Thursday, 24 June 2004
ماذا يحدث لو حكم الاخوان المتأسلمون مصر؟
عندما استمع الى المقولة الشهيرة الغاية تبرر الوسيلة فانني لا اتذكر ماكيافيلي وكتابه الشهير "الأمير"، ولكن يتبادر الى ذهني جماعة الاخوان المسلمين الذين اعطوا لهذه العبارة رونقها ومعناها وتطبيقها العملي في انجع صوره، رحم الله ماكيافيلي.
فللوصول الى سدة الحكم هم على استعداد لتقديم كافة التنازلات والانحناءات والمبادرات، وهم على استعداد لفتح ابواب مصر على مصراعيها لاي كان حتى ولو كان الغازي الامريكي نفسه فقط ليصلوا الى الحكم، وارجو ان لا يكذبني احد فاتصالات الاخوان على مر التاريخ بالسفارات الامريكية والبريطانية وقبلهم الفرنسية لا يخفى على احد وموثقة في كثير من الكتب والدراسات، والاخوان على استعداد تام لدعم الفاشية والدكتاتورية لنيل مرادهم تماما كما هم الان على استعداد لدعم الديمقراطية والاحزاب بل وتكوين حزب خاص بهم، بعد ان تظاهروا لمساندة عبد الناصر ضد الاحزاب الاخرى بزعم انه لا احزاب في الاسلام! كما يلعبون على كل الاحبال فتارة على حبل القومية العربية وتارة الوحدة الوطنية وتارة الامة الاسلامية!
ومثال ذلك والحقيقة التاريخية التي طالما اخفوها وراء الذقون والمصاحف تاييدهم المطلق لجمال عبد الناصر عند قيام إنقلاب يوليو ووعد كاذب منه باشراكهم في الحكم، فكانوا الاداة والمعول الذي استطاع به ناصر ان يهدم الاحزاب والديمقراطية في مصر قاطبة، بالضحك على عقول البسطاء باستخدام الدين واقناعهم بان لا احزاب في الاسلام وان الاحزاب حرام!
ومن لا يعرف التاريخ فليقرأ عن مظاهرات ميدان التحرير ومؤتمرات الطلاب بجامعة القاهرة والاشارة السرية "يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم"، واحداث ميت غمر والصراع المسلح مع حزب مصر الفتاة، ثم غدر بهم عبد الناصر الذي عرف انهم لا يؤمن جانبهم في مسرحية حادثة اغتيال المنشية الشهيرة.
والان بتلك الطبيعة لو وصل امثال هؤلاء الاسلاميين على اختلافهم الى الحكم بالديمقراطية او بغيرها فلا اقل من الغاء الدستور والغاء النظام و الاحزاب والبرلمان وكل ما هو قائم ليستبدلوه بما يناسب هواهم، وليس الاسلام كما يزعمون، والامثلة حاضرة في ايران ثم طالبان ثم الجزائر حيث لم يتم لهم المراد، وقديما الامام في اليمن، وحاليا تحت الاقنعة المذهب الوهابي والعائلة المالكة السعودية.
وانا هنا لست بصدد الدفاع عن الديمقراطية الغربية، فانا شخصيا لا اؤمن بها ولا برجاحتها ولا مناسبتها لشعوبنا، ولا حتى اي شعب، بل بالاحرى انا هنا اهاجمها، فكما نعرف ان هتلر جاء مستشارا بالديمقراطية واصبح ديكتاتورا بالديمقراطية وكذلك جاء شارون وجاء بوش، فالشعوب عادة تصوت لمن يستطيع ان يستعبطها، ومن الماثورات في كتاب هتلر "كفاحي" انه يحتقر الشعب الالماني الذي صوت له والذي جاء به الى الحكم.
وانا لا اتجاوز عندما اقول ان الاخوان يحتقروننا، وينظرون للشعب على انه وسيلتهم للوصول عبر الاستعباط، فنحن في عيونهم جهلاء لا نفقه ديننا، ولا نفقه السياسة ولا التاريخ، وبأذن الله سيعلموننا هم كل ما سبق على مية بيضا بمجرد وصولهم الى الحكم.
