Ok

By continuing your visit to this site, you accept the use of cookies. These ensure the smooth running of our services. Learn more.

Friday, 08 April 2005

البطيخة 76 - عبد الوهاب خضر

لا حديث للناس فى كفر ثعلب مركز قطور غربية الا عن المادة 76 من الدستور والتى قرر الرئيس مبارك تعديلها بما يتيح إنتخاب رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح , أصبحت هذه المادة محور

إهتمام كل أهل الكفر الغلابة والفقراء فى أقصى الريف المصرى لدرجة أن بعض الصغار إعتقد أن هذه المادة نوع من أنواع الطعام أو الشراب أو الالعاب !!
وقالوا هناك أن الطفل نحلة ذهب الى أبيه سعد الحبونى وهو يبكى ويقول : أنا عايز المادة 76 فقال الاب : دى مادة فى الدستور يا إبن ال ...... ! وهنا صاحت الزوجة مسعدة وقالت : إيه يا أبو العيال , مالك يا أخوية , هات للواد المادة 76 , متخليش فى نفسه حاجة , أعلن سعد الحبونى عن غضبه وهز رأسه مفتخرا أنه الفلاح الوحيد المثقف فى الكفر بدليل أنه أول وأخر مواطن يحمل بطاقة إنتخابية , وقال لمسعدة مراته : يا وليه إنت اتجننتى أنت كمان , المادة 76 دى حاجة فى الدستور مش حاجة بتتاكل , فأعلنت مسعدة عن فزعها وغضبها وقالت وهى تصرخ : يا لهوى , دستور يا أسيادنا , أشتاتا أشتوت , بلاش تجيب سيرة العفاريت دى يا أخوية , دالبت مسعدة بنت نبوية العمشة قعدت تتكلم عن الحاجات دى لحد ما ركبها عفريت ومش راضى ينزل لحد دلوقتى وكل أما يجيلها عفريت يطفش من أول يوم , ولا الواد سعدون إبن نورا قعد يتكلم عن دستور يا اسيادنا دول لحد ما ربطوه ليلية الدخلة من خمس سنوات ومش عارفين يفكوه لحد دلوقتى والبت مراته عايزه تتطلق .
وهنا صاح سعد الحبونى فى وجه زوجته وقال : عفاريت ايه يا وليه يا مجنونة , المادة 76 دى عاملها الرئيس مبارك علشان اللى عايز يرشح نفسه فى انتخابات الرئاسة يتفضل .
وهنا سرحت " مسعدة " بخيالها وقالت : والله فكره , طيب مترشح نفسك فى الانتخابات , وانت الكفر كله بيحبك , وهتنجح وتبقى رئيس , وانا ابقى مرات الرئيس ونركب العربيات ببلاش ونشترى الخضار ببلاش والعيال يشتغلوا , ونرجع الارض للفلاحين الغلابه , وناكل بط وفراخ , بدل الفقر ده .
قال سعد الحبونى ساخرا : بط ايه ورئيس ايه وارض ايه وفراخ ايه وشغل ايه يا وليه , انت بتحلمى , طيب والله منا قاعد الليلة فى الدار .
حاول الحبونى الخروج من الدار الا انه فى فشل فى البداية بسبب قيام ابنه نحلة بالتعلق فى جلبابه وهو يبكى ويقول : انا مليش دعوة انا عايز اكل المادة 76 .
نجح الحبونى فى الخروج الى شوارع الكفر , ونجح نحلة فى ان يظل ممسكا بجلباب ابيه وهو يبكى ويردد : انا عايز المادة 76 , وأخذ الحبونى يتجول فى شوارع الكفر الفقيرة ولفت إنتباهه شيئ خطير وهو وجود مجموعة من أهل الكفر من الفلاحين الغلابة يقفون هناك على شاطئ الترعة , وهى ظاهرة غريبة حيت أنه من المعروف أنهم ينامون مبكرا وربما نجد هنا الاجابة على سبب زيادة عدد السكان فى هذا الكفر بالمقارنة بالمناطق الاخرى , المهم إقترب الحبونى من هذا التجمع واستمع اليهم باهتمام , ولكن قبل ان يفعل ذلك وضع يديه على فم ابنه نحلة لمنعه من البكاء وتمسكة بمطلبه , وبينما كان الحبونى يقف خلف شجرة كبيرة دار هذا الحوار بين الفلاحين .. الفلاح الاول : المادة 76 دى الرئيس عاملها علشان تخفض الاسعار اللى قصمت وسطنا ووسط اولادنا بالذات التقاوى والبذور وغيرها , الفلاح الثانى : انا سمعت ان المادة 76 دى الرئيس عاملها علشان العيال يشتغلوا فى الحكومة , دا انا عندى عيال اتخرجوا من الجامعات من سنوات ولسه مشتغلوش فى الحكومة , دى حتى إن فاتك الميرى إتمرغ فى ترابه , فلاح اخر : المادة 76 دى الرئيس عاملها علشان الارض اللى اخذها كبار الملاك من الفلاحين وبالقانون ترجع تانى لاصحابها الحقيقيين والغلابة واللى محتاجينها , فلاح اخر : المادة 76 دى عملوها يا بقر علشان الناس تنام بدرى واللى مينامشى بدرى يروح النقطة والضباط والخفر والمخبريين يعشوه عشوة تمام واضاف : انا ليه واحد قريبى مسئول كبير عايش فى القاهرة من زمان وساكن فى الدور الخامس كمان قالى كده . وهنا خاف الناس وذهب كل منهم لينام .
وهنا ضحك سعد الحبونى ونظرالى ابنه نحلة وقال له : تصدق يا وله يا نحلة , انت اعقل واحد فى الكفر ده .. وهنا صرخ نحلة وقال : طيب والنبى يا ابه هاتلى المادة 76 انا جوعان , فقام الحبونى بقطع بطيخة صغيرة من الارض واعطاها لنحلة وقال له : هى دى المادة 76 يا ابن الكلب , فذهب نحلة مسرع الى أمه مسعدة التى قامت بدورها بقطع البطيخة ولكن للا سف إكتشفت انها قرعة .. وخلاص

Comments

حركة الشباب المصرى من أجل التغيير
مافيش ..... هيا فلنعلن حركتنا

Posted by: محمد صبرى | Friday, 15 April 2005

انا منضم الى الحركةلان ان مفيش وطبعا انتوا كلكوا عرفين مفيش اية

Posted by: asharf | Friday, 15 April 2005

انا منضم الى الحركة علشان انا مفيش

Posted by: bahnssy | Friday, 15 April 2005

The comments are closed.