Sunday, 03 October 2004
يد الموساد تعبث في فرنسا بقلم:وائل عباس
اثيرت منذ ايام قضية ماري ليوني التي ادعت انها تعرضت لاعتداء عنصري في مترو باريس من عرب وافارقة ظنا بانها يهودية وانطلت كذبتها على الكثيرين ومنهم رئيس الجمهورية جاك شيراك ونيكول جيدج وزيرة الدولة لحقوق الضحايا كما ارسل لها كل من جان بيير رافاران رئيس الوزراء ودومينيك دو فيليبان وزير الداخلية وبرتراند ديلانيو عمدة باريس رسائل تعاطف !!! ونشرت لوفيجارو الحادثة تحت عنوان قطار العار !!!
وهناك طرفة اود ان اذكرها وهي عن جاك شيراك عندما زار اسرائيل وكان وقتها عمدة باريس
وقد تعرض للضرب والاصابة في رأسه في المسجد الاقصى عندما اقتحمته الخيالة الاسرائيلية
وهاجمت الجمع سواء فرنسيين او فلسطينيين ...
والموضوع اكبر من ان نعتبره امرأة مختلة عقليا او مريضة فعادة المختلين عقليا لا يكون لهم شركاء في اعمالهم ولم يثبت من قبل وجود عصابة من المختلين عقليا تقوم باعمال اجرامية او تلفيق او ابتزاز او تشهير ولكن بطلتنا هنا لها صديق هو من رسم الصليب المعقوف على بطنها وقطع شعرها واللذي اختفى بعد ذلك في التحقيقات برغم اعتقاله ليحكم عليها هي وحدها باربعة اشهر بعد ان غيرت اقوالها الى انها هي من رسمت الصليب على بطنها مما يرفع الكثير من علامات الاستفهام ...
واول ما لفت نظري للقصة واشعرني انها مفبركة هي قصة الصليب المعقوف فرسم الصلبان المعقوفة من اعمال حليقي الرؤوس والنازيون الجدد وليس الارهابيون العرب كما ان الارهابي المتأسلم برغم فظاعة ما قد يفعله لا يمكن ان يعري امرأة من ملابسها ناهيك عن ان يرسم على بطنها ... بل ويرسم صليبا اي كان نوعه !!! وعلى الفور اصدرت حكما على القضية بانها ملفقة لا محالة ...
ويبدو ان الموساد قد بدأت تطور عمليات تشويه المسلمين في فرنسا فعميلتهم هذه المرة ليست يهودية بعد ان كان اعتمادهم فيما سبق على اليهود فقط واذكر هنا امثلة لعملياتهم القذرة القريبة فمنذ عدة اشهر ادعى حاخام يدعى فرحي ان رجلا صاح بوجهه الله اكبر ثم طعنه بسكين
واثبتت التحقيقات فيما بعد انه من طعن نفسه !!!
وفي مدرسة مونتاني الثانوية بباريس ادعى تلميذ يهودي ان تلميذان مسلمان قد ضرباه فطردتهما المدرسة لكن التحقيقات اثبتت كذبه واعادت المدرسة الطالبين المسلمين كما تعرض ابن راباي يهودي لسرقة السكوتر الخاص به وحاول البعض تحويلها الى موضوع عنصري ولكن ثبت انها سرقة عادية وتعرض رجل يهودي للضرب في مدينة صور سان فثارت ضجة حول الموضوع لكن تكررت الاعتداءات على مسيحيين ومسلمين واتضح ان من قام بالاعتداءات رجل مختل عقليا !!! ثم تاتي فضيحة اليكسندر مويز ممثل الليكود بفرنسا حيث ادعى تلقيه رسائل تهديد بالقتل ثم تكشف التحقيقات انه هو من كتب الرسائل وارسلها لنفسه !!!
وقد يستغرب البعض موقف شارون حيث استغل قضية ثبت كذبها لدعوة يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل !!! ولكن حقيقة انا لا استغرب ذلك اطلاقا ... ولنذكر العملية الحركية سوزانا في مصر واللتي فشلت وسميت فيما بعد فضيحة نافون وكانت عملية سوزانا تهدف للوقيعة بين الولايات المتحدة والثورة ممثلة في البكباشي عبد الناصر وذلك عن طريق قيام يهود بتفجير مصالح امريكية وايضا كانت تهدف الى تأخير انسحاب القوات البريطانية من مصر و قطع الطريق على موشى شاريت رئيس وزراء اسرائيل المعروف بميله للصلح مع العرب والتخريب على محاولته للاتصال بالحكومة المصرية وعبد الناصر حيث وضعوا قنابل في كل من دور السينما ومكتب بريد وفي مراكز معلومات تابعة للولايات المتحدة في القاهرة وفي الإسكندرية ولكن القضية انكشفت واستقال بسببها بنحاس نافون وزير الدفاع الإسرائيلي ومدير المخابرات العسكرية وقتذاك وقد قال نافون انه لم يأذن بالعملية ... وتم اعدام حمويل ازار وموشي مرزوق وسجن الأعضاء التسعة الباقين من الشبكة ومع ذلك استغلت اسرائيل القضية الخاسرة لتزعم ان مصر تضطهد اليهود وتلفق لهم القضايا وتعدمهم
لكي يهرب اليهود من مصر ويهاجروا الى اسرائيل !!!
