محاكمة أيمن نور
محكمة باب الخلق
28 يونيو 2005
تغطية وتصوير نورا يونس ووائل عباس

كتبت نورا يونس

كانت أول مرة أحضر محاكمة. بس كانت فعلا مهزلة. فى اليوم السابق للمحاكمة ذهبت لمقابلة القاضى لاستخراج تصاريح قاللى "مفيش! اللى عايز يدخل أهلا وسهلا. الجلسة علنية ومفتوحة للجميع." (يجب التنوية ان مقابلة القاضى دى ماكانتش حاجة سهلة بس ما علينا) قلتلة بس سيادتك القاعة صغيرة جدا يادوب تاخد المحامين. ازاى اضمن دخول الكاميرات؟ "يعنى عايزة ايه؟ أهدلك الحيطة؟" ..! لا ماتتعبش نفسك.

السابعة صباح المحاكمة: فريق المصورين "احنا وصلنا. المحكمة فاضية تماما من أى شخص غير الأمن ومانعينا من دخول القاعة".

الثامنة والنصف صباحا: "فية احتكاكات قوية من الأمن. محمد (مسؤل الصوت) اتعور فى دراعه. ضرب وعجن وزق. لسة مش عارفين ندخل"

التاسعة صباحا فى التاكسى، عدينا أمام نقابة الصحفيين ملقيناش أمن. السائق "أصلهم النهاردة مش فاضيين للنقابة. عندهم شغلانة تانية" الطريق كان مفتوح. بعدها عرفت أن الشارع أغلق تماما من الميدان للميدان.





فوازير رمضان: كم عدد أفراد وعربات الأمن المركزى والقوات الخاصة خصصها العادلى لحفظ الأمن فى محاكمة أيمن نور؟


جميلة اسماعيل أمضت الليلة السابقة مع أفراد من حزب الغد فى خناقات مستمرة لتعليق اللافتات

 





جميلة ونور وشادى ينظرون الى باب المحكمة الرئيسى حيث احتلت قوات "الأمن" باب المحكمة والمدخل والسلم والرصيف وقامت بدفع المتضامنين مع أيمن نور من فوق السلم.. تكرر سماع صرخات أثناء السقوط..

بعد فترة من الضغط والحشر سمحوا لعائلة أيمن نور فقط بالدخول أما الاعلام والمصورين والمتضامنين فاستمروا فريسة للعجن لمدة 20 دقيقة وبعدها سمحوا للاعلام بالدخول بس من الباب الجانبى وبالكارنية فقط.

ورغم الجيش الذى احتل المحكمة فوجئت فى الداخل بعدة مئات من المتضامنين مع أيمن نور. أكيد كانوا هنا من بدرى.

داخل المحكمة هتفوا "فضيحة.. فضيحة" عندما رفضوا السماح لأيمن نور بدخول القاعة فى الدور الاول فذهب الى رئيس المحكمة فى الدور الثانى الذى سمعت انه رفض مقابلته وانتهى الأمر عند رئيس النيابة فى الدور الثالث حيث وقف شادى على الباب فى انتظار والده على أمل أن تنتهى هذه المهزلة سريعا. طبعا كل التحركات دى تمت بعناء شديد. كل طرقة أو مدخل كانت محتلة تماما بتشكيلات فنية من المخبرين والامن المركزى والضباط فى زى أبيض وأسود. الجديد أنه مداخل الطرقات أغلقت بالموانع الحديدية التى يستخدمونها عادة لاغلاق الشوارع وخلفها صفوف الضباط! احنا فين؟؟ كان ممكن جميلة اسماعيل تقدم أحلى من برنامجها وما كانش حد هيعرف يحذر ويفزر أن دى المفروض محكمة.



بعد فترة من المهاترات تم السماح لنا بالعبور من البوابة التى شكلتها كتل من الأمن المركزى والضباط والمتاريس الحديدية وذلك بعد الاطلاع على الكارنيهات الصحفية. أصبحنا والحمد لله فى الطرقة المؤدية لقاعة المحاكمة. هم يضحك وهم يبكى!

بعد معركة أخرى دخلنا القاعة نفسها.. ابتسم.. أنت فى مهزلة وزارة العدل!!




وقف المحامين والمصورين والحضور فوق أى حاجة ينفع يتوقف عليها!



حتى قفص الاتهام نفسه



محامين اتوا للتضامن مع ايمن نور



بينما جلست جميلة ونور في الخلف ..


ومازال العجن مستمرا

وحيث وجد أيمن نور زاد معدل العجن الطاق طاقين..

أحد أعضاء لجنة الدفاع عن أيمن نور دخل القاعة بملابس ممزقة بعد أن تعرض للشد والضرب

 

بدأت الجلسة وطبعا الرؤية كانت منعدمة والصوت مسموع بالعافية.. اللى قدرت أنا أسمعه أن لجنة الدفاع عن نور طلبت ضم ملفات وأوراق للقضية وطلبت مثول قائمة طويلة أمام المحكمة من اللجنة التشريعية بمجلس الشعب ولجنة شؤن الاحزاب وحبيب العادلى وغيرهم.. أكيد تفاصيل الدفاع هتنشر فى جريدة الغد.. طلبوا أيضا اخلاء القاعة من الامن بكافة أشكاله والمخبرين الذين ملاوا القاعة.. تنوعت الملابس الرسمية بينما امتلأت القاعة بالمخبرين..









