Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 06 May 2005

مملكة الجنة هنا - محمد هشام عبيه

مدفوعا بدعاية مكثفة متأرجحة من أن الفيلم حيادي تارة ومن أنه متحيز تارة أخرى ، ومدفوعا بإصرار من صديقي "أحمد مجدي" أن نحضر الحفل الافتتاحي للفيلم ..ذهبنا لسينما أوديون العريقة لنلحق بالكراسي الأخيرة الخالية في دار العرض المزدحم لنشاهد "مملكة الجنة"kingdom of heaven .
الفيلم يدور قبل ثلاث سنوات من بداية فيلم صلاح الدين لـ"يوسف شاهين" ، وهو مهتم برصد تلك الفترة التي وصلت فيها جيوش المسلمين إلى أقصى درجات القوة بقيادة صلاح الدين ووصل فيها جيش الصلبيين لأقصى درجات الضعف بقيادة ملك القدس المصاب بداء الجذام الذي يجعله متخفيا طوال الفيلم من خلال قناع حديدي يداري التشوهات التي غزت ملامحه.
وعلى الرغم من التفاوت الكبير في القوة بين الطرفين إلا أن هناك معاهدة بين المسلمين والصليبين تمنع أي طرف من مهاجمة الأخر وتعاقب في ذات الوقت الأفراد الذين يشذون عن هذه المعاهدة بالإعدام وهو ماكان يحدث أحيانا من قبل بعض المتطرفين المسيحيين.
الفيلم مثلما هو الحال في كل الأفلام الملحمية مثل "المصارع" و"طروادة" و"صلاح الدين" يصعب تلخيصه أو تقديم مختصر لقصته فيما يجعلك تعتقد بأن فن السينما خلق لتجسيد مثل هذه النوعية من الأفلام .
إذ قل لي بالله عليك كيف يمكن أن أصف لك تلك المعركة المهولة التي جرت بين جيوش المسلمين وجيش الصلبين في نهاية الفيلم ..كيف يمكن أن أصف كتل النيران المتطايرة من خلال المنجنيق فتشعر بلهيبها يطولك ..أو السهام التي تحسب أنها تستهدفك أنت ..أو الرماح التي تنغرس في رقبة الجنود فتسيل دماءهم فتتحس رقبتك لتطمئن بأن الرمح لم ينغرس فيها هي الأخرى ..وطيف أصف سور مدينة القدس الذي يحتمي به الصلبيين وهو يتهاوى تحت نيران المسلمين في مشهد رهيب..
وكيف يمكن أن أنقل لك الحالة التي تلتبسك عندما تتسلل بداخلك موسيقى الفيلم وتجعلك تبحث عن جواد هنا أو هناك حتى تمتطيه وتدخل في أتون المعركة الدائرة!
بعيدا عن تقنيات الفيلم الفنية فائقة التميز ، أحسب أن الفيلم كان حياديا بشكل كبير فلم ُيظهر المسلمين -كما هو معتاد- كوحوش يلتهمون لحوم أعدائهم نيئة ، أو سكارى يعيثون فسادا مع جواريهم الفاتنات.
بل اللافت أن الفيلم قدم "صلاح الدين" في صورة متزنة جدا يمكن أن تجعل المشاهد الأجنبي ينبهر بشخصيته رغم أنه لم يكن الشخصية الرئيسية في الفيلم وإذا كان المؤلف رسم شخصية "صلاح الدين" بشكل جيد فإن الممثل السوري "غسان مسعود" الذي قام بالدور أضاف الكثير وأثرى الشخصية بشكل يستحق التقدير.
وعلى الرغم من أن الفيلم به بعض الأخطاء المرتبطة بشعائر المسلمين "كأن يصلوا الجماعة وبين كل مصلي وأخر مسافة خالية كبيرة جدا " وبه صورة وحيدة غير منطقية عن "صلاح الدين" عندما قتل أحد الصلبيين المتعصبين في وحشية لأنه قتل أخته وإن كان هذا الصليبي يستحق الموت أكثر من مرة ، إلا أنه بشكل عام أظهر المسلمين بشكل حيادي جدا بل أحسب أنه أظهر أن الصلبيين متطرفين يميلون إلى الحرب والدم .
الفيلم في مجمله يود تقديم رسالة تدعو إلى إمكانية التعايش السلمي بين الأديان وإمكانية أن تكون القدس- تحديدا- مملكة الجنة بحق التي يتعايش فيها الكل بحب يمكنهم من تحويل هذه الأرض المقدسة لكل الأديان إلى نقطة نور تشع سلام لكل العالم ، وهي رسالة ربما تبدو مثالية وربما يراها البعض ملتبسة إلا أني - ربما لسذاجة أو لعدم وعي- أراها فكرة إنسانية تستحق التقدير ، وتستحق من أجلها أن تشاهد هذا الفيلم الجميل فعلا فقط دون أي انطباعات مسبقة تجعلك تتصيد الأخطاء ومنتظرا لذلك المشهد الذي سينطق فيه أحد الأبطال جملة"السلام عليكم" بلهجة أجنبية حتى تقول "ده حتى مش عارفين يقولوها صح!"


