Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 08 April 2005

الطليعة أولا والشارع ثانيا - أسامة الهتيمي

منذ أكثر من عام ونحن نقول إن مصر سيحدث فيها شئ غريب في القريب العاجل فكل المقدمات كانت تشير إلى صورة الواقع السياسي الحالي والذي من المتوقع أن يشهد حدة وتوترا - مع تزايد الضغوط الأمريكية والشعبية التي بلغت حدها الأقصى منذ مايزيد على ربع قرن كامل – وذلك خلال الأيام والشهور القادمة .

فالمظاهرات والاحتجاجات اليومية والتصريحات السياسية التي تعالى سقفها إلى الدرجة التي بدأت تتلاشي معها قدسية الحاكم التي ترسخت وعبر عشرات القرون من الزمن في أذهان الجماهير المصرية كل ذلك أضحى عنوانا كبيرا عن حتمية التغيير وحتمية حدوثه .

مصر اليوم ليست هي مصر العام الماضي ولن تكون هي العام القادم فقد بدأت الحركة ولن تتوقف كما لن تستطيع أي جهة مهما كانت أن تعود بالبلاد إلى نقطة الصفر من جديد بعد أن تمكنت من البدء في لحظة المخاض التي طالما اشتاقت إليها قطاعات عريضة من الشعب المصري والتي قدمت من أجلها الكثير من التضحيات وتحملت في سبيلها العديد من الابتلاءات لذا فإن المصريين سيحرصون وبكل ما أوتوا من قوة ولآخر قطرة من دمائهم على الحفاظ على هذه المكتسبات التي أشعرتهم وللمرة الاولى عبر قرون طويلة بأن لهم حقوقا كبقية خلق الله .

الشارع المصري ربما ما زال يغط في سبات عميق ولم تتحرك منه إلا الطليعة التي هي المنوطة بالتحرك الأول وهذه سنة كونية لسنا أهل بدعة فيها غير أن ذلك سيتبعه يقظة تدريجية عندما تثبت الطليعة أنها تستحق أن تتبع وتستحق أن تقدم من أجلها تضحيات جديدة عندها سيتحقق الحلم ويكون التغيير .

فالكرة إذن في ملعب هذه الطليعة التي يمكن أن تثبت قدرتها على تحقيق تطلعات الجماهير أو أن تكون مخيبة للآمال .

ففي مصر ما يقرب من تسعة عشر حزبا هي الشكل القانوني والشرعي لممارسة العمل السياسي فضلا على المئات من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي يختص كل منها بالتركيز على زاوية محددة من العمل ومع ذلك فلم تستطع كل هذه المؤسسات أن تحظى بثقة الجماهير أو حتى ثقة النخبة المثقفة في المجتمع .. وهو ما يبرر الزخم الحادث في طابور محاولات تأسيس أحزاب وجمعيات وهيئات جديدة يتشابه أو تتطابق أغلبها فيما تطرحه من برامج وجدول أعمال حتى ان تيارا واحدا يمكن ان يفرز عدة تيارات تختلف فيما بينها في جزئيات وتفاصيل اصطعنت من أجل الحصول على ترخيص بالوجود مع ان الدافع في الاستقلال إما أن يكون جو الشك والريبة الذي اصبح السمة الغالبة بين العاملين في حقل العمل العام أو أن يكون رغبة المستقل في إنشاء ما يسمونه بـ " الدكانة " السياسية التي تصبح مصدر للعيش الرغد .

واندلعت الكثير من معارك هذه المؤسسات فيما بينها لتحمل بين طياتها اتهامات بالتخوين والعمالة والتمويل بدلا من أن تتفرغ لمهمتها الرئيسية في الدفاع عن حقوق الشعب وتأصيل التداول السياسي وتحقيق مجتمع الحرية .. فكانت التربيطات والصفقات مع النظام السياسي والذي دفع الكثيرين إلى الهرولة وتقديم التنازلات

" البيع " مقابل الحصول على فتات حتى أضحى العيب مقبولا بل ومبررا .. واصبح الرافض الماسك على الجمر متهما بالعجز عن تحقيق ما حققه الآخرون وما نقده إلا فشلا في أن يصبح كالآخرين .

