كتبت: شاهيناز عبد السلام - الاسكندرية
 
إعتقالات و إرهاب في مظاهرات كفاية


كان يوما صعبا اليوم و إن كنت أعتبره البداية الحقيقة للكفاح
من أجل المطالبة بحقوقنا حقنا في الحرية حقنا في الإختيار
اليوم بدأت المعركة الحقيقية فقد بدأت الدولة البوليسية أن تكشر عن أنيابها
و تمارس متعتها و شغلتها في الإرهاب
ذهبت اليوم مظاهرة كفاية في الإسكندرية و كان مكانها في المنشية بمحكمة الحقانية

إستقليت تاكسي ووصلت في الثانية عشرة و النصف
لكن التاكسي لم يستطع حتى أن يصل للمحكمة فنزلت على بعد أمتار منها
و هذة المرة رايت ما لم أتوقعة كان المنظر مرعبا حقا هذة المرة كانت اعداد العسكر مهوله و على الصفين
بأيديهم حبال برتقالية اللون لم أعرف لما هذة الأحبال حتى رأيتهم
فجأة يمسكونها بينهم أي كان كل إثنين ممسكين بطرفي حبل و بهذة الطريقة
المبتكرة أغلقوا الممرات و الشارع فجريت حتى أعبر قبل أن يكملوا غلق
الطريق بتلك الحبال و وصلت فعلا أمام المحكمة لأجد العشرات و العشرات
من رجال الشرطة بالملابس العسكرية فدخلت مسرعة من باب المحكمة لاجد بالداخل
العشرات و العشرات أيضا من رجال أمن الدولة هذة المرة بملابس مدنية والنظارات السوداء
و المسدسات الثقيلة يحملونها فوق مؤخراتهم
وجوه منهم كنت قد رأيتها في مظاهرة كفاية الماضية و اخرون لم أرهم من قبل
كانوا يتجولون و يتجولون بالبهو ثم بدأت أرى من اتى للمشاركة في المظاهرة
إقتربت من بعضهم و بدأنا نتحدث فإذا برجال أمن الدولة يمرون بجانبنا
و أذنهم مترطقة تريد أن تسمع ما نقول ,تجمع حوالي عشرين للمظاهرة و لكننا كنا ننتظر
أن ياتي من سوف يعطونا الملصقات الخاصة بكفاية و ظللنا ننتظر و ننتظر و بدأ الجميع يتسألون
أين هم؟ لقد إختفوا و لم يأتوا ماذا سنفعل إذن ؟ و بدأ رجال أمن الدولة يحصاروننا أكثر فأكثر
جلست قليلا لأرتاح و فتحت حقيبتي أخرج شيئا فإذا بعشرة رجال من ذوي الملابس المدنية
من حولي يتظرون معي في حقيبتي و كدت أصاب بالغثيان من غباءهم ,بدات أقلق انا أيضا فالوقت يمر
و لم نخرج بعد ,قلت لنفسي و لم لا أكتب كفاية على ورقة و الكل يفعل ذلك ثم نخرج للمظاهرة
و بما ان الجو كان ملبدا بأمن الدوله ذهبت للحمام قذر بالمحكمة و بدأت أخرج الورق و أكتب عليه بسرعة
,كتبت كثيرا ثم خرجت لأرى أنه لا احد إلا بتوع امن الدوله في البهو فتعجبت
و صعدت للطابق الأول بالمحكمة حيث هناك مقهى و قلت ربما ينتظرون به
و عندما هممت الصعود وجدت رجل من الرجال ذوي النظارات السوداء يصعد خلفي فوقفت على السلمة فوقف
فلاعبته قليلا و كنت أصعد فالتفت ورائي لاراه يقف ثم ينظر في إتجاه أخرو يبدو هذا تمويه على غرار
المخبر أبو الجرنال المخروم في الأفلام القديمة ,دخلت المقهى و لم أجد أحدا فنزلت لأجد صاحب النظارة السوداء
امامي فكان لابدأن أسأله و في براءة سألته: لو سمحت متعرفش الناس بتوع مظاهرة كفاية إنهارده راحوا فين؟"
فرد علي متهجما متعجبا "إيه؟" فكررت سؤالي عليه "بتوع كفاية راحوا فين؟" فرد بصوت خشن "لا معرفش والله"
فأبتسمت في وجهه و قلت له شكرا
نزلت في البهو و كنت وحدي فغقترب مني شخص و قال لي أنتي جيه للمظاهرة
قلت له نعم فرد علي لقد ألغيت المظاهرة و الجو ملبش اوي و قبضوا على كان معه الملصقات

وهنا وجدت أحد الكبار من أمن الدولة يقترب منا و هو رامي ودنه كالعادة فوجهت إليه و قلت له
إنها مظاهرة سلمية و لسنا مجرمون فلما كل هذة الحشود و لما كل هذا العسكر؟
فرد علي قائلا إنه تدريب و مناروة للجنود؟
فقلت له طيب و مشيت و سبته يملؤني الحزن و قلت لهم برافو
عرفتوا تخوفوا الناس سبنهلكم مخضرة إعملوا أنتو بقى المظاهرة و تركت بهو المحكمة و فيه ما لا يقل عن
خمسين إرهابيا بالنظارت السوداء و المسدسات الثقيلة و الوكي توكي
لكنهم لم يتركوني فقد رايت إثنين من ذوي النظارات السوداء
و المسدسات الثقيلة يهرلون خلفي و ظلوا ورائي لم يتركوني على مسافة بعيدة و قد ظللت أمشي و أمشي
ثم إستوقفت تاكسي و ذهبت لمكان ما
و علمت فيما بعد أن في القاهرة أيضا كان هناك مجازر و إعتقالات و أنهم قد إعتقلوا كمال خليل و أخرون
و ان الموقف متوتر في القاهرة و هناك إعتصاما من أجل المعتقلين
كانت الأمور صعبة هذة المرة و أرادوا فعلا أن يهدموا المظاهرة من اساسها فإعتقلوا البعض و أرهبواالبعض
و ربما أيضا كانت هناك بعض الأخطاء بتركيز ملصقات كفايه مع أشخاص بعينها فعندما تم إعتقالهم
لم يجدالأخرون بديلا .
و رغم الإعتقالات و الإرهاب فإن كفاية مستمرة للنهاية و سوف تقوى و تستمر لانها حركة شرعية
و مطالبها شرعية "لا للتمديد لا للتوريث لا للطوراىء"
و من حقنا ان نتظاهر سلميا و نعبر عن رأينا دون أن يعتقلنا أو يرهبنا احدا فهذا حق يكفله الدستور
و إن مصر هي بلد المصريين كلهم و ليست ملكا لمبارك ولا حاشيته
كفاية يا مبارك كفاية كفاية كفاية مش عوزينك
إستحملي يا كفاية هي دي البداية



 

جَريدَةُ الوَعْيُ المِصْري الإلكترُونِيَّة
www.misrdigital.co.uk.tt
www.misrdigital.tk
المحرر
misrdigital@yahoo.co.uk