Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 25 March 2005

صفحة الغلاف - مظاهرة 20 مارس 2005 في ميدان التحرير

بمناسبة القمة العربية

الكاريكاتير اهداء من الدكتور شريف عرفة

مظاهرة في ميدان التحرير يوم 20 مارس 2005 في ذكرى الاحتلال الامريكي للعراق شارك فيها مختلف الاتجاهات السياسية من اشتراكيين الى حزب عمل الى حزب التجمع الى الناصريون ولوحظ غياب حزب الغد عن المظاهرة ... كما شهد الميدان مظاهرة اخرى مصطنعة من مؤيدي مبارك اغلب الظن انهم من رجال الامن المركزي مرتدين ملابس مدنية وبعض اعضاء الحزب الوطني الحاكم ... وقد تحول يومها ميدان التحرير الى ثكنة عسكرية حيث زادت اعداد الجنود وسيارات الجنود عن المارة والسيارات العادية ناهيك عن عدد المتظاهرين ... وشوهدت سيارات الامن المركزي مخبأة في كل شوارع وسط المدينة الجانبية من العتبة الى التحرير ... وحظيت المظاهرة بتغطية اعلامية ضخمة اجنبية طبعا ... اما في مصر فمن لم يمر من ميدان التحرير لم يسمع بها اذا كان يسمع ويشاهد الاعلام المصري.




بدون تعليق


مافيش شغل
مافيش فلوس
مافيش جواز
مافيش سكن
مافيش عدل




المظاهرة المصطنعة

القاهرة مدينة الخطيئة الفاضلة - وائل عباس

اسم الفيلم رباعية المدينة ... وهو من انتاج المعهد العالي للسينما باكاديمية الفنون ومدة عرضه عشر دقائق ... تمثيل ولاء الشريف وتصوير احمد جبر وسيناريو واخراج أمير رمسيس ... قمت بتنزيله من على الانترنت ولا اعرف متى تم انتاجه ولكن اعتقد منذ بضع سنوات عندما كان هناك موقف للاوتوبيس وكوبري مشاه في ميدان الفلكي ... قبل ان ينفوا موقف المواطنين الغلابة ويشردوهم ويدوخوهم السبع دوخات علشان يروحوا يركبوا من ميدان عبد المنعم رياض تحت كوبري سته اكتوبر بعد يوم عمل شاق في وسط المدينة وكانه لا يكفيهم هذا ... والفيلم مستوحى من قصيدة اسمها المدينة للشاعر السكندري كفافيس ورباعية الاسكندرية للورانس داريل.

بالنسبة للورانس داريل فللاسف ما حصليش الشرف وعرفته الا بعد مشاهدة الفيلم مع انه انجليزي والمفروض ان انا بتاع انجليزي ... لكن اللورانس الوحيد اللي اعرفه هو الكاتب دي اتش لورانس الشهير او ديفيد هيربرت لورانس ... لكن ده ما منعنيش اني ادور على معلومات عنه فوجدت انه كاتب رواية انجليزي معاصر ولد في الهند وكتب رواية من اربعة اجزاء عن الاسكندرية سماها رباعية الاسكندرية لانه عاش في الاسكندرية عشرة اعوام قبل وبعد الثورة ... ورباعية الاسكندرية هي "جوستين" و "بالتازاز" و"جبل أوليف" و"كليا" وصورت الرباعيه مدينة الاسكندرية متعددة الجنسيات في تلك الفترة وعلاقتهم مع المجتمع المصري ... والجدير بالذكر ان زوجته قد اهدت كتبه الى مكتبة الاسكندرية ...

وكفافيس لمن لا يعرفه هو كوستيس بتروس فوتياديس كفافيس من مواليد الاسكندرية في القرن الماضي من اصول يونانية ارمينية ... ويعتبر والده اول من ادخل صناعة حليج الاقطان الى مصر بعد ان استقر في الاسكندرية مهاجرا اليها من اسطنبول ... وكفافيس لم يحصل على اي شهادة جامعية ولكنه علم نفسه بنفسه ومع ذلك يعتبر اعظم شاعر يوناني معاصر وفي شعره تتلاقى دائما اليونان والاسكندرية والشرق الاوسط ... ويمكن ان يضرب به المثل في حبه لمدينة الاسكندرية والتصاقه بها ... فاسفاره الى اثينا واسطنبول كانت نادرة وغالبا ما تكون للعلاج او اثناء الحروب.

قد تتباين ردود الفعل حول الفيلم ... لكن بالنسبة لي كان الفيلم كحقنة في العضل او بالبلدي كما يقال جه على الوجيعة ... من اول اهداء الفيلم الى المدينة التي لم تسمى عبثا قاهرة ... مدينة الخطيئة الفاضلة ... الى آخر الفيلم مع صوت محمد منير ... قد يخرجك من المود قليلا ركاكة اللغة العربية للقاريء الذي يقرأ الشعر بدون تشكيل في اول الفيلم ... حتى يقول عشت فيها وضيعت وبددت كل هذه السنين ... وهنا ينزل عليك هذا السطر مباغتا فلا يترك لك فرصة للهرب ... وتشعر فعلا ان القاهرة قد قهرتك ... ثم تفيق مرة اخرى على اخطاء القاريء اللغوية التي شوهت تشكيل الشعر او استغنت عن التشكيل من اساسه ... كان المفروض يجيبوا قاريء لغته العربية سليمة شوية خصوصا وانه بيقرأ شعر ... وتذكرت جمال عبد الناصر لما اختار السادات لالقاء بيان الثورة علشان على حد قوله: "العربي بتاعه كويس" ... رحم الله الجميع ...

وتنقلك الكاميرا من لحظة تأمل فوق هضبة المقطم ومنظر بانورامي للقاهرة المزدحمة باسفل الى ميدان التحرير قلب هذا الزحام ... ميدان الفلكي... ميدان رمسيس ... قهوة الحرية ... النيل والحبيبة والمخطوبين وبرج القاهرة والكورنيش وكوبري قصر النيل ... ليل القاهرة ... البيلبوردات الاعلانية على اسطح المباني ... وسور نادي الزمالك والمهندسين ... باعة جائلين ... محلات فاخرة ... اعلانات مضيئة لمنتجات عالمية ... نسوة عجائز ... ماسحو احذية ... اطفال مشردون ... نوافذ عرض محلات وسط البلد ... ناس سهرانة في الحدائق العامة ... مطاعم مزدحمة فاخرة واخرى على قد حالها ...

بطل الفيلم القاهري الذي قرر ان يتجول فيها كسائح يضع سماعات الووكمان في اذنيه لتنبعث منه اغاني ذات مغزى تصاحبنا طوال الفيلم وان كان من الغريب ان اول اغنية كانت من موسيقى الراي الجزائري للشاب خالد وليست مصرية ... ولا اعتراض عندي على الراي لاني من اوائل من تذوقوه وعشقوه ... ولهذا كلمات الاغنية جعلتني التمس العذر لمن اختارها ... لاني انا شخصيا احب سماع الراي في القطار وانا اشاهد المزارع والخضرة لانه يولد عندي حالة ما ... واغاني الراي عموما كلماتها تصلح لكل زمان ومكان ... كالدراما الكلاسيكية مع فارق هو بساطة كلمات الراي المتناهية المماثلة لبساطة الاغاني الشعبية المصرية كاغاني افراح الفلاحين والصعايدة وموواويلهم ... وكانت الاغنية بعنوان علاش تلوموني او لماذا تلوموني ... تلوموني ليه اني باحب القاهرة ... ده طبعا لسان حال البطل ... وثاني اغنية كانت قلبي ومفتاحه لفريد الاطرش لتعبر عن احد اسباب حب القاهرة وهو وجود من نحبهم بها ...

ثم اغنيتين حقيقة في الجول لمحمد منير ربما لم يعد احد يذكرهما لانهما من اوائل الثمانينات وصوت محمد منير بعد صغير وشاب لا اعرف اسم الثانية ولكن الاولى كلماتها تطاردك كالروح الضائعة التي تبحث عن الخلاص ... لفوا بينا ... قالوا لينا ... قالوا بينا عالمدينة ... لما جينا ... التقينا ... كل شيء فيها ناسينا ... ... ولا تكاد تفيق من التعويذة السحرية التي القتها عليك هذه الاغنية حتى تجد تتر النهاية للفيلم مع اغنية ثالثة لمحمد منير ... ايه يا بلاد يا غريبة ... عدوة ولا حبيبة ... في الليل تصحى عيونك ... ونجومك مش قريبة ... بلاد ماعرفشي ناسها ... ولا عارفاني بيبانها ...

... موسيقى ومدن وحب وذكريات قاهرية ...

مش ها تتجوز بقى يا وائل ... كلمة اسمعها كثيرا من القريب والغريب ... ناس بتحبني او ناس عاوزة تخلص مني ... ناس عاوزة تفرح فيا او تفرح ليا ... طب اتجوز واجيب عيال يطلعوا مدمنين لهذه المدينة مثلي ... واتجوز ليه ما انا متجوز القاهرة ... متجوز القاهرة؟ ... اول مرة تخطر على بالي الفكرة دي وانا باتفرج الفيلم ... طب لو ما كنتش متجوزها اومال لازقلها كده ليه؟ ده انت حتى مش موهوب زي كفافيس علشان تعبر عن حبك ليها ...

عرض للعمل في مؤسسة صحفية سعودية كبيرة في الرياض ... مين زاقق الناس دول عليا وعرفوني منين ... ما عتقدش اني جامد قوي ومشهور كده ... اتهرب منهم بحجة انها فخ يريد ال سعود ايقاعي فيه ليعتقلوني ثم يقذفوني من طائرة في صحراء الربع الخالي ... مين يا وائل؟ ال سعود حته واحدة؟ مش واسعة شوية؟ اهي حجة والسلام باضحك بيها على الانا العليا علشان افضل لازق ومبلط هنا ... وبعدين ها اروح اعمل ايه في السعودية؟ اعد حبات رمل الصحرا؟ ثم انا حالف لا احج ولا اعمل عمرة حتى تتخلص السعودية من وهابيتها البدعة ... والله انت نايم في العسل ... بقى عاوز السعودية تتخلص من وهابيتها ... ومش واخد بالك من سرطان الوهابية والسلفية الذي يزحف على مصر المحروسة ...

قالوا زمان في الجرانين إشراف الاوقاف على المساجد ... رايت بعيني المساجد في مدينة العاشر من رمضان وقد اصبحت خلايا نحل سلفية ... الملابس سلفية والذقون سلفية والكتب لابن تيمية الحراني ومحمد بن عبد الوهاب والجوزية ... وانا الوحيد اللي مش مشمر البنطلون الجينز ... هو فيه ايه يا جدعان ... فين حاجات الشعراوي ... فين الازهرية ... ثم تكرر الامر في كثير من المساجد خاصة في الارياف والمحافظات ... كيف يحدث هذا ... واين اشراف الاوقاف المزعوم ... الخبر اليقين سمعته من رجل أهل للثقة ... المسئولين عن الموضوع في الارياف يتم رشوتهم ليسمحوا للسلفيين ان يسيطروا على المساجد ... والسلفيين فلوسهم مش بتخلص ... وطبعا عارفين جاية منين ... طب ده الراشي والمرتشي في النار ... الراشي المفروض مسلم متدين ... والمرتشي موظف في الاوقاف برضه المفروض مسلم متدين ... يبقى العملية مش اسلام ولا تدين خالص ... العملية سياسة بقى والغاية تبرر الوسيلة ... وآه يا خوفي من الغاية دي ...

طب لما عرضوا عليك تروح ليبيا تشتغل مصمم جرافيك ... نعم !!! عاوزينني اروح للقذافي برجليا ... ده لو عرف اني خطيت خطوة بعد السلوم محدش ها يسمع عني تاني ... مش بعيد مخابراته تدوبني في حوض الحمض ... طب مش يمكن الراجل يستقطبك علشان انت بتشتم في ال سعود ... طب ما انا شتمته في مقال بعد القمة العربية قبل ما يحتلوا العراق وقلت عليه اراجوز وديك رومي ... يا وائل ده تلاقي الراجل عمره ما سمع عنك اصلا ... انت مصاب بالبارانويا؟ ... لا دي برضه حجة والسلام علشان تبلط في الخط ...

الراجل ده انا باكرهه من قبل ما اتولد ... من قبل ما اعرف حتى اني ها اكرهه ... من ايام الثغرة لما شارون قال انه على بعد سبعين كيلومتر من القاهرة ... يومها طلع القذافي في تليفزيونه لابس لبس المظليين وقال انه هو كمان على بعد سبعين كيلومتر من القاهرة ... جاي يحررها ويدافع عنها ... ربنا يشفي ... الله يرحم السادات اللي صدق لما قال عليه الواد المجنون اللي جنبي ...

...

دق قلبي لحبها ... جميلة رقيقة دقيقة وصغيرة السن ... عشر سنوات فارق بيننا ... مصرية كويتية من عائلة متدينة لكن زيادة عن اللزوم ... خلاص لقيتها وها اتجوزها ... طب ها نعيش فين؟ طبعا القاهرة ونعيش على قد حالنا زي ما ربنا قسم لنا ... ماهو انا طبعا مش ممكن اروح بلد اهلها بيحطوا صور المارينز في فصول الاطفال الدراسية كابطال وطنيين ... والطفلة اللي مسكت صورة منهم قطعتها فصلوها من مدرستها ... ويوم ما دخلت امريكا العراق لقيتلك واحد رافع العلم الامريكي والبريطاني بيد وبالاخرى علامة النصر ... طبعا مش كل اهل الكويت كده ... فيهم المتطرف وفيهم الكويس وفيهم اللي فاكر مصر كلها رقاصات وقوادين وتجار مخدرات ... طبعا كل ده بسبب افلام المقاولات التي انتجت باموال امراء الخليج لتشويه صورة "المصاروة" لاغراض المزايدة بعد اتفاقية كامب ديفيد ... بعد ما كان المصري اللي بنى بلادهم شبه مقدس هناك ... والشيء الاكيد انك هناك ها يتقال لك يالمصري على سبيل الشتيمة ... ... لكن هي بتكره القاهرة والزحمة والتلوث والناس الطمعانة في فلوسهم علشان بيشتغلوا في الخليج ... والسينما اللي مافيهاش فيشار بالكاراميل زي الكويت ...

اخوين ساعدتهما على الهجرة الى امريكا بطرق الله اعلم بها وكان ذلك قبل احداث سبتمبر ... الان يلعبان بالملايين واحدهما يمتلك صالة للالعاب القتالية (مارشال آرتس) في نيويورك ... طب اروحلهم؟ بس انا مش باحب الامريكان ... ناس مش مثقفة وعايشين حياة استهلاكية يعانون من حالة اسميها انا الرهاب اللامبالي (بارانويد أباثي) ... كمان يمكن (اتماج) او (اتسموك) في حارة ضلمة من حواري نيويورك علشان يسرقوا مني خمسة دولار ومحدش يسال عليا ... خصوصا اني سمعت ان المسدس كولت تسعة مللي في الشارع بتلاتين دولار بس ... يا بلاش ... حتى هناك لا توجد اثار ولا حضارة ولا دياولو ... حتما ساشعر بالملل هناك ... انت اكيد مش طبيعي يا وائل ... يا عم انا لو رحت هناك انا عارف ديتها ... هاشترك في قنوات الكابل وبالذات المحطات الكوميدية ... واجيب كرسي ليزي بوي زي بتاع جويي وتشاندلر في مسلسل فريندز ... واقعد فيه اتفرج على سيتكومز او (مسلسلات كوميدية) طول النهار ... وهاتخن وابقى قد الفيل ...

الحالة الوحيدة اللي ممكن تخليني اعيش في امريكا هي اني كنت اعيش في عاصمة الهيبز سان فرانسيسكو من 1966 حتى 1974 ... ميك لاف ... نوت وور ... والبنات اللى حاطة ورد في شعرها ... بس انا مش باحب المخدرات ... وكمان كان عندنا في نفس الفترة حربين في مصر ... اكيد كنت ها اتطوع في الجيش حتى لو ما اتجندتش اجباري مافيهاش كلام ... والمشكلة الاكبر بقى هي اني ما كنتش اتولدت اصلا ... خسارة ... لما اتولدت كان جيمي هندريكس وجيم موريسون ماتوا خلاص ... وحفلات الوودستوك مش زي زمان ...

حاولنا نعمل حاجات زي كده في مصر وكان فيه حفلات كاميل ومارلبورو ومونسترز اوف روك مونسترز اوف ميتال في منتصف التسعينات ... بس الله يجازيه بقى الألفي وزير الداخلية ... والاشاعة اياها بسبب ان الناس مش فاهمة ماهي موسيقى الروك ... وانها مجرد موسيقى وليست عقيدة ... والتجاوزات اللي كانت بتحصل في الحفلات ... خمور ومخدرات وبنات والذي منه طبعا ... بس يعني برضه ماهو ايام الست ام كلثوم كانت حفلتها على الراديو بتتقلب قعدة حشيش عند بعض الناس ... الألفي كان راجل بيموت في البروباجاندا ... حب يغازل الاسلاميين على حساب شوية عيال سذج اغلبهم مش فاهم حاجة ... فغزلوه صح في معبد حتشبسوت وعملوا مذبحة الدير البحري اللي اتشال فيها سيادته ... والنتيجة ان موسيقى الروك انتشرت اكثر في مصر كالنار في الهشيم بسبب الدعاية المجانية ولان الممنوع مرغوب ... لكن مستوى اللي بيسمعوا انحدر تماما ... لان اللي بيسمعوا اصبحوا من النوع اللي بيقلد بس مش بيفهم زي زمان ...

بمناسبة الالفي ... حفلة جان ميشيل جار بتاعة الالفية على هضبة الهرم كانت كويسة وضخمة برضه ... اعتقد من اهم الاحداث اللي حضرتها في حياتي ... ولو ان دي نوعية موسيقى مختلفة تماما ... لكن الليزر ما اشتغلشي للعرض على الاهرامات الله اعلم ايه السبب ... رغم اني حضرت البروفة اليوم اللي قبلها مع اصدقاء شاركوا في التنظيم بحكم عملهم في دار الاوبرا وكان كل شيء تمام ... ناس كتير يهمها تخرب حفلة زي دي ... مش عارف ليه فكرت في الصهاينة ... المهم شالوا فيها رئيس دار الاوبرا وجابوا لواء جيش!!! ... أول ما مسك غير رخام الاوبرا كله يظهر بجملة الخسائر ... شكله كان رئيس حي وواخد على مواضيع الرصف وخلع الارصفة والكلام اللي انتم فاهمينه ده ... واهو كله مصالح وبزنس ربنا يوعدنا ... وفاكر اياميها خلى المغنيين والمغنيات اراجوزات ... يلبسوا طرابيش ويمسكوا منديل ويقلدوا منيرة المهدية وكانها بقت عماد الدين قبل انقلاب يوليو العسكري مش دار اوبرا محترمة ... واخر ابداعاته اليومين دول انه حجب دار الاوبرا تماما عن المارة في الشارع بشكلها الجمالي وحدائقها وغطى السور الحديدي بقماش قبيح وكانها ثكنة باباه العسكرية وخايف عليها من الجواسيس ... المهم والخلاصة هو اني للاسف ما استمتعتش بحفلة الالفية دي لان كل اللي كنت بافكر فيه وقتها هو انه لحظة بداية الفية جديدة للبشرية قلبي خالي من حد يشاركني ...

...

اصدقاؤك في النمسا وفرنسا والمانيا وبلاد الاسكنديناف بتاعة انجريد برجمان وتليفونات نوكيا يحدثونك عن رغد العيش هناك وتظهر عليهم النعمة عندما يزورونك ... تزوجوا من اجنبيات واستقروا هناك ... اوروبا؟ لما لا؟ مهد الحضارة الحديثة وكثير من الاثار والمتاحف والمكتبات واشياء تستحق الرؤية والزيارة والاطلاع ... لكن لا استطيع التعامل جيدا الا مع الانجليز ... ببساطة لانهم باردين في حالهم مش بيتدخلوا في حياة حد ... وصرحاء جدا ولو ان الصراحة دي احيانا بتبقى لدرجة الصفاقة ... باحب لندن ... لكن صحتي ممكن ما تستحملشي البرد والضباب هناك لفترات طويلة ... ناهيك عن ان اعيش هناك ... صحتك ايه بس ... محسسني انك خلاص بتودع وقاعد لابس الروب ديشامبر والشبشب الفرو قدام الدفاية ... حجج ... حجج ... حجج ...

قدمت للعمل في البي بي سي ونسيت الموضوع واستعوضت ربنا ... افاجا بعد شهور بالبوسطجي بينده ومعاه جواب من البي بي سي ... وأمي كادت تزغرد مع انها مش من الستات اللي بيزغردوا خالص ... وافتحلك ياخويا الجواب ... قال ايه ... الست "جيني دانبار" مستشارة التوظيف في البي بي سي وورلد سيرفيس بجلالة قدرها باعتالي ... نشكرك على اهتمامك وانا بكل اسى اخبرك ان اسمك لم يقع عليه الاختيار ونأسف على تخييب املك ... يا لهوي ... انتي لسه فاكره يا حاجة ... الانجليز دول فعلا طلعوا ... ناس ذوووق ذوووق ذوووق الصراحة ... حاجة تفقع ...

طب لما عرضوا عليك تمسك شبكة الكمبيوتر بتاعة شركة انشاءات في شرم الشيخ واهي جوه مصر ومش بعيد عن القاهرة ايه حجتك؟ وليك تذكرتين طيارة كمان كل اسبوع يعني مش ها تسافر بالاوتوبيس ... خايف على اخلاقك تبوظ من الاغراءات هناك؟ خصوصا ان صحابك اللي هناك فسدة ومقضيينها؟ وتستحلى حياة العربدة وما تعرفشي ترجع مستقيم تاني؟ قال يعني الواد في القاهرة لابس توب العفة ... بلا خيبة ...

...

طب افرض وانا بعيد هفني الشوق أروح الحسين؟ أصلي وأترحم على الاموات؟ اقعد على قهوة مع صحابي أشرب سحلب؟ أروح الجيزة اتسلق هرم خوفو؟ احضر حفلة لمحمد منير؟ اتمشى في القاهرة الفاطمية واتحسر على العز والمجد والمباني الضخمة الفخمة ... بيمارستانات وكتاتيب وأسبلة وأضرحة ... اخرج مع واحدة افرجها على ليل القاهرة من فوق كورنيش المقطم واحنا قاعدين في العربية ... واعمل اني واد شاعري ورومانسي ... وانا دماغي فيها حاجات أبيحة ... وهي كمان عاملة عبيطة ما تعرفشي اللي بيروحوا المقطم بيروحوه ليه ... اطلع برج القاهرة واحاول ادور على بيتنا فين وعمري ما لقيته ... هنا مدرستي وايام الخناقات بالاحزمة ام توكة نحاس ... كنا بنتخانق على ايه مش عارف ... مش فاكر ولا سبب لاي خناقة حصلت ... وهنا السينما اللي كنت بازوغ فيها أنا وصحابي ... اربع افلام في البروجرام والعرض مستمر ... هنا مترو مصر الجديدة والاوتوبيس الاحمر ابو ربع جنيه اللي ياما اتشعبطت على بابه ... كان بيمر من هنا الترام قبل ما يلغوه ... هنا مترو الانفاق اللي باكرهه علشان بيمشي تحت الارض ومش بيخليني اشوف القاهرة وشوارعها ...

هنا الناصية اللي كنت باستنى عندها حبيبة ثانوي وهي راجعة من مدرستها من غير ما أكلمها حتى لو قعدت جنبها في الاوتوبيس ... حتى ما فكرتش اكتبلها مرة جواب زي ما صحابي كانوا بيعملوا ... برغم اني انا اللي كنت باكتبلهم جواباتهم ... واحد صاحبي طلب مني اكتب لحبيبته شعر بالانجليزي ... كتبتلها اغنية إترنال فليم بتاعة فريق البانجلز ... ونجح هو في استمالة قلبها وفضلت انا زي ما انا ... هنا جامعتي وكليتي ... كتبت للي باحبها شعر على الحيطان بقلم الماركر ... شافته دكتورة من الدكاترة المكلكعين فعلقت عليه وهي ماشية وقالت شعر رديء ... والبنت ... برضه ما كلمتهاش ... انا ما كنتش عاوزها هي ... لكن كنت باحب الحالة اللي انا فيها ... حالة حب وحرمان ... كنت بريء براءة يا جدع ... بس ساعتها كنت عاطفي وباقول للبنات كلام يدوخ ... كنت شبه باقدس مفهوم الفروسية ونظرة الرومانسيين للمرأة ... مفهوم القبلات والاحضان وحتى لمس الايادي كان ثانوي تماما بالنسبة لي وقتها ... ضحكت على دون كيشوت الذي ربما يحارب ويتعذب من اجل عاهرة ينالها الجميع ويتخيلها أميرته وهو فارسها ... ربما سربانتس أفاقني وانضجني ... كل ده اختفى دلوقتي فجأة ... مش فجأة قوي يعني ... لكن الصدمات الكتير يمكن خلتني اناني وشهواني اكتر من عاطفي ... يمكن محدش يستاهل يتقال له كلام من اللي بيدوخ ... ولا انا اللي ما بقيتشي اعرف اقوله زي زمان ...