وانا هنا اعمد الى ان ابرز مناقضة الاخوان لانفسهم واظهارهم في العلن عكس ما يضمرون في الخفاء، و التاريخ موجود لمن يقرأ ويعي اما من يعطي اذنه لمن يغلوش ويكذب فليعينه الله على ما بلاه.
ومن امثلة كذب وتبرير الاخوان افعالهم ولوي الحقائق مقتل النقراشي باشا ومقتل حسن البنا، اذ يزعم الاخوان انهم قتلوا النقراشي بسبب الهدنة في حرب فلسطين! برغم ان اي عيل اهبل عارف ان سبب الهدنة هم ملوك الاردن والعراق الهاشميين، وسيطرة كلوب بيه الانجليزي عليهم الذي كانت الكلمة كلمته والشورى شورته، والحقيقة هي انهم قتلوا النقراشي لانه الغى جماعة الاخوان المسلمين وحظر نشاطها السياسي ولا شيء اخر.
وكان من الطبيعي للحكومة وقتها ان تغتال حسن البنا، على طريقة العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم، وقد بدأ الاخوان فعلا، والعنف موجود ومتاصل في جماعة الاخوان منذ بدايتها: اغتيالات مثل احمد ماهر باشا والنقراشي باشا والخازندار .. الخ، التنظيم السري والجهاز السري والفانلات الصفراء، الاخوان المسلمين اول من ادخل الجودو والكاراتيه مصر وعقدوا حلقات التدريب في نوادي جمعية الشبان المسلمين حتى قبل ان يدخله الجيش المصري في تدريباته، والغريب ان الذي ادخل هذه الرياضات الى الجيش هم ضباط من الاخوان ايضا، قضية السيارة الجيب وتكديس السلاح.
و حتى يومنا هذا في الثمانينات والتسعينات كان الاخوان يتعاطفون ويؤيدون الجماعات الاسلامية كالجهاد وغيره وان كان تعاطفا مخفيا الا فيما بينهم، بل ويمولونهم عن طريق النقابات وشركات الكمبيوتر والاخوان المهاجرين في الدول العربية وكذلك بعض النقابات المهنية اللتي سيطروا عليها وجمعوا من ورائها التبرعات، لا لشيء الا ان تلك الجماعات الارهابية حلت محل الجهاز السري للاخوان فهم ينفذون بالضبط كل ما كان يقوم به الجهاز من اغتيالات وترهيب.
فالاخوان هم "الشين فين" والجماعات هي "الجيش الجمهوري الايرلندي"، مع احترامي للجيش الجمهوري الايرلندي بالطبع لانني اعرف اغراضه ونواياه، وليس الحال كذلك مع الاخوان.
والان نعود الى وقتنا هذا ونتذكر آخر مبادرة للاخوان، وقد قرأتها بكاملها وخرجت فقط بتأكيد هواجسي، فهي فارغة تماما، قرأتها فلم اجد بها اي محتوى او هدف او خطة او طريقة.
كعادة الاخوان دائما فارغون وسطحيون، وحقيقة لا اعرف ماذا قدم الاخوان من كوادرهم لينفعوا الامة او العالم، بماذا اسهم الاخوان في علوم الطب والهندسة والفضاء؟ وما هذا الكلام المائع عن فضل الاخوان وعلماء الاخوان! اريد اسماء وافعال لا ايحاءات وهمية براقة!
هل تعرفون بماذا يفكر الاخوان الان وما همهم؟ بما اني حاليا باقعد مع ناس منهم، الاخوان الان يتبنون فكرة ان الخلافة العثمانية مظلومة مما الصق بها! ويتداولون كتاب فيما بينهم يعدد مناقب الخلافة العثمانية، وينفي عنها تهم الاحتكار والاستغلال والاستعمار، وينفون ما فعله الولاة العثمانيون من احكام الالتزام و السلب والنهب والضرائب ونقل العمال المهرة الى اسطنبول، وينفي انهم السبب وراء تخلفنا وتخلف كل الدول اللتي وقعت تحت خلافتهم، بل ويتمادون فيلعنون في الاحتلال الفرنسي وكل من تاثر بالثقافة الفرنسية وما جلبته معها من علوم استفاد منها المصريون وسافروا الى فرنسا ليستزيدوا.
