Friday, 22 January 2010
بيان العائدون من نجع حمادي
بيان العائدون من نجع حمادي
يان المؤتمر الصحفي الذي انعقد بمركز هشام مبارك الخميس 22 /1
بيان من شباب النشطاء والمدونين المعتقلين بنجع حمادي
-----------
باسم كل الناشطين والناشطات والمدونين الذين تم اختطافهم واعتقالهم في نجع حمادي صباح الجمعة 15 يناير 2010 نصدر هذا البيان إيضاحاً للحقائق:
* أولاً: كان هدف الزيارة إنسانياً محضاً لتقديم العزاء إلى أسر الضحايا في نجع حمادي من مجموعة من شباب النشطاء والمدونين المصريين المستقلين، ولم تكن الزيارة باسم أي حزب أو حركة، بل مبادرة شبابية مستقلة عن أي تيار سياسي، ورغم انتماء بعض المشاركين لبعض الأحزاب والحركات السياسية إلا أن كل من حضر كان حضوره بصفته الشخصية وليس غير ذلك مما أشيع في بعض الصحف ووسائل الإعلام، وفي نفس هذا الإطار نشكر كافة القيادات الحزبية والسياسية والمدنية التي قدمت مثالاً رائعاً في الدعم والتضامن مع مجموعتنا.
* ثانياً: في تمام الساعة الثامنة والثلث صباح الجمعة، وبمجرد نزولنا من القطار وخروجنا من باب محطة قطار نجع حمادي تم تطويقنا بأعداد كثيفة من الأمن المركزي وعناصر مكافحة الشغب والبلطجية ليتم اختطافنا من الشارع، وتم إجبارنا على ركوب سيارة الاعتقال، وكان عددنا 8 فتيات و19 شاباً، وتم اقتيادنا إلى مركز شرطة نجع حمادي حيث سحبت منا بطاقات الهوية الشخصية، وهواتفنا المحمولة، ثم تم نقلنا في سيارتين للترحيلات إلى مديرية الأمن بمدينة قنا ليتم استقبالنا في حجز الترحيلات وتفتيشنا ذاتياً بشكل مهين، وصل إلى حد خلع الأحذية وتفتيش جوارب القدمين كما تم سحب كل ما كان معنا من هواتف بالإضافة إلى الأقلام والكاميرات ومعظم المتعلقات الشخصية، وتم حشرنا في زنزانتين؛ واحدة للشباب وأخرى للفتيات، لا تتخطى مساحة الواحدة فيهما 25 متراً مربعاً، وليس بها منافذ جيدة للتهوية سوي 3 فتحات صغيرة مغطاة بقضبان وأسلاك كثيفة تمنع دخول الشمس، وتم تقديم طعام إفطار لكل فرد وكوب من الشاي وزجاجة ماء، في هذا التوقيت أضربت بعض الفتيات عن الطعام احتجاجاً على توقيفنا دون توجيه أية تهمة أو إجراء أي تحقيق.
* ثالثاً: بسبب سوء التهوية وضيق الزنزانة أصيب أحد شباب سوهاج الذي كان قادماً لنفس غرضنا – دون ترتيب مسبق معنا – وهو طارق صابر في حالة إغماء وكاد أن يموت لولا تدخل بعضنا وإسعافه، ومن المهم أن نذكر أن ضابط سجن الترحيلات لم يتصل بالإسعاف إلا بعد استئذان مباحث أمن الدولة، وحينما أتت عربة الإسعاف لم يسمح لها باصطحابه إلى المستشفى إلا بعد استئذان مباحث أمن الدولة أيضاً، رغم نقله تحت الحراسة. وقد تكررت نفس الحالة لطارق صابر مرتين في يوم الجمعة، والثالثة كانت يوم السبت، بعد أن قضينا ليلة صعبة جداً كدنا أن نختنق فيها بسبب الدخان الغريب والكثيف المتصاعد من زنزانة الجنائيين المجاورة لنا.
* رابعاً: استمر احتجازنا على هذه الحال دون الالتفات لطرق على الأبواب طوال الوقت مطالبين بإجراء ولو مكالمة تليفونية واحدة لطلب محامين أو طمأنة ذوينا، و معرفة مصيرنا، وأعلن عدد من الشباب الإضراب عن الطعام بداية من الساعة الخامسة.
بعد 12 ساعة من احتجازنا، أي الساعة الثامنة مساءً تم فتح زنزانة الفتيات وإخراجهن للعرض على النيابة، وبعدها بساعة تم اقتياد الشباب لنفس الغرض، ولم نمكن من طلب محامين للحضور معنا ولكننا فوجئنا بوجود محامين متطوعين من نقابة محامي قنا حضروا معنا التحقيق، وفوجئنا بتوجيه اتهامات ملفقة ومضحكة في محضر تحريات مفبرك للضابط أحمد حجازي؛ كان منها الانضمام لجماعة الغرض منها الدعوى لتعطيل القوانين ومنع السلطات العامة من ممارسة عملها و ((الإضرار بالوحدة الوطنية)) وكان ذلك بالترويج بالقول والاشتراك مع آخرين في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص بغرض التاثير على السلطات. وقد تم توجيه هذه الاتهامات لنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين، زائرين ومستقبلين.
