الندوة قمت باجراء حوار قصير مع السيد ديفيد طرحت عليه عدد من التساؤلات بخصوص تجربة الصحافة الالكترونية في مصر وفكرة الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية حيث قال السيد ديفيد:

- أعتقد انها مبادرة هامة جدا على طريق كسب التضامن الدولي فهناك الكثير من المعلومات عن مصر في الولايات المتحدة الامريكية ولكن اغلبها مجرد بروباجاندا وهناك كثير من ضعف الفهم حول ما يحدث من ازمة اقتصادية يواجهها معظم المصريين والهوة الشاسعة في توزيع الثروة بين الفقراء والأغنياء في مصر لذا فالاعلام عليه التزام ومسؤولية ان يقول الحقيقة ويخبر الناس الحقيقة لذا اذا استطعتم التواصل مع منظمات اخرى سوف تقوى مبادرتكم.

- وماذا تقترح علينا من أجل الحصول على اعتراف دولي؟

- اقترح عليكم الاتصال بالمفوضية الاوروبية واعتقد انهم سيهتمون بدعمكم ودعم ما تفعلون ... سيكونون مهتمين بان يعرفوا عنكم وعن ما تفعلونه ... يمكنكم الاتصال بالمفوضية الاوروبية في بروكسل.

- وما رايك في تجربتنا هذه كتجربة نابعة من دولة تنتمي الى العالم الثالث؟

- اعتقد انها تجربة هامة جدا ان يتولى احد هذا النوع من الاعلام من اجل نشر الديمقراطية والاستقلالية ولكن طبعا ليس ديمقراطية جورج بوش ولكن الديمقراطية التي تريدونها والتي تخلقونها ... ديمقراطية مصرية وليست امريكية ... انها بلدكم وانها ثقافتكم ويجب ان تحمونها.

- ولكن هل تعتقد ان الاتحاد سوف يكون قادر على حمايتنا نحن؟

- تعني الصحفيين ... نعم بالطبع بالطبع سيكون قادرا على ان يفعل ذلك

- شكرا لك يا سيد ديفيد

- على الرحب والسعة

ومن الطريف ان السيد ديفيد حضر الندوة مرتديا تيشيرت اثار كثير من التساؤلات وكان تيشيرت اسود يظن من يراه لاول وهلة انه تيشيرت دعائي لجولة موسيقية لاحد فرق موسيقى الهيفي ميتال وهو ايارن ميدن ولكن تكتشف ان الفريق هنا اسمه امبرياليزم او الامبريالية وان الدول التي قام فيها الفريق بجولته الفنية تشمل فيتنام وافغانستان والعراق ودول اخرى زارها او يخطط لزيارتها ... والمقصود طبعا بفريق الامبريالية معروف ...

المصافحة وسلام الخرفان - أمير أوغلو - الدنمارك

هكذا كان حال العشاق وهكذا صار حال الرؤساء في هذا الزمان، فالنفاق أجبرهم على تغطية العلاقات فيما بينهم، والشعارات القومية التالفة والتي هي مصدر حياتهم وسبب وجودهم لابد من خرقها واستبدالها شيئا فشيئا حتى لا تصاب الشعوب الغبية بالصدمة، خاصة الحزبيين الذين تربوا على هذه الشعارات الجوفاء والذين رضعوا لبانها مع حليب أمهاتهم والذين لا يعرفون في حياتهم إلا الوالد وابنه ولم يسمعوا رأيا مخالفا في حياتهم كلها، وحتى لو سمعوا ظنوه قادما من إسرائيل أو من أمريكا، أو من أعداء الأمة والخونة الذين يشكلون باقي الشعب السوري، فهؤلاء الحزبيون قسمان : المغفلون الذين لا يعرفون فعلا حقيقة النظام والذين غُسلت أدمغتهم وعقولهم منذ ولادتهم والذين يركبهم النظام إلى أهدافه ويحرث عليهم الأرض التي يغتني منها. والقسم الآخر هم المنتفعون الذين يعرفون الحقيقة ولكن مصالحهم تقتضي مسايرة التيار والسكوت على جرائمه وعقائده وطريقة خداعه للجماهير ابتغاء المزيد من المال والجاه والمناصب والمكاسب.



من يظن أن سلام الأسد على موشيه هو مجرد صدفة عليه أن ينتظر ما تخبئه الأيام القادمة لكي يتبين له جهله بحقائق الأمور. من يظن أن اليهود أعداء للنظام السوري عليه أن يراجع كيف سقطت القنيطرة ومالثمن الذي حصل عليه وزير الدفاع الذي سلمها لليهود، ثم ينتظر المستقبل ليرى كيف سيهرول النظام إلى طاولة المفاوضات ليبيع آخر ما يملك في سبيل البقاء في الحكم ولو حتى على عشر سورية الجغرافية.



من يظن أن سلام خاتمي على موشيه كاتساف لم يحصل أو أنه مجرد بروتوكول فعليه أيضا أن يتذكر فضيحة إيران غيت في إسرائيل أيام الحرب بين العراق وإيران فلعله يبصر طرفا من الحقيقة، أو أن ينتظر حتى يحين الوقت المناسب لإعلان المواقف الحقيقية للنظام الباطني الإيراني من إسرائيل واليهود والصراع الإسلامي اليهودي.