الجماهير ليست غبية وحس الشارع أصدق أنباء من الكتب وهي مدركة تماما أن النخبة السياسية هشة ينخر سوس الفساد في عظامها وأن وصولها لما تأمل إليه لن يزيد الطين إلا بله لذا فهي تتمهل وتتأني في أن تتحرك أو تتفاعل .. فهي في حاجة إلى أن تحدث عملية الفرز التي تذهب بالزبد وتبقي بما ينفع الناس .

فالجماهير ليست مع نوال السعداوي التي تعادي بافكارها عقيدة الناس وأفكارهم الدينية وليست مع سعد الدين إبراهيم الذي يجهر بمساعدة أمريكا العدو الاول وليست مع محمد فريد حسنين الذي خذلهم يوم أن تحدث عن السلام مع إسرائيل وليست مع أيمن نور الذي تتزايد الشكوك يوما بعد يوم في تلقيه الدعم الأمريكي .. الجماهير ليست مع هؤلاء ، كما أنها ليست مع نظام الرئيس مبارك .. الجماهير ما زالت تنظر متفحصة ومتطلعة إلى ذلك الذي لم يشتم رائحته بعد .. كما أنها ليست مستعدة إذا كانت هذه هي الطليعة .. فلا مانع من أن يبقى الوضع على ما هو عليه ولا مانع من أن تتحمل المزيد حتى يبزغ النور .

على الطليعة أن تستمر دون موافقات أو مراهنات أو انتظار الدعم والتمويل من الخارج إذا كانت فعلا تريد أن تتحرك الجماهير .. حقيقة الأمر أن الاوضاع وصلت إلى درجة لم يعد من السهل وصفها تستدعي التحرك لكن هذ الجماهير ليست مستعدة أن تعاني مرتين أو تراهن على الأسوأ .

لقد جاءت مطالبة الرئيس المصري حسني مبارك لمجلسي الشعب والشوري بتعديل المادة 76 من الدستور المصري والخاصة بالسماح بترشيح أكثر من شخص للانتخابات الرئاسية كقارب نجاة للتيارات والأحزاب السياسية في مصر ساهم بقدر كبير في انقاذها من الغرق الذي كاد أن يقع .. في الوقت الذي استقبلت فيه الجماهير هذه المطالبة بفتور وبرود شديدين حتى كأن شئيا لم يقع ودعك من التغطيات الإعلامية في التلفاز والإذاعة والصحف التي صورت سعادة المصريين وكأنها حققت الفوز بكأس العالم لكرة القدم .

وقد أثار ذلك عجب المراقبين والمحللين والمهتمين بالشأن المصري .. طارحين إزاءه العديد من التساؤلات من مثل : هل فقد المصريون معنى الانتماء إلى بلادهم ؟.. هل يأسوا من إحداث التغيير ؟.. هل يقبلون بالوضع الحالي ؟.. هل وهل وهل .... وردد الجميع ليس ذلك هو ما يمكن أن نتوقعه من الشارع إزاء قرار مصيري كهذا حتما هناك خلل .

والحقيقة أن الشارع كان أصدق أيضا هذه المرة فلم يتسرع في إصدار الحكم وإبداء الرأي فكانت الحكمة الشعبية تقتضتي النظر إلى الافعال لا الأقوال حتى تتكشف الحقائق وتظهر الصورة فكان أكثر رزانة من كل التيارات السياسية التي صرخت فرحة بما هو سراب .

لم تصل النخبة ولا الطليعة إذن إلى وعي الشارع وجاء إدراكها للحقيقة متأخرا بعد أن غشيتها السكرة وظنت أنها أستأسدت وتمكنت ، مع أن أقصى من يمكن أن تسفيده الطليعة من الحادث هو أن تردد في دعوتها صدقا أو زورا أن ما مارسته خلال عقود مضت هو ما أدى إلى ما تحقق .

وبذلك فستعود الطليعة مرة أخرى لتخدع الشارع ظانة سذاجته وجهله وغاضة الطرف عن إدراكه لواقع الضغوط الدولية والحراك السياسي الحادث في كل المنطقة العربية الذي ربما يكون مجرد مناورة يجريها القطب الأوحد للحصول على مزيد من تنازلات الأنظمة التي أدمنت التضحية من أجل البقاء .

