Friday, 24 June 2005
تتجوزيني يا كوندليزا - عبدالوهاب خضر
عقب عودة السيدة كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية الى بلادها عقب زيارة الى الشرق الاوسط شملت عدة دول منها مصر وافقت لجنة المخصصات بمجلس النواب الامريكى على طلب الرئيس بوش بتقديم 1,3 مليار جنيه كمساعدات عسكرية الى مصر و535 مليون دولار كمساعدات اقتصادية خلال العام المالى 2006, وقد دافع القس جيس جاكسون عضو مجلس اللجنة من الحزب الديمقراطى عن هذه المساعدات وقال يجب ان ننظر الى مصر كشريك !!!).. فما هى الحكاية بالضبط ؟؟؟..
فى حديث مع اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية الاسبق عن حالة الاحتقان السياسى فى مصر ربط بين ما يحدث وبين زيارة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الى مصر , وتعجب علام من إشتراط " كوندى " مقابلة عددا من رموز المعارضة فى مصر مثل أيمن نور وسعد الدين إبراهيم وغيرهما وذكر علام بأن ذلك منتهى الاختراق !! وقال لى ساخرا : إتجوزها يا أستاذ عبدالوهاب وريحنا منها بقى !!
وفكرة الزواج من " كوندى " ليس فقط بالمفهوم الذى يقصده اللواء علام ولكن يجعلك تفكر كثيرا حول ما بين السطور , وخاصة تلك العلاقة الكاثوليكية بين مصر والولايات المتحدة , والتغيرات التى طرأت عليها , وتأثيرها على أحوالنا هنا فى مصر فى إطار هذه الزيارة التى وصفها الكتيرون بأنها إختراق بمعنى الكلمة
وفى تصرف إستفزازى وجهن وجهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس نداء ملحا من اجل تغييرات ديموقراطية في الشرق الاوسط، واكدت للقادة العرب ان "الخوف من الخيارات الحرة لا يمكن ان يكون بعد الان مبررا لرفض الحرية".
ووجهت رايس هذا النداء في محاضرة تلقيها في الجامعة الاميركية في القاهرة ووزعت وزارة الخارجية الاميركية مقتطفات منها على الصحفيين. وقالت رايس، وفق نص المحاضرة التي دعي الى حضورها الف شخصية مصرية، "اننا نساند التطلعات الديموقراطية لكل الشعوب". واضافت "في مختلف انحاء الشرق الاوسط لم يعد ممكنا بعد الان ان يكون الخوف من الخيارات الحرة مبررا لرفض الحرية".
وتعد هذه اشارة قوية الى ان الولايات المتحدة لم تعد تقبل بحجج الحكومات العربية التي تلوح بخطر وصول تنظيمات اسلامية او قومية متشددة الى الحكم في حال اجراء اصلاح ديموقراطي جذري في العالم العربي.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش جعل من احلال الديموقراطية في العالم العربي احدى اولويات ولايته الثانية باعتبارها افضل وسيلة لمواجهة التطرف الاسلامي والارهاب.
وقالت رايس "هناك من يقولون ان الديموقراطية تقود الى الفوضى والصراع والارهاب والحقيقة ان العكس هو الصحيح: ان الحرية والديموقراطية تشكلان الفكر الوحيد الذي يملك قوة التغلب على الكراهية والانقسام والعنف".
ولكنها اكدت استمرار معارضة الولايات المتحدة لمشاركة حركات اسلامية في العملية السياسية مثل حزب الله الذي حقق نجاحا ملحوظا في الانتخابات اللبنانية الاخيرة وحماس التي يتوقع ان تحقق كذلك نجاحات خلال الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة.
وقالت "ان النظام الديموقراطي لا يمكن ان يعمل اذا كانت بعض المجموعات تضع قدما في الساحة السياسية والقدم الاخرى في معسكر الارهاب".
وفى لقاء رايس مع حسني مبارك دعته الى اجراء انتخابات رئاسية "حرة ونزيهة" في سبتمبر المقبل واكدت ان العالم كله "سيتابع ما يجري في مصر لانها دولة مهمة في المنطقة وهي منطقة تتغير بشكل كبير جدا".
