Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Monday, 07 March 2005

آه يا شعوب كومبارس - د.سيد ريحان

لا شك أن لشعوبنا العربية دورا فى فيلم الإصلاح السياسى الذى سيعرض قريبا فى دور السينما العالمية وينتظره الجميع بشغف شديد..ولكنه للأسف ليس دور البطولة كما هو الحال فى كافة أفلام الإصلاح التى عرضت من قبل فى جميع أنحاء العالم..ولكنه بلا فخر دور الكومبارس الذى يؤدى أتفه الأدوار سواء كان قانعا بذلك الدور أو رافضا له لا فرق...كل ما يعنيه هو أن يعود إلى بيته فى سلام حاملا بين يديه قوت يومه هو وأولاده..ولكن المثير للعجب أن يتملك هذا الكومبارس شعورا يجعله يعتقد بينه وبين نفسه أنه بطل الفيلم الأوحد ونجم النجوم!!

فقد شاهدنا جميعا على الفضائيات الدعاية للفيلم من خلال كليبّات قصيرة تعرض مشاهد من انتخابات السعودية لمجالسها المحلية مع تصريح لوزير خارجيتها بأن الإسلام لا يتعارض مع تولى المرأة مهام ومناصب سياسية ويبشر بأن هذا العام سيشهد دخول المرأة السعودية إلى العمل في وزارة الخارجية، وهى التى لم يكن مسموحا لها بقيادة سيارتها الخاصة، الآن سيسمح لها أن تقود دولة من خلال العمل الدبلوماسى، ولكن لا عجب فقيادة السيارة أصعب طبعا!!... ثم مشهدا آخر يستعرض صورا متتالية من انتخابات السلطة الفلسطينية وبها أكثر من مرشح، وبعدها لقطات مختلفة من انتخابات العراق المحتل، ثم تأتينا صورة للبرلمان الكويتي وهو يتراجع ويظهر تحمسه لإشراك المرأة في الانتخابات بعد أن تأكدوا تماما أنها ليست مثل الفأر الجربان..!!

ويستمر العرض لنأتى لأكثر المشاهد إثارة، والذى تقترب فيه الكاميرات من الرئيس المصرى حسنى مبارك وهو يعلن فى مفاجأة مدوية اقتراحا بتعديل الدستور المصرى ليسمح باختيار الشعب لرئيسه من بين أكثر من مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، وذلك لأول مرّة فى تاريخ هذا الشعب بعد أن كان الاستفتاء على شخص واحد هو المفروض عليه قسرا منذ قيام ثورة يوليو...والانصياع لأسرة بأكملها هو المفروض عليه إجباريا منذ أن خلقه الله!!

ورغم أن فيلم الإصلاح لم يعرض بعد، بل أنه لم يكتمل تصويره أصلا..إلا أننا فوجئنا بالصحف العربية المحلية من مختلف التيارات والاتجاهات تخرج علينا حاملة مانشيتات ضخمة و مقالات نارية كلها تنسب لنفسها دور البطولة فى الفيلم على طريقة أبو العربى -الشخصية الكوميدية المصرية- وكل منها يقسم بأغلظ الأيمان بأنه صاحب السيناريو، والمخرج، بل والمنتج أيضا !!.. ولكن للحقيقة لم يدّع أى منهم أنه صاحب دور الراقصة فى الفيلم!

يقول أحدهم: (.. لقد كان هذا الانتصار نتيجة حالة رفض شعبي متنامي!!!!.... ولولاه ما كان هذا الانتصار الساحق !!!! فلنستمر على الدرب ليتم التغيير المطلوب.. ولا نقف عند هذه النتيجة المتواضعة)!... من يقرأ هذا الكلام يتخيل أن الثورات الشعبية تندلع من كل صوب واتجاه!...أنا أتذكر أن حالة الرفض الشعبى المتنامى الوحيدة التى رأيتها كانت من جموع الشعب الحاضرة فى حفلة باستاد القاهرة لربّة الصون والعفاف والهدوم الخفاف نانسى عجرم عندما رفضت استكمال وصلة رقص مع الغناء متجاهلة حقوق الشعب الدستورية!

الأحزاب الديكورية الورقية الهشة التى ابتلانا الله بها...لم يفتها أن تحشر نفسها فى الصورة (بالعافية) وكأن المشرحة ناقصة قتلى!..فوجدنا أحدها يعلن بكل بجاحة: (..أننا نقوم بنضال متصل ومعارك متواصلة، انحيازنا فيها واضح منذ البداية لاستقلال الوطن وحرية المواطنين، وهذا الانحياز هو البوصلة الهادية لمواقفنا وسلوك أعضائنا، في النقابات و المجالس المحلية والشعبية، في الريف، في المدن، وفي الأحياء الشعبية، حتى توجت جهودنا بهذا الانتصار العظيم) خطابا كهذا يصلح فقط للضحك على مجموعة من الهنود الحمر ذوى الريش على قفاهم..لأن المصريين جميعا يدركون أن أحزاب المعارضة كلها تفوقت على هيفاء وهبى فى جملتها المثيرة " أنا هايفه".