فالشارع يعرف تماما أن المرحلة مرحلة المزاد العلني وأن المتهافتين على هذا المزاد كثرة وأن البضاعة هي الحكم وأن الثمن هو الحقوق .. حقوق هذه الشعوب المقهورة .. لذا فلن يشارك أبدا في التصفيق أو التهليل لأحد المشاركين في بيع حقوقه ولن يقبل أبدا بمن يأتي مدعوما بمن سفك دمه في العراق أو فلسطين وغيرهما حتى ولو رفع شعار الحرية والديمقراطية .

أين من يقدمون بلا مقابل وأين من يضحون وهم ماسكون بأيديهم وقلوبهم على ثوابت العقيدة والأمة والوطن .. حتما هم موجودون لكنهم في حاجة ماسة وحقيقية لفعل محاولات مكثفة لإجراء عمليات تطهير وتنظيف جواني وبراني حتى يمكن أن يضيئوا وتتوهج مشاعلهم .. ساعتها وساعتها فقط سيخرج الناس ويتحرك الشارع ويتحقق التغيير .

بئس الصمت في الوقت الذي لا يبرر معه أي صمت وبئس التبرير للقهر والرضا بالاستبداد ، وبئس التسليم في حين يعلن الكل المواجهة ، وبئس هؤلاء الذين يسخرون عواطف الناس ومشاعرهم الدينية ويجرونها إلى حيث لا يرضى الله ، وبئس الذين يتفرجون في الوقت الذي يجب أن يكونوا لا عبين .. فإلى متى تقف تيارات وقوى سياسية ضمت في صفوفها خيرة شباب الأمة صامتة فلا هي تحركت ولا تركت لهذه الطاقات أن تنطلق ؟ .

Comments

والصمت العربي الثقيل....إلى متى ؟؟
الأمة العربية كحضارة ,دين ومجتمع ..الأمة العربية التي كانت خير أمة أخرجت للناس, فرض عليها القهر والتبعية, ومع الزمن و خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي أصبح بإرادتها الميل لإتباع نهج الاستكانة وأقرب إلى المذلة منها إلى النهوض والقيام بواجباتها بعد خروج الاستعمار بأطيافه الفرنسي والانكليزي والاسباني والايطالي ولم تكن الأمة العربية كبقية خلق الله عندما يغادرها المستعمر فتلتفت إلى الداخل وتبني بخطى مدروسة و سريعة كبقية الأمم الأخرى مثل الهند وغيرها الكثير من الدول وللموضوع شواهد عدة بدأت مع مطلع العام 1920 مرورا بالكوارث والنكبات فكثيراً ما خابت وقلة نادرة ما أصابت ووصلنا إلى الخامس من حزيران 1967ولم تنتهي بعد ولا نعرف أين ستنتهي؟؟ مع العلم أننا كأمة عربية محيطة ببؤرة الصراع وفقنا في السادس من تشرين الأول 1973وحاولنا الوقوف على أقدامنا ولكن الذين كانوا يتربصون بهذه الأمة والطامعون في كنوزها ما ظهر منها وما خفي لم يرق لهم هذا النهوض اليتيم فعملوا على تقطيع أرجلنا حتى الكساح والشلل.
بضع كلمات قصيرة مما تقدم وقد تكون مبتور قصدت فيها توضيح صورة ما كنا عليه كأمة عربية ليلة 19/3/2003 والعرب هنا.. أقصد نحن في سورية والمحيطين ببؤرة التوتر المفتعلة التي صنعها نظام الدكتاتور صدام حسين باتفاق كامل وواضح مع الامبريالية الأمريكية البغيضة وبعد أن تبين كذب الإدارة الأمريكية في مسألة السلاح النووي والشامل والكيماوي وصواريخ القاهر والظاهر والظافر إلى ما هنالك من أسماء بات يلفها القرف وهذا ما كان يوحي به صدام حسين لإخافة جيرانه العرب الضعفاء أصلاً., وللتاريخ كان وحده الراحل حافظ الأسد يبصر أبعد بكثير مما كان يرى ثلاثة أرباع القادة العرب من ملوك ورؤساء وأمراء لأن الربع الباقي كان أصلاً لا يرى شيئاً؟؟
أكتب هذا والغصة كما هي في حلقي أرى الدموع الوطنية الداخلية في القلب عندما عرضت إحدى القنوات الفضائية العربية وعلى مدى يومين متتاليين فيلم وثائقي عن أكاذيب الإدارة الأمريكية وتورط بل وتأمر الكم الهائل من العرب على العراق أرضا وشعبا أما النظام فلا أسف عليه كان اسمه فهر نايت 11-9
مايكل مور مخرج الفيلم وهو أمريكي الجنسية قام بعمل سياسي بقالب فني وثائقي ما عجز عن فعله العديد من السياسيون العرب من حكام ووزراء للخارجية وسفراء للأمة العربية؟ قام هذا المخرج الأمريكي بما عجز عن القيام به الفنانون العرب والتي تضج بهم الفضائيات العربية ليل نهار لما لا وقد سخرنا كامل طاقاتنا الفنية في سبيل هز الوسط وسوبر ستار العرب الذي كان يغطي على مناظر أشلاء الأطفال في بغداد وبعقوبة وجنين ورفح
لقد فضح المخرج الأمريكي في هذا الفيلم أكاذيب الإدارة الأمريكية حول كل ما قيل عن امتلاك العراق لصنوف الأسلحة وهمجية القوات المتحالفة وما خلفته من ضحايا خراب للبشر والحجر.
كما فضح عجز العرب في الفعل والقول..نعم لقد كان الصمت العربي الثقيل قمة الهمجية بل وفاق الهمجية العدوانية... بالصوت والصورة عرض هذا المخرج حديث المواطنين الأمريكيين الرافضين إرسال أبنائهم إلى العراق ليس حباً فينا... بل خوفاً على أبنائهم من مستنقع العراق الدامي, لقد وقف البعض منهم ضد الحرب كما وقف الكثيرون ضد الحرب في قارات الدنيا بأكملها ولكن المتغطرس بوش أبى إلا أن يسرق بترول العراق وبترول المنطقة برمتها.
بالصوت والصورة تم عرض وثائق فيه مصالح حقيقة لشركات أمريكية وهي تدين القادة السياسيين والعسكريين الأمريكيين ومن والاهم من الدول التي ساندت حربهم الدموية النتنة.. وكيف التقت المصالح لبعض الدول العربية بالمصالح الأمريكية على حساب أرض وشعب وثروات العراق السليب... بالمقابل كان الصمت العربي لا يزال ثقيلاً مقيتاً مقرفاً مررنا به على مدى أربعة أعوام عشناها.. كما نعيش هذه الأيام ونسمع ونرى الضغوط الأمريكية الإسرائيلية بغطائها الدولي... والتهديدات المتتالية مع افتراءات وأكاذيب مضللة لما يجري هناك وتغطية لما يجري هناك..هناك في المستنقع العراقي حيث النعوش الأمريكية تتوالى في الوصول إلى أرض الحرية والديمقراطية. نعم في ظل صمت عربي همجي سمح للسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة بالقول بأن صبر الأميركيين إزاء دمشق قد نفذ وأن جميع الخيارات مطروحةٌ أمام الأميركيين للتعامل مع سوريا بما في ذلك الخيار العسكري.
وترادف مع تلك التصريحات وفي خطوة متوقعة تهديدات حكام العراق الجدد عندما ردد المسؤولين العراقيون التهديدات الأمريكية ضد سورية خدمة لمصالح الأمريكان لضرب وحدة الصف العربي وتفتيت الكلمة وزرع الخلافات بين الأمة العربية التي تواجه العديد من التحديات الراهنة نعم في ظل الصمت العربي المخيف تأتي التصريحات الأمريكية بضرب سوريا إثباتا في تعدي سافر على دولة ذات سيادة واستقلال واستمرار للضغوط الأمريكية ضد سوريا للهيمنة على دول المنطقة وخدمة مصالح إسرائيل مشيرا إلى التناغم بين مسلسل الضغط الأمريكي المتواصل من جهة والتهديد الإسرائيلي المستمر على سوريا من جهة أخرى.
معتقدين أن التصريحات تمثل ورقة ضغط أمريكية جديدة على سوريا لتقديم اكبر قدر ممكن من التنازلات حول مواقفها الشجاعة في كافة القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والخاصة المتعلقة بمفاوضات السلام لتحقيق رغبة إسرائيل في إجراء مفاوضات بأي ثمن في ظل الضغوط الأمريكية المتتالية ابتداء من قانون محاسبة سوريا وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559. ووفي ظل الخنوع الأوروبي المطبق ومن خلال الخداع الأمريكي إنما تريد الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات تحويل أنظار العالم عن القضايا الأساسية والمصيرية في المنطقة وخاصة المتمثلة في الأوضاع المؤسفة والمؤلمة التي يعيشها الشعب العراقي وجرائم القتل التي ترتكبها في المدن العراقية واحدة تلو الأخرى كما هو الحال في مدينة تلعفر وفشلها في معالجة المأساة التي تعيشها حاليا جراء إعصار كاترينا المدمر. والى موضوع أخر... فلا مانع أن نقرأ معاً تقرير لمنظمة عالمية عن وضع الجريمة في الولايات المتحدة فيقول التقرير:
الولايات المتحدة الأميركية, 24تصدرت مركز الصدارة بين دول العالم في عدد القتلى, سواء كانت حالات القتل والوفاة بالأسلحة النارية نتيجة للإجرام , أو الانتحار أو حوادث السرقة والسطو أو الحوادث الأخرى,ففي دراسة فيدرالية نشرت في مجلة انترناشيونال جور نال حول 36 دولة من أغنى دول العالم تم إحصاء 88649 قتيلا" في هذه الدول لعام 2003 فقط؟ وتصدرت أميركا القائمة ب 12, 24 قتيلا لكل مائة ألف نسمة, متفوقة على البرازيل والأرجنتين.
والدول الثلاث أميركية .. وظاهرة القتل والإجرام والاغتصاب والسطو أصبحت تميز الدول الصناعية والرأسمالية.حتى أصبح القتل هواية تمارس بولاية كاليفورنيا على شكل غازات سامة في الأماكن المزدحمة.
وفي أميركا وحدها أربعين ألف حالة انتحار في سنة واحدة ومحطات مترو الأنفاق تتحول إلى شبكات للجرائم في أغلب والولايات المتحدة, وفي ولاية أهايو عرف المترو خلال شهر واحد الجرائم التالية. --- 1900 عملية سرقة و16 عملية سطو--- 2134 عملية نشل و1345 عملية اعتداء على أفراد للشرطة و544 عملية اغتصاب وخطف وعنف --- و6766 عملية تخريبية لتجهيزات ومعدات عامة.
وفي أميركا تبين أنه لو تعطلت الكهرباء دقيقة واحدة لوقع خلالها مائة وخمسين ألف جريمة متنوعة فالحضارة المادية مفرغة من الروح التي هي سر الحياة في الأجساد البشرية.هذا هو الحال الذي صوره المخرج الأمريكي بكل هذه التفاصيل الفيلمية الوثائقية فماذا نحن فاعلون وكم يلزم من إشارات الاستفهام والتعجب لكي نضعها في نهاية هذه الكلمات.
من دمشق شكري شيخاني

Posted by: شكري شيخاني | Friday, 16 September 2005

الأخ أسامة

لا تخلو السياسة من الانتهازية ومحاولة الكسب للعاملين بها. أي أن الحقل السياسي لا يعمل به الأمناء تماما وإنما الأمناء نسبيا. لذلك فإن أيمن نور كان الأصلح في تلك المرحلة لأن الملائكة لا تعمل بالسياسة وليس هناك إلا الخيار النسبي لأقل المرشحين سوءا،

ليس في مصر بأكملها أسوأ من عميل الصهيونية حسني البارك وأعتقد أن مصر كانت تختار أيمن نور طبقا لما أوضحته كل استطلاعات الرأي التي أعطت أيمن نور ثلاثة أضعاف ما أعطته لحسني البارك وما زالت نتائج استطلاع الوعي المصري معروضة على الموقع لتشهد بذلك. لكن التزوير غير ذلك وسيستمر التزوير طالما بقيت عصابة البارك في الحكم.

----------------------
الأخ شكري

الحكومات العربية كلها عفنة وعميلة باستثناء سوريا التي لا يعيبها سوى نظام الحكم الدكتاتوري الذي يحكم بالحديد والنار والمعتقلات السياسية.

إنقاذ هذه الأمة العربية لن يكون إلا على حساب تلك التضحيات الجسام التي تقوم بها المقاومة العراقية الباسلة ، وهزيمة أمريكا وبريطانيا تلوح في الأفق تدعمها مساعدة إلهية في صورة أعاصير تضرب الهمجية الأمريكية وتوقظ الشعب الأمريكي الغبي.

محمد عبد اللطيف حجازي

Posted by: محمد عبد اللطيف حجازي | Wednesday, 21 September 2005

لماذا إيران الآن.... ولماذا إيران وحدها؟؟



الزوبعة السياسية التي أثارتها الوكالة الدولية لإيران برعاية أمريكا وأوروبا ولا تزال إلى الآن حول برنامجها النووي تبدو استفزازية مقارنة بأسلوب التعامل مع التهديد النووي الحقيقي الذي تمثله الهند وباكستان وكوريا الشمالية مع الاعتراف بأحقية هذه الدول بامتلاك هذه القدرة إذا ما نظرنا إلى قدرة إسرائيل لوحدها وما تشكله من خطر حقيقي وكوارثي على الكرة الأرضية جمعاء.

وقد يرجع الفارق في المعاملة,

أولاً إلى أن إيران جزء من منطقة تريد الولايات المتحدة الأمريكية تطويعها وإسقاط الدولة المارقة على حد زعم أمريكا ومن ثم الواحدة تلو الأخرى بناء على لنظرية الدومينو الارتدادي والتي ينادي بها صقور البنتاغون منذ وصول زعمائهم إلى البيت الأبيض .

ثانيا لأن إيران تسبب قلقا عميقا لإسرائيل التي تخشى من تغيير التوازن الاستراتيجي بالمنطقة.

ثالثاً لأن إيران أقرب إلى أوروبا من كوريا والهند وباكستان وهناك مخاوف من أن تصل الصواريخ الإيرانية النووية إلى القارة الأوروبية.

العالمين الإسلامي والعربي بشكل عام , والإيرانيون بشكل خاص يشعرون بأن إيران اليوم تتعرض إلى حملة تشويه خبيثة ومحاولات دولية لتسييس نشاطها النووي بشكل يتسم بالمبالغات الدعائية والمزاعم الزائفة, فقد أبدت رغبتها في كسب ثقة العالم بشأن برنامجها السلمي ..

مراراً وتكرارا أكدت إيران أن الأسلحة النووية لا مكان لها في سياستها, بل ذهبت إيران إلى أبعد من ذلك عندما أدانت أسلحة الدمار الشامل, وطالبت بحقها في استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية..وكم من مرة أبدت إيران في السابق استعدادها لبدء مفاوضات مع الوكالة الذرية بشأن توقيع بروتوكول إضافي يتيح التفتيش المفاجئ على منشآتها النووية بشرط احترام سيادتها وكرامتها وها الإجراء لم تقم به العديد من الدول الأنفة الذكر وعلى رأسهم إسرائيل!!

واليوم ماذا نرى.. وماذا نسمع تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأن إيران خطراً على العالم إذا ما تم تخصيب اليورانيوم وأوروبا في كل يوم تهدد إيران بإثارة بعض المتاعب في وجهها وإعادة النظر في علاقاتها الاقتصادية إذا لم تلتزم حرفيا بشروط وكالة الطاقة الذرية بل وتريد منها تقدما في ثلاثة مجالات أخرى – حقوق الإنسان - الموقف في الشرق الأوسط – والتعاون في مكافحة الإرهاب. وهنا نرى أن أوروبا تتبنى الموقف الأمريكي بعينه ربما للتكفير عن مواقفها السابقة تجاه الحرب على العراق, بل وأوضح من ذلك قولاً بأن أوروبا وقعت تحت تأثير حملة التحريض الإسرائيلية ضد طهران .أما الوكالة الذرية فإنها تهدد بدورها إلى إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن وفي المقابل تضغط أمريكا وبشدة على روسيا وغيرها لوقف التعاون مع إيران وهذا ما لمسناه مؤخراً في موقف الهند المفاجئ؟ ولكن الحذر اليوم ينبع من نظرية التمادي والتحدي الكوري للوكالة ولأمريكا وأوروبا هذا التحدي الكوري لن يدفع أمريكا إلى التهور لما يحمله ذلك من مخاطر,لكنها قد توجه غضبها في اتجاه إيران على أمل أن تتعظ بيونغ يانغ ..لكن إيران لديها أيضاً خطط لمواجهة عسكرية تتعدى قدرة الأمريكيين على التحمل وما يجري في العراق أكبر دليل على ذلك

من دمشق شكري شيخاني

Posted by: شكري شيخاني | Friday, 07 October 2005

The comments are closed.