مظاهرة بالشموع عند ضريح سعد
زغلول
تصوير: وائل عباس - شاهيناز عبد السلام
تعليق : شاهيناز عبد السلام
كانت هي المرة الأولى التي أذهب فيها إلى هذا المكان الطاهر "مقام" الحرية
حيث ضريح سعد زغلول
الذي ربما كان يشاركنا و كان سعيدا و هو يرى أبناء
مصر بعد أكثر من ثمانين عاما يستيقظون و يصيحون ضد الظلم و الطغيان مرة أخرى
وأمام ضريح الحرية ضريح الامل أمام ضريح سعد زغلول و في نفس المكان الذي إرتكب فيه
النظام الفاشل
ببلطجيته و كلابه البوليسية المسعورة جرم لا يغتفر في حق نساء و رجال شرفاء ,جرم لن
تمحوه إلا محاكمة عادلة لكل
المجرمين و الكلاب المسعورة التي إرتكبته تجمعنا اليوم , تجمعنا بشموع الأمل و
الغضب إلا أن الأمل كان مسيطرا
فبينما كان الغضب و السخط هو السائد يوم الأربعاء الماضي 1 يونيو يوم الحداد و كانت
صرخات الغضب و الإحساس بالظلم تتعالى امام نقابة الصحفيين ,فقد تبدل المشهد اليوم
فرأيت في العيون فرحة و رضا و إمتلأ المكان
أمام ضريح سعد زغلول بأعداد كبيرة من الحاضرين وجوه رأيتها و أراها في كل موقف و
حدث و وجوه جديدة
يبدو أنها قد تشجعت و رأت أن هناك امل و هناك صحوة
و كالمعتاد كان يحيط بالمكان عساكر و ضباط من الشرطة الغاشمة إلا ان المشهد
قد تبدل هذةالمرة أيضا
فقد بدى الجيش البوليسي مكتوف و عاجز كانت على وجوههم علامات تجهم و غضب و كانت
وجوههم سوداء بما إرتكبت أيديهم من جرم و كانت ملابسهم سوداء يقفون في مكانهم الذي
إختاروه على أطراف المكان حيث الظلام الذي لف أجسادهم و عقولهم حتى أصبحوا عمي
العقول و القلوب
أما نحن فكنا نقف حيث إخترنا أيضا ممسكين بشموعنا موقدة و كلما أتى ذلك النسيم
الخفيف ليطفئها
كنا نعود فنوقدها من شموع بعضنا البعض كانت في أيدينا و قلوبنا و أعيننا الشموع
و قد شعرت بنوع من الغبطة و أنا أنظر لرجال الأمن في هذا الوضع و ربما أحسست
بالتشفي أيضا كنت أنظر إليهم
و في عقلي أقول كم من الأبرياء روعتم و كم من الشرفاء ضربتم و كم من الأحرار حبستم
و أنتهكتم ,كنت أشعر و أرى في عيون الحاضرين
نظرات الإنتصار و كان الكل يتبادل الضحكات و الأحاديث مرة أخرى نساء و رجال و شباب
و كهول و أطفال الكل جاء ليحمل الشموع و "كفاية" وعلم مصر , مصر التي هي مصر كل
هؤلاء , مصر المصريين و ليست مصر مبارك .
في البداية حضر أيمن نور رئيس حزب الغد لوقت قصير و إلتفت حوله بعض
الفضائيات تتحدث معه و لم يقض وقتا طويلا ثم إنصرف و أيضا كان هذا الرجل الشجاع
الأستاذ جورج إسحاق المنسق العام ل "كفاية" يتحرك بين الحاضرين
و يحي الجميع و يبتسم و على وجهه علامات الرضا و أيضا الأستاذ كمال خليل و محمد عبد
القدوس
كما جاءت الكثير من القنوات الفضائية لتغطي الحدث إلاانني لم ارى قناة "الجزيرة" و
إن حضر مدير مكتبها في القاهرة على ما يبدو بصفة شخصية و كان هناك حديث عن ان
"الجزيرة" باعتنا خلاص بعد ان ذهب أسامة الباز بنفسه إلى قطر و كما ذكرت االدستور
اليوم وبان أسامة الباز قام بتهديد الأسرة المالكة التي تملك حصة لا بأس بها من
الجزيرة حيث هدد بأن نظام مبارك لديه أدلة تدين بعض أعضاء الأسرة الحاكمة القطرية
ببعض الجرائم الدولية و حدد معهم شكل التغطية المطلوبه من قناة الجزيرة و طبعا
لتكون في مصلحة الديكتاتور و أسرته و بالطبع هذا مؤسف و لكن مش مهم
و اليوم بعد هذاالحضور الكبير أستطيع أن أقول ان كفاية أثبتت بجدارة أنها حركة
شعبية مصرية 100% حركت و غيرت نبض الشارع و حتى انني أصبحت لا اعرف أيهما أقول هل
أقول أن المصريين في كفاية أم ان كفاية هي التي في المصريين
|
صور من موقع منال وعلاء