هناك أيضا مجموعة تطلق على نفسها اسم ( كفاية ) لا أحد يعرف عدد أفرادها على وجه الدقة ( يدور حول 300 فرد تقريبا..أى أربعة أشخاص من كل مليون مصرى) لا يملكون سوى موقع على الإنترنت عدد زواره أقل من عشرة أفراد من كل مليون زائر للشبكة يوميا ( طبقا لاحصائيات موقع أليكسا)، مجموعة بهذا الحجم يعلنون أنهم وحدهم أبطال ومخرجى بل ومنتجى فيلم الإصلاح دون منازع !!...وأن ما حدث كله كان نتيجة قيامهم بمظاهرة أمام جامعة القاهرة كان عدد أفرادها يملأ بالكاد أوتوبيس على خط شبرا!...ومن المضحك أن تصريح الرئيس مبارك جعلهم اضطروا لرفع لافتات مكتوب عليها (مش كفاية)!!..وأصبحوا فى حيرة هل يسمّون أنفسهم ( كفاية).. ولاّ (مش كفاية)؟!"

حتى شباب الحزب الوطنى لم يشأ أن يخرج من المولد بلا حمص!!..فرأينا أحدهم يكتب قائلاً: (..أن المبادرات لتعديل الدستور كانت من داخل أركان الحزب الوطنى عن طريق التيار الشبابى الصاعد و المتنامى بشكل رهيب والمتمرد على الجمود السياسى الذى أحاط طويلا بالعملية السياسية فى مصر برمتها وهو ما ظهر جلياً فى المؤتمر السنوى الاخير للحزب الوطنى)....يا سلاااااام. أين كان تأثير الشباب المتمرد السكّرة هذا حتى أسابيع قليلة مضت كان فيها الحرس القديم فى الحزب يتحفنا بتصريحاته يوميا عن عدم وجود نيّة إطلاقا لتعديل أو تغيير الدستور، هل خرج الشباب من مخبأهم فجأة زى عفاريت الليل ليحصلوا على هذه النتيجة فى أيام...صحيح ولاد زى الجن!!

أمّا ما يثير الشفقة فعلا فكان تعليقا لإحدى صحف المعارضة جاء فيه: " و أخيرا.. الحمد لله.. نجح القصف المدفعى على معاقل الطغيان و الاستبداد.. فها هو حاكم مصر ينحنى أمامنا ويعلن تعديل الدستور!! ..فعندما شن حزبنا منذ أكثر من عامين حملته على حكم مبارك، كان يقصف وحده بالكاتيوشا على معاقل الظلم، و تمت محاصرة أهل الحكم بصورة محكمة، وتحول القصف من "الكاتيوشا " إلى قصف بالهاونات متوسطة و بعيدة المدى"...طبعا يشعرك الكاتب هنا أنه يكتب مقاله وهو يلعب على جهاز البلاى ستيشن !!

وهكذا..لم يتوان أحد عن إعطاء دور لنفسه فى الفيلم حتى أننى سألت عم عبده بواب عمارتنا.." إيه يا عم عبده ..ماتكونش انت كمان اللى أقنعت الريس بتغيير الدستور؟...رد علىّ الرجل ببلاهة: " هه؟..دستور إيه؟..آه...يمكن!...ما أنا كل ما بدخل الحمام أزعق وأقول دستور يا أسيادنا...فيمكن سمعنى الريّس وأخد بكلامى"!!

تتجاهل أنت كل محاولات الضحك على الذقون هذه وتحاول بنفسك أن تبحث عن دور للشعوب العربية فى لقطات الدعاية التى عرضت فلا تجد!!..فعلى حد علمى لم أسمع من قبل بأن الشعب السعودى قد طالب بأية حقوق دستورية أو إصلاحات من أى نوع..حتى الوثيقة التى تقدم بها بعض المثقفين السعوديين للإصلاح، تراجع معظمهم عن ما جاء بها إلا ثلاثة أفراد فقط هم الذين ثبتوا على موقفهم...ولم أعرف أن الشعب الفلسطينى قد انتفض فى سبيل انتزاع حقه فى الحكم..لكن كان الله فى عونه فيكفيه الانتفاضة لانتزاع أرضه المسلوبة، وإن كان الأمران لا ينفصلان لأنه عندما يحصل على حقه فى اختيار من يحكمه سيكون طريقه أقصر فى سبيل الحصول على حقه فى الأرض بعيدا عن حكام قد يبيعونه هو والأرض فى شوال واحد!