ووصف مسؤول كبير طلب عدم ذكر اسمه يرافق رايس في جولتها في الشرق الاوسط محاضرة بوش بانها "بيان هام" ولكنه رفض الاجابة على سؤال حول ماذا يمكن ان يحدث لو ان الانتخابات المصرية لم تلب المعايير الديموقراطية الاميركية.
سورية
من جهة أخرى دعت رايس سورية الى "ان تأخذ بجدية التغييرات التي تجري في المنطقة" وذلك بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وقالت رايس في مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط في شرم الشيخ "قد كانت الولايات المتحدة واضحة للغاية بشان قلقها من السلوك السوري ونريد ان تاخذ سورية بجدية التغييرات التي تجري في المنطقة". واضافت "يجب ان توقف سورية دعمها للتنظيمات الرافضة للتسوية في النزاع العربي-الاسرائيلي"، مشيرة الى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ومؤكدة انها ما زالت لديها مكاتب في سورية .
وتابعت "يتعين على سورية ان تسيطر على حدودها وان تتاكد من ان حدودها لا تستخدم من قبل متمردين في العراق". والقت على سورية مسؤولية اخرى في مشكلات المنطقة اذ اكدت انها لم تسحب بشكل كامل قواتها ورجال امنها من لبنان.
وقالت "ينبغي على سورية ان تفي بشكل كامل بالتزاماتها بموجب قرار (الامم المتحدة) 1559 بشان لبنان فالشعب اللبناني يبدي رغبة في ان يكون له مستقبل مختلف تماما عما عاشه خلال الثلاثين سنة الاخيرة".
وكانت الامم المتحدة اوفدت الى لبنان مرة اخرة لجنة تقصي حقائق، بعد تقارير اشارت الى ان رجال امن سوريين مازالوا في لبنان وانهم متورطين في عمليات اغتيال في هذا البلد
المهم هنا أننى فكرت بجدية فى مقترح اللواء علام ولكننى إكتشف أن كوندى مرتبطة بجميع رجال حكومتنا الانفتاحية .. فما هى طبيعة هذه العلاقة :
.
أحدث البيانات تشير الى أن هيئة المعونة الأمريكية خصصت 557 مليون دولار هذا العام لمصر, منها200 مليون دولار تحويلات نقدية لتوفير العملة الصعبة للمشروعات الجد يدة , وقد قال لنا أحمد سيد النجار " خبير اقتصادى " أن هذة المعونة جاءت بالغراب على مصر وأن 70 % منها يعود مرة أخرى للولايات المتحدة , فهى معونة مشروطة , واما د . جودة عبدالخالق استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة فقد قال لنا , بأن الولايات المتحدة الامريكيه لم تعد فى حاجة الى المعونة للضغط على مصر والتأثير على قرارها السياسى , فهناك أشكال اخرى للضغط على مصر بعد انهيار اقتصادها من خلال تطويقها من جميع الجهات وعزلها عن المنطقة العربيه ويحدث هذا الان .
وتشير أوراق حزب التجمع على استمر الحكم فى مصر فى اتباع سياسة العلاقات الخاصة بين مصر وأمريكا التى بدأت فى السبعينات وتعمقت فى الثمانينات والتسعينات وحتى اليوم رغم تناقض المصالح المصرية ودورها فى المحيط العربى مع هذه العلاقات .
وقد سعت الإدارة المصرية جاهدة فى السنوات الخمس الماضية لتوثيق هذه العلاقات التى قامت على المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لمصر ، والدور المصرى فى تسويق التسوية السياسية للصراع العربى الإسرائيلى ، ومساندة السياسة الأمريكية وتوفير مظلة لها فى بعض المحطات الأساسية لهذه السياسة .
وكما تقول هيئة المعونة الأمريكية فى تقريرها عن نشاطها خلال 25 عاما (1975-2000) .. "بدأت الشراكة مع مصر عام 1975 . وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية عام 1979 ، وافق الكونجرس الأمريكى على زيادة المساعدات الاقتصادية لمصر ، وظلت مصر تتلقى حتى 1999 ( 815 ) مليون دولار سنويا . وهو أكبر برنامج للمساعدات تقدمه الهيئة فى العالم ، ويهدف إلى تدعيم الاستقرار والديمقراطية والرخاء فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط ".