ومن شاهد منكم فيلم قائمة شندلر ربما يكون قد اطلع على العقلية الصهيونية والتوائها وكيفية تفكيرها وكيف يحولون خسائرهم الى مكاسب واذكر هنا مشهد واحد اراه اهم مشهد في الفيلم حيث سرقت دجاجة في معسكر الاعتقال النازي لليهود فجمع اليهود المشتبه فيهم في طابور وطلب منهم ضابط الجستابو الاعتراف فجبنوا ولم يعترف احد منهم فقتل الضابط احدهم وقال ساقتل واحد كل دقيقة اذا لم يعترف الفاعل وهنا تقدم طفل صغير يصطنع البكاء وقال ساعترف ساعترف فساله الجستابو : هل انت من فعلتها؟ ... فرد الطفل : بل هو ... واشار على اليهودي اللذي قتله الجستابو !!!
فالصهيوني لا يبكي على ما خسر بل يضرب عصفورين بحجر ويستغل تلك الخسارة لمصلحته ثم ليمنع وقوع مزيد من الخسائر !!!
ومن الامثلة للعمليات القذرة للموساد قصف السفينة الحربية الامريكية ليبرتي وهي من الامثلة على ضرب عصفورين بحجر حيث كانت ليبرتي تقف امام العريش وشهد طاقمها عملية اعدام الاسرى المصريين في منطقة المنارة وجامع العريش وطبعا اسرائيل لا تريد شهودا على تلك المجزرة فقررت اغراق المدمرة وهذا هو الهدف الاول والهدف الثاني كان الصاق التهمة بمصر للوقيعة بين مصر وامريكا كما ان ليبرتي كانت سفينة تجسس وقامت بتسجيل الواقعة والتقاط موجات الراديو الاسرائيلية واوامر القادة بتنفيذ المذبحة !!!
حتى ان جونسون الرئيس الامريكي تواطأ مع اسرائيل للتغطية على فعلتها وامر باغراق ليبرتي
برغم من غضب القبطان ومن نجوا منها لما تحتويه من ادلة مدينة لاسرائيل !!!
وامريكا نفسها ليست بريئة من عمليات المخابرات القذرة ترويج وزراعة مخدرات وتسهيل دعارة واغتيالات سياسية واسقاط نظم حكم ومساندة نظم دكتاتورية واخرها تسريبها لاسم محمد نعيم نور خان لكي تفسد عمل المخابرات البريطانية والباكستانية في تعقب الارهابيين وتعطي انذار لعملاء القاعدة او بمعنى اصح عملاء السي آي ايه CIA للهرب !!!
وايضا المخابرات السوفيتية السابقة لها سوابق في هذا الامر واشهرها محاولات الوقيعة بين الزنوج واليهود في امريكا في الستينات بزرع قنابل في مدارس كلا الطرفين لاحداث فتنة طائفية داخل الولايات المتحدة ولكن يظل الموساد متصدرا المرتبة الاولى في القذارة طبعا !!!
ودعونا نسترجع تاريخهم وهذه المرة من مصادرهم من مذكرات موشيه شاريت رئيس الوزراء الاسبق واللذي اعتبره انا شخصيا عدو شريف يجب احترامه ...
من الفصل السادس : الإرهاب المقدس ...
الخطوط العريضة لهذا الفصل تتمثل في المحاولات الاسرائيلية الحثيثة لتهيئة الاجواء والارضية لشن حرب على الدول العربية في منتصف الخمسينات التي شهدت تقارباً ما بين الدول العربية والغرب عموماً. وتمهيداً لهذه الحرب عمل الجيش الاسرائيلي والعصابات الصهيونية على ارتكاب العديد من المجازر واعمال العنف بهدف جر الدول العربية، التي عملت على اتخاذ كافة الاحتياطات والاجراءات الامنية لإحباط محاولات الدولة العبرية، الى الرد ثم الرد المضاد وصولاً الى حرب شاملة.
