Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 13 May 2005

الاخوان والتقية السياسية - د. عمرو اسماعيل

يعلو صوت أنصار تيار الاسلام السياسي وعلي راسهم جماعة الأخوان هذه الأيام ويقومون بدور مرسوم لكل منهم بعناية... جزء يرهب الآخرين فكريا باتهامات التكفير والعمالة وجزء يدعي الاعتدال ويصرح علنا بما يختلف تماما عن مباديء

وأهداف الاخوان الحقيقية والتي يحاولون طمس معالمها كنوع من التقية السياسية اعتمادا علي ضعف ذاكرة الشعوب واستغلالا لحب الشعب المصري الحقيقي والفطري للأسلام.. وفي محاولة فجة لمد أواصر الود مع الغرب.. ولهذا أتمني أن يتوقف أنصار هذا التيار عن التقية السياسية التي يمكن قبولها من حزب سياسي ولكن لا يمكن قبولها من جماعة تدعي أنها تمثل الأسلام.. وليقل لنا أنصار هذا التيار بوضوح لا يقبل الجدل ماهو شكل الدولة التي يريدونها بالضبط..

ماهي طريقة اختيار الحاكم ومدة حكمه وكيفية تغييره دوريا وسلميا أم أنه سيصبح مثل منصب المرشد العام.. حتي يتدخل عزرائيل.. وكيفية الفصل بين السلطات واختيار المجلس التشريعي الذي يسن القوانين وماهية هذه القوانين.. وماهو موقفهم الحقيقي من الاحزاب العلمانية في مصر مثل حزب التجمع والحزب الناصري وحزب الغد.. أم أنهم يؤجلون هذه القضية لحين التمكن ثم القضاء علي كل مخالف في الرأي السياسي بحجة أنهم يتعارضون مع تفسيرهم للدين والاسلام..

أم ان القوانين عندهم جاهزة واقتصرت علي رجم الزانية و قطع يد السارق دون أن يكون هناك تعريفا محددا للسرقة التي تقطع يد من يقوم بها.. وهل اختلاس أموال الدولة والشعب تدخل في السرقة التي تستحق أن تقطع يد من يقوم بها وهم يعلمون كما نعلم جميعا أن هذه النقطة فيها اختلاف فقهي كبير.. أم أن نسبة العاملون عليها حلال مباح..

ليقولوا لنا أي فقه سيعتمدون.. فقه أبو حنيفة أم مالك أم الشافعي.. أم فقه ابن حنبل..

وهم يعرفون كما نعرف جميعا.. أنه هناك اختلاف بينهم حتي في أحكام الطلاق.. وهل عندهم الشجاعة ليقوموا بما تقاعس عنه السابقون ايام الخديوي اسماعيل وكان السبب في تبني مصر القانون المدني الفرنسي لعدم قدرة أو خوف علماء الأزهر حينئذ من تحويل الفقه الاسلامي الي قوانين واضحة يسهل تطبيقها وفهمها في دولة عصرية ولا يوجد حولها اختلاف فقهي..

ثم يقولون لنا بوضوح ما هو موقفهم من الاقتصاد العالمي الذي يقوم علي النظام المصرفي الذي يعتبرونه نظاما ربويا،،، وهل يمكن التوقف عن التعامل معه.ز أم سيقاطعونه..

ليقولوا لنا ما هو موقفهم الحقيقي من المؤسسات الدولية ومواثيقها التي تنص علي احترام حقوق الانسان واحترام حرية العقيدة والدين واحترام حقوق المرأة ومساواتها التامة مع الرجل.. وهي مواثيق تتعارض تماما مع ما ينادون به،، هل سينسحبون من هذه المؤسسات احتراما لمصداقيتهم.. أم يستمرون في عضويتها وبالتالي يضطرون الي تنفيذ القوانين الدولية ويفقدون مبرر وجودهم اساسا.. هل سيقبلون أن تترشح امرأة أو قبطي لمنصب الحاكم..

ليقولوا لنا بوضوح ماهو موقفهم من الفن سواء كان الموسيقي والسينما والغناء وحتي الرقص.. وما موقفهم من الادب والابداع الفكري..وهل سيكممون الافواه ويصادرون حق كل من يكتب كلمة لا ترضيهم كما حدث من قبل مع كل مفكرينا و أدبائنا ابتداءا من طه حسين ومرورا بنجيب محفوظ..أم سيفرقون كل من يفكر مخالفا لما يعتقدون عن زوجته كما حدث مع نصر أبو زيد أم ينفذون فيه حد الردة كما حدث مع فرج فودة....