مشاهد لاتنسى

· عرض ملك القدس على الفارس الفرنسي"باليان" قيادة جيش الصلبيين وأن يتزوج شقيقته الأميرة "سبيلا" شريطة أن يتخلص من زوجها الصليبي المتعصب المتعطش للدماء وللحرب مع المسلمين ، رفض الأمير ذلك العرض لأنه لا يزال محملا بآثام سابقة ولا يريد أن يرتكب شرا جديدا حتى لو كان التخلص من صليبي متعصب فجاءت إليه "سبيلا" وبعين دامعة قالت له :
"سيجيء ذلك اليوم الذي ستندم فيه لأنك رفضت أن تفعل بعض الشر من أجل المزيد من الخير"
وقد كان بالفعل إذا بعدها مات الملك وتولى الصليبي المتعصب مكانه وشن هجمة شرسة على إحدى القرى العربية حتى يستفز صلاح الدين ويدخل ضده في حرب.

· في عز المعركة بين جيش الصلبيين وبين المسلمين نجح أحد المسلمين في أن يصل إلى أعلى نقطة في القدس ورفع العلم الإسلامي فجن جنون "باليان" قائد الجيش الصليبي وأسرع نحو الجندي المسلم وقتله بعنف وأمسك بالراية الإسلامية و طرحها أرضا بعد أن مزقها بسيفه ، وفي أخر مشاهد الفيلم عندما دخل "صلاح الدين" منتصرا قصر ملك القدس وجد صليبا ملقى بإهمال على الأرض فأمسك به في اهتمام ونفض عنه التراب ووضعه باحترام وتبجيل في مكان بارز بالقصر.

· بعد معركة شرسة مالت الكفة بوضوح لصالح المسلمين فألتقي قائدا الجيشان "صلاح الدين" و"باليان" لتحديد الطريقة التي سيستسلم بها جيش الصلبيين قال "صلاح الدين" :أنه سيترك كل المسيحيين بما فيهم الجنود الموجودين بالمدينة يخرجون في سلام دون أن يتعرض لهم أي جندي مسلم فسأله "باليان":ما أهمية القدس؟
رد صلاح الدين :لاشيء...ثم أمسك بقبضة يده قائلا في لهجة قوية:
وكل شيء.

هوامش

· صدعنا "خالد النبوي" طوال الشهور الماضية بأن دوره في الفيلم سيكون نقلة في تاريخه الفني وأن "ريدلي سكوت" المخرج هيتجنن على أداءه ، حتى منتصف الفيلم لم يظهر "خالد النبوي" في مشهد واحد حتى إننا ظننا أنه يقوم بدور اللهو الخفي! إلا أنه ظهر أخيرا بعد منتصف الفيلم في أربعة مشاهد فقط كقائد في جيش صلاح الدين يمكن وصفه بالمتشدد إذ أنه في أخر مشهد ظهر فيه"يعين المشهد الرابع!" طلب من الجنود المسلمين أن يقتلوا فقط ولا يعودوا بأسرى ، فيما يبدو أن ملامح خالد النبوي العربية الخالصة كانت من أهم أسباب الاستعانة به في الفيلم .

· بعد أن شاهدت الفيلم وما جاء به من معارك نفذت بإبهار واضح ، خرجت من دار العرض وقد ازداد يقيني بأن "يوسف شاهين" كان عبقريا فعلا إذا أنه وهو ولا مؤاخذة –بيغزل برجل حمار- صنع فيلمه "صلاح الدين الأيوبي" عام 1963 بشكل لا يقل إبهارا عما صنعه "ريدلي سكوت" في "مملكة الجنة " ومعه كل الإمكانيات الهوليودية عام 2005 إذا أخذنا في الاعتبار فارق السنين الذي يصل إلى 42 سنة كاملة ..برضة المصري هيفضل مصري!

Comments

الفلم ما اظهر المسلمين والعرب با المظهر المعتاد في افلام هوليوود -نسونجيه- سكارى-محتالين هذه المرة
لكن يمكن الابعاد في الفلم هذا ليست اجتماعية يمكن الغاية سياسية- لاسيما عندما قال الفارس الفرنسي"باليان" في كلمته الحماسية للدفاع عن القدس( ان مقدساتكم ايها المسيحيون تقع تحت مقدساتهم يقصد المسلمين) وهذا الكلام يتزامن مع اكتمال بناء الجدار الفاصل في القدس الشريف ومع خطط اليهود تجاه هدم القدس وبناء الهيكل المزعوم.
- المبالغة في دك اسوار القدس بالمنجنيق من قبل المسلمين الذي متاكدانه لم يتم- وهذا يذكرنا بدك امريكا لاسواد بغداد والضحايا التي راحت عام 2002.
- اظهار زوج اسابيلا ملك القدس بعد اسره على حمار مخلوع الثياب بطريقة تهكمية من قبل المسلمين وذلك يذكرنا بمافعلوه الامريكان بصدام حسين.

Posted by: turki abdul | Friday, 15 July 2005

ايمال بنات

Posted by: medo | Sunday, 21 August 2005

لازم نحشر مصر و خلاص مصرى اية ال هيفضل مصرى!!!!!!!!!!! تعالا شوف الدراما السورية وصلت ل اية و بعين ابءة شوف خبيتنا التءلة
كل التقدير للفن السورى و ان اردت الدليل قارن بين مسلسل بيبرس المصرى و السورى و على فكرة الفرق مش المكانيات فقط دة فى كل حاجة
شرفتو العرب يا سوريا و اتمنا ان نفيق من الغيبوبة ال احنا فيا دية

Posted by: Mohamed Ismaiel | Tuesday, 24 January 2006

The comments are closed.