Friday, 01 April 2005
حبيس في جسدي - أحمد فؤاد
كثيراً ما سرح خيالى فى تساؤلات لا أول لها ولا آخر
بيد أن من أكثر التساؤلات التى ألحت عليِّ
هى الروح
تلك الروح الساكنه فى نفسى .. الروح التى هى أنا وليست هي ما أراها فى المرآه , و شدتنى العلاقه العجيبة بين الروح والجسد , والتى كما رسمت فى عقلى رسماً بدائياً كمحاولة مبدأيه للفهم .. صوره لأتوبيس تركب فيه الروح فى بدايه نمو هذا الجسد .. إلى أن يموت الجسد .. فتنتهى رحله الروح !!!!
وعندما مات جدى .. جلست أمامه أتأمل جسده الراقد الممد على الفراش .. أتلمسه وأنا أغسّله وهو بارد كالثلج .. و أنا أتسائل أين ذهبت الروح !!! , وكيف تخرج بتلك السرعه ؟ .. كانت أول مرة فى حياتى أتعلم أنه لا يوجد أى فارق بين الدميه وبين جسد الانسان بدون روح !!! والتى لا أفهم كنهها .!!
ثم بدأت فى رسم آخر داخل عقلى .. يصور الجسد بسجن أبدى تُحبس فيه الروح .. إلى أن يشيخ الجسد أو ينهار فجأة
تلك الصوره المشوشه البدائية جداً , لم تُشبع بداخلى الإلحاح القوى الذى كان يملأنى .. مما جعلنى أتجه إلى المقالات المتعلقة بالروح والجسد .. قرأت مثلا أن الجسد كالمصعد الذى يركبه الروح حتى يصل لنهاية رحلته - تصوير يُشبه صورتى البدائيه - , قرأت العديد من المقالات الغريبة و التى تتكلم عن تناسخ الأرواح بين حقبات الزمن المختلفة , وعن عن علاقة الأرواح بالأشباح .. وأشياء كثيره فى بعضها الخرافات وبعضها الحقيقة ..
الغريب فى الأمر أن الله سبحانه وتعالى يقول أن الروح من أمره فقط .. وما أوتينا من أمر الروح إلا شئ يسير !!!! . وهذا يجعل كل شئ جائز .. فلا حقيقة مؤكده
حاولت أن أتفهم وحدى بعد تلك الخلفية الثقافيه التى قرأتها عن هذا الموضوع . و ذهبت لدنيا عجيبه من الاستنتاجات والخيالات .
أنا الذى هو أنا .. أشعر فى بعض الأحيان أننى لست أنا .. حتى عندما أنظر إلى المرآه أحياناً لا أصدق أن هذا هو نفسى .. أحياناً يكبتنى هذا الجسد فلا استطيع أن أطير أو أجرى أو ألعب أو حتى أقاتل ..
لأن المشكله التى اكتشفتها .. أننى روحى .. ولكنى أعيش بقواعد الجسد فقط .. كالسياره التى أركبها .. صحيح أننى أريد أن أسير بها بسرعه 100 كيلو متر فى الساعه .. ولكن عدم وجود مياه فى مبرد السياره أو زيت فى المحرك أو أو .. يجعلها لا تستطيع السير بتلك السرعه حتى وإن رغبت أنا فى ذلك ..
نفس المبدأ إذن .. الجسد هو وسيله مواصلات فى الدنيا .. لهذا عندما أمرض مثلاً أتمنى أن أسير على قدمى ولكن جسدى لا يقدر على ذلك .. وفى بعض الأحيان لا أريد أن أنام ولكنى أخر واقعا إذا ما استيقظت لفترة طويلة ..
المشكلة الأخرى أننى لا استطيع حتى أن أختار وسيلة مواصلاتى . لا أحد يستطيع اختيار جسده ... وكم من روح رائعه عرفتها فى حياتى ولكنها محبوسه فى جسد متعب ومنهك أو فيه نسبه من العجز أو ليس به لمحه من الجمال !!!
والعكس أيضاُ .. كم من أجساد رائعه عرفتها .. وأشك أنها تملك روحاً فى الأساس
الذى تعلمته أننا من نتحكم فى أرواحنا .. نحن من نشكلها ونجعلها مبتسمه أو مرحه أو كئيبه .. ولكننا لا نستطيع أن نفعل هذا مع أجسادنا .. ولهذا نجد الكثير من الناس يتعجبون من حب الناس لشخص ليس بجميل .. ولكنه يعللون ذلك بأن دمه خفيف أو روحه حلوه !!
عجيبة تلك الروح ... وعجيب هذا الجسد
!!!!!!!!!!!
09:10 | Permalink | Comments (0)
The comments are closed.