Friday, 03 June 2005
برضه هانزل المظاهرة الجاية - رباب المهدي
يا جماعة أنا اكتشفت امبارح إن الحزب "الوطني" الحاكم يعاني من حالة كبت وحرمان بشعة تصعب معها مسائلته عن أي شيء يفعله سواء كانت المادة 76 أو جمال أو حتى بيع البلد.. (دي ناس تعبانة أوي يا جماعة)
أنا لم أتوصل لهذه النتيجة عبر التحليل النظري للنظام وحزبه الحاكم، ولكن عبر خبرتي -وخبرة عشرات الفتيات والنساء- مع هذا النظام بالأمس... في الشارع وعلي عينكم يا زبانية العادلي... ما فعله بنا النظام لا يوصف ولا يستوعب في هذا اليوم التاريخي في حياة الوطن... وحياتي أنا كمان.
ولكن بما أن هذه شهادة حاتحاسب عليها (أمام أمن الدولة طبعا) سوف أسرد لكم 3 مشاهد شخصية.
المشهد الأول: نهار/ خارجي/ ضريح سعد
الأمن يفض مظاهرة كفاية أمام ضريح سعد وأنا باجري وبلطجية الحزب الوطني (20 جنيه النفر) بيجروا ورايا وبيشدوا هدومي ويمسكون مؤخرتي وزميل لا أعرفه يخلصني منهم ويدفعني للأمام... وضباط العادلي ينظرون ويضحكون.
المشهد الثاني: الصيدلية/داخلي
بلطجية الحزب الذين يحملون صور مبارك يلحقون ببعض المتظاهرين، أنا منهم، فيجري بعضنا وأتعثر أنا وخمسة زملاء... يبدأون الضرب (والذي منه في حالتي) فنحتمي داخل صيدلية "واحد مصري بجد"...يزداد عدد البلطجية ويأتي قائدهم يحمل جهاز لاسلكي ويقول أنه سيحاول أن يؤمن حياتنا ويخرجنا على أن نظهر تحقيق الشخصية (طبعا عارفين ليه؟)
المهم بعد حوالي ساعة من مكوثنا بالداخل، سمعت فيها من البلطجية بالخارج ما لم أسمعه في حياتي عن شرفي وأجزاء جسمي المختلفة ، وبعد ضغط محترف على الضباط من د. ليلي سويف تم اقتيادنا للخارج.
طبعا ونحن نغادر توعدني البلطجية بما إني (ش....) سوف يفعلون بي (أفعال يعاقب عليها القانون) وكل هذا على مرأى ومسمع من الضابط الذي اصطحبنا.
المشهد الثالث: نقابة الصحفيين/خارجي / نهار (قلب بعد شوية ليل)
طبعا إحنا ناس دماغنا جزم، أخذنا التاكسيات وطلعنا على نقابة الصحفيين حيث توجه باقي الزملاء بعد مظاهرة ضريح سعد. ولكن في خلال نصف ساعة أو أقل وصل البلطجية، نفس الوشوش تنزل من أتوبيسات كاملة محملة بهم بالإضافة لفرق من ذوي الأجسام غير الآدمية (مربيين خنزير على رأي عادل امام).
بدأوا يتعدوا على المتظاهرين والأمن فتح لهم الكردون (اللي عمره ما ينفتح) وبدأ زحف التتار وبدأ زملائي يختفون... أصبح السبيل الوحيد للفرار هو التزحلق على جانب سلم النقابة مع احتمال كسر أي جزء من جسم الواحد، لكن وماله!
حينما وصلت للأرض طلب منا رائد ونقيب من الأمن المركزي أن نقبع في مدخل جراج النقابة (المقفول) حتى يؤمنوا خروجنا، وكنا حوالي 10 وقتها، مع وعود بإخراجنا أحياء إذا لم نتصل بالموجودين أمام النقابة. طبعا استجبنا ولكن في خلال دقائق فوجئنا بضابط برتبة لواء يأتي فيوشوش الرتب الأقل وفي ثواني كان هناك متاريس حديد وكردون من أربع صفوف عساكر أمن مركزي بالدروع يمنعون خروجنا للشارع أو للرصيف، ثم فتحوا علينا سيل من بلطجية الوطني...
وف لمح البصر كانت هناك أياد من كل اتجاه تعبث في كل جزء من جسدي وتمزق الثياب عني، أجزاء خاصة مني أصبحت لعرض العام... وضرب... ضرب جامد قوي قوي... في لحظات اختصروني، اختصروا مواطنتي ووجودي كله إلى جسد... وانتهكوا هذا الجسد...
النهاية:
أصرخ في الضباط لكي وأطلب القبض علي وإنقاذي من هذا العذاب... نزحف بين الأرجل حتي نخرج ونبدأ في الركض وهم ورائنا ولكن هذه المرة نفلت منهم في التاكسيات... أنا خايفة أمشي في الشارع والله العظيم، كل الوجوه بقت مرعبة بالنسبة لي...
بس برضه حانزل المظاهرة الجاية..
22:45 | Permalink | Comments (2)
Comments
رباب طبعا مفيش حاجة أقدر أقولها عشان أعوضك التجربة البشعة دي
و أهنيكي على شجاعتك و إصرارك بس
إنشاء الله مش حنسيب الكلاب الكبار يفلتوا بعملتهم و إحنا مش خايفين و نزلين كلنا معاكي ومع كل الأبطال اللي واجهوا هذة اللحظات المرعبة الثقيلة و برضة حننزل المظاهرة الجية
Posted by: شاهيناز عبد السلام | Monday, 06 June 2005
انا حقيقى أسفة على كل الى حصل ده شئ مرعب و حقير و و مستحيل يا ترى احنا رايحين على فين
Posted by: marim | Thursday, 04 August 2005
The comments are closed.