تقدمت عدة أمتار للأمام.. واحد محامى للخصم طلب من أيمن نور تقديم شهادة الدكتوراه للمحكمة وقال أنه مش دكتور.. وعمره ما شاف الدكتوراة فى حياته.. ولو كان دكتور يثبت لنا من أنهى جامعة ودكتوراه فى أيه.. لكن الناس ضحكت أكتر لما اتهم أيمن نور بتزوير توكيل والده المتوفى! وهنا هب والد أيمن - المتوفي !!! - واقفا بصوت مرتفع رغم كبر سنه "أنت بتقول ايه؟ ايه الكلام الفارغ ده؟"



اشتبك باقى المتهمين داخل القفص مع أيمن نور "وديتنا فى داهية.. حرام عليك"





أيمن نور كان هادىء وواثق من براءته "ولو بعد حين" كما قال.

علامة النصر من داخل القفص!

فين العدل؟.. عايزين حكومة حرة.. العدالة لايمن نور.. يا مبارك قول الحق، انت ظالم ولا لأ؟.. عمر الظلم ما غير فكرة.. عمر القهر ما أخر بكرة.. ابنى فى سور السجن وعلى.. بكرة الثورة تقوم ما تخلى.. وابعت هات لنا ميت شاويش.. آه يا حكومة ما تختشيش.. الصحافة فين؟ الارهاب اهه!..

أصداء تعالت بقوة فى صحن المحكمة وفى الشارع.. وفرضت نفسها داخل القاعة كلما فتح الباب أحد المخبرين.. علمت بعد ذلك أن عدد المتضامنين مع نور فى الخارج كان حوالى ألفين رغم الاحتلال الأمنى للشوارع والقاعة والطرقات والسلالم! 

رفعت الجلسة على أن تستكمل يوم الخميس 30/6/05 فى التاسعة صباحا.. وظل أيمن نور داخل القفص حوالى نصف ساعة بعد انتهاء الجلسة وخروج الحاضرين بحجة أنهم يبحثون عن المفتاح!!

 

خارج القاعة استقبلنا خبر وفاة أحد المتضامنين مع نور الذى سقط ضحية للحصار الأمنى!!!

تدافعت عشرات الصفوف من الامن بالدروع والعصيان وسدوا كافة المخارج وسمحوا فقط بمرور أيمن نور بينما منعت جميلة اسماعيل من الخروج. توجهت للباب الجانبى فقالوا لها أيضا "ممنوع، روحى الباب التانى" فما كان منها الا أن جلست على الأرض!!

وعلى هامش الثكنة العسكرية والمحاكمة المهزلة وفقد انسان لحياته تحت الحصار الأمنى، اكتشف أحد المراسلين الاجانب سرقة كاميرا ديجيتال وعندما توجه الى مكتب الأمن للابلاغ عنها قيل له يتوجه الى قسم الشرطة لان دى مش مسؤليتهم!! حشرت نفسى فى الموضوع وسألت الضابط أمال انتم هنا بتعملوا ايه؟ قاللى احنا هنا بنأمن المكان فقط!

كتب وائل عباس

المرور في شرق القاهرة متوقف تماما العباسية وشارع الجيش
وصلت الى ميدان باب الشعرية بشق الانفس وبسرعة السلحفاة لاجد الميدان مغلق باسيجة حديدية في وجه السيارات والسيارات متوقفة منذ الصباح وبمرور الوقت يزداد المرور تازما فالمتوجه الى شارع بورسعيد والموسكي امه داعية عليه واللي رايح العتبة واقف قدامه اللي رايح الموسكي وسادد الطريق ... مهزلة بكل المقاييس وعلمت ان الامر نفسه حادث في شارع بورسعيد من عند السيدة زينب !!!
منطقة الظاهر وباب الشعرية وغمرة اصبحت لا تطاق ومتكربسة فوق بعضها
ادركت انه لا امل لي في الوصول فمشيت حتى محطة متروغمرة وركبت المترو ثم غيرت الى الخط الاخر في رمسيس
ونزلت في محطة العتبة وطبعا لم تكن هناك اي مواصلة في شارع الازهر حتى ان التاكسيات تحولت الى ميكروباصات بالنفر بسبب انعدام وسائل المواصلات
مشيت شارع الازهر حتى الموسكي لافاجا بالكوبري مغلقا والشارع مغلق بسيارات نقل ضخمة من بتوع نقل الخرسانة مكتوب عليها الانقاذ المركزي !!!
مش عارف ايه الانقاذ المركزي ده صراحة بس شكله ابن عم الامن المركزي ...
بعا وصلت متاخر جدا بعد المغامرات والرحلات اللي عملتها دي وقابلت نورا ومعاها مراسل بي بي اس اللي اتسرقت كاميرته الصغيرة
من الواضح ان الامن المصري حريص على عدم دخول المحامين والصحفيين المحكمة لكن بيفوت النشالين والحرامية
والكلام مهدى للوقا بباوي بعد العبط اللي قاله في قناة دريم 2
سمعت ان اجهزة موبايل وكاميرات اخرى اتنشلت جوه المحكمة ...

لكن الحمد لله لقيت نورا عرفت تدخل وعرفت تصور والصراحة صور عبقرية عبقرية !!!

بس برضه يموت الزمار وايده بتلعب ...
ما قدرتش اروح من غير ما القطلي كان صورة كده علىالماشي
فكانت هذه الصور لايمن نور عند مغادرته المحكمة











جَريدَةُ الوَعْيُ المِصْري الإلكترُونِيَّة
www.misrdigital.com
www.misrdigital.co.uk.tt
www.misrdigital.tk

رئيس التحرير
editor@misrdigital.com
misrdigital@yahoo.co.uk