Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Sunday, 13 February 2005

حول قمة شرم الشيخ - د. عمرو إسماعيل


بمناسبة الهجوم علي قمة شرم الشيخ وعلي دور مصر فيها والتي أصبحت هدفا للهجوم في الآونة الأخيرة ومن منطلق أنني لا أدافع عن حسني مبارك فأنا من اشد المطالبين بالتغيير في مصر وتغيير الدستور ليكون اختيار رئيس الجمهورية

من خلال انتخابات حرة ومباشرة .. ولكن من حقي كمصري أن أبدي رايي وأؤيد حسني مبارك في خطوة القمة .. لماذا ؟
أولا .. هل مصر في حاجة لهذه القمة أم أنها وافقت عليها لمساندة الشعب الفلسطيني ؟
في الحقيقة أن مصر ليست في حاجة لهذه القمة ولا غيرها .. بل يجب أن يتذكر الجميع أن شرم الشيخ هي جزء من سيناء التي أضطرت اسرائيل ألي الانسحاب منها بعد حرب 73 وبعد المفاوضات التي أدت الي معاهدة السلام .. فالواقع يقول ان مصر ليست في حرب مع اسرائيل و أنه ليس عندها شبر واحد محتل .. وأنها لو رفعت يدها واكتفت بالشعارات مثلما تفعل دول أخري فلن يلومها أحد .. ولكن مصر من منطلق أيمانها أن الوضع في فلسطين هو أمتداد لأمنها القومي .. وأن استقرار الأمور عند حدودها الشرقية التي كانت دائما سبب مشاكلها يصب في مصلحتها .. وأيمانها بدورها العربي ومساعدة الشعب الفلسطيني علي استعادة حقوقه وأنهاء معاناته .. هو ما يجعلها تقوم بدورها الحالي في مساعدة الشعب الفلسطيني في الحصول علي حقوقه من خلال العمل السلمي والتفاوضي ويضعها هذا الموقف ويضع رئيسها في موقف من يتعرض للهجوم الدائم من الأشقاء الذين يجيدون أطلاق الشعارات دون العمل .. والذين لم يحركوا ساكنا منذ أكثر من ثلاثين عاما لتحرير أراضيهم المحتلة سوي أطلاق الشعارات الرنانة .. لم يتحركوا عسكريا و لا سياسيا لتحرير الأرض التي أوشكت أن تفقد هويتها العربية سوي من خلال أطلاق التصريحات والشعارات الرنانة ..
أن الحقيقة التاريخية والتي يجب أن يلتفت اليها الجميع .. أن اسرائيل احتلت سيناء مرتين في خلال الخمسين عاما الأخيرة و أن الشعب المصري وقيادته سواء خلال عهد عبد الناصر أو السادات أو مبارك أجبراها علي الانسحاب منها بالمقاومة والعمل العسكري والسياسي .. ولكن بقية الشعوب التي أرضها محتلة باستثناء جنوب لبنان لم تفعل بالمثل .. ولذا نرجو من الجميع عدم المزايدة علي مصر .. فحسني مبارك مهما قيل عنه فهو يتحمل الكثير في سبيل القضية الفلسطينية وأكثر ما يتحمله هو تحمل الهجوم عليه .. ذلك الهجوم الذي وصل أحيانا الي اتهامه بالخيانة والعمالة ,, وما كان اسهل تلافيه لهذا الهجوم برفع يده تماما عن القضية الفلسطينية و أطلاق الشعارات الرنانة والثورية التي لن تكلفه شيئا ..
كم أتمني من كل من يهاجم مصر بسبب مؤتمر شرم الشيخ الذي وضع في الحقيقة اللبنة الأولي للوصول الي حل سلمي ونهائي وعادل للقضية الفلسطينية والذي تتعرض بسببه مصر ورئيسها لهجوم كان من السهل تلافيه .. أن يتذكر أن مصر هي البلد الوحيد الذي طردت اليهود منها ثلاث مرات .. مرة في عهد الفراعنة ومرتين في الخمسين عاما الخيرة .. رغم أنها لا تحمل عداءا للشعب اليهودي ولكنها تحمل عداءا للصهيونية .. و لا تطيق أن تكون أرضها محتلة .. والشعب المصري رغم معاهدة السلام وقف ضد التطبيع الكامل مع اسرائيل رغم أن هذا قد يعود عليه بمكاسب اقتصادية حتي يتم حل القضية الفلسطينية حلا كاملا ..
هل هو قدر مصر وزعامتها أن تتلقي سهام النقد والتجريح ورغم ذلك تقوم بدورها الذي تؤمن به نتيجة انتماءها لمحيطها العربي .. يبدو فعلا أنه قدر مصر ..

The comments are closed.