اذا كانت الخلافة العثمانية بكل هذه العظمة لماذا اذن هزمت في الحرب العالمية الاولى؟ لماذا ورثت انجلترا وفرنسا مستعمراتها؟ ولماذا ضاعت فلسطين؟ ولم يجد السلطان العثماني الا الكلام! ما هذا العبث؟ ما هذا الفراغ؟ ما تخاريف العجزة هذه اللتي يريدون زرعها في عقول الاجيال الجديدة من الشباب!
هل تعلمون ان كبار قادة الحركة الصهيونية ومؤسسي دولة اسرائيل كانوا ضباطا في الجيش العثماني؟ وساذكر منهم موشيه شاريت احد رؤساء الوزارة السابقين في اسرائيل، الذي درس القانون في اسطنبول ثم انخرط في الجيش العثماني، مما مكنه من مساعدة الوكالات اللتي كانت تشتري اراضي فلسطين، وبسبب العثمانيين نشأت حركتي اجوداث بني تسيون و ماكاباي في سالونيك الذين كانوا من المهاجرين الى فلسطين.
لقد رايت ما يحدث عندما يتحدث احد باي كلام عن شيخ من شيوخهم كما حدث مع القرضاوي، صح ام لم يصح، فهم يعملون بنصف حديث انصر اخاك ظالما او مظلوما، حيث يغفلون عن عمد الجزء الاخير الخاص بمنع الظالم عن ظلمه! فهل هذه الديمقراطية؟ هل هذه الحرية؟ ما الضوابط التي ستحكم ما سيفعلون لو امسكوا بزمام الحكم؟ كيف سنعبر نحن عن راينا لو ظلمونا وكيف سيصل صوتنا؟ اذا كان كل من يخالفهم او يكشفهم سيكون كافرا فاجرا ينشر الفتنة!
فمن يتحدث عن عمرو خالد المنتسب ايضا اليهم، وباروكته اللتي تخالف الشرع وسطحيته وقلة علمه يجد الف من ينكر ويدافع ويسن اسنانه، وتجد ردود جاهزة من عينة: وماذا فعلت انت للاسلام! اي منطق واي فساد وتدليس هذا! ويدعون الوسطية وفي نفس الوقت يدافعون عن الضال المضل ابن تيمية (كما قال عنه ابيه) وكذلك صاحب نظرية التكفير سيد قطب! أي هراء هذا!
الاسلام هو فعلا الذي يشمل كل جوانب الحياة العامة والخاصة والسياسية والاقتصادية والعلمية، اما ما يرعاه الاخوان المسلمون فشيء اخر، ويستخدمون الاسلام في سبيل ذلك مطية لهم والعياذ بالله، فبيان المرشد العام الاخير احتوى نفس ما يحتويه عادة بيانات تنظيم القاعدة واسامة بن لادن من تسمية للحروب باسم الصليبية! وذلك لخداع بسطاء المسلمين وايهامهم بان الحرب على الدين، وان العدو هو المسيحيون، ولذا فالاصلح للقيادة في تلك الحالة بالطبع هم الاخوان المسلمين!
يتناسى الاخوان في ذلك الطبيعة البشرية الاستعمارية، فهل كان احتلال نبوخذ نصر لمصر صليبيا؟ هل كان الاسكندر صليبيا ليحتل فارس؟ هل كان المغول صليبيون ليحرقوا بغداد؟ وهل جنكيز خان فتح بكين عاصمة الصين باسم الصليب؟ فاي امان سيكون لاهل الكتاب اذا حكم امثال اصحاب تلك العقليات! وماذا يتوقعون من البسطاء ان يفعلون مع الاقباط في مصر في ظل تلك المزاعم؟
كل ما سبق يدحض دعواهم في بيانهم الاخير بادعاء الاخوة مع الاقباط كما قال محمد حبيب النائب الاول للمرشد! كما زعم البيان بان السنة والشيعة احبة بينما جل الشيوخ المنتمون للاخوان يسترزقون في الخليج من ذم الشيعة ومعاداتهم!
