Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 10 June 2005

صاروخ سوري لاجيء في تركيا - أمير أوغلو

أفادت وكالات الأنباء المختلفة أن سوريا أجرت تجارباً على إطلاق ثلاثة صواريخ سكود للمسافات البعيدة، وقالت هذه المصادر إن أحد هذه الصواريخ سقط في تركيا بالخطأ وأن الحكومة التركية تطالب بتفسير لهذا الأمر.



الحقيقة أن هذا الصاروخ قرر الهروب من بلد البعث، بلد الأسد وأبنائه، عسى أن يجد في الأرض مراغما وسعة، وقد حصلت صحيفتنا الدولية على مقابلة خاصة مع هذا الصاروخ الهارب من الجحيم أجرتها معه مراسلتنا في تركيا السيدة غريبة.



غريبة: هل حقا طلبت اللجوء إلى تركيا رسميا؟



الصاروخ: نعم هذا صحيح، فأنا لم أعد أطيق البقاء هناك أبدا.



غريبة: وكيف تمكنت من الفرار من سوريا؟



الصاروخ: لقد استغليت فرصة تجربتي مع زميلين آخرين واستطعت عبور الحدود بعد تحويل اتجاهي بنفسي وهروبي من سيطرة مركز الإطلاق.



غريبة: لكن ألم يكن هناك مخاطرة في هذه العملية؟



الصاروخ: طبعا، فقد كان من الممكن أن يلاحظوا تغييري لخط السير ثم يفجرونني عن بعد كما يفعلون بالقنابل الموقوتة التي يضعونها في سيارات المعارضين السياسيين.



غريبة: وهل سيكون وضعك هنا أحسن من بلدك؟



الصاروخ ضاحكا: بالطبع فأنا هنا أكون قد خرجت من ملاك وزارة الدفاع, ودخلت في ملاك وزارة المغتربين السورية والتي ستصبح مسؤولة عن 18 مليون مغترب وصاروخ.



غريبة: ماهي الأسباب الرئيسية وراء هروبك من سوريا؟



الصاروخ: الحقيقة أنها أسباب تتعلق بمصيري في هذا البلد، فأنا رأيت مصير الكثيرين من أمثالي هناك أمام عيني ولا أحب أن أنتهي إلى ما انتهوا إليه.



غريبة: وما هي هذه النهاية البائسة التي لا تريد أن تصل إليها؟



الصاروخ: هناك عدة إحتمالات لهذه النهاية في سوريا وكلها أسوأ من بعضها بنظري: فمثلا النهاية المفجعة الأولى أن أبقى في مخزن الأسلحة كملايين الأسلحة السورية التي يدفع ثمنها المواطن السوري من عرقه ودمه إلى أن يعلوني الصدأ ثم أدفن في مقابر الخردة المعدة للأسلحة السورية.

أما النهاية الثانية فهي أن يأتي اليوم الذي يضطر فيه الحزب الحاكم والنظام السوري للتخلص من أسلحته كدليل على تمسكه بخياره الإستراتيجي خيار السلام فيكون مصيري حينئذ أيضا مقابر الخردة ولكن بعد التقطيع وتكسير الأضلاع كما يجري للمعارضين في أقبية المخابرات.

والنهاية الأليمة الثالثة أن أكون سلاحا ضد أحد الدول العربية المجاورة أو البعيدة كما حصل لزملائي في حرب الخليج ضد العراق حيث أوقفوهم مع الصواريخ الإسرائيلية والأمريكية جنبا إلى جنب فكانت وقفة عار وذل لهم جميعا.

أما النهاية الأخيرة وهي أبشع النهايات وهي ما لا أتمناها لأي من أصدقائي، أن أستعمل في إخماد ما يدعى ثورة شعبية ضد الحزب أو إنتفاضة شعبية ضد السلطة الحاكمة فأكون السبب في هلاك المئات أو الآلاف من أبناء هذا الشعب الحبيب الذي لم يدر بخلده يوم دفع ثمني أن أستعمل ضده هو نفسه.



غريبة: لكن لماذا لا تطلب استعمالك ضد العدو المحتل لأراضيكم في سوريا؟



هنا انفجر الصاروخ من الحزن والغضب والألم وكادت مراسلتنا غريبة أن تفقد حياتها. ونأسف نحن لانقطاع المقابلة.

The comments are closed.