نرجع لقاهرتي ... حبي الذي ما زال حيا ... هنا ياما ناس اتعلقت على باب زويلة ... وياما ناس اترمت من على أسوار القلعة ... وهنا وقف عرابي ... وخطب مصطفى كامل ... واندفن سعد زغلول ... واتقتل احمد ماهر والنقراشي ... والسادات ... هنا ما وصلش الصليبيين ولا المغول ابدا ... هنا انكسر الفرنسوية والانجليز ورحلوا ... وهنا ان شاء الله ينقهر كل من اراد القاهرة بسوء ...

فيلم قلّب عليا المواجع ... كم أدمنت هذه المدينة ولا شفاء لي ... انها خطيئة لا استطيع التوبة عنها والخلاص منها ... كم اكرهها واحبها في نفس الوقت ... واتحجج بالحجج الواهية للهروب من السفر وان كنت ساقبض بالدولار واكل ملء بطني مما ابتدعته شعوب العالم شرقا وغربا ... اهرب من هذا حتى ابقى فيها وان نمت على الرصيف واكلت كسرة خبز ...

وائل عباس

شكرا هند الحناوي - شاهيناز عبد السلام

كنت أجلس مع عالمين من أساتذة كلية الهندسة عندما فتح أحدهما الحديث عن كيف إنقلبت الموازين و تدهورت القيم و خرجت علينا إمراة لا حياء لها و وشها مكشوف تتحدث بكل بجاحة و تطالب رجلا بان يعترف بطفلها و مضى الرجلان يتحدثان و ينفعلان على هند الحناوي و عندما سكتا قلت لهما عفوا و لكنها ليست بجحة و لا وشها مكشوف إنها إمراة تطالب بحقها و حق طفلها!!فلماذا تكون بجحة ووشها مكشوف ؟

نعم يمكنك أن تسمع هذا و اكثر على هند الحناوي وكل من تتجرء و تفعل مثلها في بلد مثل مصرنا الحبيبة التي إذا ضبطا فيها رجلا و إمراة متلبسان في وضع الزنا بأحد بيوت الدعارة يكون الرجل شاهدا في القضية و تكون المراة متهمة مع أن الإثنان امام الله و الدين زانيان !!!!.

طيب ماذا كانت ستفعل أي إمراة او فتاة مصرية في وضع هند الحناوي تزوجت عرفيا من رجل و ليس معها ما يثبت الزواج و حملت من هذا الزواج و الزوج يرفض الإعتراف بحملها أنا اقول لكم كانت إما ان تحاول بشتى الطرق ان تجهض نفسها فتعرض نفسها للموت خوفا من الفضحية و إذا فشلت كانت ستهرب من أهلها قبل ان يقتلوها أو تقتل نفسها خوفا من الفضيحة أيضا .

و لكن هند الحناوي لم تشأ ان ينجوالأب بفعلته و تصدت بشجاعة و ليس بجاحة تدافع عن حقها و حق طفلتها و بغض النظر عن أن الأب الآن ينكر حتى الزواج العرفي و يعترف انها كانت علاقة غير شرعية حتى لا يثبت نسب الطفلة إستنادا لفتوى ان إبن الزنا ينسب لأمه فإن ما فعلته هند الحناوي من وجهة نظري كإمراة يستحق ان أشكرها عليه

أنا لا اشجع علىالزواج العرفي ولا أحرض على الزنا و لكنني أقول لاي فتاة و إمراة ان لا تستسلميو ألا تتركي حقك و تتحملي وحدك الإثم او المسئولية و لا تضيعي حقك خوفا من الفضيحة و الفضحية إن حدثت يجب ان تطال الإثنين معا كما أن العقاب إذا وجد أيضا يجب أن ينالهما معا

تغيير الطلاء ليس حلا - فهمي هويدي

إذا كان غاية ما بلغناه أننا قمنا بطلاء العمارة. وإذا كان ذلك “الإنجاز” على تواضعه ينسب إلى جهود وضغوط الرئيس بوش، بوصفه وكيل عموم الديمقراطية المعاصرة، فلماذا إذن الطنطنة والتهليل، والتمسح في تحولات التاريخ؟

(1)
ثمة فرقعة إعلامية تتحدث هذه الأيام عن “ربيع العرب” و”انطلاق قطار الديمقراطية” و”نهاية الاستثناء العربي” و”يقظة الشعوب النائمة”، تحاول أن تزف إلينا بشارات انبلاج فجر الديمقراطية في بلاد العرب، التي طال ليلها بأكثر مما ينبغي. وهي فرقعة يشارك فيها خليط من الهواة والمحترفين، والمجتهدين والمنافقين من الأمريكيين والمتأمركين، “المارينز” منهم والمتمرنزون!
تعددت على نحو لا تخطئه عين الكتابات التي صدرت في إطار تلك الحملة. وقد لاحظت أنها تركز على أمرين، الأول أن التحول الديمقراطي لاحت بوادره في العالم العربي، وتجلى في اقطار عدة. وان التشاؤم الذي عبر عنه البعض في مستهل العام الحالي ثبت أنه لم يكن صحيحاً، حيث تلاحقت منذ بداية العام على نحو مفاجئ بشائر الانفراج في فلسطين والعراق والسودان ولبنان (مثلاً د. عبدالمنعم سعيد الشرق الأوسط 9/3)
الأمر الثاني الذي يروج له في سياق الفرقعة الإعلامية هو “أن الأيام أثبتت صحة آراء العالم السياسي المرموق (!) جورج دبليو بوش. فمن نيويورك ولوس انجلوس وشيكاغو وربما أوروبا وآسيا أيضاً يسأل الناس أنفسهم بعصبية: هل كان على صواب؟ - والجواب الموجز هو: نعم. وسواء كان بوش يستحق الفضل أو لا يستحقه، في كل ما يحدث في الشرق الأوسط، فقد كان على صواب، أساساً في بعض الأشياء الكبيرة.. لقد مال نحو التحليل القائل ان المنطقة تربي الإرهاب لأنها أظهرت عوامل عجز عريقة سببتها عقود من القمع والافتقار إلى التحديث.. وإذ تبنى هذه الرؤية، فإن بوش ضغط على حكام المنطقة “الماكرين”، محاولاً بناء جهد دولي أعرض، وجاءت النتائج مدهشة (فريد زكريا نيوزويك 1/3).
حاول رد الحملة وفضح الإدعاء فيها بعض الكتاب المحترمين، فقد كتب الدكتور محمد السيد سعيد قائلاً: ان ما يحتفلون به اليوم في منابر الإعلام الأمريكية هو إنجاز وهمي إلى حد بعيد. والقول ان عجلة الديمقراطية بدأت تدور في المنطقة، لا يزيد على أن يكون خداعاً للذات، أو في أفضل الأحوال قراءة خاطئة إلى حد بعيد لما جرى في الساحة العربية.. وإذا شاء الأمريكيون أن ينسبوا لأنفسهم أن ما حدث في العالم العربي ناتج عن التدخل الأمريكي المباشر في سياسات المنطقة، فذلك يعني أن تلك الظواهر هي انتصار للامبريالية، وليس بالضرورة انتصاراً للديمقراطية باعتبارها منتجاً محلياً (الأهرام 14/3).
في نقده للفرقعة أو الصرعة كتب الدكتور عزمي بشارة يقول: لا يعقل في مرحلة التأسيس التعامل مع الديمقراطية بمصطلحات جاهزة من خطابات جورج بوش وكتبتها الأصوليين، وأن تستهلك كما يستهلك الهامبورجر أو الكوكاكولا، وأن يسمى ديمقراطياً المستهلك المجتهد في جمع الكوبونات والمقارنة بين محل مكدونالدز وآخر، وبين “مول” وآخر فتح حديثاً.. هنالك عطب بنيوي يجعل الديمقراطية تبدو كأنها مستوردة كنوع من “الفاست فود” لأبناء البورجوازية الوسطى.. وهم الذين: استطاعوا سابقاً التعايش مع أي ديكتاتورية ترضى عنهم وعن مسار أعمالهم، وترضى عنها أمريكا حالياً. ولاحقاً يستطيعون التعايش مع ديكور واكسسوار اصلاحي، ويستطيعون التعايش مع أي ظلم اجتماعي ومع تعددية طائفية وتوازنات طائفية، ومن دون مواطنة حقيقية.. إن الديمقراطي الحقيقي والمؤسس، يقف عند الحقوق ويتمسك بها، وينتفض ضد الظلم، ويرفض فرض القوة بدل إحقاق الحق، ويرى أصلاً تناقضاً أخلاقياً بين الحق والقوة”. (الحياة اللندنية 10/3).

(2)
لدي هنا ملاحظتان حول الموضوع هما:
إن الذي أقلقني وحرك عندي مشاعر الشك والارتياب ليس فقط أن المعزوفة انطلقت في بعض الصحف العربية والأمريكية في وقت واحد، ولكن أيضاً أن “الجوقة” التي تهلل لحكاية انبلاج فجر الديمقراطية هي ذاتها التي قادت حملة تسويق عملية السلام. الأشخاص هم هم، بل والشعارات والعناوين لم تتغير. كل الذي حدث أن كلمة السلام رفعت، ووضعت محلها كلمة الديمقراطية أو الاصلاح. أليسوا هم الذين صدعوا رؤوسنا بالكلام عن ربيع السلام وقطار السلام ونهاية سنوات الدم، ثم ماذا كانت النتيجة: الاحتلال ظل كما هو، والاستيطان تضاعف، والاغتيال وتدمير البيوت وتجريف الأراضي استمر، والسور الإجرامي انطلق كوحش يلتهم كل يوم أرضاً جديدة للفلسطينيين. حتى تبين في نهاية المطاف أن عملية السلام كانت في جوهرها فرصة لتمكين “الإسرائيليين” من تثبيت خرائطهم وإقامة حقائق جديدة على الأرض وتمييع القضية بإدخالها في دهاليز لا توصل إلى حسم أي بند في ملفاتها الأساسية. وإذا تصور أحد أن الانسحاب المفترض من غزة من ثمار عملية السلام، فهو مخطئ لا ريب، لأن ذلك الانسحاب هو من ثمار جهد المقاومة، التي جعلت بقاء الاحتلال في القطاع مكلفاً بصورة لا تحتمل، وأن قادة “إسرائيل” اعتبروا غزة دائماً شوكة في خاصرتها، حتى تمنى رابين أن يصحو ذات يوم ليجد أنها غرقت في البحر واختفت من وجه البسيطة!
الملاحظة الثانية أن أحداً لا يستطيع أن ينكر أن ثمة تطورات سياسية لافتة للانتباه شهدها العالم العربي هذا العام، أغلبها يدخل في إطار “التحسينيات” الموحية بالانتساب للديمقراطية، والبعض الآخر لا علاقة له بالديمقراطية أصلاً. والذي حدث أن التزامن في التوقيت بين تلك التطورات أحدث التباساً في الأذهان، بحيث أن التداخل في التوقيت فهم على إنه انتشار للظاهرة وتداخل في الوظيفة. أعني أنه إذا تصادف ووقعت تلك التطورات في عدة أقطار في عام واحد، فذلك لا يعني بالضرورة أنها تصنف موضوعياً تحت عنوان واحد، لأن طبيعة الحدث ومقاصده تختلف من بلد إلى آخر.
مصطلح “التحسينيات” الذي استخدمته أردت به معناه الأصولي، الذي يصنف الأحكام على ثلاث مراتب، فأعلاها مرتبة هو “الضروري” الذي بغيره يختل نظام حياة الناس، تتلوها في الترتيبات الأحكام “الحاجية”، التي إذا غيبت يقع الناس في الحرج، وبعدها تأتي الأحكام التحسينية، التي هي مما تقتضيه المروءة وسير الأمور على أقوم منهاج. وهذه الأخيرة قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيراً إذا غابت، حيث لا يختل من جراء ذلك نظام ولا يقع أحد في حرج. وربما كان دقيقاً وصف الدكتور عزمي بشارة لمثل تلك التطورات بأنها ضمن “إكسسورات” الاصلاح.
خذ مثلاً موضوع تعديل المادة 76 من الدستور المصري التي نالت قسطاً مبالغاً فيه من الاهتمام العام. فالمهللون قالوا انها غاية المراد من رب العباد، والعقلاء قالوا انها مجرد خطوة على طريق الاصلاح، لن تحدث تأثيراً يذكر في الانتخابات التي تجرى في خريف العام الحالي (بعضهم دعا إلى انتخاب الرئيس مبارك بالتزكية لأن ثمة استحالة في منافسته خلال الفترة القصيرة المتبقية على الانتخابات)، ولكن تلك الفرصة ستكون أفضل في انتخابات عام ،2011 إذا جرى تهيئة الحياة السياسية بشكل جاد خلال السنوات المقبلة. وفي ظل هذا التقدير فإن وصف الخطوة التي تمت بأنها “تحول تاريخي” يغدو مفتقداً إلى الموضوعية والدقة. خذ أيضاً الانتخابات التي حدثت في العراق وتحمس لها الشيعة والأكراد أساساً وقاطعها أهل السنة. صحيح أنها وفرت آلية حرم منها الناس منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن المشاركة فيها أو الإقبال اليها، أو حتى مقاطعتها، لم يكن له شأن بالديمقراطية. وإنما كان الأمر كله تنافساً على الحظوظ والأنصبة في الحكم، التي تعزز الموقف الطائفي لطرف والعرقي لطرف آخر. ناهيك عن أن الجميع يعرفون أن الإصرار الأمريكي على إجراء الانتخابات لم تكن مسألة الديمقراطية واردة فيه، وإنما أريد به إيجاد حكومة شرعية تقنن الوجود الأمريكي وتعطيه غطاء أكثر قبولاً. بالمثل فلنا أن نستريب في الضغوط الأمريكية التي مورست لاصلاح السلطة الفلسطينية، وكأن المشكلة في فلسطين هي فساد السلطة وليس الاحتلال. لا يأس بطبيعة الحال أن تجرى الانتخابات البلدية والتشريعية، لكن ما قيمتها إذا لم تؤد إلى زوال الاحتلال وحل المشكلات الحقيقية التي تواجه المجتمع الفلسطيني. وستكون ضارة بامتياز إذا أتت بحكومة أو سلطة تلبي للمحتلين ما يريدون، من نزع سلاح المقاومة إلى اسقاط حق العودة والقبول في النهاية ب “غزة فقط”. بدوره فإن توقيع اتفاق سلام في السودان لا علاقة له بالديمقراطية، وقد وجدنا أنه أدى إلى وقف القتال في الجنوب حقاً، لكنه فجره في دارفور وشرق البلاد. ثم إنه وضع السودان عملياً تحت الوصاية الدولية، التي تسعى إلى إضعاف انتمائه العربي والإسلامي.. واذا صح هذا كله وذاك، فهل من الموضوعية والأمانة أن نعتبر ما نحن بصدده بأنه “ربيع الديمقراطية”؟

(3)
تقف في حلقي مسألة أشار إليها تقرير “نيوزويك” عن مسيرة الحرية في الشرق الأوسط. ذلك أن كاتبه فريد زكريا أمريكي من أصل هندي أشار إلى نتائج آخر مسح لمؤسسة “فريدوم هاوس” بيت الحرية التي أجرت قياساً للحريات السياسية والمدنية بالمنطقة، وضع “إسرائيل” في المرتبة الأولى باعتبارها بلداً حراً، في حين اعتبر الأردن والكويت والمغرب والبحرين، بلاداً حرة جزئياً، أما بقية دول المنطقة فقد اعتبرتها المؤسسة دولاً “غير حرة”.
استوقفتني الشهادة التي منحتها المؤسسة ل “إسرائيل”، واعتبرت أن الدرجة التي أعطيت لها تثير سؤالاً كبيراً يتعلق بقيم الديمقراطية وأخلاقياتها. ذلك أن النموذج الذي تقدمه “إسرائيل” يجسد ديمقراطية منزوعة الضمير، لا مكان فيها للقيم الإنسانية أو الأخلاق. صحيح أن “الاسرائيليين” يمارسون درجة معتبرة من الديمقراطية فيما بينهم، لكن العرب الذين يعيشون في داخل “إسرائيل” محرومون من حقوقهم المدنية، ويتعرضون للحرمان والاذلال المستمرين. ثم أننا لا نعرف أية ديمقراطية هذه التي تسوغ الاحتلال والإبادة واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، وتستبيح دماءهم وأموالهم، وتبارك السور الإجرامي الذي يلتهم أراضي الفلسطينيين ويتسبب في تشريدهم وقطع مواردهم.
النموذج “الإسرائيلي” يفتح ملف “الضرورات” في المسألة الديمقراطية، ذلك أن الديمقراطية حين تقترن بالظلم وتفرض قيم الغابة في استخدامها للقوة والعدوان على الحق والقانون، تجهض جوهر القيمة، بحيث تغدو آلية عمياء وصماء تهدر إنسانية الإنسان ولا تصونها.
إن الإنسانية سابقة على الديمقراطية ومقدمة عليها، وحق الإنسان في الحياة والأمن يحتل موقعاً متقدماً كثيراً على حقه في المشاركة. ذلك أن المرء ينبغي أن يستشعر إنسانيته أولاً، قبل أن يدعى إلى التصويت والانتخاب. ودارسو القانون الدستوري يعرفون جيداً أن الديمقراطية تتضمن نوعين من القيم، قيم أخلاقية وإنسانية، وأخرى سياسية. والأولى هي أساس البناء والثانية هي معماره وطوابقه. وضعف الأساس أو فساده ينبئ بمستقبل مظلم للبناء كله. بسبب من ذلك، فينغي أن يكون واضحاً في الأذهان أن أي تحول ديمقراطي يهدر حقوق الإنسان ولا يطوي صفحة الظلم، فإنه يفتقد إلى الصدقية والشرعية، ويقدم نموذجاً كاذباً ومغشوشاً.
بل انني أذهب إلى أن أي نظام يرفع شعار الاصلاح والتحول الديمقراطي، مطالب ليس فقط بأن يتوقف عن الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان، من اعتقال عشوائي وتعذيب ومحاكمات استثنائية. وإنما عليه أيضاً أن يتطهر من الانتهاكات التي تلوث يديه. وذلك “التطهر” هو دليل الصدق والأمانة في التحول. وهذا ما فعلته جنوب افريقيا حين شكلت لجان المصارحة والحقيقة، وهو ما فعلته المغرب حين تعاملت مع ملفات الغائبين والمفقودين. إذ في الحالتين فتحت الجراح كلها، وجرى تطهيرها من مكامن التقيح والعفن المتراكم، فحوسب من حوسب، واعتذر آخرون مما صدر عنهم وطلبوا الغفران من الضحايا ومن المجتمع ككل. وجرى تعويض الذين تعرضوا للتعذيب، وكذلك الذين فقدوا ذويهم بعدما خطفوا واختفوا في “ظروف غامضة” (تبين بعد ذلك أنها لم تكن غامضة)، أو الذين ماتوا بسبب التعذيب، وقبل هذا وكله وذاك. أطلق سراح سجناء الرأي وألغيت قوانين الطوارئ الاستثنائية التي ألقت بهم في غياهب السجون.
هذه المهمة ينبغي أن تنجز قبل أي كلام عن المشاركة السياسية، أو قل انها ألف باء الديمقراطية، التي بغيرها لا تقوم لبنائها قائمة.

(4)
من أسف أن الممارسات “التحسينية” التي يشهدها العالم العربي الآن تقف في الاصلاح عند حدود إعادة طلاء “العمارة” بلون مختلف يتماشى مع أحدث الصيحات في عالم السياسة، وهو ما يعني الإبقاء على المبنى كما هو، بأركانه ودعائمه، وأحياناً بالعوج في معماره وبالشروخ التي تعتريه. إن شئت فقل إنه الاصلاح الذي يبقي على استمرار الوضع القائم، ولكن بإخراج مختلف وواجهة أكثر جاذبية. حتى أصبحنا بإزاء نماذج وقيادات تنقلت بين الاشتراكية والديكتاتورية والديمقراطية، وأخرى أعلنت عن عدائها للغرب تارة وتمسكها بعدم الانحياز تارة أخرى، ثم ارتمت في أحضان الغرب بعد ذلك. ودلتنا خبرات عديدة على أن أياً من هذه اللافتات والتحولات لم يكن صادقاً ولا أصيلاً، وإنما “الاستمرارية” تحت أي شعار وبأي ثمن ظلت الثابت الوحيد، وكل ما عداها عارض ومتحول.
قلت قبل قليل ان الخطوات “التحسينية” قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيراً إذا غابت، ويخطر لي أن أراجع هذا المنطوق في دنيا السياسة، على ضوء الدروس التي مررنا بها. ذلك أن تلك الدروس علمتنا أن التحسينيات قد تضر بالعملية الديمقراطية، لأنها ربما أشاعت وهماً كاذباً بالإنجاز، الذي تتفنن وسائل الإعلام في تسويقه من خلال أساليب التعبئة وغسيل المخ التي نعرفها. وهذا الشعور الكاذب يسهم في تزوير الديمقراطية وتغييب مضمونها الحقيقي، الأمر الذي يغدو الضرر في ظله جسيماً وفادحاً بسبب من ذلك فإنني أدعو إلى التعامل بحذر بالغ مع أية تحسينيات تستهدف تغيير الطلاء والاكتفاء بتجميل الواجهات، الأمر الذي يجعل الناس يشمون رائحة الديمقراطية، ثم لا يرون لها أثراً في حياتهم العملية.
لا أرى بديلاً عن التوافق على أن المعيار الحقيقي للديمقراطية أو الاصلاح السياسي ينبغي أن ينطلق من قياس مدى استجابة الخطوات التي تتخذ للضرورات وليس التحسينيات، تلك التي تمس الأعمدة والأركان وليس الواجهات أو الألوان. في مقدمة تلك الضرورات ضمانات الحريات العامة. ووقف الظلم والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، وسيادة القانون، ونزاهة الانتخابات التي توفر للمجتمعات حقها في المشاركة والمساءلة وتداول السلطة. أما رفع راية الديمقراطية أو الحديث عن الاصلاح السياسي، في ظل قوانين الطوارئ والمحاكمات الاستثنائية التي تقنن الظلم وتحميه، وفي ظل استمرار احتكار السلطة، أعني حين يستمر كل شيء كما هو ولا يتغير سوى اللافتة ولون الواجهة،
فإن ذلك يعد نوعاً من التدليس والغش السياسي.
أوافق تماماً مع القائلين إن تلك الضرورات لا تتحقق بين يوم وليلة، وانها بمثابة أهداف نهائية لا يمكن بلوغها إلا عبر خطوات مرحلية عدة تستغرق وقتاً. لكن هذه الموافقة مشروطة بأمر واحد، هو أن تكون تلك الخطى في إطار تلبية الضرورات وليس التحسينيات. وإذا جاز لي أن أحدد مدخلاً لما أدعو إليه، فإنني أكرر ما سبق أن قلته ودعا إليه آخرون، من أن خطى التدرج ينبغي أن تبدأ بإطلاق الحريات العامة، التي هي الحد الفاصل في المسألة بين الجد والهزل وبين الصدق والكذب.