وفي ثنايا المحضر يقول الضابط المذكور أنه قد "استشف" عندما رآنا أننا "ننوي" القيام بتجمهر وجهر بهتاف لم نهتفه!!
* خامساً: بعد عرضنا على النيابة جميعاً تم إنزالنا في مجموعات إلى غرفة حجز وعندما سأل عدد منا ضابط أمن الدولة الذي قام بإنزالنا حول قرار النيابة أجاب: نيابة إيه؟ احنا اللي هنشوف هنعمل فيكم إيه يا حلوين!!
* سادساً: تم إعادة الشباب إلى سجن الترحيلات بمديرية الأمن مرة أخرى، بينما اعتصمت الفتيات أمام سيارة الترحيلات وجلسن على الأرض رافضات العودة لنفس المكان غير الآدمي، إلى أن صدر قرار بالتحفظ عليهن في مستشفي قنا حتى صباح السبت. ووسط تطويقات أمنية مشددة ومدججة بالسلاح تم اقتياد الفتيات وإيداعهن بغرفة ضيقة في المستشفى بها عدد غير كاف من الأسرّة فاضطررن لاقتسامها معاً، كما اقتسمن البطاطين غير النظيفة التي أحضروها لهن.
أما الشباب فقد صنعوا من أحذيتهم وسائد وناموا على البلاط شديد البرودة إلى أن تبرع لنا سجين جنائي في زنزانة مجاورة ببطانية واحدة لعدد 22 فرد، مطالباً الصحفيين منا أن يكتبوا عن احتجازه لمدة أسبوع في الترحيلات رغم إنهاء مدته وإخلاء سبيله منذ 6 أيام.
وكان الضابط المسؤول قد أخبرنا أن حكمدار المديرية قد تم إبلاغه بمطلبنا، ولم يتم الاستجابة لمطلبنا. ثم علمنا بعد ذلك أن المحامين حاولوا إدخال طعام وبطاطين لنا وتم رفض ذلك بسبب إنكار الأمن وجودنا لديهم.
* سابعاً: في صباح يوم السبت 16 / 1 / 2010 استأنفنا مطالبتنا المتكررة لمعرفة قرار النيابة، ولكن بلا جدوى، مما أدي لدخول الجميع في إضراب عن الطعام حتى تم إبلاغنا بإخلاء سبيلنا نحو الساعة الثالثة عصراً، وتم إحضار سيارات لنقلنا إلى القاهرة في مجموعتين ونقل ناشطي الصعيد إلى سوهاج ونجع حمادي حيث سكنهم.
* ثامناً: في طريق عودتنا فوجئنا بعد انسحاب سيارة الشرطة التي رافقتنا حتي سوهاج بأن السادة الضباط لم يعطوا للسائقين – الذين تم اقتيادهما عنوة من موقف سيارات قنا – أجرة التوصيل الي القاهرة، وإنما كان إجمالي ما أعطوه لهما هو مبلغ 200 جنيه – من إجمالي قيمة 840 جنيه هي القيمة المستحقة – كذلك لم يعطوهما أية أوراق تثبت أنهما مكلفان من مديرية أمن قنا بتوصيلنا مما جعلنا عرضة للتوقيف من قبل كمائن المرور ونقاط التفتيش على طول الطريق رغم أن الضابط أخبرنا أنهم أبلغوا كل النقاط المرورية برقم السيارة، واكتشفنا أن ذلك لم يحدث وتم إيقاف سيارة الشباب عند مدخل المنيا وتركنا في الصحراء بعد التحفظ على السيارة ولم نستطع استئناف العودة إلا بعد تدخل نبيل من ضابط بالمرور تعاطف معنا وسمح للسيارة باستكمال السير، واضطررنا إلى دفع أجرة التوصيل إلى السائقين عند وصولنا للقاهرة.
هذا ملخص موجز لما حدث، ونؤكد كشباب مصري يعتز بوطنه وانتمائه ويعلي قيمة المواطنة أننا لم نكن يوماً من مثيري الشغب، وأننا لم نتجمهر في نجع حمادي ولم نكن ننوي التجمهر كما حاولوا التلفيق لنا، بل كانت زيارتنا لنجع حمادي مواساة لإخواننا الأقباط في مصابهم الذي هو مصاب مصر كلها، وأننا أحرص الناس على الوحدة الوطنية التي اتهمونا بمحاولة الإضرار بها.
كما نعيد التأكيد على أن زيارتنا لم تكن منظمة من قبل أي حزب ولا حركة، وكل من يدعي خلاف ذلك فهو مجافٍ للصواب.
جمع السجن بيننا كمسلمين وأقباط، لأننا مصريون في وطن واحد وسجن واحد، ولن يثنينا ما حدث لنا عن العمل كنشطاء مصريين مستقلين من أجل تعميق روح المواطنة وتحقيق معنى الوحدة الوطنية الحقيقي.
دامت مصر بأمن وسلام.
شباب النشطاء والمدونين المصريين العائدين من نجع حمادي
22/1/2010
-----------------
تابعوا توثيق الحدث وشهاداتنا عبر صفحاتنا ومدوناتنا
10:42 Posted in صفحات الغلاف | Permalink | Comments (13)