ودعني اقتبس بعض العبارات من بيان المرشد العام:
"من ديمقراطية حقيقية (بمفهومها الإسلامي)" طبعا يقصد تلك الديمقراطية اللتي ساندوا بها انفراد عبد الناصر بالسلطة! "اعتمادًا على أسس دستورية تضبط مسار الحكم"، ده بقى باعتماد الدستور القائم ام الغاؤه؟
واليكم خطتهم للاصلاح الاقتصادي:
"فلابد من برنامجٍ منطلِقٍ من مبادئ الإسلام وقيمه، ويُعبئ طاقات الشعب الروحية وقواه الاجتماعية، ويتبنى سياسات اقتصادية جادة وجريئة تعتمد الواقعية، وتحقق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، وبين الاستثمار والادخار، وبين الصادرات والواردات، وتأخذ في الحسبان مرحلة التطور الاجتماعي والاقتصادي، والإمكانات المتاحة للمجتمع من أجل التغيير المنشود، وتحقيق السلام الاجتماعي والرفاه الاقتصادي، والاستقرار السياسي، ولا شك أن التكامل الاقتصادي بين مصر والدول العربية والإسلامية يُعدُّ أحد الأسباب المهمة في نهضة الأمة ورقيها."
اللي فهم حاجة مما سبق ييجي يضربني ميت جزمة علشان انا حمار ومش بافهم! فين الخطة؟ فين الاعجاز والابهار والافكار؟ ممكن تعملوا تجربة بسيطة هاتوا اي عيل في ابتدائي وقولوا له يكتب موضوع تعبير عن الاصلاح الاقتصادي، واقطع دراعي من لغلوغه اما كتب كلام احسن وافيد من كلام المرشد ده ويمكن يطلع طفل نابغة وعنده افكار بجد مش مواضيع انشاء لتلميذ خايب عينوه مرشدا للجماعة.
اما الاصلاح الاجتماعي:
"ويقوم الإصلاح الاجتماعي على تحقيق الربانية والتدين في المجتمع، والحفاظ على الآداب العامة وتعزيز مؤسسات النظام الاجتماعي، ورعاية الأسرة (المرأة والشباب والطفولة)، ومحاربة الجرائم والفساد، وإحياء نظام الحسبة، وإقامة العدل الاجتماعي وتوفير العمل والكسب، وإصلاح التربية والتعليم، والعناية بالصحة العامة، وتوجيه الإعلام والفن، وتنظيم السياحة والاصطياف."
بجد بجد بجد نورت المحكمة يا شيخنا والله بس انا ها اسيب كل اللي اتقال ده ومعلشي ها امسك في الهايفة واتصدر: ازاي نيافتكم بقى ها توفروا العمل والكسب للشباب العاطل ده؟ ولا هو كلام علشان توصلوا للحكم؟ فين برنامجكم وخطتكم للبطالة؟ وانا متأكد ان اللي ها ييجي يقولكم عاوز شغل تقولوله روح احتطب يا روح امك زي الرسول ما قال! ما عندناش شغل ليك يا ابن الكلب يا كافر! وما اسهل التمسح بالسنة للهروب من الواقع، وكله باسم الاسلام.
كما قال محمد حبيب : "الإخوان يقدمون تصورهم للإصلاح على أساس حقهم في المشاركة الجادَّة والفاعلة في الحياة السياسية المصرية"، طيب الحق ده على انهو اساس ومن اعطاهم اياه؟ ربنا؟ ولا الدستور؟ والاجابة بنعم على هذا السؤال في كلتا الحالتين محض منافقة وكذب، واحب اقول راي شخصي في الاخوان: الاخوان لا يعبرون عن كل الشعب المصري، هم فقط اقلية منظمة جيدا، وهذا سبب ظهورهم على الساحة.