(5)
ثمة إشارات موحية بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي ينسب إليها البعض الفضل في إطلاق رياح الاصلاح في المنطقة. أكثر ميلاً نحو الحفاوة بالتحسينيات دون الضرورات، لأن مصلحتها الحقيقية في الأولى دون الثانية. (لا تنس أن الإدارة الأمريكية راعية الاصلاح السياسي هي ذاتها التي أرسلت بعض المشتبهين لتعذيبهم في أربع دول عربية، حددتها “الواشنطون بوست” بالاسم، بهدف انتزاع الاعترافات منهم). ذلك أن عمليات التحسين الجارية تعطي انطباعاً بالإنجاز، “يبيض” وجه الإدارة أمام الكونجرس، ويمكن تسويقه وخداع الأمريكيين به. في حين أن الاصلاح الحقيقي الذي يركز على الضرورات، قد يؤدي إلى نتائج تتعارض مع المصالح الأمريكية وقد تهددها، خصوصاً في ظل استمرار الشعور المعادي للسياسة الامريكية في المنطقة، الأمر الذي يوفر جواً مواتياً لانتخاب قوى معبرة عن ذلك الشعور، إذا ما كانت الانتخابات حرة ونزيهة.
بعض الكتاب الأمريكيين نبهوا إلى ذلك، أحدثهم توني كارون أحد كتاب مجلة “تايم” الذي نشرت له صحيفة “هآرتس” - عدد 18/3 مقالة حذر فيها من التفاؤل بإمكانية حلول الديمقراطية في العالم العربي، فيما وصفه بالسقوط الثاني لحائط برلين. وذكر بأن 53% من مقاعد المجلس الوطني العراقي ذهبت للشيعة الموالين لإيران، الأمر الذي ينبغي ألا يكون مصدر سعادة للولايات المتحدة وحلفائها. وخلص إلى أن العالم العربي بغير ديمقراطية حقيقية هو أفضل كثيراً للولايات المتحدة والعالم الغربي بعامة.
ألا تشم من الكلام أن الاصلاح السياسي الذي تدعو إليه واشنطن له “سقف” ينبغي عدم تجاوزه، وأن ذلك السقف إلى عمليات التحسين والتجمل أقرب؟!

العربي الخفيف والعربي الثقيل - يونس أرجون - الجزائر

ما يُثبت سذاجة فكرة داروين في نظريته للتطور هو بقاء القرد قردا.. و الانسان انسانا.. و العربي عوان بين ذلك.
فلو سلمنا بصحة نظرية هذا العالم "الصهيوني المتآمر" حسب نظرية عربية أخرى لا تقل سذاجة لاصطدم العربي بحاجز "البقاء للافضل" منذ العصر الطباشيري، و لما تمكن من العبور الى عصرنا الحالي الا على هيئة حفريات و بقايا متحجرة.. أو حتى سائلة..


النتيجة هي أننا كنا سننقل القسم الاكبر من المقرر الدراسي في مادة التاريخ عندنا الى مادة الجيولوجيا و البيئة، و لصارت دراسة بقايا العرب المتكلسة اقل مأسواية من تبرير الهزائم المتوالية. و ربما سحبنا بعض المقرر الى مادتي البيولوجيا و الكيمياء زيادة في المتعة و التحدي العلمي لمحاولة فصل المكون العربي من التركيبة المعقدة للبترول في بلاد العرب.


و لرُفِعَ الحرج عن طرح سؤال مخجل : لماذا العالم كله يُجمع على أن أفضل مكان للعربي هو تحت التراب؟ و بعبارة ادق لماذا العربي المتحلل منذ آلاف السنين في تركيبة سوداء أثمن من العربي الذي لم يتحلل بعد؟
جزء من الاجابة نجده في قانون اقتصادي قاعدي اسمه قانون العرض و الطلب. و الجزء المتبقي نجده في تحليل شخصية العربي التي سنتركها للمرة القادمة.

وجود غالبية من المفكرين و السياسيين الغربيين ممن يعتقد بنظرية داروين برّرَ لكل التجاوزات العنصرية و الاستعمارية في القرون الماضية و بقائها يشكل خطرا على الوجود العربي مستقبلا خاصة لو ثبت علميا أن البترول العربي هو مجرد بقايا للعرب البائدة.


الاستثمار على المدى الطويل سيكون ثلاثة قنابل نووية في البلاد العربية.في انتظار ان تتحلل الجثث الى عربي خفيف و عربي ثقيل.
آخر أخبار سوق البترول العالمي تشير الى زيادة الطلب من الاسواق الجديدة على العربي الثقيل….
انصحكم باتباع الحمية و الدعاء أن يهلك الله امريكا.
طابت اوقاتكم.

منصب الرئيس الباطل - عبد الوهاب خضر

أكد خبيران من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أنه إذا أجريت انتخابات رئاسة الجمهورية في ظل الشروط التي تطرحها قيادات في الحزب الحاكم من الممكن أن يخلق ذلك فراغاً دستورياً

فيما بعد، إذا تم الطعن علي رئيس الجمهورية علي اعتبار أنه ما بني علي باطل فهو باطل لأنه جاء بتزكية مجالس عبارة عن فروع من الحزب الوطني ومشكوك في عضويتها!!

جاء ذلك في ندوة: نحو انتخابات رئاسية تنافسية متكافئة «نموذج الانتخابات الفرنسية 1962» تحدث فيها د. عبد العليم محمد مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ود. ضياء رشوان رئيس وحدة النظم السياسية بالمركز ومحمد فرج أمين التثقيف المركزي «بحزب التجمع» وقدمها نبيل عتريس عضو اللجنة المركزية بالحزب وحضرها عدد كبير من المهتمين بهذا الشأن.

قال د. ضياء رشوان إن خطوة تعديل المادة 76 من الدستور المصري خطوة مهمة، ولكن الحزب الحاكم يحاول أن يستوحي نفس شروط وضوابط اختيار رئيس الجمهورية من النظام الفرنسي وتسعي قيادات الحزب الوطني لفرض ضوابط مثل ضرورة تزكية 20% من إجمالي أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمحليات بما يعادل 760 شخصا، وأكد رشوان أن ترزية القوانين هؤلاء تناسوا أن أحزاب المعارضة في فرنسا ممثلة بالفعل في البرلمان والمحليات عن طريق انتخابات شعبية وحقيقية وأن هناك تكافؤا وتوازنا بين كل الأحزاب داخل هذه المجالس ولا يوجد حزب أو اتجاه يسيطر علي هذه الجهات مثلما هو حادث عندنا في مصر.

وذكر رشوان أنه إذا تم الأخذ بمبدأ تزكية مثل هذه المجالس فسوف يواجه ذلك بطعن في الدستور عن طريق القضاء الإداري الأمر الذي سيؤدي إلي إبطال منصب رئيس الجمهورية مما سيخلق فراغا دستوريا غير مسبوق ، وسوف يكون الدفع قائما علي أن المجالس المحلية بالدلائل القاطعة تأتي ضمن باب الإدارة المحلية، وأن انتخاباتها حدثت تحت إشراف الموظفين المدنيين وليس الإشراف القضائي مثلما طلبت المعارضة.

وحول شروط الترشيح أشار د. ضياء رشوان إلي أن النظام الحاكم في مصر يسعي حاليا لتقديم هدية مسمومة لأحزاب المعارضة عن طريق استثنائها هذه المرة فقط من بعض الضوابط، مثل تزكية بعض المجالس وقال إنه إذا وافقت الأحزاب علي ذلك فستكون قد طعنت نفسها بيديها لأنها ستفاجأ في المرات القادمة أنه لا يوجد مرشح سوي من الحزب الحاكم ولذلك فإن هذا الشرط يجب أن يرفض بقوة ويكون البديل هو وضع ضوابط حقيقية بعيدة عن كل المجالس الحكومية مثل جمع توقيعات تتراوح بين 50 إلي 150 ألفا خاصة وأن الهيئة الناخبة في مصر تبلغ حالياً 35 مليون مواطن في كل المحافظات.

وقال رشوان إنه إذا تمسك الحزب الحاكم بضوابطه التعجيزية والضحك علي المعارضة باستثنائها هذه المرة فقط، فسوف يكون هناك حق للطعن علي ذلك خاصة وأن المادة 8 من الدستور، تنص علي تكافؤ الفرص.

وحول الضوابط الأخري المطلوب توافرها قال ضياء رشوان إنه من الضروري جداً تشكيل لجنة قضائية مستقلة تشرف علي جميع مراحل العملية الانتخابية، وتتلقي طلبات الترشيح وتعلن الطعون ولا تسمح للأمن بالتدخل بأي شكل في العملية الانتخابية سواء داخل اللجان أو خارجها. كما أنه يجب إجراء الانتخابات خلال أكثر من يوم خاصة إذا علمنا أن عدد اللجان الانتخابية هو 25 ألفا بينما عدد القضاة لا يتجاوز 7 آلاف مما يعني أن كل قاض سوف يشرف علي 10 آلاف صوت إذا تمت الانتخابات في يوم واحد مما يجعل الإشراف صوريا، ولذلك فلابد من تحديد عدد من الأيام حتي يتسني إشراف حقيقي من جانب القضاء علي انتخابات الرئاسة، كما أنه من الضروري أن يصاحب تعديل المادة 76 تعديلات أخري في الدستور، تقلص من صلاحيات الرئيس وتضع شروطا حقيقية ومتوازنة وغير متناقضة لاختياره.

وحول النموذج الفرنسي في اختيار رئيس الجمهورية تحدث د. عبد العليم محمد عن أن انتخاب رئيس الجمهورية هناك يتم بالاقتراع العام المباشر منذ عام 1962 بشروط وضوابط وإجراءات متكافئة ومتوازية، سمحت بما يسمي تعايش رئيس وزراء اشتراكي مع رئيس رأسمالي أو العكس. وقال د. عبد العليم محمد إن فرنسا خلال مائتي عام اضطرابات وثورات تأسست خلالها خمس جمهوريات وخمسة دساتير مختلفة، ولم تنجح المحاولات الأولي في إقامة توافق بين قوي الشعب، وفشلت الجمهورية الأولي 1792 - 1799 بسرعة وفي عام 1948 شهدت فرنسا شورتين «جمهورية واجتماعية» هزت أسس النظم التي قامت منذ الثورة وأفرزت الجمهورية الثانية والتي كانت جمهورية رئاسية ولم تستمر أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أنها اعتبرت مهمة لأنها أقرت الانتخاب الشعبي المباشر الذي أدي إلي تغيير في الأوضاع السياسية وإقامة مؤسسات جديدة وفي عام 1875 تأسست الجمهورية الثالثة وتحققت الاستقرار في البلاد حتي الآن رغم أنها غيرت الدستور مرتين بعد ذلك ودامت هذه الجمهورية الثالثة حتي هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية عام 1940 وذلك في ظل نظام سياسي نجح في وضع أسس جمهورية برلمانية تضم مجلسي النواب والشيوخ ثم نشأت بعد ذلك الجمهورية الرابعة عام 1944 وتميزت بتآكل سلطات الرئيس، وجاءت بعد ذلك الجمهورية الخامسة التي شهدت تعديلات في الدستور خاصة في نوفمبر عام 1962 لينتخب الرئيس بصورة مباشرة عبر اقتراع شعبي وتحول النظام الفرنسي إلي نظام نصف رئاسي بصورة ديمقراطية، تستند إلي سيادة الجماهير في إطار انتخابات متوازنة بين أكثر من مرشح، في ظل ضوابط حتي في عملية الدعاية والإنفاق علي الانتخابات وعبر جهات تتمتع بالشعبية والاستقلالية وتختار الرئيس بصورة ديمقراطية ولمدة محددة.

وفي كلمته طالب محمد فرج أمين التثقيف ونبيل العتريس عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع بتوفير المناخ العام الجيد للانتخابات وإلغاء حالة الطواريء وأن تكون الضوابط ضمن قانون وليس في الدستور وأنه إذا كانت الحكومة تريد أن تطبق النظام الفرنسي فعليها أن تطهر القاعدة داخل مجالسها المزورة.

مسمط الحاج ديستان - سامي عمران

كثرت فى الآونه الأخيره مداخلات و مقابلات و موضوعات صحفيه تتكلم و تتباكى و تنعي ضياع اللغة العربية على ايدى منتجى الأعلانات و اصحاب المحلات و المطاعم ... مهاجمين تسمية المحلات بأسماء غير عربيه و أن الأعلانات تقدم باللهجه العاميه و ليست بالفصحى

و لا أعلم هل ما يحدث من هؤلاء هو نتاج لعصر التفاهه و يا بابا علمني الهيافه قال له تعالى فى الهايفه و اتصدر !! ماذا يريدون ؟؟ اعلانات بالفصحى !! اسماء محلات بالفصحى !! مثلا مطعم بيتزا لابد أن يكون اسمه مطعم الفطيره التى على سطحها الجبن و الطماطم المقشوره الأيطاليه ،، أو مطعم يقدم مأكولات فرنسيه لابد من تسميته مطعم من غير ليه لصحون الفيليه

لم أجد مطعم فول أو كشرى اسمه مطعم فول الأليزيه أو كشرى اسبانيولي او مسمط الحاج ديستان.. معنى الكلام ان التسميه تنبع و توضح نوعية النشاط .. و هذا هو الوضع الطبيعى

بالنسبه للأعلانات !! هل المطلوب أن تخرج علينا الأعلانات عن عصير .. أحتسي عصير الفواكهه الطازج .. احتساء العصير يضمن لك الصحه حيث انه يحتوى على مواد مضاده للأكسده !!!!!!! المفروض ان الأعلان يخاطب جميع فئات الشعب اطفال و كبار .. و يجب ان يصل اليهم بسهوله و يسر و بطريقه محببه

الساده المتباكين .. اللغه تصان فى المدرسه و فى التعليم و بتوفير معلم و مدرس فاهم للماده وليس مدرس محتاج الى العوده لمقاعد الأبتدائي لجهله التام بما يدرس

انما نسيب الحمار و نتشطر على البردعه

يا ساده تعليم اللغة أو اي شيئ يلزمه مدرسه و منهج معد بطريقه سلسه و معلم كفؤا مؤهل ، انما تحميل الأعلانات و اسماء محلات البقاله نتيجة الوكسه التى نعانيها .. يكون درب من دروب الهطل

و تعالوا سويا نكتشف جزء بسيط مما يدور حولنا علي سبيل المثال لا الحصر من مسميات غير عربيه نستخدمها و تستخدمها الدوله متصورين انها كلمات عربيه

مصلحة الجمارك ( جمرك كلمة تركيه) مصلحة الدمغه و الموازين ( دمغه كلمه تركيه ) ، اسطى فلان ( اسطى كلمه تركيه تكتب أوسته و معناها استاذ ) ، باشا ، بك ، أفندى ، يوغورت (اصلها يوجورت) جولاش ، بقلاوه ، شاورمه ، برطمان ، كنكه ، ديوان ، طاوله ،

اتوبيس ، تاكسي ، موتور ، دينامو ، تليفزيون، تليفون، ميكروفون،طبنجه، بوليس ، راديو، بوليصه ، كمساري ، سكه ، بلاج ، كومبيوتر ، لوكانده ، بومبه ، جزمه ، ديكيرتو ( تستخدم فى المصالح الحكوميه ) ، بوفيه ، كافيتريا ، اجزخانه ، جديد نوفي ، طمبور ، كافليته ( عند الميكانيكي و اطارات السيارات ) ،
بوجيه ،مانيفست ، و الآف الكلمات الأخرى التى نرددها فى حياتنا اليوميه دون أن نعلم انها غير عربيه

المفروض أن نتجه الي الأصل ، المدرسه و المدرس و المنهج

شعب الكويت شعب الله المختار - أحمد فؤاد

أعترف بأنني من المعارضين لنظرية التعميم بالنسبة لأخلاق الدول , بمعنى أن لست من مؤيدي اتهام الشعب الفلاني بأن أخلاقه كذا وبأن الشعب العلاني أخلاقه هكذا , وذلك لأني أؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وميَّز بينهم لا بوطنه ولكن بإلهامه النفس الفجور والتقوى و ترك له حرية الاختيار , وعليه فمن البديهي أن تجد الشر والخير في جميع الجنسيات , إلا أنه من الطبيعي أن يكون هناك تقارباً ما في أصحاب المنشأ الواحد والناتج عن العادات و التقاليد السائده في تلك البلد , وبالتالي فتجد أن هناك من يقول الشعب الفلاني يشتهر بطيبته مثلاً وهو بالطبع يقصد ذلك إجمالاً , وليس معنى ذلك أن لا يوجد شخص ما في هذا الشعب قاسٍ وغير طيب ‍‍!! , وبطبيعة الحال فإن كل تلك الصفات الخاصه بالشعوب هي في الأصل ترجع من خلال تصرفات بعض الأشخاص وتشابهها مع أنواع البشر المختلفه , و أعتقد أنها تلك الصفات تتبع المثل القائل " الصيت ولا الغنى " , ولكني بعد المواقف المختلفة التي مررت بها في رحلة الحياة بدا لي أنه من المهم أن يتّبع المرء المثل القائل " تعرف فلان قلت آه , عاشرته قلت لأ .. يبقا متعرفوش " .

الموضوع باختصار أنه في فجر يوم ملئ بالغيوم والأمطار من أيام شتاء ديسمبر العام الماضي , دق جرس الهاتف الخاص بي ليوقظني من النوم و أنا غاية في القلق من تلك المكالمة التي استدعت بصاحبها الاتصال في تلك الساعه , و عندما أجبت الهاتف عرفت أن المتحدث هو أحد أصدقائي المقربين والذي كانت زوجته في أول أشهر الحمل و تعاني من أحد أنواع الحساسية التي نتجت من جراء تناولها أحد الأدوية الغير مناسبه لها , والذي كان يطلب مني إيصاله المستشفى بسيارتي لعدم وجود سياره معه .

و لم تنقضي ربع الساعة إلا وأنا أحمله بسيارتي هو وزوجته للذهاب إلى المستشفى , و لأن الساعة كانت مبكره جداً ولأن زوجته كانت في حاله يُرثى لها , فقد اضطررنا أن نذهب بها إلى المستشفى العام – وهي مستشفى كبيره بالفعل – وذلك لقربها من مسكننا بدلاً من المستشفى الخاص التي تعالج فيها زوجته .

وصلنا للمستشفى و ذهبنا لقسم أمراض النساء والولاده , و كان القسم مزدحم نوعاً إذا أخذنا بعين الاعتبار التوقيت الذي يشير للساعة الثالثة صباحاً , و سألنا عن الممرضه كي تسمح لنا بالدخول , فأجابتنا بأنه يجب علينا أن نأخذ رقماً من الاستقبال كي يكون لنا دوراً . , وبالفعل ذهب أنا وصديقي للاستقبال كي نأخذ رقماً , فوجدناً أمامنا هذا المشهد.

رجل كويتي الجنسية يقف أمام موظف الاستقبال – ملحوظة : موظف الاستقبال كويتي الجنسية هو الآخر – يطلب منه أن يدخل بزوجته إلى الطبيب , فأجابه الموظف بأن عليه أن يأخذ دوراً وينتظر كبقية المرضى الذين ينتظرون وجاءوا قبله , فما كان من الرجل الكويتي إلا أن قام بالصراخ في الموظف وهو يقول له , كيف تمنعني من الدخول للطبيب و تطلب مني أن أقف في طابوراً أو آخذ رقماً , فأجابه الموظف بأن لديه تعميماً من وزارة الصحه موقعاً من وزير الصحه نفسه يمنع أي شخض من الدخول للطبيب بدون رقماً , فاستشاط الرجل الكويتي غضباً وهو يقول للموظف وهل مذكور في هذا التعميم أنه يشمل الشخص الكويتي أم لا , فرد عليه الموظف التعميم يشمل الجميع الكويتي والغير كويتي ., فاحمّر وجه الرجل الكويتي غضباً وهو يصرخ هذا التعمبم الأحمق إهانة للكويتي , أنا لا يهمني كل من هم جالسين , أنا كويتي ويجب أن أدخل للطبيب قبل أي شخص آخر . , و الحمد لله أن بعض الموظفين الكويتيين قد أخذوه جانباً لتهدئته و اقناعه في النهايه بانتظار دوره , وإلا لكنت أنا و العديد من الموجودين انقضضنا على الرجل لإفهام الرجل بطريقتنا الخاص , و الحق يقال بأن هناك من الكويتيين الذين كانوا ينتظرون معنا أظهروا امتعاضهم وخجلهم مما فعله الرجل .

لا أدري لماذا يصر بعض الكويتيون بأن كل من جاء إلى أرض الكويت مجرد " حرامي " هرب من بلده من أجل أن " يكبش " دنانير الكويت , ولماذا لا يريدون الفهم بأنهم لا يمنون على أحد بالأموال , ولكنها حقوق و عرق الذين يعملون هناك وليست هدايا ومنح – ببلاش –لأشخاص جاءوا لخدمتهم , أم أن الكويت هي الدولة الوحيده في العالم التي يوجد بها مغتربين يعملون بها , ولماذا لا يطبقون مبدأ الحرامي هذا مع الأمريكان الذين يأخذون مرتبات أضعاااااااااف ما يأخذه بقية المقيمين , و يعاملون بطريقة ال VIP .

هل وصل التمييز واحتقار الآخرين تلك الدرجه ؟ .. حتى في حياة الانسان توجد عنصريه .

أين حقوق الانسان التي ينادون بها كل يوم ؟ - هذا في حالة اعتبارهم المقيمين فصيله من فصائل الانسان ؟

أم أن هؤلاء ضيقو العقل يعتبرون شعب الكويت .. هو شعب الله المختار ؟‍!

الرئيس يجب ان ينزل الى الشارع - طارق جابر

محق كل من يذهب إلى أن حل مشكلاتنا لا يقتصر على تعديل دستوري أو قانوني مما يدخل في باب معالجة الأطر والهياكل مع التوقف عند حدودها دون تفعليها على البشر وعلى الواقع من خلال الممارسة والعمل.



وذلك لسببين، الأول أننا لا نعدم بين تشريعاتنا سواء الأم كالدستور أو الفروع كالقانون النصوص الجيدة، التي تبقى أسيرة المتون والحواشي ولاتجد طريقها للتطبيق ليس أنها غير موجودة ولكن بسبب من يطبقها، والثاني أن مشاكلنا بالأساس ناتجة عن الفجوة بين المثال والواقع، النص والممارسة، القول والعمل.



مشاكلنا بالأساس نابعة من أوضاع تنكبت منحنى الهبوط وعششت في العقول والقلوب منعكسة في العمل والسلوك حتي كرست لواقع التدهور والانحلال سواء بالاسراف في الممارسة أو بصناعة القوانين والأطر المعبرة عن هذا الخلل.



ولعل إحدى المسائل الغائرة في تركيبتنا الثقافية وذات الانعكاسات والتداعيات الخطيرة على واقعنا مسألة صورة السلطة ووظيفتها وعلاقتها بالناس، الصورة والوظيفة والعلاقة التي رسخت واستقرت منذ عقود مضت وعفى عنها الزمن، والتي تجاوزها بني البشر إلى صيغ أكثر كفاية ورقيا وفاعليه، وعقدتنا هي عجزنا عن اللحاق بهذا التطور البشري وعن توطين مفاهيمه وقيمه في تربة ثقافتنا وفكرنا.



لن يجادل أحد في حاجة وضرورة تمتع السلطة بالهيبة والاجلال لتتمكن من أداء وظيفتها بين الناس، إلا أن مصدر ومحل الجدل والاختلاف هنا هو مصدر هذه الهيبة وكيفية اكتسابها واستخدامها.



في مجتمعات كمجتمعاتنا لازالت مرابضة عند المفاهيم القديمة للحكم والسلطة يكون مصدر هذه الهيبة هو البطش والتسلط والقمع، تكتسب بتقديس الحاكم وتستخدم في تحصينه، فيجرى تكريس رهبة السلطة بين الناس بالميل إلى القداسة والتنزيه الذي يتجاوز حدود البشري والانساني إلى ماوراء ذلك، وفي سياق هذا النمط القديم من الحكم فإن مفهوم الشرعية لا يستند بالأساس إلى القانون أو إختيار الناس وإنما سيتند إلى الانجاز وسكوت الناس، بينما في المجتمعات المتقدمة يكون مصدر الهيبة والرهبة هو القانون بالأساس والشرعية المبنية على هذا القانون وعلى إرادة رجل الشارع التي تنصب الحاكم وتطيح به.



بالاضافة على هذا الاختلاف الجوهري في المفاهيم بين أطوار الحكم والسلطة القديمة والحديثة، هناك اختلاف أساسي ينعكس على صعيد التطبيق، وهو أن نظمنا السياسية تستند في نجاحها أو إخفاقها إلى عوامل شخصية كصلاح الحاكم أو فساده، أو حتى ككفايته أو عدمها، بينما توجد في النظم الحديثة معايير أكثر إستقلالية وموضوعية في التقييم، أساسها النظام ذاته وليس الأشخاص.



بعبارة أخرى ففي بلادنا يحكم الشخص الفرد على النظام برمته، بينما في البلاد المتقدمة يحكم النظام على الفرد مهما بلغ مقامه أو إرتفع منصبه.



هذه المشكلة ببعض الأبعاد التي أوردناها يمكن رصدها في أجلى وأوضح صورها في أوضاع وممارسات ققم السلطة في الأنظمة، تستوى في ذلك الأنظمة الملكية بالجمهورية، ويبقى التفاوت في الدرجة فقط وليس في المضمون أو الجوهر المستند إلى المفاهيم التي سبق الاشارة إليها.



قد لانبالغ إذا قلنا إن أحد مفاتيح خروج هذه الأمة من خناق أزمتها الراهنة هو حل شفرة هذه المعادلة بين السلطة ودورها وصورتها وبين الناس، لتصاغ وفق قواعد وأصول الحكم والادارة الحديثة وما يترتب على ذلك من تحول جذري في ثقافة الناس وفي أداء كافة قطاعات ومؤسسات الدولة بشكل عام.



إن العائق الأكبر الذي يحول دون تقدم الأمة هذه الخطوة الحاسمة هو قعود من يملكون القيام بها عن الحركة في اتجاهها، وتفضيلهم للأوضاع القائمة، سواء بدافع من المصالح والامتيازات التي يتمتع بها بعضهم، أو بسبب الخشية والخوف الذي يقعد البعض الآخر.



إننا نتصور أن تبعات خطوة كهذه تقع بالأساس على الحاكم ذاته، فإن قعد عنها فهي واقعة على النخبة من أبناء الأمة، ولا نتصور بحال من الأحوال أن يلام عموم الناس عليها وإن كانوا هم – أي عموم الناس – موضوعها ورصيدها.



كما لا نتصور أيضا أن يضطلع بهذه المهمة مجرد تعديل أو استحداث لنصوص قانونية أو تشريعية أو حتى دستورية، ما لم تسبقها وتتزامن معها ممارسة تعكس هذا الفكر وتلك المفاهيم الثورية بالنسبة لما هو قائم في بلادنا من صور ومفاهيم وممارسات.



ولبلوغ ذلك فنحن أمام واحدة من إثنتين لا ثالث لهما فيما نرى، أما الآولى فهي حاكم صاحب رؤية ثورية متجاوزة لما هو قائم ومتخطية حتى للامتيازات والصلاحيات التي يكرسها له النظام الحالي، يضع كل ذلك وراءه وينزل إلى الشارع ويخاطب الناس بلغة أخرى ويفرض على أجهزة الدولة ومؤسساتها أن تتضافر لترسم صورة جديدة للحاكم والسلطة في وعي الناس، وأما الثانية فهي نخبة صادقة مخلصة تقبض على تلابيب الحاكم والسلطة وتنزل به إلى الأرض بين الناس، فترد عليه وعلى بطانته كل أساليب وحيل الخروج به وبصورته خارج نطاق الدولة وحدودها وتصر على بقائه ضمن هذا وتلك.



إن التحدي الأول أمام النخبة في هذه الأمة - في السلطة أو خارجها – هو الوصول إلى رؤية واضحة حول مفاهيم الحكم والسلطة وعلاقتها بالناس ومصادر شرعية النظم، وتشييد كل ذلك على ركيزتين، الأولى تتمثل في التشريعات والدستور والقوانين التي تعكس هذه الرؤية الجديدة، ولا يجب أن يرهب أو يخوف أحد من الاقدام على هذه الخطوة بزعم أنها تهدد الأمن والاستقرار، لأننا لا نحسب أن صياغة المباديء والأهداف العامة يمكن أن تحدث هذا القدر من الاستقطاب المهدد للأمن والاستقرار، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فنحن لا نتخيل أمة بهذا الحجم وهذه الموارد والطاقات والكفاءات البشرية تعجز عن إبتكار الصيغة الحديثة للحكم والادارة وايجاد ضمانات صيانتها واستقرارها.

هذا عن الركيزة الأولى، أما الركيزة الثانية فهي مطابقة الممارسة والتطبيق للأطر والصيغ التشريعية والقانونية تمام المطابقة، لأن هذه الخطوة هي الكفيلة بتحقيق مصداقية التوجه وبث الروح في النصوص والقوانين التي تبقى موات ما لم يصدقها التنفيذ والعمل.

المايسترو الاعلامي العربي - د. ابراهيم علوش

في التغطية الإعلامية، السياق هو كل شيء. فليس من تغطية إخبارية محايدة، والخبر نفسه يكتسب معانٍ مختلفة حسب السياق الذي يقدم فيه، وهو ما يجعلنا نرى مقاومة مثلاً حيث يرون إرهاباً.. والرسالة السياسية للتغطية الإعلامية لا تعرف من الخبر نفسه بل من سياقه الذي يتشكل من أدواتٍ ظاهرةٍ أو مستترةٍ: المصطلحات المستخدمة، ونوعية التفاصيل التي يتم التركيز عليها (أو تهميشها)، وزاوية وقوع الضوء في الصور المنتقاة، وتوجهات "الخبراء" الذين اختيروا للتعليق على موضوعٍ ما، وطريقة تكرار كذبة ما حتى تُقبلَ "حقيقة" أو "واقعاً"، وغير ذلك كثير. بالإمكان تقديم شخص يمارس التعاون الأمني مع العدو الصهيوني للجمهور من خلال تركيز الأسئلة الموجهة له على التنازلات التي رفض تقديمها مثلاً، وليس تلك التي قدمها فعلاً... مما يكرسه فجأةً ممثلاً سياسياً لنا، كما يجري عادةً مع الدحلان والرجوب ومن لف لفهم. وينشأ السياق المحيط بالخبر دوماً من عين محرر الخبر نفسه وموقعه السياسي، وبالتالي، رؤيته لمصلحة الكيان الذي ينتسب إليه، سواءٌ كان الأمة وأكبر شرائحها مثلاً، أو إحدى شركات سايكس-بيكو القطرية أو الطائفية أو شرذمة من المنتفعين من العلاقة مع الطرف الأمريكي-الصهيوني. ونرى الإدارة الأمريكية تتدخل عنوةً لدى الفضائيات العربية لتفرض سياقها هي على الحدث. ففي لعبة الإعلام، ينتصر الطرف الذي يفرض، من خلال سيطرته على وسائل الاتصال الجماهيري، سياق ورؤى جماعته بالذات. ولأن العقل البشري يتمتع أصلاً بمرونة الخروج من واقعه المباشر، بالتجريد وبالتحليل، يسعى المعسكر الآخر دوماً لأن يستقطب عقلنا ضمن شبكة سياقه، بهدف تشكيل وعي زائف لدينا، وعي يناقض واقعنا ومصلحتنا كأمة ويتفق مع مصلحته. وقد اتضح وقوع وسائل الاتصال الجماهيري في قبضة المعسكر الآخر أكثر ما يكون من الطريقة التي همشت أو تجاهلت فيها عشرات وسائل الإعلام العربية المظاهرة المليونية في بيروت يوم 8 آذار/ مارس 2005، أو حاولت أن تحتوي آثارها السياسية، كما فعلت الجزيرة من خلال بث أصوات وخطاب المعارضين للمظاهرة بشكل منهجي في الخلفية (السياق). وفي اليوم التالي، أظهر مسح مجموعة من المراقبين المقاومين لعشرات وسائل الإعلام العربية الرئيسية، المرئية والمكتوبة والمسموعة والافتراضية، جهداً منظماً في إخفاء حدث رئيسي من هذا المستوى وكأنه لم يكن.. وفي نهاية صيف 2004، قال أحمد سعيد (من إذاعة صوت العرب سابقاً) عبر إحدى الفضائيات العربية أن معظم تلك الفضائيات يحركها مايسترو واحد يحدد ماذا تطرح ومتى وكيف، وقد رأيت في قوله وقتها شيئاً من المغالاة باتجاه نظرية المؤامرة غير العلمية. وقد استثنى أحمد سعيد فضائيتي المنار وفلسطين. ولكن لا بد من الاعتراف أنه كان على حق، على الأقل في الخطوط العريضة، كما أظهرت (عدم) تغطية مظاهرة 8 آذار / مارس 2005 في بيروت المقاومة. خرج المايسترو بعدها من ذهول صدمته ليعيد تشكيل رؤيتنا لتلك المظاهرة العظيمة ضمن سياقه باعتبارها "بداية دخول حزب الله في العمل السياسي وابتعاده عن المقاومة"! ولكن مهلاً، ألم يكن حزب الله في مجلس النواب اللبناني أصلاً خلال المقاومة؟! ثم، أين التناقض في أن تسيّر المقاومة مظاهرة مليونية في اللحظة المناسبة، وأن تقاوم عسكرياً في لحظةٍ مناسبة أخرى؟! بل أتت المظاهرة تأكيداً مليونياً على مشروعية المقاومة المسلحة، وليس بديلاً لها، لكل من سمع ورأى... ويبقى لبنان البلد العربي الوحيد الذي تخاف "إسرائيل" الاعتداء عليه بسبب قدرات مقاومته، واللبنانيون يعرفون ذلك.. فلسطينياً، استغل المايسترو الإعلامي حوارات القاهرة ليوحي ليل نهار أن حماس والجهاد ومنظمات المقاومة "ألقت السلاح" و"دخلت لعبة الانتخابات الأمريكية". والهدف دائماً نشر الإحباط والقنوط والإيحاء أن كل شيء انتهى، وأن المشروع الأمريكي هو الوحيد السائر على الأرض. ولكن، لحظة! أليست الهدنة مشروطة بالإفراج عن الأسرى بالكامل؟! ألا تقول الفقرة الأولى منها بمشروعية المقاومة؟! بل هي تدعو لدولة فلسطينية دون تحديدها بالضفة وغزة لمن قرأ جيداً... لا أدافع عن الهدنة أو حوارات القاهرة بالطبع، بل أدعو لكشف أهداف ووسائل الخطاب الإعلامي المعادي. فهي معركة على العقول والقلوب لا تقل أهمية عن أي تحدٍ أخرٍ تواجهه أمتنا، ولهذا علينا التفكير جيداً كيف يكون للمقاومة الشعبية العربية منابرها ووسائل إعلامها المستقلة عن المايسترو.

Friday, 18 March 2005

صفحة الغلاف - المتعاطفين مع سراندو ينوبهم من الحب جانب


Image hosted by Photobucket.com


في مظاهرة سلمية عبر متعاطفون من كافة التيارات السياسية المصرية عن تعاطفهم مع فلاحي ساراندو واحتجوا على ممارسات الامن هناك من اعتقالات وتعذيب ادى الى وفاة سيدة تدعى نفيسة المراكبي بسبب خلافات على ارض زراعية وذلك امام دارالقضاء العالي بوابة محكمة النقض بوسط البلد بالقاهرة ... لكن يبدو ان اجهزة الامن شعرت بان هؤلاء يحتاجون الى تذوق نكهة ما يحدث في ساراندو ... وهذه المرة ليست في قرية نائية بعيدة عن اعين الاعلام يمكن للامن ان يستفرد بها ولكن في وسط المدينة وعلى مسمع ومرأى من الاف المصريين في منطقة الاسعاف ودار القضاء العالي حيث ارتفعت عصي الامن لتهوي على رؤوس المتعاطفين من رجال ونساء واطفال واقتحمت القوات مبنى دار القضاء العالي نفسه كما يقتحم الثور محل الخزف واحدثت به تلفيات واصيب كثيرون واتذكر منهم سكرتيرة حمدين صباحي حيث تلقت هراوة على ام راسها والصحفي ابراهيم الصحاري الذي اصيب في جبهته والذي سبق اعتقاله في معرض الكتاب هذا العام ثم تم التحفظ عليه مرة اخرى لفترة من الوقت بمعرفة رجال الامن داخل المبنى هو وكل من وائل خليل وحمدين صباحي واحد الم واطنين من قرية ساراندو اما العبد لله فجت سليمة معاه ولكن اخذت مقلب حرامية ووقعت زرع بصل فوق انسة كانت واقعة على الارض خلفي عندما باغتتنا قوات الامن بالهراوات واندفع الجميع الى الداخل في تدافع والحمد لله لم يداس احد تحت الاقدام ... او ربما حدث ولم اعلم به ...

رئيس التحرير





لماذا لا تؤم الرجال إمرأة - أمير أوغلو - الدنمارك

عندما يفقد الناس ثقتهم بالعلماء وبالمؤسسة الدينية نتيجة وقوفها مع الحاكم وفتاواها العجيبة الغريبة المتبدلة بحسب مصلحة الحاكم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصبح المجاهد الذي طلق الدنيا في سبيل دينه مرتدا، ويصبح الحاكم الذي أباد من شعبه المسلم أكثر مما أباد اليهود وشرد من شعبه المسلم أكثر مما شرد اليهود أول من يدخل الجنة يطير فيها بجناحين مع أولاده، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يبيح أعلى أئمة المسلمين منصبا في العالم، الربا ويسميه بغير اسمه، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصبح الشهيد منتحرا، والخائن بطلا شهيدا، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يحكم المسلمين الأمواتُ وأشباهُ الأموات من كراسي العجزة بموافقة العلماء ورضاهم وتشجيعهم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يعلن قائد أكبر جماعة إسلامية في العالم أنه سينتخب رئيسه الحالي للمرة العاشرة إذا جرت إنتخابات حرة متعددة، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما لا يبقى من علماء الأمة خارج السجون والمقابر إلا الشياطين الخرس، ويختفي في بلاد الإسلام كل من يصدع بالحق في وجه السلطان الجائر، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يجتمع حكام العرب ليقرروا طريقة أخذ البيعة لشارون، وعلماء الأمة ساكتون، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما يعلن فراعنة العصر أنهم هم الذين سيعلمون الناس الحرية والإستقلال والإصلاح، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يفتي العالم للحاكم أن عقوبة التظاهر السلمي هي الجلد والتعزير، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



عندما يصوم الناس في شعبان ويفطرون في رمضان ويحجون يوم العاشر بدل التاسع إرضاء للحاكم، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



وعندما تضيع الثوابت، ويوسد الأمر إلى غير أهله, ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، وتصبح الفتوى عمل من لا عمل له، فلماذا لاتؤم الرجالَ امرأة؟



إن هذه السيدة التي قررت أن تصلي بالناس يوم الجمعة القادم، تستحق فعلا وساما ونصبا تذكاريا من كل أعداء الإسلام، فهي التي تحقق على يدها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة" وعلى المسلمين أن يتذكروا جيدا هذا التاريخ الثامن عشر من آذار مارس عام 2005 فهو علامة فارقة في مسيرة دينهم وفي مسيرتهم بشكل عام، إنه اليوم الذي بدأت فيه عملية انتقاض عروة الصلاة آخر عرى الإسلام, ولعلنا نرى هذه المرأة تصلي بالناس في الأسابيع القادمة وهي حائض أيضا، فقد ورد هذا في رواية أخرى من روايات هذا الحديث نفسه.



إن هذا الحديث (حتى لو قاموا بتضعيفه كالعادة) يحمّل علماء الأمة مسؤولية رهيبة وعظيمة وخطيرة، فهم الساكتون على نقض عروة الحكم وهم الداعمون للحكام الذين نقضوا هذه العروة، ولذلك هم الذين يتحملون مسؤولية انتقاض بقية العرى واحدة واحدة، هل سيفيدهم قيامهم الآن أو بعد الآن باستنكار هذا الحدث وما بعده مما يستحدثه الناس من بُعد عن الدين وتشويه للشريعة؟ وكيف سيصدقهم الناس وحالهم حال الذي يقول: "أنا أكذب عليكم فقط في قضية الحكم والحاكم وشروط بقائه وحكم الخروج عليه أما في بقية الأمور الدينية فصدقوني أنني لن أكذب عليكم والله على ما أقول شهيد" كيف ستعود هذه الثقة بين العالم والمؤسسة الدينية وبين الشعوب والناس؟ أليسوا هم المسؤولين عن تضييعها؟ ألم يكن سكوتهم واعتزالهم خيرا لهم مما نراه ونسمعه في كل يوم من التفاف على أحكام الإسلام وتشويه لأنصع حقائقه؟



لم تعد القضية قضية استعمار واحتلال وحاكم ظالم وعالم سائر في ركابه، بل هي قضية عقول احتلت وأفكار توطنت وثقافة عمت وشاعت، لقد احتلوا عقولنا قبل احتلال بلادنا ونهبوا أفكارنا قبل أن ينهبوا بترولنا وعلمونا الإيمان بهم وبحضارتهم وبمبادئهم قبل أن نتعلم الشهادة والصلاة والصيام فجاءت شهادتنا ناقصة وصلاتنا فارغة وصيامنا جوع وعطش.



لا تستغربوا ارتفاع الأصوات المؤيدة لهذه الخطوة في مقبلات الأيام، ولا تستغربوا أن تكون هذه الأصوات أصوات أناس مسلمين، فكل شيء في الإسلام أصبح مباحا وأفلت الأمر من يد المؤسسة الدينية لأنها هانت على الناس بعد أن هان الهوان عليها أمام الحكام، وأسكتت الأصوات الصادقة المخلصة أو أبعدت عن الناس. سنشهد في الأيام القادمة حوارات وندوات ومناقشات حول الحرمة والحل والمنع والسماح لكنها كلها ستدور بعيدا عن القضية الحقيقية وعن المشكلة الأساسية فنحن مازلنا أسارى الأفكار المريضة والفقه المنقوص والتشويه المستمر لهذا الدين ولمفاهيمه ولأهدافه.

قصة حمادة ودودو - د. محمد حلمي

قصة من وحي الخيال العلمي للعبد لله

كان ياما كان
حمادة واد روش و بيشتغل في الفن ...ودودو بنت ناس و ماشية بشرفها من صغرها ...حمادة ابوه فنان في الخمرة و النسوان ...ودودو ابوها استاذ في الجامعة وبيقبض بالدولار ...حمادة امه فنانة من الخمرة صوتها اندبح ...ودودو امها استاذة في الجامعة هي كمان

تشاء الصدف حمادة يقابل دودو في ماكدونالدز وهم بيروشنوا ...ويدور بينهم هذا الحوار القصير

دودو : هاي مش انت حمادة الممثل الروش
حمادة : ايوة يا مزة اسمك ايه؟
دودو : انا دودو مهندسة ديكور و تعليم خوجاتي و بعد الضهر بمشي بشرفي ...اصل انا بنت ناس
حمادة : شوفي الصدف يا مزة ...انا عندي شقة على المحارة ماتيجي تظبتيلي العواميد
دودو : وماله يا حمادة نظبطلك عواميدك ...تعالى و انت حليوة كدة ...ده صحباتي في النادي بيموتوا فيك

وبعد تظبيط العواميد في الشقة و الذي منه ...تجري دودو على صحباتها في النادي

دودو : اسكتي يا شيري ...مش انا ظبت العواميد في شقة حمادة الفنان؟؟
شيري : لا انا مش مصدقة ...دا انت حتى مش منظر يا دودو ...والواد حمادة ده موز خالص و فنان ابن فنان ...هيبصلك انت على ايه؟
دودو : وحياتك ده اللي حصل ...انت بس غيرانه عشان من زمان نفسك تظبطي عواميده و مش طايلة
شيري : مش هصدقك الا اما تجيبيلي قطر منه
دودو : و شرفك هيحصل

و بعد تظبيط العواميد على مراحل مع مراعاة التأكد من "تحميل" المواد الخام في خلاط الاسمنت ...تجري دودو على النادي باختبار حمل نتيجته ايجابية و ترميه في وش شيري وسط حسد باقي بنات الشلة

دودو: بابي انا حامل
ابو دودو : تااااااااااااااني؟ روحي خدي من امك مصاريف العملية
دودو : بس انا عايزة اخلف المرة دي ...دا هيطلع واد فنان زي ابوه
ابو دودو : تعالي يا ام دودو شوفي بنتك بتقول ايه
ام دودو : البت كبرت يا ابو دودو و محتاجة تخلف حتة عيل يملى وقت فراغها...احنا ربيناها تربية امريكاني و في امريكا و الدول المتقدمة مافيهاش حاجة
ابو دودو : طيب هنقول ايه للعالم المتخلفة اللي عايشين معانا ...مش كل الناس نسيت اصلها زينا و سكنوا في المهندسين و شبعوا من بعد جوعة
ام دودو : مش البت بتقولك ان ابو اللي في بطنها فنان؟ تبقى قضية رأي عام و نطلع في ال تي في انا وانت نعمل منها بطلة و مثال يحتذى لبقية طبقات الشعب العامل و شوية كلام اهبل على حبة نحنحنة و نبقى خدناهم بالصوت
ابو دودو : والله فكرة مش بطالة و اهي تبقى دعاية كويسة لينا في الجامعة

وبعد انتشار الخبر في الصحافة و التي في و حوارات و لقاءات و مناقشات ...يتضطر حمادة يعترف بالمولود و دودو تبقى اشهر من نار على علم ...وابو دودو و امها يبقوا مقررين علينا في برامج الفضائيات كنماذج لاولياء الامور موديل 2000

انتهت القصة ...

ملحوظة ...حمادة و دودو مش قضية ...دا ياما فيه منهم كتير بس احنا اللي بنصهين...القضية اننا في زمن اصبحت فيه الدعارة تساوي شهرة ...والمجون فن ...والاستعباط قمة النجاح

نشكر السيد الرئيس ونبايعه مدى الحياة - طارق جابر

(1)

كانت لحظة إعلان السيد رئيس الجمهورية في 26 فبراير عن توجيهه خطابا إلى مجلسي الشعب والشورى – بموجب حقه الدستوري - يطلب فيه تعديل المادة 76 من الدستور بما يتيح إختيار رئيس الجمهورية من خلال عملية إقتراع سري مباشر بين أكثر من مرشح، بدلا من نظام الاستفتاء المعمول به وفق المادة السابقة، كانت لحظة الاعلان تلك وما تلاها من أصداء وتداعيات من اللحظات الكاشفة عميقة الدلالة والمعنى في واقعنا السياسي،. ومع غلبة تيار من الترحيب - لا أستثني منه نفسي - بمبادرة الرئيس إلا أنني أرى لحظة كاشفة من الواجب الامساك بتلابيبها وصورة بارزة من الضروري تأملها والتركيز في أبعادها وتفاصيلها ووضع ما تعكسه من معاني ودلالات تحت المجهر وفي بؤرة الوعي العام، ليس بسبب صدق وجلاء اللحظة وحسب ولكن لارتباطها بمسائل أساسية في واقعنا السياسي والثقافي ولأهمية هذا مع ذاك في إدراك الواقع بأبعاده الحقيقية.



لقد دار الطحن خلال الشهور السابقة حول مطالب إصلاح سياسي وديمقراطي رفعت لواءه القوى الوطنية وتيارات المعارضة - ولقى لهذا السبب أو ذاك - حماس وقبول رجل الشارع، وكان من بين جملة مطالب الاصلاح تلك المادة التي طلب الرئيس من المجالس التشريعية بحث تغييرها، ولاشك أن أجندة الاصلاح التي دار حولها الطحن وشكلت الموضوع الرئيسي في الشارع السياسي خلال الفترة الماضية كانت مرتبطة برؤية تعكس درجة من التطور والنضج السياسي كما تعكس قدر من التوافق حول قصور الواقع القائم عن تلبية حاجات التقدم والنهضة التي وجد أن تحقيقها مرتبط بتغيير قواعد اللعبة السياسية في البلاد وتغيير مناخها بشكل جذري.



وظلت الأمور تجري على شد وجذب بين السلطة وبين رافعي لواء مطالب الاصلاح، حتى ساد مناخ من التوتر والاحتقان ومورست كافة أشكال المناورة والتلاعب والالتفاف والضغط والتحريض والمحاصرة حتى لاحت لحظة بدا فيها أن النظام قد وصل إلى صيغة أو قرار يتعامل به مع الوضع الضاغط، الحظة التي توجها إعلان الرئيس في خطابه عن طلبه تعديل المادة 76 من الدستور على جرى.



وقد تلاحقت وتتابعت أصداء وتداعيات هذا الاعلان بما شكل صورة مكتملة وصادقة بقدر ما هي جديرة بالتأمل والنظر، وجاءت التعليقات والتحليلات وردود الفعل التي أثارها الاعلان كالسيل العرم كما ونوعا، مراوحة بين التهليل المندفع والثناء المتفائل والترحيب الحذر، وتضافرت في مجملها لترسم لنا الصورة التي نريد أن نضعها تحت المجهر وفي بؤرة الوعي.



وقد يكون المدخل لمطالعة الصورة من تلك الزاوية الكاشفة هو رصد أمرين، الأول هو الكيفية التي جرى عليها إعلان الرئيس وسياق هذا الاعلان، والثاني هو الكيفية التي أستُقبل بها هذا الاعلان.



قد يكون العنوان الأصدق للمشهد إجمالا هو كلمة المفاجأة أو الصدمة، وقد عبرت كافة الأصداء والتداعيات عن هذا المعني بكل أشكال التعبير، ولا شك أن إعلان الرئيس كان مفاجأة وصدمة بإمتياز، لاسيما وأن المقدمات كانت ملتبسة ومرتبكة بما جعل التنبؤ بما هو قادم مسألة في غاية الصعوبة، وهذه تحديدا – سمة المفاجأة وعدم القدرة على التوقع أو التنبؤ – هي العقدة الأولى التي نود الامساك بها.



في مايو من العام الماضي، بينما كان الرئيس يعاني بعض المشكلات الصحية المبهمة، إزدهرت شائعات حول وزارة جديدة أو تعديل وزاري، ووقعت البلاد فريسة التكهنات والشائعات في كلا الأمرين، الحالة الصحية للرئيس ومسألة الوزارة الجديدة، وإبان تلك الفترة بينما كان الرئيس يستعد لرحلته العلاجية إلى ألمانيا نقلت الصحف تصريحات بالغة الدلالة والاتصال بالمسألة التى نحن بصددها، وإن كانت لم تستقبل بدورها بالعناية والتركيز الذي تستحقه. كانت التصريحات صادرة عن نافذين من أركان النظام السياسي وكان مضمونها أو فحواها - فيما يتعلق بالتكهنات والشائعات السارية حول التغيير الوزاري – أن التعديل الوزاري لا يعرفه كائنا من كان، وأنه في عقل الرئيس، والرئيس فقط.

(2)

يستطيع كل مراقب ومتابع للشأن السياسي في مصر أن يتبين خطابا متصلا بنبرات متفاوته حول برامج إصلاح سياسي وإقتصادي، وكذلك تحليلات عن تطور في الواقع السياسي والاجتماعي تعبر عنه درجة الوعي والنشاط السياسي بين الناس بوجه عام والمشتغلين بالسياسة منهم بشكل خاص، إلا أن إختبارات الواقع تعد هي فقط المحك الحقيقي لكل هذه المقولات والاستنتاجات المرسلة، سواء ما تعلق منها بوجود برنامج متدرج للإصلاح أو ما تعلق منها بتطور الحياة السياسية والاجتماعية بشكل عام.



إن الملاحظتين المنوه إليهما أعلاه – وقع المفاجأة في إعلان الرئيس ومسألة وجود التعديل الوزاري في عقل الرئيس وحده – لا تشكلان سوى علامات بارزة ذات دلالات فارقة ضمن سياق متصل ومستقر لمسألة في واقعنا السياسي يمكن أن نسميها مسألة الرئيس.



وقبل أن نُفَصل ما هي مسألة الرئيس هذه قد يكون من المفيد أن نلفت الأنظار إلى قدر هائل من التناقض الفج الذي يجري تمريره على الوعى العام دون أي شعور بالحرج أو المسئولية، من ذلك التناقض الصارخ بين مزاعم وجود برامج إصلاح متدرجة ومتصلة وبين وصف المفاجأة في مبادرة الرئيس، لاسيما إذا رجعنا إلى تصريحات المسئولين وعلى رأسهم تصريح الرئيس شخصيا في نهاية يناير أثناء توجهه إلى أبوجا لرئاسة وفد مصر في القمة الرابعة للاتحاد الأفريقي والذي قال فيه " الدعوة إلى تغيير الدستور باطلة ونظام الاستفتاء مؤسس على ترشيح البرلمان "،. إن القفزة التي حدثت بين موقف رسمي يرفض الاقتراب من الدستور ويناور لتفاديه ويرى في دعوى تعديله دعوى باطلة في 30 يناير والاعلان المفاجيء بمبادرة تعديل مادة واحدة من الدستور في 26 فبراير، بعد أقل من شهر، هذه القفزة أو التغير الحاد في الموقف على النحو الذي جرت عليه وصفة المفاجأة التي وسمت هذا التحول تتناقض جوهريا مع فكرة وجود برنامج أو رؤية أو إستراتيجية متصلة للاصلاح، ولكن الخطاب العام الرسمي لم يتوقف كثيرا عند هذا التناقض البين، وعلى ذات المنوال تأتي مجمل السياسات التنفيذية مقارنة بالخطاب السياسي الرسمي الموجه للناس.



إن كل الملاحظات السابقة تؤشر بوضوح على وجود خلل رهيب ليس في النظام السياسي وحسب وإنما في الثقافة السائدة والمنتجة لهذا النظام السياسي، ونحن هنا أيضا بصدد صورة أو أنموذج تم تكريسه وترسيخه في وعي الناس وفي الممارسة السياسية، ووفق هذه الصورة يقف رئيس الدولة في موقع مهيمن وخارج عن إطار الدولة وليس ضمنه أو في حدوده، بينما تقف الدولة بقضها وقضيضها في جانب آخر داخل الإطار، ووفق هذا النموذج فإن تصريحات المسئولين تبقي مرسلة ومنقطعة الصلة بالواقع دون أن تكون هناك أي مساءلة أو مراجعة أو استدراك.

هذه الوضعية الشاذة لا يصنعها حاكم فرد أو حتى نظام حكم شمولي توتاليتاري، ولا تخلقها مجرد نصوص دستورية أو قانونية تخول هذا الفرد كافة الصلاحيات دون الحد الأدنى من المسائلة، إنما تصنعها بإمتياز ثقافة عامة هي التي تصوغ الدساتير وتسن القوانين وتصنع الحاكم الفرد ونظام الحكم الشمولي وتستقبل مخرجات كل ذلك بكل أريحية وترحيب.

(3)

في كتابه وصيتي لبلادي يذكر الدكتور إبراهيم شحاتة واقعة حدثت عندما أراد الرئيس الراحل أنور السادات إجراء تعديل دستوري يسمح بإطلاق فترات الولاية لرئيس البلاد دون حد أقصى كما كان يحددها دستور 71 بمدتين كحد أقصى ( المادة 77 – التعديل الذي جرى في 22 مايو 1980 )، وفي غمرة الجدل الذي أثارته رغبة الرئيس الراحل في فتح باب التمديد على إطلاقه وقد شارفت ولايته الثانية على الانتهاء خرج أستاذ جامعي بمقولة لتكييف وتبرير التعديل مدعيا أن النص المقيد يسري على من ينطبق عليه وصف رئيس، بينما الحال مع الراحل أنور السادات أنه ليس مجرد رئيس وإنما هو قيادة تاريخية إستثنائية لا تتكرر ومن ثم فإن النص المقيد لا يشمله بقيده، يقول الدكتور إبراهيم أن هذا الأستاذ الجامعي أصبح فيما بعد رئيسا لإحدى الجامعات المصرية، وقد تم تمرير التعديل المذكور على النحو الساري حتى الآن.



مقولة القيادة التاريخية هذه إجترها مؤخرا أحد القيادات الشابة ( السيد محمد كمال أمين الشباب بلجنة السياسات ) في الحزب الوطني عندما كان يتحدث في برنامج " البيت بيتك " على القناة الثانية في التليفزيون المصري مساء 26 فبراير نفس يوم خطاب الرئيس، إلا أن وصف القيادة كان هذه المرة من نصيب الرئيس مبارك، ولاشك أن كل رئيس سيكون بهذه الطريقة قيادة إستثنائية تسوغ أيا ما كان يراد تمريره.



ربما ينقلنا هذا إلى الوجه الآخر للعملة أو إلى العقدة الثانية التي نريد وضعها في بؤرة الوعي العام، ومفتاحها هو الكيفية التي أستُقبل بها إعلان الرئيس في خطابه في 26 فبراير، ولا بد أن ننوه أيضا إبتداءا إلى أن النماذج التالية من التنوع والاتساع بدرجة تجعلها تتجاوز فكرة مثقف السلطة إلى حقيقة كونها تعبير عن ثقافة عامة وتيار أصيل في واقعنا، هو بالأساس المنتج والصانع والمستهلك لهذا النظام بجملته.



نحن نفهم بطبيعة الحال أن يلقى إعلان الرئيس ترحيبا لدى كافة القطاعات في الدولة، لكن العلة هنا بالأساس في الكيفية والسياق الذي أستقبل به الاعلان، بحيث أغدق الوعى العام ممثلا في المثقفين بالجائزة كاملة غير منقوصة بين يدي الرئيس قبل حتى أن تتم ترجمة الاعلان إلى الصيغة التي تجعله حقيقيا وصادقا وثوريا في الحياة السياسية على النحو الذي أُمّل فيه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد تم إفتعال سياق وهمي وغير حقيقي - متناقض تماما مع الواقع والحقائق – عن رؤية واضحة وتقدم منتظم ومطرد على طريق الديمقراطية والاصلاح السياسي، كما تم من ناحية ثالثة التعامل بتسليم وبداهة منقطعة النظير مع إختزال كل ذلك في عقل الرئيس ومبادرته وحكمته، والنماذج التالية توضح ما نرمي إليه.



أنا أدعي – وأطالب بفحص وتمحيص هذه الدعوى ووضعها موضع الاختبار – أن تكريس وترسيخ أركان النظام السياسي ومسألة الرئيس تجرى من حياتنا مجرى الدم والهواء من أجسادنا، وأننا نقوم عليها ونرعاها بأكثر مما يقوم عليها ويرعاها الحاكم الفرد أو نظامه والدائرة الضيقة حوله المستفيدة من هذا الوضع، من كونه فوق الدولة وخارج إطارها بصلاحيات إستثنائية ومسائلة صورية.



إن المدقق في صياغة الأخبار وفي طبيعة الخطاب العام المتعلق بالرئيس في الصحف والجرائد ونشرات الأخبار سيجد مثلا أن كل خطاب لرئيس الدولة هو بالضرورة متصدرا لمانشيتات كبرى الصحف ونشرات الأخبار العالمية، وكل تصريح لسيادته هو محل إهتمام كل وسائل الاعلام العالمية والمحلية، وكل حوار مع سيادته هو موضوع الصفحات الأولى في كافة أرجاء المعمورة، وكل مشروع أو سياسة أو إجراء هو نتاج توجيهاته ورؤيته وتعليماته، كما أن كل ضيف يحل على مصر ويجري مباحثات فيها وكل إتصال بالرئيس فهو من باب تطلع الطرف الآخر لمعرفة رأي الرئيس في كل القضايا والوقوف على رؤيته الحكيمة في كافة المسائل والمستجدات إلخ.



إن صياغة مطردة وثابتة على هذا المنوال هي في المحصلة – وبغض النظر عن وعى المتلقي وموقفه منها – ترمي إلى تكريس وترسيخ الوضعية التي ترفع الرئيس بعيدا في السماء وتجعل كل شيء يدور في فلكه وينهل من حكمته وخبرته، وتضع دونه كل ما سواه وتحافظ على مسافة شاسعة بينه وبين الكافة.



ويمكنك أن ترصد ذات التكريس في معالجة الفن الدرامي – مسرح وسينما وتلفزيون – لكل أمر يتعلق بشخص الرئيس أو يتعرض له من قريب أو بعيد - قارن ما يرسخه ذلك من قيم ومفاهيم في الوعي العام فيما يتعلق بوضعية ومكانة الرئيس وكيفية التعامل معه وتناوله مع ما نراه في السينما الأمريكية مثلا – وستجد ظلال ذلك وإنعكاساته على الوجدان العام.

(4)

في ذات السياق يجب تناول النماذج التالية بإعتبارها صانعة ومستهلكة في آن لهذا النموذج، ويجب التنبه إلى كل الدلالات والايحاءات التي تنضح بها هذه الكتابات على تنوع كتابها وما تقدمه من ملامح لصورة واقعنا.



في جريدة الأخبار كتب الأستاذ أحمد رجب يوم الاثنين 28 فبراير تعليقا على إعلان الرئيس مبارك يقول " الآن يترك الرئيس حسني مبارك بصمة تاريخية لحكمه تقول إن هذا الرجل رد للمصريين إحترامهم بعد أكثر من خمسين سنة من الوصاية عليهم ".

وفي نفس الجريدة ونفس العدد كتب د نبيل لوقا بباوي " ...لذلك سيقول الشعب المصري نعم لمبارك مهما كان عدد المرشحين أمامه، وأنا بالذات سوف أقول نعم لمبارك بدمي ولن أقول الأسباب الآن فهي كثيرة في حياتي ولأن حبه يجري في عروقي مع دمي ".



في جردية الأهرام كتب الأستاذ أسامة سرايا يوم 27 فبراير تحت عنوان (القرار التاريخي ومسئولياته) " ...وضعنا الرئيس مبارك جميعا أمام الاختبار الصعب....إنها مفاجأة من العيار الثقيل".

وتحت عنوان (وتبقى مسئولية الممارسة) كتب في نفس العدد الأستاذ محمود مراد " يمكن القول الآن وبإرتياح أن دقات ساعة الديمقراطية قد إرتفعت لتطغى على ضجيج كثيف شهدته ساحة العمل الوطني في الآونة الأخيرة ويمكن القول – وبكل تأكيد – أن مصر قد صارت وبحق هي واحة الديمقراطية في منطقة تحكمها إعتبارات عديدة...".

كما ورد في ذات العدد تصريح للدكتور مصطفى الفقي نصه " سيادة الرئيس مبارك، أنقذت المنطقة من كارثة مؤكة " ، وفي سياق ذات التصريح أيضا " أكد الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن سياسات الرئيس حسني مبارك في أكثر من حدث أنقذت منطقة الشرق الأوسط من من كارثة مؤكدة...وأشار الدكتور الفقي إلى ظاهرة غياب الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية في مصر متهما الأحزاب بمسئوليتها نظرا لأن الحياة الحزبية الحالية ضعيفة للغاية وأن الأحزاب لا تبذل جهدا من أجل إعداد كوادرها ووجودها مرتبط بقيادات تاريخية..".



في نفس العدد كتب أيضا الدكتور على السمان تحت مقال بعنوان (أخيرا أصبح لصوتي ثمن) ورد فيه "...وفجأة وأنا أتابع خطابه في المنوفية – وهو يفجر أخطر مبادرة سياسية في تاريخ مصر الحديث – شعرت وكأننا قفزنا من عهد إلى عهد ومن مدرسة إلى مدرسة جديدة.." هكذا دفعة واحدة.



ونموذج آخر جاء في مقالة بعنوان ( ضمانات اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر) نشرها الأهرام يوم 1 مارس للمستشار زكريا شلش رئيس محكمة الاستئناف جاء بها "... وقد فاجأنا الرئيس محمد حسني مبارك بهذا القرار العظيم الذي أخرس الألسنة التي كانت تدعي أنه يصعب تعديل الدستور وجعلوا من نصوصه نصوصا سامية لايجوز الاجتهاد فيها أو المساس بها – ضع في الخلفية هنا تصريحات الرئيس قبل أقل من شهر حول بطلان دعوى تعديل الدستور على النحو المذكور سالفا – وتودع مصر بهذا التعديل نظام الاستفتاء الذي يتسم بالعبث وعدم الجدية وخاصة إذا ما علمنا أن نتائجه كانت تقترب دوما من الـ 99% وكان مجالا لسخرية وسائل الاعلام العالمية ".



وكتب أيضا في ذات الصحيفة والعدد تحت عنوان العبور الجديد إلى الديمقراطية المستشار علاء الدين مرزوق معلقا على خطاب الرئيس " محلقا عبر أحلامنا، منطلقا نحو آفاق الديمقراطية والعدالة والحرية....".

وكتب أيضا القس إكرام لمعي مقالة بعنوان الرجل والقرار جاء فيها " ...بعد أن إتفقت معظم الأحزاب – لاحظ التلفيق والاختلاق هنا - على تأجيل الدستور إلى ما بعد الاستفتاء لينص على أن تكون انتخابات الرئاسة بين أكثر من مرشح بالانتخاب السري المباشر فاجأنا الرئيس مبارك بقراره..."



إن النماذج السابقة كلها تحتاج بالقعل إلى نظرة تأمل وتحليل دقيق لسبر أغوار هذا الخطاب والثقافة التي يعكسها ويعبر عنها، وهي كما أسلفنا نماذج من التنوع والتعدد بقدر يجعلها تتعدى المفهوم الضيق لمثقف السلطة – المبرر الذي يمكن أن يفسر مضمونها – لتعكس كما نزعم ثقافة عامة ونسق فكري سائد، وإذا أخذنا في الاعتبار أننا لا نتكلم عن ثقافة رجل الشارع أو ردود أفعاله وإنما عن ثقافة نخبة وفكرها، وأن العينات السابقة لا تمثل تيارا محددا أو منعزلا أو ذو مرجعية سياسية واحدة، فسوف ندرك أن ما نرصده هنا على وجه الدقة يمثل تيارا عاما وأصيلا في ثقافة التعامل مع السلطة،. إذا أخذنا ذلك في الاعتبار سندرك مدى عمق أزمتنا وحقيقة الطور الذي يقف عنده وعينا وتطورنا السياسي والثقافي.

نحن بلا شك لا نتهم جملة المثقفين، بله لا نتهم أحدا على الاطلاق بقدر ما نحاول لفت الآنظار إلى ثقافة سائدة وفكر حاكم نرى أن النماذج السابقة تمثله بما هو يمثل فكر ونهج الأكثرية الغالبة، وما سواها مجرد إستثناء.

إن الملامح العامة والخطوط المشتركة التي تعكسها النماذج السابقة تتلخص في عدة محاور أساسية يمكن إجمالها في التالي،



أولا، تمحور فكرنا وثقافتنا حول فكرة البطل الفرد وإنجازه الفذ، ولا تكاد تجد تعليقا يضع قرار الرئيس كمحصلة لما إعتمل في البلاد من ضغوط وتوتر ومطالبات بالاصلاح خلال الفترة الماضية أو في سياقها، بله إن المضمون الذي نقلته جل الكتابات تصريحا أو إيحاءا كان يصب في خانة نسبة الفضل إلى الرئيس والتعامل مع إعلانه باعتباره منحه أو هبة أو أنه جاء إستجابة لنبض الشارع أو ضمن سياق ملفق لرؤية إصلاحية مزعومة لإلخ، وهذا النمط من التفكير - مقابل فكر وثقافة النظام والجماعة - هو أحد العلامات البارزة والتشوهات العميقة في ثقافتنا ونظامنا.



ثانيا، سوف تلاحظ ما سبق الاشارة إليه من تلفيق بيًن وإختلاق واضح لسياق وهمي لحشر القرار أو المبادرة فيه، بينما واقع الأمر أنه لا يوجد أي سياق أو منهج أو حتى رؤية للاصلاح والتطور في أي إتجاه، وكل ما هنالك هو لعبة ممارسة سلطة واستبسال في البقاء على مقاعدها، وفي حين يمكن فهم أن يصدر ذلك عن من هم في سدة الحكم أو بطانتهم والمنتفعين من ورائهم، فإن ما يحتاج إلى وقفة وتفسير هو مساهمة وتكريس المثقف والنخبة بشكل عام لهذه اللعبة على نحو ما تعكس النماذج السابقة، وكأن الغالبية تمارس هذا التماهي أو التلاشي أمام السلطة بدافع غريزي متجاوز حتى لظاهر المصلحة والمنفعة.



ثالثا، سوف تستشعر أيضا من قراءة الاقتباسات السابقة هرولة النخبة إلى وضع الجائزة بين يدي النظام قبل أن تسفر مبادرته التي يملك التحكم في مسارها ومآلها وتوجيهها وإخراجها على النحو الذي يشاء، قبل أن تسفر عن حقيقتها ومدى تطابق جوهرها مع الصفات والنعوت التي خلعت عليها بالمجان وتماهيها مع التطلعات الحقيقية للشعب في الديمقراطية والحرية.



غني عن الذكر في هذا الإطار أن أي نخبة لديها حد أدني من الوعي والجد ما كان لها أن تستقبل هذه الخطوة – وإن وجب الترحيب بها – بكل هذا التهليل والتطبيل قبل أن تكتمل إجراءات إنفاذها، ناهيك عن الوقوف على مصير الخطوات التي تم القفز عليها والتي تعتبر ضرورية وحتمية لجدية هذا التوجه واكتماله، كإلغاء العمل بالقوانين الاستثنائية ومراجعة صلاحيات الرئيس ووضع قيد على عدد مرات تولي المنصب. ( عندما سئل الرئيس أثناء زيارته لمشروع توشكى عن هذا الموضوع الأخير قال "أن الشعب هو الذي سيحدد مدة بقاء الرئيس في منصبه وأن هذا هو ما يسير عليه العالم كله. وبالطبع فإن أحدا لم يراجع الرئيس فيما قاله مرسلا وعن أي عالم الذي يسير على إطلاق مدد الولاية الرئاسية كان يتحدث الرئيس.



رابعا، من الصعب أن تعتبر النخبة التي تصدر عنها ردود فعل على هذه الشاكلة بإعتبارها نخبة جادة وصالحة لأن تكون طليعة تقدم حقيقي للأمة، فصفات الهزل والعبث أقرب وأصدق في تشخيص ووصف أوضاع هذه النخب.

(5)

إن الصورة النهائية التي ستخرج بها إذا وضعت كل ما سبق في أطار واحد هو أن هناك طغيانا عارما على مستوى الوجدان والفكر من جانب السلطة على الشعب عموما وعلى النخبة خصوصا، وأن هذا الطغيان قرينه إنسحاق طوعي من الشعب ومن النخبة على حد سواء على أعتاب السلطة وبين يديها، وهذه الصيغة في العلاقة بين السلطة والناس، والحاكم والمحكوم يجرى تكريسها وترسيخها وتثبيتها وخدمتها من كل الأطراف و بكل الوسائل والأدوات، بوعى وبغير وعى، من بطانة السلطة والبعيدين عنها كل على حد سواء.



وهذه النتيجة هي ما يجب وضعه في بؤرة الادراك العام، بصورته وهيأته الخام، الخشنة والصادمة، لأن هذه تحديدا هي ما تشكل الأرضية التي يمكن الانطلاق من إدراكها نحو تطور سياسي حقيقي وشامل يكسر الصيغ السابقة ويستبدل بها صيغ جديدة تصلح قاعدة لإنطلاق الأمة للأمام بدلا من دورانها حول نفسها.



وإذا ما أدركنا هذه العلة، فسنجد أن علاجها على فداحتها ليس بمستصعب، كما لا يشكل أي تهديد لأمن الوطن أو مساسا بإستقراره، وهو يبدأ أساسا من فكر جديد يستند إلى وضع الرئيس والسلطة داخل إطار الدولة والنظام وليس خارجه أو فوقه، كما يستند إلى قاعدة المساءلة على قدر المسئولية والحساب على قدر الصلاحيات التي يجب أن تكون محددة ومحدودة وموزعة على السلطات في توازن حقيقي، ولابد إذا كان هناك نية صادقة للخروج من أسر النظام / الثقافة السائدة، لا بد أن تكون هناك مبادرة لتطبيع صورة جديدة للرئيس في وعى الناس تجعله أقرب إلى الناس وإلى صفات البشر العاديين منه إلى الصفات والنعوت الاستثنائية، تجعله قابلا للوقوف في مناظرة أمام منافس أو أكثر وقابلا لطرح برنامج سياسي على الناس يمكنهم قبوله أو رفضه - عندما سئل الرئيس مبارك خلال رحلته إلى أبوجا عن برنامجه الانتخابي قال إن برنامجي الانتخابي معلن وموجود ومطبق كل يوم‏,‏ فأنا لست جديدا علي الساحة وأعمالي هي برنامجي - وقابل للوقوف أمام الرأي العام في وضع محاسبة ومراجعة إلخ ، ولابد من ناحية أخرى أن تكون هناك مبادرة من النخبة تقود بها الشعب لوقف هذا الانسحاق والتلاشي أمام السلطة.

(6)

لقد بدى في لحظة ما أن الناس تتوق إلى استنشاق نسائم حرية وديمقراطية حقيقية، وهيأت النخبة للوعى العام أنها بلغت حدا من النضج والتطور يخولها المطالبة بحقها في إختيار رئيس البلاد بين أكثر من مرشح بنظام إنتخاب يتيح الفرصة أمام كل المواطنين للترشح لمنصب الرئيس كما يتيح لكل المواطنين إختيار رأس السلطة التنفيذية.



ثم وجدنا مؤشرات عبرت عنها – إلى جانب الاقتباسات السابقة - أخبار من عينة ما نشره الأهرام في 1 مارس تحت عنوان عمال (مصر يجددون عهد الولاء لمبارك)، أو ما نشر في نفس العدد والصفحة نقلا عن اجتماع لنقابة المهن التمثيلية جاء في نصه " بعثت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان يوسف شعبان برقية تقدير للرئيس مبارك بإسم جموع الفنانين المصريين وأكدت البرقية أن المبادرة تأكيد على حرص الرئيس على الحرية والديمقراطية وحماية الوطن من المعارضين ذوي المصالح. كما سجل نقيب الممثلين تأييد ومبايعة أعضاء النقابة للرئيس مبارك لمواصلة مسيرة مصر".



لا أعرف في ظل تداعيات وأصداء من هذا النوع وبهذا الكم كيف يمكن النظر بجدية إلى كل مطالب الاصلاح التي شغلت الساحة السياسية طوال الفترة الماضية ومن وقفوا وراءها، لاسيما وكل الارهاصات توحى بأننا بصدد إستفتاء مقنع في رداء إنتخاب مباشر ومبايعات بالروح والدم بدلا من صناديق إقتراع حقيقي وكأن لسان حالنا يقول : نشكر الرئيس مبارك على مبادرته بتعديل المادة 76 من الدستور...ونبايعه رئيسا مدى الحياة.

الإرهاب الفكري ... كاتب متأسلم نموذجا - د. عمرو إسماعيل

كتب كاتب ممن نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله .. مقالا عنونه الارهاب الفكري و دعاة التنوير .. نافيا عن نفسه تهمة الارهاب الفكري ومتهما بها من أطلق عليهم دعاة التنوير .. وردا عليه سأقتبس بعضا مما كتبه ليعرف انه أن قرأ كلامه في اطاره الصحيح سيعرف معني الارهاب الفكري الحقيقي .. راجيا أن يتخيل للحظة أن هذا الكلام موجه له شخصيا ,, مطلوب أن تستمعوا إلى غلمان التنوير حينما يكتبوا ليهاجموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .."

لاحظوا بداية الارهاب .. اتهام كل من يخالفه في الرأي أنهم يهاجمون رسول الله صلي الله عليه وسلم .. لمجرد أنه يعتقد أنه يدافع عن الاسلام .. اصبح لا يفرق بين من يختلف معه وبين مهاجمة رسول الله .. معاذ الله .. لقد اصابته حالة مرضية من التوحد مع الفكرة واصبح يخلط بين شخصه وبين شخص الرسول صلوات الله عليه وسلم !! ..

ثم يستمر قائلا :مطلوب منكم أن تحفظوا مواضيع الإنشاء التي يكتبها هؤلاء المرضى النفسيين وما يكتبوه عن قاهر الظلاميين والرجعيين والسلفيين الوهابين المتحجرين والتكفيريين
وأن تقولوا لهم جميعا آمين آمين "معتبرا سيادته كل من يخالفه فكريا مرضي نفسيين .. ويستمر قائلا عن كل من يخالفه "يا دعاة التنويرا لإرهاب الفكري هو أنتم والتزوير والتزييف هو أنتم
والبارنويا والشخصيات السيكوباتية هي أنتم" ثم يقول عن طه حسين والذي يسبب له مشكلة لا ندري سببها "إن طه حسين لم يولد من بطن أمه طه حسين وأنتم تعلمون ذلك ولكن حينما عجزتم وعجزتم وعجزتم عن ذكر كلمة واحدة لطه حسين عن فلسطين والذي هو صنيعة الصهاينة
أو كلمة واحدة لطه حسين ضد الصهيونية معتبرا أنه لكي تتنتفي عن الانسان تهمة أنه عميل صهيوني يجب أن يكتب مقالات زاعقة ليس لها قيمة بين كل جملة و أخري لعن للصهيونية من قبيل دعاء الجمعة الذي يجيده القرضاوي وخطباء المساجد والذي نسمعه من أن وعينا ورغم ذلك تزداد هزائمنا علي يد الصهيونية .. وينسي ان طه حسين كاتبا و اديبا و مفكرا .. وليس كاتب شعارات ولعنات مثل البعض .. يدعو للتعليم والثقافة والعمل والانتاج كوسيلة وحيدة للأنتصار علي الصهيونية او كل استعمار ..

ثم يستمر في الخطاب الزاعق التهديدي والذي يدل أنه أن طال رقبة اي من مخالفيه وهو في هذه النشوة اللحظية لازدادت نشوته بخنقه أو طعنه بسكين او حتي تفجير نفسه فيه .. قائلا :

"نحن لن نتوقف عن الكتابة والإتهام لكل المعتدين على ديننا
أولهم الصنم الأكبر
الذي كرمه دعاة الفرعونية على حساب الإسلام
الذي كرمه دعاة الصهيونة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة الأقلمة للأمة العربية والإسلامية
الذي كرمه دعاة الشرق أوسطية الجديدة للأمة الإسلامية
الذي كرمه دعاة الأمركة للأمة الإسلامية
الذي كرمة دعاة تهميش الأمة ونحن لهم بالحجة لا بالسلاح كما يتهمنا المتخلفون للإيقاع بيننا وبين السلطة "

أقولها لكم
نحن دعاة التنوير وأنتم دعاة التجهيل والتطرف
نحن دعاة الوحدة وأنتم دعاة التفرق
نحن دعاة التماسك والتوحد وأنتم دعاة التشرزم وإثارة الفتن "

معتبرا أن كل من كرم فكر طه حسين عميلا وخائنا للأمة .. وهذا يشمل غالبية الشعب المصري وزعامته .. والكثير من مثقفي العالم العربي .. يشمل حزب الوفد ورئيسه مصطفي النحاس .. ويشمل جمال عبد الناصر وكل رموز عهده والسادات وعهده ... وكل مثقفي مصر الذين اختاروا طه حسين رئيسا للمجمع اللغوي ..

أطلق الكاتب المتاسلم اتهامات الخيانة والعمالة والكفر والجهل والعداء لله ورسوله يمينا ويسارا ليصيب الجميع ثم في النهاية وبمنتهي البراءة .. كالطفل الوديع .. يقول :

فليكن حوارنا بالحجة والموضوعية لا بالعصبية والتثوير والانفعال ..

بعد كل هذه العصبية والانفعال وكيل الاتهامات لكل من يخالفه في الراي يطالبهم بالحوار بالحجة ودون عصبية .. هل هناك ما يدعو للعجب أكثر من ذلك ..

وهي سمة لا يتصف بها فقط هذا الكاتب ولكنها سمة عامة لكل من يتخيلون أنهم متحدثين رسميين لله وللاسلام من كتاب التيار المتأسلم ألا قلة منهم وخاصة تيار حزب العمل وجريدة الشعب .. لقد اصبحت هذه الجريدة مدرسة لكل من يكتب فيها .. مدرسة للأرهاب الفكري باسم الدين ..

وهم لايرون اصل المشكلة .. وهي انهم اصبحوا يعتقدون أنهم يمثلون الحق سبحانه وتعالي .. معاذ الله ,,

وله اقتبس هذا هذا الكلام من كتاب طه حسين العظيم "مستقبل الثقافة في مصر" .. ولو أخذنا بكلامه ما كان هذا حالنا وخاصة في مصر ولما وجدنا مثل هؤلاء الكتاب المتاسلمين الذين يمارسون أرهابهم الفكري توطئة لنحر كل مخالف لهم علي يد شاب طائش من اتباعهم ؛

" عناصر ثلاثة تَكَوَّن منها الروح الأدبي المصري منذ استعربت مصر: أولها العنصر المصري الخالص الذي ورثناه عن المصريين القدماء على اتصال الأزمان وعلى تأثرهم بالمؤثرات المختلفة التي خضعت لها حياتهم، والذي نستمده دائماً من أرض مصر وسمائها ونيل مصر وصحرائها.. والعنصر الثاني هو العنصر العربي الذي يأتينا من اللغة ومن الدين ومن الحضارة، والذي مهما نفعل فلن نستطيع أن نخلص منه، ولا أن نضعفه ولا أن نخفف تأثيره في حياتنا، لأنه قد امتزج بهذه الحياة امتزاجاً مكوناً لها مقوماً لشخصيتها.. ولا تقلْ أنه عنصر أجنبي فليس أجنبياً هذا العنصر الذي تَمَصَّرَ منذ قرون وقرون... فليست اللغة العربية فينا لغة أجنبية، وإنما هي لغتنا وهي أقرب إلينا ألف مرة ومرة من لغة المصريين القدماء.. أما العنصر الثالث فهو هذا العنصر الأجنبي الذي أثر في الحياة المصرية دائماً.. وهو هذا الذي يأتيها من اتصالها بالأمم المتحضرة في الشرق والغرب. جاءها من اليونان والرومان واليهود والفينيقيين في العصر القديم، وجاءها من العرب والترك والفرنجة في القرون الوسطى، ويجيئها من أوربا وأميركا في العصر الحديث...فإني أحب أن يقوم التعليم المصري على شيء واضح من الملاءمة بين العناصر الثلاث "

رحم الله طه حسين ورحمنا من هؤلاء الكتاب المتأسلمين ..

نيران صديقة - د. ميشيل حنا

"تبدو قطرة الماء نقية شفافة كالبلورة، فإذا ما كبرتها العدسات ظهرت فيها آلاف الشوائب، ويظل القمر جميلا صافيا مادام بعيدا، فإذا اقتربت بدا لك كشاطيء قذر مهجور. حتى وجه التي تحب، بشرتها الغضة المتوردة التي تأخذ قلبك، ما إن تضاعف قدرتك على رؤيته حتى تتبدى لك كنسيج قبيح مجعد. في كل مرة تتأكد الحقيقة. ليس إعجابنا بالجمال إلا خداعا للنظر، وكلما اتسعت الرؤية بانت التجاعيد."
صدرت مؤخرا الطبعة الثانية من المجموعة القصصية المتميزة "نيران صديقة" للأديب الكبير وطبيب الأسنان د. علاء الأسواني.
يشكل د. علاء الأسواني ظاهرة فريدة في الأدب، فكتبه هي الأكثر مبيعا في مصر، وتنفد الطبعة الواحدة من كتبه في ستة أشهر في العادة، وقد صدر من روايته (عمارة يعقوبيان) ست طبعات منذ 2002 وحتى الآن! ويتميز إسلوبه بالسلاسة والعذوبة، حتى أنك لا تستطيع منه فكاكا، فإذا أمسكت بالكتاب فإنك لا تشعر بالوقت يمضي إلى أن تنتهي الصفحات، وعندها ترغب في الانتقال إلى الصفحة الأولي والبدء من جديد!
تتكون المجموعة من عشرة قصص، الأولى بعنوان (الذي اقترب ورأي)، وهي أقرب إلى رواية قصيرة زهاء 110 صفحات، ثم 9 قصص قصيرة منها "أحزان الحاج أحمد"، "المرمطون"، "حصة الألعاب"، و"مدام زتا منديس.. صورة أخيرة". لا توجد قصة في المجموعة تحمل العنوان نيران صديقة، لكنه عنوان يحمل روح المجموعة بشكل عام، فالنيران الصديقة هي الطلقات التي نوجهها نحو أنفسنا، فنؤذي بها ذواتنا ومن نحب.
مجموعة قصصية تأتي من كاتب مقلّ جدا ومُجيد جدا في عمله، يشطُب أكثر ممّا يكتب، ولا يسمح للعمل بالنشر إلا بعد أن يطمئن تماما أنه لا توجد أية كلمة بحاجة إلى تغيير أو تعديل، ولهذا فهو يتركنا لفترات طويلة ننظر بشوق إلى عمله التالي.

Wednesday, 16 March 2005

هل تبقى لديهم كرامة - د. ابراهيم حمامي

صبيحة يوم الثلاثاء 15/03/2005 أعلن محمود عبّاس في السعودية أنه سيتم الإفراج عن أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي بعد انسحاب قوات الإحتلال من مدينة أريحا، وبعد أقل من ساعتين جاءه الرد على لسان ما وصف بمصدر أمني رفيع المستوى بأنه أي عبّاس : "ليس مخولاً ولا يستطيع إطلاق سراحهما بمحض إرادته"، ليضيف موفاز بعدها مباشرة أنه: "اذا تجرأ الفلسطينيون على الافراج عن قتلة الوزير رحبعام زئيفي فان اسرائيل ستضع يدها عليهم بشكل اسرع مما يعتقدون"، ولتكتمل الأسطوانة الإحتلالية بتهديد شالوم " بقطع اسرائيل الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في حال تم الافراج عن قياديين فلسطينيين في سجن اريحا".



لم يحاول الإحتلال حفظ ماء وجه عبّاس والاعتراض على قراره عن طريق القنوات المفتوحة الأخوية والودية بين سلطة أوسلو والإحتلال وبعيداً عن الأضواء، بل جاء مدوياً في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد ليؤكد حقيقة نعلمها جميعاً أن سلطة أوسلو من أصغر فرد فيها وحتى "رئيسها" الموقر لا يملكون من أمرهم شيئاً ولا حتى دخول المرحاض إلا بإذن وتصريح الإحتلال، ورغم التسليم بذلك إلا أن ما جرى كان بمثابة امتهان وتحقير غير مسبوق وعلى أعلى المستويات لرأس هرم سلطة أوسلو، في ظل صمت وسكون كصمت القبور من قبل أركان السلطة التي بلعت الإهانة على الرحب والسعة فهي من شريك السلام شارون وحكومته ولا ضير في ذلك.



هذه الإهانة المتعمدة و"قرصة الودن" الإحتلالية لعبّاس لتجرؤه على عصيان أوامر شارون في شرم الشيخ رداً على طلب السماح بإطلاق سراح الشوبكي وسعدات عندما أجابه حرفياً وحسب المصادر العبرية " لن يتم ذلك باي حال من الاحوال"، ليست الأولى في سلسلة الإهانات المتواصلة والمستمرة منذ تسلم عبّاس رئاسة سلطة أوسلو وتنازلاته المجانية، ومنذ وعود دحلان الشهيرة حول الانسحاب واطلاق سراح الأسرى والتوقف عن الممارسات الإحتلالية من اجتياحات واغتيالات واعتقالات وغيرها، والتي لم يتم منها شيء على الإطلاق حتى اللحظة، بل ازدادت شراسة الإحتلال وارتفع سقف مطالبه:



· منذ اعلان التهدئة خلال اجتماع شرم الشيخ وخلال الشهر الأول سُجل 1500 خرق قتلت قوات الإحتلال خلاله أحد عشر مواطناً فلسطينياً وجرحت أكثر من 100، في حين اعتقلت أكثر من 210 فلسطينيين.

· كما قامت قوات الاحتلال خلال فترة التهدئة هذه بإطلاق النار على الفلسطينيين أكثر من 200 مرة، وقصفت الأحياء السكنية، ونفذت اقتحامات متكررة للمدن والبلدات أكثر من 380 مرة، في حين نصبت أكثر من 258 حاجزاً لإعاقة الفلسطينيين في التنقل بين القرى والمدن الفلسطينية، ، كما شنت 9 حملات لمصادرة الأراضي أسفرت عن مصادرة 8354 دونم من أراضي وممتلكات المواطنين، فيما قامت بخمس عمليات تجريف وتخريب للأراضي، كما سجل التقرير 11 اعتداءً نفذه المستوطنون بحق المواطنين العزل



· تم اطلاق سراح 500 من الأسرى والمعتقلين أغلبهم ممن تبقى لهم أشهر على انقضاء محكوميتهم أو تحت الإعتقال الإداري وبالشروط المعايير الإحتلالية، ولم يطلق سراح الباقين حسب وعود عبّاس ودحلان!



· لم يتم الإنسحاب من اي من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وبدأت لعبة تشبه الكراسي الموسيقية، أريحا أولاً، ثم طولكرم، عفواً تغير المخطط رام الله أولاً، لنعود الى أريحا مرة أخرى، وقبل أن يقفز السلطويون من مقاعدهم ليزاودوا بأن أريحا ستسلم خلال يوم أو يومين عليهم أن يذكروا الحقيقة للجميع بأنهم اهينوا مرة اخرى برفض أياً من مطالبهم وعدم الإستجابة لتوسلاتهم حيث قبلت السلطة ببقاء قرية العوجا شمال أريحا والشارع الذي يوصل المدينة بها وكذلك الحاجز العسكري الإسرائيلي في جنوب المدينة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والتزمت بجمع سلاح المقاومة في المدينة وتبقي على سعدات وزملائه الثلاثة في السجن، (وهو ما يتناقض مع ما أعلنه عباس اليوم في السعودية)، أما المعابر فلا زالت تفتح وتغلق بحسب مزاجية الإحتلال، ودون أية تدخل من سلطة أوسلو العتيدة.



هذه هي الوعود العباسية الدحلانية وهذا ما تحقق من الإنجازات الموعودة، ورغم كل الإهانات والمهانات المتوالية لسلطة أوسلو ورئيسها لازال اصرارهم على تقديم التنازلات مستمراً، كيف لا وشهادات حسن السيرة والسلوك بدأت تنهال عليهم ممن يسعون لاسترضائهم، حيث أشادت شعبة الاستخبارات العسكرية لجيش الإحتلال ممثلة برئيسها اللواء أهارون فركش ، بما وصفته "إنجازات" أبو مازن وسلطته التي تمكنت خلال شهرين فقط ، من خلق مناخ جديد عبر وسائل إعلامها ، حيث لاحظ اللواء فركش ، أن إعلام سلطة أبو مازن أصبح يستخدم مصطلح عمليات إرهابية بدلاً من عمليات استشهادية . كذلك ، استطاعت سلطة أبو مازن ، إفشال 150 محاولة "إرهابية" فلسطينية، وهو ما اعترف به عبّاس يوم 13/03/2005 لقناة عبرية ، إضافة إلى اعتقالها للكثيرين ممن "تورطوا" في عملية تل أبيب الأخيرة ، بحسب معلومات اللواء فركش!



بقي أن نذكر أن الخطوة القادمة التي بدأ التنغيم لها وعلى أعلى المستويات هي التنازل عن حق العودة، وهذا ما ذهب اليه قريع بعد لقائه ب"مبادري" جنيف واعتباره أن وثيقة جنيف تشكل أساساً للحل النهائي، وما صرح به من مكتب عبّاس متحدث قائلاً أنه على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة بشأن عودة اللاجئين، والتي بحسب عبّاس كما ورد في صحيفة الشرق الأوسط يوم 14/03/2005 فإن "عملية السلام لا يجب أن تكون رهينة قضية اللاجئين"، ترى هل سيتم لهم ذلك؟ وهل سيرضى عنهم شارون بعدها؟



لكل من دافع ويدافع عن سلطة أوسلو، استحلفكم بالله اذكروا انجازاً واحداً على الأرض لهذه السلطة، وكفاكم تبريراً وتمجيداً لكل الإهانات، وكفاكم ذراً للرماد في العيون وتهويلاً لبعض القرارات على الورق كتشكيل لجان من الفاسدين للقضاء على الفساد كما ذكر نائب رئيس المجلس التشريعي حسن خريشة في مؤتمر رام الله يوم 14/03/2005، أو ازالة بعض الأكواخ وعزل أفراد من الأمن مقابل تنازلات لاحدود لها للإحتلال ودون مقابل إلا الإهانة والتحقير.



متى سيتوقف مسلسل التنازلات المجانية، ومسلسل الإهانات والتحقير الإحتلالي لسلطة أوسلو ورموزها؟ وهل بقي لديهم ذرة من الكرامة ليقفوا ولو مرة واحدة وقفة عز وإباء؟ أم أن الأمر حسم ولم يبقى شيء؟ لو بقيت لهم هذه الذرة فلن نجد منهم أحداً في منصبه، أم أن هناك رأياً آخر؟

Sunday, 13 March 2005

موضوع الفيشاوي - سامي عمران - إيطاليا

يا جماعة الخير

موضوع الفيشاوى ليس بالجديد على أى مجتمع ، و انما أهميته نبعت من كون أحمد الفيشاوى يعتبر فى حكم الشخصيات العامه .. و ايضا يقوم بدور ارشادى أو يقوم بوعظ الشباب على الألتزام بالدين .. بالأضافه الى لجوء هند و أهلها الى وسائل الإعلام مما جعلها قضية رأى عام

و كما جاء فى الأمثال غلطة الشاطر بألف .. أحمد الفيشاوى أخطأ في الآتي

كان يجب عليه أحترام وضعه كمقدم برنامج ارشادى و علمه بأنه قد أصبح قدوه للكثير من الشباب
عدم تحمل مسئولية أفعاله .. و جرت العاده و العرف و الرجوله فى مجتمعاتنا على ان الشاب الذى يندفع فى علاقته مع اى فتاه مهما كان مستواها .. واجب عليه الزواج منها و لو بصوره مؤقته صيانة لسمعتها
قيامه بمساومتها على سمعتها و هذه ليست بأخلاق الرجال - و هو المفروض مرشد
قيامه بأضافة نقيصة الكذب الى افعاله

و كان من الأصلح له و لها أن يعترف بقيامه بالزواج منها عرفيا .. و يعتذر عما بدر منه .. و كان الموضوع توقف على ذلك

الفتاه و اهلها لهم اخطائهم ، و لكن دعونا نحكم ضمائرنا ، كلنا أخطئنا ، و ليس فينا من هو كامل ، و اذا كانت الفتاه قد صدقت انها تزوجت بمن يعرف حقوق الله ، فلا يمكننا ان نلومها و خاصة ان هذا الشاب كان قد اصبح مثل أعلى للكثيرين و اصبح من يهاجمه من زمرة الكفار و المارقين
النقطه الأخرى هى .. لو تكتم أهل الفتاه الموضوع و حاولوا بالطرق السلميه هل تظنوا انهم كانوا سيحصلون على اقرار منه أو تسليم منه بأنه فعل بأبنتهم ما فعل ؟؟

في رأيي الشخصى أن أحمد الفيشاوى شاب نذل و لم يقر بفعلته إرضاء لله أو لضميره و أنما لأن نتيجة التحليل قد أوشكت على الظهور .. رغم محاولته السابقه للتملص من التحليل

و أحب أن أوضح نقطتين .. و يمكنكم السؤال عن مدى صحتهم لاحقا

الزواج الشرعي - الذى نطلق عليه الزواج العرفي - هو زواج سليم 100% اذا ما أكتملت اركانه
و الفرق بينه و بين الزواج عند المأذون ان الأول غير مسجل فى المحكمه أما المأذون فكل عمله هو تسجيل واقعة الزواج فى المحكمة التابع لها
أما شروط الزواج الصحيح هى
بالنسبه للأنثى

الخلو من الموانع الشرعيه ( كأن تكون حامل من زواج سابق ، أو في فتره عده ) ه
أن تكون في على طهاره ( لأن زواج الحائض يعتبر زواج فاسد ) ه

بالنسبه للذكر

أن يكون بالغ و عاقل ( ليس به جنون أو عته ) و أن يكون خالى من الموانع الشرعيه ايضا ( كأن يكون متزوج بأربعه أو على ذمته مطلقه حامل أو فى فترة العده لأنها شرعا تبقى زوجته الى انتهاء المانع ) ..ه

و الفتاه يزوجها وليها و الثيب تزوج نفسها
و شروط عقد الزواج هي أولا الأيجاب و القبول ، و المهر ( ولو كان بسيط جدا ) ، و الشهود و الأشهار
و الأشهار هنا ليس بأشهار طلبة الجامعه .. و أنما الأشهار أمام المجتمع و الجيران و الناس

بالنسبه للأخت التي كتبت بأن الزنى عقوبته الرجم فى الأسلام فأسمحي لى هذا غير صحيح اطلاقا و لا علاقه له بالأسلام .. و انما الرجم هو بدعه وهابيه منكره أختلطت عليهم و دخلت اليهم عن طريق التوراه و اليهود و لا علاقه لها بالأسلام

Friday, 11 March 2005

كيف تقلب المنضدة على من يستفزك - وائل عباس

حيث انها مش طالبة معايا اتكلم في السياسة ولا الدين اليومين دول لاني مخنوق من اللي بيحصل في مصر ولبنان بالذات ومحدش يطلب مني ابداء وجهة نظري لو سمحتم ... بالاضافة الى اني اعاني من حالة الاكتئاب الموسمي التي تنتابني بين الفصول بالاضافة الى اسباب اخرى خاصة تدعو للاكتئاب لا داعي لذكرها ... علشان كده قررت اريح الجميع وافرفش شوية وافرفش القراء معايا وان كنت لن اخرج عن اطار الصورة التي رسمها البعض لي حول كوني انسان مستفز في كتاباتي.

فاليوم لدي عدد من القصص حول اشخاص مستفزين في مواقف مستفزة يسألون اسئلة مستفزة ولكن ينجح اخرون في الرد على هذه الاسئلة المستفزة بطريقة اكثر استفزازا ... وبعض هذه القصص طرائف والبعض الاخر قصص حقيقية حدثت بالفعل سواء في مصر او في الخارج.
كان فيه واحدة ست في سوبر ماركت واقفة عند تلاجة الفراج بتقلب في الفراخ وواضح عليها انها متضايقة من حاجة فتقدم منها الموظف المسئول عن قسم الدجاج وسالها فيه حاجة يا فندم؟ فقالت له يا اخي هو الفراخ بتاعتكم دي مش بتكبر ابدا ... فرد الموظف عليها قائلا ... لا للاسف يا فندم لانها اندبحت خلاص.

ضابط مرور واقف في لجنة على الطريق الصحراوي علشان يشوف العربيات اللي الرادار لقطها متخطية للسرعة المقررة ... وبالفعل اوقف سيارة يقودها شاب صغير في السن وتقدم من نافذة السيارة وقال للشاب ... انت فين بس يا راجل ده انا مستنيك من الصبح ... فرد عليه الشاب الصغير ... معلشي بقى والله مع اني كنت دايس بنزين على الاخر.

كان سائق سيارة نقل يسير على طريق الكورنيش ولمح لافتة مكتوب عليها امامك كوبري منخفض ... وقبل ان يدرك السائق الموقف وجد الكوبري بالفعل امامه وانحشرت سيارته المرتفعة تحت الكوبري ... ويتوقف طابور من السيارات خلفه ويتعطل المرور على الكورنيش ... ثم ياتي رجال المرور في سيارة ويخرج الضابط متوجها الى سائق النقل ويقف واضعا يديه على وسطه ويقول للسائق ... يعني اتحشرت اهه ... فيرد سائق النقل ... لا والله يا بيه دول بس قالولي اشيل الكوبري انقله بس البنزين خلص مني.

في الولايات المتحدة الامريكية تم الغاء احدى رحلات شركة يونايتد للطيران ووقفت مندوبة الشركة وحدها ي المطار لتعيد الحجز الى الركاب الغاضبين ... وفجأة تقدم احد هؤلاء الركاب الغاضبين من الديسك الذي تقف وراؤه الموظفة والقى بتذكرته على الديسك قائلا ... يجب ان اكون على هذه الرحلة ويجب ان اركب في الدرجة الاولى ... فردت الموظفة بادب ... انا اسفة يا سيدي سيسعدني مساعدتك لكن يجب ان اساعد هؤلاء الناس اولا وانا متاكدة اننا سنجد حلا ... ولكن الراكب لم يقتنع ورفع صوته محاولا اسماع باقي الركاب في الطابور ... الا تعرفين من انا ؟؟؟ ... وبدون تردد ابتسمت الموظفة وامسكت بالميكروفون المخصص للنداءات وقالت ... الرجاء الانتباه من فضلكم جميعا ... ورن صوتها في ارجاء المطار ... لدينا راكب هنا امام بوابة اربعتاشر لا يعرف من هو ... اذا كان هناك من يستطيع مساعدته الرجاء الحضور الى بوابة اربعتاشر ... وهنا انفجر باقي الركاب الواقفين في الطابور في كريزة ضحك هستيري ... واستشاط الراكب الغاضب غيظا وانفجر في الموظفة قائلا لها سبابا بالانجليزية معناه اريد ان امارس الجنس معك ... وبكل رباطة جأش ردت عليه الموظفة ... انا اسفة يا سيدي فلست الوحيد الذي يريد ذلك ولكن هناك طابور مخصص لهذا الامر ايضا.

في احدى المدارس الثانوية وقفت مدرسة الاحياء في الفصل تعلن عن امتحان تحريري يوم الغد حول التكاثر في الانسان ... وقالت لن اقبل اي اعذار للتغيب عن الامتحان غدا الا باعذار قهرية ... والعذر القهري عندي هو وفاة الام او الاب او وقوع انفجار نووي ... وهنا رفع احد الطلبة المتحاذقين الجالسين في اخر الفصل يده وكان من الطلبة دائمي التفاخر بعلاقاته مع الجنس الاخر امام زملاؤه ... وقال ... ماذا لو كنت غدا مصابا بالاعياء والاجهاد الجنسي الشديد ... وهنا حاول طلبة الفصل كتم ضحكهم المكتوم بالعافية ... ثم سادت حالة من الصمت ... ثم ابتسمت المدرسة في تعاطف مصطنع مع الطالب وقالت ... معلشي بس اعتقد ها تكون مضطر تجاوب اسئلة الامتحان بيدك الاخرى ...

Tuesday, 08 March 2005

يا وائل يا حقود لسانك هياكله الدود - لايانا بهجت - إنجلترا

ايه يا وائل ايه يا وائل ايه يا واااائل يعنى لازم اغلط يعنى واول ما ارجع اكتب ابتديها بالغلط ... مالك انت يا صعلوك تدخل بين الملوك ها ... و لا علشان مانت فاشل و مالكش واسته توسلك لوزايف التبكات العليوى تئوم تحكد على ولاد الأسول اوفت يا ربى على الحكد اوفت
فيها ايه يعنى ما هتلر اللى انت بتحبه و بتقول فيه اشعار حب يتهر الشعب الألمانى من التبكات اللى اى كلام من امسالك و امسال اى واحد حكود علشان يخلى الشعب الألمانى صافى و نكى و تاهر من اى دماء غير غنية
و كمان العائلة المالكة فى انجلترا موتت ديانا و دودى لأنها من الأول خالص ماكانتش موافئة على جوازتها من تشارلى علشان دمها مش ازرق صافى لأ دا كان ازرق جانجاه
:))))))))
و بعدين الراجل مغلطش ماهو قالك اهو انه شاف عيال غلبانيين و تافحين الدم و بيجروا ( او بيشدوا ) عربيات الكارو بدل الحمير
بجد بجد انا نفسى اجيب بخاخة ريد او راجون و ارشش فشاش على كل الأولاد البيئة الفكراء اللى مش لاكيين علشان البلد تبئى نديفة و نقيه لأن حالها مش هاينسلح الا بالكداء على الفكر و الكداء على الفكر لا يأتى الا بالكداء على الفكراء نفسهم
بالذمة مش فكرة
و الله يا بت يا لوونى عليكى افكار جبارة
اه ه ه ه ه ه يا مرارتى
اقول ايه بس
انا مش عارفة مين هو حسين العشرى و لا مين الشاب اللى بيتكلم عنه و اللى بيتغزل فيه و بصراحة ما يهمنيش اعرف
انا مش هاتكلم عن الواسطة و بس انا هاتكلم عن بلوة سودة تانية قالها العشرى و محدش اخد باله منها
الأستاذ بيرجع تفوق الشخص اللى بيتكلم عنه الى ان اصوله ليست مصرية 100% و لكن تجرى فيها دماء انجليزية طاهرة

الأستاذ يقول
لكننى أعرف وسأقوله :أنا أعلم ،أن والده مهندس مصرى يعمل
بانجترا ووالدته إنجليزية، ولابد أن يكون معه جنسية
وباسبورت إنجليزى؟؟
دى حاجة، ثم وجهت كلامى إليه مباشرة أشرح له وجهة
نظرى...هكذا::
""وبناء عليه،فإنك حظيت على تعليم جيد فى إنجلترا ومما
أهّلك لعمل ممتاز هنا
بمصر، نضيف إلى ذلك أسرتك ووالدك بالذات،حيث كافح وثابر
واجتهد وتفوق ودخل ودرس الهندسة ،وفتحت له أبواب النعمة
والحمد لله،ولأن والدتك إنجليزية..فقد كانت أسرتك
صغيرة،مما سهل على الوالدين العناية بها وتنشئتها على
خير وجه، وهاهو أنت مثال حى
نتج عن جهد ووعى أسرة وكفاح والد....هذا عن الجانب التى
خرجت أنت منه

و قبل ماحد يفتح بقة بنص كلمة انا مولوده فى انجلترا و والدتى مش مصرية و معايا باسبور انجليزى و والدى رحمه الله اكمل دراسته برضه خارج مصر و بادرس فى لندن يعنى لا بحقد و لا بحسد و لا لى فى اللعبه دى من اساسه
بس الله يشهد انى فى حياتى ما استعملت الباسبور ده و لا فى اى سفر ولا اصلا كان حد يعرف عنى الموضوع ده الا مؤخرا بعد اللى حصل لى و اضطريت الى انى استخدمه
عارفين ليه
لأن والدى رحمه الله كان من ابطال اكتوبر و للأسف ارضعنى حب البلد بنت الإيه دى و فهمنى انى مهما طلعت و لا نزلت اصلى صعيدى اسكندرانى و لازمن حتمن و لابد من كل بد انى احط صوابعى العشرين فى عين اى واحد يتكلم عن البلد دى و لا على حد من اولادها نص كلمة
وكمان علشان حاجة تانية
أنى بصراحة باتكسف انى اقول انى معايا باسبور انجليزى
لأن الإنجليز دول شعب من اقذر الشعوب و ادناهم
اللى يقرأ تاريخهم يعرف كويس اوى هم ايه و كانوا ايه و لا زالوا
يا استاذ حسين يا عشرى ياللى بتفتخر بصاحبك اللى والدته انجليزية مالكش قريب و لو من بعيد اتشنق فى شدوان و لا غرق فى القناة و لا استشهد فى الثورة العرابية و لا فى العدوان الثلاثى و لا حتى فى اكتوبر و لا فى نحرير الكويت و لا فى اى داهية سودة
انت بتفتخر ان البيه صاحبك مش من اصول مصرية و ان والدته انجليزية و ان والدهعلشان اتعلم برة فا هو اتربى كويس؟؟؟؟؟؟ يا سلام و هو يعنى اللى اتربوا جوه كخة و اللى اتربوا بره دحة؟؟؟ و لا احنا ولاد البطة السودة و هم اولاد بحيرة البجع
فى ايه ماتفوق لنفسك و اقف عدل و اتكلم عدل و اعرف انت بتتكلم مع مين و اولاد مين
لو صاحبك ده ماسك منصب مهم يبقى وقعته هو و اللى عينه سودة و جت معاه ستروبيا لأن من الواضح ان فيه اتجاه ان اللى يمسك المناصب اليومين دول بيكون مزدوج الجنسية و ده مش وليد المصادفة بس مش وقته اتكلم فيه دلوقت
يا عشرى بيه تسمع عن شاب اسمه عبد الحميد ؟؟ الولد اللى رمى نفسه فى البيل و انتحر لأنه من اسرة فقيرة من اللى سعادتك بتستهزئ بيهم و تقول عليهم فقراءو الفقر كسل
الشهيد ( و انا مصرة اسميه شهيد لأنه اتقتل بإيدين ناس بتقيم البشر بما يحملوه من اموال و كروت توصية) انتحر لأن ماكانش فى جيبه كارت توصية من فلان بيه و لا علان باشا
الشاب ده اتخرج من كلية سياسة و اقتصاد يعنى كلية الوزراء و اهل القمة و ابوه كان بيقطع من لحم الحى علشان يعلم ابنه و كان متفوق دراسيا و من اوائل دفعته و فى الآخر و احد سفروت سنكوح يمسك بداله المكان اللى هو كان المفروض يمسكه .........لأن السنكوح كان متقل جيوبه بكروت التوصية علشان كده كفة ميزانه رجحت
يا عشرى بيه معلش تعال على نفسك حبة و اعصر على نفسك لمونه و انزل لف لك لفة فى شوارع مصر و شوف كام واحد عضلات وشه مش مشدودة من الهم و الغم و الحزن
تبقى قابلنى لو لقيت واحد بيضحك
تحب سيادتك نقضى لك عليهم علشان سموك تعيش و تغنى يادى النعيم اللى انت فيه يا قلبى من بعد العذاب
و النبى يا عم قول لصاحبك يخبى باسبوره و يكفى على الخبر ماجور لأنه عار و خيبة تقيلة مش ميزة الا فى حالة واحدة بس ......... انه يتعمل فيه اللى اتعمل فى و فى الحالة دى بس هاينفع معاه و لو انى لا اعتقد انه هايقضى كام يوم فى فندق الفايف ستارز اللى كنت فيه لأن طالما اتعين بواسطة و جاب له عربية على الزيرو من عرق جبينه يبقى من المرضى عنهم :))) و ياريت كمان تقوله انه يأجر له خزنه فى اى بنك يحط كرامته فيها و لا اقولك خليه يسمى و يبوسها و يحطها جنب الحيطة علشان مش هايستعملها تانى من غير شر كده
اصل اللى بياخد حاجة مش بتاعته و لا تنفع له بيدفع التمن غالى اوى ......ايا كان التمن ده ...
و للحديث بقية

مركز الارض يناشد رئيس الجمهورية الافراج عن سيدات قرية سراندو

تنطلق اليوم 8 مارس مسيرات للنساء فى أكثر من دولة حيث تشهد مدينة ساوبولو على سبيل المثال مسيرة تضم اكثر من 30 الف سيدة لتعبر عن مشكلات وقضايا المرأة فى أكثر من 53 دولة وتهدف المسيرة لاقرار ميثاق عالمى للنساء يحمى حقوق المرأة فى ظل العولمة.
وللاسف الشديد يشهد هذا اليوم فى مصر احتجاز عشرات النساء من قرية سرندو محافظة البحيرة فى شمال مصر بدون وجه حق بأماكن الاحتجاز المختلفة التابعة لوزارة الداخلية بالمحافظة دون سبب اللهم الا كرهائن لحين تسليم بعض ازواجهم انفسهم فى قضايا بخصوص منازعات على اراضى زراعية ملك للدولة بالقرية وحسب شكاوى الفلاحات للمركز فإن بعض هؤلاء النساء هم :
1- رنيا سمير الصباغ 2- رشيدة الجيزاوى 3- نعمة حافظ أبو طلبه 4- زاهية الاجرب
5- سماح عبد الحميد الجرف 6- فرحانة حافظ 7- السيدة محمد العطار 8- رسم أحمد خلاف
9- زهرة سعيد ابو العلا 10- سهام سعيد أبو العلاء 11- خضرة محمد زكى12- عزيزة منصور الفقى
13-هويدا محمد محمود الفقى .
كما تقوم قوات الشرطة بالقبض على الفتيات بالقرية ومنهن الخضرة محمد زكى 9 سنوات وفاطمة صالح الشناوى 5 سنوات .
وكذلك تم القبض على أطفال السيدة عزيزة منصور الفقى وتذكر شهادات أهالى القرية لمركز الارض أن قوات الشرطة قامت بربط كل اثنين من النساء ببعضهم من شعورهم وضفائرهم الى جانب تقييد ايديهن .بالاضافة الى العديد من الممارسات اللانسانية والمتعسفة ضد الفلاحات بالقرية .
وتأتى مثل هذه الممارسات المتعسفة والمتناقضة من قبل السلطات المصرية فى ذكرى يوم المرأة العالمى حيث تستخدم السلطات المصرية العنف ضد النساء واهانتهن بأقسام الشرطة فى ظل الاحتفالات التى تشهدها القاعات الحكومية المصرية المختلفة لتنظيم المؤتمرات عن انجازات الحكومة لدعم حقوق ومشاركة وتنمية اوضاع المرأة وحرصاً على حماية حقوق نساء قرية سراندو فإن مركز الارض يطالب السيد رئيس الجمهورية بسرعة التدخل للافراج عن السيدات المحتجزات بدون وجه حق فى نقطة شرطة شرنوب وسنهور بمركز منهور محافظة البحيرة ، كفالة لحقهم فى الحياة والحرية والامان الشخصى .
كما يطالب المركز السيد وزير الداخلية التدخل لوقف الحملات التى تقوم بها قوات الشرطة بمركز شرطة دمنهور ضد سيدات سرندو والقرى المجاورة والتحقيق مع رئيس مباحث مركز دمنهور فى الممارسات المتعسفة التى يقوم بها ضد الفلاحات والفلاحين واصدار تعليماته بالزام ضباط شرطة محافظة البحيرة بتطبيق القانون ووقف حملات القبض العشوائى على النساء والفتيات والاطفال كفالة لحقوقهم القانونية والدستورية فى الحياة الكريمة والامان الشخصى .
ويطالب المركز أيضاً المجلس القومى لحقوق الانسان والقومى للامومة والطفولة سرعة التحرك لانقاذ سيدات قرية سراندو من بطش بعض كبار الملاك ووقف استخدام العنف ضدهم من قبل السلطات والافراج عن المحتجزات منهم بأماكن الاحتجاز المختلفة بمحافظة البحيرة .
هذا والجدير بالذكر انه وبتاريخ اليوم 8/3/2005 قررت نيابة مركز دمنهور تجديد حبس الفلاحين السبعة الذين يحاكمون بتهمة التعدى على حيازات مدعى الملكية بالقرية 30 يوم أخرى والمحبوسين على ذمة الجنحة رقم 2825 لـ2005 كما تم حبس 15 فلاح أخرين من قرية سرندو منهم ثلاث سيدات بتاريخ أمس 7/3/2005 على ذمة الجناية رقم 5631/12 لـ2005 والمتهمون فيها بأعمال البلطجة وتهم أخرى وذلك على أثر منازعات نشبت بينهم وبين بعض اعوان مدعى الملكية بمركز دمنهور على ملكية بعض الاراضى المتنازع عليها لمدة اربعة ايام على ذمة التحقيقات .
وختاماً فى ظل مسيرة حماية حقوق النساء والتى يأتى ذكرى يوم المرأة العالمى تتويجاً لها فإن مركز الارض يناشد المؤسسات المحلية والدولية خاصة المؤسسات النسائية بالتضامن مع نساء قرية سراندو ومطالبة المسئولين فى مصر بوقف حملات الترويع ضدهن والافراج عن المحتجزات منهن بدون وجه حق وذلك حرصاً على حقوقهن فى الحياة الكريمة والامان الشخصى .
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org

Monday, 07 March 2005

آه يا شعوب كومبارس - د.سيد ريحان

لا شك أن لشعوبنا العربية دورا فى فيلم الإصلاح السياسى الذى سيعرض قريبا فى دور السينما العالمية وينتظره الجميع بشغف شديد..ولكنه للأسف ليس دور البطولة كما هو الحال فى كافة أفلام الإصلاح التى عرضت من قبل فى جميع أنحاء العالم..ولكنه بلا فخر دور الكومبارس الذى يؤدى أتفه الأدوار سواء كان قانعا بذلك الدور أو رافضا له لا فرق...كل ما يعنيه هو أن يعود إلى بيته فى سلام حاملا بين يديه قوت يومه هو وأولاده..ولكن المثير للعجب أن يتملك هذا الكومبارس شعورا يجعله يعتقد بينه وبين نفسه أنه بطل الفيلم الأوحد ونجم النجوم!!

فقد شاهدنا جميعا على الفضائيات الدعاية للفيلم من خلال كليبّات قصيرة تعرض مشاهد من انتخابات السعودية لمجالسها المحلية مع تصريح لوزير خارجيتها بأن الإسلام لا يتعارض مع تولى المرأة مهام ومناصب سياسية ويبشر بأن هذا العام سيشهد دخول المرأة السعودية إلى العمل في وزارة الخارجية، وهى التى لم يكن مسموحا لها بقيادة سيارتها الخاصة، الآن سيسمح لها أن تقود دولة من خلال العمل الدبلوماسى، ولكن لا عجب فقيادة السيارة أصعب طبعا!!... ثم مشهدا آخر يستعرض صورا متتالية من انتخابات السلطة الفلسطينية وبها أكثر من مرشح، وبعدها لقطات مختلفة من انتخابات العراق المحتل، ثم تأتينا صورة للبرلمان الكويتي وهو يتراجع ويظهر تحمسه لإشراك المرأة في الانتخابات بعد أن تأكدوا تماما أنها ليست مثل الفأر الجربان..!!

ويستمر العرض لنأتى لأكثر المشاهد إثارة، والذى تقترب فيه الكاميرات من الرئيس المصرى حسنى مبارك وهو يعلن فى مفاجأة مدوية اقتراحا بتعديل الدستور المصرى ليسمح باختيار الشعب لرئيسه من بين أكثر من مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، وذلك لأول مرّة فى تاريخ هذا الشعب بعد أن كان الاستفتاء على شخص واحد هو المفروض عليه قسرا منذ قيام ثورة يوليو...والانصياع لأسرة بأكملها هو المفروض عليه إجباريا منذ أن خلقه الله!!

ورغم أن فيلم الإصلاح لم يعرض بعد، بل أنه لم يكتمل تصويره أصلا..إلا أننا فوجئنا بالصحف العربية المحلية من مختلف التيارات والاتجاهات تخرج علينا حاملة مانشيتات ضخمة و مقالات نارية كلها تنسب لنفسها دور البطولة فى الفيلم على طريقة أبو العربى -الشخصية الكوميدية المصرية- وكل منها يقسم بأغلظ الأيمان بأنه صاحب السيناريو، والمخرج، بل والمنتج أيضا !!.. ولكن للحقيقة لم يدّع أى منهم أنه صاحب دور الراقصة فى الفيلم!

يقول أحدهم: (.. لقد كان هذا الانتصار نتيجة حالة رفض شعبي متنامي!!!!.... ولولاه ما كان هذا الانتصار الساحق !!!! فلنستمر على الدرب ليتم التغيير المطلوب.. ولا نقف عند هذه النتيجة المتواضعة)!... من يقرأ هذا الكلام يتخيل أن الثورات الشعبية تندلع من كل صوب واتجاه!...أنا أتذكر أن حالة الرفض الشعبى المتنامى الوحيدة التى رأيتها كانت من جموع الشعب الحاضرة فى حفلة باستاد القاهرة لربّة الصون والعفاف والهدوم الخفاف نانسى عجرم عندما رفضت استكمال وصلة رقص مع الغناء متجاهلة حقوق الشعب الدستورية!

الأحزاب الديكورية الورقية الهشة التى ابتلانا الله بها...لم يفتها أن تحشر نفسها فى الصورة (بالعافية) وكأن المشرحة ناقصة قتلى!..فوجدنا أحدها يعلن بكل بجاحة: (..أننا نقوم بنضال متصل ومعارك متواصلة، انحيازنا فيها واضح منذ البداية لاستقلال الوطن وحرية المواطنين، وهذا الانحياز هو البوصلة الهادية لمواقفنا وسلوك أعضائنا، في النقابات و المجالس المحلية والشعبية، في الريف، في المدن، وفي الأحياء الشعبية، حتى توجت جهودنا بهذا الانتصار العظيم) خطابا كهذا يصلح فقط للضحك على مجموعة من الهنود الحمر ذوى الريش على قفاهم..لأن المصريين جميعا يدركون أن أحزاب المعارضة كلها تفوقت على هيفاء وهبى فى جملتها المثيرة " أنا هايفه".

هناك أيضا مجموعة تطلق على نفسها اسم ( كفاية ) لا أحد يعرف عدد أفرادها على وجه الدقة ( يدور حول 300 فرد تقريبا..أى أربعة أشخاص من كل مليون مصرى) لا يملكون سوى موقع على الإنترنت عدد زواره أقل من عشرة أفراد من كل مليون زائر للشبكة يوميا ( طبقا لاحصائيات موقع أليكسا)، مجموعة بهذا الحجم يعلنون أنهم وحدهم أبطال ومخرجى بل ومنتجى فيلم الإصلاح دون منازع !!...وأن ما حدث كله كان نتيجة قيامهم بمظاهرة أمام جامعة القاهرة كان عدد أفرادها يملأ بالكاد أوتوبيس على خط شبرا!...ومن المضحك أن تصريح الرئيس مبارك جعلهم اضطروا لرفع لافتات مكتوب عليها (مش كفاية)!!..وأصبحوا فى حيرة هل يسمّون أنفسهم ( كفاية).. ولاّ (مش كفاية)؟!"

حتى شباب الحزب الوطنى لم يشأ أن يخرج من المولد بلا حمص!!..فرأينا أحدهم يكتب قائلاً: (..أن المبادرات لتعديل الدستور كانت من داخل أركان الحزب الوطنى عن طريق التيار الشبابى الصاعد و المتنامى بشكل رهيب والمتمرد على الجمود السياسى الذى أحاط طويلا بالعملية السياسية فى مصر برمتها وهو ما ظهر جلياً فى المؤتمر السنوى الاخير للحزب الوطنى)....يا سلاااااام. أين كان تأثير الشباب المتمرد السكّرة هذا حتى أسابيع قليلة مضت كان فيها الحرس القديم فى الحزب يتحفنا بتصريحاته يوميا عن عدم وجود نيّة إطلاقا لتعديل أو تغيير الدستور، هل خرج الشباب من مخبأهم فجأة زى عفاريت الليل ليحصلوا على هذه النتيجة فى أيام...صحيح ولاد زى الجن!!

أمّا ما يثير الشفقة فعلا فكان تعليقا لإحدى صحف المعارضة جاء فيه: " و أخيرا.. الحمد لله.. نجح القصف المدفعى على معاقل الطغيان و الاستبداد.. فها هو حاكم مصر ينحنى أمامنا ويعلن تعديل الدستور!! ..فعندما شن حزبنا منذ أكثر من عامين حملته على حكم مبارك، كان يقصف وحده بالكاتيوشا على معاقل الظلم، و تمت محاصرة أهل الحكم بصورة محكمة، وتحول القصف من "الكاتيوشا " إلى قصف بالهاونات متوسطة و بعيدة المدى"...طبعا يشعرك الكاتب هنا أنه يكتب مقاله وهو يلعب على جهاز البلاى ستيشن !!

وهكذا..لم يتوان أحد عن إعطاء دور لنفسه فى الفيلم حتى أننى سألت عم عبده بواب عمارتنا.." إيه يا عم عبده ..ماتكونش انت كمان اللى أقنعت الريس بتغيير الدستور؟...رد علىّ الرجل ببلاهة: " هه؟..دستور إيه؟..آه...يمكن!...ما أنا كل ما بدخل الحمام أزعق وأقول دستور يا أسيادنا...فيمكن سمعنى الريّس وأخد بكلامى"!!

تتجاهل أنت كل محاولات الضحك على الذقون هذه وتحاول بنفسك أن تبحث عن دور للشعوب العربية فى لقطات الدعاية التى عرضت فلا تجد!!..فعلى حد علمى لم أسمع من قبل بأن الشعب السعودى قد طالب بأية حقوق دستورية أو إصلاحات من أى نوع..حتى الوثيقة التى تقدم بها بعض المثقفين السعوديين للإصلاح، تراجع معظمهم عن ما جاء بها إلا ثلاثة أفراد فقط هم الذين ثبتوا على موقفهم...ولم أعرف أن الشعب الفلسطينى قد انتفض فى سبيل انتزاع حقه فى الحكم..لكن كان الله فى عونه فيكفيه الانتفاضة لانتزاع أرضه المسلوبة، وإن كان الأمران لا ينفصلان لأنه عندما يحصل على حقه فى اختيار من يحكمه سيكون طريقه أقصر فى سبيل الحصول على حقه فى الأرض بعيدا عن حكام قد يبيعونه هو والأرض فى شوال واحد!

أمّا الشعب السورى الذى توراثه حكامه كما تورث..قطع الأثاث..(ولا أقول شيئا آخر احتراما لهم).. فلم نسمع أنه صوّر مشهدا إصلاحيا فى مسلسل أو سهرة كوميدية أو حتى صورة ستة فى تسعة!! ..ولكن حتما سيفرض عليه الاشتراك فى الفيلم الكبير قريبا جدا، فمازال المخرج فى حاجة لمجاميع يكمل بها تصوير الفيلم!.

إلى هنا والسؤال يفرض نفسه...من هو منتج الفيلم ومن هو المخرج مادام كل هؤلاء لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الحدوتة؟....هناك دلائل منطقية كثيرة تشير إلى أن المنتج وصاحب فكرة الفيلم هو الضغوط الخارجية على الشعوب والحكام معا..فمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للعالم أشبه بإحدى مناطق العشوائيات التى تطل على نيل القاهرة العظيم...وعندما تقرر محافظة القاهرة تجميل الكورنيش تصبح تلك المنطقة كالصداع فى رأسها...فهى فضلا عن منظرها الذى يؤذى البصر فهى بؤرة يخرج منها المجرمون من كل شكل ولون ليصبوا جام غضبهم على بقية أفراد المجتمع الذى تركهم نهبا للجوع والفقر والمرض.

حكام العشوائيات..أقصد حكام الشعوب العربية يستطيعون القيام بإخراج الفيلم بمنتهى السهولة إذا ما انحازوا لشعوبهم وقاموا بالتخلص من النفايات البشرية الموجودة حولهم من المنافقين ومستشارى السوء، الذين جثموا على صدور الشعوب سنينا طويلة أذاقوه فيها مر العذاب، وسواء كان ذلك يتم بعلم الحكام أو فى غفلة منهم، فإن الشعوب العربية على استعداد لأن تغفر لهم كل شئ بل وترفعهم على الأعناق كأبطال شعبيين إذا ما خلصوهم من هؤلاء المجرمين، وبعدئذ يتكاتف الجميع للنهوض بهذه المنطقة والخروج بها من ظلام وعار العشوائيات إلى أعتاب الحضارة...أما إذا ظل الحكام على حالهم متمسكين برموز السوء حولهم فلا يلوموا إلا أنفسهم لو شاركت جموع الكومبارس مخرجا آخر فى تنظيف الأستوديو كله من (الزبالة)!.

Friday, 04 March 2005

الديمقراطية .. اشكالية الصراع بين الاقوياء والمستضعفين - اسامة الهتيمي


الكثير من القضايا الفكرية ما زالت محاصرة داخل أزمة ما يسمى بدائرية الفكر العربي والإسلامي وتعني عدم تجاوز البحث إلى ما بعد الخلاف التقليدي حول الجواز والحرمة وهي الأزمة التي تمثل العامل الأكبر والأخطر

على مسيرة التطور الفكري في الذهنية العربية والإسلامية.
وتتخذ هذه الأزمة أشكالا نسبية من مجتمع إلى آخر بحسب طبيعة هذا المجتمع ومدى مشاركته واحتكاكه ودينامكيته الفكرية التي تشكلها العديد من العوامل والظروف ومدى الاستعداد .
كما تتحقق هذه النسبية داخل المجتمع الواحد خلال فترات زمنية مختلفة بالسلب أو بالإيجاب بتنوع الاحوال السامحة بهيمنة فكرة على أخرى بما يوجد أحيانا تراثا ثقافيا متناقضا في بعض الأوقات .
وتأتي الديمقراطية في مقدمة القضايا التي تقع أسيرة هذه الإشكالية حتى أنه وبعد مرور ما يزيد على قرن من الزمن من طرح القضية ما زال يدور الحوار بين الباحثين بمختلف توجهاتهم حول مشروعية التعامل مع المفاهيم الديمقراطية من عدمه وهو الأمر الذي لم يقتصر على الإسلاميين فحسب بل أمتد إلى غيرهم وإن اتخذ نمطا آخر يشكل لهم دائرة الحلال والحرام بمفاهيم غير دينية .
وليس من المنطقي بذل الجهد في محاولة لتبسيط القضية فالأمر ليس مختصرا على إشكالية بعينها بقدر ما تنبأ عن خطأ في تركيبة الوعي الجمعي العربي ساهمت العديد من العوامل المختلفة في صنعه وهو ما يدعو إلى بذل المزيد من الجهد المنظم والفعال من قبل الباحثين والمعنيين في إطار إعادة تشكيل هذا الوعي وعلاج ما أصابه من خلل .
وتكتسب قضية الديمقراطية خصوصية تميزها عن بقية القضايا الأخرى تدفع إلى عدم تجاوزها لنقطة بعينها وهو ما يمكن أن نسميه بالخصوصية الدافعة الى التخلف وتعقيد الانطلاق نحو الأمام .
فالديمقراطية ليست مجرد إشكالية ذهنية لكنها واقع مرتبط بطرفين أحدهما قوي أو مستقوي والآخر ضعيف أو مستضعف ، وليس من مصلحة القوي أن ينتهي الجدل حول ما يمكن أن يكون شوكة في ظهره تحرمه من تطلعاته وأحلام البقاء .
فبداية الصراع قائمة بفعل فاعل مازال يحرص على أن يزيد من حدته ويستميت في استمراره .. فالمسألة حياة أو موت وجود أو عدم وليس متوقعا أن تكون المعركة بالسهولة التي لا تحتاج فيها إلى مقاتلين وضحايا وهو ما يشير بقوة إلى ازدواجية إشكالية الديمقراطية بين الذهنية والواقعية .
الديمقراطية والشورى
الأسماء تشكل لدى قطاع كبير من الإسلاميين حساسية شديدة وهو الأمر الذي يعود إلى أن المصطلحات تعود في طبيعتها إلى ظروف وأسباب وبيئة نشأتها التي تجعل لها دلالات خاصة لا يمكن أن تتجاوزها إلى غيرها إلا بتوافر نفس ما توافر لها في بيئتها الأصلية وهو ما يدفع هؤلاء إلى اعتبار أن الديمقراطية بمفاهيمها الغربية لا تتلاءم مع المجتمع الإسلامي الذي أنتج مبدأ آخر أكثر شمولا ودفعا للإنسان الذي هو خليفة الله في الارض لتحقيق المجتمع المنشود.
ويصر هؤلاء من منطلق عدم التعاطي مع المسميات التي أُفرزت ونتجت خارج الحدود الفكرية للإسلام على رفض الديمقراطية وهو ما انسحب بالتالي على رفض العديد من الآليات الديمقراطية التي لا يتعارض أغلبها مع المبادئ والغايات العليا للإسلام وقد كان ذلك سببا في وجود حالة من الصراع بين هؤلاء المحسوبين على التيار الإسلامي وبين غيرهم ممن يتبنون الديمقراطية وآلياتها كخيار للتغيير وتحقيق مجتمعهم المنشود أيضا .. تعدى هذا الصراع حدود الخلاف النظري إلى حد تبادل الاتهامات بالتخوين والعمالة وما شابهما .
غير أن محاولات توفيقية تمخضت داخل التيار الإسلامي سعت إلى إيجاد صيغة وسطية توازن بين التطلعات الجماهيرية للديمقراطية والرؤية الإصولية الرافضة لها لاعتبارات الفلسفة والمنطلقات ، وقد حرص هذا التيار الوسطي التنبيه على دور المبدأ الإسلامي الرئيس في هذه المسألة وهو " الشورى " التي يمكن أن تحقق مكتسبات الديمقراطية فضلا عن مراعاتها للإصول الإسلامية .
لكن يبقى أن آخرين يمعنون في تجذير الخلاف اللفظي بقصد أو بدون قصد وهو ما يعوق إحداث الإجماع الذي بتحققه يمكن إحداث فعل التغيير وهو الخطر الذي يخشاه الأقوياء .
ويغيب عن فريق أن التجارب الإنسانية ليست شئيا مقدسا بل هي قابلة للصواب والخطأ حتى يمكن الاستفادة وتصحيح المسار بما يقلل إلى أقصى مدى حجم الزلل ويتم خلال ذلك الاسترشاد بالتعاليم الإسلامية التي حددت الخطوط العامة دون الإستغراق في التفاصيل التي يمكن أن تتبدل وتتغير بحسب الزمن والمكان .
وهو ما يدفع إلى القول بعدم التعارض بين اعتماد الآليات الديمقراطية التي تكفل حق المشاركة في صنع القرار أو حق المطالبة في تحقيق العدالة أو ما إلى غير ذلك مما تهفو إليه الشعوب وبين اعتبار مبدأ الشورى الأساس الإسلامي للنظام السياسي في مجتمعاتنا وهو ما صك له البعض مصطلحا جديدا لتمييزها عن الديمقراطية الغربية ذات الأبعاد المخالفة للتعاليم الدينية " الديمقراطية الإسلامية ".
والأهم من ذلك هو محاولة خلق أرضية مشتركة يتم خلالها تحديد دقيق لمفهوم الديمقراطية المنشودة وعلاقات التقاطع مع الشورى واعتماد الآليات التي لا تشكل تعارضا مع الإسلام فضلا عن تسليط الضوء على التراث الفقهي والفكري الإسلامي الخاص بالجوانب السياسية وتنقية ما علق به من شوائب تراكمت بفعل أحداث تاريخية .. وهو ما يمكن معه غلق باب التبرير وتأصيل البعض للرضا بالقهر والاستسلام للاستبداد .
الديمقراطية والاستغلال
ويشارك فريق الرفض او متخذي الموقف الحذر من الديمقراطية داخل صفوف الإسلاميين العديد من الاتجاهات اليسارية التي ترى أن الديمقراطية قرينة للاستغلال الرأسمالي للفقراء أو لشعوب العالم الثالث الذي رضخ لعقود طويلة تحت نير الاحتلال الذي استنزف وما زال ثروات هذه البلدان ليوفر لشعوبه حياة الرفاهية والترف في حين لم تتمكن هذه الديمقراطية من أن تخفف العبء الملقى على كاهل هذه الشعوب المنهوبة بل إنها كانت الأداة التي استخدمت للحصول على تأييد استمرار ممارسة الإفقار .
الدعوة التي يتبناها هؤلاء هي دعوة الحرية الإنسانية بعيدا عن اللون والجنس والعقيدة دعوة تكفل لكل البشر الشعور بإنسانيتهم وقيمتهم كبشر ... وهي رؤية امتدادية للعداء الذي كان ناشبا بين المعسكر الشرقي والغربي حيث يرفض المعسكر الشرقي كل ما يأتي به الغرب أو يدعو له ومنها الديمقراطية وليدة ونمط النظام السياسي في الغرب .
الديمقراطية والحرية
ينحاز العقل تماما إلى القول بأنه لاديمقراطية بغير حرية فليس للإنسان أن يخير عند إعدامه بين الموت بالسم أو الموت بالسيف فلا معنى للديمقراطية حيئذ .. الديمقراطية الحقيقية هي أن تتوقف أي سلطة عند حدود القانون والدستور.
لا معنى للديمقراطية عندما يحيا الإنسان في وطن مقيد بل عندها تتحول الديمقراطية إلى نكتة سخيفة ووسيلة يستهدف منها المغتصب إحداث الخلل في أولويات الشعوب المحتلة .. الديمقراطية الحقيقة تأتي في ظل أوطان تنعم بالحرية .
الحرية هي الأساس لإمكانية تحقيق الديمقراطية بعدها يمكن أن تبذل هذه الشعوب من التضحيات وتحمل الابتلاءات من أجل تحقيق المجتمع الديمقراطي .
الإصرار إذن على التشدق بفرض الديمقراطية عن طريق سلب الحرية هو محاولة مفضوحة ومكشوفة لاستغلال تطلعات الشعوب المقهورة بحكم مستبديها الذين أذاقوا شعوبهم ويلات الظلم والتهميش .. لكنها كذلك محاولة أدركت الشعوب المستغلة فحواها ففوتت الفرصة وأصرت على أن يكون الحصان أمام العربة لا العربة أمام الحصان .
صراع مفتعل
لم تعد الديمقراطية لفظة تقتصر في دلالتها على ما أكتسبته من ظروف وبيئة النشأة فهي كغيرها من مصطلحات كثيرة تطورت دلالتها ومعانيها وأصبحت لا ترتبط بالدلالة الأولى إلا في بعض الوجوه .
الديمقراطية التي تهفو إليها جماهير المجتمعات الإسلامية غير موصولة الصلة بمنطلقات الديمقراطية الغربية التي تحتكم في في نهاية الأمر إلى الغالبية فحسب وإن كان ذلك قد تغير وتبدل في بعض التجارب والنماذج الغربية حتى أصبحت الديمقراطية شكل للنظام السياسي يختلف من مجتمع لآخر .
الديمقراطية أصبحت تحمل مدلولات مختلفة تم إضفائها عليها في المجتمع الإسلامي عبر عمليات المزج والاحتكاك التي جرت خلال عقود زمنية طويلة وتحولت إلى عنوان عريض تندرج تحته الكثير من الجزئيات والتفاصيل التي يمكن الاتفاق أو الاختلاف عليها ، هذا العنوان يشير بقوة إلى ما يكفل حق التداول وتطبيق الشورى وخلع الحاكم وغيرها مما يمكن ألا يمثل غضا للطرف عن المرجعية الأساسية في الإسلام ، وهو ما يمكن تحقيقه بآليات مختلفة وقد تحقق ذلك عبر نماذج لتطبيق الديمقراطية في مجتمعات إسلامية .
ولا يعد ذلك تعارضا مع مبدأ الشورى الذي هو آلية ونظام لطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم تكفل للمحكومين حق المشاركة في اتخاذ القرارات فيما توفر الديمقراطية الآليات التي تحمي هذا الحق والآليات التي تتيح للجماهير السعي وراء انتزاع الحقوق المسلوبة أو التعبير عن الرفض .
الصراع مفتعل وتأجيجه مقصود والأطراف المنتفعة بذلك معلومة وتجاوز الجدال حتما سيتم فالمطالب تتزايد والاحتياج المجتمعي يلح على ضرورة التغيير .

Thursday, 03 March 2005

ثورة البرلمان هي الحل - د. عمرو إسماعيل

لقد كتبت مقالا سابقا علي شكل حلم من أحلامي التخريفية قلت فيه :

في يوم جميل من شتاء مصر الرائع ومع وجود نسمة باردة منعشة مع شمس ساطعة يحسدنا عليها العالم .. استيقظ الشعب المصري علي خبر انتشر مثل النار في الهشيم .. ليتم بثه و أعادة بثه في جميع محطات التليفزيونية الارضية منها والفضائية .. المحلية منها والعالمية ...أن مجلس الشعب المصري وبناء علي اقتراح من بعض أعضاءه وعلي اعتبار أنه يمثل أعلي سلطة في الوطن ..سلطة الشعب .. أجتمع في جلسة طارئة وناقش الاقتراح المقدم من هؤلاء الاعضاء ووافق عليه باغلبية الاعضاء التي بلغت اكثر من تسعين في المائة وقرر التالي:
(1)
* تعديل بنود الدستور المصري التي تنظم عملية اختيار رئيس الجمهورية بحيث يصبح الترشح للرئاسة متاحا لجميع المصريين لمن يحملون الجنسية المصرية ويزيد عمرهم عن 35 عاما بصرف النظر عن الجنس وأدوا الخدمة العسكرية أو أعفوا منها قانونا أن كانوا من الذكور وبشرط حصول المرشح علي توقيع عشرة ألاف مواطن مصري
* يكون انتخاب رئيس الجمهورية من خلال انتخاب حر ومباشر بين كل من استوفي شروط الترشيح وتجري دورة أعادة بين الاثنين اللذين حصلا علي أعلي نسبة من الاصوات .. أن لم يحصل مرشح واحد علي أغلبية الاصوات من الدورة الاولي وهي 50% + 1
* تحدد مدة ولاية رئيس الجمهورية لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة ويمنع قانونا ودستوريا و لأي سبب كان تعديل هذا البند الدستوري
*يختار الناجح في الانتخابات نائبا له ويعرض ترشيحه علي البرلمان وتتم الموافقة علي هذا النائب أن حظي بموافقة أغلبية مجلس الشعب 50%+1
* لا يستطيع رئيس الجمهورية ترشيح رئيسا للوزراء الا بعد التشاور مع مجلس الشعب علي أن يحظي من يتم اختياره لمنصب رئيس الوزراء هو وأعضاء مجلس الوزراء علي موافقة المجلس
*من حق مجلس الشعب عزل رئيس الجمهورية أن هو أخفق في أداء مهام منصبه علي أن يتم ذلك بأغلبية لا تقل عن ثلثي أعضاء
(2)
- يتم تشكيل لجنة مستقله يختار أعضائها مجلس الشعب من قضاة محكمة النقض و المحكمة الدستورية العليا تشرف علي تلقي طلبات المرشحين والتأكد من موافقتها لهذا التعديل الدستوري وتشرف علي سير العملية الانتخابية وفرز الاصوات وأعلان النتائج
(3)
- دعوة ممثلين للأمم المتحدة و الهيئات الدولية الاخري لمراقبة العملية الانتخابية وتقديم تقريرها الي مجلس الشعب
(4)
- تنظر الطعون في الانتخابات أمام هيئة مشتركة من المحكمة الدستورية العليا و محكمة النقض وتصبح قراراتها في هذا الشأن ملزمة لجميع الاطراف
(5)
- ألغاء العمل بقانون الطواريء من لحظة أعلان هذه التعديلات الدستورية
(6)
- الغاء لجنة شئون الاحزاب والتصريح بقيام الاحزاب بمجرد ابلاغ رئيس مجلس الشوري باشعار قيام الحزب و اسماء أعضائة وبرنامجه

هذا وقد أعلن السيد رئيس الجمهورية موافقته علي هذه التعديلات نزولا علي رغبة الشعب ممثلا في مجلسه الموقر أعلي سلطة تشريعية في البلاد .. وقد اجل أعلان ترشيح نفسه أو من سيمثل الحزب الوطني الذي يتشرف برئاسته بعد التشاور مع أعضاء الحزب و أمانته السياسية

وعند هذه اللحظة دق جرس المنبه اللعين ليتركني حائرا هل أنا في أوكرانيا أم في مصر ..

الكل يعرف أن المطالب السابقة هي الاصلاح الحقيقي .. ومبادرة الرئيس بتعديل المادة 76 فقط هي خطوة علي الطريق ولكنها خطوة ناقصة ويحاول البرلمان الحالي من خلال ترزية القوانين من طبقة كهنة المعبد الذين أبتلينا بهم علي مر التاريخ افراغ هذه المبادرة من محتواها بوضع قيود علي الترشيح بحجة الجدية تؤدي في النهاية الي أفراز نفس الوجوه القديمة سواء من الحزب الحاكم أو من الوجوه السياسية في المعارضة .. نفس الوجوه التي لم تفعل شيئا مفيدا في الخمسة وعشرين عاما الماضية وهي تعرف أنها لا تملك أي فرصة في منافسة الرئيس مبارك أو حتي نجله جمال مبارك .. هم يعرفون ذلك والرئيس يعرف ذلك والشعب يعرف ذلك .. لأن القيود التي سيضعها مجلس الشعب ستجعل أفراز وجوها جديدة قادرة علي الابتكار هي شبه مستحيلة ..

أذا ما هو الحل .. الحل ان يثور مجلس الشعب لفرض الاصلاحات الحقيقية التي تفتح المجال واسعا في حرية العمل السياسي .. التعددية السياسية الحقيقية التي لا تحتاج اذنا من أحد الا من الشعب نفسه .. وهذه التعددية هي التي ستفرز مرشحين لهم رؤيا سياسية وقادرين علي اقناع الشعب بها وبالتالي قادرين فعلا علي التنافس علي منصب رئيس الجمهورية ..

وبالتالي فلنعتبر انتخاب رئيس الجمهرية القادم هو مجرد تدريب علي انتخابات الرئاسة وليفوز في هذه المعركة من يفوز حسني او جمال .. وليترشح ضده من يترشح .. وليعدل المجلس الحالي هذا البند كما يريد .. المهم أن يكون هناك عدة مرشحين كنوع من التدريب ..

أما المعركة الحقيقية والتي يجب أن يعمل الجميع من أجلها شعبا وأحزابا أن أرادوا اصلاحا حقيقيا في مصر في يوم من الأيام فهي معركة انتخابات مجلس الشعب .. ليتم انتخاب مجلس شعب قوي يمثل نوابه فعلا الشعب ويكون قادرا علي فرض الاصلاحات المطلوبة .. الاصلاحات التي يعرفها ويطالب بها الجميع .. والتي ستنقذ مصر ومستقبل مصر ..

أن المعركة الحقيقية هي معركة انتخابات مجلس الشعب القادم و أن أخفق فيها الشعب وأخفقت أحزاب المعارضة ونجح الحزب الوطني كالعادة في فرض نواب في مجلس الشعب ليس لهم قيمة أو معني الا التصفيق للرئيس اي رئيس .. فلن يكون هناك امل أن يحدث اصلاح ديمقراطي في مصر ألا من خلال معجزة من السماء ..

نحن نحتاج ثورة برلمان (مجلس شعب قوي ) .. وبما ان مجلس الشعب الحالي لا يستطيع القيام بهذه الثورة .. يصبح واجبا علي الشعب المصري أن أراد الحياة أن يفرض انتخاب مجلس شعب قوي وليس ديكور يستطيع فرض اصلاحات دستورية ..

لماذا لأن الحقيقة الديمقراطية والدستورية تقول أن الذي يستطيع فرض اصلاحات دستورية حقيقية وبطريقة سلمية ولا ينتظر فم الرئيس لينطق بهذه الاصلاحات هو البرلمان .. فحتي نحصل علي هذه البرلمان .. سنظل دائما في انتظار أوامر الرئيس ولو انتظرنا قرنا آخر ..

الحل هو في ثورة البرلمان .