وطبقا لنفس المصدر فقد وصلت المعونات الاقتصادية المصرية خلال ربع قرن إلى 7ر22 مليار دولار ، إتجهت فى السبعينات لتطهير قناة السويس وإعادتها للملاحة البحرية ، والمساعدة فى توفير البنية الأساسية فى مجالات الطاقة والمياه والاتصالات وبناء صوامع الغلال . وخصصت فى الثمانينات لتحسين مستوى حياة المصريين وخاصة فى المناطق الريفية ، وللزراعة والصحة والتعليم ودعم الجهود المصرية للاصلاح الاقتصادى والتكيف الهيكلى ، وإعطاء القطاع الخاص دورا أكبر فى كافة المجالات الاقتصادية ، وتحقيق الخصخصة ودخول إقتصاد السوق ، وزيادة العمالة والتوظف عن طريق تقديم القروض للمشروعات الصغيرة . وأعطت فى التسعينات التفاتا أكثر للجهود الحكومية للإسراع بالتنمية الاقتصادية ، وبيع وتصفية القطاع العام وزيادة الصادرات ، وكفاءة استخدام المياه ، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتخفيض التلوث ودعم المنظمات غير الحكومية لتلعب دورا أكثر فعالية فى النشاط التنموى.
وتوزعت هذه المعونات ـ طبقا لهيئة المعونة الأمريكية ـ على النحو التالى .. (3ر5) مليار دولار لدعم البنية الطبيعية ( المياه ـ الطاقة ـ الاتصالات ..) و5ر4 مليار دولار للخدمات الأساسية ( الصحة ـ تنظيم الأسرة ـ التعليم ـ الزراعة .) و2ر6 مليار دولار واردات مستلزمات الانتاج، و8ر2 مليار لتنفيذ سياسات التكيف الهيكلى والاصلاح المالى والاقتصادى ، 9ر3 مليار مساعدات غذائية ( واردات الحبوب حتى عام 1990).
وإلى جانب هذه المعونات الاقتصادية تلقت مصر 3ر1 مليار دولار سنويا كمساعدات عسكرية.
ولم تلعب هذه المساعدات أى دورا مؤثرا فى تحقيق التنمية ، وكان هناك حرص على أن لاتتجه هذه المعونة للتصنيع . وأدت السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى فرضتها هذه المساعدات الى تراجع التنمية والعجز فى الميزان التجارى وميزان المدفوعات ، وانخفاض قيمة الجنيه المصرى ، والفشل فى سياسة التصدير والرهان على الاستثمارات الأجنبية ، وزيادة الفقر والبطالة ، وانخفاض مستوى معيشة الطبقات الشعبية والفئات الوسطى ، والتراجع المستمر للهامش الديمقراطى الذى كان متاحا فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات .
ولم تزد المساعدات النقدية المباشرة خلال هذه الفترة عن مليار و815 مليون دولار ، بينما خصصت باقى المساعدات (21 مليار و185 مليون دولار ) للاستيراد من الولايات المتحدة ، مع الأخذ فى الاعتبار إرتفاع أسعار البضائع الأمريكية وكذلك تكاليف النقل والتأمين مقارنة بأوربا واليابان . وتم إستهلاك مابين 25% و40% من القيمة الأساسية للمشروعات المنفذة مكافآت لبيوت خبرة أمريكية فرضتها هيئة المعونة الأمريكية . وتم استخدام جانب مهم من المساعدات لتمويل إستيراد فائض الحبوب الأمريكية . وتقدر مصادر رسمية مصرية أن 70% من هذه المعونات تعود للولايات المتحدة مرة ثانية . وتستهلك الرشاوى وعمليات الافساد نسبة عالية من مخصصات المعونة طبقا لصحيفة الهيرالدتريبيون . ولعبت هذه المعونة ومافرضته من سياسات دورا أساسيا فى توريط مصر فى ديون خارجية وصلت إلى 62 مليار دولار عام 1989 ( قبل حرب الخليج الثانية ) حسب تقدير د.رمزى زكى رحمه الله . كما فتحت الباب أمام تدفق السلع الأمريكية لمصر ، وتحقيق فائضا تجاريا متراكم لصالح الولايات المتحدة وصل الى نحو 8ر44 مليار دولار خلال الفترة من 1974 وحتى 1988.