ويقول حبيب: "إننا نؤكد تمسكنا بنظام الدولة نظامًا جمهوريًّا برلمانيًّا دستوريًّا ديمقراطيًّا في نطاق مبادئ الإسلام"، شفتم كلام مثير للشفقة اكتر من كده؟ ناقص يقولوا لا نمانع في انشاء كباريهات شريطة ان تلتزم بالنسق الاسلامي، هل مطلوب نخلينا قاعدين جنب الحيطة نسمع الزيطة؟
يعنى انا ممكن اكون هاجمت المنهجية الاسلامية الحالية لانها بالفعل ليس لديها دور، الا الجعجعة والمطالبة بتغيير انظمة الحكم واستبدالها بملالى يلغون عقولنا ويملون علينا حتى ماركة الملابس الداخلية التى نرتديها، فكل همهم الوصول الى الحكم وليس شىء مما ذكرته انا انفا، وماعتقدشى ان صوتهم مش مسموع يعنى او الحكومات عارفه تحجمة، يعنى تلاقى ناس تقولك الشيخ المجاهد اسامة بن لادن واسامة بن لادن الفاروق وماعرفشى ايه! فاروق ايه فرق الله راسه عن جسده! وهل ما ينالنا من خراب الان الا من عمل امثاله؟
لقد اصبح المثل الاعلى لدينا كمسلمين شاذا، حتى ان اكثر علماء المسلمين حكمة واعتدالا يخجل من ان يقول كلمة الحق ويهاجم العنف والارهاب الذى يجد له من يبرره ويؤوله للقران والسنة بلوي اعناق النصوص! وذلك حتى لا يهاجمه المتطرفون وآلتهم الاعلامية بدورهم، وطبعا الراجل عاوز يسترزق ويعمل شعبية، لكن ها تروحوا من ربنا فين.
واصبح المتدينون ماشيين زى الزومبيز كله عاوز يموت ويروح الجنة وبيدور على اى معزه يفجر نفسه فيها او عيل يدبحه بسكينة ويصوره فيديو وابعت للفضائيات! ويقولك اصل معرفشى مين فى غزوة ايه نط من على السور وفتح الباب! وماعرفشى مين قال للملك الفلانى لو قتلتنى يبقى الله موجود! ومش عارف مين احتموا خلف النساء والاطفال! واصبح الشذوذ هو القاعدة وهو منطق البلهاء الضعفاء اليائسين معدومى الحيلة، وانصب علماء المسلمون على كل ما هو قشرى وسطحى.
وصل الملالى فعلا الى سدة الحكم فى افغانستان عشر سنوات فهل نهضت؟ لا ولكن انصب اهتمامهم على غلق مدارس البنات وقطع اصابع من تضع المانيكير واعدام من ضبط يشاهد التلفاز!
ووصلوا الى الحكم فى السودان، وارجعوا تجارة الرقيق بزعم ان الرق مسموح فى الاسلام، وباتوا يختطفون ابناء القبائل الزنجية ويبيعونهم، والان فى العراق يهدرون دم الراقصات والعاهرات، طب كانوا فين الدكره دول من زمان وعملوا ايه لامريكا لما دخلت العراق؟ مش قادرين غير على راقصة او عاهرة الله اعلم بما زج بها الى هذا الطريق؟ حتى لم يفكروا بتوفير الهداية والبديل لها ولا احنا كل ما نتزنق ما نتشطرش غير على النسوان؟
وكذلك الحال مع معظم الدعاة الحاليين، يحبوا قوى يتكلموا فى البهارات المشوقة، زى الجنس والولاد والبنات والجواز العرفى والملابس الخ، زى ما يكون الاسلام نزل علشان ينظم لنا الجزء السفلى من الجسم بس! لكن ماحدش بيقول لبتاع اللبن ما يحطش عليه ميه! ماحدش بيقول لبتاع الفول والطعمية يغسل السلطة كويس! ما حدش بيقول للموظف ما يلطعشى الناس قدامه انتظارا لعظمة جلالته علشان يخلص طلبهم! ما حدش بيقول لرجل الاعمال ما تقللشى فى الخامات علشان تكسب! ما فيش حد بيقول للعلماء اسرائيل طلعت قمر صناعى فاين قمر المسلمون؟ ما فيش حد بيقول اسرائيل عندها نووى طب فين نووى المسلمين؟ يبقى بالتالى مافيش دعوة اسلامية ومافيش دعاة وكل اللى بيحصل ده تهريج!