وليقولوا لنا موقفهم من العلم وقضايا البحث العلمي التي لا تتوقف عن النمو وما تثيره من قضايا مع الدين..ألا يكفيهم انه بسبب البعض منهم مصر اصبحت من البلاد القليلة التي لا تجري فيها عمليات زرع الاعضاء من المتوفيين حديثا رغم ما في هذه العمليات من مساعدة لمرضي كثيرين منهم من هم في عمر الشباب ولأسباب غير منطقية وغير مقنعة ولكنها دليل علي تأثير قلة ممن يستخدمون الدين وسيلة لارهاب ومصادرة حق الآخرين في التفكير...

أن القانون في مصر يمنع قيام الأحزاب علي اساس ديني سواء كانت أحزاب اسلامية أو مسيحية وهو قانون صائب وسيظل ساري المفعول الي أجل غير مسمي... وبالتالي آن الاوان لكل جماعات التيار الاسلامي السياسي أن تعي الحقيقة وتتوقف فعلا عن هذا العبث وتعرف أنها بمحاولة أقحام الاسلام في السياسة تضر الاسلام كدين ولا تفيد السياسة.. وآن الاوان أن تعرف هذه الجماعات ويعرف الشعب أن الدولة التي ينادي بها هؤلاء في النهاية لن تختلف عن نظام طالبان في شيء أو في أحسن الاوضاع لن تختلف عن النظام الموجود في جزيرة العرب او في ايران..قلة تستخدم الدين لتتحكم في باقي الشعب وعقله وتصادر حقه الطبيعي في التفكير والاختيار المستقل و الاستمتاع بمباهج الحياة البريئة.. ولايهمها كما عبر البعض في زلة لسان انتشار البطالة بين الشباب أو غلاء الاسعار أو عدم القدرة علي توظيف الخريجين طالما تتحجب المرأة وتنتشر مظاهر الاسلام الطقوسي في المجتمع...

واقول لهم ولجميع ناشطي هذا التيار وعلي راسهم جماعة الاخوان المسلمين فلتتوقفوا فعلا عن هذا العبث.. ولترجعوا الي دوركم الحقيقي وهو الدعوة لبناء الفرد المسلم الحق.. الفرد الذي يؤمن يالاسلام الوسطي المعتدل المتسامح ويتحلي بمكارم الاخلاق،، أقول لهم فلتتوقفوا عن هذا العبث وارفعوا أيديكم عن التدخل في السياسة واطمئنهم أن الاسلام كدين هو قوي في نفوس اتباعه و أنهم في الحقيقة بنظرتهم الضيقة للأمور ومحاولة فرض أنفسهم سياسيا هم من يلحقون أكبر الضرر به.

كفانا تقية.. وكفانا صراخا وارهابا لكل مخالف في الراي.. أن حرية الاختيار وحرية العقيدة وقوانين حقوق الانسان التي يمثلها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.. اصبحت هي القانون الدولي التي يجب ان تحترمها اي دولة وألا عرضت نفسها للعقوبات بل والتدخل العسكري من قبل المجتمع الدولي..

أن مجال عمل الدين.. أي دين والاسلام لايختلف في ذلك هو علي مستوي الدعوة السلمية وعلي مستوي الفرد..

لقد مضي الوقت الذي يستطيع أي فرد أو جماعة أو حتي حكومة ان تجبر أنسانا آخر علي شيء.. طالما لم يخالف القانون المدني..

ألا تنظرون حولكم..

هل يستطيع أحد أن يجبر فيفي عبده عن التوقف عن الرقص أو نانسي عجرم عن التوقف عن الغناء أو ايناس الدغيدي عن التوقف عن أخراج الأفلام ألا بشنقهن في الميادين العامة.. أم الأسهل كان أجبار نجيب محفوظ عن التوقف عن الكتابة.. ورغم منع روايته أولاد حارتنا فقد قرأها الملايين في العالم العربي..

وأخذ عنها جائزة نوبل.. ولو نجحت محاولة قتله لانتشرت أكثر وحظي اسمه علي تقدير عالمي أكبر..

الحقيقة أحيانا مؤلمة.. ولكن الحقيقة التي لا يعيها البعض أنه لن يسمح في مصر بقيام حزب علي أساس ديني وستظل جماعة الاخوان جماعة محظورة قانونا أن لم ترجع الي دورها الذي أخذت علي اساسه تصريحا عند قيامها.. جماعة دعوة دينية... ليس لها أن تتدخل في السياسة.. وهي لا تعي أنها لو كانت استمرت في أداء دورها الذي أخذت عليه التصريح ولم تحاول التحول الي السياسة والوثوب الي السلطة لكانت نجحت أكثر في تحقيق أهدافها الغير معلنة.. أنه قصر نظر سياسي..

وفي النهاية.. أريد أن أقول أنه بعد حرب 73 لم أكن أتخيل أن هذا سيكون حالنا.. مازلنا نناقش قضايا تم حسمها في أوائل القرن العشرين عندما تبنت مصر فكرة الدولة المدنية ونجح ساستها ومفكريها في أجهاض محاولة الملك فؤاد في وراثة مايسمي بالخلافة العثمانية التي انهارت علي يد الزمن والتقدم وأجهز عليها كمال أتاتورك.. لقد عبرنا القناة.. ولكن للأسف رجعنا للخلف سياسيا وفكريا وحضاريا.. والسبب للأسف كان محاولة السادات القضاء علي بقايا الناصرية عن طريق احياء هذه التيارات والجماعات ففقد حياته ثمنا لقصر النظر السياسي وثمنا لغيرته من عبد الناصر وشعبيته..
ولهذا السبب وحتي تتضح الأمور فأني أرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أكثر أصوات الاخوان عقلانية واعتدالا لمنصب رئيس الجمهورية .. وأتمني أن يكسب وأتمني أن ينجح ويطبق ما يقوله الآن والذي أري أنه يختلف جذريا مع مبادي وأهداف ووسائل جماعة الاخوان .. ولكنه بلا شك لا يختلف مع المفهوم الحقيقي للديمقراطية ..

Comments

الأخ الكاتب الدكتور عمرو إسماعيل..

السلام عليكم..

لا شك في أن الإخوان سلوكهم السياسي غامض وبه قد من الاضطراب.. لكن أنا أريد التنبيه لخطورة كل طرح سياسي أو ثقافي يخصم من القوة الإجمالية للمجتمع السياسي، لأن ذلك لا يصب في النهاية إلا في صالح النظام الذي حطم مصر، ولا يزال لديه رغبة في استكمال امتصاص ما تبقى من رمق بها.

Posted by: وسام فؤاد | Monday, 23 May 2005

Actually, I don't understand what's the problem with the Muslim Brotherhood seeking power!! Isn't this what politics is about! Everyone keeps repeating al-Ikhwan is seeking power...al-Ikhwan is seeking power...as if it's an accusation! Why?! What's wrong with that?! Like any party in any respectful democratic country, al-Ikhwan have their own agenda which they hope to put into action when they reach political power. Isn't this the case with parties like al-tagammo', al-nasery, or al-wafd?! Every political group is seeking power, which is understandable. This is what democracy is about...peacful transition of political power!! Whether al-Ikhwan's agenda is Islamic or not is their own problem. It's up to them to decide what they aspire to achieve if they came to power, and it's up to people to elect them or not! They didn't impose their ideas on anyone. And if they got elected in a democratic election, they have the right then to apply what they believe to be right and to put their agenda, on the basis of which they got elected, into action. THIS IS DEMOCRACY!

Posted by: Dina | Wednesday, 25 May 2005

الدكتور عمرو
يؤسفنى ان اقرأ تجنيك على الاخوان بدون دليل فأنت تحكم على النوايا ثم انك تجعل من نفسك وصيا على المصريين بل على النظام فتقول انه لن يسمح لهم بحزب دينى وأسألك مستغربا من أين علمت انهم يريدون حزبا دينيا ؟ انهم يقولون فى تصريحاتهم على لسان الاستاذ المرشد ونائبه ان من حقهم كمصريين وطنيين انشاء حزب مدنى على مرجعية اسلامية كما ينص الدستور
ثم انك تقول انهم يعملون بالتقية وينظمون الادوار مع الجماعات الدينية الاخرى وهذ بعيد تماما عن الصحة اما تساؤلك عن قبولهم للآخر الشيوعى وغيره فأطلب منك ان ترجع لكلام المرشد ود . العريان بل وكل من له حق التصريح بصفة رسمية ستجد انهم يؤمنون بحق الشعب فى اختيار حاكمه بشكل ديموقراطى بعيد عن التزوير والدليل اتخاذهم مبدأ المشاركة وليس المغالبة فى انتخابات النقابات وبدليل وقوفهم خلف منير فخرى فى انتخابات مجلس الشعب السابقة وهو مسيحى
اذا لم التجنى عليهم ؟ اليسوا مصريين لهم حق المواطنة وبالتالى حق الترشح وانشاء حزب وتراخيص الصحف وغيها من الحقوق التى كفلها الدستور لكل مصرى ؟؟ثم اتعجب فى النهاية من ثنائك على د. ابو الفتوح نائب المرشد ..اليس ممثلا لالاخوان ويقول ما يتناسب مع منهج الجماعة ..اخيرا اتقى الله
اسماعيل خفاجى

Posted by: ismail | Friday, 03 June 2005

الاخ الكريم:

اخالفك الرأى واعارضك الف مرة فى هجومك على الاخوان........ لو كان الاخوان كما وصفتهم هكذا لكانو اعتلو كرسى الحكم من سنين ........ ولكن لأنهم يرون مصلحة البلاد اولا فهم لا يتعمدو اثارة اى قلاقل فى البلاد حرصا على امنها ومنعا لتدخل اجنبى فى شئونها.
وتجنيك على الاخوان بالتعاون مع الغرب هذا اتهام باطل فقد اعلن مرشد الاخوان صراحة انه لن يكون هناك اى حوار او نقاش مع الولايات المتحدة الا فى حضور لجنة من الخارجية المصرية.
فى النهاية اخى الكريم ارجو ان تتأكد من معلوماتك ........ كما ارجو ان لا تهاجم رمز اسلامى نحترمه ونحبه جميعا ....... والاولى بك مهاجمة الراقصات واغانى الفيديو كليب .
اللهم اهدى قومى انهم لايعلمون

Posted by: fouad | Saturday, 04 June 2005

لابد من التغيير فى مصر ولكن لابد ان يكون تغيير جذرى يبدا من الفرد المصرى ثم الشارع والمجتمع

Posted by: shreef abd alhady | Thursday, 21 July 2005

في الحقيقة انا من انصار الحوار بين الاطراف المختلفة ولكن شريطة ان يكون هناك سبب لهذا الحوار وليكن التقريب في وجهات النظر في احسن الحالات طبعا.
ولكن اري اختلافا عقائديا ملحوظا بين ما يؤمن به الكاتب وما يؤمن به الاخوان والمسلمون نعم والمسلمون ؛ لن استعمل كلمات البعض للتأثير علي القارئ فلن اقول اغلب او معظم ولكن ساقول اغلب من اعرف من مسلمين وانا لست رجل دين او شيخ او عالم لكني شاب لدي 28 سنة اعمل في سلسلة محلات لبيع التجزئة ليس لدي من اجدادي احد من الاخوان او الازهر ، ولكن الفرق هو اني فكرت وبحثت وادعي اني قد علمت .
واني لأسال الكاتب ما هو مفهوم الدين في مختلف الثقافات سواء اصحاب الاديان السماوية او حتي الوضعية ؟ لما وضع حتي البشر لهم دين ؟ ما فائدته ؟ لما علمائه اصحاب مكانة في شعوبهم ؟ ماذا لو تركنا ديننا وعشنا بلا دين ؟ هل سيطرأ علينا تغيير ؟
سيدي اقرأ في الاسلام ثم فكر فيما حدث ايام النهضة لا ايام الانحلال ، انظر لدولة شعبها ينفذ ما يجب عليه فعله وهو يعلم ان الله يراقبة لا الكاميرات والاقمار الصناعية والكلاب البوليسية
سيدي ان الاسلام كان معجزة حينما نزل من السماء ولا اعتقد اننا نختلف في هذه النقطة علي الاقل
واعتقد اننا نعتقد انه سيظل كذلك حتي يوم الدين . واعتقد اننا علينا ان نبرز للبشر اعجاز ديننا في انه يحتويهم بكل اديانهم ولغاتهم كما قد احتواهم ايام النبي ، دورنا ان ننتقب كيف نحيا عليه ونكشف اعجازه الحقيقي في كونه دستور في كل زمان ومكان لا ان نخاف من افضل ما فيه وهو امكانيته في ان يحتوينا جميعا تحت لوائه فنحن لا حنابله ولا احناف ولا غيره اننا مسلمون .
فرجاءا نحاول ان نفهم ديننا اولا طالما ان هناك منا من يحاول الارتقاء بدنياه واخرته .

Posted by: عمرو انور | Sunday, 20 November 2005

يخشى البعض من الحكم بالدين أو الحكومة الدينية (الثيوقراطية) مثل إيران. لقد زرت إيران مؤخرا مرتين في عام واحد في مؤتمرين لنصرة القضية الفلسطينية ولم أر بها أي مظهر من مظاهر الرعب والإرهاب الذي تشيعه عنها الصحافة الصهيونية العربية والأمريكية

فليحكم الإخوان المسلمين مصر إذا اختارهم الناس بدلا من ذلك العميل الجبان اللص المزور القابع في شرم الشيخ.

Posted by: محمد عبد اللطيف حجازي | Monday, 21 November 2005

The comments are closed.