وكان واضحا أن الإدارة الأمريكية تعمل على وضع الاقتصاد المصرى فى حالة إحتياح دائم لمعونتها وقروضها وتحرص على عدم تخليص الاقتصاد المصرى من أزماته ، لكى تضمن إستجابة القاهرة للسياسات الأمريكية.
ووقعت مصر لاستخدام هذه المساعدات سلسلة من الاتفاقات تنتهك السيادة المصرية ، من أشهرها اتفاقية القرض الأمريكى لبيع القمح(7 يونية 1984) وإتفاقية قرض بنك الاستيراد والتصدير الأمريكى مع مصر للطيران . ومن شروط هذه الاتفاقيات خفض الدعم الحكومى للذرة واللحوم ورفع الدعم عن الأسمدة والكيماويات (!)، وعرض ميزانية مصر للطيران على البنك الأمريكى ( أى ممارسة البنك حق التفتيش والرقابة ) ، وإخضاع الاتفاقية لولاية القضاء الأمريكى . وفى يونية 1986 صدق مجلس الشعب المصرى على إتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين جمهورية مصر والولايات المتحدة الأمريكية ، ومن أغرب بنودها التزام الحكومة المصرية بدفع تعويضات للولايات المتحدة فى حالة وقوع عدوان على مصر ـ من إسرائيل مثلا ـ يضر بالاستثمارات الأمريكية فى مصر، وإعطاء الولايات المتحدة حق التدخل العسكرى إذا فكرت مصر فى تعديل أى اتفاقات مع شركات أمريكية ، ونزع الولاية القضائية المصرية عن الاستثمارات الأمريكية فى مصر.
وربطت الحكومة الأمريكية بين استمرار المعونات ، والدور المصرى فى تحقيق تسوية سياسية للصراع العربى الاسرائيلى ، وقدرتها على تشجيع الأطراف العربية ( فلسطين وسوريا ) والضغط عليها للقبول بشروط التسوية الإسرائيلية ، ووجود تعاون مصرى اقوى مع إسرائيل ، والاسراع بخطوات التطبيع العلنى بين القاهرة وتل أبيب.
وتتراجع قيمة المساعدات المدنية عاما بعد آخر . فإتجاه الولايات المتحدة لتخفيض مساعدتها الخارجية عامة أدى إلى اتفاق الإدارة الأمريكية والحكومة المصرية على تخفيض المعونات المدنية خلال عشر سنوات (من عام 1999 وحتى عام 2008) على ثلاث مراحل . وإمتدت المرحلة الأولى من عام 1999 وحتى عام 2002 حيث تم تخفيض المعونة الاقتصادية من 815 مليون دولار إلى 652 مليون بنسبة 5% سنويا . وقد حاولت مصر تحويل 50% من المبلغ الذى سيتم تخفيضه من المعونة الاقتصادية الى المساعدات العسكرية اسوة بما حدث مع إسرائيل حيث تزيد المعونة العسكرية المخصصة لها من 8ر1 مليار دولار سنويا إلى 4ر2 مليار دولار عام 2010 ، لكن الإدارة الأمريكية رفضت هذا الطلب المصرى .
أما المساعدات العسكرية والتى لعبت دورا فى توفير السلاح لقواتنا المسلحة ، بعد القطيعة مع الاتحاد السوفيتى المصدر الأساسى لتزويد مصر بالسلام منذ عام 1955 وحتى حرب أكتوبر 1973 نتيجة لتغيير السياسة الخارجية لمصر ، فقد أدت إلى تخلى الحكم عن شعار " تنويع مصادر السلاح " وأعلن وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكى فى مارس 1999 أن صفقات السلاح الأمريكية " تأتى فى إطار إتفاقيتى كامب ديفيد وإتفاق الصلح بين القاهرة وتل أبيب ، وأنها جزء من الاتفاق مع مصر على استبدال الأسلحة المصنوعة فى روسيا باسلحة أمريكية " . وكان واضحا أن السلاح الأمريكى لمصر مشروط بهدف أمريكى استراتيجى أهم ، وهو إستمرار التفوق العسكرى الإسرائيلى . فالولايات المتحدة تحرص دائما على تمتع إسرائيل بتفوق مطلق على الدول العربية مجتمعة ، سواء فى مجال نظم الأسلحة التقليدية " أو فى مجال السلاح فوق التقليدى ( الكيماوى والبيولوجى ) ، أو فى مجال استخدام الفضاء الخارجى لتحقيق أهداف عسكرية ( الصواريخ الباليستية) إضافة لاحتكارها للسلاح النووى فى المنطقة ، كما يقول اللواء د.أحمد عبد الحليم . وقد أعلن صمويل بيرجر مستشار الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون " أن حماية أمن إسرائيل مثل حماية أمن الولايات المتحدة" . وترفض الإدارة الأمريكية فى عهودها المختلفة فكرة تحقيق توازن عسكرى بين مصر وإسرائيل . يقول وزير الدفاع الأمريكى " إن توازن القوى ضرورى فى حالة الصراع ، وفى حالة وجود احتمال لنشوب صراع . ولكن مصر فى حالة سلام مع إسرائيل "! الغريب أن هذا الموقف لم يتأثر بالعلاقات الخاصة بين مصر وأمريكا والتى ترتقى إلى التحالف ، بدءا بمناورات " النجم الساطع " و" رياح الصحراء" وصولا إلى توقيع مذكرة التفاهم بين وزيرى الدفاع المصرى والأمريكى 4 أبريل 1988 ومنح مصر وضع " الدولة الحليفة لأمريكا العضو فى حلف الأطلنطى " وتعهد مصر فى هذه المذكرة بمنح مزيد من التسهيلات والامتيازات العسكرية ، وحظر منح تسهيلات عسكرية تتجاوزها لأطراف عسكرية تتبع دولا أخرى إلا بموافقة مشتركة من الولايات المتحدة ومصر ، وعدم القيام بأى أعمال تناقض إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية أو خرق ملاحقها العسكرية ، وعدم بيع أو إقراض ماتحصل عليه من أسلحة لأى دولة تدخل فى صراع مباشر مع الولايات المتحدة ، أو تتواجد جغرافيا فى مناطق النزاعات خاصة فى الشرق الأوسط .
وقد إستغلت الولايات المتحدة هذه المساعدات والعلاقات الخاصة " الاستراتيجية " بين البلدين للتأثير فى القرار السياسى المصرى .
واثناء مناورات النجم الساطع عام 1999- والتى تجرى كل عامين فى الصحراء المصرية منذ عام 1981 لتدريب القوات الأمريكية على حرب الصحراء والتى طبقت فى الغزو الأمريكى للعراق هذا العام ـ قال نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية أن " المناورات تهدف إلى تعزيز التحالف العسكرى المتميز بين مصر والولايات المتحدة " وقال وزير الدفاع الأمريكى فى ذلك الوقت " وليام كوهين" .. " إن هذه المناورات تحذير لبغداد وتشكل جزءا من سياسة الاحتواء العسكرى .. وعلى ذلك البلد أن يأخذ مناورات النجم الساطع التى تجرى فى صحراء مصر الغربية بمشاركة 11 دولة فى الاعتبار . إننى أنظر إليها باعتبارها أكثر من مناورة لأن مارأيناه اليوم كان إعلانا قويا من جملة الدول التى تضم الولايات المتحدة ومصر والأردن والكويت والإمارات المتحدة أن تحالفها يزداد قوة .. ولمناورات النجم الساطع 99 هدفا آخر ، وهو احياء سياسة الاحتواء لايران " . وأكد وزير الدفاع البريطانى أن هدف المناورات هو التدريب على تنفيذ استراتيجية حلف الأطلنطى الجديد فى التوسع جنوبا.
وقد ألغت الولايات المتحدة مناورات النجم الساطع والتى كانت مقررة فى شهر سبتمبر الماضى (2003) بمقولة وجود أسباب فنية وانشغال قواتها المسلحة فى أفغانستان والعراق. بينما يرى المراقبون أن إدارة الرئيس بوش لم تعد فى حاجة لهذه المناورات التى استخدمت لتدريب القوات الامريكية على حرب الصحراء وتمهيدا لغزو العراق وهو ما حدث بالفعل . وكذلك للضغط على الادارة المصرية التى شعرت بالقلق من هذا الالغاء!.
وفىمحاولة مصرية لتوثيق هذه العلاقات بدأت ماسمى بالحوار الاستراتيجى بين وزيرى خارجية مصر والولايات المتحدة فى واشنطون (9يوليو 1998) ثم فى القاهرة فى ديسمبر 1998، ثم فى واشنطون فى فبراير 1999 . وخلال الزيارات السنوية للرئيس مبارك للولايات المتحدة (1999 ، 2000،2001، 2002) ، وزيارات متتالية لوفود مصرية اقتصادية وسياسية مثل زيارة د.يوسف بطرس غالى فى 28 سبتمبر 2001 ، وزيارة مدحت حسانين لواشنطون فى نفس التاريخ ، ثم زيارة فايزة أبو النجا ، ووصول الفريق حمدى وهيبه رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى أكتوبر 2002 لحضور اجتماعات لجان التعاون والتنسيق العسكرى المشترك ، واجتماع مجلس الأعمال المصرى الأمريكى فى واشنطون ( أكتوبر 2002) ثم فى القاهرة من 19 إلى 22 يناير 2003 – وصولا إلى زيارة وفد رفيع المستوى من د.يوسف بطرس غالى وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية وجمال مبارك أمين عام لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى واسامة الباز مستشار الرئيس للشئون السياسية وجلال الزربا رئيس الجانب المصرى فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى ود.عبد المنعم سعيد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وآخرون ، والذى استمر لمدة 10 ايام اعتبارا من 27 يناير 2003 ، ثم الوفد رفيع المستوى ايضا وعلى رأسه جمال مبارك واسامة الباز ويوسف بطرس غالى خلال شهر يونيه الماضى .. فقد تركزت المطالب الاقتصادية المصرية فيما يلى :
الحصول على مزايا تفضيلية للسلع المصرية فى السوق الأمريكية.
زيادة حجم الاستثمارات الأمريكية فى مصر.
نقل المعرفة على المستوى التكنولوجى.
اعلان إقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين
وأعاد د.بطرس غالى – عشية زيارة الرئيس للولايات المتحدة فى مارس 2000 _ هذه المطالب ، وقال عن الوجود على خريطة الاستثمارات الأمريكية " فمصر على طرف الخريطة إن لم تكن ليست على الخريطة اصلا ، ولذلك فنحن نريد أن نكون فى وسط هذه الخريطة ، ووجود مصرى فى السوق الأمريكية بمعنى زيادة الصادرات المصرية للسوق الأمريكية ، وبدء مناقشة إقامة منطقة للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة ، واستيراد التكنولوجيا من الولايات المتحدة" .
وخلال زيارة الوفد " رفيع المستوى " فى يناير – فبراير 2003 طرحت هذه القضايا جميعا ، وأضيف اليها طبقا لتصريح فايزة ابو النجا وزير الدولة للشئون الخارجية " سبل تحقيق الاستفادة القصوى من برامج المساعدات .. فهناك إمكانية هائلة لتحسين هذه البرامج ، خاصة أن جزءا كبيرا منها لايتم توجيهها بالشكل الكافى لإحداث النتائج المنشودة منها .. " نسبة كبيرة من التمويل الذى تتيحه برامج المساعدات الأمريكية لمصر يذهب إلى الخبراء والمستشارين الأمريكيين المشرفين على تنفيذ هذه البرامج ، وذلك فى الوقت الذى يسعى فيه الجانبان المصرى والأمريكى الى ضرورة أن يشعر المواطن المصرى بأنه يتلقى مساعدات حقيقية من الولايات المتحدة الأمريكية " .. وطلب مساعدات اضافية تعويضا عن خسائر الاقتصاد المصرى الناتجة عن الضربة العسكرية ـ المتوقعة ـ للعراق والتى قدرتها الحكومة المصرية بما يتراوح بين 6 مليار دولار و8 مليار دولار.
ولم تستجب الإدارة الأمريكية طوال هذه السنوات لأى من المطالب المصرية . وكانت تتقدم فى كل مرة بمطالب جديدة من الحكومة المصرية من بينها فتح أسواق الاستثمار فى مصر فى كل المجالات بما فى ذلك مجالات التصنيع العسكرى أمام كل الراغبين فى الاستثمار بما فى ذلك إسرائيل وخصخصت الشركات والمؤسسات العامة المتبقية بما فى ذلك البنوك ، وضرورة وجود تعاون مصرى اسرائيلى أقوى فى جميع المجالات ، واصدار عديد من التشريعات أو تعديل تشريعات قائمة مثل قانون حماية الملكية الفكرية وقانون مكافحة غسيل الأموال وقانون العمل وقانون جديد للاستثمار والتأكد من التزام مصر بقوانين واتفاقات منظمة التجارة العالمية بما يتعلق بالجمارك وإجراء تخفيضات فى الضريبة الجمركية ، وتخفيض فى قيمة الجنيه المصرى امام الدولار وترك تحديد السعر للسوق النقدية الحرة . ورغم استجابت مصر لهذه المطالب وبصورة أضرت بالاقتصاد المصرى ، فمازال موقف الرفض الأمريكى للمطالب المصرية ثابتا لايتغير .
وأخيرا وقعت الحكومة المصرية على اتفاقية مع الحكومة الأمريكية لضمان عدم محاكمة العسكريين أو المدنيين الأمريكيين أمام المحكمة الجنائية الدولية على ارتكابهم لجرائم الحرب أو جرائم ضد الانسانيه ... إذن يمكننى أن أقول لك يا سبادة اللواء علام ... عفوا فالسيدة " كوندى " مرتبطة .. وخيرها فى غيرها يا سيدى .
كاتب الموضوع صحفى بجريدة الاهالى المصرية الناطقة بلسان حال حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى
12:20 | Permalink | Comments (5)
Comments
TO WHOM WE ARE GETTING ALL THIS WEAPONS?WHY MUBARKKET WANTS STRONG ARMY?IF EGYPT AND ISREAL NOW ASEL ALA LABAN AND THERE IS NO CLEAR ENEMY TO EGYPT EXCEPT MY BE GADAFE ...I RECOMMEND RECYLCE ALL THESE WEAPNS TO A HUMBARGERS SO OUR PEOPLE DO NOT HAVE TO STAND INFRONT OF BREAD LINE BUT MAC LINE...
Posted by: DR MO | Sunday, 26 June 2005
لا انت الحكومة عندنا بسم الله ماشاء الله اللهم لا حسد ولاقر ماشيين بنظام يحنن
دا اولا
ثانيا احنا اخد معونات من امريكا ليه عشان نذل نفسنا هو الموضوع ناقص ذل
ثالثا اما العملية مبحبحة كده معونات وقروض و و و و و الخ انال الفلوس دى مش بتأثر ولا ايه ولا احنا اللى مش فاهمين السوق الحكومى ماشى ازاى؟؟؟؟؟؟؟
أخيرا مهم ان يكون جيشنا قوى ومهم جدا كمان بس الناس مش حتاكل قنابل الا لو اضطرينا لكده طبعا
Posted by: Taher Amin | Monday, 27 June 2005
ياريت تتجوزها يا أخي عبد الوهاب ونعطيها الجنسية المصرية لنرشحها بعد ذلك لرئاسة جمهورية مصر فنحن نحتاج لمن هم في عقلية وثقافة كوندوليسا رايس ليقودوا الشعب المصري نحو المستقبل
لقد استطاعت كوندوليسا رايس القضاء مع مجموعتها القضاء علي الاتحاد السوفيتي وهي تستطيع أن أصبحت مصرية أن تقودنا للتحول الي قوة عالمية مثل الصين
ليت السيدة رايس كانت مصرية
Posted by: عمرو اسماعيل | Monday, 27 June 2005
روستخ روستخ يا استاذ عمرو ما تدور عليها فى مصر ولا خلاص ما فيش غير دىعلشان نمشى وراها
Posted by: Taher Amin | Tuesday, 28 June 2005
واضح إن كوندى حاولت تغرى كل المصريين بسيقانها الجميلة علشان تلاقى عريس يتقدم لها ، لكن برضه واضح إنها أصيبت بصدمة لعدم تقدم شاب منها ، الخوف تقول المرة الجاية إن ما فيش رجاله فى مصر .....!!!!
Posted by: Mostafa Hesein | Tuesday, 05 July 2005
The comments are closed.