ألا يستحق السوريون المعارضون القابعون في السجون وأقبية المخابرات أن يتبادلوا الآن المواقع مع الرئيس القومي الثوري البعثي العقائدي؟ هل سمعتم عن أحد منهم أنه صافح رئيسا أو وزيرا إسرائيليا؟ألم يدخلوا السجون بتهمة الإتصال بالأعداء اليهود والتعاون معهم لقلب الحكم الثوري الذي يقف بالمرصاد لليهود ولمخططاتهم اللئيمة؟ فمن الذي يستحق السجن؟ أم أن هناك من يجوز له ومن لا يجوز له؟



الإعلام السوري اعترف بالمصافحة كنوع من التدرج في الوصول إلى سلام الخرفان مع إسرائيل، أما في إيران فالوقت لم يحن بعد فهناك لم تنته عملية غسيل دماغ الشعب الإيراني والسيطرة عليه تماما والشعارات المرفوعة هناك أقوى وأضخم والحرية النسبية التي تتمتع بها المعارضة بالمقارنة بسوريا الثورة وكذلك الدور الإيراني في العراق كل هذا لا يسمح الآن بمثل هذه الحركات البهلوانية كما أن الضغوط التي تمارس على إيران أخف مما يمارس علىسوريا في هذه الأيام والتنازلات المطلوبة من سوريا أكبر من التنازلات المطلوبة من إيران حاليا.



الإعلام السوري قلل من أهمية الحادثة واعتبرها مصادفة بحته فقد كان الرئيس يحرك يده في الهواء فارتطمت بيد موشيه الذي كان يحرك يده أيضا في نفس الوقت فتمت المصافحة العفوية كما سمتها آلة الإعلام السورية الخرقاء، وربما قام بتصويرها صحفي مغرض ماسوني صهيوني أمريكي لكي يبتز الحكومة السورية العصية على التطبيع. ولكنني أعتقد أنه بعد المقالات المعارِضة التي نُشرت حول الموضوع فلا بد أن الإعلام السوري سيتحرك ليبرر الحادثة ويحولها إلى قمة الذكاء والتكتيك الرهيب من القائد الملهم تجاه عتاولة الصهيونية العالمية ربما ليقطع الطريق أمام اليهود أو الأمريكان ولكي يثبت أن إسرائيل هي التي لا ترغب في السلام وأنه هو ملك السلم والحرب الأوحد.



ستطلع علينا حتما بوق الإعلام السوري وحيد النغمة السيدة بثينة شعبولا من منبرها الإعلاني مدفوع الأجر في الشرق الأوسط لتخبرنا عن مدى حنكة القائد الذي هو نسخة من أبيه قمة الذكاء العربي وذروة ما أبدع العرب في القرن العشرين من شخصيات سيخلدها التاريخ، التاريخ الذي خلد هولاكو وهتلر وموسوليني وستالين وسيخلد الأسد وبوش وشارون في نفس القائمة، وستخبرنا كم كان الرئيس الشاب رائعا أثناء مصافحته لموشيه وكم كانت نظراته معبرة فهم منها موشيه أنه لااستسلام ولا تنازل عن المبادئ أبدا، فرجع إلى قومه غضبان أسفا ينذرهم بالوعيد الذي فهمه من نظرات الرئيس الشاب، ويعلن لهم أن أطماعهم في الفرات لن تتحقق مادام هذا الليث واقفا على الحدود بين سوريا وإسرائيل يحميها (لا أدري في الحقيقة على من يعود الضمير هنا) بسياسته وتكتيكاته الرهيبة. ستحدثنا السيدة بثينة طبعا عن الظلم الأمريكي في العراق والإسرائيلي في فلسطين وعن ازدواج المعايير الغربية وعن كذبة الديمقراطية الغربية وعن ما يصلح لشعوبنا وأوطاننا وما لا يصلح وستخلط نيكاراغوا بفيتنام، وتسونامي بالحادي عشر من أيلول، ورمضان بشعبان، والبابا بشيخ الأزهر، وستقارن بين رئيسيها السابق والحالي وبين الصحابة، وستتكلم عن الديماغوجية والإيديولوجية والبعث ولبنان والمقاومة والمعارضة والموالاة، لتصل في النهاية إلى أن المصافحة لم تتم وأننا كنا كلنا نحلم وأن الرئيس لم يغادر دمشق وأن البابا لم يمت أصلا.





أمير أوغلو / الدانمارك / 10 نيسان - أبريل 2005

رعاياك يا مولاي - تصوير وتعليق أحمد بلال



بعد 24 عاما من حكم مبارك


 


رعاياك يا مولاي


 



المادة 49 من الدستور
المصري


تكفل الدولة للمواطنين حرية
البحث العلمى والابداع الأدبى والفنى والثقافى، وتوفر وسائل التشجيع اللازمة
لتحقيق ذلك.



 




 



المادة 16 من الدستور المصري


تكفل الدولة الخدمات الثقافية
والاجتماعية والصحية، وتعمل بوجه خاص على توفيرها للقرية فى يسر وانتظام رفعا
لمستواها.




المادة 8 من الدستور
المصري


تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع
المواطنين






المادة 17 من الدستور
المصري


تكفل الدولة خدمات التأمين
الاجتماعى والصحى، ومعاشات العجز عن العمل والبطالة والشيخوخة للمواطنين جميعا ،
وذلك وفقا للقانون.






المادة 10 من الدستور
المصري


تكفل الدولة حماية الأمومة
والطفولة، وترعى النشء والشباب، وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم.