Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Thursday, 24 February 2005

رسالة الدكتور رفعت السعيد - عبد الوهاب خضر

كلما وقع حدث مهم يستدعينى للكتابة عن د. رفعت السعيد أتراجع فوراً لسببين , الأول أننى أحبه , وتعودت دائما ألا أكتب عن من أحب, فكل الكلام لا يكفى أحيانا , والسبب الثانى إيمانى بالحكمة القائلة : " الباب

اللى يجيلك منه الريح , سده إستريح " , فالدكتور رفعت هو رئيس مجلس إدارة صحيفة الاهالى التى أعمل بها , وهو أيضا رئيس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى الذى أتشرف بعضويته , فقد يتصور بعض المرضى أننى أتملق وأحاول التقرب من السعيد رغم أنهم يعلمون أن ذلك ليس من سماتى أبداً .
إكتشفت أننى مخطئ , فالباب قد يأتى منه ضوء وحرية وخبرة ومواقف تستحق الرصد والتحليل ليستفيد منها ملايين الشباب وحتى صناع القرار , لذلك يجب أن" نفتحه على الأخر "
منذ أيام قليلة أعطانا د. رفعت السعيد درسا جديدا وعظيما فى فن المعارضة الحقيقة عندما وافقت لجنة الحوار الوطنى القائمة حاليا بين قوى المعارضة و الحزب الحاكم فى مصر على مقترح د. رفعت برفضة للتدخل الاجنبى فى عملية الإصلاح السياسى والدستوى والتى أجمع عليها الجميع وإعترف بها النظام الحاكم , وأكد السعيد فى مقترحه – الذى نشر فى معظم وسائل الاعلام – على رفض التدخل الاجنبى مشيرا الى أن الاصلاح لابد أن يكون مصريا – مصريا , فهو شأن داخلى ليس للخارج – الذى لا يحظى بإحترام شعبى – علاقة به .
رفعت السعيد أكد على أنه معارض وطنى ومتزن , مثقف واع , مواطن يعشق بلاده,وأن هناك معارضة تعارض بموضوعية سياسات وليس أشخاص .
على الحكومة المصرية أن تفهم الرسالة التى بعثها رفعت السعيدالمتحدث الرسمى بإسم أمانة توافق قوى المعارضة , وهى أن الوطن أمانة فى أعناقنا جميعا ,أن المعارضة حرصية على أمن البلاد , وحتى على النظام نفسه .
الحكومة المصرية وافقت على رفض التدخل الاجنبى فى الاصلاح السياسى وروجت لذلك , وعليها الان أن أن تضع ضمانات حقيقية لتنفيذ ما إتفقت عليه قوى الحوار الوطنى من تعديلات فى الدستور وألغاء حالة الطوارئ المستمرة منذ ربع قرن , ثم تعلن رفض التدخل الاجنبى فى بقية شئون بلادنا , فهناك تدخل واقع حتى فى القمامة والثقافة والاقتصاد والصناعة وأشياء اخرى كثيرة , وهو ما حذر منه حزب التجمع وقوى سياسية أخرى مئات المرات .. ولا مجيب .
عموما .. شكرا رفعت السعيد , ولعل اللبيب بالإشارة يفهم , وينفذ !!

Thursday, 17 February 2005

الفقيد الحريري وسوريا والراعي الكذاب - أمير أوغلو - الدنمارك


لنبدأ أولا بقصة الراعي الكذاب التي قد لا يعرفها كل القراء والتي كانت أمهاتنا يروينها لنا عن الراعي الذي أحب أن يمزح مع أهل قريته فصرخ بهم أن الذئب يهاجم قطعان أغنامهم فخرجوا جميعا لمهاجمة الذئب والدفاع

عن القطيع فوجدوا الراعي يضحك منهم ويهزأ بهم ويكذب عليهم , بعد مدة كرر الراعي هذه القصة وخرج الناس مرة أخرى ووجدوا الراعي يهزأ بهم مرة أخرى, في المرة الثالثة لم يخرج الناس لأنهم كانوا متأكدين من أن الراعي يعبث بهم ولكن الذئب كان هذه المرة فعلا هناك وهاجم الراعي وافترسه. وكان هذا هو جزاء الراعي الكذاب كما تروي القصة.

سوريا في لبنان لها قصة مشابهة , فهي منذ دخولها لبنان ومنذ بداية الحرب الأهلية هناك لعبت دورا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه دور قذر, وليسامحني الذين لا يعرفون القصة من بدايتها والذين لم يتفرجوا سوى على الفصول الأخيرة مما بعد الطائف فهؤلاء لا يعرفون شيئا, لقد ساهمت سوريا بشدة في إشعال الحرب الطائفية في لبنان ثم دخلت قواتها لبنان وحاربت ضد جميع الفرق تقريبا وأضعفت الجميع ونهبت وسرقت وأشعلت النيران الطائفية هنا وهناك وفي النهاية وبعد الطائف لعبت دور المنقذ الشريف الذي يريد الخير للبنان وهي لا تريد سوى مصلحتها ومصلحة حزبها القائد وسلطتها القمعية الديكتاتورية.

لتنفيذ هذه الأهداف وفي خلال الصراع الدامي في لبنان ولإحكام سيطرتها على لبنان وقمع كل المعارضين لوجودها هناك قامت سوريا الثورة بالعديد من الإغتيالات والتصفيات الفردية بالإضافة إلى الإعتقالات وعمليات الخطف والتهريب إلى السجون السورية وأنشأت نظاما استخباراتيا رهيبا في لبنان مشابها لأنظمة الإستخبارات المتعددة القائمة في سوريا.

كل المتابعين للشأن اللبناني يعرفون من اغتال كمال جنبلاط, وسليم اللوزي, ورياض طه, وسعد صايل, ومن اغتال داني شمعون, ورشيد كرامي, ورينيه معوض, وبشير جميل, والمفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح, واللائحة التي لا تنتهي. المهم أنه في كل مرة كانت سوريا تنفي تورطها أو تلصق التهمة بأحد آخر وكانت الحقيقة تظهر بعد أشهر أو سنوات. في هذه المرة وبعد اغتيال الحريري بدأت سوريا تطلق الإتهامات باتجاه إسرائيل ولكن المشكلة أنها كالراعي الكذاب الذي لم يعد يصدقه أحد. حقيقة الفاعل هذه المرة لن تظهر لأنه قادر على إخفائها, فقد يلقى القبض على أفراد وحتى تنظيمات ولكن المخطط الحقيقي لن يظهر للوجود بل في أحسن الأحوال سيتم الإمساك بالأداة التي نفذت الجريمة وسيبقى المجرم الحقيقي مجهولامما سيزيد الصعوبات أمام سوريا في إثبات برائتها.

الإدعاء بأن سوريا هي المتضرر الأكبر لن ينفي عنها التهمة , فهي الآن تقف وظهرها إلى الجدار وقد يكون هذا العمل من نوع علي وعلى أعدائي, وقد يكون محاولة لتفجير الوضع كله لعل الإضطراب الحاصل يجعلها تفلت من الشبكة التي تنسج حولها بإحكام منذ غزو العراق وحتى الآن وقد كتبنا في مقالات سابقة أنها لم يعد لديها من التنازلات ما تقدمه فهل هي مستعدة لأن تفجر نفسها مع المنطقة كلها بدل الإستسلام؟ الاحتمال الآخر أن يكون المتورط أحد الأجنحة في الحكم المخابراتي وليس بالضرورة جناح السلطة الظاهرة الممثلة ببشار الأسد فكثير من الأمور تدل وبعد ما يزيد على أربع سنوات في الحكم أن بشار الأسد لم يستطع الإمساك بكل الخيوط وأن هناك أجنحة داخلية متمردة وقوية لا توافقه على كل شيء مما يزيد من مشكلاته وربما كانت عملية الإغتيال وسيلة للمزيد من الضغط عليه أو بداية استبداله بجناح آخر ينهي مسرحية الصمود والتصدي ويقبل بكل ما تمليه أمريكا وإسرائيل مما لا يقبل به الأسد الآن لاعتبارات تاريخية وقومية وشخصية. كما أن هذه القوى قد تكون متحالفة أصلا مع اسرائيل نتيجة تقاطع المصالح أو مع الولايات المتحدة نفسها والتي ستستفيد كثيرا من حادثة الإغتيال (والتحالف هنا مرحلي ولا يشترط أن يكون استراتيجيا).

قد تكون سوريا فعلا صادقة هذه المرة فهي ستتضرر من هذا الإغتيال كثيرا ولكن من سيصدقها بعد كل جرائمها السابقة في لبنان وغير لبنان؟

Wednesday, 16 February 2005

ناعوم تشومسكي والاخوان المسلمون - وائل عباس

نشر الاخوان المسلمون في جريدتهم افاق عربية معلومة خاطئة تنم عن جهل عميق وادعاء للثقافة وعدم اطلاع ... فتحت عنوان عشرات الكتب الصهيونية في أجنحة عربية بمعرض الكتاب! والذي كتبه عبد الفتاح مغاوري ورد التالي ضمن الكتب الصهيونية:
"وكتاب «المثلث المحتوم.. الولايات المتحدة, إسرائيل, الفلسطينيون» تأليف نوام سوميسكي"
فهل حاول الكاتب رفع الكتاب حتى من على الرف وتصفحه ؟؟؟ هل حاول حتى قراءة ما يكتب على الغلاف الخلفي عادة من تعريف للمؤلف والكتاب ؟؟؟ هل يعرف الكاتب هذا من هو ناعوم تشومسكي وما هي جنسيته ومؤهلاته العلمية واتجاهاته السياسية ؟؟؟

كانت اول معرفتي بناعوم تشومسكي اثناء دراستي الاكاديمية للادب واللغة الانجليزية عندما كنا ندرس مادة تسمى Linguistics حيث لا غنى لاي دارس او مدرس لتلك المادة عن ناعوم تشومسكي ومراجعه وكتبه ... بالاضافة الى المواد التالية Linguistic Theory, Syntax, Semantics, Philosophy of Language التي لا غني للدارس لها عن تشومسكي

وبعد انتهاء دراستي الاكاديمية انقطعت صلتي بتشومسكي الذي كنت اظن انه عالم لغويات فقط لافاجأ بشخص يسمى تشومسكي ايضا يتكلم في السياسة وخصوصا الشرق الاوسط والغريب انني وجدته في صفنا نحن العرب وضد السياسة الخارجية الاميريكية على طول الخط وهو الامريكي المولد والجنسية والذي لا علاقة له بالصهيونية لا من قريب ام من بعيد وبالبحث اكثر اكتشفت انه نفس ناعوم تشومسكي الذي درسته !!!

ولد ناعوم افرام تشومسكي في عشرينات هذا القرن في فيلاديلفيا بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الامريكية لعائلة من المهاجرين الروس ودرس في جامعة بنسلفانيا كل من اللغويات والرياضيات والفلسفة وحصل منها على الدكتورة في اللغويات ... ومنذ حصوله على الدكتوراة وهو يدرس لطلبة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا او MIT ولا حاجة لي بتعريفكم ما هو - ام آي تي - ومدى خطورته وتأثيره ومن هم خريجوه !!! اما عن ميوله السياسية فقد عرف عنه منذ فترة مبكرة ميوله الاشتراكية والاناركية ومناهضته للصهيونية ... وقد اصبح واحد من اهم النقاد للسياسة الخارجية الامريكية منذ الستينات حيث نشر كتابه American Power and the New Mandarins والذي يعد من اهم المراجع حول التدخل الامريكي في فيتنام ... والدكتور تشومسكي محترم على مستوى العالم وحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعتي لندن وشيكاجو ايضا ...

والمضحك انك لو فتحت اول بضع صفحات من الكتاب تجد ان مقدمة الكتاب قد كتبها اداورد سعيد !!! وهو غني عن التعريف ايضا !!!
واسم الكتاب لمن يود الحصول عليه هو:
Fateful Triangle
The United States, Israel, and the Palestinians
by Noam Chomsky
South End Press Classics Edition

وانقل اليكم بعض الفقرات من الكتاب:

فهذه فقرة حول الحرب في لبنان:
Similarly, it is not at all concealed in Israel that its invasion of Lebanon in 1982 was undertaken in part to destroy the secular nationalism of the PLO, becoming a real nuisance with its persistent call for a peaceful diplomatic settlement, which was undermining the U.S.-Israeli strategy of gradual integration of the occupied territories within Israel. One result was the creation of Hizbollah, an Iranian-backed fundamentalist group that drove Israel out of most of Lebanon. For similar reasons, Israel supported fundamentalist elements as a rival to the accommodationist PLO in the occupied territories. The results are similar to Lebanon, as Hamas attacks against the Israeli military become increasingly difficult to contain. The examples illustrate the typical brilliance of intelligence operations when they have to deal with populations, not simply various gangsters.

وهذه فقرة حول ايران:
Israel's reasons for trying to stir up a U.S. confrontation with Iran, and "Islamic fundamentalism" generally, are easy to understand. The Israeli military recognizes that, apart from resort to nuclear weapons, there is little it can do to confront Iranian power, and is concerned that after the (anticipated) collapse of the U.S.-run "peace process," a Syria-Iran axis may be a significant threat. The U.S., in contrast, appears to be seeking a long-term accommodation with "moderate" (that is, pro-U.S.) elements in Iran and a return to something like the arrangements that prevailed under the Shah.

وهذه فقرة من مقدمة ادوارد سعيد:
There is something deeply moving about a mind of such noble ideals repeatedly stirred on behalf of human suffering and injustice

والخلاصة ان تشومسكي يهودي امريكي وليس اسرائيليا صهيونيا ولا اعرف هل ما كتبته صحيفة افاق عربية نتج عن جهل ام انه مقصود للنيل من تشومسكي خصوصا وانه يتهم الحركات الراديكالية الاسلامية بانها تساعد اسرائيل وان اسرائيل لا ترى فيها خطرا الا فقط عندما تخرج عن نطاق السيطرة ...

هذا بالرغم من ان تشومسكي اظهر تاييده للانتفاضة ونفوره مما تفعله الحكومات الاسرائيلية على تعاقبها ... واتهم اسرائيل بممارسة ارهاب الدولة وقد كان له السبق في اتهام اسرائيل بمساعدة الدول العنصرية كنظام جنوب افريقيا وامداده بالسلاح وكذلك تصدير السلاح الى دول امريكا اللاتينية ذات الصراعات وخصوصا جواتيمالا ومتمردي الكونترا في نيكاراجوا بل واصدر كتابا يتناول ذلك اسمه: What Uncle Sam Really Wants ... وهو صاحب مصطلح - اسرائيل دولة المرتزقة - وانتقد اللوبي اليهودي في امريكا لمطالبته دائما بالدعم الامريكي غير المشروط لدولة اسرائيل واتهم جمعية مكافحة التشهير ADL بانها تطلق صفة معاداة السامية على كل من يعارض سياسات اسرائيل وان تلك الجمعية تخلت عن دورها في المناداة بالحقوق المدنية في امريكا لتصبح احد دعامات الدعاية الاسرائيلية ... وبالمناسبة هذا الكلام مكتوب في الكتاب الذي اتهمته جريدة افاق عربية بانه كتاب صهيوني !!!

ولمراسلة البروفيسور ناعوم تشومسكي هذا هو عنوانه البريدي وتليفوناته وبريده الالكتروني:

MIT Linguistics and Philosophy, Noam Chomsky
77 Massachusetts Avenue Bldg. 32-D808
Cambridge, MA 02139 USA

Office Number: 32-D840
Office Phone:  1-617-253-7819 
Email: chomsky@mit.edu

Tuesday, 15 February 2005

الفدائي والارهابي - د. عمرو إسماعيل

من البديهيات أن مقاومة الاحتلال هو واجب وطني وهو حق مشروع تكفله كل الشرائع السماوية والمواثيق الدوليه .. هو واجب وحق وطني .. واجب علي كل مواطن يحمل جنسية اي بلد محتل بصرف النظر عن دياناته ..

أي انه ليس واجبا أسلاميا أو مسيحيا .. هو واجب علي الفلسطينين مسلميهم ومسيحييهم وعلي العراقيين سنة كانوا أو شيعة .. آشوريين و كلدانيين .. مسيحيين او مسلمين .. أو حتي يهود .. وهو حق مكفول لكل شعب يرزح تحت نير الأحتلال ..
ولكن كيف تكون المقاومة ولمن توجه ..
أولا المقاومة في الأساس هي عمل سياسي .. لها هدف واضح وهو الحصول علي الاستقلال و الحرية وحق تقرير المصير .. وتستخدم وسائل متعددة للوصول الي هذا الهدف عبر وسائل سياسية وأعلامية وعسكرية ..
والعمل العسكري وأن كان ضروريا ألا أنه كان وسيظل الخيار الأخير لأي شعب للوصول الي الهدف المرجو ..
لأن الحياة البشرية التي وهبنا الله أياها ليست شيئا هينا نضحي بها دون هدف واضح وخطة واضحة .. مقاومة المحتل عسكريا هو عمل شجاع يقوم به فدائي نحترمه ونرفعه الي مصاف الأبطال .. ولكنه ليس عمل غير مسئول وعشوائي .. العمل العسكري الفدائي لمقاومة المحتل هو عمل المقصود به أجهاد الآلة العسكرية للمحتل وتكبيده الخسائر في جنوده ومعداته ليعرف أن تكلفة الاحتلال غالية وتفشل مخططاته السياسية والاقتصادية والتي من أجلها تقوم أي دولة ما باحتلال دولة اخري سواء حدث هذا في الماضي أو في الحاضر ..
والفدائي عندما يخطط للقيام بعمل عسكري ضد قوات المحتل ورغم شجاعته واستعداده للتضحية بحياته فهو يخطط في نفس الوقت للحفاظ علي حياته أن أمكن وحياة زملائه من الفدائيين وحياة الأبرياء من المدنيين الذين قد يتواجدون في المكان ..
هكذا قاوم المصريون قوات الاحتلال الانجليزي في القناة .. وهكذا كانت العمليات الفدائية في سيناء أثناء حرب الاستنزاف وبعدها ... وهكذا قاوم الفرنسيون قوات الاحتلال النازي اثناء الحرب العالمية ,, وهكذا قاوم الفيتناميون قوات الاحتلال الأمريكية ...
العمل الفدائي هو عمل شجاع وليس عشوائي .. هو عمل مدروس ومخطط ومن أهم أهدافه هو محاولة الحفاظ علي حياة المجموعة الفدائية وعدم توريط المدنيين والتركيز علي الآلة العسكرية للمحتل من جنود ومعدات ..
اما من يفجر نفسه بدون هدف واضح ويصيب من المدنيين و اهل البلد اكثر مما يصيب من قوات الاحتلال .. ومن يستهين بالحياة البشرية سواء حياة من يقوم بالعملية نفسها وحياة من يتواجدون في المكان من أبرياء .. فهو أرهابي حتي لو كان هدفه نبيلا .. ومن يفجر الكنائس والمساجد الشيعية ويقتل للأختلاف في المذهب أو لفرض أجندة سياسية ليست لها علاقة بالاحتلال .. هو أرهابي ... من يقتل لأغراض سياسية .. فهو أرهابي .. كل ما يقوم به تنظيم القاعدة سواء التنظيم الأصلي بزعامة بن لادن والظواهري أو الفروع الأكثر شرا له في العراق و السعودية والكويت .. بقيادة بطل النحر والذبح الزرقاوي وغيره .. هي أعمال أرهابية مهما حاولت أن ترفع راية الاسلام ..
لقد قاوم الشعب الفيتنامي أمريكا ولكنه لم يفجر الابراج في اي مدينة أمريكية ولم يقتل مدنيين أمريكيين .. وقاوم الشعب المصري الأنجليز في قناة السويس عبر كتائب الفدائيين أسلامية ويسارية ووفدية .. ولكنهم لم يقتلوا مدنيا بريطانيا رغم ان شوارع القاهرة كانت تعج بهم ولم يخطفوا صحفيا ولم يحاولوا تفجير محطات القطارات في لندن .. بل وقاوم الاحتلال الصهيوني الاسرائلي لسيناء بأعمال فدائية وليست أرهابية في الفترة بين 67 و 73 .. أعمال كانت تستهدف الآلة العسكرية للمحتل و لا تورط المدنيين من الجانبين .. ولم نهاجم السفارات ولم نفخخ القطارات ..
أن أي مقاوم يستهدف الآلة العسكرية للمحتل وجنوده في العراق أو فلسطين أو أي مكان في العالم فيه احتلال هو فدائي له كل احترام ليس فقط بين أبناء وطنه ولكن حتي في نفوس قوات الاحتلال نفسه .. أما من يفجر السيارات المفخخة في الشوارع والأسواق دون أي أعتبار لأرواح الابرياء من المدنيين و أهل البلد .. ومن يفجر الكنائس والمساجد والحوزات ويقتل كل من يختلف معه سياسيا بحجة أنه متعاون مع الاحتلال دون دليل سوي الاختلاف في المذهب أو الدين أو التوجه السياسي فهو أرهابي .. مهما رفع راية المقاومة والدين ..
وأهم أنواع المقاومة هو العمل السياسي المدروس جيدا والذي يستخدم آليات المجتمع الدولي للوصول الي نفس الهدف العسكري دون التضحية بالأرواح .. ولعل أهم مثال علي ذلك هو استرجاع طابا من خلال التحكيم الدولي و العمل القانوني العظيم الذي قام به جهابذة مصريين في القانون ..
وعندما تساعد مصر الفلسطينيين للحصول علي حقوقهم بطريقة سلمية واضعة نفسها تحت سهام الهجوم والاتهامات الظالمة فهو عمل سياسي عظيم أن أتي بنتيجة وأن لم يأتي فالمقاومة المسلحة دائما مستعدة لرفع السلاح ودائما الشعب المصري مستعد لمساعدتها .. عندما توافق حماس والجهاد علي وقف العمل المسلح لأعطاء محمود عباس الفرصة للعمل السلمي للحصول علي نفس الحقوق .. فأنها تمارس أعظم أنواع المقاومة .. المقاومة السياسية والتي تحتفظ بالسلاح لأشهاره .. أن لم ينفع التفاوض ..
هذا هو الفدائي .. أما الأرهابي فهو من يقتل بدون هدف واضح غير عابيء لا بروح جنوده ولا أرواح الأبرياء من المدنيين .. خاصة أن كانت أهدافه سياسية الهدف منها الوصول ألي الحكم .. كما حدث من عمليات قتل للعراقيين الذين يمارسون حقهم الطبيعي في الانتخاب .. لقد قاطعت حماس الانتخابات ولكنها لم تهدد أو تقتل من شارك فيها .. فلماذا لم يحدث المثل في العراق .. وحدث القتل والخطف الذي طال العراقيين الغلابة علي أيدي جماعات العنف الظلامي والتي ترفع راية الجهاد والاسلام وهو منها براء .. ولهذا مهما اختلف البعض مع حماس فهي تحظي بالأحترام حتي بين الاعداء ..
أما أسوأ أنواع الارهاب و أحقر أنواعه فهو العنف الذي يمارس بغرض التغيير السياسي لحاكم أو نظام حكم .. العمل السياسي هو عمل سلمي في الأساس .. عبر آليات المجتمع المدني .. وعبر التظاهر ووسائل الأعلام وحتي العصيان المدني .. ولكن ليس عبر العنف والسيارات المفخخة والاغتيالات .. قد نختلف مع اي نظام حكم .. ولكننا ندعو ونحاول تغييره سلميا .. وليس بالقتل والتفجير .. قتل السادات هو أرهاب .. واغتيال باقر الحكيم في العراق أرهاب .. وتفجير السيارات في الرياض وجده وغيرها أرهاب .. وقتل السياح في الأقصر أرهاب .. وتفجير قطارات مدريد أرهاب .. وتفجير السفارات أرهاب .. وتفجيرات طابا أرهاب .. وأخيرا اغتيال رفيق الحريري ومعه قتل و أصابة العشرات في عملية انتحارية هو أرهاب ومن قام بها سيصلي نار جهنم باذن الله .. ومن خطط لها ومولها هو مجرم بكل ما تحمل الكلمة من معني ويجب ان يحاسب ويحاكم علي جريمته الشنعاء ..
هذا هو الفرق يا سادة بين الفدائي و الأرهابي .. الأول يستحق الاحترام ويجب اعتباره شهيدا أن مات وهو يقاوم والثاني يجب أن يدان ويقبض عليه ويحاكم ويعاقب مهما حاول أن يخدعنا بشعارات الجهاد والدين ..
لهذا يعتبر الكثيرون في العالم جيفارا بطلا حتي في أمريكا نفسها .. ويعتبر العالم بن لادن والزرقاوي أرهابيان .. فهل نفهم ونعي الفرق بينهما ..
لنا الله وأعاننا علي من يقتل أبنائنا باسم الدين وهو منه براء ..

ملاحظة :
هذا المقال أهديه الي الصديق العزيز الدكتور جمال علي حسن ..

Sunday, 13 February 2005

حول قمة شرم الشيخ - د. عمرو إسماعيل


بمناسبة الهجوم علي قمة شرم الشيخ وعلي دور مصر فيها والتي أصبحت هدفا للهجوم في الآونة الأخيرة ومن منطلق أنني لا أدافع عن حسني مبارك فأنا من اشد المطالبين بالتغيير في مصر وتغيير الدستور ليكون اختيار رئيس الجمهورية

من خلال انتخابات حرة ومباشرة .. ولكن من حقي كمصري أن أبدي رايي وأؤيد حسني مبارك في خطوة القمة .. لماذا ؟
أولا .. هل مصر في حاجة لهذه القمة أم أنها وافقت عليها لمساندة الشعب الفلسطيني ؟
في الحقيقة أن مصر ليست في حاجة لهذه القمة ولا غيرها .. بل يجب أن يتذكر الجميع أن شرم الشيخ هي جزء من سيناء التي أضطرت اسرائيل ألي الانسحاب منها بعد حرب 73 وبعد المفاوضات التي أدت الي معاهدة السلام .. فالواقع يقول ان مصر ليست في حرب مع اسرائيل و أنه ليس عندها شبر واحد محتل .. وأنها لو رفعت يدها واكتفت بالشعارات مثلما تفعل دول أخري فلن يلومها أحد .. ولكن مصر من منطلق أيمانها أن الوضع في فلسطين هو أمتداد لأمنها القومي .. وأن استقرار الأمور عند حدودها الشرقية التي كانت دائما سبب مشاكلها يصب في مصلحتها .. وأيمانها بدورها العربي ومساعدة الشعب الفلسطيني علي استعادة حقوقه وأنهاء معاناته .. هو ما يجعلها تقوم بدورها الحالي في مساعدة الشعب الفلسطيني في الحصول علي حقوقه من خلال العمل السلمي والتفاوضي ويضعها هذا الموقف ويضع رئيسها في موقف من يتعرض للهجوم الدائم من الأشقاء الذين يجيدون أطلاق الشعارات دون العمل .. والذين لم يحركوا ساكنا منذ أكثر من ثلاثين عاما لتحرير أراضيهم المحتلة سوي أطلاق الشعارات الرنانة .. لم يتحركوا عسكريا و لا سياسيا لتحرير الأرض التي أوشكت أن تفقد هويتها العربية سوي من خلال أطلاق التصريحات والشعارات الرنانة ..
أن الحقيقة التاريخية والتي يجب أن يلتفت اليها الجميع .. أن اسرائيل احتلت سيناء مرتين في خلال الخمسين عاما الأخيرة و أن الشعب المصري وقيادته سواء خلال عهد عبد الناصر أو السادات أو مبارك أجبراها علي الانسحاب منها بالمقاومة والعمل العسكري والسياسي .. ولكن بقية الشعوب التي أرضها محتلة باستثناء جنوب لبنان لم تفعل بالمثل .. ولذا نرجو من الجميع عدم المزايدة علي مصر .. فحسني مبارك مهما قيل عنه فهو يتحمل الكثير في سبيل القضية الفلسطينية وأكثر ما يتحمله هو تحمل الهجوم عليه .. ذلك الهجوم الذي وصل أحيانا الي اتهامه بالخيانة والعمالة ,, وما كان اسهل تلافيه لهذا الهجوم برفع يده تماما عن القضية الفلسطينية و أطلاق الشعارات الرنانة والثورية التي لن تكلفه شيئا ..
كم أتمني من كل من يهاجم مصر بسبب مؤتمر شرم الشيخ الذي وضع في الحقيقة اللبنة الأولي للوصول الي حل سلمي ونهائي وعادل للقضية الفلسطينية والذي تتعرض بسببه مصر ورئيسها لهجوم كان من السهل تلافيه .. أن يتذكر أن مصر هي البلد الوحيد الذي طردت اليهود منها ثلاث مرات .. مرة في عهد الفراعنة ومرتين في الخمسين عاما الخيرة .. رغم أنها لا تحمل عداءا للشعب اليهودي ولكنها تحمل عداءا للصهيونية .. و لا تطيق أن تكون أرضها محتلة .. والشعب المصري رغم معاهدة السلام وقف ضد التطبيع الكامل مع اسرائيل رغم أن هذا قد يعود عليه بمكاسب اقتصادية حتي يتم حل القضية الفلسطينية حلا كاملا ..
هل هو قدر مصر وزعامتها أن تتلقي سهام النقد والتجريح ورغم ذلك تقوم بدورها الذي تؤمن به نتيجة انتماءها لمحيطها العربي .. يبدو فعلا أنه قدر مصر ..

Tuesday, 08 February 2005

الحلال والحرام والتكفير مرة أخرى - د. عمرو إسماعيل

كلما كتب أي منا في السياسة والثقافة مطالبا بالحرية وأعمال العقل وتأكيد حقوق الانسان انهالت وتكالبت عليه جوقة من نصبوا انفسهم متحدثين رسميين باسم الله دون وجه حق متهمين أياه اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ومشككين

في دينه ووطنيته رغم أن ما يكتبه ليس له علاقة أطلاقا بأي أصل من أصول الاسلام ولم يحلل فيه حراما ولم يحرم فيه حلالا .. ولكن ما يكتبه قد يمس به من قريب أو بعيد مفهوم البعض منا للدين وعلاقته بالسياسة رغم أن هذا المفهوم ليس بالضرورة هو صحيح الدين ..
وكل هذا يحدث نتيجة لحالة غريبة متفشية في مجتمعاتنا أصبح يضع فيها البعض يافطة الاسلام عل كل شيء لكسب قلوب العامة الذين يحبون الله والاسلام والرسول طمعا في الحقيقة في الدنيا ومكاسبها وأهمها الشهرة والتسلط علي الغير ..فهذه اليافطة تمنع الانسان العادي من التساؤل عن جودة المنتج والخدمة وهل التعامل المصرفي سليم اقتصاديا أم لا وهل الكتاب او المجله او المقال يحتوي فكرا حقيقيا أم مجرد رص لآيات قرآنية وبعض الاحاديث يستطيع اي طفل في العاشرة من عمره ان يأتي بها من علي الشبكات الاسلامية المنتشرة علي الانترنت أو أي مسلم مهما كانت درجة ثقافته أن يأتي بها من الذاكرة...
أذا ناقش أي انسان منا حادثة تاريخية كان بطلها واحد من الصحابة .. تقوم الدنيا ولا تقعد وكأنما الاسلام هو هذا الصحابي أو ذاك ..اذا ناقش اي منا فتوي خاصة لفقيه مثل ابن تيمية أو ابن باز صاحب فتوي نفي كروية الارض أو غيره اعتبرها البعض هجوما علي الاسلام ..أذا كتب اي منا مقالا اعتبر فيه أن الديمقراطية بمفهومها المتعارف عليه عالميا هي الأمل حتي لو كتب تعريف الديمقراطية الليبرالية بالانجليزية والعربية وهو تعريف ليس له علاقة بالدين ولا يناقض أي اصل من أصول الاسلام ولا يناقض شيء مما هو معروف من الدين بالضرورة (رغم أنني لم أجد تعريفا محددا لهذه الجملة المبهمة) .. اعتبره البعض هجوما علي الاسلام وتعرض لكل أنواع الهجوم الشخصي وبألفاظ لا يرضي عنها الاسلام أو أي دين ..

والمفاجأة لهم جميعا ..لكل المتحدثين الرسميين باسم الله ..أن معظم من يكتب محاولا أبداء الراي في حال أمتنا وأوطاننا المتدهور ساعيا من خلال هز بعض الافكار وساعيا أن يرمي حجرا في المياه الراكدة التي تحولت الي مياه آسنة بفعل الحجر علي العقول الذي استمر قرونا .. لا يخالف اي شيء مما هو معلوم من الدين بالضرورة ولم يخالف أصلا من أصول الاسلام ولم يحلل حراما أو يحرم حلالا .. ولكن هناك من يريدون أن يضعوا قيدا من حديد علي عقول البشر باسم الدين والثوابت .. وهم فعلا من يؤخرون نهضة هذه الأمة .. وهم من يصبون في النهايه في مصلحة الاستعمار والصهيونية ..الحجة الثانية لتكميم افواهنا ومنعنا من التفكير للخروج من نفق التخلف المزمن وهم لا يفقهون أن المشروع الذي ننادي به هو الامل الوحيد للخروج من الهيمنة الاجنبية الي الابد ,,لأن المشروع الذي ننادي به هو السبيل للأستقلال الحقيقي ..الاستقلال الاقتصادي والحضاري .
ولهم أقول رغم احترامنا و أجلالنا لكل الصحابة فهم ليسوا الاسلام .. ورغم أجلالنا و احترامنا لكل الأئمة فهم ليسوا الاسلام .. أبي حنيفة ليس هو الاسلام وأبن تيمية ليس هو الاسلام و ابن عبد الوهاب ليس هو الاسلام ..وفكر اي منهم ليس حجة علي اي مسلم ..
أن المعلوم من الدين بالضرورة هو شهادة أن لا أله ألا الله و أن محمدا رسول الله وعدم أنكار اصول الاسلام من صلاة وصوم وحج وزكاه .. ولم يطالب اي منا بتحليل حراما .. لم يطالب أحد بالسماح بشرب الخمر أو بالسماح بالزنا أو الدعوة للفجور .. ولم يعترض أحد أن تتحجب المرأة المسلمة أن أرادت أو يطلق شابا لحيته أو يقصر الثوب أن رأي أن هذا تأسيا بالرسول .. ولم يطالب أحدنا بمنع تعدد الزوجات ولكن طالبنا بتنظيمه امتثالا لأوامر العدل في القرآن والحفاظ علي حقوق المرأة حتي لا يظلمها من لا يراعي ربه في أعطاء الحق لنفسه للتمتع بما سمح به الله به دون فهم جوهر هذا السماح ..
أن أي كتاب غير كتاب الله هو ليس أصل من أصول الأسلام ويخضع للقراءة النقدية ولتحكيم العقل الذي أمرنا به الله في محكم قرآنه .. والاجتهاد في تنفيذ الاحكام في القرآن مرتبط بعلة الحكم وأن انتفت العلة انتفي الحكم .. ولن أضرب لكم أمثلة فجميعنا يعرفها ..
الحقيقة يا سادة والمفاجأة أن معظم من يحاول البعض اتهامهم بأنهم علمانيين وليبراليين الي غير تلك السلسلة الخايبة من الاتهامات لا يخالفون أي أصل من اصول الاسلام ولايحللون حراما أو يحرمون حلالا ..
والحقيقة يا سادة انه لا قدسية في الاسلام الا لرسول الله فيما أوحي اليه ولا قدسية الا لكتاب الله في نصه وليس تفسيره والاسلام لم ينزل ليحتكره البعض ليفسروه علي هواهم دون البعض الآخر ..
والحقيقة أن ألله أكمل علي البشر نعمته ورضي لهم الاسلام دينا في حياة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم بنص واضح وصريح لا يقبل التلاعب به كما يفعل البعض .. وكل شيء بعد ذلك هو في نطاق الصواب والخطأ والبحث والتجربة .. وأهم ما تركه الله لنا لنديره كشأن دنيوي يخضع للتجربة ودراسة التجارب الأنسانية عامة هو نظام الحكم .. لأن القرآن والرسول لم يحددا لنا كيف ننتخب حكامنا وكيف نعزلهم ولم يحدد لنا هل يجب أن يكون الحكم ديمقراطيا أو ديكتاتوريا بل وضع لنا مبدأ عاما هو الشوري لنفسره بما فيه مصلحة العباد .. والتفسير العصري للشوري هو الديمقراطية ببساطة ودون سفسطة ..والصحابة انفسهم اقتتلوا فيما بين انفسهم حول نظام الحكم لأن الله و رسوله لم يضعا لهم نظاما سماويا له ..وأي انسان يحاول أن ينكر هذه الحقيقة أو يتعامي عنها حبا في صحابة الرسول رضوان الله عليهم هو ظالم لنفسه ولنا وللحقيقة وللأسف حجر عثرة نحو التقدم والعدل لا فرق بينه وبين يزيد بن معاوية أو حجاج بن يوسف الثقفي شيئا ويجب أن يعرف أن عهد القهر الفكري والسياسي هو في سبيله أن يذهب بدون رجعه ويجب أن يفهم ويعرف ويدرك أن هذا الزمن ليس زمنه .. ولكنه زمن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان ..
والمصداقية هي أن ندين جميع أنواع الارهاب وخاصة الارهاب الذي تستغله أمريكا واسرائيل حجة لممارسة أرهابها علينا .. مقاومة جنود الاحتلال هو حق مشروع في كل القوانين الدولية والشرائع السماوية ولا تستطيع حتي أمريكا نفسها أدانته ولكن المقاومة هي لجنود الاحتلال وليس قتل الغلابة وليس قطع رؤوس أعضاء الشرطة العراقية المنوط بهم حفظ الأمن وليس بخطف الصحفيين وقتلهم وليس بقتل المدنيين في أي مكان ..
فهل نعي ما هو الحلال والحرام وما هي المقاومة المشروعة وكيف تكون ....
أن الفكر الديني الذي يستسهل اصدار فتاوي التكفير والتحريض علي العنف هو في الحقيقة المسئول عن كل العنف الهمجي الذي تعاني منه بلادنا منذ اكثر من ثلاثة عقود .. وهو بداية سلسلة العنف والقتل الشيطانية التي تدمر مجتمعاتنا .. أن الله أمرنا بالقتال في سبيل الله دفاعا عن الارض والعرض والدين وليس القتل في سبيل شهرة بعض الفقهاء والشيوخ او في سبيل اطماع سياسية ودنيوية .. وهناك فرق كبير بين القتال والقتل .. القتال له شروط وقواعد أخلاقية .. أما القتل الهمجي العشوائي فهو عمل أجرامي مهما كانت الراية التي يرفعها القاتل ويحتمي خلفها .. ان الأرهابي الذي يقتل بيدية أو يفجر نفسه ومعه العشرات من الابرياء هو قاتل ومدان .. ولكن المجرم الحقيقي هو من يعطيه شرعية ومبرر ديني لهذا القتل الخسيس الذي يطال اطفالا ونساءا ومدنيين ليس لهم أي ذنب وليس لهم اي علاقة بالقضية التي يتم التقاتل عليها .
ان الكرة الآن في ملعب الحكومات و أولي الامر والاعلام الحر المسئول .. أما فضح الفكر الديني التكفيري الذي لا يقبل اي فكر آخر ويبدأ سلسلة العنف الشيطانية التي تبدأ بالتكفير .. فاستحلال الدم .. فالقتل بدم بارد يفعله صاحبه متخيلا انه يرضي الله بفعلته الشنيعة التي قد يكون من ضحاياها طفل بريء مثلما حدث في المحيا في الرياض ومثلما يحدث يوميا في العراق .. واما تحمل النتائج الوخيمة التي ستنتج عن تفشي هذه الظاهرة التي تستغل قضيتا العراق و فلسطين لنشر مثل هذه الافكار فتضيع حقوقنا وقضايانا العادلة مثلما ضاعت من قبل بسبب الفكر القومي الحنجوري الذي قاتل العالم كله بالشعارات والخطب النارية الثورية .
أن الجماهير فى مصر خاصة والعالم العربى عامة ,, الا قلة تعيش خارج الزمن,, تطالب بالديمقراطية كحل و حيد للخروج مما هى فيه من ظلم و قهر و سوء توزيع للثروة الى آخر القائمة السوداء لتى نعرفها و نعيشها جميعا, فهى فى واقع الحال تطالب بالدولة المدنية و ان لم تدرى ذلك. والدولة المدنية ليس لها ألا معني واحد وهو التعددية السياسية والثقافية واحترام حقوق الانسان وحرية الاعتقاد وحقوق المواطنة الكاملة بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو الطائفة أو الجنس .. الدولة المدنية ليس فيها متحدثين رسميين باسم الله و هى الضمان الوحيد لاستمرار أى نظام ديمقراطى أذا أراد الحياة.
حتى جماعات مثل الأخوان المسلمين وكل القوى السياسيه الأسلامية التى ارتضت الديمقراطية كحل سلمى لتداول السلطة هى فى الحقيقة ارتضت مفهوم الدولة المدنية كمفهوم لحركة المجتمع ألا أذا كانت تؤمن بالتقية وتعلن غير ما تضمر وأذا ثبت ذلك وأنا لا أرجحه فهى تنسف من الأساس مصداقيتها.
حتى المجتمع نفسه فى اتجاهه العام تحول الي قيم المجتمع المدني قلبا و قالباو فمن فى مصر و العالم العربى يستطيع أن يوقف حركة المجتمع نحو أعطاء المراة حقوقها الكامله؟, هل تعتقدون أن اسامة بن لادن أو غيره من عتاة التشدد فى العالم العربى يستطيع أن يوقف الفضائيات من أن تذيع أغانى الفيديو كليب فى التليفزيون ,أو هل تعتقدون أن ما نسميه بالجماعات الأرهابية مهما استخدمت من عنف و تفجير تستطيع أن توقف المشروعات السياحية فى مصر أو تمنع الموالد أو الجماعات الصوفية, هل تستطيع تلك الجماعات أن تعيد المرأة الى العبودية التى استمرت قرونا بعد أن اكتشفت أن حريتها مرتبطه باستقلالها المادى من خلال حقها فى العمل, لقد خرج المارد من القمقم و لن يستطيع أى فكر رجعى أن يعيده مهما حاول أن يلبس ثوب الدين. لن تقبل الشعوب فى المنطقة أن يعودوا قطيعا من الغنم تروضه عصى المطوعين كما كان يحدث فى السعودية , فحتى هناك تمرد القطيع.
لم تنجح تلك الجماعات فى مصر ولن تنجح فى السعودية وأى زائر لجدة على بعد أقل من مائة كيلومتر من الحرم المكى الشريف سيلاحظ ذلك بسهولة.
قد تستطيع مثل هذه الجماعات أن تؤذى الحاكم قليلا و لهذا نتعاطف معها كنوع من الشماتة فى حكامنا المستبدين, ولكنها لن تنجح فى أيقاف حركة المجتمع نحو المجتمع المدني و حقوق الانسان وأهمها حق الأنسان أن يحدد أختياراته بنفسه, مهما حاول خطباء المساجد ومهما يحاول بعض الكتاب فلن يستطيعوا أن يوقفوا حركة المجتمع نحو احترام حق الأنسان أن يختار طريقه بنفسه دون تسلط ممن يعتبرون أ نفسهم حماة الأسلام زورا و بهتانا, نحن نحتاج الدعاة ورجال الدين, ولكن فقط لتقليل غلواء المادية فى نفوسنا و حياتنا ولكى يساعدونا على التمسك بالدين و مكارم الأخلاق ولكنهم لن يستطيعوا أن يوقفوا حركة المجتمع نحو حرية الأختيار..
أن الديمقراطية سواء اعترفنا أم لا هى حركة مجتمع و مطلب جماهيرى.
وكل ما يفعله الفكر السلفى المتعنت هو زيادة معاناة الشعوب تحت نير الديكتاتوريه ....لنا الله

Friday, 04 February 2005

عمرو موسى يحاول انقاذ الاسد - أمير أوغلو - الدنمارك

وصل عمرو موسى إلى سوريا , ومعه ثلاث رسائل على ما يبدو للرئيس بشار, الأولى من إسرائيل وأمريكا, فهما في هذه الأيام واحد, والثانية من جامعة الدول العربية وخصوصا السعودية, والثالثة من الرئيس الحكيم

مبارك طبعا.
الرسالة الأولى واضحة وضوح الشمس وتقول باختصار إن الذي سمح لك أو لأبيك بدخول لبنان يطلب منك الآن الخروج من هناك فقد انتهت التمثلية وأسدل الستار وعليكم الإنصراف إلى بيوتكم خاصة وأن أجوركم وصلتكم بالكامل سلفا.
الرسالة الثانية من جامعة الدول العربية تقول نحن مستعدون لمساعدتكم بشرط ألا تغضب أمريكا ومساعدتنا لكم لن تزيد عن مساعدتنا لصدام قبل الإجتياح الأمريكي ولكننا ننصحكم بعدم توريط بلادكم في المزيد من المشاكل .
الرسالة الثالثة من مبارك وفيها الكثير من الصراحة لأنه يعتبر الأسد مثل ابن أخيه ويستطيع أن يخاطبه كما يخاطب ابنه, فهو صديق الوالد المرحوم,
عمرو موسى خرج من اجتماعه بالأسد ليقول أن سوريا مستعدة للخروج من لبنان وهي ترتب أوراقها على هذا الأساس وذلك في محاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الأسد تصرف كالطفل المدلل الذي لا يستطيع التفريق بين غضب الوالدين الحقيقي وبين المعاتبة والمزاح فأعلن على لسان وزير إعلامه أنه لن يخرج من لبنان, كأنه يمارس نوعا من الدلع للتأكد من نوايا أمريكا. ثم زاد الطين بلة وزير الدفاع اللبناني التابع لسوريا فقال: "لن تنسحب سوريا من لبنان قبل السلام الشامل !" وهو أول من يعرف أنه لن يكون هناك سلام شامل ولا كامل ولا عادل ولا سعيد.
التخبط السياسي الواضح للنظام السوري لم يعد بحاجة إلى دليل, ووجود أكثر من قوة حاكمة في سوريا ظهر بوضوح في حادثة اغتيال المرحوم الحريري, ويبدو أن الأمور تسير كما سارت مع بعث العراق الذي لم ينته دوره إلا بعد أن أوصل العراق إلى الهاوية وأدخل المحتل الأمريكي إلى البلاد تمهيدا لتقسيمها إلى دويلات طائفية تناسب الشرق اوسط الجديد. البعث السوري والنظام الحاكم يمارسان اليوم نفس اللعبة ويبدو أن الأمر سينتهي نفس النهاية خاصة أنه لايجد من يرده من الداخل ونتيجة لانعدام المعارضة أو ضعفها الشديد وفقدانها للتكتل وللمخطط الواضح في إخراج سوريا من هذا المأزق ومن يد البعث العابث.
مصير سوريا قاتم جدا وهي تسير بخطى ثابتة نحو الهاوية, باصرار وتخطيط من النظام الحاكم, وبتجاهل كامل للشعب, وبرضوخ كامل من هذا الشعب الذي أُضعِفت قواه الوطنية كلها وأصابها الشلل القمعي, وبفشل ذريع في الأسلوب وفي التخطيط من المعارضة في الخارج والداخل, فهل سنصحو بعد الزلزال القادم أم سندفن تحت أنقاضه؟ !