فليس بقلب انظمة الحكم ننهض ونحن لا نعرف هل من يأتي افضل من سابقيه ام لا؟ لقد نشأ الاسلام ضعيفا مضطهدا فى مكة ولم يظهر فجاة، ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم ملكا على احد، ولكنه عانى وعانى معه المسلمون الاوائل، ولكنه انتصر وانتشر لقدرته على الاقناع، ومحتواه الاصلاحى الكبير، ومخاطبته العقل واحتوائه على خطة ونظام معقول، انما ها نقعد نلعن انظمة الحكم مش ها نخلص ومش ها نعمل حاجة يبقى نروح ننفجر احسن.
الاخوان ليسوا هم الاسلام، ولا الاسلام عبارة عن الاخوان، وانا ادعو الى تيار اسلامي جديد عملي وعقلاني وواقعي ومرن سياسيا، وله ايديولوجية واضحة واستراتيجية سياسية خارجية وداخلية واقتصادية، ولا يعتمد على الضحك على عقول البسطاء بالدين واللحى لمجرد الوصول الى الحكم والسلام، بدون تقديم اي حلول واضحة لمشاكل الامة، سوى ربما مشاكل شارع الهرم والحجاب واللحية والموسيقى والاعتراض كل شوية على كتاب او ديوان شعر وما الى ذلك من مشكلات لا تستحق اضاعة الجهد عليها، في مواجهة تحديات العالم الذي نعيش فيه، من قوى دولية لديها من السلاح ما يمحي دول من على الخريطة، ومن الاقمار الصناعية ما يعرف جنس جنين في بطن امه تحت الارض، فالعراق قد ضاعت والشعب جعان وعريان ومش لاقى شغل ولا جواز وحكام الخليج مرتمون فى احضان امريكا كالغواني ولدينا مشاكل بالكوم.
وفيه كمان موضوع مضايقني جدا وهو كلمة علمانية! انا باكره الكلمة دى جدا! لان المصطلح اصلا غربى "سيكيولار" اى لادينى وليس علماني، فانت هنا تضع الدين والعلم على طرفى نقيض والمعروف هنا ان مضاد العلم هو الجهل! فهل تضع الدين فى مقام الجهل؟ ولماذا الفصل بين العلم والدين بينما نتعمد الدمج بين السياسة والدين؟ الا لغرض فى نفس يعقوب.
ويجب ان لاننسى ان السياسة تتطلب المرونة ويتخللها معاهدات وهدن وخدع وكتمان وسرية، فالسياسة ليست مستقيمة، ولكن الاخوان رايهم غير ذلك، فالمعروف عنهم التطرف والتشبث بالراى وعدم المهادنة، وهم يزعمون ان هذا هو صحيح الاسلام، ولكن اذا كان الاسلام وكتاب الله والسنة كافيان لحكم المسلمين، فما الداعى اذا لخليفة للمسلمين مثلا وما مدى اهميته؟ وماذا ستكون وظيفته؟ واى قرارات سوف يتخذ اذا؟ اذا كان كل قراراته محكوم عليها مسبقا ممن يدعون انهم الصفوة الدينية! لابد ان تكون هناك مساحة حرية عقلانية ومنطقية للحاكم حتى يتخذ ما يراه مناسبا لمصلحة الامة وعدم تدميرها، ولا ارى مثال انسب من تعطيل سيدنا عمر للحدود فى المجاعة!
فالاخوان يرون ان معاهدة السادات لليهود خطأ وانه كان يجب ان يستمر فى محاربتهم حتى يفنى ابناء مصر! ومصر تخرب ويقعدوا الاخوان على تلها حتى بعد التدخل العلنى السافر لقوات امريكا فى سيناء! حتى واقتصادنا يعانى الويلات من جراء الحروب المتتالية! حتى وابناء الدول الاسلامية الشقيقة لا يفعلون شيئا غير متابعة الحرب فى الراديو والتليفزيون!
