Friday, 29 April 2005
هل أتاك حديث الباستيل - محمد الدريني - معتقل وادي النطرون
يعيب علينا بنو صهيون بأننا لا نقرأ التاريخ و لا نستفيد من عبره رغم أننا
أمة
القرآن حيث ضرب لنا الأمثال و ساق لنا القصص للتعلم و الاتعاظ لكننا كما
يصرح
قادة الصهاينة مع كل مناسبة كبيرة تقتضي حثهم على ؟؟التنقيط؟؟ لنا !! يرد
بنو
صهيون بأننا لا نقرأ التاريخ ؟
و ثمة مقولة لفولتير تقول " من لم يقرأ التاريخ محكوم عليه أن يعيشه مرة
أخرى "
،.. و يقينا فإن البلهاء و الخونة و رجال حرب العصابات من مصاصي دماء
الشعوب
لا يعرفون قراءة التاريخ كما لا يعرفون الأخلاق و أبجديات الرحمة و حقوق
الإنسان و يقينا أيضا أنهم لا يعرفون مصير الطغاة و الجلادين.
لقد سجل التاريخ آلاف المظالم و الجرائم عبر العصور المختلفة ،و لن أذهب
بعيدا
لأذكر ما فعلته دولة بني أمية أو الدولة العباسية أو التتار و غيرهم بل
سأسوق
نماذج من نفس مدارس الثقافة الجديدة علهم يتذكرون !! و ينقذون ما يمكن
انقاذه
ليس من أجل المعذبين فقط و إنما من باب الأمل في أن يتخلى الظالم عن ظلمه
و أن
يراجع أصحاب الفجور و الآثام أنفسهم و يمسحون دموع الأبرياء و المعذبين
ظلما و
عدوانا مع أهلهم المعذبين أيضا!!
و إذا كان التاريخ سجل لنا المآسي التي تعرض لها المظلومون على أيدي
الطغاة
فإنه سجل أيضا مصيرهم الأسود حيث لاقوا عقابهم و قذف بهم إلى مزبلة
التاريخ غير
مأسوف عليهم لاتتذكرهم إلا في مناسبات البؤس !! و نقدمهم كنماذج لا تنتمي
إلى
الإنسانية ... و في المقابل سجل التاريخ ملاحم المظلومين في غياهيب السجون
و
المعتقلات و كيف تحلوا بالصبر و العمل على محنهم و كيف كانت محنهم دافعا
لأن
يكونوا علماء و مخترعين على النحو الذي ورد في سجون الغرب " سجين زندا "
كما أن
آلامهم و مآسيهم كانت سببا في ثورات عظيمة بعضها رفع شعار " أعدموا آخر
قسيس
بأمعاء آخر نبيل " و لا يزال البستيل شاهدا على فجور المجرمين و انتصار
المظلومين؟
و ها هو المعتقل سيء السمعة " شاوشنك " تأتينا منه العبرة و الاتعاظ حين
تمكن
المظلوم من الانتصار على الجلادين و هو داخل المعتقل فألحق بهم شر هزيمة و
كان
نصيبهم الانتحار بينما نعم هو بالحرية؟
و ها هي قصة كتيبة الإعدام _ اليابانية _ و ليست المصرية رغم أوجه التشابه
لكن
اليابانية قدمت نموذجا يستحق الوقفة !! حين كانوا يستخدمون المعتقلين في
عمليات إرهابية و انتهت الأسطورة المجرمين و تمكن المغرر بهم من الإفلات
من
الجحيم و نعموا بالحرية .
كما أن السجن الحربي في تاريخنا المعاصر و ما حدث فيه و مصير المجرمين و
ما لحق
بهم خير دليل على أن الظلم و الجبروت و السرقة و النهب و التعذيب و
الاعتقال
سياسات عقيمة محكوم علي مرتكبيها بالإعدام
23:10 | Permalink | Comments (0)
The comments are closed.