أمّا الشعب السورى الذى توراثه حكامه كما تورث..قطع الأثاث..(ولا أقول شيئا آخر احتراما لهم).. فلم نسمع أنه صوّر مشهدا إصلاحيا فى مسلسل أو سهرة كوميدية أو حتى صورة ستة فى تسعة!! ..ولكن حتما سيفرض عليه الاشتراك فى الفيلم الكبير قريبا جدا، فمازال المخرج فى حاجة لمجاميع يكمل بها تصوير الفيلم!.

إلى هنا والسؤال يفرض نفسه...من هو منتج الفيلم ومن هو المخرج مادام كل هؤلاء لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الحدوتة؟....هناك دلائل منطقية كثيرة تشير إلى أن المنتج وصاحب فكرة الفيلم هو الضغوط الخارجية على الشعوب والحكام معا..فمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للعالم أشبه بإحدى مناطق العشوائيات التى تطل على نيل القاهرة العظيم...وعندما تقرر محافظة القاهرة تجميل الكورنيش تصبح تلك المنطقة كالصداع فى رأسها...فهى فضلا عن منظرها الذى يؤذى البصر فهى بؤرة يخرج منها المجرمون من كل شكل ولون ليصبوا جام غضبهم على بقية أفراد المجتمع الذى تركهم نهبا للجوع والفقر والمرض.

حكام العشوائيات..أقصد حكام الشعوب العربية يستطيعون القيام بإخراج الفيلم بمنتهى السهولة إذا ما انحازوا لشعوبهم وقاموا بالتخلص من النفايات البشرية الموجودة حولهم من المنافقين ومستشارى السوء، الذين جثموا على صدور الشعوب سنينا طويلة أذاقوه فيها مر العذاب، وسواء كان ذلك يتم بعلم الحكام أو فى غفلة منهم، فإن الشعوب العربية على استعداد لأن تغفر لهم كل شئ بل وترفعهم على الأعناق كأبطال شعبيين إذا ما خلصوهم من هؤلاء المجرمين، وبعدئذ يتكاتف الجميع للنهوض بهذه المنطقة والخروج بها من ظلام وعار العشوائيات إلى أعتاب الحضارة...أما إذا ظل الحكام على حالهم متمسكين برموز السوء حولهم فلا يلوموا إلا أنفسهم لو شاركت جموع الكومبارس مخرجا آخر فى تنظيف الأستوديو كله من (الزبالة)!.

Comments

يا دكتور سيد
النصر له مليون أب أما الهزيمة فلها كبش فداء
الشعوب دائما تتسمامح مع المخطئ لكنها لا تتسامح مع المهزوم
أظن أن قصدي قد وصل
تحياتي
عمرو الشرقاوي

Posted by: عمرو الشرقاوي | Wednesday, 13 April 2005

AYEH YA DR. THE PICUTER NOT DARK LIKE THAT. I'M NOT FROM ANY GROUP BUT WE MUST SAY EVEN IF ANY GROUP START ANY THINHG EVEN WITH FEW PEPOLE THAT IS SOMTHING GREAT BECOUSE IT CAME AT TIME WAS NO ONE CAN SAY ANY NTHING BECOUSE AFTER THAT HE WILL AT PRESON WAND SPENT HIS DYES WITH POILCE AND I'M SURE YOU UNDESRNAD WHAT I MEAN. WE NEED ANY ONE CAME OUT AND SAY WE MUST CHNAGE EVERY THING IF THAT KAFIAH OR AKHOAN OR ANY ONE THANKS FOR THEM CAS THEY MOVE THE LAKE.
THANKS DR

Posted by: KHALED | Thursday, 05 May 2005

هلا والله
اشكركم من كل قلبي على هذه الصور الحلوه والرائعه
واتمنى المزيد من هذه لصور الرائعه والجميله
مع تمنياتي لكم بالتوفيق والتطور
وشكرا

Posted by: اشواق | Saturday, 21 May 2005

DR SYED YOU ARE EITHER A LAWYER WHO CAN SHIFT THE CASE IN EITHER WAY?......SORRY I DON'T MEAN DOUBLE STANDARD!WE ALL KNOW THAT ARAB LEADERS ARE MANIPULATED FROM A BIG HAND OUT SIDE THEIR COUNTRY..IT IS A CIRCUS BUT THE PRODUCERS MAKES YOU FEEL THAT THIS IS A FULL CONNECTED MOVIE....EVERY RESISTANCE AT FIRST IS AN IDEA ,THEN GROW UP...DO YOU THINK ALL THESE ARAB LEADERS DON'T KNOW WHAT IS GOING ON IN THEIR COUNTRIES ONLY THOSE AROUND THEM DO AND DID?!....DON'T BE LITTLE ANY GROUP TO STATE WHAT YOU PERSONALLY THINK IT COULD BE THE TRUTH...REGARDS

Posted by: DR MO | Monday, 27 June 2005

The comments are closed.