الرسول عاهد وهادن الكفار، الرسول عاهد وهادن اليهود، ويكفي في هذا المجال ان نرى ان صلح الحديبية قد حدث بعد فرض الجهاد! والشيوخ العقلاء اصحاب العلم الحقيقي يقولون ان في حالات ضعف المسلمين يجب ان نأخذ بسنة سيدنا محمد بالمهادنة، بل وذهب بعضهم ابعد من ذلك بالقول باننا يجب ان ناخذ بالسنة التي سار عليها الرسول في مكة قبل الهجرة من مداراة وعمل سري من تحت لتحت.
وكذلك فعل الخلفاء من بعد الرسول، وكذلك فعل صلاح الدين الايوبي، وبالتالي لم يكن السادات اعجوبة، بل الامر برمته لا يعدو ان يكون غيرة من انتصار السادات المعجز في 1973، لان السادات كان صاحب افعال لا اقوال وشعارات كسابقه، او كزعماء العرب كلهم حاليا، مما اثار حفيظة الاقزام، والدليل قمة فاس ومبادرة السلام التي طرحها فهد ولي العهد السعودي وقتذاك، ومسحت به اسرائيل مؤخرتها بغزوها للبنان، وانكشف المغوار صدام عندما ضربت له اسرائيل مفاعله النووي فلم يهش ولم ينش.
هذه هى السياسة وهى مرنة تخضع لما يراه ولى الامر ويجب ان لا تكون خاضعة لاحكام مسبقة، والا فبالتالى يستطيع اعداؤنا دائما التنبوء بردود افعالنا وهذه عين الحماقة! وقد قال الرسول ان الحرب خدعة ولنا ان نتحدث بما نريد لخداع العدو!
اما بالنسبة لموضوع الفتن الطائفية واهل الكتاب من اقباط مصر فللاسف نجد واحد زى عمر عبد الكافى فى درس من الدروس مسجل له على اشرطة وصوته يخرج من ماذنة المسجد وحوله الاقباط من كل حدب وصوب ويقول: "لما يقابلك جارك المسيحى على سلم العماره ما تقولهوش سلامو عليكم، قول له صباح الخير يابو وش عكر"، واحد زي ده يبقى عاوز ايه؟ ايه هدفه فى الحياه؟ ايه اللى بيصلحه فى الدين؟ ايه اللى عاوز يزرعه فى الناس؟
وما يثبت ان شعبنا كيس فطن ان البعض من ولاد البلد اسموه: "عمر عبد الكافر"، وانا اعرف انه اسم لا يجوز، ولكنها حذاقة ولاد البلد، واظن ان الجميع يعرف حديث رسول الله صلى اله عليه وسلم فيما معناه: من اذى ذميا فقد اذاني.
وبعدين نيجى لتغيير نظام الحكم، تغيير نظام الحكم مش سهل كده، نشيل حسنى مبارك ونجيب الملا زعبله وندعى انه ها يحكم بالاسلام وان الناس بتحبه؟ طب فرضا حتى لو ده حصل ايه ها يكون رد الفعل الداخلى والخارجى؟ تفتكر امريكا ها تسيبك؟ تفتكر اسرائيل ها تسيبك؟ تفتكر الجيش ها يقعد ساكت ومش ها يعمل حاجة؟
والجيش المصرى كمان طبعا مش ها يدعم النظام الدينى الجديد! واظن لا يخفى عليكم ما حدث فى الجزائر! وما ادراك ما الجيش! ده داخل فى كل حاجة فى مصر: الوزراء والمحافظين والمحليات والهيئات، ده حتى دار الاوبرا بتاعة الباليه والسيمفونيات ماسكها لواء جيش، والجيش نظامه لا يسمح بتغلغل التيار الدينى مثل ايام السادات، ده حتى المدنى اللى مربى دقنه مش مسموح يدخل نوادى ومستشفيات الجيش.
يبقى فى الحالة دى الثورة الاسلامية المجيدة ها تجيب لنا بلوة جديدة الا وهي انقلاب عسكرى جديد! ونرجع نرزح تحت حكم شمولى عسكرى من تانى زي ايام ناصر! ان اخر ما نريده الان فى مصر هو حدوث انقلاب عسكري، او حرب اهلية لا قدر الله ولكنه احتمال وارد، فذلك ليس الا من مصلحة اعداؤنا.