في الفصل تفاصيل وخلفيات ارتكاب مجزرتين: الاولى: الهجوم على اوتوبيس بتاريخ 17 مارس 1954 على الطريق بين إيلات وبئر سبع حيث ذهب ضحيتها عشرة ركاب من الصهاينة. "اسرائيل" اتهمت بدو الاردن الذي بدوره نفى ذلك واتهم "اسرائيل" بافتعالها كذريعة. التحقيقات النهائية ومن جميع الاطراف لم تصل الى نتائج جازمة، الا ان جميعها اشار الى ان الاحتمال الاقوى هو ان الذي نفذها عناصر صهيونية وليست عربية.
المجزرة اظهرت كيف ان معظم المسؤولين الصهاينة فيما عدا شاريت حاولوا استغلالها كذريعة لشن هجوم واسع النطاق على الاردن واحتلال الضفة الغربية. لكن رد الاسرائيليين تجسد بهجوم شرس على قرية "ناحلين" قرب بيت لحم واسفر عن قتل وجرح عشرات الفلسطينيين وتدمير العشرات ايضاً من منازلها.
كما رأينا فيما سبق فان اسرائيل لا تتورع عن قتل مواطنيها وحلفائها انفسهم في سبيل تحقيق اغراضها !!!
لذا فانكم تجدون اتهامي للموساد انها وراء عملية مترو فرنسا مبرر بل واتهام الموساد بانها وراء هجمات سبتمبر وهجمات النازيين الجدد سواء على العرب او اليهود في فرنسا للوقيعة بين مختلف الطوائف لتساعد على زيادة الهجرة لاسرائيل كما فعلت مع فضيحة نافون !!!
كل ذلك على الرغم من ان اليهود لهم مكانتهم في المجتمع الفرنسي بدليل وصول لوران فابيوس وزيرا للاقتصاد في عهد ميتران لكن اسرائيل تعتم على كل ذلك وتركز على اشخاص مثل جان ماري لوبان اليميني المتطرف ولوبان معروف بتكذيبه للهولوكوست واعتباره اياه حادث هامشي وعندما تاهل لوبان للجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية استغلت اسرائيل الفرصة فدعا ايلي يشائي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الاسرائيلي يهود فرنسا لحزم حقائبهم والهجرة الى اسرائيل !!!
دعونا الان نرى ردود الفعل على دعوة شارون الخبيثة:
- تيد كلان داعية سلام معروف: لو أن هذا الرجل يتعلم الصمت.. لا ندري من الذي نصبه مدافعاً عن يهود فرنسا نحن فرنسيون أولاً. وفرنسا هي بلدنا. والدولة الفرنسية تقوم بكل ما في وسعها لكي يقوم القانون بين جميع مكونات المجتمع، لذا نطلب من شارون ان يصمت، وألا يعود الى هذا الحديث مرة ثانية
- ريشار براسكييه من مكتب الجالية اليهودية : ان دعوة شارون تصب الزيت على النار بطريقة غير مقبولة
- جوليان دراي يهودي من الحزب الاشتراكي: ان فرنسا ليست المانيا في سنوات 1930 ومسلمي فرنسا ليسوا مسؤولين عن ظاهرة معاداة السامية
- الحاخام حاييم كورسي: هجرة اليهود الى اسرائيل غير قائمة واننا لا نعتبر يهوداً فرنسيين، بل اننا مواطنون فرنسيون من أصل يهودي
والمضحك ان احد الامثال الشعبية الفرنسية تضرب المثل في السعادة بقولها: سعيد كيهودي في فرنسا !!! ويبلغ عمر هذا المثل ما يزيد عن الف عام لكن شارون يأبي ان يبقى الامور على ما هي عليه ... ودائما ما احب الصهاينة لعبة العصفورين بحجر واحد فمنها يخزي عين معارضيه بعد ان فشل في تحقيق عدد المهاجرين اللذي وعد به في حملته الانتخابية وظهر ذلك جليا بمقابلته شخصيا مائتي مهاجر يهودي من فرنسا في فرقعة اعلامية واضحة ومنها يعاقب فرنسا لوقوفها المعلن بجانب القضية الفلسطينية وياسر عرفات وتحذيرها له من قتله ... بل وزيارة وزير خارجية فرنسا السابق والحالي لعرفات اللتي يعتبرها الصهاينة غلطة فرنسية لا تغتفر !!!
*وائل عباس
عضو وحدة الصحافة الالكترونية
نقابة الصحفيين المصرية
05:40 Posted in صفحات الغلاف, وائل عباس | Permalink | Comments (0)
The comments are closed.