وربما يحدث السيناريو التالي: امريكا ها تيجى تحتلك تانى يوم وفى خلال عشرين يوم زي ما حصل في العراق، اكيد ها يبقى فيه مقاومة، او اتمنى ذلك، لكنهم فى النهاية سيحتلوننا كما احتلنا الانجليز من قبل، وسوف يقولون انهم يحمون مصالح الاقباط، وهى فى الحقيقة بتحمى مصالح اسرائيل وحدود اسرائيل.
والان في عصرنا هذا عصر القطب الواحد امريكا لا رادع لها فقد كان عبد الناصر يحتمى فى السوفيت والان لا يوجد سوفيت ولا يحزنون، ولا يوجد خروشوف يخلع الحذاء يضرب به على منضدة الامم المتحدة، او يهدد برشق امريكا بالصواريخ النووية، فروسيا الان حيوان منزلى اليف يكره المسلمين فى الشيشان ويحب اسرائيل التى اكبر جالية يهودية بها الجالية الروسية.
واسرائيل مش ها تكدب خبر وها تدخل تضم سيناء، ويمكن تاخد بورسعيد ودمياط والاسماعيلية والسويس المره دى، ويمكن الشرقية والقليوبية كمان.
العملية مش سهلة ولا سبهللة ولا هبولى ولا واحد بيجعجع ويقول لحسنى مبارك استقيل، وهو نفسه مش عارف لما حسنى يستقيل ها يعمل ايه؟ ما عندوش خطة داخلية ولا خارجية ولا مهلبية للحكم، العملية اعقد من ذلك بكثير وبها الكثير من الاطراف.
وانا قناعتي الشخصية تتمثل في ان سياسة حسني مبارك الخارجية ابتعدت عن الشعارات الجوفاء، والتزم بوقائع العالم ومستجداته وعرف من اين تؤكل الكتف في السياسة الدولية، فجنبنا حروبا عنترية لا داعي لها ولا طاقة لنا عليها ورحم الله السادات صاحب الفضل، ولكن كان يجب الاستفادة من سنين السلم، وهو مالم يحدث في عصر مبارك، في النهوض بمصر اقتصاديا وعلميا واجتماعيا لتتبوأ مركز يليق بتاريخها وقيادتها، وتصبح مرهوبة الجانب من قبل اعدائها، وللاسف يجب ان اقول ان السياسة الداخلية لحسني مبارك فاشلة بكل المقاييس ونتائجها هي بطالة وعنوسة وفقر واضحين للعيان.
والخلاصة عن عصر ما بعد مبارك فربنا يلطف بنا، فالديمقراطية الغربية تعني تسلق الاخوان لها بلا شك، ليس بسبب شعبيتهم ولكن بسبب تنظيمهم ولا مبالاة باقي الشعب، ثم بعد وصولهم سيلغونها كمن يلقي بالسلم الذي اوصله، وهذه مصيبة لان الاخوان فارغون من المحتوى وليس لديهم برنامج محدد، واخشى بعد ان يتسلم المعتدلون منهم السلطة ان يزيحهم المتطرفون فنصير مثل افغانستان او ايران او الجزائر، اناس يزعمون ان الله يتكلم من افواههم والعياذ بالله، والاخوان لن يحلوا مشاكلنا الاقتصادية ولا الاجتماعية بل ربما يحرمون ويحللون فقط عادتهم دائما، وفي حال توريث السلطة او تسليمها لمن لا يرضاه الشعب فاتوقع ظهور ميليشيات عسكرية وخروج الاسلحة من مخابئها وربما قيام حرب اهلية واتوقع حدوث السيناريو السابق اعلاه ايضا.
لهذا اقول ربنا يلطف بنا، والحل الوحيد هو رفع مستوى الوعي الشعبي بمن يصلح ومن لا يصلح، حتى لا يختارون نفس الاختيار الذي اختاره الالمان عندما انتخبوا بكامل ارادتهم هتلر مستشارا!
23:55 Posted in صفحات الغلاف, وائل عباس | Permalink | Comments (7)